صفحات الحوار

أدونيس في حواره اليوم 20 نيسان على العربية حول الاحتجاجات السورية

 


س: هل تسمي مايجري اليوم انتفاضات أو ثورات أو …؟

ج: أفضل تسمية (حركة تمرّد شبابية) لأنها تلقائية وليس لها إطار نظري مسبق كما يمكن أن يفهم من التسميات الأخرى.

س: أين تضع مايحدث اليوم من كتابك (الثابت والمتحول)؟

ج: هو بداية التمرد على الثابت، لكن لانعرف بعد إلى ماذا سيتحول.

س: هل توقعت مايحدث الآن؟

ج: لا. لقد فوجئت به، وانا سعيد بهذه المفاجأة، لأني قبله كنت متشائما. مع ذلك أجد ماحدث نتيجة اختمار طويل للأسئلة التي طرحها المفكرون العرب، وليس من العدم.

س: ماتوقعاتك للقادم؟

ج: لاأعرف. إن سورية هي الأكثر تقدما بين البلاد العربية (نتيجة التاريخ والتعددية وغيرها)، لكني أخشى أن يتحول الأمر إلى حرب أهلية. سيكون هذا النظام هو الأشد شراسة في القمع من أي مكان آخر، والتمرد عليه سيكون هو الأشد أيضا. آمل أن يمتلك الحزب الشجاعة -ويفترض به ذلك- كي يجدد نفسه، وهذا مايجدر بجميع القادة فعله إن كانوا يرون أنفسهم قادة و ليسوا مجرد أصحاب شركات.

س: لماذا نحن غائبون عن فعل التاريخ (إلا بعض المهاجرين)؟

ج: لقد أنتجنا حضارة كبيرة، لكنا لم نبني دولة أو مجتمعا مدنيا منذ 15 قرناً وهذا بسبب أدلجة الدين وتحويله إلى أداة سياسية. يجب الفصل بين الدين والدولة. الدين يبقى لتنظيم العلاقة بين الفرد والغيبي، أما الإيديولوجية الدينية فهي تنفي الآخر. تنظر إليه على أنه كافر. وفي هذه البيئة وجد حزب البعث، فجاء هو الآخر عقائديا، وإذا لم ينجح في تجديد نفسه سيجرفه التيار. مايحدث اختبار للنظام وللدولة ولبنيتها ورؤيتها الثقافية والسياسية.

س: هل تعتقد بإمكانية الإصلاح؟

ج: هناك فئات مستفيدة من الحكم لاتريد التغيير. الرئيس تحدث عن ضرورة الإصلاح، لكن الواقع جاء مختلفا مما يدلّ على وجود صراعات داخلية في الحكومة.

س: لو حدث التغيير هل ستدفع الطائفة العلوية (التي انت منها) الثمن؟

ج: لا. لأن النظام غير طائفي رغم وجود متنفذين فيه من العلويين. هناك فقراء علويون كثر، وعدد من المفكرين الذين طالبوا بالحريات على مدى سنين طويلة هم من العلويين. الخوف أن يجر الآخرون الموضوع إلى هذه الوجهة. هناك خوف من إدخال العنف في المعارضة. يجب ألا نتكلم بلغة العنف حتى لو كان النظام هكذا وإلا لكانت المعارضة لاتختلف عنه. خطاب المعارضة لم يشر إلى فصل الدين عن الدولة وضرورة تغيير المؤسسات كاملة.

س: مارأيك بخروج المظاهرات من الجامع؟

ج: لاأنضم لمظاهرة تخرج من الجامع، لكن لاأقبل أن تواجَه بالعنف. الخروج من الجامع لايفهم إلا بالمعنى السياسي الديني. أفضل مظاهرات تخرج إلى الساحات كما حدث في مصر، فالساحات هي للجميع. لماذا لم نرَ مظاهرات تخرج من الكنيسة مثلا؟! لكني من جهة أخرى أرى انه يجب دعم هذا التمرد حتى لو خرج من المسجد ويجب التعاون معه ضمن الحدود. باسم الوحدة تمزقنا. باسم الحرية -أظن العبارة هنا- صرنا طائفيين، وباسم الاشتراكية صرنا فقراء. آمل أن ننجح في الخروج من النفق الذي علقنا به منذ خمسين عاما، وأن ننجح بمقاطعة القديم. إني آمل وأعمل لذلك.

 

 

أدونيس في حواره اليوم 20 نيسان على العربية حول الاحتجاجات السورية

س: هل تسمي مايجري اليوم انتفاضات أو ثورات أو …؟

ج: أفضل تسمية (حركة تمرّد شبابية) لأنها تلقائية وليس لها إطار نظري مسبق كما يمكن أن يفهم من التسميات الأخرى.

س: أين تضع مايحدث اليوم من كتابك (الثابت والمتحول)؟

ج: هو بداية التمرد على الثابت، لكن لانعرف بعد إلى ماذا سيتحول.

س: هل توقعت مايحدث الآن؟

ج: لا. لقد فوجئت به، وانا سعيد بهذه المفاجأة، لأني قبله كنت متشائما. مع ذلك أجد ماحدث نتيجة اختمار طويل للأسئلة التي طرحها المفكرون العرب، وليس من العدم.

س: ماتوقعاتك للقادم؟

ج: لاأعرف. إن سورية هي الأكثر تقدما بين البلاد العربية (نتيجة التاريخ والتعددية وغيرها)، لكني أخشى أن يتحول الأمر إلى حرب أهلية. سيكون هذا النظام هو الأشد شراسة في القمع من أي مكان آخر، والتمرد عليه سيكون هو الأشد أيضا. آمل أن يمتلك الحزب الشجاعة -ويفترض به ذلك- كي يجدد نفسه، وهذا مايجدر بجميع القادة فعله إن كانوا يرون أنفسهم قادة و ليسوا مجرد أصحاب شركات.

س: لماذا نحن غائبون عن فعل التاريخ (إلا بعض المهاجرين)؟

ج: لقد أنتجنا حضارة كبيرة، لكنا لم نبني دولة أو مجتمعا مدنيا منذ 15 قرناً وهذا بسبب أدلجة الدين وتحويله إلى أداة سياسية. يجب الفصل بين الدين والدولة. الدين يبقى لتنظيم العلاقة بين الفرد والغيبي، أما الإيديولوجية الدينية فهي تنفي الآخر. تنظر إليه على أنه كافر. وفي هذه البيئة وجد حزب البعث، فجاء هو الآخر عقائديا، وإذا لم ينجح في تجديد نفسه سيجرفه التيار. مايحدث اختبار للنظام وللدولة ولبنيتها ورؤيتها الثقافية والسياسية.

س: هل تعتقد بإمكانية الإصلاح؟

ج: هناك فئات مستفيدة من الحكم لاتريد التغيير. الرئيس تحدث عن ضرورة الإصلاح، لكن الواقع جاء مختلفا مما يدلّ على وجود صراعات داخلية في الحكومة.

س: لو حدث التغيير هل ستدفع الطائفة العلوية (التي انت منها) الثمن؟

ج: لا. لأن النظام غير طائفي رغم وجود متنفذين فيه من العلويين. هناك فقراء علويون كثر، وعدد من المفكرين الذين طالبوا بالحريات على مدى سنين طويلة هم من العلويين. الخوف أن يجر الآخرون الموضوع إلى هذه الوجهة. هناك خوف من إدخال العنف في المعارضة. يجب ألا نتكلم بلغة العنف حتى لو كان النظام هكذا وإلا لكانت المعارضة لاتختلف عنه. خطاب المعارضة لم يشر إلى فصل الدين عن الدولة وضرورة تغيير المؤسسات كاملة.

س: مارأيك بخروج المظاهرات من الجامع؟

ج: لاأنضم لمظاهرة تخرج من الجامع، لكن لاأقبل أن تواجَه بالعنف. الخروج من الجامع لايفهم إلا بالمعنى السياسي الديني. أفضل مظاهرات تخرج إلى الساحات كما حدث في مصر، فالساحات هي للجميع. لماذا لم نرَ مظاهرات تخرج من الكنيسة مثلا؟! لكني من جهة أخرى أرى انه يجب دعم هذا التمرد حتى لو خرج من المسجد ويجب التعاون معه ضمن الحدود. باسم الوحدة تمزقنا. باسم الحرية -أظن العبارة هنا- صرنا طائفيين، وباسم الاشتراكية صرنا فقراء. آمل أن ننجح في الخروج من النفق الذي علقنا به منذ خمسين عاما، وأن ننجح بمقاطعة القديم. إني آمل وأعمل لذلك.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى