صفحات الثقافة

أدونيس لمجلة “لوبوان” الفرنسية: العلويون هم أول من قاتل نظام الأسد

 

                                            ترجمة: ع.ر

أجرت الصحافية الفرنسية فاليري ماران لمسلي حواراً مع أدونيس في مجلة “لوبوان” الفرنسية في عددها الحالي، حول السياسة والدين والشعر. هنا مقاطع نترجمها الى العربية؟

[ في حزيران 2012 وجهت رسالة مفتوحة الى بشار الأسد طالبته فيها بأن يقيم الديموقراطية، قبل أن تدعوه قبل شهرين من ذلك عن طريق الصحافة، الى الاستقالة، كيف استقبلت خطبته؟

ـ أنا لست رجل سياسة، أنا شاعر(!). ما يهمني يكمن في حرية الفرد والمجتمع المدني الذي يتيح تحرير المرأة من القانون الديني. لم تحمل جديداً خطبة الرئيس، لكن لا شيء كذلك جديداً عند المعارضة، التي لا يختلف خطابها تقريباً عنه بالنسبة الى ما هو أساسي عندي: تحرير المجتمع من القيود الدينية. فلا السلطة ولا المعارضة تتقدمان هذه الحرية المادية.. التدخلات الأجنبية تتكلم عن “ثورة سورية”، في الوقت الذي لا يمكن وجود ثورة من دون فصل الدين عن الثقافة والدين(…).

[ أنت تتحدر من الأقلية العلوية، والتي ينتسب إليها بشار الأسد. ما معنى هذا الانتماء في السياق الراهن؟

ـ يجب عدم الخلط بين شعب كامل بشخص واحد، ولا نظام مع شخص واحد، ولا حتى أقلية مع شخص واحد، وعلى هذا، فالعلويون أول من قاتلوا نظام الأسد.

[ هل الشعر سلاح سياسي؟

ـ أرفض أن يكون الشعر أداة. والتجربة التاريخية تبرهن أن الشعر الملتزم لا قيمة له. فلنأخذ ماياكوفسكي (شاعر روسي أول القرن الماضي)، أو لينين وستالين. فماذا ترين؟ لينين وستالين صارا جزءاً من التاريخ، وتخطاهما التاريخ، بينما التاريخ هو جزء من ماياكوفسكي، الذي ما زال شعره مستمراً في إضاءة الحاضر. فعلى السياسة أن تنحني أمام الشعر، لأن أي شاعر هو أهم من أي رجل سياسي. فالسياسة تقول للناس ما سبق أن عرفوه. أما الشعر، فكالحب.. لا يعيد الإنتاج، بل ينتج، يساعد على رؤية الأمور بطريقة متجددة أبداً(…).

[ منذ أطروحتك (أي أطروحة!) الفلسفية، دعوت الى فصل الدين عن السياسة. مع هذا، فالتطوّر في العالم العربي يقول العكس.

ـ المسألة تكمن في معرفة إذا كان الكائن الإنساني موجود لخلق عالم قابل للحياة، أو لوراثة الماضي. فالكائن الإنساني قادر على تغيير العالم، على عكس الحيوان. الشعب، وأنا جزء منه، هو تنوّع مصنوع من الأزمات بين الذين يريدون التغيير وبين الآخرين الذين يقبعون في الظلامية ويؤمنون استمرار مصالحهم. الديموقراطية ترتكب أخطاء كذلك. فهتلر وصل عبر الديموقراطية. في بلداننا العربية لم نعرف إطلاقاً الديموقراطية، لا في التاريخ السياسي، ولا في تاريخنا الثقافي. وبدلاً من تسجيل خطوات لتجاوز ذلك، نغرق (نستنقع). وكل القوى الأوروبية والغربية تفضّل هذه الحالة من الغرق عند العرب بسبب مصالحها الاقتصادية. وفرنسا كذلك، لسوء الحظ، في دعمها السلفيين في تونس، اليمن، سوريا والعراق.. مع أن فرنسا بلاد الثقافة، والانفتاح على الآخر(..).

[ وراهنت على خلع قدسية اللغة العربية؟

ـ نعم، لأنه ما زالت حتى الآن كلمات ممنوعة للتعبير عن الجسد. في الماضي، كان الشعر العربي حراً لكن بعد ذلك، ما عاد مسموحاً لنا تسمية الأعضاء الجنسية! فكلمة “المهبل” واردة في القرآن في الكلام عن بكارة مريم، لكن لا نستطيع استعمالها في الشعر(…).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى