صفحات الناس

السوريون سيتحدثون بكلفة أعلى.. بدءا من أول أيلول/ سلام السعدي

 

 

بعد نحو أسبوعين، سيكون السوريون على موعد مع ارتفاع جديد في الأسعار، إذ قررت “المؤسسة السورية للاتصالات” الثلاثاء، أن تثقل كاهلهم بأعباء جديدة وذلك برفع أسعار المكالمات المحلية والقطرية والانترنت، اعتباراً من مطلع شهر أيلول القادم.

ووفقاً للأسعار الجديدة التي نشرتها المؤسسة الثلاثاء على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، يحدد أجر الاشتراك الشهري للهاتف الثابت بمبلغ 100 ليرة سورية، يتيح 100 مكالمة محلية مجانية شهرياً، فيما تبلغ أجرة المكالمة المحلية لكل ثلاث دقائق ليرة واحدة، في حين بلغت 0,75 ليرة سورية في التعرفة السابقة.

كما ارتفعت تعرفه الدقيقة القطرية في أوقات الذروة، من الساعة 9 صباحاً حتى 5 مساءً، إلى 3 ليرات بعد أن كانت 2.5 ليرة. وتحددت التعرفة من الساعة 5 مساءً حتى 10 ليلاً بـ 2.5 ليرة، بينما تحتسب الدقيقة في يوم الجمعة بـ 1.5 ليرة.

وكانت “المؤسسة السورية للاتصالات” قد بدأت رفع الأسعار قبل عام تماماً، أي في شهر آب من العام 2013. إذ تقاضت الشركة قبل ذلك مبلغ 80 ليرة فقط كتعرفة اشتراك في الهاتف الثابت، إضافة إلى 0.60 ليرة سورية عن كل 3 دقائق تعرفة للمكالمة المحلية.

ولم تكتفِ المؤسسة اليوم برفع أسعار المكالمات المحلية والقطرية، بل رفعت أسعار خدمة الانترنت بالحزمة العريضة (ADSL). وحددت أجور البوابات على النحو التالي: البوابة بسرعة 256 كيلوبايت بلغت تعرفتها الشهرية 800 ليرة بعد أن كانت 600، البوابة بسرعة 512 كيلوبايت بلغت 1000 ليرة شهرياً بعد أن كانت 900 ليرة، البوابة بسرعة 1 ميغابايت بلغت 1600 ليرة في مقابل 1400 التعرفة السابقة، البوابة بسرعة 2 ميغابايت بلغت 2800 ليرة مقابل 2400 التعرفة السابقة، البوابة 4 ميغابايت بلغت 5000 ليرة مقابل 4400 في التعرفة السابقة.

يذكر أن “المؤسسة السورية للاتصالات”، وفي سابقة فريدة من نوعها، كانت قد خفضت أسعار خدمة الانترنت في شهر آذار من العام 2012، وبنسبة وصلت حينها إلى 40 في المئة. وكأنها تعتذر اليوم عن تصرفها “الأرعن” ذاك، فتعود إلى “الصراط المستقيم” في رفع الأسعار وزيادة بؤس الغالبية الساحقة من السوريين.

كما أبقت المؤسسة الحكومية على تعرفة الاتصالات الأرضية الدولية من دون تغيير هذه المرة، وذلك بعد أن رفعتها العام الفائت بنسبة تجاوزت 58 في المئة، وشكلت في حينها صدمة كبيرة للسوريين الذين تزايدت مكالماتهم الهاتفية الدولية مع انتشارهم في كل أصقاع الأرض. فعلى سبيل المثال ارتفعت تعرفة دقيقة المكالمة الأرضية من سورية إلى لبنان من 17 ليرة إلى 27، وإلى السعودية ومصر واليمن وليبيا والأردن من 18 ليرة إلى 27 ليرة.

هكذا يترتب على السوريين دفع أسعار مرتفعة مقابل خدمات اتصال رديئة جداً جعلت “أزمة الاتصالات” دائمة وعامة تشمل جميع المدن السورية بما فيها العاصمة دمشق التي تشهد بعض إحيائها انقطاعاً يومياً للاتصالات، وهبوطاً عاماً في أداء شبكة الانترنت.

ويعود ذلك وفقاً للحكومة السورية إلى “توقف العديد من المراكز الهاتفية نتيجة التخريب وانقطاع الكهرباء، وصعوبة وصول كادر الشركة إلى بعض المناطق لإصلاح الأعطال، وصعوبة التعاقد الخارجي وتأمين قطع تبديل”. يحمل ذلك التبرير قدراً من الصحة، فالحرب المدمرة التي شنها ووسع رقعتها النظام تعد السبب الرئيسي في ضعف أداء كل القطاعات. فيما يعد الفساد وسوء الإدارة والإهمال الحكومي لقطاع الاتصالات عاملاً إضافيا يفسر تردي الخدمة.

ويصنف تقرير مؤسسة الأبحاث “فريدوم هاوس” البنية التحتية للاتصالات في سوريا ضمن “البنى الأقل تطورا في الشرق الأوسط”. كما رصد التقرير الصادر قبل نحو ستة أشهر دمار البنية التحتية لشبكة الانترنت في 7 مدن رئيسية على الأقل.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى