صفحات الناسفلورنس غزلان

أشواك في جسد الوطن علينا اقتلاعها

فلورنس غزلان

ــ  اعتدنا أن نجمع أشلاء ضحايانا، وأن نوقدها سراجاً ينير عتمة دربنا، وتناسينا أن العتمة تقبع في عقولنا وقلوبنا، وأن ضحايانا ذهبوا …لأننا علَّمناهم أن الموت صناعة رفيعة ومهنة راقية تصعد فينا نحو الأبدية.

ــ  اعتدنا على النواح حتى في الأفراح…دون أن نسأل تاريخنا المُحَمَّل بكربلاء والحرب الأهلية الأولى والثانية في لبنان، و الصومال فالعراق ثم سوريا …التي أرجو أن تكون الأخيرة في صفحاته.

ــ  اعتدنا أن نبكي أمام مرايانا .، لأنها وحدها من يعرف حقيقة وجهنا ..الذي لم يتخلص من إرث الخوف، فأنجب أيديولوجيات مشوهة الجينات ترتدي أقنعة الكذب باسم الوطن.

ــ اعتدنا في وقت الحياة القصير حين تهبط النفوس المُهَشَمة من عليائها ، أن ننتصر للكراهية ونسحق المحبة بحجة الانتصار على الضعف!…فهل رابطة محبتنا من زجاج هش ، أم من تاريخ عريق؟

ــ أتنتظرون معي برق الطوفان ، وصعود السفينة بنوحٍ لم يولد بعد ، فنعمل على خلقه وابتكاره ، أم نحافظ على ارتعاش أوراقنا المُصفَرة على شرفات التأجيل والمماطلة؟.

ــ اعتدنا أن ننتقم من أجسادنا ، حين نعجز عن إرضاء رغباتها …لأن المازوشية أحد صفات الضحية…، فهل يمكننا أن ننقذ أيام ماتبقى من جسدنا الوطني، قبل أن نرمي كراسة دمشق الأموية في بحر الناحرين والمنتحرين؟

باريس 27/4/2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى