صفحات الثقافةفلورنس غزلان

أعيدوا للمحبة والمواطنة حريتها بعد اعتقال


فلورنس غزلان

هذه الرمال المتحركة لاتسمح لي بالتقدم ولا بالتأخر..لاتسمح لي بالخروج نحو الفضاء الرحب ..أجول، أطير، ألهو كما يعيش اي إنسان حر في هذا الكون…لماذا أنا.. المواطنة السورية… أشعر بأني أغوص ..رغم أملي بنجاة ..ستأتي…من أين وكيف لاأدري؟!!..لكن الرخاوة الرملية الناعمة…تغريني بالإنسحاق.. .تخيفني من لون السماء…ترعبني من نوع اليد أو من طوق النجاة…توهمني بأن حبل السحب من الغرق…هو المشنقة بعينها!…. تهمس بأذني ..:ــ لا تقحمي نفسك بخيار كيفية الموت…لأن النهاية واحدة ، وإن تعددت الوسائل.

طاف قلبي المكسور، استقام وسبقني …تعالت صيحاته وتدفقت شرايينه…لتُحَوِّل الرمال ..إلى جُلمود!.. استطعت أن أُخرج  يداي من جحرهما..وشقت حنجرتي عباب السكون الصحراوي تطلب نجدة من آلهة الأرض، التي أدارت ظهرها لوجعي…..أحسست بأن السفن المدفونة…قبل جفاف التاريخ…قبل الفتوحات العربية..وقبل الحروب الصليبية..ستنحاز دون شكٍ إلي …تهجس بصوتها العابر للزمن…بأن…الحلم قادم …لأنك أم..الأوردة الآرامية…وحفيدة الزباء التدمرية…فلا تجزعي من ..دوامة المعابر…ولا تفقدي قدرتك على استجلاب الماء …ليبعث الحياة بالأرض من جديد.

فالوطن الذي  قتلوا فيه روح السلام…دفنوا مهد الغفران..وأحيوا في موائدهم التربوية والدينية والمجتمعية كل صنوف الأحقاد الخالية من ثمر الإنسانية..لايستطيع أن يهزم أعشاش الدبابير وجحور الأفاعي بالسهولة التي تتصورها إمرأة سورية…

انهضي من التراب..وأعيدي للسطر والحروف لغة المحبة…لغة الإحترام ، وللكتاب قُراءَهُ…وللعفو صَفحَهُ…للقبائل عيونها الخالية من الضغينة…وعاهدي..كل من يمتلك شجاعة…العودة إلى بيادر الطفولة

أن يعيدوا لغة السيف إلى  غمدها..بعد إطباق الحصار على جُند الخليفة ..ومعاهدة التضاريس الوطنية من كافة الزوايا…أنكم ستختصروا جراحكم..وستسنوا قوانينكم  ..دون سيوف أو قذائف…تحت خيمة تحمل ألوانكم منذ عشر قرون قبل المسيح.

ــ  باريس 16/11/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى