ثورة بلا اعلامصفحات مميزة

أيام الحرية: هكذا كانت البداية و هكذا نستمر ..

 

فريق الإعلامي لأيام الحرية

كانت بداية الثورة السورية مفاجأة لنا جميعاً ، فلم نكن نتوقع أن تحدث الثورة في بلد يحكمه نظام عنيف وقاس ووحشي كهذا ، بدأ الحراك الثوري بشكل تظاهرات سلمية طالبت بالحرية ، مكونة من عدد من الأفراد ، قمعها النظام بعنف ووحشية ابتداء بمحافظة درعا ، مما أشعل التظاهرات السلمية في بقية المحافظات ، استمرت تنادي للحرية ، ثم رافقها أنشطة أخرى سلمية منها إلصاق المناشير و توزيعها وإطلاق البالونات التي تحمل عبارات تنادي بالحرية والسبيكرات التي أنشدت أغاني الثورة.

حركات العصيان المدني هذه جذبت إلى الثورة شرائح اجتماعية كانت لا تزال صامتة ولم تحدد موقفها بعد ، حتى رأت عنف النظام وقمعه ضد حركات سلمية مدنية تطالب بالحرية ، فانضمت للثورة ، بدأ بعدها الثوار بتجميع أنفسهم بمجموعات لتنظيم الحراك المدني السلمي الذي كان غالب نشاطه التظاهر ، ومن ضمن تلك المجموعات ، نشأت مجموعة أيام الحرية في الشهر ٩ من عام ٢٠١١ ، حيث جمع عدداً من الأفراد والمجموعات الصغيرة التي تثور على الأرض السورية في تعاون فريد لجهودهم ، وامتد نشاطها من دمشق إلى بقية المحافظات السورية ، حيث قامت بعدة حملات ، منها حملات البخ على الجدران ، وحملة وضع صور الشهداء كمرشحين لمجلس الشعب السوري ،وكان لها أنشطة أسبوعية دائمة ، مثل روزنامة الحرية ، التي تحتوي على برامج دورية ، منها برنامج قرآن من أجل الثورة الذي طبّق الآيات والأحاديث الكريمة على واقع الثورة ، وبرنامج حلاوة وزيتون ، وقصاصات ثورية ، ومنشورات تحتوي على نصائح هامة للتعامل مع الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية جراء عنف النظام

كان من ضمن أنشطتها المشاركة في حملة إضراب الكرامة .. ثم إضراب تجار الشام و حلب الذي أظهر واقعاً كان النظام يختبئ وراءه حيث كان النظام يتحدث في إعلامه عن الثوار على أنهم قلة نادرة في المجتمع السوري بالإضافة إلى كونهم عصابات مسلحة .. و حين حدث إضراب تجار الشام و حلب .. أظهر مدى انتشار الثورة و سلميتها .. فكانت ضربة قاصمة أظهرت كذب النظام .

لكن قمع النظام كان يزداد كلما تقدمت الثورة وانضم إليها الناس أكثر وانتشرت في محافظات أوسع ، وبدأ الناس يشعرون بالقنوط إزاء ذلك العنف.فمنذ بداية الثورة كانت هناك دعوات لتسليحها ، ومع ازدياد عنف النظام وظهور مجموعات منشقة عن الجيش ،ظهرت أيضا دعوات أخرى تطلب تدخلاً عسكرياً خارجياً ، كل ذلك كانت نتيجة لطول أمد الثورة السورية ، وازدياد عدد الشهداء والمختفين والمعذبين والمعتقلين والجرحى والمهجرين من بيوتهم بشكل يومي .

إن الحراك السلمي يعمل على إزالة نفوذ النظام من عقول الناس ، وليس على إزالته مادياً ، حيث أن السقوط الأخير لهرم النظام يأتي نتيجة لتخلي معظم مؤيديه عنه في النهاية ، لذلك يبدو الأمر طويلاً، كما أنه يحتاج لكثير من الصبر ، بينما تأتي الحلول السريعة كتسليح الثورة والتدخل الخارجي كحلم لشعب يقتل ويعذب يومياً ، لكن تلك الحلول تساعد على إزالة رأس النظام وبعض أعوانه ، وتبقي ثقافة عبادة الطاغية في عقول الشعب ، فينشأ طاغية آخر وراءه ليمسك زمام الأمور ، أما الحل السلمي المدني فإنه يعمل في أعماق الناس وعقولهم ويجذب تأييد فئات صامتة لأنه يطالب معلناً بمبادئ إنسانية عامة ، يطلبها كل الناس دون إشهار السلاح ، كالحرية والمساواة ،

يأتي الدور الآن على مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات السلم الأهلي التي تخطط لمرحلة انتقالية بعد سقوط النظام ، بالإضافة إلى تخطيط استراتيجي ، لحراك سلمي مدني يسقط الطاغية ، لتشارك مجموعات مختلفة ،في الحراك المدني الذي ينشئ مجتمعاً جديداً ، يرسخ دعائم الديمقراطية ، والحرية ، والمساواة ضمن دولة القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى