صفحات العالم

أيتام الشام


عـــمــاد مــوسـى

من دون نظام الرئيس الدكتور بشار الأسد (2000 – ….) حال من اليتم ستصيب “حزب البعث العربي الإشتراكي” في لبنان. فنواب البعث السوري الحاليين والسابقين، بشيبهم وأشبالهم وآسادهم الهرمة، الآتون ببوسطات “حركة أمل” و”الحزب الخميني”  وعبر الفرض السياسي، هم على وشك أن يصبحوا بلا سند إقليمي. “حزب الله” وحده يظل سندهم ويتعاطى معهم بحنو وعطف، كأيتام لا حول لهم ولا قوة ولا معين.

 وستصيب حال اليتم أيضاً “أمير الشويفات”، رئيس كتلة “وحدة الجبل” الرباعية (ثلاثة أرباعها معار). فمن ينظّم للمير طلال إطلالات كبرى في السويداء، يعنتر فيها ويستعيد أمجادًا لا دخل له فيها؟ كيف سيكمل مشواره السياسي وإلى أي كتف سيسند رأسه؟ الخسارة كبيرة. لا بأس الحزب يسند حارس بوابة الجبل بقوة.

 من سيأخذ بيد “الحزب السوري القومي الإجتماعي”، ويمنحه مواقع سياسية لا يمكنه الفوز بها بقدراته الخاصة؟ من سيطبطب على كتفي نصري الخوري صانع مجد العلاقات الأخوية المشتركة عندما يصبح إسماً من ماضي الوصاية؟

الحزب يحتضن نصري وحردان أخوان وأبناء عم.

 إلى أي قصر أموي، إلى أي دائرة وإلى أي مقام دمشقي سيحج علي حسن خليل أسبوعياً إن تنحى سيادة الرئيس السوري عن الحكم طوعاً واستجابةً لرغبة الأخوان العرب؟ ومن سيرد في قصر المهاجرين على اتصالات رئيس مجلس النواب اللبناني “الإستيذ” نبيه بري؟

هل يُحوّلُ سنترال المهاجرين إلى شبكة الحزب؟ فيرد الحاج وفيق صفا على Extension بثينة شعبان؟

 كيف سيواجه كبير منظري الرئيس الأسد الوزير السابق ميشال سماحة اليتم السياسي؟ أيترهبن في مار الياس شويّا؟ أو يؤسس لعمل إستشاري في تبريز؟

الحزب يدبر له عملاً.

من سيعوّض على الناصر قنديل إستثماراته الإعلامية في الشام؟ من سيجفف مآقيه من مستنقعات الحزن؟ أي محطة تلفزيونية ستستوعبه؟ أي مستقبل ينتظره؟

الحزب يأخذ بيده ويعينه رئيس فترة على “المنار”. بين الثانية فجراً والسادسة صباحاً.

كيف سيتحمل الرئيس إميل لحود فكرة أنه لم يبق سواه في البيسين كي يواجه الإستكبار العالمي واسترجاع الحق العربي السليب؟

ما يطمئنه قليلاً أن الحزب مع التيار اللحودي الممانع بعدما تخلت بعبدات عنه.

 من يمشي في دعوى تطويب الجنرال ميشال عون في عيد القديس مار مارون بعدما كان الملف في يد حامل دعاوى قديسي النظام وليد المعلّم؟ من سيعظ السنة المقبلة في براد؟

الياس عطالله حتماً. إلاّ إذا ارتأى الحزب نقل مراسم التطويب إلى المريجة.

 أي مستقبل ينتظر نائب الامين العام لـ”الحزب العربي الديمقراطي” رفعت علي عيد؟ نائب الأمين العام لـ”حزب الله” سيتكفله ويؤمن تعليمه. الحزب يكفل الأيتام.

لمن سينظر الأستاذ كريم، بعدما خبر واختبر وامتدح وراهن على الأسدين الجبارين على مدى أربعة عقود؟ سيلتزم التنظير التلفزيوني لفخر الدين والعرب تعويضاً عن خسارة الأمل والمرتجى.

 ماذا سيفعل الوزير عدنان منصور منفرداً في مواجهة خيانة الأمة العربية وارتهانها؟

ترَكه المعلّم وحيدا يتيماً، كما ترك عبد الرحيم مراد والياس الفرزلي وعمر أفندي والياس سكاف وسائر القوى الوطنية والتقدمية.

 وحده “حزب الله” لن يشعر باليتم بغياب الأسد، كونه نظاماً ممانعاً ودويلة تحتضن الأيتام السياسيين وعوائلهم من كل الطوائف العاملة في لبنان.

لبنان الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى