صفحات المستقبل

ميلاد الحرية الصعب !


ما لا شك فيه أن الثورة السورية من أصعب الثورات العربية مخاضا” وتعاني من عسر في إنجاب الحرية المطلوبة من الشعب الثائر هناك , ولأن الوضع لا يسمح بمزيد من التأخير والإنتظار فلا بد من الإسراع في مساعدتها على الولادة , مما يحتم علينا إستخدام التدخل الجراحي مرغمين حتى لا تموت سوريا الأم ولا يموت جنينها المنتظر منذ أكثر من أربعين عاما ” !

ولأن الحرية ستولد لا محالة مع بعض المعوّقات والصعوبات التي تمنّينا أن لا تكون , لا بل صليّنا أن تنجب سوريا حريتها كما أنجبت البلدان العربية الأخرى في تونس ومصر بأقل خسائر ممكنة وحتى لا يأتي الجنين مشوّها” كما ولد في العراق فلا بد من إستخدام الولادة القيصرية كما حدث في ليبيا من خلال التدخل الخارجي المحدود الذي أصبح الحل الوحيد في المسألة السورية .

إن إطالة أمد الثورة في سوريا لن يكون في مصلحة أي دولة من دول المنطقة لما له من تبعات سياسة وإجتماعية وإقتصادية وأمنية قد تزيد من النقاط الساخنة في المنطقة التي تعاني أصلا” من الكثير منها في فلسطين و العراق وغيرها .

إذا لا بد من التدخل في إيجاد حل يؤمن إنتقال السلطة للشعب السوري من خلال التسريع في الخطوات العملية التي تصب في ذلك و العمل الجاد في دعم الثوار هناك والضغط على النظام السوري وملاحقته بالمحاكم الدولية والإعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري مما يضعف النظام ويجعل الكثيرين من داعميه لمراجعة حساباتهم .

المسؤولية الكبيرة للمجتمع الدولي عموما” وللدول العربية على وجه التحديد تضعهم أمام إمتحان تاريخي ليس فيه أي مجال للفشل لأن سوريا قلب العروبة وشريانها التاجي وأي فشل في ذلك سيؤدي إلى إنهاك الوطن العربي والمنطقة ككل وجره إلى نزاعات طويلة الأجل .

هنا أقول أن سوريا أمانة في أعناقكم فلا تتركوها تموت ببطء وتحرقها الحرب الأهلية كما ستحرق أبنائها , وحتى لا تصلكم شرارات هذه النار التي لن ترحم أحدا” فينا !

محمد أبوجزر

http://the-syrian.com/archives/70397

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى