صفحات الثقافة

مقالة “كيف أكتب” لإمبرتو إيكو

 

يبدأ الحزن مع الانتهاء من تأليف الرواية

ترجمة فوزي محيدلي

1 كيف أكتب

يمكن للمرء أن يتساءل عن مدى لا فائدة أسئلة من مثل: “هل تبدأ الكتابة من ملاحظات سجلتها سابقاً، تبدأ فجأة بكتابة الفصل الاول أو الأخير”، “هل تكتب بقلم حبر، قلم رصاص، آلة كاتبة أم عبر الكومبيوتر؟” إذا شاء الكاتب تشييد عالم ما، يوماً إثر يوم، مجرّباً بُنى أو تشييدات لا تحصى ولا تعد، إذا كانت التصرفات التي تأتيها الشخصيات، أو التي عليها الإتيان بها، يجب أن تتقيد بمنطق الحس السليم، أو تبعاً للتقليد الخاص بالسرد (أو ضد تقليد ذاك السرد)، أو أن تناسب منطق الضوابط (بما تحتويه من إعادة تفكير، تشطيب، وإعادة كتابة)، والمحصلة هي عدم وجود طريقة، أو نسق واحد، لكتابة الرواية.

هذا على الأقل بالنسبة لي. أعرف كتّاباً يستيقظون عند الثامنة صباحاً يشتغلون على مفاتيح الكومبيوتر من الثامنة والنصف حتى الثانية عشر (“لا يمر يوم من دون كتابة سطر واحد”)، ومن ثم التوقف والخروج للاستمتاع حتى المساء. ليس أنا من يفعل هذا. قبل كل شيء، حين أريد كتابة رواية، تأتي عملية الكتابة الفعلية لاحقاً. بداية، أقرأ، أسجل ملاحظات، أرسم بورتريات للشخصيات، خرائط للأمكنة، وخطط لزمن توالي الأحداث. وُتنجز هذه، إما بقلم حبر أشعر به في يدي، أو كومبيوتر، بالاعتماد على زمان ومكان فعل هذا، أو على نوع فكرة السرد أو التفصيل الذي يود المرء تسجيله: سواء على قفا تذكرة قطار، في حال واتتك الفكرة في القطار، داخل دفتر ملاحظات، أو على بطاقات تعتمد كفهرس مع استخدام قلم حبر ناشف، استعمال مسجلة، أو حتى عصير العليق إذا تطلّب الأمر.

ما يحصل بعد ذلك هو أني أبدأ بالرمي، التمزيق، التمزيق الى شقف، نسيان الأشياء في مواقع مختلفة، لكن يتأتى عندي صناديق مليئة بدفاتر الملاحظات، مجموعات من الأوراق بألوان مختلفة، شقف من بطاقات وحتى طرحيات “فولسكاب”. وتعمل هذه التشكيلة الفوضوية من الأشياء الداعمة والمساعدة لذاكرتي، لأني أتذكر أنني دوّنت ملاحظة معيّنة على ورقة طُبع في رأسها اسم أوتيل في لندن، وأن الصفحة الأولى من ذلك الفصل قد خربشتها داخل غرفة مكتبي، على بطاقة فهرسة بأسطر زرقاء شاحبة، مستخدماً قلم حبر “مون بلان”، فيما الفصل التالي كتب بداية في الريف على قفا قطعة ورق معاد تدويرها وتستعمل كمسوّدة.

ليس لديّ طريقة أثيرة، وحتى أيام معينة، أو ساعات أو فصول للكتابة. لكن بين الروايتين الثانية والثالثة تولّدت لديّ عادة. صرت أقوم بجمع الأفكار، كتابة الملاحظات، وكتابة مسوّدات موقتة أينما كنت، لكن لاحقاً، حينما يتسنى لي تمضية أسبوع على أقل تعديل في منزلي بالريف، أقوم هناك بتنضيد الفصول على الكومبيوتر. حين أترك المكان، أكون قد طبعتها، صححتها، وتركتها لتنضج داخل أحد أدراج المكتب، وذلك حتى موعد عودتي ثانية الى الريف. النسخ النهائية لرواياتي الثلاث الأوَل أُنجزت هناك، عادة في غضون عطل من أسبوعين أو ثلاث أثناء عيد الميلاد. بالنتيجة بدأت تنمية معتقدات خرافية (أنا الشخص الأقل إيماناً بالخرافات في العالم: صرت أمر تحت السلالم، أحيّ بحرارة أي قطعة سوداء تعبر دربي، وبمبادرة مني لمعاقبة تلامذتي الذين يؤمنون بالخرافات كنت أعني الامتحانات الجامعية يوم الجمعة طالما أنها في الثالث عشر من الشهر): بخصوص النسخة شبه المنتهية التي لا تعوزها سوى تصحيحات صغيرة، يجب إكمالها بغضون الخامس من كانون الثاني، يوم مولدي. وإذا لم أكن مستعداً لتلك الليلة، أنتظر حتى السنة التالية (وحينما أرى نفسي شبه مستعد تماماً في تشرين الثاني، أضع كل شيء جانباً كي يتسنى لي الأشياء في كانون الثاني).

هنا، شكلت رواية “بودولينو” عامل استثناء. أو لنقل أنها كتبت بالإيقاع نفسه، خارجاً في الريف كالمعتاد، لكن وفي نحو منتصف كتابتي للرواية، خلال أعياد الميلاد من عام 1999، تسمّرت في مكاني ولم أعد أستطيع أن أكمل. قلت لنفسي أن السبب هو “فيروس الألفية”. كنت قد بلغت فصل “موت باباروسا”، وما كان سيحدث في ذلك الفصل كان سيملي الفصول النهائية، والطريقة التي كنت سأفرد فيها الرحلة صوب مملكة بريسترجون. إنسدت في وجهي سبل الكتابة لأشهر عدة، ولم يكن في مقدوري تصور كيفية تجاوز ذلك الحاجز أو أن أدور حول ذلك الرأس الصخري الذي اعترض بحري. لم أستطع ذلك، وحنّيت في سري الى تلك الفصول (التي بانتظار الكتابة) والتي لشدة ما تلهّفت إليها منذ البداية، تلك المواجهات مع الوحوش ولا سيما اللقاء مع هايباشيا. حلمت بقدرتي على البدء بكتابة تلك الفصول، لكني تمنّعت عن ذلك الى أن أكون قد حللت المشكلة التي كانت تشكل لي هاجساً.

حين عدت الى الريف، في صيف عام 2000، عملت على “تدوير الرأس” في منتصف حزيران. كنت قد بدأت التفكير بالرواية في عام 1995، وقد استلزمني خمس سنوات لبلوغ نصف الطريق، ولذا قلت لنفسي، لم أزل بحاجة الى خمس سنوات أخرى لإكمالها.

لكن الواضح أنني فكرت بالنصف الثاني من الكتاب، بشكل مكثّف، خلال تلك السنوات الخمس، حتى انتظم كله داخل رأسي (أو قلبي، أو معدتي، لا أدري). باختصار، بين منتصف حزيران وبداية آب، كان الكتاب قد اكتمل من ذاته، نتيجة اندفاعة مفاجئة (لاحقاً كان هناك عدد من الأشهر للمراجعة وإعادة الكتابة، لكن بعد أن كانت القصة قد اكتملت). عند هذه النقطة كانت واحدة أخرى من قواعدي، بل مبادئي، قد انهارت، لأنه حتى الفكرة الهاجسية هي أيضاً مبدأ، مهما كانت غير معقولة. أنا لم أُنهِ الكتاب في الخامس من كانون الثاني.

ثمة شيء لا يسير على ما يرام، فكرت بيني وبين نفسي لأيام عدة. من ثم حدث في الثامن من آب أن وُلد حفيدي الأول. بالنتيجة توضّح كامل الأمر، بالنسبة الى هذه المناسبة الرابعة بات عليّ إنهاء الرواية ليس في يوم ميلادي بل في عيد ميلاده هو، حفيدي. أهديت الكتاب إليه وقد استعدت طمأنينتي.

2 الكومبيوتر والكتابة

ما مقدار تأثير الكومبيوتر على كتابتي؟ مقدار ضخم، بالنسبة لتجربتي الخاصة، لكني لا أدري ما يكون ذاك المقدار لجهة النتائج.

مهما يكن، العديد من الذين أجروا معي مقابلات ولدى سماعهم رواية “بندول فوكو” تنطق من قبل كومبيوتر يبدع الشعر ويربط الأحداث بطريقة ارتجالية، طلبوا مني الاعتراف مهما كانت العاقبة بأن كامل الرواية قد كتبت بعد تزويد الكوبيوتر بأحد البرامج، الذي قام والحال هذه باختراع كل شيء بخصوص الرواية (يستحسن الملاحظة هنا أن كل هؤلاء كانوا صحافيين باتوا يشتغلون في مكاتب تحرير حيث تكتب المقالات بواسطة الكومبيوتر لتذهب من ثم مباشرة الى المطبعة) لذا كانوا يعلمون جيداً مقدار ما يتوقعه المرء من هذا الآلة الخنوعة، الذليلة. لكنهم يعلمون أيضاً أنهم يكتبون الى جمهور لم يزل يمتلك فكرة سحرية عما كانه الكومبيوتر، ونحن من جهتنا نعرف أننا غالباً ما نكتب لا لنخبر القراء الحقيقة، بل ما يريدون سماعه.

على أي حال، عند نقطة معينة رأيت نفسي ولإنزعاجي منقاداً الى إعطاء أحدهم المعادلة السحرية:

بادئ ذي بدء، تحتاج الى كومبيوتر الذي هو آلة ذكية تفكر لمصلحتك وهذا قد يكون مجرد أسطر قليلة، يمكن حتى لطفل إتيانها. من ثم على المرء تغذية الكومبيوتر بمحتوى مئات معينة من الروايات، الأعمال العلمية، التوراة، القرآن، فضلاً عن كتب كدليل تلفون (نافعة جداً لأسماء الشخصيات). لنقل أنه شيء من قبيل اثنتي عشر ألف صفحة. بعد هذا وباستخدام برناج آخر، تقوم بالارتجال. بكلمة أخرى، تمزج كل تلك النصوص مع بعض، مجرياً بعض التعديلات، حاذفاً على سبيل المثال كل أحرف “أ”. وهكذا إضافة الى الرواية تحصل أيضاً على مخطوطة مكتنزة. عند هذه النقطة تضغط على “إطبع” فيقوم بالطباعة. مع حذف كل أحرف “أ” ما ينتج هو أقل من اثنتي عشر ألف صفحة. بعد أن تقوم بقراءتها بعناية، مرات عدة، واضعاً خط تحت المقاطع الأكثر بروزاً، تحمّلها داخل سيارة مع عربة مجرورة وتأخذها الى محرقة للقمامة. بعدها تجلس بكل بساطة تحت شجرة، مع قطعة فحم بيدك وورقة رسم من نوعية جيدة، وسامحاً لذهنك بالتجوال، تقوم بكتابة جملتين اثنين. على سبيل المثال: “القمر عالياً في السماء/ الأشجار تصدر حفيفاً”. ربما ما ينتج بالأساس ليس رواية بل لعلّه قصيدة هايكو يابانية؛ مهما يكن، الشيء المهم أوشك على الابتداء.

لم يتمتع أحد بالشجاعة الكافية ليدلو بوصفتي السرية. لكن أحدهم قال “يمكن للمرء الشعور بأن الرواية كتبت مباشرة عن الكومبيوتر، فيما عدا مشهد البوق في المقبرة. ذاك المشهد جاء من القلب، ولا بد أن من كتبه أعاد كتابته مرات عدة، وبقلم الرصاص”. أشعر بالخجل لأن أقول هذا، لكن في هذه الرواية التي مرّت بالعديد من اطوار المسودات حيث القلم الناشف، قلم الحبر الماء، والقلم ذو الرأس الصلب، والعديد من المراجعات لعبت جميعها دوراً، فان الفصل الوحيد الذي كتب مباشرة على الكومبيوتر، باندفاعه، دون الكثير من التصحيحات كان بالتحديد فصل البوق ذلك. السبب دون الكثير من التصحيحات كان بالتحديد فصل البوق ذلك. السبب بسيط جداً: كانت تلك الحكاية حاضرة جداً في ذهني، وكنت قد قمت باخبارها لنفسي أو للآخرين مرات عدة حتى انها خلال ذلك الوقت غدت وكأنها قد كتبت. لم يكن علي اضافة اي شيء. كنت أحرك يداي على لوح الكومبيوتر وكأنه آلة بيانو وأنا أعزف عليها لحناً أحفظه عن ظهر قلب، وإذا كان ثم كتابة ملائمة في ذلك المشهد، فالسبب لأنه بدا كفصل سهلاً. ترى نفسك تعزف سامحاً لنفسك الانطلاق مع الانسياب، فتسجله، واعلم ان ما هو متوجد يغدو كل المسالة.

واقعاً، جمال الكومبيوتر في كونه يشجع العفوية، تندفع، مسرعاً، مهما خطر في بالك. في غضون ذلك تدرك انه بمقدورك لاحقاً التصحيح والتغيير.

إستعمال الكومبيوتر مهم، بما يتعلق بمشكلة التصحيحات، وبالتالي العمل على التغييرات. رواية “اسم الورده”، كتبت في نسخها النهائية على الآلة الكاتبة. بعدها رحت اقوم بالتصحيح، إعادة الطباعة، أحياناً الجأ الى القطع واللصق، وفي النهاية أو أودعتها لدى الضاربة على الآلة الكاتبة، ومن ثم كان علي ثانية التصحيح، التغيير، والقطع واللصق. مع الآلة الكاتبة بامكانك التصحيح فقط الى نقطة معنية. بعدها تتعب من إعادة الطباعة، التقطيع، الالصاق، ومن ثم الحصول عليها مطبوعة من جديد. تصحيح البقية يكون مع البروفة الطباعية الأخيرة، وحينها ينتهي الأمر.

مع إستعمال الكومبيوتر (“طبعت “بندول فوكو” بنظام “ووردستار 2000″، “جزيرة اليوم السابق” بنظام وورد خمسة”، ورواية “باودولينو” “بنظام” ون وورد”). تغيرت الأمور. ثمة ما يغريك الى التصحيح الى ما لا نهاية. تكتب ثم تنسخ ما كتبت”، وتعيد القراءة. تقوم بالتصحيح. من ثم تعيد الطباعة تبعاً للتصحيحات وعمليات الاستنساخ عن الكومبيوتر. احتفظت بمختلف النسخ او المسودات. لكن سيكون من الخطأ الاعتقاد ان التعصب للتبدلات النصية يمكن ان تعيد بناء طريقة كتابتك. واقعاً، تقوم بالكتابة على الكومبيوتر، تنسخ، تصحيح (باليد) وتقوم بالتصحيحات على الكومبيوتر، لكن مع فعلك ذلك تحتار متغيرات وتهجنات أخرى، بكلمات أخرى لا تعيد كتابة بالتمام لما صححته باليد. الناقد الذي يدرس المتغيرات سيقع على متغيرات اخرى بين تصحيحك الأخير بالحبر على المسودة وبين النسخة الجديدة الخارجة من “البرنتر” اذا شئت أفكاراً غير موجهة، سيكون امامك كل ارث الأجيال في متناولك. الواقع ان وجود أو ظهور الكومبيوتر أدى الى تبدل مفهوم “المتغيرات” لم تعدها اعادة تفكير ولا خيارك الأخير. بما انك تعرف ان خيارك يمكن تغييره في اي وقت، تقوم تاليا بالعديد من التغييرات، وغالباً ما تعود الى خيارك الأساسي.

بت اؤمن جاداً ان وجود الوسائل الالكترونية الخاصة بالكتابة ستغير بشكل عميق عملية نقد المتغيرات، مع فائق الاحترام الى روح كونتيني. عملت مرة على المتغيرات في “الترانيم المقدسة” لمانزوني. شعرت في ذلك الحين ان استبدال مجرد كلمة امر حاسم. في يومنا الحاضر لم يعد الأمر كذلك. يمكنك في الغد العودة الى الكلمة التي رفضتها البارحة. ما سيهم في احسن الأحوال هو الفرق بين النسخة الأولى المكتوبة باليد وبين الأخيرة الخارجة من البرنتر (الطابعة). باقي الأمر، روحات وجيئات، تمليها في الأغلب كمية البوتاسيوم الموجودة في دمك.

3 – السعادة والحزن

ليس لدي اي شيء آخر لأقوله حول الطريقة التي أكتب بها رواياتي. فيما عدا انها تستغرق العديد من السنوات. لا أستطيع فهم اولئك الذين يكتبون رواية كل سنة. قد يكونوا مدهشين، وأنا أعجب بهم حقاً، لكني لا أحسدهم. جمال كتابة رواية ليس جمال مباراة حية، انه جمال الايصال المؤخر والمؤجل.

لطالما انزعج حين أدرك أن إحدى رواياتي قاربت على الانتهاء. بمعنى، وتبعاً لمنطقها الداخلي، آن أوان أن تتوقف، وأن أتوقف من جهتي ايضاً. ذلك حين الاحظ أنني في حال تابعت اكثر يغدو الأمر اسوأ. الجمال بل الحبور الحقيقي هو العيش لسنة او سبع وثمانية سنوات (بل مثاليا الى الابد) في عالم تقوم بابداعه شقفة شقفة، والذي يغدو عالمك.

يبدأ الحزن مع انتهاء الرواية.

هذا هو السبب الوحيد الذي يحدوني لكتابة رواية أخرى. لكن في حال لم تكن تلك الرواية بانتظارك، فمن الحماقة محاولة استعجالها.

4 – الكاتب والقارئ

على اي حال، لا اريد من العبارات الأخيرة ان تولد بشكل آلي وجهة نظر أخرى شائعة بين الكتاب السيئين ـ بالتحديد ان المرء يكتب لنفسه. لا يثق بمن يقولون ذلك. انهم غير آمنين ونرجسيين كذبة.

ثم شيء واحد تكتبه لنفسك وذلك هو قائمة المشتريات. انها تساعدك على تذكر ما تود شرائه، وحين تنجز شراء كل شيء بمقدورك إتلاف القائمة لأنها لا تفيد أحداً. كل شيء آخر تكتبه، إنما تكتبه لقول شيء لشخص ما.

غالباً ما سألت نفسي: هل كنت أستمر في الكتابة اليوم إذا ما أخبروني ان كارثة كونية ستقع في الغد لتدمير العالم، بشكل أن احداً لن يتمكن في الغد من قراءة ما كتبته اليوم؟

رد فعلي الغريزي الأول هي لا. لماذا الكتابة إذا لم يكن من أحد سيقرأني؟ رد فعلي الغريزي الثانية هي قول نعم، لكن ذلك فقط بسبب احتضاني لأمل يائس يفترض انه وسط الكارثة التي تصيب المجرة قد يبقى نجم ما قائم وأن احدهم سيقوم في المستقبل بفك مغاليق اشاراتي المكتوبة. في هذه الحالة، فان الكتابة حتى عشية ما تنبأ به سفر الرؤيا، سيكون لها معنى.

يكتب المرء من أجل قارئ ما. ومن يقول انه يكتب لنفسه فقط، لا يكون بالضرورة يكذب. المسألة فقط انه فعال في التركيز على البعد الجمالي. حتى ولو من وجهة نظر صرف غير دينية او اكليريكية.

انه لشخص غير سعيد ويائس ذاك الكاتب الذي لا يستطيع مخاطبة قارئ المستقبل.

أمبرتو ايكو

ولد امبرتو إيكو في مدينة اليساندرا في ايطاليا عام 1932. قبل ان يتحول الى روائي ذائع الصيت استندت شهرته على كتاباته الأكاديمية حول اللغة والسيميولوجيا (علم السيميا او دراسة الاشارات). يعتبر ايكو ناقداً، فيلسوفاً ومؤرخاً متخصصاً في تاريخ العصور الوسطى.

كتابه الأول كان عام 1959 “الفن والجمال في العصور الوسطى”. خلال ستينات القرن العشرين درس في عدد من الجامعات الايطالية وكتب مقالات للمجلة الطليعية “الى فيري”. في السبعينات من القرن المنصرم صار بروفسيراً في جامعة بولونيا ودعم شهرته بكتابة اعمدة صحافية، مقالات وكتب من مثل “نظرية السيميولوجيا” (1876) عام 1980 نشرت روايته الأولى “اسم الوردة” التي ضاعفت شهرته عالميا وتحولت الى فيلم من بطولة شون كونري. من كتبه الأخرى “علم السيمياء وفلسفة اللغة” (1984)، فضلاً عن روايات شهيرة مثل “بندول فوكو” (1988)، “بودولينو” (200) و”الشهرة الغامضة للملكة لوانا”.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى