بيانات الانتفاضة

إعلان دمشق: لتكن ذكرى الجلاء حافزة للثورة من أجل الحرية والديمقراطية

 


قبل خمس وستين عاماً، أُرغمت فرنسا على الجلاء عن سوريا وحقق الشعب السوري حريته بعد ثورات ونضالات وتضحيات، استمرّت ربع قرن ونيف، قادتها شخصيات وطنية معروفة أمثال سلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو وصالح العلي وهاشم الأتاسي وغيرهم، واعتقد بناة الاستقلال الأوائل أن الاستقلال هو صنو الحرية. فأقاموا دولة وطنية ديمقراطية قائمة على فصل السلطات واحترام إرادة الشعب والمواطنة، هذه الدولة الفتية سرعان ما انقضّ عليها المستبدون الذين تنامى استبدادهم تدريجياً ترسّخت معه الدولة الأمنية في ظلّ قانون الطوارئ والأحكام العرفية.

لقد تغوّل الاستبداد وأجهزته الأمنية لدرجة استباحت معها الدولة واستباحت المواطن تحت شعارات “الحرية والاشتراكية والممانعة”، فاغتصبت حقوق الناس وقتلت تطلّعاتهم وأهدرت كرامتهم وأفقرتهم، نهبت الثروة الوطنية وأفسدت الحياة بفسادها.

حقاً لقد بات السوريون بحاجة إلى العودة إلى النظام الوطني الديمقراطي الذي يعيد السلطة إلى الشعب، ويفصل بين السلطات ويساوي بين المواطنين ويسود فيه القانون، الأمر الذي يقطع الطريق على الاستبداد وحكم الفرد، نظام يكون فيه الجيش جيشاً لحماية الوطن وليس لاضطهاد أبنائه تحت دعاوى العقائدية أو الحزبية.

في هذه الذكرى دخلت ثورة الحرية في سوريا شهرها الثاني وهي أكثر تصميماً وتجذّراً في وجدان الشباب السوري، حيث خرجت في جمعة الجلاء التي دُعيت جمعة الإصرار في كافة المدن السورية تطالب بالحرية والكرامة. إن حصيلة الثورة حتى الآن مئات الشهداء ومئات الجرحى الذين سقطوا برصاص القوى الأمنية وقوات الفرقة الرابعة وعصابات السلطة المسماة بالشبيحة والقنّاصة. هذه القوى استباحت المدن والبلدات السورية، خاصةً درعا وريفها ودوما واللاذقية وبانياس، فقتلت من قتلت، واعتقلت وغيّبت مئات المواطنين العزّل، والنظام مازال يراوغ ويتمايل على مطالب الحرية والإصلاح التي لم يعد منها بدّ.

إن النظام مازال يصرّ على خياره الأمني في مواجهة مطالب الشعب المنتفض المشروعة التي عمرها من عمر النظام، وعليه فإنه وحده من يتحمّل المسؤولية كاملة عن دماء الشهداء وكل ما ستؤول إليه أحوال البلاد.

في هذه المناسبة فإن إعلان دمشق يدعو الشعب السوري وكافة نشطاء الإعلان ومؤيديه إلى التظاهر السلمي في كافة المدن السورية وفي بلدان المهجر، لتعزيز ثورة الحرية في سوريا وضمان ديمومتها، ووفاءً لدماء الشهداء الذين سقطوا في سبيلها حتى تتحقق أهداف شعبنا في التغيير الوطني الديمقراطي.

تحية لأرواح الشهداء

عاشت سوريا حرة وديمقراطية

دمشق في 16/4/2011

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الأمانة العامة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى