أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 27 نيسان 2015

 

المعارضة تتحدث عن «واقع سياسي جديد» في سورية

لندن – «الحياة»

شدّدت المعارضة السورية خناقها أمس على نظام الرئيس بشار الأسد، مستغلة الانهيار الواسع في صفوف جيشه في شمال غربي البلاد ووسطها الشمالي. وفيما اتهمت حكومة دمشق مقاتلي المعارضة بارتكاب مذبحة راح ضحيتها ما لا يقل عن 30 مدنياً في مدينة جسر الشغور بريف محافظة إدلب، قال ناشطون إن الفصائل الإسلامية أسرت عشرات الجنود الذين كانوا مختبئين في هذه المدينة الإستراتيجية غداة سقوطها السبت في أيدي جماعات تمثّل تنظيم «القاعدة» أو تحمل فكره. كما أفيد بأن طائرات النظام شنّت عشرات الغارات أمس على البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في ريف إدلب وفي سهل الغاب بمحافظة حماة المجاورة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وتحدثت مصادر المعارضة مساء أمس عن معارك ضارية قرب معسكر معمل القرميد.

واستغل «الائتلاف الوطني السوري» الجسم الأساسي للمعارضة السياسية في الخارج، مأزق النظام بعد نكسته العسكرية في إدلب وحماة، وقبلها في درعا في الجنوب، وقال رئيسه خالد خوجة إن الانتصارات التي يحققها الثوار «تفرض واقعاً سياسياً جديداً». وصدر موقفه هذا قبل أيام من بدء الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا «لقاءات ثنائية» في جنيف مع ممثلين للنظام والمعارضة وأطراف إقليمية على علاقة بالأزمة السورية، ما يعني أن حكومة الأسد ستذهب إلى هذه اللقاءات في موقف ضعيف عسكرياً بعدما بات زمام المبادرة في أيدي المعارضة، على رغم أن هذه المعارضة التي يغلب عليها الجهاديون لا تتبنى بالتأكيد وجهة نظر «الائتلاف» في ما يخص مستقبل سورية السياسي.

وقال خوجة في بيان نشره أمس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إن «تحرير مدينة جسر الشغور الواقعة على الضفة الغربية لنهر العاصي بمحافظة إدلب، يمثّل خطوة إضافية مهمة ومنتظرة على طريق تحرير كامل التراب السوري، الأمر الذي يتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدّم لقوى الثورة السورية، بما يمكن أن يعجّل من هذا التحرير ويختصر قدراً كبيراً من المعاناة ويحقن دماء الكثير من المدنيين». وتابع أن «خطوات جادة في هذا الطريق يمكن أن تجبر نظام الأسد على الرضوخ، بخاصة في ظلّ ما يعانيه من تآكل داخلي ونزاعات وتصفيات طاولت شخصيات مهمة في نظامه الأمني»، في إشارة على الأرجح لوفاة مسؤول الأمن السابق رستم غزالي الذي تردّد أنه مات مسموماً بعد ضربه على أيدي عناصر رئيس جهاز أمني منافس.

وقال خوجة في بيانه «إن هذه الانتصارات تفرض واقعاً سياسياً جديداً لا بد من أخذه في الاعتبار، وهي تحتاج إلى دعم يقدم حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام الانتقامية بحق المدنيين باستخدام الطائرات والمروحيّات والغازات السامّة المحرّمة من خلال فرض منطقة آمنة»، كما شدّد على ضرورة «سحب كل أنواع الاعتراف القانوني بالنظام المجرم». داعياً إلى «تضافر الجهود من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي ينفذّها النظام، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسورية إلى دولة مدنية».

في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي أنه أرسل طائرتين مقاتليتن من طراز «اف 16» لاعتراض قاذفة سورية من طراز «سوخوي 24» اقتربت من الأجواء التركية. وسارعت الطائرة السورية إلى الانسحاب.

 

دمشق تسمح لسفاراتها بتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج

دمشق – أ ف ب

أفادت صحيفة “الوطن” السورية اليوم (الأحد)، أن السلطات السورية سمحت لسفاراتها وبعثاتها الديبلوماسية بإصدار وتجديد جوازات السفر للسوريين المقيمين في الخارج وبينهم عدد كبير من اللاجئين والمعارضين، من دون مراجعة الأجهزة الأمنية في دمشق.

 

وذكرت الصحيفة المقربة من السلطات ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم عمم الخميس الماضي “قراراً سمح بموجبه منح أو تمديد الجوازات ووثائق السفر للسوريين ومن في حكمهم (اللاجئين الفلسطينيين إلى سورية) الموجوين خارج سورية، من دون الرجوع إلى إدارة الهجرة والجوازات في دمشق أو اتخاذ أي إجراء آخر، حتى للذين غادروا البلاد بصورة غير مشروعة”.

 

ووفق الصحيفة، يسري القرار على “الذين يحملون جوازات ووثائق سفر صادرة أو ممهورة بأختام غير رسمية بعد سحب هذه الوثائق وإلغائها”، في إشارة إلى الوثائق الصادرة عن جهات غير رسمية.

وأعلنت ممثلية “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في كانون الثاني (يناير) الماضي، بدء عملية تجديد صلاحية جوازات السفر للسوريين المقيمين في قطر والبالغ عددهم نحو 60 ألفا، إلا أن سفارة سورية في الدوحة مغلقة بسبب انقطاع العلاقات الديبلوماسية بين سورية وقطر.

 

ودأبت السفارات السورية على التدقيق في هويات طالبي الحصول على جوازات السفر عبر وزارة الداخلية في دمشق والتي ذكرت الصحيفة أنها كانت على “تواصل مع الجهات الأمنية الأخرى المختصة، وغالباً ما استغرقت الإجراءات فترة تمتد بين أسبوع إلى شهر”.

وسمحت دمشق في شباط (فبراير) 2013 “بتمديد العمل بجوازات سفر مواطنيها المقيمين في الخارج لمدة سنتين بغض النظر عن الأسباب التي كانت تحول دون ذلك وعن الموافقات المطلوبة للحصول عليها”.

وأضافت الصحيفة أن القرار الجديد “يساهم في تراجع الكثير من مخاوف الذين غادروا سورية بطريقة غير مشروعة، ويسهل عودتهم إلى البلاد، وسيؤدي في الوقت ذاته إلى أن يؤمن مصدراً مهماً للقطع الأجنبي”، الذي تعاني البلاد من نقص حاد فيه نتيجة النزاع المستمر منذ أكثر من أربعة اعوام.

وتضمن تعميم الخارجية مرسوماً رئاسياً صدر الثلثاء الماضي، تم بموجبه تحديد الرسم القنصلي لمنح جواز السفر بمبلغ 400 دولار أميركي والتجديد أو التمديد بمبلغ مئتي دولار.

 

ونزح أكثر من أربعة ملايين سوري من البلاد، وتحديداً إلى دول الجوار، تركيا ولبنان والأردن، جراء النزاع الدامي الذي أدى إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص. ويقيم العديد من معارضي النظام خارج سورية منذ أعوام عدة.

 

جسر الشغور “نقطة تحوّل” في الحرب السورية إسرائيل أعلنت قتل 4 على حدود الجولان

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

كثف الطيران الحربي السوري غاراته الجوية أمس على مناطق عدة في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، غداة تلقيه ضربة موجعة بعد سيطرة “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وكتائب اسلامية مقاتلة تماماً على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية والتي من شأنها ان تهدد محافظة اللاذقية الساحلية التي تعتبر المعقل الرئيسي للنظام.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 34 مدنياً على الاقل بينهم تسع نساء وعدد من الاطفال في غارة جوية على سوق داخل بلدة دركوش الحدودية مع تركيا والخاضعة لسيطرة المعارضة على مسافة 20 كيلومترًا من جسر الشغور وكيلومترين من الحدود التركية.

وأصدر الجيش التركي بياناً جاء فيه أن تركيا أطلقت على وجه السرعة طائرتين مقاتلتين من طراز “ف 16” قرب حدودها مع سوريا السبت بعد اقتراب قاذفة سورية من طراز “سوخوي 24” من الحدود. وقال إن الطائرة السورية انسحبت بعد اقترابها الى مسافة 1.2 ميل بحري من الحدود التركية.

وفي جسر الشغور، احصى المرصد شن الطيران الحربي 20 غارة على الاقل استهدفت مناطق عدة من المدينة الاستراتيجية الواقعة على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماه الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام. ولم يشر الى خسائر في الارواح، لكنه افاد ان حصيلة قتلى غارات السبت ارتفعت الى أكثر من 27 شخصاً.

وتعرضت المدينة لغارات جوية كثيفة اثر انسحاب قوات النظام منها، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي “النصرة” والكتائب الاسلامية التي بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة. ولا تزال المعارك مستمرة جنوب المدينة التي كانت تضم أكثر من 45 الف نسمة قبل نشوب النزاع منتصف آذار 2011.

واستناداً الى المرصد، تمكن مقاتلو المعارضة من أسر 40 رجلاً من قوات النظام والدفاع الوطني. وقال مديره رامي عبد الرحمن، ان “مقاتلي الفصائل الإسلامية تمكنوا من أسر 10 عناصر من قوات الدفاع الوطني أمس و30 عنصراً من قوات النظام اليوم كانوا متوارين داخل المشفى الوطني”، المجاور لمركز الامن العسكري. وأضاف ان قوات النظام حاولت “تحرير عناصرها لكنها فشلت في تحقيق هدفها”.

واكتفى التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل بالاشارة الى ان “وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على كامل مجموعة ارهابية في كمين محكم في محيط المشفى الوطني عند المدخل الجنوبي لجسر الشغور” من غير ان يتطرق الى أسر العسكريين.

وسجلت سيطرة “جبهة النصرة” وكتائب اسلامية على جسر الشغور بعد أقل من شهر من سيطرتها على مدينة ادلب، مركز المحافظة، في 28 آذار. وتعد ادلب مركز المحافظة الثاني الذي يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد الرقة معقل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). كما خسر النظام خلال الاسابيع الاخيرة عددا من مواقعه أبرزها مدينة بصرى الشام ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب.

 

“نقطة تحول”

واعتبر الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه ان “النظام السوري بات في موقف ضعيف جداً، لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه سيسقط غدا”. ورجح ان تصير خسارة النظام مناطق أخرى ظاهرة دائمة لانها “تنتج من اسباب بنيوية تتعلق باستنزاف عناصره، مما يجبره على التخلي عن مناطق لمصلحة كتائب المعارضة للتركيز على الدفاع عن أولوياته”. ووصف سيطرة الكتائب المعارضة على جسر الشغور بأنها “نقطة تحول”.

 

غارة اسرائيلية

في غضون ذلك، كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن أربعة متشددين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية بينما كانوا يزرعون عبوة ناسفة عند سياج قرب الحدود مع سوريا في مرتفعات الجولان المحتلة. وقال: “وضع أربعة إرهابيين عبوة ناسفة على سياج قرب مجدل شمس وأطلقت طائرة إسرائيلية النار عليهم وقتلتهم”.

وأصدر الناطق العسكري الإسرائيلي بيانا مقتضباً جاء فيه أن القوة الجوية أحبطت هجوما عند الحدود وأن الغارة “استهدفت المجموعة ومنعت الهجوم”.

 

معركة الشمال السوري: لماذا الآن؟

هكذا حشدوا لها إقليمياً و«جهادياً»

محمد بلوط

من دون الهجوم على مدينة جسر الشغور، كان يمكن الاكتفاء بإحصاء أربعة مسارات، متفاوتة الأهمية، تحيط بالعملية السياسية في سوريا.

جسر الشغور، التي تعرضت إلى غزو من تحالف تركي ـ سلفي، وإلى احتلال تركي بالوكالة، تقوم به «جبهة النصرة» و«الفصائل الإسلامية» الأخرى، تفتح مساراً خامساً في الحرب على سوريا، يهدد كل المسارات الأخرى التي تبحث فيها المعارضة وحلفاؤها عن إعادة تشكيل صفوفها، سواء كان ذلك في مؤتمرات كازاخستان، أو السعودية، أو مصر، أو مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف، حيث يبدأ المبعوث اختبار إحياء رميم العملية السياسية خلال شهرَين مفتوحَين من المشاورات، لا تستثني، للمرة الأولى، ممثلي المجموعات المسلحة من كل الاتجاهات، إلا ما وضع منها على لائحة الإرهاب، مثل «داعش» أو «جبهة النصرة».

جسر الشغور التي اجتاحتها عشرات الأرتال من الجماعات «الجهادية»، هي نفسها التي استخدمتها المخابرات التركية في عملية كسب قبل عام، لاختراق الساحل السوري، وأخفقت.

وتعكس العملية تبلور تحالف قطري ـ تركي ـ سعودي متين في الشمال السوري حول غرفة عمليات إنطاكيا، التي يمكنها وحدها، تنسيق وقيادة عمليات من هذا النوع، وعلى هذا المستوى من التخطيط. كما تعكس احتدام الصراع، والعمليات العسكرية، لإسقاط أوسع جبهات ممكنة في الشمال السوري، وانتهاز فرصة الهدنة التي تلتزمها إيران، وضيق دائرة المناورة الديبلوماسية والعسكرية لحليف دمشق، عشية توجهه نحو تحرير نص الاتفاق النووي النهائي مع الولايات المتحدة، وهو أحد الأثمان الميدانية التي قد يدفعها السوريون، ريثما تتضح التسويات والاتجاهات الإقليمية ما بعد الاتفاق.

ولا ينبغي التساؤل عما إذا كانت «عاصفة الحزم»، والعدوان السعودي على اليمن، سينبتان فرعاً سورياً لهما أم لا، إذ إن «عاصفة الحزم» واقع قائم في الشمال السوري، فيما استطاع الجيش السوري و «حزب الله» استيعاب آثارها في الجنوب والاستيلاء على مثلث من القرى في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق، كان يستهدف محاصرة الجيش السوري وسط حوران، والتقدم من ريف دمشق الغربي الجنوبي نحو العاصمة.

والأرجح أن فشل التقدم جنوباً، وتسارع الاتفاق النووي الإيراني – الأميركي، عززا قوة الاستقطاب ضد سوريا، إلى حد موافقة جميع الفصائل، «إخوانية» أو سلفية «جهادية» وأمراء الحرب من كل اتجاه على توسيع العمليات العسكرية في الشمال السوري، للسيطرة على شريط من المدن يشمل إلى إدلب وجسر الشغور جزءا من أرياف اللاذقية وحلب، بعد أن استأثر «داعش» بالرقة ودير الزور، ورفض الأكراد الانضمام إلى مشروع تركي ينهي أي أمل بإنشاء الإدارة الذاتية، ويقضي على آفاق تطويره.

ومن أجل ذلك، يستأنف السعوديون والأتراك والقطريون، في إطار الهجوم الشامل الذي تقوم به الرياض في المنطقة، مساراً مفتوحاً منذ أعوام، ضد الجيش السوري، تجلى في الهجوم على مدينة إدلب وإسقاط معبر نصيب الأردني – السوري، بقرار سعودي، من دون أن يكون له أي أهمية إستراتيجية، باستثناء الحاجة إلى أكبر عدد من ممكن من الضربات المعنوية إلى السوريين، حتى ولو خسرت عمان أكثر مما تكسب، وهي لا تكسب شيئاً.

وتقول مصادر في المعارضة السورية إن التحضير لغزو الشمال السوري بدأ منذ آذار الماضي، بعد إعادة هيكلة غرفة العمليات في إنطاكيا، وإن اللمسات الأخيرة وضعت على الخطط خلال الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي محمد بن نايف إلى أنقرة في السادس من نيسان الحالي.

ويقول مسؤول سوري معارض، يتابع العمليات العسكرية، إن أكثر من 20 ضابطاً من الاستخبارات السعودية رافقوا محمد بن نايف، ونسقوا العمليات مع الاستخبارات التركية. وبحسب المصدر فقد أدى اختيار المجموعات التي ستقوم بالعملية إلى خلافات مع الاستخبارات الأميركية، وإلى استقالة القائد السابق للعمليات الخاصة في القيادة المركزية الأميركية الجنرال ميخائيل ناغاتا، الذي يشرف أيضا على تدريب ما تسمى «بقوة المعارضة المعتدلة» و «الجيش الوطني الحر»، بالتفاهم مع الأميركيين.

وكان الأتراك والسعوديون قد اطلعوا الأميركي المستقيل على قرارهم بمواصلة الاعتماد على القوى الأكثر فاعلية في القتال، مثل «النصرة» والجماعات الشيشانية التابعة للاستخبارات التركية، وانعدام فائدة الرهان على إنشاء مجموعات مقاتلة جديدة لا تمتلك خبرة كافية.

ورجح الخيار التركي – السعودي في فرض «النصرة» والجماعات «الجهادية» التي تعمل معهم، باعتبار أن القوة الوحيدة التي يمكنها مواجهة «داعش»، كما يطالب الأميركيون والحد من انتشارها في الشمال السوري، لا يمكن أن تكون إلا «جهادية» سلفية، ومن الطبيعة نفسها، وأنه لا يمكن لأي قوة «علمانية» أو غير ذي طابع «جهادي» سلفي أو إسلامي أن تواجه «داعش» مستقبلا أو الجيش السوري.

كما أقر القطريون والأتراك والسعوديون، من خلال عملية جسر الشغور، بمحورية دور «النصرة»، ولذلك لم يعد مطروحاً، على الغالب، أي جهد لمواصلة الضغط عليها، لكي تنقض بيعتها إلى تنظيم «القاعدة»، قبل ضمها إلى القوى «الثورية» وإعادة تأهيلها، إذ إن أقصى ما حصلت عليه مساعي إقناع أبو محمد الجولاني هو تغريدتين متناقضتين، جاءت الأولى من «شرعي النصرة» جنوباً سامي العريدي، الذي سخر من العرض، فيما قال أبو البراء الشامي، أحد مؤسسي الجبهة، إنه لا ضير من نقض البيعة إذا كان في ذلك فائدة لـ «الثورة». والأرجح أن الخوف من الأثر العكسي للضغوط هو الذي دفع الأتراك والقطريين والسعوديين إلى تجاهل الطلب الأميركي، لأن نقض البيعة لـ «القاعدة» كان سيؤدي إلى هجرة مقاتلي «النصرة» إلى داعش، وانقسامها مجدداً.

وشكلت غرفة العمليات من قوى تبايع «القاعدة» كلياً أو جزئياً، من «جبهة النصرة»، فالمجموعات الشيشانية في «جنود الشام» التي يقودها مسلم الشيشاني، و «لواء الفرقان»، و «أحرار الشام»، وكتيبة تركستانية حديثة التشكيل، قتل الجيش السوري 13 من مقاتليها في إحدى غاراته قبل يومين على تل حمكي الاستراتيجي. ويقول المصدر إن المقاتلين حصلوا، عبر التمويل السعودي، على كميات كبيرة من الصواريخ الأميركية المضادة للدبابات من طراز «تاو»، بالإضافة إلى المخزون الذي استولت عليه «جبهة النصرة» من مستودعات حركة «حزم»، المصنفة «معتدلة»، عندما قامت بتصفيتها قبل ثلاثة أشهر في سلقين.

وتعبر العملية عن مدى تحول الساحة السورية، من ساحة حرب أهلية، إلى بؤرة مفتوحة لتصفية حسابات سعودية – إيرانية – تركية بأدوات لم تعد بالضرورة محلية، بعد أن فشلت المعارضة السورية في تكوين جناح مسلح يعتد به قادر على فرض سلطتها على مجرد قرية من القرى التي تسيطر عليها، وصمتها بعد أن رد رئيس «مركز دعاة الجهاد» ورأس الهجوم السلفي «الجهادي» على إدلب عبد الله المحيسني، على طلب «الائتلاف» إقامة إدارة مدنية في إدلب، مجيباً بأن «من دفع الدم، هو من يدير الأرض، ويطبق الشريعة».

 

علوش يحظر «أحرار الشام» في الغوطة

طارق العبد

بعد «جيش الأمة» يبدو أن وقت تصفية «حركة أحرار الشام» في الغوطة قد اقترب على يد قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، الذي يتجه لإنهاء وجودهم بطريقة ناعمة، بعيداً عن المواجهات، وتحت راية «القضاء الموحد». أما في درعا، فتتزايد المؤشرات حول حسم معركة بصر الحرير قبل أي هجوم قد تشنه المجموعات المسلحة.

ولم يشفع لـ «أحرار الشام» مشاركتهم باقي المجموعات المسلحة معركة «رص الصفوف» قبل أيام في جوبر، ليطلق بالأمس «القضاء الموحد» ما يمكن وصفه برصاصة الرحمة الأخيرة، بإصداره بيانا يلزم فيه الحركة بالاستجابة الكاملة لقرار تسليم السلاح والمقرات الى «فيلق الرحمن»، بعد انفصالهما مؤخراً.

وشدد «القضاء الموحد» على منع تشكيلهم كفصيل مستقل، مع قبول دعوى أخرى من قيادة الحركة في الشمال تقول إن قيادة الغوطة قد تجاوزتها في الاندماج مع «فيلق الرحمن»، ما يضع المجموعة في ريف دمشق ضمن خيارات صعبة للغاية، تقود جميعها إلى نهاية تواجدها في الغوطة.

ويكشف مصدر لـ «السفير» أن قرار «القضاء الموحد» جاء بضغط من قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، الذي هدد قيادات «الأحرار» بمنع تواجدهم كفصيل مستقل مهما كان السبب، مقترحاً الاندماج معه أو «جبهة النصرة»، وحتى «أجناد الشام»، ثم عاد واستخدم ورقة القضاء بضغط من «مسؤوله الشرعي» عبد الرحمن كعكة، وخاصة أن علوش يسيطر على «القضاء الموحد»، لدرجة انه سبق واعتقل احد القضاة، وفاوض الباقين على إطلاق سراحه مقابل سحب بياناتهم التي أصدروها ضده.

لكن محاولات زهران لإنهاء وجود «أحرار الشام» تبقى اقل دموية مما قام به أيام حربه على «جيش الأمة»، ذلك أن لـ «الأحرار» ماضيا قتاليا طويلا معه، وسبق أن ساندوه في معارك العتيبة في العام 2013، يضاف إلى ذلك انه من ليس من مصلحة علوش أن يشن حرباً على الفصيل في الغوطة، في وقت يسعى للتوسع شمالاً، وبالتالي تحسين علاقته مع قيادات الحركة في إدلب وريف حلب وهو ما يفسر لجوءه إلى «القضاء الموحد» هذه المرة .

جنوباً، قالت مصادر ميدانية معارضة إن تعزيزات للمسلحين وصلت إلى خربة غزالة وبصر الحرير، فيما يبدو أنها استعدادات لاستكمال المعركة في بصر الحرير وتحصين الخربة التي لطالما حشد لها المسلحون للسيطرة عليها، وبالتالي قطع طريق دمشق – درعا الدولي، غير أن مصدراً معارضاً أشار إلى أن الأولوية بالنسبة للفصائل المسلحة في الجنوب هي معركة بصر الحرير، والتي تسمح سيطرة الجيش السوري عليها بقطع الطرق نحو ازرع التي تحدثت بعض المعلومات عن هجوم نحوها، استبقه الجيش بشن هجوم الأسبوع الماضي، وهو ما يفسر تواصل إرسال حشود المقاتلين من «النصرة» و «الجيش الحر» إلى هذه المنطقة.

وقلل المصدر من أهمية الطريق الدولي بعد سيطرة المسلحين على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، معتبراً أن معركة درعا المدينة بحكم المؤجلة مادامت التطورات الميدانية في بصر الحرير تفرض نفسها .

وفي حلب، حاول مسلحون متشددون التقدم من المدينة القديمة نحو نقاط تمركز الجيش السوري، حيث قاموا بتفجير 3 أنفاق مفخخة على محوري حي الجديدة وبوابة القصب، تبعه هجوم عنيف استمر لأربع ساعات، تصدت له قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، لينتهي الهجوم الذي شارك سلاح الجو في صده من دون أي تغير يذكر في خريطة السيطرة.

وأمطرت الفصائل أحياء وسط مدينة حلب (باب الفرج ومحيطها) بعشرات القذائف التي تسببت بمقتل مواطنين اثنين وإصابة أكثر من 30، وفق مصدر طبي.

 

طهران: “5+1″ وافقت على إلغاء العقوبات عند توقيع الاتفاق النهائي

ايران – الأناضول – قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن مجموعة 5+1 وافقت على إلغاء العقوبات المفروضة على بلاده تمامًا عند توقيع اتفاق نهائي.

 

وقال صالحي، في تصريح للتلفزيون الحكومي الإيراني، الأحد، إنه تم التوصل إلى حل نقاط عالقة بشأن بعض القضايا في المفاوضات التي جرت بين الجانبين في العاصمة النمساوية فيينا، الأسبوع الماضي.

 

وقال صالحي: “وافق الطرف الآخر على إلغاء العقوبات مع الاتفاق النهائي”، موضحًا أن الجانبين يناقشان التفاصيل حاليًّا في المفاوضات، وأضاف: “توصلنا في لوزان إلى فكر مشترك حول القضايا الرئيسية المتعلقة بمنشآت “فوردو”، و”ناتانز″ و”أراك”، يمكننا الآن تحويل هذا الفكر المشترك إلى اتفاق”.

 

وأعلن مسؤولون غربيون في 2 من أبريل/ نيسان الجاري التوصل إلى اتفاق إطار مع إيران، يشمل رفع العقوبات عن طهران، مقابل تعليق عمل أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية الحالية، ومراقبتها 10 سنوات، ويمهد هذا الاتفاق لاتفاق نهائي قبل 30 يونيو/ حزيران المقبل، بين إيران ومجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا.

 

تشييع متواضع لرستم غزالة في دمشق في غياب تمثيل رسمي للنظام

إعلام 14 آذار يربط بين سقوط غزالة وذكرى جلاء آخر جندي

من سعد الياس:

بيروت – «القدس العربي»: بقيت وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري اللواء رستم غزالة موضع تعليقات في لبنان، كان أبرزها لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي سيدلي بشهادة أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الشهر المقبل، وهو قال مغرّداً عبر تويتر «مهما حاول حاكم ما تبقّى من النظام السوري التخلّص من الشهود في الجرائم التي ارتُكِبت في لبنان وفي حق الشعب السوري، لكن المحكمة الدولية في انتظاره، ونحن إلى جانب النهر في انتظاره».

وفيما غيّبت وسائل اعلام 8 آذار/ مارس خبر الوفاة عن مقدمات نشراتها الإخبارية وكذلك خبر التشييع الذي بحسب المعلومات كان متواضعاً جداً في غياب تمثيل رسمي للنظام فإن وسائل إعلام 14 آذار أضاءت بقوة على خبر وفاة غزالة وربطت بين ذكرى جلاء آخر جندي سوري عن تراب الوطن في 26 نيسان/ أبريل 2005 وبين سقوط واحد من أبرز رموز الوصاية السورية ، مذكّرة كيف كانت أطبقت هذه الوصاية على الحياة السياسية اللبنانية وصولاً إلى التدخل في أصغر التفاصيل، من البوريفاج إلى عنجر والمزة.

وفيما اعتبرت أوساط 14 آذار أن نهاية الاحتلال السوري جاءت نتيجة دماء شهداء ثورة الأرز وفي طليعتهم الرئيس رفيق الحريري، لفتت إلى أن النظام السوري بغياب غزالة فقد عموده الفقري. ورأى تلفزيون «المستقبل» «أنه يوم الجريمة والعقاب، فالمجرم رستم غزالة انتقل إلى عدالة السماء بعدما تعذّر تطبيق عدالة الأرض فيه».

وقال « إن ضحاياه واهلهم كثر من اللبنانيين والسوريين ممن أذاقهم العذاب وألوانه ولا يعرفون إذا كان موته عقاباً كافياً على جرائمه فيفرحون أم انه كان يجب ان يحاسب على ما اقترفت يداه قبل ان يكتوي بنار الجحيم. هو مجرم آخر من مجرمي نظام الأسد يموت في ظروف غامضة وسبقه إلى المصير نفسه آخرون، كما لو ان النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة يحاول محو صفحات سود من مجلدات جرائمه التي لا تنتهي. ولسخرية القدر ومحاسن الصدف يموت رستم غزالة قبل يومين من الذكرى العاشرة لدحر القوات السورية خارج لبنان بقوة ثوار الأرز في يوم لبنان المجيد في الرابع عشر من آذار ألفين وخمسة».

وانضمت قناة «الجديد» في حملتها على رستم غزالة إلى إعلام 14 آذار ولاسيما أن رئيس جهاز الامن والاستطلاع السابق هو من وقف وراء اعتقال صاحب المحطة تحسين خياط في وزارة الدفاع قبل الانسحاب السوري. وأوردت المحطة التي يسود خلاف حالي بينها وبين حزب الله في الوقت الراهن، بعد الخطاب الانفعالي للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ما يلي في مقدمة نشرتها الاخبارية «عن مملكة أسرار عن إمارة امتدت من المدينة إلى عنجر، عن ثروة بلغت أربعمئة مليون دولار، وعن عمر دخل في الفصل السابع أميت رستم غزالة بعد وضعه في الوفاة الجبرية أسابيع. دولة رستم في لبنان انتهت قبل عشر سنوات ودويلته في سوريا لم تعمر عشرا. وفي لحظة تدافع نُظّم لكي يكون عفوياً مع زميله في الأمن السياسي رفيق شحادة، أنزلت سوريا الستار على أبو عبدو الذي حقن بمادة سامة لن يستطيع الأطباء اكتشافها، وهم سينظمون لاحقاً محضراً بسبب الوفاة بحيث سيظهر أن الله اختاره واصطفاه.

لكن الله نزيه حكيم لا يرتكب الآثام. في تشرين الأول عام ألفين وخمسة قررت سوريا أن «ينتحر» اللواء غازي كنعان بثلاث رصاصات في الرأس بعدما أدلى بإفادته للجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. مات أبو يعرب ودفن معه صندوق لبنان الأسود. سبع سنوات ويقضى على خلية الأزمة في قلب دمشق فيسقط آصف شوكت وعدد من القادة الأمنيين الكبار في تفجير يضرب تحصينات العاصمة التي يمسك بها النظام.

اللواء آصف، رستم، كنعان، حلقة موت تختلف وسائلها تبعاً للتطور في عمليات الانتحار لكنها حلقة لن يندبها إلا المحكمة الدولية التي ستجد أن ملفها قد أفرغ من شهوده من كنعان إلى شوكت فغزالة واللواء وسام الحسن وجامع جامع، لتجد المحكمة أنها أمام محاكمة غيابية وشهود غائبين بفعل الوفاة، وربما كان أبو عبدو هو الشاهد الأخير المتبقي على قيد المعلومات، وكانت المحكمة تعتزم طلب شهادته تحت قوة الفصل السابع، فلا بد إذن من موت سوري يطلق عليه اسم الموت السريري».

 

ضابط إيراني يصفع مسؤولا سوريا في ريف دمشق و«الفرقة الرابعة» تفض الخلاف

سلامي محمد

دمشق ـ «القدس العربي» في حادثة تبدو أنها إثباتٌ جديد على تنازع للسلطة ومساع حثيثة للتفرد بصنع القرارات ما بين قيادات إيرانية وأخرى تتبع للنظام السوري وأعوانه من المندوبين السوريين، وهذه المرة اختلفت تلك النزاعات وتفاقمت وصولاً إلى نشوب اشتباكات بالأيدي بين ضابط يعتقد أنه إيراني الجنسية وبين زعيم المصالحة «حسن الغندور «المسؤول لدى النظام عن ملف التهدئة في مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية، وذلك أمام الأهالي ضمن المعبر الوحيد للمدينة والتي تسيطر عليه قوات عسكرية وأمنية تابعة للجيش والمخابرات السورية.

اندلع الخلاف بين الغندور والضابط الإيراني بداية بسبب امتناع الضابط الإيراني عن السماح لزعيم ملف المصالحة في معضمية الشام من إدخال سيارة عبوات لقاح إلى داخل المدينة التي تسيطر عليها كتائب المعارضة السورية، وكان زعيم المصالحة مكلفا من قبل قيادة الفرقة الرابعة بإدخال السيارة الطبية، لكن الضابط الإيراني رفض إدخال تلك السيارة إلى المدينة، إلا أن الغندور كان قد استحوذ على «واسطة عسكرية وأمنية «أكبر فأدخل السيارة الطبية إلى المدينة رغم أنف الضابط الإيراني، مما جعل الأخير عقب ذلك يفقد أعصابه ويتهجم على الغندور، لتندلع بينهما اشتباكات بالأيدي، وذلك حسب ما أكده «أبو أحمد» عضو المركز الإعلامي في المدينة لـ»القدس العربي» خلال اتصال خاص معه. وما إن اندلعت تلك المواجهات بين الضابط الإيراني والمسؤول عن ملف المصالحة في مدينة معضمية الشام، حتى سارعت قوات من الفرقة الرابعة أعتى الفرق العسكرية قوة في سوريا إلى جانب الحرس الجمهوري بالتدخل وفض النزاع الحاصل، وأبعدت مسؤول المصالحة عن الحواجز العسكرية التي تتمركز على مدخل مدينة معضمية الشام الشرقي.

ومن جانب آخر في ظل التطورات التي تشهدها مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية عقب سبعين يوماً من الحصار الخانق والمتواصل، والذي تفرضه قوات النظام السوري واللجان الشعبية على أكثر من ثلاثين ألف مدني داخل المدينة، سمح النظام السوري بتسليم كل عائلة متواجدة في المدينة ربطة خبز واحدة، دون السماح بإدخال أي من المواد الغذائية غيرها.

ولكن النظام السوري وضع عراقيل هائلة أمام الأهالي في استلام ربطة الخبز الواحدة، ومن تلك العوائق التي مارستها أجهزة المخابرات والجيش السورية في تسليم الأهالي حسب ما أكده عضو المركز الإعلامي في المدينة: «اصطحاب البطاقة الشخصية للشخص المستلم ودفتر العائلة، والذهاب إلى خارج المدينة إلى المنطقة الواقعة تحت سيطرة اللجان الشعبية والمخابرات الجوية، أي الابتعاد عن المدينة مسافة كيلو متر واحد، والسير على الأقدام كامل تلك المسافة».

ومن تلك الشروط أيضاً «المرور على ثلاثة حواجز عسكرية وأمنية قبل التوجه إلى منطقة استلام ربطة الخبز الواحدة، والخضوع لتفتيش يطال النساء قبل الرجال من أهالي المدينة، وعقب استلام أي مدني لربطة الخبز يتوجب عليه المرور على الحواجز لتفتيش ربطة الخبز، إن كان قد وضع بداخلها رغيف زائد عن الثمانية في الربطة الواحدة، والتفتيش بين الأرغفة أيضاً لعل أحدهم قد وضع بداخلها قطعة من البسكويت أو ما شابه»، إضافة إلى مدة الانتظار تزيد عن أربع ساعات بسبب تدفق أكثر من عشرين ألف مدني على مدخل المدينة دفعة واحدة لاستلام ربطة الخبز الواحدة. وطالب المركز الإعلامي في المدينة الأهالي عدم شراء أي نوع من المواد الغذائية من خارجها؛ لإقدام الحواجز المتمركزة على مدخل المدينة الوحيد في الجهة الشرقية بمصادرتها بما في ذلك قطعة البسكويت التي قد تكون بحوزة أحد الأطفال.

ومن جانب آخر تناقلت وسائل إعلام روسية وأخرى موالية للأسد أخباراً تفيد بتعزيز الجيش السوري تواجده العسكري ونشر قواته، إضافة إلى تكثيف الحواجز الأمنية وعربات الدوشكا على أطراف مدينة معضمية الشام؛ بحجة ورود معلومات بأن المعارضة السورية في المدينة تقوم بالتحضير للهجوم على الحيين الشرقي والغربي التابعين للجان الشعبية والمخابرات الجوية.

وتعتبر مدينة معضمية الشام محاصرة بشكل كلي من قبل النظام السوري واللجان الشعبية التي تعد بوابة العاصمة دمشق من الجهة الغربية، وتعاني المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية والتموينية بسبب الحصار المفروض عليها منذ 70 يوماً، والذي نتج عنه وفاة عدة أطفال جراء الجوع والحصار، إضافة إلى مصير مجهول ينتظر أكثر من ثلاثين ألف مدني قابعين داخل سجن المدينة الكبير، بسبب سياسة الحصار الشديد المفروض عليها وأبنائها.

 

52 قتيلا في قصف جوي لقوات النظام على بلدة دركوش ومدينة جسر الشغور في ريف إدلب

سوريا ـ «القدس العربي» من سليم العمر وزكريا الأحمد – وكالات: ‏ قتل 25 شخصا على الاقل أمس الاحد في قصف جوي لقوات النظام استهدف بلدة في ريف ادلب في شمال غرب البلاد، غداة سيطرة كتائب مقاتلة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان كما قصفت طائرات النظام مدينة جسر الشغور مما ادى الى سقوط اكثر من 25 قتيلا فيما سيطرت قوات المعارضة على معظم الحواجز العسكريىة للنظام في سهل الغاب في حماة.

فقد قال المرصد ان «25 شخصا على الأقل قتلوا جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة دركوش في ريف ادلب، بالاضافة الى عشرات الجرحى». واشار الى ان عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».

‏كما ذكر قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلات سورية شنت 20 غارة على الأقل على بلدة جسر ‏الشغور في شمال غرب البلاد امس الأحد بعد يوم من سيطرة مقاتلين إسلاميين عليها.ويسعى الاسلاميون المتشددين إلى ‏السيطرة على منطقة تهيمن عليها الحكومة بموازاة الشاطئ.‏

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن وحدة من الجيش «قضت ظهر امس في كمين محكم على مجموعة ‏إرهابية بكامل أفرادها في محيط المشفى الوطني عند المدخل الجنوبي لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب».‏

وسيطر مقاتلون معارضون بينهم جناح تنظيم القاعدة في سوريا السبت على بلدة جسر الشغور للمرة الأولى خلال ‏الصراع الذي بدأ قبل أربعة أعوام.‏

وذكر التلفزيون السوري أن «التنظيمات الإرهابية التكفيرية» ارتكبت «مجزرة في ساحة الصومعة وسط مدينة جسر ‏الشغور بريف إدلب راح ضحيتها عشرات المواطنين».‏

ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري قوله إن «عدد ضحايا المجزرة المروعة التي ارتكبها الإرهابيون التكفيـــريون ‏زاد على ثلاثــين شخصا معظمهم من الأطفال والنساء».لكن المرصد السوري قال إن المقاتلين اعتقلوا مؤيدين للحكومة ولم ‏يرد تأكيد حتى الآن بأنهم قتلوا أحدا.‏

وقال رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد إنه إذا علم المرصد بسقوط قتلى سيعلن ذلك مضيفا أنه لم يجر اعتقال نساء ‏وأطفال.‏

وقال المرصد إن 27 شخصا على الأقل أغلبهم من المسلحين قتلوا بعد أن قصفت طائرات سورية جسر الشغور ليلا. ‏ولايزال القتال الشرس مستمرا جنوبي البلدة.‏

وتمثل السيطرة على البلدة التي يقطنها 50 ألفا في محافظة إدلب الحلقة الأحدث في سلسلة من الانتكاسات التي منيت بها ‏قوات الحكومة في جنوب وشمال سوريا.‏

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء امس الأحد «نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة إغارات ليلية على عدد من ‏النقاط العسكرية التي تسللت إليها المجموعات الإرهابية في محيط مدينة جسر الشغور بإدلب والريف الشمالي الغربي لحماة ‏وكبدتها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد» ويحاول المسلحون إخراج الجيش من المناطق القليلة المتبقية تحت سيطرة ‏الحكومة في المحافظة.‏

وسيطر الإسلاميون الشهر الماضي على مدينة إدلب عاصمة محافظة إدلب بعد تشكيل تحالف جيش الفتح الذي يضم جبهة ‏النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى لكن تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق ‏ليس عضوا في هذا التحالف.‏

‎ ‎و‎لم تستطع قوات النظام الصمود أمام الثوار في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، وخصوصاً بعد أن فرضوا سيطرتهم على كافة ‏الحواجز المحيطة بها البالغ عددها أكثر من 16 حاجزاً خلال فترة زمنية قصيرة، وتحولت أنظارهم باتجاه المدينة بحسب ما أفاد ‏الناشط علي الحفاوي الذي قال في حديثه لـ «القدس العربي»: سمعنا عبر أجهزة اللاسلكي أن ضباط النظام أعطوا أوامر بالانسحاب ‏الكيفي من المدينة، فانسحب قسم كبير من الجنود، وقتل مالايقل عن ستين آخرين أثناء عملية الانسحاب؛ لكن ازدياد أعداد القتلى في ‏صفوف عناصر قوات النظام أجبر الجنود على الاختباء، وطلبوا المساعدة من قادة في جيش النظام، لكن الأخير طلب منهم عدم تسليم ‏أسلحتهم، والمقاومة حتى النهاية.

وأفاد ناشطون أن النظام لم يرسل أي تعزيزات لنقل مصابيه وجرحاه من أرض المعركة، وتركهم ليقعوا أسرى بيد المعارضة وجبهة ‏النصرة، وكانت أبرز الفصائل المشاركة هي جبهة النصرة، وأحرار الشام ضمن مايسمى جيش الفتح وأنصار الشام، والحزب ‏التركمانستاني إضافة إلى فصائل صغيرة من الجيش الحر الذي تولى السيطرة على ثلاثة حواجز أبرزها حاجز السرمانية.‏

وبدأت خطة اقتحام جسر الشغور بهجوم من شمال المدينة من مقاتلين شيشانيين وقوقاز من جنود الشام، والحزب التركمانستاني ‏المعروفين بمهاراتهم القتالية في اقتحام المدن، وهجوم آخر غرب المدينة من جبهة النصرة وأحرار الشام الذين خاضوا قتالا عنيفاً ‏داخل جسر الشغور، والتقت المجموعتان في وسط جسر الشغور ليحاصران عدداً من جنود النظام لم يتمكنوا من الانسحاب.‏‎ ‎

وتولى الجيش الحر السيطرة على الحواجز الغربية من المدينة، ولم يتأخر في إغلاق طريق الانسحاب الوحيد، حيث ترك النظام ‏العشرات من مقاتليه مابين قتلى وجرحى وأسرى بيد مقاتلين من المعارضة.‏

ويشارك مقاتلون من الشيشان «جنود الشام»، والقوقاز، والتركمانستان بمعارك إدلب بالتنسيق مع جبهة النصرة وأحرار الشام الذين ‏شكلوا تحالفاً مع فصائل إسلامية كجند الاقصى، وفصائل أخرى صغيرة.‏‎ ‎

وبعد أن بثت قوات المعارضة خبر تحرير المدينة سارع الطيران الحربي لاستهدافها بالصواريخ الفراغية، وسقط احد هذه الصواريخ ‏بالقرب من الصومعة في الحي الشمالي مما تسبب بارتكاب مجزرة ما زالت أعداد الضحايا فيها مجهولة العدد والهوية.‏

ليست المرة الاولى التي يتخلى فيها النظام عن مقاتليه ويتركهم صرعى في مناطق ذات تضاريس معلومة لدى مقاتلي المعارضة كما ‏وستشهد المنطقة خلال الايام القادمة مزيداً من العمليات العسكرية.‏‎ ‎

من جهة اخرى تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة تتقدمها «حركة أحرار الشام» و»جبهة الشام» و»صقور الجبل»، من السيطرة ‏على معظم حواجز النظام في سهل الغاب، بريف حماة وسط سوريا، أبرزها حاجز القاهرة، وتل واسط، وتل عترم، ‏والصوامع، بعد ثلاثة أيام من المعارك الطاحنة‎.

واغتنمت قوات المعارضة خلال الاشتباكات دبابة من نوع 55، وأربع عربات «بي إم بي»، بالإضافة لعتاد ثقيل وذخائر، ‏وقتل أكثر من 30 عنصر للنظام ضمن تلك الحواجز‎.

وأكد «أبو الليث» – القائد العسكري في لواء صقور الجبل – لمراسل الأناضول، «تحرير معظم حواجز السهل، ومتابعة ‏العمل باتجاه حاجزي الزيارة والتنمية الريفية آخر حاجزين في يد النظام، وبعدها سيغدو السهل في يد المعارضة بشكل ‏كامل‎».

وتأتي السيطرة على الحواجز المذكورة تزامناً مع سيطرة المعارضة، صباح السبت على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية ‏بريف إدلب الجنوبي الغربي، وهي أحد أهم معاقل النظام ونقاط إمداده في المنطقة‎.‎

 

اتهامات لناشط حقوقي باختراق الثورة السورية وتقديم معلومات وأخبار عنها لصالح النظام السوري

حازم داكل

غازي عينتاب ـ «القدس العربي» : اتهمت شخصيات وقادة في المعارضة السورية الناشط الحقوقي والعضو سابق في مجلس الادارة المحلية لمدينة إدلب التابع للائتلاف الوطني المعارض المحامي «صلاح شامية» بالتخابر وتقديم المعلومات لصالح مخابرات النظام السوري تحت اسم وهمي عرف بـ «هلال ناصيف» بعد أن حصلت على وثائق وتقارير أمنية تدينه من فرع الأمن السياسي بعد تحريره في مدينة إدلب.

وكانت كتائب معارضة تعمل تحت راية جيش الفتح حصلت على عشرات الالاف من الوثائق والتقارير الأمنية داخل أفرع ومقرات أمن النظام السوري في إدلب، كشـــفت من خلالها تعاون العشرات من أبناء المحافظة مع تلك الافرع كـ»مخبرين سريين» قبل أن تسقط في يد المعارضة المسلحة منذ أسابيع قليلة.

وقال أحد قادة المعارضة المسلحة ممن يمتلك بعضا من تلك الوثائق أنه حصل عليها من الأفرع الأمنية بعد تحريرها، وأضاف القيادي في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: الوثائق التي وجدناها داخل الأفرع الأمنية تدين المحامي «شامية»، وتبين أنه كان متعاونا بشكل مباشر مع المقدم حسام أشرم، ومعاونه الضابط في فرع الأمن السياسي آنذاك، لأربع سنوات تحت إسم وهمي يدعى هلال ناصيف، حيث كان يقدم المعلومات وتم اعتماده مندوباً لفرع الأمن السياسي منذ ذلك الوقت إلى ان تم اعتقاله بالخطأ سنة 2012 وأفرج عنه بعد أيام قليلة، وبناءً على طلبه فقد أرسل إلى الخارج ليتجسس على المجلس الوطني المعارض في تركيا، بعدما قدم معلومات مكثفة عن قادة المعارضة ومسلحيها ومثقفيها داخل مدينة إدلب».

وكان المحامي شامية قد أقر ووقع على وثائق حصلت «القدس العربي» على نسخة منها تفيد بأن المعارض السوري عمار قربي هو من رشحه لحضور عدة مؤتمرات منها مؤتمر المجلس الوطني في أنقرة، ومؤتمر آخر للمركز العربي الأوربي لحقوق الانسان في اسطنبول التركية، والأمن السياسي هو من دفع تكاليف السفر والاقامة، وبحسب الوثائق فإنه قدم تقريرا كتابيا عنهم وموثقا بالصور.

من جانبه قال المحامي صلاح شامية المتهم بالتخابر مع النظام السوري في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: إن الثورة السورية تحولت الآن لملعب يتم تصفية الحسابات من خلاله، مشيراً انه كجميع الاشخاص ممن يتبنون الفكر «الليبرالي» وهم هدف مباشر لها، وأضاف شامية في حديثه: «المقدم حسام الاشرم الذي يتهمني البعض بالتخابر معه موجود في هولندا بعدما انشق عن النظام السوري منذ أكثر من عامين، ويتمتع باللجوء السياسي على أراضيها منذ فترة طويلة، وهو مستعد للشهادة في المحاكم الدولية عما اذا كنت متعاملا مع النظام كمخبر».

وقال المحامي شامية الذي حصل على اللجوء السياسي في العاصمة الهولندية امستردام بعد أن أفرج عنه من فرع الامن السياسي: أنه وأثناء اعتقاله وقّع على أوراق وهو معصوب العينين كحال أي معتقل في سجون النظام السوري، وأن النظام السوري قد رمى هذا الطعم للثوار ليقوموا بتصفية بعضهم البعض وهم أكلوه بغباء.

ويضيف أنه لا يمكن لأحد أن يصدق اعترافات في داخل الافرع الامنية، كما أنها قانونيا غير معترف بها، وليست دليلاً للإدانة.

وكانت منظمات وهيئات حقوقية دولية طالبت النظام السوري حينها بإطلاق سراح الناشط والمحامي شامية عندما اعتقله النظام في اوائل عام 2012 في مدينة إدلب، ومن أبرز المطالبين والموقعين على بيانات استنكار بسبب اعتقاله كان شبكة المدافعين عن حقوق الانسان «فرونت لاين ديفندرز»، والمركز العربي الاوروبي لحقوق الانسان، والجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان.

 

معارك جديدة في الشمال السوري تمهّد لإعلان إدلب كأول محافظة تخرج بالكامل عن سيطرة النظام

منهل باريش

ريف إدلب ـ «القدس العربي»: أعلنت عدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة في ريف حماة الشمالي بدء معركة تحرير سهل الغاب صباح الأربعاء الفائت، وذلك «انتقاماً لأطفالنا الخدج والشيوخ الركع والنساء الثكلى، الذين جعلهم النظام أهدافا يومية لطائراته ومدافعه في كافة أنحاء الشام»حسب الإعلان.

وضمّت غرفة العمليات كلاً من «تجمع صقور الغاب»، «جبهة شام»، الفرقة الأولى الساحلية، «صقور جبل الزاوية»، و»حركة احرار الشام»، كما جاء في الإعلان.

وكانت لافتة أعداد صواريخ «التاو» أمريكية الصنع التي استخدمتها المعارضة المسلحة مستغلة تمركز قوات النظام في منطقة منخفضة الارتفاع، مما سهل تدمير العديد من دباباته ومدافعه الثقيلة من قبل رماة المعارضة.

وصرّح محمد الغابي قائد «جبهة شام» لـ»القدس العربي» أن «1800 مقاتل من الفصائل المنضوية تحت غرفة عمليات تحرير الغاب يشاركون في العملية، وإن الغاية الاستراتيجية من العمل هي تحرير الحواجز المنتشرة في الطرف الشرقي من سهل الغاب الشمالي، ابتداء من حاجز القاهرة جنوباً إلى بيت شحود شمالاً، وقطع طريق الامداد عن معسكرات القرميد والمسطومة وأريحا جنوب مدينة إدلب، والضغط على قوات النظام في جسر الشغور لتشتيتها وعدم إعطائها فرصة الانفراد بأية مشتعلة».

ورأى المتحدث باسم مركز حماة الإعلامي، مصطفى أبو عرب، في حديثه لـ»القدس العربي، أن»الهدف الأساسي هو وَصُل منطقة جبل الاكراد عن طريق السرمانية – قرقور بمنطقة جبل الزاوية وريف حماة الشمالي، وتخفيف الضغط عن غرفتي عمليات جيش النصر في جسر الشغور وجيش الفتح في معسكري القرميد والمسطومة».

ميدانياً، أكد المقدم جميل رعدون، قائد «تجمع صقور الغاب»، أن «غرفة عمليات تحرير الغاب سيطرت على بلدة السرمانية وحاجز الكام، وأن الفرقة الأولى الساحلية تشتبك مع قوات النظام بالقرب من بحيرة جورين في الطرف الغربي من سهل الغاب، ما يعني عملياتياً أن الطريق الغربي لسهل الغاب والواصل لجسر الشغور قد قطع تماماً».

وتستهدف العملية العسكرية خمسة عشر معسكراً وحاجزاً لقوات النظام في منطقة شمال سهل الغاب، أحد عشر منها شرق نهر العاصي وأربعة منها غربه.

وحول سير العمليات العسكرية وضّح محمد الغابي: «حررنا في أول يوم حاجز المنصورة والصوامع لكن لم نتمكن من الثبات بسبب كثافة نيران المدفعية وسوء الأحوال الجوية مما حال دون وصول الإمداد إلينا. إلا أن تقدم الفرقة الأولى الساحلية من طرف الغاب العربي سيخفف كثافة المدفعية والصواريخ التي تطلقها قوات النظام علينا من منطقة جورين».

ويُلاحظ من المعارك الدائرة شمال سوريا حجم الإرباك والخسارات المتلاحقة التي يُمنى بها جيش النظام السوري وحجم الانهيارات السريعة في خطوط مواجهته.

ومن جانبه أكد المقدم رعدون أن «عدداً من ضباط النظام فروا من الحواجز الشمالية لسهل الغاب باتجاه جورين بعد التقدم المباغت لقواتنا، ووصلتنا معلومات تؤكد أن النظام أعدم ميدانياً اثنين من ضباطه على الأقل بتهمة الخيانة»، والتواطؤ مع»الإرهابيين».

وعزت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي السورية المعارضة تطورات الوضع العسكري اللافتة في الشمال منذ تحرير مدينة ادلب في 28 آذار/مارس الماضي وسيطرة جيش الفتح عليها وتقدمه باتجاه معسكري المسطومة والقرميد ومدينة اريحا، إلى احتمال وجود قرار دولي أو إقليمي بدعم المعارضة المسلحة في معارك الشمال لإجبار الأسد على حل سياسي.

بينما نفى المقدم رعدون وجود أي تمويل لغرفة عمليات تحرير سهل الغاب وقال: «كل فصيل قدم ذخيرته بنفسه على قطاعه، لكن التنسيق العالي بين غرف العمليات هو الذي شتت قوات النظام وسمح للثوار بالتقدم».

ويعتبر تقدم قوات المعارضة هو الأول من نوعه في المناطق ذات الأغلبية السكانية من الطائفة العلوية في ريف حماة، ما جعل هذا التقدم يترافق مع حالة هلع وخوف كبيرين، وشهدت بعض القرى القريبة من خطوط الاشتباك حالات نزوح للكثير من المدنيين من بلدة جورين والقرى المجاورة لها. وعن مصير المدنيين من الطائفة العلوية قال المقدم رعدون: «نحن نستهدف حواجز النظام ومقراته خارج القرى العلوية ولن نستهدف أي تجمعات للمدنيين».

من جهته، علق الغابي على موضوع المدنيين قائلاً: «العلويون هم سكان هذا البلد ونحن لا نعاملهم بطائفية، لأننا لسنا طائفيين، إلا من تلطخت يداه وشارك في قتل أهلنا السوريين، وستكون هناك محاكم في المنطقة لرد المظالم إلى أهلها».

وتأتي أهمية العمليات العسكرية التي تقودها المعارضة السورية المسلحة في كل من سهل الغاب وجسر الشغور، من كونها تؤدي إلى تشديد الخناق على مناطق سيطرة النظام في أريحا ومعسكري القرميد والمسطومة تمهيداً لاقتحامها وإعلان محافظة إدلب كأول محافظة سورية تخرج بالكامل عن سيطرة النظام.

 

قوات النظام تعدم 23 معتقلا قبل انسحابها من جسر الشغور

بيروت ـ أ ف ب: أعدمت قوات النظام السوري 23 معتقلا في احد سجونها في مدينة جسر الشغور قبل انسحابها منها السبت، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونشرت جبهة النصرة على احد حساباتها الرسمية على موقع تويتر صورة لجثث داخل غرفة بدا معظم اصحابها في سن الشباب، وعليها آثار دماء، كما يمكن مشاهدة دماء على الجدران، متحدثة عن «مجزرة ارتكبها الجيش النصيري قرب المشفى الوطني».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «عناصر قسم المخابرات العسكرية في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب أعدموا 23 معتقلاً قبل انسحابهم من منطقة المشفى الوطني في جنوب غرب المدينة».

واوضح ان المعتقلين كانوا محتجزين في مبنى تابع للمشفى، وان مقر المخابرات العسكرية يقع قرب المشفى. وكان 15 شاباً ورجلاً أعدموا في معتقل تابع للمخابرات العسكرية في مدينة ادلب في 28 آذار/مارس قبل انسحاب قوات النظام من المدينة.

 

مصادر خاصة لـ»القدس العربي»: اتصالات بين السعودية والائتلاف السوري لعقد اجتماع موسع للمعارضة بالرياض

نائب رئيس الائتلاف السوري: نطالب بـ»عاصفة دعم» إن لم تكن «عاصفة حزم»

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: أكدت مصادر خاصة لـ»القدس العربي»، الجمعة، أن اتصالات واسعة تجري بين الائتلاف السوري المعارض والمملكة العربية السعودية منذ فترة لعقد اجتماع موسع للمعارضة في العاصمة الرياض لتوحيد الموقف ورفع مستوى الدعم السياسي وربما العسكري لـ»الائتلاف».

هذه المصادر قالت إن التحرك السعودي يأتي في إطار التحولات التي شهدتها المملكة والتغيرات في طريقة تناولها للقضايا الداخلية والخارجية، متوقعةً أن يعقد المؤتمر في الرياض بحضور شريحة واسعة من المعارضة السورية المنضوية تحت راية الائتلاف وخارجه، وأن يتم بحث آليات توسيع قاعدة الدعم السعودي السياسي والعسكري لإسقاط نظام الأسد.

لكن قيادي بارز في الائتلاف رفض الكشف عن اسمه، قال في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، إن الفكرة بدأت من قبل الائتلاف وتم طرحها على الجانب السعودي من أجل عقد اجتماع للمعارضة لتوحيد مواقفها لا سيما في ظل الحديث عن تحضيرات لعقد جولة جديدة من محادثات جنيف بين المعارضة والنظام السوري.

وتزايد الحديث في الآونة الأخيرة، عن تحركات سعودية قطرية مع تركيا من أجل رفع مستوى الدعم للمعارضة السورية المسلحة، ووصل الأمر للحديث عن ما أسماه البعض «عاصفة حزم في سوريا»، بالتزامن مع تحقيق الكتائب المسلحة تقدم واضح على الأرض في العديد من المناطق أبرزها إدلب ودرعا والتحضير لمعارك كبيرة في دمشق وحماة، وهو ما اعتبره البعض مؤشر واضح على زيادة الدعم للمعارضة.

وقال القيادي: «الائتلاف ممتعض جداً من المؤتمر الذي عقد في القاهرة لشخصيات من المعارضة السورية، كونه ركز على معارضين من الخارج ولم يكن ينسق بشكل واضح مع الائتلاف لذلك اقترح البعض عقد لقاء موسع برعاية سعودية سواء داخل المملكة أو خارجها».

وأضاف: «صحيح أن الموضوع لم ينشر بالإعلام لكنه مطروح منذ فترة وعاصفة الحزم بطئت الاتصالات بسبب انشغال السعودية بالحرب ضد الحوثيين باليمن وحتى الان لا يوجد أي تقدم في هذه الاتصالات»، لكنه أكد على أن «الاتصالات مع السعودية متواصلة والتنسيق بين المملكة والائتلاف عالي جداً».

ونهاية شهر فبراير الماضي، زار وفد من الائتلاف برئاسة رئيسه خالد خوجه المملكة العربية السعودية والتقى عددا من كبار المسؤولين بالمملكة، في حين التقى خوجه بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الدوحة، الأربعاء الماضي، وهما الدولتان الأكثر دعماً للمعارضة السورية.

من جهته، أكد هشام مروة نائب الأمين العام للائتلاف السوري أن السعودية عرضت استضافة أي قائد من المعارضة السورية دون تحفظ.

وقال مروة، في حوار خاص مع «القدس العربي»: «يوجد أحاديث داخلية كثيرة عن تحركات لعقد اجتماع موسع بالسعودية ومن الممكن جداً أن يحدث ذلك، لكن حتى الآن لا يوجد تأكيد للأمر، والسعودية عرضا استضافت أي قائد من المعارضة السورية على أراضيها».

ولفت مروة إلى حاجة المعارضة السورية لتوحيد موقفها من العديد من القضايا الهامة جداً لا سيما ما يتعلق بمستقبل سوريا، والوصول لرؤية مشتركة يمكن أن تكون جامعة وتطرح بشكل موحد في حال عقد اجتماع جنيف 3 قريباً.

وعن احتمال توسيع السعودية دعمها للمعارضة السورية خلال الفترة المقبلة، قال مروة: «مثلث الدعم مستمر ولم يتوقف ويوجد توجه يقدر عالياً أهمية استمرار ومضاعفة الدعم لكن حتى الان لا يوجد شيء محدد على الصعيد اللوجستي والسياسي»، مستدركاً بالقول: «لكن لا أعلم ما يحدث على الصعيد العسكري لأن القيادات السياسية منفصله عن القيادات العسكرية ولا تتحدث باسمها».

وشدد مروة على أهمية توسيع الدعم للمعارضة السورية، قائلاً: «سوريا بحاجة لدعم أكبر من اليمن وإن لم تكن عاصفة حزم فلتكن عاصفة دعم من أجل وقف شلال الدم المتواصل»، مؤكداً أن «الأسد لا يفهم سوى لغة القوة ويجب أن يشعر بقوة المعارضة كي يقبل الجلوس على طاولة المفاوضات».

والأربعاء، اعتبر الأمير تركي الفيصل، رئيس جهاز المخابرات السعودي الأسبق، أن الحديث عن إمكانية تكرار تجربة «عاصفة الحزم» في سوريا مرتبط بتشكيل قوة عربية مشتركة، مؤكداً أن هذا الأمر سابق لأوانه قبل تشكيلها.

في حين، دعا إمام الحرم المكي وخطيبه، الشيخ صالح آل طالب، في خطبة الجمعة، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز إلى نصرة الشعب السوري، واصفاً نظام الأسد الحاكم في سوريا بـ»الحكم الجائر».

 

المعارضة تواصل تقدّمها في إدلب وتسيطر على معسكر القرميد

ريف إدلب- هيا خيطو

تمكّنت قوات المعارضة المسلّحة المنتمية لـ”جيش الفتح”، من التقدّم وإحكام سيطرتها فجر اليوم الإثنين، على معسكر القرميد، أحد أهم معاقل النظام السوري، شمالي البلاد.

وأفاد الناشط الإعلامي، أبو محمد الإدلبي، لـ”العربي الجديد” أنّ “مقاتلين من جيش الفتح، بدأوا منذ مساء أمس هجوماً واسعاً ضد عناصر قوات النظام في معسكر القرميد، بالريف الجنوبي لإدلب، معتمدين بداية على الانغماسيين، وتفجير سيارة مفخخة، ومن ثم الاقتحام بالدبابات، إلى أن سيطروا مع ساعات الفجر الأولى على كامل المعسكر”.

كما أشار إلى أنّ “عملية السيطرة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام، في حين انسحب الباقون إلى الأحراش المحيطة بمدينة أريحا، بينما لم ترد بعد أعداد لقتلى المعارضة”.

وتزامن هجوم “جيش الفتح” ليل أمس على معسكر القرميد، مع غارات عنيفة نفّذها طيران النظام الحربي على قريتي جوزف، وأورم الجوز، بريف إدلب، ذهب ضحيتها 14 مدنياً، فضلاً عن عشرات الجرحى، ووفقاً للإدلبي، فإنّ “سبع غارات للطيران الحربي، طالت معسكر القرميد صباح اليوم، وسط استمرار تحليقه في الأجواء”.

بدوره، أكّد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، “سيطرة كتائب المعارضة على إدلب، ما يشكّل انهياراً ثالثاً لقوات النظام خلال ثلاثين يوماً، بعد خسارتها لمدينتي إدلب وجسر الشغور”، لافتاً إلى أنّ “مقاتلي جيش الفتح استولوا في معسكر القرميد، على 7 دبابات و6 مدافع هاون وفوزليكا، وعدد من راجمات الصواريخ وناقلات الجند المدرعة، والرشاشات الثقيلة، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخيرة”.

ويعتبر معسكر “القرميد”، من أهم مقرات قوات النظام في شمالي سورية، وريف إدلب الجنوبي، كما أنّه منطلق لقصف معظم مناطق ريف إدلب بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ، وكان قد تسبب بوقوع عشرات المجازر في تلك المناطق سابقاً.

إلى ذلك، توقّعت مصادر محلية، أن “يوجّه مقاتلو جيش الفتح بعد معسكر القرميد، أنظارهم إلى مدينة أريحا، التي تبعد عن المعسكر نحو 7,5 كم، كما أنّها تعتبر طريق إمداد لعناصر قوات النظام المتمركزة في معسكر المسطومة، الذي يضاهي بدوره القرميد أهمية ومساحة، ويقع عند أطراف مدينة إدلب”.

 

نظام الأسد يحشد دفاعًا عن اللاذقية

إيلاف- متابعة

يحشد النظام السوري قواه على الجبال في محافظة اللاذقية، معقله الكبير على الساحل السوري، في تعزيز لخطوط دفاعه بمواجهة إندفاعة الثوار، بعد سيطرتهم السريعة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية.

 

إيلاف – متابعة: سيطر الثوار السوريون على جسر الشغور الاستراتيجية غرب إدلب الحدودية مع تركيا، ما يشكل تهدديًا جديًا، وللمرة الاولى منذ بدء الأزمة السورية، لمعاقل بشار الأسد في اللاذقية، وهذا ما دفع بقوات النظام إلى استقدام تعزيزات كبيرة إلى الحدود الشرقية لمحافظة اللاذقية، وتمركزت على الجبال لمنع المعارضة المسلحة من التقدم إلى مناطق نفوذها.

 

النظام على الجبال

 

ونقلت “الشرق الأوسط” عن قياديين في المعارضة قولهم إن القوات الحكومية تموضعت في الجبال الشاهقة المطلة على سهل الغاب ومحافظة إدلب، وأنشأت مرابض مدفعية جديدة وقواعد لراجمات الصواريخ، بعد إخراج قواتها من الثكنات في اللاذقية، والدفع بها باتجاه الحدود الشرقية.

 

وانتقامًا من سقوط جسر الشغور، أغارت طائرات نظام الأسد على المدينة، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين على الأقل، وعشرين مقاتلًا السبت. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، إن قصف الطيران النظامي على دركوش بريف إدلب قتل 25 شخصًا على الأقل.

 

مجازر واتهامات

 

وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن أن فصائل الثوار اكتشفت أثناء تمشيطها لمقرات النظام الأمنية بعد تحرير مدينة جسر الشغور مجزرة بحق 23 معتقلًا في زنازين الأمن العسكري في المدينة، قام عناصر النظام بتصفيتهم قبل انسحابهم منها، ترافق ذلك مع استهداف طائرات النظام للمدنيين في حي الصومعة داخل المدينة، ما أدى الى وقوع مجزرة.

 

لكنّ مصدرًا عسكريًا في النظام اتهم قوات المعارضة بارتكاب مجزرة الصومعة، وقال: “عدد ضحايا المجزرة المروعة التي ارتكبها الإرهابيون زاد على ثلاثين شخصًا معظمهم من الأطفال والنساء المختبئين داخل منازلهم هربًا من إرهاب جبهة النصرة والتنظيمات التكفيرية التي تعيث قتلاً وتخريبًا وتدميرًا في المدينة”.

 

واقع جديد

 

وقال خالد خوجة، رئيس الائتلاف، في بيان إن تحرير جسر الشغور يمثّل خطوة إضافية مهمة ومنتظرة على طريق تحرير كامل التراب السوري، الأمر الذي يتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدّم لقوى الثورة السورية، بما يمكن أن يعجّل من هذا التحرير ويختصر قدرًا كبيرًا من المعاناة ويحقن دماء الكثير من المدنيين. وتابع: “خطوات جادة في هذا الطريق يمكن أن تجبر نظام الأسد على الرضوخ، خاصة في ظلّ ما يعانيه من تآكل داخلي ونزاعات وتصفيات طاولت شخصيات مهمة في نظامه الأمني”.

 

وأضاف خوجة: “إن هذه الانتصارات تفرض واقعًا سياسيًا جديدًا لا بد من أخذه في الاعتبار، وهي تحتاج إلى دعم يقدم حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام الانتقامية بحق المدنيين باستخدام الطائرات والمروحيّات والغازات السامّة المحرّمة من خلال فرض منطقة آمنة”، مشدّدًا على ضرورة سحب كل أنواع الاعتراف القانوني “بالنظام المجرم”، وداعيًا إلى تضافر الجهود تمهيدًا لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي ينفذّها النظام، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسوريا إلى دولة مدنية.

 

خطر المجاعة

 

كشفت دراسة حديثة  للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (أسكوا) أن 18 مليون سوري يعيشون تحت خط الفقر الاعلى، وأن سوريا تواجه احتمالات المجاعة للمرة الاولى في التاريخ الحديث.

 

وأضافت الدراسة: “يعيش حاليًا نحو 4 ملايين سوري تحت خط الفقر الغذائي مقارنة بـ200 ألف سوري في العام 2010، مع ازدياد عدد السوريين الذين يرزحون تحت خط الفقر الأدنى إلى 8 ملايين سوري، وتحت خط الفقر الأعلى إلى 18 مليون سوري، وللمرة الاولى سيكون 300 ألف موظف عام في عداد من هم تحت خط الفقر الغذائي”.

 

ارتفاع الدين

 

إلى ذلك، أكد صندوق النقد العربي أن كتلة الدين الخارجي لسوريا ارتفعت بنسبة 11,9 بالمئة، لتبلغ بنهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي نحو 8,06 مليارات دولار.

 

أضاف الصندوق، في نشرته الدورية عن أداء البورصات العربية للربع الرابع من العام 2014، أن التقديرات تبين أن العجز في الموازنة العامة لنظام الأسد عن العام 2014 قد يصل إلى 595 مليار ليرة سورية، أو ما نسبته 10,5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل عجز قدره 577 مليار ليرة سورية عن العام السابق، أي ما نسبته 12,9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وخفض صندوق النقد العربي من سقف توقعاته حول معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السوري، وأشار إلى أن التقديرات الأولية تظهر أن الناتج المحلي الإجمالي سيحقق نموًا قدره 0,5 بالمئة عن العام 2014.

 

وكان الصندوق توقع أن يرتفع إجمالي الدين الخارجي لسوريا إلى 11,6  مليار دولار، بنهاية 2014. وتظهر التقديرات أن رصيد صافي الدين العام سيسجل ارتفاعًا ليصل إلى نحو 54,7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي عن 2014، مقابل نسبة 52,8 بالمئة عن 2013.

 

المعارض السوري لؤي حسين يغادر الى مدريد رغم منع السفر

أ. ف. ب.

دمشق: اعلن المعارض السوري البارز لؤي حسين وصوله الى اسبانيا رغم حظر السفر المفروض عليه من السلطات السورية التي تحاكمه طليقا ومن المنتظر ان تصدر حكمها النهائي بحقه في 29 نيسان/ابريل.

 

 

وقال حسين وهو رئيس تيار بناء الدولة السورية في اتصال هاتفي مع فرانس برس من مدريد “وصلت البارحة الى اسبانيا بعد رحلة شاقة. شعرت بخطر على حياتي وحتى لو رفعوا عني حظر السفر قررت المغادرة”.

 

وتحاكم السلطات السورية حسين طليقا بعدما احتجزته ثلاثة اشهر بتهمة “وهن نفسية الامة”. وقال حسين قبل اسبوع من اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر ان “النظام يتهالك وينهار” داعيا السوريين الى “انقاذ دولتهم”.

 

وحدد القضاء 29 نيسان/ابريل للنطق بالحكم في موضوع الدعوى المقامة ضده، لكنه ابقى على منعه من مغادرة البلاد.

 

وقال حسين “لم يعد هناك اي امكانية للتفاهم مع النظام الذي تحول الى ميليشيا لدرجة كبيرة”. واضاف “لم يعد(النظام) قادرا على التفاهم سياسيا مع معارضيه ومخالفيه”.

 

وكتب حسين على صفحته الشخصية على موقع فايسبوك الاحد “كنت مضطرا الى مغادرة البلاد (…) بعد قناعتي التامة بان النظام استنفد اي إمكانية للمصالحة او التفاوض الجاد، بل هو ماض بسياساته الفاشلة حتى تنهار كل البلاد وكل مؤسسات الدولة وينتهي الجيش في الدفاع عن السلطة الحاكمة”.

 

وقال المعارض انس جودة وهو نائب رئيس تيار بناء الدولة لفرانس برس ان حسين “استقل الطيران الداخلي من دمشق الى القامشلي ثم توجه الى مدينة راس العين، ومنها الى تركيا في طريقه الى اسبانيا”.

 

وكان حسين اعلن قبل اقل من اسبوعين عبر فايسبوك عن وجوده في “منطقة الجزيرة (شمال شرق) للاطلاع على تجربة الإدارة الذاتية وكيف تسير الامور في هذه المنطقة وفي مدن القامشلي وعامودا وراس العين في غياب النظام امنيا وعسكريا عنها”.

 

وقال جودة “لم نعلم بنيته السفر وكان للخبر وقع الصاعقة علينا”.

 

واشار الى انه بعد نقاش داخلي بشان مغادرة حسين و”التغيير بخط التيار والاختلاف السياسي والاستراتيجي، اتخذ قرار باستقالة كل اعضاء التيار في الداخل”.

 

لكن حسين اكد ان “شيئا لم يتغير في التيار. ما زال قائما لكنه نقل مركز عمله من داخل سوريا الى خارجها. وانسحب منه عدد من الاعضاء لاسباب مختلفة”.

 

واعتقلت السلطات السورية حسين مرتين بعد اندلاع النزاع وافرجت عنه اخيرا في 25 شباط/فبراير. وادى استمرار منعه من السفر الى عدم مشاركته في مؤتمر موسكو الذي نظمته الخارجية الروسية مطلع الشهر الحالي.

 

النظام يتمركز على جبال اللاذقية.. ويتبادل الاتهامات مع المعارضة بشأن مجزرة جسر الشغور

الائتلاف: الانتصارات تتطلب انعطافة حقيقية في الدعم والتنسيق

بيروت: نذير رضا

طالب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس، بـ«انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية، بما يمكن أن يعجل من هذا التحرير ويختصر قدرًا كبيرًا من المعاناة ويحقن دماء الكثير من المدنيين»، في وقت تبادل فيه الاتهامات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية عن مجزرة ذهب ضحيتها 30 مدنيًا في وسط مدينة جسر الشغور، عقب سيطرة قوات المعارضة عليها، وهو ما نفاه مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، مؤكدًا أن الطيران الحربي نفذ ضربة في ساحة الصومعة أول من أمس، أسفرت عن مقتل 27 شخصًا، بينهم 20 مقاتلاً معارضًا على الأقل.

وغداة السيطرة على المدينة الاستراتيجية غرب مدينة إدلب الحدودية مع تركيا، قالت مصادر في المعارضة السورية إن قوات النظام دفعت بتعزيزات إلى الحدود الشرقية لمحافظة اللاذقية، معقل النظام السوري، وتمركزت على الجبال لمنع قوات المعارضة من التقدم إلى مناطق نفوذ النظام الساحلية، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القوات الحكومية «تموضعت في الجبال الشاهقة المطلة على سهل الغاب ومحافظة إدلب، وأنشأت مرابض مدفعية جديدة وقواعد لراجمات الصواريخ، بعد إخراج قواتها من الثكنات في اللاذقية والدفع بها باتجاه الحدود الشرقية».

وفيما تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بوقوع مجزرة في ساحة الصومعة في وسط جسر الشغور، قال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «مدنيين اثنين على الأقل وعشرين مقاتلا قضوا جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في وسط جسر الشغور السبت، بالإضافة إلى وجود خمس جثث لم يتم التعرف على هويات أصحابها»، لافتًا إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة». وأشار إلى وجود 20 مفقودًا بين المدنيين والعسكريين «نقل أغلبهم إلى مستشفيات باب الهوى في تركيا». كما أفاد عبد الرحمن بوقوع مجزرة جديدة في دركوش بريف إدلب، ذهب ضحيتها 25 شخصًا على الأقل، جراء قصف الطيران الحربي لمناطق فيها.

وكان الائتلاف السوري أعلن أن «فصائل الثوار اكتشفت أثناء تمشيطها لمقرات النظام الأمنية بعد تحرير مدينة جسر الشغور، مجزرة بحق 23 معتقلاً في زنازين الأمن العسكري في المدينة، قام عناصر النظام بتصفيتهم قبل انسحابهم منها، ترافق ذلك مع استهداف طائرات النظام للمدنيين في حي الصومعة داخل المدينة، ما أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها 30 (شهيدًا) حتى الآن». لكن النظام اتهم، على لسان مصدر عسكري نقلت وكالة «سانا» تصريحاته، قوات المعارضة بارتكاب مجزرة الصومعة، قائلاً إن «عدد ضحايا المجزرة المروعة التي ارتكبها الإرهابيون زاد على ثلاثين شخصا معظمهم من الأطفال والنساء المختبئين داخل منازلهم هربا من إرهاب (جبهة النصرة) والتنظيمات التكفيرية التي تعيث قتلا وتخريبا وتدميرا في المدينة».

وفيما تتواصل الغارات الجوية على المدينة غداة سيطرة المعارضة عليها، أكد رئيس الائتلاف خالد خوجة أن «تحرير مدينة جسر الشغور الواقعة على الضفة الغربية لنهر العاصي بمحافظة إدلب، يمثل خطوة إضافية مهمة ومنتظرة على طريق تحرير كامل التراب السوري، الأمر الذي يتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية، مما يمكن أن يعجل من هذا التحرير ويختصر قدرًا كبيرًا من المعاناة ويحقن دماء الكثير من المدنيين. إن خطوات جادة في هذا الطريق يمكن أن تجبر نظام الأسد على الرضوخ خاصة في ظل ما يعانيه من تأكّل داخلي ونزاعات وتصفيات طالت شخصيات مهمة في نظامه الأمني».

وقال خوجة في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «هذه الانتصارات تفرض واقعًا سياسيًا جديدًا لا بد من أخذه بعين الاعتبار، وهي تحتاج إلى دعم يقدم حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام الانتقامية بحق المدنيين باستخدام الطائرات والمروحيات والغازات السامة المحرمة من خلال فرض منطقة آمنة، ولا بد، بالتوازي مع ذلك، من سحب كل أنواع الاعتراف القانوني بالنظام المجرم. إن الجهود لا بد أن تتضافر من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي ينفذها النظام، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسوريا إلى دولة مدنية تحقق تطلعات أبنائها جميعًا».

وجاءت هذه التطورات، بموازاة تكثيف الطيران الحربي السوري غاراته الجوية على مناطق عدة في جسر الشغور شمال غرب سوريا، غداة سيطرة جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة بالكامل على هذه المدينة الاستراتيجية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «الطيران الحربي نفذ عشرين غارة على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها»، من غير أن يشير إلى خسائر بشرية، لكنه أفاد بارتفاع حصيلة قتلى غارات أمس السبت إلى أكثر من 27 شخصا.

وتعرضت المدينة لقصف جوي مكثف إثر انسحاب قوات النظام منها أمس، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية منذ الخميس الماضي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «حالة هستيرية أصابت قوات النظام، بعد هزيمته في قرى بسهل الغاب، حيث ألقى طيران النظام المروحي، أكثر من 32 برميلا متفجرًا على الريف الحموي»، مشيرًا إلى أن «خسارة النظام لهذه المناطق بسهل الغاب تعتبر ضربة مؤلمة للعقيد سهيل الحسن، الذي يتحدر من محافظة حماه، والنظام يريد أن يظهر لأبناء الطائفة العلوية أنه يدافع عنهم، في الوقت الذي قتل منهم، خلال السنوات الأربع الماضية، ما لا يقل عن 100 ألف، كانوا منخرطين في صفوف الجيش والدفاع الوطني وبشار الأسد، ما زال يلقي بوعوده إليهم».

ووثق المرصد أيضًا تنفيذ الطائرات الحربية النظامية 20 غارة جوية أمس، استهدفت مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها، في وقت تواصلت فيه المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة جنوب المدينة، بحسب المرصد، بموازاة استهداف مدفعية الجيش مواقع المقاتلين المعارضين في قرى الزيارة وجسر بيت الرأس والمنصورة وتل واسط في منطقة سهل الغاب.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس الأحد عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت غارات ليلية على عدد من النقاط العسكرية التي تسللت إليها المجموعات الإرهابية في محيط المدينة». وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش «قضت في كمين محكم على مجموعة إرهابية بكامل أفرادها في محيط المشفى الوطني عند المدخل الجنوبي لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب».

وذكرت الوكالة أن القوات الحكومية فرضت طوقًا على مقاتلي المعارضة في بلدتي المنصورة والقاهرة في ريف حماه الشمالي الغربي، فيما استهدف سلاح الجور رتلاً للمسلحين على محور قليدين العنكاوي بريف حماه ودمر 6 عربات بمن فيها من مسلحين.

وتأتي سيطرة جبهة النصرة وكتائب إسلامية على جسر الشغور إثر انسحاب قوات النظام في 28 مارس (آذار) من مدينة إدلب، مركز المحافظة. وبات وجود النظام في محافظة إدلب يقتصر اليوم على مدينة أريحا (على بعد نحو 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها، ومطار أبو الظهور العسكري شرق المحافظة.

وقال الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن سيطرة الكتائب المعارضة على جسر الشغور تعد «نقطة تحول». وأضاف: «إنها نهاية مرحلة الهجوم المضاد الذي بدأته القوات الموالية في ربيع 2013».

وبات النظام السوري وفق بيرييه في «موقف ضعيف جدا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيسقط غدا»، إذ سبق أن تمكن من الصمود على الرغم من الخسائر العسكرية الكبرى التي مني بها عام 2012.

وتوقع بيرييه احتمال خسارة النظام لمناطق أخرى «نتيجة لأسباب بنيوية تتعلق باستنزاف عناصره، ما يجبره على التخلي عن مناطق لصالح كتائب المعارضة بهدف التركيز على الدفاع عن أولوياته».

 

«النصرة» وكتائب مسلحة تسيطر على معسكر للنظام غرب سوريا

المرصد السوري: حصيلة قتلى الغارات الجوية تتعدى الـ70 شخصا خلال 24 ساعة

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

سيطر مسلحو “جبهة النصرة” وكتائب مسلحة فجر اليوم (الاثنين) على واحدة من ابرز القواعد العسكرية المتبقية للنظام في محافظة ادلب شمال غربي البلاد، بعد يومين من سيطرتهم على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية التي استهدفت مناطق عدة في محافظة ادلب في الساعات الاربع والعشرين الماضية الى 73 شخصا، بينهم 19 طفلا و11 امرأة، بحسب المرصد.

 

وقال المرصد ان “مقاتلي جيش الفتح (…) سيطروا فجر اليوم على معسكر القرميد احد اهم المعاقل المتبقية لقوات النظام في محافظة ادلب”.

 

وسيطر “جيش الفتح” المكون من “جبهة النصرة”، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وحركة أحرار الشام الاسلامية وعدد من الكتائب المسلحة على معسكر القرميد، بعد سيطرته السبت على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية بالكامل. وسبق لتحالف الفصائل ذاته ان سيطر على مدينة ادلب، مركز المحافظة في 28 مارس (آذار).

 

واندلعت الاشتباكات الاحد بين مقاتلي جيش الفتح وقوات النظام “بعد تفجير مقاتلين اثنين من جيش الفتح نفسيهما بعربتين مفخختين في محيط المعسكر، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 15 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”، وفق المصدر.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “معسكر القرميد سقط بأيدي مقاتلي المعارضة وانسحب النظام منه تاركا خلفه تجهيزات عسكرية ثقيلة بينها دبابات”، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

 

وبات وجود النظام في محافظة ادلب يقتصر اليوم على مدينة اريحا (على بعد حوالى 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها، بالاضافة الى مطار ابو الظهور العسكري وعدد من البلدات.

 

من جهة اخرى، احصى المرصد مقتل 73 شخصا على الاقل جراء الغارات الجوية المكثفة التي شنتها قوات النظام على مناطق عدة في محافظة ادلب الاحد، غداة خسارتها جسر الشغور. وقال ان 53 شخصا، بينهم ثمانية أطفال وتسع نساء، قتلوا جراء غارات جوية استهدفت أمس بلدة دركوش الحدودية مع تركيا.

 

ميستورا يبدأ مشاوراته 4 مايو

الأزمة السورية على أبواب “جنيف3”

24 – القاهرة – أمنية الشامي

مع استمرار الأزمة السورية، أبلغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيافان دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي، عن عزمه إجراء مشاورات مع أطراف المعارضة السورية بصورة منفصلة في مايو (أيار) المقبل، وذلك تمهيداً للقاء “جنيف 3”.

 

الائتلاف ينفي لـ 24 وجود اجتماعات على قائمته والهيئة الوطنية ترحب بالدعوة

وتعود الأزمة السورية المستمرة منذ أربع سنوات إلى عدد من أطراف الصراع، حيث النظام ممثلاً في بشار الأسد والمعارضة، ومنها هيئة التنسيق الوطنية وائتلاف المعارضة السورية.

 

ومن جانبه، قال مدير مكتب هيئة التنسيق الوطنية في القاهرة (معارضة الداخل) المهندس فايز حسين، لـ 24 إن الهيئة مستعدة للمشاركة في أي خطوة من شأنها حل الأزمة السورية وكسر جمودها.

 

إلا أنه لفت أن الهيئة لم تتلق حتى الآن دعوة رسمية لحضور لقاء “دي ميستورا”، ولكنها تعقد النية على الحضور، مشيراً إلى أن حل الأزمة بصورة سياسية سيسهل ويسرع من عودة سوريا إلى أصحابها.

 

فيما قال مدير مكتب ائتلاف المعارضة السورية في القاهرة (معارضة الخارج) قاسم الخطيب، لـ 24 إن الائتلاف لا يضع على لائحة أولوياته حضور أي اجتماعات خلال الفترة القادمة، وذلك بعد التأكد من عدم المشاركة في لقاء “دي ميستورا” من خلال مصادر داخل الائتلاف بتركيا.

 

يُذكر أن المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، أكد أن دي ميستورا سيبدأ مشاوراته في 4 مايو (أيار) المقبل، على أن تكون اللقاءات منفصلة بين أطراف النزاع في الأزمة السورية، على أن يستمر اللقاء من 4 وحتى 6 أسابيع.

 

جدير بالذكر، أن “دي ميتسورا” قد دعا من قبل إلى مبادرة لتجميد القتال في بعض الأراضي السورية، تمهيداً للحل السياسي، لكن مقترحه لم ينجح.

 

المعارضة تعلن سيطرتها الكاملة على معسكر القرميد بإدلب  

أعلنت قوات المعارضة السورية أنها سيطرت على كامل معسكر القرميد في محافظة إدلب شمالي سوريا، بينما قصفت قوات النظام بلدة كفر عويد ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة، بعد شنها غارة أسفرت عن مقتل 51 شخصا بمدينة دركوش في المحافظة أمس الأحد.

 

وأعلن جيش الفتح -أحد تشكيلات قوات المعارضة- على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي أن مقاتليه اقتحموا المعسكر بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، سبقها تنفيذ مقاتلين من جبهة النصرة عمليات بسيارات مفخخة, تلاها اقتحام لمواقع قوات النظام داخل المعسكر, لتتمكن المعارضة في الأخير من السيطرة على الحواجز التي كانت بداخله.

 

وقال مراسل الجزيرة في إدلب أدهم أبو الحسام إن السيطرة على معسكر القرميد -وهو معسكر ضخم تتبع له عدة نقاط وحواجز محيطة به- تمت عبر ثلاث مراحل: الأولى عبر تفجير سشيارة مفخخة داخل معمل البطاطا، ثم السيطرة عليه وعلى معمل المخلل، تلا ذلك تفجير سيارة مفخخة في حاجز المداجن  ثم اقتحامه هو وحاجز الكازية.

 

وأضاف المراسل أن أحد مقاتلي جبهة النصرة استطاع فجر اليوم الاثنين تفجير سيارة مفخخة في قلب معسكر القرميد، ومن ثم بدأت الاشتباكات لمدة ساعة تقريبا أعلنت بعدها قوات المعارضة سيطرتها الكاملة على المعسكر.

ولفت المراسل إلى أن اشتباكات تدور حاليا على الجبهة الغربية لمعسكر المسطومة الذي يمثل مع مدينة أريحا آخر معاقل النظام في إدلب، بينما نقلت وكالة أنباء الأناضول أن معسكر القرميد تعرض لقصف عنيف بالطائرات الحربية والمروحية بعد سيطرة قوات المعارضة عليه.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية من جهتها إن وحدة من الجيش والقوات المسلحة تخوض معارك عنيفة في محيط معمل القرميد، وقتلت وأصابت أعدادا كبيرة من المسلحين.

 

ويعد هذا المعسكر ثاني موقع يخسره النظام خلال أيام, بعد سيطرة المعارضة على مدينة جسر الشغور. ويمثل سقوطه ضربة كبيرة لقوات النظام في المنطقة، وسيتيح لمقاتلي المعارضة إحكام حصارهم حول معسكر المسطومة الكبير الذي شهد معارك عنيفة في الأسابيع الأخيرة.

غازات سامة

من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة في إدلب إن قوات النظام السوري قصفت بلدة كفر عويد في ريف إدلب ببراميل تحتوي على غازات سامة.

 

وأضاف المراسل أن القصف شمل أيضا قرية الحواش في سهل الغاب بريف حماة، مشيرا إلى أن القصف خلّف حالات اختناق وتسمم بين المدنيين.

 

يأتي ذلك بعد مقتل 51 شخصا -بينهم تسع نساء وأربعة أطفال- وإصابة العشرات، إثر غارة جوية لطائرات النظام على مدينة دركوش في ريف إدلب أمس.

 

وتعتبر دركوش من خطوط إمداد قوات المعارضة من جهة مدينة جسر الشغور القريبة التي سيطرت عليها المعارضة السبت. كما أفاد مراسل الجزيرة بمقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة -بينهم طفل- على طريق جسر الشغور-إدلب إثر تعرض سيارتهم للقصف.

 

وفي حلب أعلنت عدة فصائل عسكرية معارضة عن تشكيل “غرفة عمليات فتح حلب”، “بهدف توحيد الجهود لتحرير مدينة حلب”.

 

وتضم الغرفة المشتركة بحسب بيان صادر عن مكوناتها الجبهة الشامية وفيلق الشام وأحرار الشام وجيش الإسلام وتجمع “فاستقم كما أمرت”.

 

فصائل المعارضة السورية تشكل غرفة عمليات حلب

دبي – قناة العربية

قالت شبكة شام الإخبارية عن أحدث التطورات الميدانية، إن ثوار حلب قد أعلنوا تشكيل غرفة عمليات فتح حلب، حيث انخرطت عدة فصائل مسلحة معارضة في تشكيل واحد من أجل هذه المعركة.

كما أشارت الشبكة إلى أن عدداً من الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة، اجتمعت لتعلن تشكيل جيش الفتح وغرفة عمليات مشتركة باسم غرفة عمليات فتح حلب، ووجه التشكيل نداء إلى باقي الفصائل المقاتلة من أجل الانضمام إليهم، للسيطرة على ما تبقى من الأحياء والبلدات في المدينة.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الحر وتنظيم داعش على محور مارع- تل مالد في ريف حلب الشمالي، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بحدوث حالات اختناق وتسمم جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور السام على قرية الحواش في سهل الغاب بريف حماة.

وفي محافظة إدلب، تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على البوابة الرئيسية لمعمل القرميد وعدة حواجز عسكرية في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، فيما ارتكب النظام مجزرة بحق سكان قرية جوزف في جبل الزاوية بريف المدينة بعد إطلاق طائراته صواريخ فراغية على القرية تسببت في مقتل أكثر من 15 شخصا وجرح العشرات.

 

قبضة الأسد على سوريا تهتز وبداية النهاية في الأفق

العربية.نت

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة بدأت تهتز.

وعزت الصحيفة الأمر إلى عدة مؤشرات، أهمها التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة شمالاً وجنوباً، والذي برأي الصحيفة يضع احتمالات عدة حول صلابة نظام الأسد الذي يبدو الآن في مأزق أكثر من أي وقت مضى خلال سنوات الصراع السوري.

وكان آخر ما حققته المعارضة من تقدم سيطرتها على مدينة “جسر الشغور” الاستراتيجية في محافظة إدلب التي سبق أن انتقلت إلى قبضة المعارضة وجبهة النصرة قبل أسابيع قليلة.

وكما حدث في مركز إدلب الشهر الماضي، تهاوت قوات النظام في “جسر الشغور” بعد أيام معدودات فقط من القتال، ما يؤشر أكثر إلى تنامي ضعف قوات النظام مقابل استعادة المعارضة لقوتها على الأرض.

وعلى الرغم من ذلك، فيرى مراقبون أن احتمال سقوط النظام في دمشق مازال بعيدا، في وقت تبقى فيه العاصمة دمشق شديدة التحصين، فيما تأتي مكاسب المعارضة في الغالب من محيطها، حيث خطوط إمداد النظام.

غير أن إيميلي هوكايم الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ترى أن التصورات حول بقاء الأسد ونظامه إلى أجل غير مسمى، باتت موضع شك.

وأضافت أن “الضغط المتزايد على قوات الأسد وموارده بات واضحاً للغاية، وحجم خسائره الآن كبير جدا، بحيث لم يعد بالإمكان إخفاؤها”.

وبعد السيطرة على إدلب، بدأت المعارضة بالضغط جنوباً في اتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام في كل من حماة وحمص، وبات مقاتلو الفصائل المعارضة يهددون معقل عائلة الأسد على ساحل مدينة اللاذقية، في الوقت الذي بدأت فيه المعارضة الأكثر اعتدالاً بالتقدم السريع جنوب البلاد، وتهدد سيطرة النظام على محافظة درعا الاستراتيجية، بينما تتقدم شمالا باتجاه دمشق.

وترى الصحيفة أن هذا التراجع لقوات النظام الذي بدأ مطلع العام الحالي بعد خسائره الكبيرة في معارك حلب، يكشف أنه حتى لو كان بإمكانه الإبقاء على سيطرته في دمشق، فإن فرص استعادته لبقية مناطق سوريا تعد ضئيلة جداً.

الخلافات في قلب عائلة الأسد

بعد التساؤلات التي أثارها موت رجل النظام رستم غزالي في ظروف غامضة، بلغت الخلافات قلب عائلة الأسد، فابن خاله حافظ مخلوف طرد من رئاسة الأمن في دمشق وفر خارج سوريا، أما ابن عم الرئيس السوري منذر الأسد فوضع في السجن بعد اتهامه بالتخطيط لانقلاب، وفقاً لما أفادت به واشنطن بوست.

ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين أن هناك انقسامات كبيرة تجري داخل نظام الأسد، وأن “انهياراً عسكرياً يعصف بالنظام السوري ليس مستحيلاً”.

من ناحية أخرى، تبدو إيران التي يتكئ عليها الأسد والتي كثفت في الماضي من إيفاد المقاتلين والمال والسلاح كلما بدا الأسد متعثراً، في قعر أزمة اقتصادية خلفها استمرار العقوبات الدولية.

وبحسب السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، “لا يمكن استبعاد حدوث انهيار في النظام السوري، فالانشقاقات والنكسات المتتالية في ساحة المعركة، فضلا عن نقص القوات تشكل جميعها علامات الضعف”.

وأضاف فورد: “قد نكون الآن بصدد رؤية علامات بداية النهاية للنظام السوري”.

 

القوات الحكومية تخسر معقلا هاما بمحافظة إدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، أن القوات الحكومية خسرت آخر معاقلها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وذلك بعد أيام على سقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور.

 

وتحت عنوان “الانهيار الثالث لقوات النظام خلال 30 يوما في محافظة إدلب”، تحدث المرصد عن سيطرة فصائل من المعارضة المسلحة على معسكر القرميد، بعد مواجهات وصفت بالعنيفة.

 

وقال إن معسكر القرميد يعد “أحد أهم المعاقل المتبقية لقوات النظام” في إدلب، وذلك بعد أن كانت المعارضة قد طردت هذه القوات من عاصمة المحافظة القريبة من الحدود التركية وجسر الشغور.

 

وردا على هذه الخسارة الجديدة، شن الطيران الحربي صباح الاثنين سلسلة غارات على معسكر القرميد، حسب المرصد الذي أشار إلى أن الطيران المروحي ألقى “ما لا يقل عن 10 براميل متفجرة”.

 

وتتزامن الانتكاسات التي تتعرض لها القوات الحكومية في إدلب بشمال غرب البلاد، مع محاولة القوات المعارضة تحقيق تقدم جديد في درعا بالجنوب، حيث كانت قد سيطرت على معبر حدودي مع الأردن.

 

معارضون: نظام الأسد يتلقى ثالث خسارة قاسية في إدلب خلال أيام وطائراته ترد بالبراميل المتفجرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — خسر النظام السوري أحد أكبر وآخر معاقله المتبقية في محافظة إدلب الاثنين، بسقوط “معسكر القرميد” إثر عملية انتحارية تدفق بعدها مقاتلو ما يعرف بـ”جيش الفتح” المكون من تنظيمات إسلامية تساندها جبهة النصرة إلى المعسكر، ليرد النظام لاحقا بموجة من الغارات الجوية المدمرة.

 

وسيطر مقاتلو “جيش الفتح” المكون من جبهة النصرة “تنظيم القاعدة في بلاد الشام” و”جند الأقصى” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جيش السنة” و”فيلق الشام” و”لواء الحق” و”أجناد الشام” على معسكر القرميد بعد تفجير مقاتلين اثنين من جيش الفتح لنفسيهما بعربتين مفخختين في محيط المعسكر، ما ادى لمقتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، واستيلاء مقاتلي جيش الفتح على أسلحة بينها 7 دبابات و6 مدافع هاون وفوزليكا وعدد من راجمات الصواريخ وناقلات الجند المدرعة، والرشاشات الثقيلة، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخيرة.

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، فقد رد الطيران الحربي السوري بتنفيذ غارات استخدم خلالها ما لا يقل عن عشرة براميل متفجرة، وبذلك فإن قوات النظام تفقد سيطرتها على ثالث أهم معقل لها خلال 30 يوماً، منذ الـ 28 من شهر مارس/آذار الفائت، تاريخ سيطرة جيش الفتح على مدينة إدلب.

 

وانحصرت تجمعات النظام ومناطق سيطرته في مدينة أريحا ومنطقة جبل الأربعين وبلدة محمبل ومعسكر المسطومة، ومطار أبو الضهور العسكري المحاصر من قبل الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة منذ أكثر من عامين، بالإضافة لبلدتي كفرية والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية.

 

وذكر المرصد أيضا أن عدد القتلى الذي تمكن من إحصائهم جراء الغارات في إدلب ارتفع إلى 73 على الأقل بينهم 19 طفلاً و11 مواطنة. بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الجيش يخوض ما وصفتها بـ”معارك عنيفة” في محيط معمل القرميد وقد تمكن من قتل وإصابة “أعداد كبيرة من الإرهابيين” وفقا للوكالة.

 

الشكوك تحيط بالخطة الأمريكية لتدريب المعارضة السورية

من داشا افاناسيفا ووارن ستروبل وفيل ستيوارت

ريحانلي (تركيا)/واشنطن (رويترز) – اقتربت ساعة انطلاق إشارة البداية لتولي الولايات المتحدة تدريب مئات من مقاتلي المعارضة السورية من أجل محاربة الدولة الاسلامية دون أن يعرف هؤلاء المقاتلون ما إذا كانت واشنطن ستهب لنجدتهم في ساحة القتال أو كيف سيحدث ذلك إذا اقتضى الأمر.

 

في الوقت نفسه يردد قادة آخرون من المعارضة أن هذا الجيش الوكيل قد يكون سببا في إطلاق شرارة اشتباكات بين قوى المعارضة نفسها.

 

وتتركز الخطة الأمريكية على تدريب وتسليح قوة يتوقع أن يتجاوز قوامها في نهاية الأمر 15 ألف مقاتل على أن يبدأ تنفيذ الخطة في الأسابيع المقبلة.

 

وتعد هذه الخطة اختبارا رئيسيا لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما التي تقوم على إشراك شركاء محليين في مقاتلة المتطرفين.

 

لكن مسؤولي الإدارة الأمريكية بدأوا بالفعل تقليص التوقعات لما ستسفر عنه الخطة بل ويقول بعض قادة المعارضة إن هذه القوة تمثل مجازفة بإحداث انقسامات في صفوف السوريين ولا يمكن أن يكتب لها النجاح دون استهداف القوات الحكومية السورية مباشرة.

 

وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن أوباما لم يقرر بعد إلى أي مدى ستدعم واشنطن هذه القوة عسكريا وما هي الظروف التي يقدم بمقتضاها هذا الدعم. ويمثل هذا الالتزام في حد ذاته مجازفة بالتورط الذي سعى أوباما منذ فترة طويلة لتفاديه في سوريا.

 

ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار إن حماية القوات ستكون أمرا أساسيا لجذب مجندين جدد وضمان نجاح البرنامج.

 

وكان تنظيم الدولة الاسلامية استولى على مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق وأعلن قيام الخلافة.

 

وفي مواجهة الهجوم الضاري الذي شنه التنظيم عبر شمال العراق في يونيو حزيران الماضي طلب أوباما من الكونجرس تخصيص 500 مليون دولار بصفة مبدئية لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية الذين وصفهم في وقت لاحق بأنهم أفضل ثقل مقابل للمتشددين الاسلاميين وركيزة أساسية في حملته لهزيمتهم.

 

وبلغ إجمالي ما طلبه أوباما حتى الآن 1.1 مليار دولار.

 

وبعد عشرة أشهر ما زالت الخطة في مرحلة الاستعداد للانطلاق.

 

ويقول مسؤولون أمريكيون إن عدة مئات من العسكريين من الولايات المتحدة وبلدان التحالف يستعدون لبدء التدريب الذي سينطلق أولا في مواقع بالأردن وتركيا ثم ينتقل فيما بعد إلى السعودية وقطر.

 

وستغطي الدورات التدريبية كل شيء من قواعد الحرب إلى مهارات استخدام الأسلحة الصغيرة وكان من المتوقع أن تبدأ في مارس آذار الماضي.

 

وتعكس هذه الخطوة أولويات رئيس يرفض التورط في صراع آخر في الشرق الأوسط لكنه يحتاج إلى قوة برية يستكمل بها الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

 

وفي العام الماضي وافق الكونجرس على الخطة بهدفين أساسيين أولهما محاربة الدولة الاسلامية وثانيهما زيادة فرص التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض في الحرب السورية بزيادة الضغط على قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

 

ويقول مقاتلو المعارضة وبعض مؤيديهم بمن فيهم تركيا والسعودية إن الخطة ستنجح إذا ركزت بشكل أكبر على محاربة قوات الأسد والفصائل المتحالفة معها.

 

وقال أبو حمود رئيس العمليات في الفرقة 13 وهي كتيبة من المعارضة غير الإسلامية تلقى أفرادها تدريبا بموجب برنامج منفصل أدارته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “بالنسبة للسوريين أكبر دافع هو وقف القتل وأكبر قاتل هو النظام.”

 

أما أبو ماجد قائد كتيبة فرسان الحق التي حصلت على مساعدات بموجب البرنامج الذي أطلقته المخابرات المركزية في العام الماضي فقال إن محاربة الدولة الاسلامية ربما تكون لها الأولوية في شرق سوريا لكن هذا لا يسري على بقية أنحاء البلاد.

 

وأضاف “هي مسألة أولويات. الناس في الشرق يعانون أكثر ما يعانون من الدولة الاسلامية وفي منطقتنا نعاني نحن من النظام.”

 

وتوضح وثائق لإدارة الرئيس أوباما اطلعت عليها رويترز أن جانبا من الاستراتيجية الأمريكية يتمثل في الضغط على الأسد من خلال مواصلة تعزيز مكانة المعارضة وزيادة المساحات التي تخضع لسيطرتها.

 

لكن الوثائق تعترف بأن أثر قوة المعارضة المدربة تدريبا أمريكيا سيكون على الأرجح متواضعا على الأقل في البداية.

 

وفي مارس اذار الماضي كتبت وزارة الخارجية للسناتور جون مكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ رسالة تقول فيها “حتى إذا نظرنا إلى الأمر نظرة كلية فإن المساعدات الحكومية الامريكية للمعارضة المسلحة المعتدلة لن تكون حاسمة في هزيمة قوات النظام.”

 

وتقول الرسالة “كذلك لن يجبر المقاتلون الذين يتلقون هذه المساعدات بمفردهم الأسد على تغيير حساباته فيما يتعلق بمحاولة التشبث بالسلطة.”

 

ولم يعلن أوباما حتى الآن ما إذا كانت أفعاله ستتجاوز إعادة تزويد القوة الوكيلة بالسلاح أو بالمال وحمايتها بالمقاتلات الأمريكية إذا اشتبكت مع قوات الأسد.

 

وتشن الولايات المتحدة غارات جوية شبه يومية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

 

وفي مقابلة مع مجلة فورين أفيرز خلال يناير كانون الثاني الماضي قال الأسد إن جيشه سيحارب القوات المدعومة من الولايات المتحدة ووصفها بأنها غير قانونية.

 

ويميل المسؤولون العسكريون الأمريكيون للدفاع عنها.

 

وقال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية العسكرية الأمريكية للجنة في مجلس الشيوخ الشهر الماضي إنه أوصى بحماية أمريكية للقوة في مواجهة كل خصومها.

 

وأضاف “في الوقت الحالي لم يتخذ هذا القرار بعد.”

 

* تدخل على مضض

 

ويرفض أوباما التدخل في سوريا منذ بدأت الانتفاضة المناهضة للحكومة في مارس آذار 2011.

 

وسبق أن رفض أوباما اقتراحا كان يقضي بتسليح المعارضة السورية المعتدلة في صيف 2012 رغم تأييد جميع مستشاريه الأمنيين الكبار.

 

وبعد أن تجاوز الأسد “الخط الأحمر” الذي رسمه أوباما واستخدم أسلحة كيماوية اختار الرئيس الأمريكي ألا يرد ردا عسكريا وتفاوض بدلا من ذلك على صفقة مع روسيا للتخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية المتطورة لدى سوريا.

 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لرويترز إن حوالي 143 مليون دولار من مبلغ 500 مليون دولار المخصص هذا العام للقوة الوكيلة أنفق على السلاح والذخيرة والمعدات وغيرها.

 

وأشار تقرير للبنتاجون أرسل إلى الكونجرس إلى أن مهمة التدريب قد يتسع نطاقها هذا العام بشكل كبير غير أن عدد الأفراد من العسكريين الأمريكيين الذين سيشاركون في تنفيذها “أقل من ألف”.

 

وتقول وزارة الدفاع إن هدف البرنامج هو تدريب ما يصل إلى 5400 مجند سنويا. وتقول الوزارة إن أكثر من 3000 مرشح سوري تطوعوا لدخول برنامج التدريب والتجهيز وكلهم في مراحل مختلفة من عملية الفحص والتدقيق.

 

ويقول تقرير الوزارة إنهم سيحتاجون بمجرد عودتهم إلى سوريا للقتال إلى إعادة تزويدهم باستمرار بالإمدادات الأساسية. وتعتزم الوزارة تزويدهم بالعتاد والذخيرة وتقديم مرتبات نقدية للقيادات.

 

وقال عدنان النجار القائد العسكري العام لكتيبة الفاروق التي لها مقاتلون في مختلف أنحاء سوريا إن مجموعته تلقت دعوة وقيل له إن التدريب سيبدأ في يوليو تموز المقبل رغم أنه لا يعرف عدد رجاله الذين سيشاركون في التدريب.

 

وقال وهو يجلس في مكتبه ببلدة ريحانلي التركية الحدودية حيث يرتفع علم الكتيبة “أغلب مقاتلينا ناس عاديون. مدنيون أو جنود هاربون من الخدمة ليس لديهم الخبرة الكاملة ولذلك سيستفيدون من التدريب.”

 

وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون أن المقاتلين المشاركين في البرنامج سيخضعون لفحص دقيق لمنع وقوع الأسلحة الأمريكية في أيدي جماعات اسلامية مثل أحرار الشام أو جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة.

 

غير أن قائدا كبيرا في المعارضة من مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا قال إن هذا قد يؤدي إلى إغفال المقاتلين من أصحاب أفضل الخبرات المكتسبة على الخطوط الأمامية في مواجهة الدولة الاسلامية.

 

وقال لرويترز مشترطا عدم الكشف عن هويته لأن عائلته مازالت تعيش في مناطق تخضع لسيطرة متشددين من السنة “عندما يرى الأمريكيون أحدا يصيح الله أكبر فهم يعتقدون أنهم إسلاميون.”

 

* خطر الاقتتال

 

في الوقت الذي تعزز فيه الجماعات الاسلامية وضعها في شمال البلاد على الحدود التركية قد يصبح من المتعذر على نحو متزايد اجتذاب مجندين مستوفين للمعايير الأمريكية من ساحة القتال.

 

وأصبحت إدلب الواقعة على مسافة غير بعيدة من الحدود التركية ثاني عاصمة اقليمية تسقط في أيدي المتشددين في الحرب الدائرة منذ أربع سنوات عندما استولى عليها في الشهر الماضي تحالف من جماعات اسلامية يضم جبهة النصرة.

 

وقال أبو عمر المقاتل في صفوف لواء أهل الشام والذي قال إنه تلقى تدريبا أمريكيا في الأردن إن مثل هذه الجماعات قد تنقلب على المقاتلين الذين دربتهم الولايات المتحدة وحلفائهم إذا ركزوا فقط على تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وأضاف “لا يمكنك أن تلقي برجل لا يعرف السباحة في البحر وتطلب منه العوم. يجب أن يكونوا مدربين تدريبا جيدا لمحاربة كل الأخطار.”

 

ولا تدعم الولايات المتحدة بعضا من أقوى الفصائل المعارضة وتشكو هذه الفصائل من أن سجل الغرب يتركز في اختيار حلفاء فقراء.

 

وقال اسلام علوش المتحدث باسم جيش الاسلام وهو كتيبة اسلامية كبيرة

 

تنشط حول دمشق وفي شمال سوريا “توجد مشكلة ثقة في الناس المدربين في الخارج. فالثقة فيهم ضئيلة.”

 

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى