صفحات العالم

«استفزاز أميركي» في سورية/ أليكسي ليونكوف

 

 

ضربت الولايات المتحدة الأميركية من جديد في سورية، لكن هذه المرة لم تستهدف قوات إرهابية، بل استهدفت القوات الموالية للحكومة السورية. وتتباين المعلومات حول هوية الضحايا وعددهم. وقبل هذه الحادثة، كان خط الاتصال بين التحالف الدولي، على رأسه أميركا، وروسيا يعمل على أمثل وجه. وشمل عمله ثلاثة مجالات: المسائل العامة، وتنسيق العمليات البرية، وتنسيق العمليات الجوية. وخط الاتصال هذا حيوي من أجل الحؤول دون حوادث بين القوات الجوية الروسية ووحدات الجيش الأميركي وحلفائها. ولكن القوات الاميركية لم تستخدم هذا الخط في الهجوم الاخير، ولم تجر أي اتصال بنا، على رغم ان الأميركيين يزعمون إنهم أبلغونا أنهم مشارفون على شن الهجوم وأنهم أخطروا جانبنا. وهذا ما سبق ان زعموه حين شنوا ضربات على مطار الشعيرات (نيسان/ أبريل 2017). ولكن وزارة الدفاع الروسية لا تؤكد هذه البيانات. ويُرجح أنها لم تتلقَ أي اتصال أو معلومات.

وينتشر في جوار الضفة الشرقية لنهر الفرات بمحافظة دير الزور، مستشارون عسكريون أميركيون يساعدون «قوات سورية الديموقراطية» الكردية. وسبق أن قال الأميركيون إنهم تعرضوا لهجوم شنه الجيش العربي السوري في خريف العام الماضي. وحينها، طلب الجانب الروسي من الأميركيين تزويده ببيانات دقيقة عن مواقع انتشار مدربيه في الضفة الشرقية من نهر الفرات. ولا غنى عن حصول موسكو على مثل هذه البيانات للحؤول دون موت المستشارين الاميركيين عرضياً. ولكن الولايات المتحدة لم تقدم أية إحداثيات دقيقة، واكتفت بالإشارة فحسب إلى الأراضي التي قد ينتشر فيها المستشارون الأميركيون. وتبين أن هذه المنطقة شاسعة، وتبدأ على مقربة من عفرين وتنتهي في جوار البوكمال على الحدود العراقية- السورية. ويبدو أن الأميركيين حددوا منطقة مصالحهم، وأنذروا روسيا بعدم الاقتراب منها. وجلي أن نظرة الجيش الروسي إلى هذه البيانات سلبية. ووقع عدد كبير من النزاعات والشجارات الكلامية على خطوط الاتصال بين الروس والأميركيين. وبيت القصيد أن الأميركيين يتصرفون بوقاحة وصلافة. واليوم، يسعون إلى إثبات أنهم خسروا فحسب معركة في سورية، ولكنهم لم يخسروا الحرب. لذا، يلجأ الأميركيون إلى عدد من الخطوات لإضعاف يد روسيا، ويتوقع أن يرتكبوا أعمال استفزاز.

وينتشر المستشارون الروس في المنطقة التي قصفتها القوات الأميركية. وفي السابق، حصل أن قضى جنرال روسي (الفريق فاليري أسابوف) في قصف الإرهابيين موقعاً كان يرابط فيه في جوار دير الزور. ولا يستبعد أن الأمر ذاته قد يحدث من جديد. ولكن، لا معلومات بائنة عن وقوع ضحايا روس في الهجوم الأخير.

* خبير عسكري، عن «سفوبودنايا بريسا» الروسية، 12/2/2018، إعداد منال نحاس

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى