صفحات العالم

الأسد الجريح تأکله الضباع

 


نزار جاف

واخيرا، وصل الزلزال الشعبي العربي الى الاراضي السورية و بدأت الارض تتحرك من تحت أقدام نظام طالما تشدق بالثورة و مصطلحاتها و مشتقاتها، نظام، لم تمل أبواقه و أجهزته الاعلامية من خلال خطابه السياسي المؤدلج من إتهام أکثرية الانظمة العربية الاخرى بالعمالة و التبعية و القمع و الاستبداد.

وصل الزلزال ولئن لم يضرب لحد الان سوى بضعة هزات صغيرة لکنها کانت مفهومة جدا من جانب النظام السوري الى درجة الرعب، ذلك أن هذا النظام يدرك جيدا ماهية و جوهر العلاقة الحقيقية التي تربطه بالشعب السوري و التي بنيت اساسا على مبدأ القمع و کبت الحريات و مصادرتها بمختلف الصور، وان النظام يعلم جيدا ان الشعب يعتبر جوهر و ماهية تلك العلاقة من وجهة نظره قد حددت في إطار الثأر و الانتقام من ظلم و جور قياسي طاله طوال عقود طويلة ذاق خلالها کؤوس الضيم و المرارة، ولذلك فمن حق النظام أن يرتعب و يبلع ريقه في کل لحظة و ثانية متبقية من عمره غير المديد.

زلزال الشعوب دك أخيرا الارض السورية و طفقت قلعة البعث الرئيسية تطولها حجارة الرفض و القرف و الاشمئزاز و لم تعد الجماهير ترضى المزيد من کذب و زيف هذا النظام وانما باتت متعطشة لتغيير کانت هي الاولى بها قبل تونس و مصر و ليبيا، ذلك أن عمر الظلم الاسود في سوريا طويل طويل حتى کاد أن يصبح کحکايات الغيلان و الجن الازرق و طائر العنقاء، ظلم أسبغ عليه هذا النظام الکثير من طلاء قيم لاوجود لها إلا على الاوراق و بريق شعارات ميتة منذ زمن بعيد لکنها تردد کي يمجد الظلم و يبقى الى مالانهاية.

زلزال مروع هذا الذي سيحدث في سوريا، ويقينا ان الرئيس بشار الاسد بقدر ماهو رأس الحربة و واجهة النظام الاساسية، فإن الجماهير السورية تدرك بفطرتها انما هذا الرئيس ومنذ جئ به کخليفة لوالده، انما في الحقيقة يوجه من قبل زمر الضباع التي هي في واقع الامر صاحبة الحل و العقد و هي التي تعنيها و تطالها أية تغييرات او أحداث غير عادية، ومهما قيل عن الرئيس الاسد، فإنه لو يترك له الخيار فسوف يخلع خاتم الرئاسة “مثل ابو موسى الاشعري” و يغادر القصر، لکنه يعلم جيدا بأن خروجه هکذا سيکون أشبه بأسد مثخن بالجراح او واهن القوى، مما سيجعله بالضرورة طعما و فريسة سهلة جدا للضباع…ضباعه، رغم ان هذه الضباع سوف تحاصر الاسد في عرينه و تجبره على البقاء ليس حبا و إخلاصا له وانما من أجل رؤوسها التي تدرك أن زمن قطافها قد حل!

ايلاف

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى