صفحات سوريةمازن كم الماز

الأسد يا ملك الزمان


مازن كم الماز

مع كل الاعتذار لسعد الله ونوس , فالأسد ملك الغابة كما يقال و سوريا اليوم غابة ليس للفقراء فيها إلا الرصاص , الحلم ممنوع و الكلام جريمة و حتى الصمت أو التردد في نفاق و مديح الطاغية يعاقب عليه بالموت , يقتل الفقراء في بلدي اليوم , الغريب أنه منذ أن ظهر الأغنياء على هذه الأرض و هم يقتلون الفقراء لكن هؤلاء الفقراء لا ينقصون أبدا , أحاول أن أردد ما يقال , مرة لكي أصدق و أخرى لأحاول أن أفهم , مائة من شعبي ماتوا , قتلوا , مائة من شعبي ذبحوا , في ليل درعا الحزين , في ليلة كان فيها القمر فاجرا , شاهدا صامتا على المجزرة , تردد كل الفضائيات الرقم برتابة روتينية مستفزة , كأن هذا الموت الفاجر , كأن ما يفعله الجلاد بشعبي حالة عادية روتينية , لا تستحق شيئا أكثر من زاوية في نشرة الأخبار , في اليوم التالي صرح مصدر مسؤول في نظام مسؤول عن ذبح شعبي أن عشرة , عشرين , .. , سقطوا في الصنمين , كان الجلاد يرميهم بالرصاص و كأنهم أهداف في حقل رماية , الأسد ملك هذا الزمان , لم يستطع أن يسمع أصواتا غير مديح ظله العالي في درعا , لم يستطع أن يرى أحدا في الشارع يحلم و يردد اسم الحرية , يريد الطاغية أن يغتال الحياة حتى في أحلامنا , طالما كنت و أنا أتأمل بعض أولئك الذين يسمون أنفسهم , و يسميهم سادتهم ضباطا , أتأملهم و هم يصفعون جنديا بسخرية , و هم يتباهون برموز و علامات الذكورة من شوارب و صوت خشن أمام هؤلاء المساكين الذين يمارسون كل ساديتهم عليهم بينما يتقبلها هؤلاء المساكين كقدر لا يمكن مقاومته رغم أنهم قادرون في معظم الحالات على أن يرموا بأولئك المتنمرين أرضا لو كانت القصة فعلا رجل لرجل , إنسان لإنسان , و أنا أتأمل هؤلاء “الضباط” و هم يطلقون النار من مسدساتهم في حفلات علي الديك و وفيق حبيب باستمتاع و كأنها دلالة على رجولة ما يمتلكونها , لكن ماهر الأسد و بقية جزاري درعا لم يصارعوا هؤلاء الشباب الذين واجهوهم بصدورهم العارية , و لا حتى شبيحة ( اسم محلي يعني بلطجية آل الأسد ) آل الأسد الذين حاولوا أن يزرعوا الرعب بين أهل اللاذقية بأسلوب الأرض المحروقة , هؤلاء لا يواجهون ضحاياهم لا رجلا لرجل و لا حتى عشرة رجال لرجل , إنهم فقط رجال , أو يريدون من ضحاياهم أن يصدقوا هذا , فقط لأنهم يحملون بنادق و لأنهم مستعدون في نفس الوقت لقتل أي عدد من البشر , حقا , الأسد , يا ملك الزمان , يا ملك الخصيان , الذكورة حالة بيولوجية , فيزيائية , لكنها في لحظة ما من التاريخ أصبحت تعبيرا عن القمع , عن القهر , أصبحت حالة قمع , في المجتمع المشاعي كان الرجال متساوين في مكانتهم الاجتماعية و لو أنه كانت هناك على الدوام فروق فيزيولوجية بينهم , لكن كان الصراع رجلا لرجل هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن هذه الفروق , لكن لأن المجتمع المشاعي البدائي قام على التضامن بين البشر فإن هذا التعبير العنفي عن الذكورة البيولوجية لم يظهر إلا في مواجهة الأخطار الخارجية التي كانت تهدد الجماعة البشرية أو في مواجهة بعض من كان يريد انتهاك قاعدة المساواة بين أفراد ذلك المجتمع الإنساني الأول , لكن في اللحظة التي أصبح فيها بعض الذكور رجال شرطة أو عسكر مكلفين بحراسة أموال و قصور أول مستغل على هذه الأرض مسلحين بأسلحة تمكنهم من قتل الآخرين دون حاجة لمصارعتهم , في هذه اللحظة عندما لم يعد بمقدور معظم البشر الدفاع عن أنفسهم بقوتهم الفيزيائية أمام سيوف و أسلحة الحرس الأوائل , التي كانت لتتغلب على أية شجاعة حقيقية بسهولة , عندها ظهرت الذكورة بمعناها القمعي و بدلالتها القهرية , التي تقوم على حق البعض في ممارسة القتل بحرية , باسم السلطان كرمز أعلى لذكورة المجتمع الاستغلالي و الاستبدادي , أنا لن أشير إلى أن ماهر الأسد لم يجرب رصاصه على جبهة الجولان , و أنه كان ليختبأ كما فعل صدام كالأرنب المذعور لو أن المارينز هبطوا على قصره , بل سأشير لضحاياه أنفسهم في ساحة المسجد العمري , أو كل من تلذذ هذا الجزار بذبحه منذ أن حمل المسدس لأول مرة , أنا أكاد أجزم و أقسم بما تريدون أن هذا ال .. لو قرر أن يعيش للحظة , لمرة , فقط لمرة , كرجل , أن يواجه أي من ضحاياه رجلا لرجل , سيصرعه خصمه دون شك , أيا كانت قوة خصمه الجسدية , لأنه أولا لا يملك الرغبة في الحرية مثل ضحاياه , أو الرغبة في الانتقام من جلاد داعر مثله كما يملك ضحاياه , لو أنه لم يكن يختبأ دوما وراء رصاص مرتزقته , لفشل , هو و آصف أو أي جنرال في سوريا أو في أي مكان على هذه الأرض , في أن يقهر رجلا لرجل أي من ضحاياه , هؤلاء , و كل السادة و الملوك و السلاطين منذ ظهر الاستبداد و الاستغلال على الأرض , و كل سادة و سلاطين و ملوك و جنرالات الأرض اليوم في كل مكان , هم خصيان يلعبون دور الرجل البدائي الذي ذبحته حضارة قائمة على ظلم الإنسان للإنسان و قهر الإنسان للإنسان , على قهر كل النساء و معظم الرجال لصالح ذكورة مزعومة لبعض السادة المخصيين ,

الرجال الحقيقيون اليوم هم من يواجه رصاص القتلة بصدورهم العارية , هؤلاء يعيدون كتابة التاريخ , هؤلاء يفتحون بدمائهم فسحة أمل أمام أنسام الحرية , هؤلاء يعيدوننا , يعيدون التاريخ و الإنسان , إلى لحظة المجتمع البدائي المشاعي عندما كانت الحرية هي القاعدة الأساسية , بل و الوحيدة للحياة , هذا لا يعني أن مجتمعاتنا ستتوقف عن أن تكون أبوية قائمة على قمع الإنسان , أو شيء ما في هذا الإنسان , في الغد , حتى لو انتصرنا على جلادي دمشق , لكن من دون التخلص من جزاري دمشق لن يمكننا التقدم أو حتى أن نحلم بالحرية في يوم ما قادم … و لأنني لا أؤمن بإله فيه شيء من العقل قادر على أن يخلق كل هذا الهراء , كل هذا الجنون , و لأني لا أؤمن بإله يسمع كل هذه الصرخات , يرى كل هذا الموت , و يبقى منشغلا بتقسيم الفقراء بين من سيذهب إلى جنته و من سيرسله إلى جحيمه , لأني لا أؤمن بإله لا يغضب لسقوط كل هؤلاء الفقراء بينما يستشاط غضبا إذا حضن شاب حبيبته أو إذا غازل القمر الذي يراه في عينيها , أو بإله يتضرع البعض له اليوم ليكونوا في الغد في مكان ماهر و بشار الأسد ليلاحقوا من يكفر به في كل زنكة و كل بيت , فإنني لا أعتقد بأن انتصارنا على هؤلاء الجلادين سيكون نتيجة دعاء المظلومين في البرهة الأخيرة من الليل بل نتاج نضالهم , إن الصدور العارية لأبناء سوريا هي وحدها التي تستطيع أن تمنحنا الحق في أن نحلم بيوم الحرية القادم , يوم لن يرفع فيه إلا علم واحد للحرية من بنغازي و الدار البيضاء إلى دمشق و بغداد , بل من بكين إلى واشنطن , ذات يوم سيعيش على هذه الأرض فقط بشر أحرار و متساوون , إخوة , لا سادة و لا عبيد أو سادة دون عبيد , و إذا كان هذا ممكنا في الغد فهذا فقط لأن أبناء شعبي يذبحهم الجلاد اليوم ,

أحد رجال المخابرات المنتشرين على الانترنيت مع أوامر من جزاري دمشق بقتل و إطلاق النار فورا عند رؤية أي دعوة للحرية , أو حتى كلمة الحرية نفسها , دعا بعنترية الناس الذين يدعون على أحد مواقع الفيسبوك للثورة على نظام الأسد الناس ليتظاهروا في دمشق و ليس في لندن , يتفضل يتظاهر هو في لندن , أو يتفضل حتى سيده يزور لندن , أو ليش لنروح بعيد , يتفضل لكي يثبت محبته لسيده يمشي بشوارع درعا أو اللاذقية لوحده و يهتف بحياة سيده , أنا انتظر منه أن يفعل هذا

النظامان الإيراني و السعودي يرتكبان اليوم نفس غلطة نظام الأسد بالأمس , عندما يدعم الأول ثورة الشعب البحريني و الثاني ثورة الشعب الليبي و ربما السوري , قبل شهرين فقط كان نظام بشار يزعم أن انتصار الثورة المصرية في إسقاط مبارك , أحد خصومه الإقليميين , هو مكسب مباشر للنظام , بعد شهرين كانت درعا نفسها تنتفض

يقول نضال نعيسة أن هناك تعايش طائفي اليوم في سوريا , أنا لا أعرف إلا عن تعايش إجباري , بالإكراه , بين نظام قبيح مكروه شرير و فاسد , بل و مجرم , مافيوي , و بين شعب أعزل مقهور ,

أحاول أن أجد شتيمة تشفي قهري من جرائم الأسد , شركة القتل المساهمة لأبناء الجلاد حافظ الأسد و أبناء عم الجزار رفعت الأسد لأصحابها أبناء القتلة المذكورين أعلاه ,

ماهر الأسد , جزار درعا , هو أكبر مثال على أن أخو الأسد قد يكون كلبا ….

يحضرني كلام لمنافق كبير فاجر هو الآخر اسمه دريد لحام , شتيمة تناسب بيك هذه الأيام , لنبدأ بحمار البيك , بشار لا يهوى المرسيدس كالخدم الذي يعينهم وزراء عنده , كإنسان مصاب بجنون عظمة السلطان يريد التميز فإن يعشق الرينج روفر , إذا أردنا إذن أن نهتف ضد حمار البيك فإنها الرينج روفر يا رفاق , من هو إذن جحش البيك , الفوكسفاغن ربما

لا نعرف إذا كنا سننتصر , إذا كنتم ستنتصرون , لأنكم حقيقة أبطال هذا الزمان , أنتم تملكون مصيركم بأيديكم , و فقط بصدوركم العارية يمكنكم أن تغيروا هذا العالم الفاجر , أنتم فقط من سيكتب اليوم التاريخ , جفت كل الأقلام , وحده دمكم الذي يستطيع اليوم الكتابة و رصاص القتلة اليوم ليس إلا دليل جبنهم و جبن كل السادة و الطغاة , إنكم اليوم العنوان الوحيد لحلمنا بالحرية , أنتم من يستطيع أن يكتب اليوم نهاية الاستبداد و جنون الموت و القهر و الطغيان الذي فرضه علينا عقودا

كلمة أخيرة لبثينة شعبان و دعاة الإصلاح , حاولت مجتهدا أن أجد طريقة يمكن فيها لبشار الأسد أن يقوم بإطلاق عملية الإصلاح هذه , طريقة ليصلح بها نفسه و أخوه الآخر ماهر , و زوج أخته آصف , و ابن خاله رامي العصامي , بعد كل الجهد و التفكير وجدت طريقة واحدة فقط هي أن يطلق النار على أفراد أسرته واحدا واحدا ثم يطلق النار على رأسه بعد أن يكتب رسالة اعتذار للشعب السوري عن معاناة و سفالة و نذالة 11 عاما من الاستبداد و الطغيان و القتل , و نضمن له أن أولاده سيعيشون بيننا كسوريين على قدم المساواة مع الجميع بحرية و كرامة , بنفس درجة الحرية و الكرامة التي سيعيش في ظلها كل سوري تلك التي يمارس هو و طغمته أي جريمة ممكنة ليمنعوا تلك الحرية و الكرامة عن كل السوريين اليوم , على شرط أن يأكلوا ككل السوريين الآخرين من عرق جبينهم , لا من الأموال التي نهبها والدهم

خاص – صفحات سورية –

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى