صفحات العالم

المجاهيل الخمسة في الحرب الاقليمية/ محمد ابرهيم

 

 

مجاهيل خمسة ستحدد خلال الأشهر القليلة المقبلة ما إذا كانت المنطقة ستتجه نحو التسويات المضبوطة أم نحو انفلات المواجهات من كل ضابط أو قيد.

المجهول الأول هو الحصيلة النهائية لمناقشات الكونغرس بشأن الاتفاق النووي الايراني. والمجهول هنا ليس تصويت مجلسي الكونغرس ضد الاتفاق فهذا شبه محسوم، وانما قدرة الحزب الجمهوري والمعترضين الديموقراطيين على تأمين نسبة الثلثين الكفيلة بإلغاء الفيتو الرئاسي. وعلى هذا الصعيد لم يعد التوقع سهلاً، لأن الحملة الاعلامية – السياسية ضد الاتفاق، يبدو صوتها أعلى من صوت الرئيس الاميركي.

وقيمة احباط الاتفاق في الكونغرس، وتالياً احباط عملية رفع العقوبات عن ايران تجعل هذه غير مهتمة باستكمال الاتفاق بالسعي الى العودة للانخراط في الديبلوماسية الدولية.

المجهول الثاني هو الانتخابات التشريعية المبكرة في تركيا والتي باتت واقعاً بعد ادارة أردوغان لمفاوضات الائتلاف بطريقة جعلت حصيلتها الوحيدة اعادة الانتخاب. وهنا يراهن أردوغان على المعركة التي افتعلها مع الأكراد لكي يستعيد الأكثرية لحزبه باستقطاب الصوت القومي المتشدد. وعلى المقامرة التي يخوضها أردوغان تتوقف سياسة تركيا السورية والمصرية والخليجية المقبلة، وأثرها كبير كما بات معروفاً على مستقبل حروب المنطقة.

المجهول الثالث هو حصيلة المعارك الدائرة في سوريا بين “محافظتي” ادلب واللاذقية حيث ستتقرر مدى قدرة النظام السوري على فرض خطوط تماس ثابتة تقنع الاطراف الاقليميين الداعمين للمعارضة بأن أفق الحل العسكري مسدود فعلاً. وذلك بعدما اقتنع راعياً النظام السوري، أي ايران وروسيا بتبدد آمال استعادته زمام المبادرة العسكرية في اتجاه العودة لفرض سيطرته على سوريا واحدة.

المجهول الرابع هو المآل الذي ستسلكه المعركة السياسية العسكرية التي تخوضها حكومة العبادي في العراق. فبعدما تبين ان الطاقة العسكرية للجيش العراقي قاصرة عن اقتحام مناطق “داعش”، تغير عنوان المعركة الى تطهير الداخل من الفساد، ورمزه الأكبر نوري المالكي، باعتبار ذلك المدخل لاعادة بناء جيش قادر. لكن يبقى المجهول هو معنى ذلك بالعلاقة مع مستوى النفوذ الايراني في العراق وموقع السنة من النظام السياسي، الشيعي، حتى الآن.

المجهول الخامس هو امكان استمرار المسيرة العسكرية الناجحة من عدن في اتجاه صنعاء للقوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، خصوصاً في ظل ما يشاع عن تخفيف الدعم الايراني لحلفائها اليمنيين والتعاون الروسي مع السعودية في تأمين استمرار الغطاء الشرعي الدولي للحملة العسكرية. وعلاقة ذلك بمشاريع تفاهمات اقليمية أخرى.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى