صفحات الحوار

الباحث السوري هاشم صالح: فشل التنوير العربي يعود لعدم وجود المفكرين القادرين على تفكيك الانغلاقات التراثية!

أجرى الحوار نور الدين علوش: هاشم صالح كاتب ومفكر من سورية، نال شهادة دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب بجامعة دمشق ثم اشتغل لعام واحد كمعيد أو مدرس مساعد في كلية الآداب بجامعة حلب. ثم نال منحة دراسية للذهاب إلى فرنسا بغية تحضير الدكتوراة في الآداب والنقد الأدبي بجامعة السوربون. وقد ناقش أطروحة الدكتوراة عام 1982 حول موضوع: اتجاهات النقد العربي الحديث بين عامي 1950- 1975 تحت إشراف البروفيسور محمد أركون. ثم بقي في فرنسا لمدة ثلاثة وثلاثين عاما متواصلة قبل أن ينتقل مؤخرا إلى المغرب.

هنا حوار معه:

* تعتبرون من ابرز المفكر ين التنويريين العرب، حدثنا عن هذا التيار العقلاني العربي ؟ واهم أطروحاته ورموزه؟

*أثناء إقامتي في فرنسا تعرفت على ما يدعى بفلسفة التنوير وكبار ممثليها كسبينوزا وفولتير وديدرو وروسو وكانط وآخرين عديدين. وقد أعجبت بهم جدا ورأيت في همومهم همومنا نحن المثقفين العرب في هذا العصر.ولذلك خصصت لهم الكثير من المقالات التي ظهرت في عدة كتب متلاحقة: كمدخل إلى التنوير الأوروبي، والانسداد التاريخي، ومعارك التنويريين والأصوليين في أوروبا، الخ..وكلها صدرت عن ‘رابطة العقلانيين العرب’ التي يشرف عليها الأستاذ جورج طرابيشي بدعم وتشجيع من الدكتور محمد عبد المطلب الهوني. وقد كان لها الفضل في دعم خط التنوير في الساحة العربية. وهذا ما يفعله أيضا موقع ‘الأوان’ الالكتروني المرتبط بها والذي تشرف عليه الباحثة التونسية د. رجاء بن سلامة.

أعتقد شخصيا أن الاطلاع على كتابات فلاسفة التنوير الأوروبي ومعاركهم الفكرية يساعدنا كثيرا على فهم الواقع العربي الذي نعيشه حاليا.معظم المشاكل التي واجهوها قبل مائتين أو ثلاثمائة سنة نواجهها نحن اليوم. بالطبع ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار فارق الزمن ومستجدات الفكر في هذا العصر.ولذا فالتنوير العربي الإسلامي ستكون له خصوصيته المتميزة ولن يكون نسخة طبق الأصل عن التنوير الأوروبي.سوف تكون له نكهة خاصة وإضافة روحانية وأخلاقية جديدة.

لمواجهة تحديات الواقع الراهن أمامنا استراتيجيتان:

الأولى: بعث النصوص الكبرى للتنوير العربي الإسلامي الكلاسيكي أو ما يدعى بالعصر الذهبي. ينبغي إعادة نشر نصوص الكندي والجاحظ والتوحيدي و المعتزلة والمعري وابن باجة وابن رشد وعشرات غيرهم. ينبغي تبسيط نصوصهم أو ‘ترجمتها’ إذا جاز التعبير من اللغة العربية القديمة إلى اللغة العربية الحديثة. ومعلوم أن اللغة القديمة لم تعد مفهومة من قبل الجميع وإنما تبدو خشنة ووعرة جدا. أقول ذلك على الرغم من أني أحبها كثيرا.تنبغي ترجمة هذه النصوص الكبرى إذن إلى لغة عربية ميسرة مفهومة من قبل طالب الثانوي.وعندئذ يدرك الطالب المغربي والمشرقي أن هناك تيارا آخر في التراث غير التيار الشعبوي السائد اليوم. عندئذ يدرك أن أجداده العظام كانوا عقلانيين وتنويريين دون أن يكفوا عن كونهم مسلمين. ولكنه يدرك أيضا أن فهمهم للإسلام كان مستضيئا بنور العقل.عندئذ يدرك أن التنوير العربي الإسلامي سبق التنوير الأوروبي بعدة قرون.

والثانية: ترجمة النصوص الكبرى لفلاسفة التنوير الأوروبي كفرانسيس بيكون،و جون لوك،وديكارت، وسبينوزا،ولايبنتز، وليسنغ، وكانط، وهيغل، والفرنسيين، الخ..وذلك لأن التنوير العربي الإسلامي توقف منذ إغلاق باب الاجتهاد والدخول في عصر الانحطاط. وعندئذ انتقل مشعل النور والحضارة إلى أوروبا.

ربما كان ينبغي أن نضيف إستراتيجية ثالثة ألا وهي: بعث نصوص كبار النهضويين العرب للقرن التاسع عشر وحتى منتصف العشرين.فقد نسيناها وينبغي أن نذكر طلابنا بها.

*لك علاقة خاصة بالفيلسوف الراحل الدكتور محمد اركون ، فلماذا هذا الاهتمام بفلسفته ؟ وأين وصل مشروع ترجمة أعماله ؟ وما تأثير ذلك على المشهد الفلسفي العربي؟

* كنت قد تحدثت مرارا وتكرارا عن علاقتي بالبروفيسور أركون وتعاليمه وفكره.سأقول باختصار شديد ما يلي: أنه في رأيي أهم مفكر مسلم ظهر في تاريخنا منذ العصر الكلاسيكي المجيد: أي منذ حوالي الألف سنة.منذ الفارابي وابن سينا وابن رشد لم يظهر مفكر في هذا الحجم. فقد استطاع تحليل التراث الإسلامي على ضوء أحدث المناهج العلمية بكل تمكن واقتدار. وسلط عليه أضواء ساطعة لم يعرفها في تاريخه كله. وشخص الإشكاليات العويصة واقترح الحلول للخروج من المأزق التاريخي الذي نتخبط فيه حاليا.فكيف تريدني ألا أهتم به؟ انه الوحيد الذي عرف كيف يحفر أركيولوجيا،أي عميقا، على المسائل التراثية الكبرى التي تشغلنا اليوم. وقد وصل إلى أعمق طبقة وأعمق نقطة في التراث فأضاءها بشكل رائع ومقنع. وبالتالي فهو أكبر محرر لنا من العقلية التراثية القديمة دون أن يعني ذلك التخلي عن شخصيتنا التاريخية كمسلمين. الإسلام يبقى بطبيعة الحال عاليا شامخا، ولكنه في منظور أركون يصبح متصالحا مع العقل والحداثة والعصر. وهذا ما نحتاجه اليوم. أضيف بأن أركون، ككل المفكرين الكبار، يعتبر ظهورا في التاريخ،أي لا يجود به الزمان إلا قليلا. انه ظهور مثلما كان ابن رشد ظهورا أو ابن سينا أو التوحيدي أو الفارابي أو المعري،أو ديكارت أو كانط الخ..ينبغي أن أضيف اليه المفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب. فهو مهم جدا أيضا. وكذلك ينبغي أن أضيف اليهما البروفيسور وائل حلاق الذي أنجز دراسات علمية حاسمة عن الفقه والشريعة في جامعة كولومبيا بنيويورك.في كل الأحوال فان المفكرين الكبار هم منارات الأمم الذي يضيئون لها الدياجير المعتمة عندما يطبق الظلام عليها وتنسد الآفاق.وليس كل يوم يظهر مفكر كبير في التاريخ. وكما يقول هابرماس: كلما أطبقت عتمة جديدة على الأمة اشتدت الحاجة لظهور المفكرين الكبار. أضيف بأن أركون كان مسلما بعمق ومحبا للإسلام وتراثه الروحي والأخلاقي والإنساني العظيم. كل من حضر درسه الأسبوعي والعبقري الشهير في السوربون يعرف ذلك.

آخر كتاب سيظهر له قريبا عن المركز الثقافي العربي هو مذكراته الحياتية والفكرية اذا جاز التعبير.انه عبارة عن سلسلة مقابلات أجريت معه ولكنها لن تنشر إلا بعد رحيله. وسوف يتعرف القارئ لأول مرة على أركون الإنسان وليس فقط المفكر:أي سيتعرف على أصله وفصله وطفولته ومساره الحياتي في الجزائر قبل أن ينتقل إلى فرنسا وبعد أن انتقل..

أركون أصبح الآن تيارا فكريا كبيرا في الثقافة العربية. وقد انتشرت أفكاره كثيرا لأنها تلبي حاجيات الثقافة العربية الإسلامية وتجيب على الأسئلة الأساسية التي تطرحها الأجيال الصاعدة.وهذا ما حدست به قبل أن أبدأ بترجمته. كنت أعرف أنه سيُحتضن من قبل الساحة العربية لأن الأرض عطشى.

*بالرغم من مشاريع التنوير والنهضة العربية، لم ينجح مشروع التنوير في العالم العربي: فما هي الأسباب والعوائق؟-

*مشروع التنوير لم ينجح لأن التراكمات التراثية ضخمة جدا على مدار العصور. انها أكبر منا جميعا. ولا نستطيع تنويرها أو تهويتها أو تحييد شحنتها القمعية من أول محاولة. يضاف الى ذلك أنه لم يظهر حتى الآن مفكرون كبار قادرون على تفكيك الانغلاقات التراثية كما حصل في أوروبا. ما عدا أركون لا أعرف أحدا من الوزن الثقيل. للحق والإنصاف ينبغي أن أذكر الجهود الهامة للعفيف الأخضر وعبد المجيد الشرفي والعروي والجابري ومحمد سبيلا وكمال عبد اللطيف ومحمد الوقيدي وبعض المجددين المسلمين الآخرين. ولكن عددهم لا يزال قليلا قياسا إلى حجم المهام المطروحة علينا. وبشكل عام لم يظهر عندنا مفكرون تحريريون وتنويريون كبار من أمثال سبينوزا وفولتير وروسو وديدرو وكانط وهيغل ونيتشه،الخ..هؤلاء عرفوا كيف يفككون الانغلاقات التراثية المسيحية المتراكمة والمتكدسة فوق بعضها البعض على مدار القرون. وعلى هذا النحو تم تحرير الطاقات المحبوسة أو المكبوتة لدى الشعوب الأوروبية. وكان أن نهضت المجتمعات الأوروبية وانطلقت كالمارد بعد أن تخففت من الأعباء التراثية لتحقيق التقدم على كافة الأصعدة والمستويات.أما نحن فلا نزال سجناء انغلاقاتنا التراثية التي تضغط علينا وتشل حركتنا.

هل يكمن الحل في تجربة الإصلاح الديني؟ بالطبع الإصلاح الديني ضروري ومفيد جدا. وقد حضرت مؤخرا في روما ندوة حول الموضوع. وشارك فيها العديد من المثقفين العرب والغربيين برئاسة الباحث الانكليزي ستيفن أولف. وهو يشرف الآن على موقع ‘المصلح’ الالكتروني الذي يمشي في هذا الاتجاه.وكلهم كانوا متفقين على أن عصر الإصلاح قد اقترب.أذكر من بينهم المفكر التنويري الكبير العفيف الأخضر، والأستاذ شاكر النابلسي، والدكتور عبد الحميد الأنصاري، والدكتورة رجاء بن سلامة، والأستاذ أشرف عبد القادر، وآخرين عديدين.كلهم أجمعوا على ضرورة حصول الإصلاح الديني عندنا لكي تتحقق المصالحة بين الإسلام والحداثة مثلما تحققت في المسيحية الاوروبية بعد انعقاد مجمع الفاتيكان الثاني الذي تجاوز لاهوت القرون الوسطى الانغلاقي التكفيري.

*باعتباركم من الباحثين المتميزين في الفلسفة، ماذا ينقصنا نحن العرب لننتج فلسفة نقدية تطابق زمانها؟

* الفلسفة عندنا ماتت منذ ثمانية قرون: أي بعد موت ابن رشد عام 1198.ولذلك فليس من السهل بعثها من جديد.لقد عشنا ثمانمائة سنة بدون فلسفة إلى درجة أننا تعودنا على هذا الوضع ولم نعد بحاجة إلى التفلسف أو الفكر النقدي الحر.فنحن نعتقد أننا نمتلك يقينيات نهائية تغنينا عن الفلسفة. بل إن الفلسفة تبدو في مثل هذه الحالة خطرا علينا أو على يقينياتنا المطلقة المترسخة منذ مئات السنين. ولهذا السبب كفرها الفقهاء الكبار على مدار القرون بدءا من الإمام الغزالي وحتى اليوم. وفي البلدان العربية المحافظة لا يزال تدريس الفلسفة ممنوعا حتى الآن. لحسن الحظ فان هذا المنع لا وجود له عندكم هنا في المغرب. ففي المغرب ـ بلد ابن رشد ـ يجري تدريس الفلسفة ليس فقط في الجامعة وإنما أيضا في الثانوي.

واذن فالفلسفة كانت محرمة طيلة قرون وقرون بحجة أنها تهدد العقيدة وتزرع الشكوك في النفوس. ولم نعد اليها الاعتبار إلا بدءا من عصر النهضة في القرن التاسع عشر. أضيف إلى ذلك ما يلي: لقد حكمنا المماليك والسلطنة العثمانية طيلة خمسمائة سنة أو أكثر كما قال شاكر النابلسي في ندوة روما. وطيلة كل هذه الفترة الانحطاطية الطويلة لم يظهر كتاب واحد في الفلسفة! فكيف يمكن أن نلحق بركب الحضارة مجددا؟ يلزمنا وقت طويل لكي نستطيع استدراك ما فات..يكفي أننا نعرف كيف نترجم بشكل صحيح نصوص هيغل أو كانط أو نيتشه أو هيدغر،الخ..بل وحتى هذا ليس مضمونا.الترجمات الرديئة هي الأغلبية.

* باعتباركم من المترجمين الكبار في مجال الفلسفة المعاصرة،لماذ لا تهتمون بترجمة كتابات انطونيو نغري واغامبيو و هونيث وهابرماس.؟

*يا أخي الكريم لا أستطيع أن أترجم كل شيء. اني أحترم المفكرين الذين ذكرتهم وبخاصة هابرماس الذي أعرفه أكثر من غيره. ولكني عاجز عن ترجمة كل شيء. هناك مترجمون آخرون في العالم العربي سوف يهتمون بهم حتما.

*اسمح لي أن انتقل بكم إلى المجال السياسي، فما دور المثقف بعد الربيع العربي؟

* دور المثقف بعد الربيع العربي هو أن يشرح أبعاد هذا الحدث الكبير من كل جوانبه اذا أمكن.ينبغي أن يوضح للناس ماذا يحصل بالضبط ولماذا يحصل.وقد شرحت ذلك بالتفصيل في كتابي الصادر مؤخرا عن ‘دار الساقي’ في بيروت تحت عنوان: ‘الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ’. فليعد اليه من شاء.

*هناك الكثير من مراكز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، في المقابل لا نجد مراكز مختصة في الفلسفة. إلى ماذا تعزو في نظرك هذا الغياب؟

*لا لست متفقا معك بشأن هذه النقطة. هناك جمعيات فلسفية عديدة في المغرب وتونس ومصر ولبنان الخ..وبالتالي فالفلسفة تنتعش مجددا ولها المستقبل. هناك جوع إلى الفلسفة، عطش إلى الفلسفة، بعد كل هذا الغياب..

*في الأخير ما هي مشاريعكم المستقبلية ؟

* مشاريعي المستقبلية فتتمثل في نشر مخطوطاتي العديدة المتراكمة التي لم تنشر بعد. عندي مخطوطة بعنوان: ‘كتب ومراجعات’. وهي تحتوي على قراءاتي لمجموعة من الكتب الفرنسية على مدار السنوات الأخيرة. وعندي أيضا مخطوطة بعنوان: ‘الكتابة على حافة الهاوية.نصوص متقطعة’. وهي تحتوي على نصوصي الشخصية الوجودية الحميمية. حتى الآن لم أنشر نصوصي الأدبية. حتى الآن لا يعرفني القاريء الا كمترجم لأركون،أو كمقدم للتيارات الفكرية الاوروبية. بمعنى آخر فانه لا يعرفني الا كمفكر أو كناقل للفكر. في الواقع أن هناك شخصا آخر يقف وراء كل ذلك. لولا العيب لقلت بأني لست مفكرا ولا حتى مثقفا،أنا مجرد كاتب عابر،أو عاشق ولهان. مثلي الأعلى مجنون ليلى، أو جميل بثينة، أو ذو الرمة ومعشوقته مي. هل هناك اسم في العالم أجمل من هذا الاسم: مي؟ حرفان فقط، وتنبجس الحياة!.. هناك جانب آخر من عملي يتخذ أهمية قصوى بالنسبة لي هو: الجانب الأدبي أو الكتابة الابداعية ‘الانفلاشية’ اذا جاز التعبير.نموذجي الفكري هم شخصيات من نوعية التوحيدي أو المعري أو جان جاك روسو أو نيتشه الخ..رولان بارت كان يفرق بين الكتابة المنفعية التي لا تعبأ بالأسلوب إطلاقا/ والكتابة الإبداعية التي يهمها الشكل مثل المضمون بل وأكثر.ربما كان كانط أكبر فيلسوف في التاريخ البشري أو من أكبرهم على الأقل. ولكنه ككاتب شخص عادي جدا ووعر، بل وممل متعب مثل هابرماس. من هذه الناحية نيتشه أعظم منه بألف مرة.أنا أسكر عندما أقرأ نيتشه: أقوم وأقعد.. أحيانا أموت من الضحك. وأحيانا أخرى أشعر بقشعريرة فلسفية، بصدمة هائلة تكاد تخرجني عن طوري.نيتشه يهزني هزا، يحررني.وكذلك فولتير.. وقل الأمر ذاته عن المعري في ‘رسالة الغفران’ مثلا.اني أقرؤها الآن للمرة العاشرة دون أن أمل أو أتعب. وفي كل مرة أفهم أشياء جديدة كانت قد فاتتني في القراءة السابقة.مع المعري أنت تحلق في سماء الأدب العالمي، الكوني.انه ذروة الآداب العربية قاطبة. نفس الشيء ينطبق على جان جاك روسو في ‘الاعترافات’، أو ميشيل فوكو في ‘تاريخ الجنون’، و’الكلمات والأشياء’. وقس على ذلك..هؤلاء هم مجانين الكتابة، الكتابة بالنسبة لهم عبادة. انها ليست مجرد أداة لتوصيل الأفكار، وانما غاية بحد ذاتها،وأكاد أقول غاية الغايات. محمد شكري يقترب من هذا الجو أيضا.انه يعرف معنى الكتابة. أنا أتيت الى الفكر من جهة الأدب وليس العكس. الأدب هو ديدني، هو حياتي، وليس الفكر الناشف ،البارد، أو العلوم ‘اللاانسانية’ كما يقول روجيه غارودي. أنا لا أستطيع أن أنام أو أستيقظ بدون أن أترنم بأبيات من الشعر العربي، قديمه والحديث..ولذلك فعندما أنشر نصوصي الشخصية، أو مقالاتي عن بودلير ورامبو وريلكه وهولدرلين وسواهم فربما تعرف القارئ على شخص آخر..

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى