صفحات الثقافة

التوأم المسرحي الأخوان ملص: الفن السوري تحرّر مع الثورة


الأعمال الدرامية توقفت في أنحاء البلاد

بيروت – محمد زيد مستو

اعتبر الفنانان السوريان التوأم ملص، أن الثورة في بلادهما كشفت عن إبداعات جديدة، وأظهرت أنماطاً من الفن الحقيقي في سوريا، معتبرين أن الاحترافية ودقة الصورة سقطت، في مواجهة الفكرة وقدرة تعبيرها عن الحقيقة خلال الأحداث.

وقال التوأم ملص إن الفن السوري تحرّر بالفعل مع الثورة التي تشهدها البلاد، مشدداً على مقولة أن “البلد التي تمنع عرض أفلام عمر أميرالاي تحتاج لثورة حرية”، في إشارة إلى المخرج السينمائي السوري الراحل الذي تميّزت أفلامه بنزعتها الانتقادية السياسية والاجتماعية، وكان له دور بارز في ربيع دمشق عام 2000.

وقال التوأم ملص في حديث مشترك مع “العربية.نت”، إن كاميرا الهواتف النقالة بدقتها المتواضعة، أضحت أكثر أهمية من الكاميرات السينمائية والممثلين الكبار لدى السوريين، بسبب صدقها وقدرتها على تصوير الواقع، مدللاً على المقاطع المسرحية التي صورها المحتجون في حمص بهواتفهم النقالة.

قمع الفن

وقال التوأم محمد وأحمد ملص، اللذان يصران على التمثيل المسرحي كثنائي، والتحدث كشخص واحد، إن ما حدث في سوريا كشف عن أن المسلسلات الناقدة، من قبيل “مرايا” و”بقعة ضوء”، لم تكن تعبّر عن إرادة صادقة للحكومة في فتح المجال للحرية في الدراما السورية، وأن “كلمة حرية هزت له أركانه”.

ودلّل التوأم على قولهما، بالهجمة الشرسة التي تعرض لها فنانون سوريون وقعوا على بيان طالبوا فيه بالإصلاح وإدخال الحاجات الأساسية إلى درعا بعد أيام من تعرض المدينة لحملة عسكرية عنيفة. كما أنهما حرما من المشاركة في كتابة سيناريو لمسلسل “بقعة ضوء”، بعد توقيعهما البيان.

كما أصدرت30 شركة إنتاج بالمقابل، بياناً صرحت فيه عدم تعاملها مع الفنانين الذين وقعوا بيان الإصلاح.

توقف العمل الدرامي

وعن تعاطي الفنانين السوريين مع الأحداث التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي، قالا: إن حوالي 10% من الفنانين ناصروا الثورة، فيما اصطف حوالي 10% آخرين مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين فضّل معظم الفنانين السوريين الآخرين الصمت إزاء ما تشهده بلادهم.

ونوه الأخوان، إلى أن العمل الدرامي والمسرحي في سوريا متوقف تماماً منذ اندلاع الثورة، وأن بضعة مسلسلات أنتجت خلال الأشهر الثمانية الماضية، جميعها من إنتاج التلفزيون السوري، الذي يصر على أن الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في البلاد طبيعية.

ظروف الاعتقال

والتوأم محمد وأحمد ملص هما مسرحيان شابان، برز اسمهما بعد اعتقالهما مع مجموعة من الفنانين السوريين، في مظاهرة أطلق عليها المحتجون السوريون اسم “مظاهرة الفنانين”.

وأنتج الأخوان ملص مسرحيات سورية ناقدة عُرض بعضها في روسيا وفرنسا وبيروت خلال الأشهر الأخيرة بالتعاون مع الفنانة مي سكاف، بعد خروجها من السجن.

وعن ظروف الاعتقال في المظاهرة التي اعتقل فيها فنانون ومثقفون سوريون في الثالث عشر من شهر يوليو/حزيران، قال ملص: “إنهم قرروا الخروج بمظاهرة سلمية ورفع الأقلام للتأكيد أنه لا توجد جماعات مسلحة وسلفيين في المظاهرات التي تشهدها المدن السورية، كما تقول الحكومة السورية، لكن السلطات السورية اعتقلت أكثر من 20 فناناً ومثقفاً سورياً أبرزهم الفنانة مي سكاف.

وأكد التوأم تعرض المتظاهرين للضرب من طرف عناصر أمن الدولة التابعين للمخابرات، قبل وصولهم إلى فرع الأمن الجنائي التابع للشرطة، حيث تعرض الصحفي إياد شربجي للضرب الشديد.

كما قالا إنهما التقيا مع شاب تعرض للضرب المبرح من قبل الأمن السوري، وإجباره على أنه من العصابات المسلحة، ثم قامت فضائية الدنيا المقربة من النظام، بتصويره وعرض اعترافاته على وسائل الإعلام.

وفي ردهما على سؤال في ما إذا كانت عمليات الاعتقال المتواصلة قد أثّرت على إرادة السوريين في التغيير، قال أحمد ملص: “إن الاعتقال زاد في معرفة السوريين بحقيقة أفرع المخابرات، وأنهما شخصياً خرجا أكثر عزيمة لمحاربة النظام، وتفرغا في الوقت الحالي لإسقاطه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى