صفحات الناس

أطفال دير الزور.. بين السلاح والنقاب/ ياسر العيسى-دير الزُّور

 

 

لوحظ في الآونة الأخيرة، ازياد عدد الأطفال المنتسبين إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور بشرق سوريا، كما انتشرت هناك ظاهرة النقاب لدى بنات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات، وأصبحت مشهدا مألوفا في حارات الحميدية والشيخ ياسين والعرضي والعمال وغيرها من أحياء دير الزور ومدن وقرى المحافظة الأخرى.

وفي تعليقه على تلك الظواهر، قال الناشط الإعلامي محمد “أبو الفرات” إن تنظيم الدولة “لم يجبر الأطفال على النقاب أو حمل السلاح، لكنه يعتمد علي الأطفال خاصة لسد النقص في الحواجز المنتشرة في أرجاء المحافظة، أو لحراسة مقراته، مستغلا الفقر والحاجة التي دفعت الكثير من الأطفال إلى الانتساب إليه”.

وفيما تعلق بموضوع النقاب، قال “إن انتشاره كان محدودا جدا في بداية سيطرة تنظيم الدولة على أغلب أنحاء المحافظة منذ نحو تسعة أشهر، واقتصر على العائلات المقتنعة فعلا بالنقاب، وفيما بعد بدأت تتسع حالات النقاب لدى الفتيات، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن الخمس سنوات”.

وأوضح أبو الفرات أن التنظيم “لا يجبر هذه الفئة العمرية على النقاب، لكنه يشجع ذلك، وإن كان بطريقة غير مباشرة عبر توزيع النقاب مجانا، بينما يوزع نفس اللباس الذي فرضه على النساء مقابل مبلغ مالي” .

أطفال ولكن

وفي محله الكائن بشارع التكايا وسط دير الزور، قال التاجر مهيدي للجزيرة نت إنه لاحظ ازدياد أعداد الأطفال عند الحواجز المنتشرة على طول الطريق بين دير الزور والرقة “إلا أنهم لا يختلطون بالمسافرين الذين يتم إيقاف آلياتهم، إلا في حالات استثنائية، ويقتصر دورهم على التفتيش فقط، ويكون أحد عناصر التنظيم من الفئات الشابة مسؤولا عنهم، وهو من يقوم باستجواب المسافرين وفحص هوياتهم”.

ويفسر مهيدي عدم رغبة تنظيم الدولة في اختلاط عناصره من الفئات العمرية الصغيرة بالناس، بـ”خشيته من التأثير عليهم، ولأن التصرفات الطفولية ستبقى تطغى على هؤلاء حتى وإن حملوا السلاح، ما يقلل من هيبة التنظيم، وهو ما لاحظه كل من تعامل مع هؤلاء فعندما يغيب قائد المجموعة عن الحاجز، يضطر هؤلاء إلى ممارسة دورهم في استجواب المسافرين وتفتيش أمتعتهم”.

أما آية التي تصطحب ابنتها الوحيدة صاحبة السنوات الأربع في جميع زياراتها، فتقول إن نقاب طفلتها موجود بالمنزل منذ أشهر عدة، بعد أن حصلت عليه مجانا، لكن الطفلة هي التي طلبت ارتداءه منذ أسابيع، وتفسر الأمر بـ”رغبة التقليد الطفولية، فهو بالنسبة إليها ليس أكثر من لعبة جديدة”.

تفسيرات

ويقول مقرب من تنظيم الدولة في دير الزور -رفض ذكر اسمه- إن “التنظيم لديه اهتمام بالفئات العمرية الصغيرة واليافعين، خاصة بالنسبة لحملة السلاح منهم، ويقدم للأطفال المنتسبين كافة التسهيلات ولا يحتاج إلى التزكية كما هو الحال مع المبايعين من الرجال”.

وأضاف أنه “بعد دورة للعلوم الشرعية مدتها 21 يوما تخصص بعض ساعاتها للتدريب على البارودة (البندقية) فقط، يتم زجهم بعدها إلى الحواجز أو مقرات الحراسة خاصة، دون اشتراكهم في الأعمال القتالية، إلا في حالات نادرة جدا، لمن تجاوز عمره الـ13 عاما، ولديه الرغبة في القتال، بشرط أن تكون بنيته قوية ويكون قادرا على تحمل الجهد القتالي”.

ويقول الباحث الاجتماعي أحمد اليمني، للجزيرة نت، إن “الخطر على الأطفال السوريين يتضاعف في المناطق المحررة، لأنها تخضع لأهواء الفصائل المسيطرة، وخاصة في الرقة ودير الزور ما يزيد من حالة التناقض والتشتت الاجتماعي في المجتمع”.

ويرى أن اهتمام تنظيم الدولة بانتساب الأطفال إليه “مغزاه اجتماعي فكري، أكثر منه عسكري، لأن الطفل سهل الانقياد والإقناع والتوجيه، أما الغرض من النقاب فهو دغدغة مشاعر العامة، واللعب على الوتر الديني”.

الجزيرة نت

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى