صفحات المستقبل

الجمعة العظيمة

 


كتبت وكتبت وكتبت, وفي كل مرة أضع العنوان وحين أدخل في صلب الموضوع لا أستطع أن أتعدى بضع أسطر, لأبدأ من جديد, فأضع عنواناً جديداً لوضع جديد وأقف مترددة لا أستطيع الإستمرار. الصورة غير واضحة وضبابية, مترددة وخائفة ليس من الكلام أو الكتابة, لكن من موقف أندم عليه, أو كلمه تخرج وأتمنى لو لم أقلها. خاصة في هذه الأيام وفي جو شديد التقلب والتوتر, الفعل الغرائزي هو المسيطر والصراخ عالٍ ولا أحد يستطيع أن يسمع حتى لو أراد..

هدوء يسود الآن في البلد وفي نفسي .. ,الآن أستطيع أن أقول لقد أصبح الوضع أمراً واقعاً ويجب أن أتقبله رغم وجعه وأهضمه كما لو كان حنظلاً, الآن سأسمع عن القتل والإستشهاد إلى ماشاء الله, وكأنني أسمع عن الوضع الفلسطيني الذي مللنا سماعه لسنوات دون جديد ثم اعتدنا عليه ولم يعد في كثير من الأحيان يهز أحد..

الآن الكل يطلب موقف.. النظام والمعارضة. وأنا لا أحب الحياد, لذا سأفند المعطيات وأقرر مع من أكون!؟ لأني دائما وأبداً أريد وبشدة أن أكون..

النظام: منذ أحداث درعا وهو يكّذِب كل ما يحدث من مجازر وإنتهاكات والإذاعة الرسمية تنفي, القتلى أناس ماتوا بالغلط والقاتلون عصابات أتت من الخارج, قانون الطوارئ سيلغى, لالا قانون الطوارئ لن يلغى , لنلعب لعبة عسكر والحرامية ثم ..يلغى قانون الطوارئ! الأفلام مفبركة ففيلم قرية البيضا صوِّر في العراق ومفبرك لنكتشف بعد حين بأن السلطة قامت بتوقيف المسؤول الأمني الذي يظهر في الفيديو وستقوم بمحاكمته هو وعناصره كما يقولون .. هناك مؤامرة, نعم هناك مؤامرة على البلد, لكن الأوضاع الداخليه أكثر من رائعة!!! والبلد ماشي وكلو ماشي ولا يهمك..كما قال المرحوم الذي سيفتضح سر موته عاجلاً أم أجلاً.

المعارضة: ذهبت لمواقع وأشخاص في المعارضة للإستبيان, فقرأت عن قتلى وثورات ومجازر وبأن الحرس الثوري الإيراني أصبح في سوريا, ثم تصدى بعض المعارضين لهذه الهرطقات, شبيحة النظام التي تقتل الناس في الطرقات مسلسل دراما, ولم يخلُ الأمر من فيديوهات مزورة وتزوير للحقائق وبلغة كيدية وحقد عالٍ, فالموضوع أصبح حرباً وبكل الوسائل مبررة وغير مبررة والطرفين فقدوا المصداقية.. الحرية هي الهدف, ما نوع هذه الحرية لا أعلم؟ لأي درجة وأي سقف لا أعلم؟؟ما هو البرنامج المتبع للمطالبة بالحقوق التي أعتبرها عادلة لا أعلم؟ ما موقفهم من الصراعات الإقليمية ووضع سوريا كدولة ممانعة لا أعلم؟ هل هم مرتبطون أو ملتزمون بأطراف إقليمية كذلك لا أعلم؟ ما هي توجهاتهم وهل هم أصوليون أم علمانيون الجواب بالتأكيد لا أعلم!!!

التخوين والأحكام الإستباقية هي اللغة الدارجة هذه الأيام, لا أحد يستطيع أن يرى نقطة إيجابية للطرف الثاني الكل إقصائي والكل يريد من الكل التنازل والتنحي نهائياً, لا تسوية ولا نقاش الباب موصد بإحكام, وهو إذا ما دّل على شيء فهو أن الجمعة القادمة ستكون الجمعة العظيمة, فأين أنا من جمعة البعث بعد الموت ولا أقصد البعث الذي تعرفون, ومع أي طرف يجب أن أكون؟ لا حياد بعد اليوم الحياد موقف سلبي جداً الآن, لذا اخترت أن أكون مع شعبي العظيم الذي لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع الدائر, حتى لا يعلم ما هي المادة الثامنة من الدستور ولا يعلم معنى إلغاء أو الإبقاء على قانون الطوارئ, لذا أتساءل من تمثل هذه الثورة؟ وباسم من تتكلم؟ رغم إيماني العميق بالحرية لمعتقلي الرأي وبنبل هذا المطلب, لكن لا أظن بأن المعتقلون أنفسهم يتقبلون بأن يكونوا الحجة لخراب البلد ولمزيد من القتل ولمزيد من الصراعات الطائفية..

الآن أستطيع أن أكتب وأتكلم ولا أخاف من ندم أو ظلم لأحد الأطراف لأني الآن أعلم بأني أخذت الموقف الصحيح وبأني لست حيادية, جمعة عظيمة لإخواننا المسيحيين الذين يحتفلون غداً وأتمنى أن تكون جمعة أقل إيلاماً وأقل دموية في حبيبتي سوريا…

http://zahralrman.wordpress.com

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى