صفحات سورية

الحزبية والشخصانية في المعارضة السورية … صور وراي


عمر الحراكي

بعد ان اعلن عن تشكيل المجلس الوطني السوري في استانبول  بتاريخ 15-9-2011  فرحت بهذا الاعلان وقلت انها خطوة بالاتجاه الصحيح واتجهت الى متابعة القنوات التلفزيونية والشبكة العنكبوتية للمعرفة اكثر حول هذا المجلس ومنطلقاته .. ولأسمع  لمن مع المجلس ولمن يعارضه .. وهذا امر طبيعي فاتفاق الجمهور على راي واحد او موقف واحد صعب وقد يكون اقرب الى المستحيل وهذه هي الطبيعة البشرية .. ولكن الاتفاق شيء والاختلاف برقي شيء والتحاور بشفافية وديمقراطية واحترام كل ذي راي للراي المخالف هو شيء آخر  وهو المحور الأساس لنجاح أي عمل سياسي يهدف الى تطوير الدول والشعوب ..

 ومن خلال ذلك  شاهدت برنامجا على قناة الحوار وكان الضيف في الاستديو السيد (م . س) حيث سأله المذيع عن رايه بالمجلس الوطني فقال كلاما راقيا يدل على رقي الرجل وسمو اخلاقه وانه مؤمن ومطبق لما بريد من حرية وديمقراطية في العمل الوطني .

 ولما اتصل المذيع بأحد اعضاء المجلس الوطني وهو السيد (أ.ر) وسأله عن المجلس تكلم كلاما تسويقيا جيدا عن المجلس ولما سأله المذيع عن مؤتمر الدوحة اجاب اجابة عجيبة غريبة لاتدل الا على شخصانية وطرفية ذلك الرجل فقد سفه بشكل غير مسبوق مؤتمر الدوحة وتكلم كلاما غير دقيق عنه وانه لا يرقى الى ان يسمى مؤتمرا او او.. عند ذلك تذكرت كلاما  لبشار الجزار عندما قال عن المعترضين والثوار انهم فئة قليلة لا وزن لهم وشبههم بالمندسين والجراثيم !!! فهل هناك فرق بين الصورتين؟؟

وبعد ذلك شاهدت القناة الفرنسية وكانت تستضيف احد المعارضين وهو السيد (ع .ع) ومع احترامي الشديد للشخص المذكور لكن لما سالته مقدمة البرنامج عن المجلس الوطني  سفه به و بأعضائه وتكلم كلاما عجيبا غريبا عنهم وخاصة عن السيدة قضماني حيث نال منها ومن نضالها وعزيمتها وقال ان اكثر الاسماء لا سابقة نضالية لهم وانهم وانهم  … وكأني اسمع القذافي عندما قال لشعبه من انتم ؟؟ فهل هناك فرق بين الصورتين ؟؟؟

وفي قناة البي بي سي  استمعت الى السيد (ه . م) عندما سأله المذيع  عن رايه بالمجلس الوطني الجديد لم يتكلم بإيجابية واحدة عنه وانما مسح به ووصمه بكل سوء وانهم متآمرين مع الخليج وغير الخليج وقال عن المجلس انه وانه ( لا اريد نسخ كلامه المستفز ) ولكن هنا تذكرت كلام علي صالح عندما قال لشعبه فاتكم القطار ّ فهل هناك فرق بين الصورتين؟؟؟

هذه صور من المعارضة التي تدعي انها تؤمن بحرية الفكر وتطالب بالديمقراطية والحوار الحر الراقي ولكنها عندما لا يتفق الناس معها او عندما تختلف بين بعضها ترى الصور الاخرى من التطرف بالآراء والتحزب لها وتسفيه الاخرين

وقلت بنفسي ياليتهم لم يتكلموا او اجابوا اجابة عائمة وناديت من داخلي ايها المعارضون كفوا عن الحزبية والطرفية( فمن معنا نفيس ومن ضدنا ابليس) هذا قلة وعي فكيف بي ان اثق بمثل هذه المجالس او بمثل هذه المعارضة ان كان اعضائها او بعضهم على هذه الشاكلة ومع شهرة بعضهم الكبيرة وبعضهم لأول مرة اسمع له فإنني اقول ان بعض شخصيات المعارضة مع شهرتها او قلة شهرتها تحتاج الى مزيد من الوعي والنضج فمازالت في المراحل الاولى للنضج السياسي الديمقراطي لان البعض ينتصر لمن يوافقه ويسحل من يعارضه فما بال بعض اطراف المعارضة التي لم ترتقي الى الموقف الصحيح والقويم ما بالها تلتجئ الى شخصنة الاعمال وتنطلق من الطرفية والحزبية وتبتعد عن الجماهير الشعبية العامة ومتطلباتها واهدافها .. فالمجلس أي مجلس هو نقطة في الطريق الصحيح وليس هو الطريق الوحيد الصحيح لذا علينا ان ندعم كل خطوة ونصوبها بكل شفافية ورقي ودون تجريح او تخوين او تسفيه .. شعبنا السوري مع ثواره يحتاج من المعارضة السورية الخارجية الدعم  والمساندة وليس التشاحن والمهاترة شعبنا يريد من المعارضة اسقاط النظام وليس اسقاط بعضهم البعض لذا علينا ان نساند كل عمل يقوي ويدعم شعبنا والابتعاد عن الحزبية الضيقة التي تفسد ولا تصلح والاتجاه الى رحاب المتطلبات والاهداف الشعبية السورية  العامة بكل مكوناتها واطيافها  بصدر رحب ترسخ المبادئ التي يطالب بها الجميع على ارض الواقع والتنفيذ العملي الا وهي الحرية والديمقراطية والعدالة فهل من مجيب ؟؟

واختم بمقطع من مقالة للسيد زهير سالم يقول (في المجتمع التعددي الديمقراطي الذي ننشد لا مكان لثقافة الاتهام ، لا مكان للتكفير ولا للتخوين، ولا للنبذ. وإذا لم تتمكن هذه الثقافة المتعالية من ضمائرنا فنحن بحاجة إلى ثورة في ثورتنا.. )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى