صفحات المستقبل

الحكومة تريد والمعارضة تريد .. وأنا أفعل ما أريد

 


تنتشر على صفحات الفيسبوك والمواقع الاجتماعية صفحات ومجموعات متعددة ، من حيث الفكرة والقضية والغاية ، أقوم يومياً بإزالة العديد منها من صفحتي إما بسبب إضافتي لها دون أخذ رأيي أو ربما لأنها لا تعنيني ولا يهمني محتواها وقضيتها .

اشتكى الكثير من الأصدقاء من فكرة أن يضيفهم أحد إلى مجموعة تناقض تماماً توجهاتهم دون أخذ رأيهم في الإضافة ، ويستيقظون ليجدوا أنفسهم داعمين لقضية يناضلون ضدها ، لا لشيء ، فقط لأن الشخص الذي أنشأ هذه المجموعة “قرر عنهم” تبني هذه القضية أو تلك .

حالة أخرى تسترعي الاهتمام ، تلك التي تصادف فيها مجموعة ما ، يعجبك توجهها وتتبنى قضيتها عن قناعة بالشرح المرفق بها وتتفاعل معها ، لتجد لاحقاً أنها كلمات رنانة تخفي خلفها ما تخفيه من غايات استعملتْ وسيلة المجموعة لتحقيق أهداف مختلفة .

مثلاً في لبنان ينشئ أحدهم مجموعة لنزع السلاح ويتخمها بالخطابات العصماء وبالحجج الداعمة وبالبراءة اللازم توافرها ، تقرأ البيان فتجد الدعوة لقيام دولة سيدة حرة مستقلة تفرض سيطرتها على كل شبر من أراضي الجمهورية ، وجيش قوي منيع يستطيع الذود عن حدود الوطن ، ووو … إلخ .

كلام رائع في مظهره فمن من اللبنانيين لا يطمح لدولة حرة سيدة ولجيش منيع ؟.

لكن ما الذي يختبئ خلف الأسطر والأصوات ؟ ، يختبئ عداء سياسي وتحريض طائفي وتحقيق لغايات خارجية فشل مشروعها عسكرياً فلا بأس بالمحاولة سياسياً.

ينشئ شخص آخر مجموعة لإلغاء الطائفية السياسية وجعل المواطنين كلهم سواسية من حيث الحقوق والواجبات ويدعو إلى اللحمة الوطنية ، وفي طيّات دعوته غايات طائفية لتغليب دور طائفة على أخرى .. وهكذا تسير الأمور .

هذه الأيام ، جميعنا يقرأ ويسمع ويرى ولم يعد أسلوب التعتيم مجدياً أمام هذا الانفتاح الذي وفرته وسائل التكنولوجيا المتطورة ، وأصبح مطلوباً من كل فرد أن يتبنى موقفاً حيال ما يحدث، تتضارب المصطلحات وتتعدد التسميات ، بين ثوار ومخربين ، وطنيين ومندسين ، موالين ومتحذلقين ، معارضين ومأجورين ، أبناء قضية ومرتزقة .. إلخ .

أريد أن أقول هنا :

حين أنوي التعبير عن موقفي ، لا أحتاج لأحد أن يكتب عني ، ولا أحتاج لأحد أن يفكر وينسق المفردات عني ، لا أحتاج لأحد ليهديني قضية أتبناها أو فكرة أعمل رأسي بها ولو كانت رنانة رائعة تعجبني .

حين أنوي التعبير عن موقفي ، أملك قلماً وعقلاً ..

وإلا فما الفرق بين التضييق التعسفي على حرية الرأي الذي أحتج عليه بشدة والمُمارس ضدي ممن هم في سدة القرار ، وبين من يلزمني على تبني موقفه المعارض لهذه الممارسات حسبما يرى هو وحسبما تمليه عليه مبادؤه أحياناً ، أو مبادئ غيره مما تبنى ؟ .

أرفض أن أكون رأس ماشية في قطيع تقوده فكرة .تخفي خلفها ربما أفكاراً …

أرفض أن أكون في صف طاغية كائناً من كان .. أو في صف المعارضة المغرضة التي هي أدهى وأمرّ .. أو في صف القوى العالمية الرحيمة بالشعب الليبي ، الشديدة على الشعب البحريني حسبما تقتضي المصلحة .

ومن هنا ..

قرأت بيان المدونين السوريين ،كلام جميل وينم عن وعي ولا يدعو لمعاداة أحد ولا موالاة أحد، هو جيد حتى الآن، لكنني في الوقت نفسه : لا أتبناه للأسباب أعلاه .

في غمرة المصالح المتضاربة لكل الفرق وجميع الحركات الموالية والمناهضة والمحتجة والمؤيدة .. أتمنى أن لا ننسى الوطن .

فككل القضايا التي عرفتها .. يدول الجدل وطويلاً ويكثر اللغط .. لدرجة أننا ننسى الأهم : الموضوع الأصل ..

عشتم وعاش الوطن ..

 

http://iconsman.wordpress.com/2011/03/20/today/

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى