صفحات سوريةغسان المفلح

الحوار مع بعضنا حول الثورة السورية


غسان المفلح

إلى الصديق نواف خليل..

– أنا لا اتحاور مع الأصدقاء من ناشطين الحركة الكردية او احزابها، بكونهم طرف براني سوريا، لهذا التواجه بنفس عربي- كردي غير مطروح أطلاقا في كل ما أكتبه..وكنت منذ زمن كتبت عن العودة إلى أسم الدولة السورية..بدلا من الجمهورية العربية السورية..

– فهمي لقضية الدولة والسيادة طرحته منذ زمن بعيد وتناقش معي كثر من الاصدقاء من الحركة الكردية. مع ذلك طرحت أنني مع المثال السويسري في تطبيقه كاملا بلا نقصان في اكثر من مناسبة..لكن الخطأ الذي يقع فيه الاصدقاء ومنهم الآن صديقي نواف خليل في رده علي، أنه يعتبر أن اعتبار اللغة الرومانية لغة رسمية في سويسرا رغم قلة عدد ناطقيها نسبة لسكان سويسرا انه يلغي السيادة الواحدة للدولة السويسرية..لهذا لم يرد هو على ما طرحته أنا بل رد على غيري على ما يبدو..واتمنى منه العودة لمقالي ولمقالات سابقة حول هذه القضية..وموقفي من قضية الفيدارلية واللامركزية والكونفيدرالية حتى..مع ذلك الحوار يغني دوما وجاءني ملاحظة من صديق على مقالي بأن اطلع على دستور كندا بخصوص قضية مقاطعة الكيبيك الناطقة بالفرنسية…ساطلع على تفاصيله ربما تغني لكن لايوجد دولتان في كندا لكل منهما سيادة مستقلة..يوجد دولة كندا واحدة..تدار وفقا لأكثريات واقليات سياسية حصرا..

– أشكر فضائية روج تفي لأنها استقبلتني أكثر من مرجزيل الشكر..ولي كان ولايزال اصدقاء اعتز بصداقتهم رغم خلافنا السياسي..أما إذا كان لدي خطوط حمر او زرق..هذه اتركها لانها في نطاق القيل والقال..الذي لم اعتمد عليه اطلاقا…لو كنت اعتمد على القيل والقال لما حاورتكم..

– موقفي من القضية الكردية في تركيا واضح ولا يحتاج لأن أكرره في كل مرة…وموقفي أيضا واضح واسجله دوما من انتهازية السياسة التركية تجاه الثورة السورية، وتعرضت بالنقد لموقف المراقب العام للاخوان المسلمين عندما أشار بعكس ذلك..في إحدى مقابلاته..و كنت قد كتبت انني ضد عقد اي مؤتمر للمعارضة السورية في تركيا وهذا معروف للجميع..

– مرة أخرى السيادة لا تتجزأ على أقلية قومية وأكثرية قومية…السيادة تمارس من قبل من ينجح انتخابيا أي من قبل أكثرية سياسية عابرة لكل المكونات على أساس الاحزاب..وإلا كان هنالك خللا ما ويجب البحث عن أسم ىخر لهذه الحالة غير الدولة. في سويسرا مرة اخرى اسمها الكونفيدرالية السويسرية لأنها أصلا عبارة عن اتحاد طوعي بين عدة دول صغير أو أمارات اقطاعية انتقلت للعصر البرجوازي. ومع ذلك الكانتون في سويسرا هو أشبه بالدولة، لكن الدولة السويسرية لها سيادة في ما يختص بالسياسة والامن والدفاع والاقتصاد العام..لا تعلوها أية سيادة في أية كانتون، ولا يستطيع أن يلجأ سويسري مثلا من كانتون جنيف لكانتون زيورخ إذا كان ملاحقا فيه بقضية ما!! هل شاهدت في سويسرا مثلا الحزب الألماني في سويسرا أو الحزب الفرنسي أو الايطالي أو الروماني مثلا تبعا للغات؟..

– أما بالنسبة لموقف البي كي كي من الثورة السورية وبالتالي البي دي كفرع سوري منه، أعتقد أنه لايحتاج لكثير من الوقائع..لأنه موقف ينم أولا عن مصلحة الحزب الأم والتي هي مرتبطة مصيريا بمصلحة صراعه الاساس مع الدولة التركية..إذا كنت مخطئا فليقل لي أحد غير ذلك..ومن جهة أخرى أنا موقفي من عدالة القضية الكردية عموما وفي تركيا خصوصا ليس وليد معرفتي بالبي كي كي..بل هو سابق ولايزال على هذا الأمر..وتبني البي دي لموقف هيئة التنسيق الوطنية كونه أكبر الاحزاب فيها لايحتاج لبرهان صديقي نواف….

– وما كتبته أنا في مقالي السابق”السوريون الكرد ولحظة الثورة” والذي يرد عليه الصديق نواف خليل، كتبه وكتب أكثر منه كثر من الأصدقاء في الحركة الكردية في انتقادهم لموقف البي دي كان يمكنني الاستناد على كتاباتهم لكنني أردت الابتعاد بهم عن هذه المعمعة..وكتاباتهم ليست قيل وقال..وهي موجودة…

– مادمنا نتفق على أننا نريد العيش في دولة واحدة فعلينا احترام سيادة هذه الدولة وعدم تجزئتها وإذا اتفقنا على العيش في أكثر من دولة وبشكل ديمقراطي ومعبر عن الحالة التاريخية..يصبح للحديث معنى آخر..مهما كانت الحقوق القومية لأقلية قومية أو لأكثرية قومية في دولة واحدة..لا تكون اعلى من سيادة الدولة عبر تمثيلها السياسي لأقلية قومية او لأكثرية قومية، التمثيل السياسي للدولة يكون عابر لمكوناتها…

– انا مطلقا لم أكتب لاتلميحا ولا تصريحا عن أن موقفي نابع من عدم وجود شهداء ابدا في هذه المنطقة أو تلك من سورية، واتمنى من قلبي أن تنتصر الثورة بدون أي شهيد وفي أي منطقة كانت بسورية. وكنت قد كتبت اكثر من مرة أنني أقدر التكتيك السياسي لحزب العمال الكوردستاني التركي مع النظام، لكنني طالبته بأن يترك الساحة السوري وشأنها، والساحة الكردية لأكرادها السويوريين لإاهل مكة أدرى بشعابها…أنا كمعارض سوري لااسمح أن يملي علي مثلا أو يتدخل المرشد العام للاخوان المسلمين في العالم بالداخل السوري، لكون الجماعة السوريين عضوا في التنظيم الدولي، كما كنت ارفض سابقا سياسات المقر السوفييتي.

باختصار كنت بداية ايام الثورة اتوقع أن تخرج عفرين أو المناطق..بعد ان هتف شعب حوران وحمص” آزادي” لكن هذا لم يحدث..ما السبب برأيك؟ لكن عفرين خرجت…وهذا وحده دليل على موقف شعبنا بالعمق من الثورة…

اكتفي بهذا التفاعل دفعا للحوار الخصب…ليس إلا…

وشكرا للصديق نواف خليل..

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى