الديموقراطية، كما نعرفها اليوم، لعبة سياسية وشكل من أشكال الحكم والإدارة، لكنها مثل أي لعبة وشكل لها أرضية ثابتة تتم ممارستها عليها. فهل تتيح هذه الأرضية لتلك اللعبة أنْ تعطي نتائجها المتوقعة منها، أي تحقيق المساواة في الفرص وعدالة التنافس؟ أمْ أنَّها، بسبب طبيعتها الراسخة والمتجذرة، تعيق تفتّح أزهارها بحيث لا يبقى من الديموقراطية، الجميلة نظرياً، إلاَّ اسمها البرَّاق والساحر؟.
فعلى سبيل المثل، الأرضية المناسبة ليمارس السبَّاحُ لعبته هي المسابح حيث الماء، أمَّا بالنسبة الى العدّاء فهي مضمار السباق والملاعب حيث اليابسة، وليس هنالك من إمكان لعقد تنافس عادلٍ بينهما. وعليه، فإنَّ هذا التغني، وقرضَ المديح والاستعراض المستمرين، بالديموقراطية يثير الشبهات ويفتح باب التساؤلات على مصراعيه، لأنَّ وجود الاستعراض دليل على وجود خداع وصرف نظر. فما هي سمات الأرضية التي تتم عليها ممارسة الديموقراطية الحديثة منذ عقود طويلة؟.
* كاتب سوري
الحياة
