صفحات العالم

تركيا… وإبادة الشعب السوري!


مبارك محمد الهاجري

الغاية تبرر الوسيلة، حكمة تنتهجها «جماعة الإخوان المسلمين» في كل زمان ومكان، وهذا ما ينطبق على فرعهم التركي، والمتمثل برئيس الحكومة أردوغان، وساعده الأيمن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، الذي يتحفنا بين الحين والآخر، بتصريحات نارية، تعتقد للوهلة الأولى أن الفيالق التركية على الحدود السورية تأهبا للتدخل لإنقاذ ما تبقى من الشعب السوري، ولكن، وما أدراك ما تعنيه هذه الكلمة، التي تشعرك أن هناك أمرا ما وراء الكواليس!

الجعجعة التركية التي تراها عزيزي القارئ، فارغة وليست سوى تهديدات عبر الأثير، إن صح التعبير، الساسة الأتراك يقولون ما لا يفعلون، عقلياتهم ذات طابع أوروبي، بوصلتهم مصالحهم، لا تنخدعن بهم، فهم عاشروا الغرب قرنا من الزمان، تحت حكم الملحد كمال أتاتورك، فلا يأخذك الظن الحسن بهم، فليس فيهم محمد الفاتح، ولا صلاح الدين الأيوبي، وإن ارتدوا رداء الدين، فتلك تقية «إخوانية»، لها غاياتها!

هل نسيت ماذا فعلوا بالليبيين، وهم تحت قصف مرتزقة الهالك معمر القذافي، ورفضهم التدخل الخارجي، حرصا على مصالحهم، ومشاريعهم التي تقدر بمليارات الدولارات لدى نظام القذافي، وبقية القصة معروفة!

تركيا، التي تفاءل البعض بها، وتحمس كثيرا لـ «جماعة الإخوان» الحاكمة هناك، ليست أهلا للقيادة، ولا تمتلك أدنى مؤهلاتها، فهي تحت رحمة الغرب، وتحديدا، الولايات المتحدة، أضف إلى ذلك، ممارستها سياسة الإقصاء العنصرية ضد الأكراد، وقصفها لثوارهم في شمال العراق، وملاحقتهم في كل مكان، لمجرد أنهم طالبوا بالاعتراف بوجودهم على الخارطة الإنسانية، كقومية لها الحق أن تعيش بحرية وكرامة، أسوة بالقوميات المنتشرة في أنحاء العالم!

على الشعب السوري أن يأخذ زمام الأمور بيده، وألا يركن إلى وعود الأتراك، والتي هي أقرب شبها بالسراب، يحسبه الظمآن ماء، فها هي الثورة الشعبية، ضد نظام الأسد، قد اقتربت من عامها الأول، و«إخوان» تركيا، يمارسون سياسة التضليل، والتسويف، وتوزيع التصريحات المخادعة لإسكات الرأي العام العالمي، المطالب بالتدخل لإنقاذ شعب ذاق الويلات من عصابة فاسدة لا تقيم للإنسانية وزنا!

إذا، تدويل القضية السورية ورفعها إلى مجلس الأمن الدولي أمر لابد منه، ولم يعد هناك مجال لتركها في يد «جماعة الإخوان» التركية، أو بيد جامعة الدول العربية، التي أثبتت هي الأخرى، فشلها الذريع في حل قضايا الأمة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا!

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى