صفحات الثقافة

الروائي التونسي شكري المبخوت يخطف جائزة البوكر بـ “الطلياني”/ عبده وازن

 

 

خطف الروائي التونسي شكري المبخوت جائزة البوكر العربية للعام 2015 عن روايته «الطلياني» (دار التنوير)، منهياً السجال حول الجائزة ولجنة التحكيم والأسماء التي أُسقطت من القائمة القصيرة. وبدا الفوز بالجائزة في دورتها السادسة أشبه بـ «الخطف» بعدما احتدم الخلاف حول الأسماء والروايات وموقعها في الحركة الروائية الجديدة. وكانت سادت حال من التكتم الشديد حول قرار اللجنة التي يبدو أنها لم تشهد هذا العام جدالاً داخلياً كما حصل أكثر من مرة، نظراً إلى ابتعاد أعضائها عن كواليس المعترك الأدبي الذي يرافق البوكر وانتماء معظمهم إلى الحياة الأكاديمية. أما رئيس لجنة التحكيم الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي فمعروف عنه ابتعاده عن معارك الأوساط الثقافية العربية. وكان بضعة صحافيين انتقدوا اختيار الإعلامية بروين حبيب في لجنة التحكيم وحجتهم أن لا علاقة لها بالنقد الروائي، وكان ردّها حازماً حين ذكّرت المنتقدين أنها تحمل شهادة دكتوراه في الأدب العربي.

كان من الصعب فعلاً توقّع اسم الفائز الذي أعلن أمس في إحدى قاعات فندق «هيلتون كابيتال» في أبو ظبي، بحضور المرشحين الستة الذين جلسوا على المنصة، بعدما حلّت أسماء «عادية» في القائمة القصيرة وأسقطت أسماء مهمة من الطويلة التي ضمّت 16 اسماً. إلا أنّ اسمين تم تداولهما كثيراً في الإعلام بعد النجاح الذي حققته روايتاهما، وهما الروائي السوداني حمور زيادة والروائي التونسي شكري المبخوت، ورأى بعضهم أن واحداً منهما يجب أن يفوز على رغم فوزهما هذه السنة بجوائز مهمة عن روايتيهما المدرجتين في القائمة القصيرة. رواية زيادة «شوق الدرويش» فازت بجائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة، وهي من أرقى الجوائز في هذا الحقل، أما رواية «الطلياني»، الفائزة بالبوكر، فسبق أن فاز صاحبها شكري المبخوت بجائزتين كبيرتين في تونس، الأولى جائزة «كومار» والثانية جائزة معرض تونس للكتاب. وأثار هذا الفوز المزدوج حفيظة روائيين تونسيين لم يحالفهم الحظ في الفوز. واللافت أنّ الرواية هي الأولى له، هو الناقد الأكاديمي المعروف. إلاّ أنّ التوقعات ظلّت مفتوحة، فرشّح بعضهم رواية الفلسطيني عاطف أبو سيف «حياة معلقة»، وفي نظرهم أنها تتوج القضية الفلسطينية لأنها تدور حول مأساة غزة تحت النيران الإسرائيلية. وتوقع بعض آخر أنّ سورية التي تواجه حرباً شرسة تستحق أن تكافأ من خلال رواية «الماس ونساء» للكاتبة السورية لينا هويان الحسن. لكنّ آخرين مالوا إلى رواية اللبنانية جنى فواز الحسن «طابق 99» التي تجمع بين مأساة صبرا وشاتيلا والحرب اللبنانية عبر حكاية حب في المنفى الأميركي. ولم يغب الروائي المغربي أحمد المديني عن التوقعات وهو في رأي بعضهم يجمع بين النقد الأدبي والإبداع، جمعاً متوازناً.

تجذب جائزة البوكر العربية اهتمام الروائيين العرب على اختلاف أجيالهم ومشاربهم، وتشغل الصحافة العربية موسمياً وتشهد سجالاً لا تعرفه الجوائز الأخرى، وبعضه يبلغ مئتي ألف دولار. وعلى رغم قيمتها المادية التي لا تتخطى الستين ألف دولار للرواية الفائزة، فالجائزة هذه تتميز عن سواها، بخصال عدة ومنها ترويج اسم الفائز بها عالمياً من خلال الترجمة إلى لغات عالمية، ارتفاع أرقام المبيع في المكتبات العربية، تحوّل الفائز إلى ما يشبه النجم إعلامياً وأدبياً.

لكنّ السؤال الذي يطرح دوماً غداة إعلان الاسم الفائز هو: هل تمثل الروايات التي فازت حتى الآن بالجائزة حقيقة الحركة الروائية العربية لا سيما بعد إسقاط أسماء مهمة لها ثقلها عربياً وغربياً؟

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى