صفحات الحوار

الروائي خالد خليفة: في سوريا لا يجرحون أو يخدشون.. هم يقتلون

 


لمياء المقدم – إذاعة هولندا العالمية/ يزور هولندا هذا الاسبوع الروائي والسيناريست السوري خالد خليفة للترويج للترجمة الهولندية من روايته مديح الكراهية التي كانت صنفت في عام 2008 ضمن القائمة القصيرة للكتب المرشحة للفوز بجائزة الرواية العربية ( البوكر).

 

حملت الترجمة عنوان “أبواب الجنة” وصدرت عن دار دي خووس للنشر التي سبق أن ترجمت أعمال نجيب محفوظ وعدد ليس بالقليل من الكتب العربية الأخرى، وقامت بالترجمة المستعربة الهولندية أفكه اوفنكه.

تتناول الرواية واقع سوريا في الثمانينات ومرحلة صراع السلطة مع الإخوان المسلمين وهو ما لم يجرؤ أي عمل سوري على تناوله من قبل، وكانت الرواية قد منعت من التداول داخل سوريا.

سألته مازحة: ليس بك خدش أو نبش هل شاركت في المظاهرات؟ فرد جادا: “في سوريا لا يخدشون أو يجرحون، هم يقتلون مباشرة”. يعتقد خالد خليفة أن عدد القتلى في سوريا يتجاوز الألفين وخمسمائة وأن المفقودين لا يقلون عن 500 ويرى أن الأرقام المصرح بها مغلوطة وبها تضليل كبير.

رغم الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به زيارته الى هولندا الا ان خليفة يعتقد ان مكانه الآن يجب ان يكون في سوريا، وهو على عجلة من أمره ويتشوق للعودة سريعا الى الشام كما يسميها: “لا استطيع البقاء أكثر، لا يجب ان يفوتني ما يحدث في سوريا” .

يرى الكاتب السوري ان الثورة قطعت شوطا كبيرا في تحقيق أهدافها رغم أن المثقفين انقسموا حولها بعد ان عارضتها فئة ليست بالقليلة منهم: “هؤلاء هم أشباه المثقفين وغير الموهوبين والمرتزقة، المثقف السوري الحقيقي ليس امامه خيار غير احترام رغبة الشعب السوري ومساندة مطالبه”. لكن خليفة راض على العموم عن أداء المثقف السوري خلال الأحداث الجارية الذي، حسب رأيه، “أبدى شجاعة كبيرة لا ينكرها أحد”.

ويعتقد ان أغلب المثقفين مع الحوار للخروج من المأزق، وهو المطلب الذي تجتمع عليه جل فئات المجتمع. الروائي خالد خليفة بدوره من أنصار الحوار لكن وفق الشروط التي يطرحها المتظاهرون، “وأولها إطلاق سراح السجناء السياسيين وهو شرط أساسي، وأيضا محاسبة المسؤولين عن الدم السوري.” كما يرى انه من الضروري ان تبدي السلطة رغبة حقيقية للذهاب الى التحول الديمقراطي بشكل سلمي. “اليوم هناك تعاطف كبير مع الدم السوري وهو ليس دم المتظاهرين فقط وإنما أيضا دم الجنود السوريين الذين سقطوا خلال هذه المظاهرات، ونحن نطالب بتحقيق مستقل لكي نعرف من المسؤول”.

الى جانب الرواية قدم خالد خليفة أعمالا كثيرة للتلفزيون والسينما السوريين ويرى ان الثورة ستكون ملهمة للدراما السورية في المستقبل ومادة للكثير من الأعمال المتميزة على مدى سنوات قادمة .

مستقبل سوريا والثورة السورية بخير، حسب خالد خليفة، ولديه قناعة بان المكاسب التي تحققت وسوف تتحقق في المستقبل ليست بالهينة ولا سبيل للتراجع عنها وان التحول قد حصل بالفعل، ولم يكن مفاجئا للشعب السوري الذي ليس بوسعه ان يتخلف عن الشعبين التونسي والمصري، ويأمل خالد خليفة ان يتوقف سفك الدماء وهو مطلب أساسي لأن الحل ليس في إراقة المزيد من الدماء خاصة في ظل إصرار الشعب السوري على تحقيق أهدافه مهما جسمت التضحيات.

“نحن قادرون على الحوار وهو اليوم ضرورة ملحة واذا فشلت مرحلة الحوار فإن سوريا ستدخل في نفق مظلم”.

يبدو أن “أبواب الجنة” بدأت تنفتح رويدا في سوريا ولم تعد في حاجة سوى لركلة قوية وحاسمة: “الشعب السوري خرج من منازله ولن يعود إليها حتى تتحقق كل أهدافه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى