أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 18 حزيران 2011

عشرات الضحايا في مدن عدة وسقوط أول قتيل في حلب

لندن، دمشق، باريس، واشنطن عمان، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب، رويتزر، أ ب – شهدت سورية امس يوما داميا مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية وخروج مئات الالاف من المحتجين في مدن عدة في «جمعة الشهيد صالح العلى»، ما ادى إلى مقتل ما لا يقل عن 16 محتجا بينهم صبي مراهق، هو أول قتيل يسقط في مدينة حلب منذ بدء حركة الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي، اضافة الى عشرات الجرحى. وتوازى ذلك اتساع لافت لعمليات الجيش السوري في المدن الشمالية. وقال ناشطون إن الجيش سيطر بشكل كامل على مدينة معرة النعمان التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 آلف شخص وقطع الطريق بينها وبين حلب. كما تقف قوات الامن على مشارف مدينة خان شيخون حيث تقوم بعمليات تمشيط واعتقال واسعة.

ووسط اتساع العمليات العسكرية السورية على الحدود التركية، فر أكثر من آلف من السوريين أمس الى داخل تركيا هربا من هجمات محتملة. وفي ضوء تضاؤل فرص اتخاذ مجلس الامن قرارا يدين العنف في سورية، بسبب اصرار روسيا والصين على رفض هذه الخطوة، قالت فرنسا والمانيا أنهما ستعملان على فرض عقوبات في الاتحاد الاوروبي تستهدف اشخاصا جددا ومصارف وشركات سورية. وشدد البلدان على أنهما «سيضغطان» على السلطات الروسية من اجل دعم قرار دولي في مجلس الامن. وكان لافتا امس ان سوريين اظهروا غضبهم من الموقف الروسي، إذ قال شاهد في ضاحية عربين في دمشق إن المحتجين احرقوا العلم الروسي احتجاجا على موقف موسكو.

وعن التطورات الميدانية، قال ناشطون وشهود ان سورية شهدت تظاهرات كبيرة امس شملت حمص وحماة ودير الزور وبانياس ودرعا ودوما والقامشلي وتلبيسة والرستن واللاذقية ومناطق أخرى. وذكروا ان قوى الامن استخدمت الرصاص الحي لتفريق التظاهرات وان العشرات سقطوا بين قتيل وجريح.

وقالت جماعة «لجان التنسيق المحلية السورية» إن قوات الامن قتلت 16 محتجا على الاقل. وأوضحت في بيان ان بين القتلى اول محتج يسقط في حلب ثانية اكبر المدن السورية.

وذكرت الجماعة ان لديها اسماء المدنيين الـ 16، موضحة ان بينهم تسعة في حمص، وثلاثة في ضواحي دمشق، واثنين في دير الزور. وقال عمار القربي الناشط السوري في مجال حقوق الانسان إن قوات الامن قتلت بالرصاص ذلك متظاهر شاب في حلب حين اطلقت النار على مئات من المحتجين في شارع سيف الدولة الرئيسي، وسط المدينة.

وذكر ناشطون أن «هناك عدداً من الجرحى بينهم خمسة في حال خطرة» في حمص، وأن «شخصين قتلا في داعل (ريف درعا، جنوب البلاد). وذكر «المرصد السوري» أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غربا) ما أدى الى «إصابات» بين المتظاهرين ايضا. كما ذكر ناشط حقوقي أن «حماة وحمص (وسط) خرجتا عن بكرة أبيهما»، مشيراً الى «خروج نحو 100 ألف متظاهر في حمص وعشرات الآلاف في حماة».

وعلى صعيد الضغوط الدولية، أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان فرنسا «تؤيد توسيع العقوبات الاوروبية ضد سورية لتشمل كيانات اقتصادية» وفق مشروع يجري بحثه في بروكسيل. وقال الرئيس نيكولا ساركوزي خلال مؤتمر صحافي، بعدما أجرى محادثات في برلين مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل ان «فرنسا، وبالتعاون مع المانيا، تدعو الى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة وأعمال قمع ضد الشعب ‹السوري›.»

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو رداً على اسئلة حول الكيانات الاقتصادية المزمع فرض عقوبات عليها، انه يجري البحث في استهداف «شركات ومصارف» واحتمال اضافة اسماء الى العقوبات الشخصية المفروضة على شخصيات سورية.

وقال ديبلوماسي اوروبي لـ «فرانس برس» إن الافراد والشركات مترابطون والاتحاد الاوروبي يستهدف «12 شخصاً قد يكونون يتمولون من خلال شركات».

وقالت مركل، بعد محادثاتها مع ساركوزي، ان الجانبين سيضغطان على روسيا حتى تؤيد قرار الامم المتحدة ضد دمشق. وأضافت: «أعتقد بان هناك وعيا بأن القوة تستخدم ضد الشعب بطريقة غير مقبولة. ولذلك كل منا سيتحدث الى روسيا بطريقته لضمان تحقيق النجاح».

وفي واشنطن، لفت مسؤول أميركي رفيع إلى أن «العنف والاشتباكات وقعت» امس حيث كان هناك قوى أمن. ورأى في ذلك مؤشرا آخر على أن الحكومة السورية «هي وراء عدم الاستقرار في البلاد». وصعد المسؤول لهجته ضد النظام السوري معتبرا أن «صبر الشعب السوري بدأ ينفذ والرئيس الأسد يمكن أن يقول ما يشاء من الكلمات… لكن السوريين يركزون على التغييرات على الأرض أكثر منه على الكلمات.» ولم يعر المسؤول أهمية لخطوة رجل الأعمال السوري رامي مخلوف بالتبرع بثروته للاعمال الخيرية، مشيرا أن هذا الأمر «مثير للضحك ورأينا يافطات تسخر منه في التظاهرات». وجدد المسؤول أن واشنطن تعمل على ثلاث جبهات فردية واقليمية ودولية لزيادة الضغوط على الأسد. واعتبر أن النظام السوري «يتوجه إلى صديقته الوحيدة ايران. وهذا ليس جيدا لأن أجواء التظاهرات تعكس المشاعر السلبية للسوريين من ايران وحزب الله».

إلى ذلك، بدأ لاجئون سوريون في تركيا اضرابا عن الطعام احتجاجا على العزلة التي وضعتهم فيها السلطات التركية، كما قال ناشط حقوقي سوري. وقال ان «اللاجئين في مخيم يايلاداجي بدأوا اضرابا عن الطعام بعد صلاة الجمعة». واضاف «انهم يحتجون على منع الزيارات، ومنعهم من التظاهر ضد النظام في دمشق وانعدام الاتصالات بالخارج». وتحدث عن اقدام حراس اتراك على «ضرب» لاجئين.

جمعة دامية في سوريا وكلينتون اتصلت بلافروف

مبعوث تركي ينقل رسالة “الفرصة الأخيرة”

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

شهدت سوريا أمس يوماً دامياً آخر سقط فيه مزيد من القتلى والجرحى عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات خرجت في عدد من المدن السورية استناداً الى ناشطين حقوقيين، فيما تحدث شاهد عن مقتل شرطي في دمشق، وقال مصدر رسمي ان رجل أمن قتل في حمص وأن آخرين أصيبا  بجروح.

وخرجت التظاهرات في سوريا بعد ساعات من تقدم قوات سورية تدعمها دبابات وطائرات هليكوبتر في اتجاه معرة النعمان، في اطار الحملة الامنية المستمرة للقضاء على الانتفاضة الشعبية.

تركيا

وغداة انهاء مبعوث الرئيس السوري اللواء حسن توركماني زيارة لتركيا التقى خلالها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو اللذين طالبا دمشق بالوقف الفوري لحملتها العسكرية واجراء اصلاحات، أعلنت مصادر تركية  أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أو رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان قد يتوجه إلى دمشق خلال الساعات المقبلة لنقل رسالة إلى الرئيس السوري تشكل الفرصة الأخيرة التي تتيحها له أنقرة.

وقالت المصادر إن أنقرة ستبعث بجملة مطالب ونصائح الى الرئيس السوري، في مقدمها وجوب ابتعاده عن الجناح المتشدد الذي يتزعمه شقيقه ماهر الأسد، ورفع الحظر المفروض على الأحزاب السياسية، وضمان حرية التعبير والتظاهر.

كلينتون

وفيما لم يطرأ جديد على مشروع القرار الذي أعدته فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال للتنديد بالعنف المتمادي في سوريا،  أفادت وزارة الخارجية الاميركية أن الوزيرة هيلاري كلينتون تحدثت هاتفياً مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف الذي لوحت بلاده مع الصين باستخدام حق النقض “الفيتو” ضد المشروع في مجلس الأمن.

ورفضت الناطقة باسمها فيكتوريا نيولاند الافصاح عن تفاصيل الحديث بين الوزيرين. وبعدما وصفته  بأنه “جيد  وبناء على كل الصعد”، اكتفت بأنهما ” تطرقا خصوصاً الى عمل مجلس الامن والطريقة التي يمكن أن تعمل بموجبها الولايات المتحدة وروسيا معاً من أجل التوصل الى قرار لمجلس الامن يدعم السلام والامن في سوريا”. وأوضحت أن كلينتون لم تتحدث بعد مع نظيرها الصيني في شأن هذه المسألة. (راجع العرب والعالم)

مسؤول أميركي

الى ذلك، قال مسؤول اميركي بارز في ايجاز خلفي هاتفي مع عدد من المراسلين في واشنطن ان “القمع المروّع” للسلطات السورية للمتظاهرين المدنيين “يعمق التوترات الطائفية”، وشدد على ان دوافع المتظاهرين الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع السوري ليست طائفية بل تعكس رغبتهم في استعادة حقوقهم الشرعية. وكرر اتهام النظام في دمشق بالتسبب بالاضطرابات وحمّله مسؤولية ارغام اكثر من ثمانية آلاف سوري على اللجوء الى تركيا.

واضاف ان عدد القتلى الجمعة وصل الى 19، متوقعا المزيد مع مرور الساعات، وتحدث عن اكثر من 20 الف متظاهر في حماه، وعن تظاهرات في حلب ودوما، مشددا على ان القتلى يسقطون حيث تكون الاجهزة الامنية “التي تلجأ الى العنف”.

وفي خطة استباقية لخطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاحد، قال: “يستطيع ان يقول ما يريد، وسوف يتحدث عن الاصلاح… ولكن الشعب السوري لن يركز على اقواله بل على افعاله وعلى التغييرات على الارض. السوريون يفقدون صبرهم”. وسخر من قول ابن خال  الرئيس السوري رامي مخلوف الذى جنى ثروته الهائلة بفضل قربه من الاسد، انه سيستخدم ثروته لتمويل اعمال خيرية، واصفا اياه بأنه ادعاء “سخيف” ومشيرا الى ان المتظاهرين يسخرون من هذا الادعاء.

ولاحظ ان الاستياء الدولي من ممارسات الحكومة السورية “لاسابق له” وان واشنطن تنسق مع حلفائها في فرنسا وبريطانيا لاقناع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن باستصدار قرار بادانة النظام السوري. واشار الى ان حكومته تدرس فرض اجراءات عقابية اضافية على سوريا على المستوى الثنائي والاوروبي “كما ندرس امكان توجيه اتهامات (الى المسؤولين السوريين) بارتكاب جرائم حرب، الى اجراءات اقتصادية تشمل قطاعي النفط والغاز”. ويرى بعض الخبراء انه اذا أمكن اقناع بعض الدول بعدم استيراد النفط السوري، واقناع بعض الشركات الاجنبية بتعليق أعمال التنقيب وغيرها، فان ذلك سيوجه ضربة قوية للغاية الى قدرة النظام على تمويل عملياته.

وأشاد المسؤول بدور تركيا في توفير الاغاثة للاجئين السوريين، ولفت الى الوضع المحرج للاسد “الذي بنى سمعته على التقرب من تركيا، لكن افعاله أثرت على أردوغان الذي تحدث باسمنا جميعا حين تحدث عن ثورة في سوريا”. وفي المقابل قال ان “ايران هي آخر صديق لسوريا، ويا لها من صديق”.

مشاورات مجلس الأمن

وفي الأمم المتحدة عقدت الدول الـ15 في مجلس الأمن اجتماعاً آخر على مستوى الخبراء في مقر البعثة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة.

وخلافاً لاجتماع سابق غاب عنه ممثلا روسيا والصين السبت الماضي، شارك الخبراء من كل الدول في الإجتماع الجديد. ورداً على سؤال لـ”النهار” عن سبب المشاركة هذه المرة، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين مازحاً: “نحن لا نعمل في عطلة نهاية الأسبوع… نحن أناس لطفاء في الغالب إذا لم يفرطوا في تقديم المطالب الساذجة”. وكرر أن بلاده تعارض مشروع القرار الذي أعدته فرنسا والصين وألمانيا والبرتغال، وتدعمه الولايات المتحدة، موضحاً أن “النص المقترح غير مقبول. ونرى أن مبدأ إصدار قرار غير ضروري”. وشدد على أن مشاركة روسيا في الإجتماع “لا تعني أننا سنقدم اقتراحاً على النص”.

وسئل عن تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا ولبنان والأردن، فأجاب: “كل هذا مقلق للغاية ومأسوي طبعاً. ونحن قلقون جدا من العنف… يجب أن يكون هناك جهد من أجل حل سياسي. ونحن نشجع السلطات السورية على التصرف بقوة في اتجاه اصلاحات”. وتحدث عن “عناصر مدمرة في المعارضة (السورية) الموجودة في الخارج تسعى الى الخراب في سوريا”.

وهل تضغط موسكو ثنائياً على دمشق؟ أجاب: “نحن نتحدث معهم بصورة دورية ومكثفة ونعبر عن رأينا بوضوح في أن ثمة ضرورة لخطوات أقوى في اتجاه الإصلاح تساعد على تهدئة الوضع”. ودعا السلطات السورية الى التحقيق في أعمال العنف.

وقيل له إن معارضة روسيا سببها خوفها من خسارة نفوذها في المنطقة، فقال: “لا أرى أن نفوذ روسيا في الشرق الأوسط معرض للخطر بأي صورة”.

وقال ديبلوماسي غربي لـ”النهار” إن الديبلوماسيين من روسيا والصين والهند “قالوا لنا إنهم يرفضون الخوض في نقاش أيديولوجي وسياسي في شأن سوريا. ونحن تفهمنا أسباب تذمرهم. وعلى هذا الأساس دعوناهم الى اجتماع الخبراء حيث حاولنا أن نناقش نص مشروع القرار المقترح. غير أن أي تقدم لم يحرز”. ورأى “في الأمر غرابة لأنهم لم يفعلوا المتوخى منهم على رغم استمرار تدهور الأوضاع وخطورتها” في سوريا.

تقرير صحيفة “الزمان” التركية حول جسر الشغور

نشرت صحيفة “الزمان “التركية تقريرا عن مدينة جسر الشغور ، والآثار التي تركتها المواجهات فيها . و هو خلاصة تقريرين نشرتهما وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية وشبكة “تي آر تي” التلفزيونية والإذاعية في تركيا لفريق إعلامي كانت أرسلته المؤسستان المذكورتان إلى جسر الشغور قبل بضعة أيام. ويقدم التقرير معطيات مختلفة عما هو متداول في وسائل الإعلام ، ويؤكد ما نشرته وكالة “يونايتد برس إنترناشيونال ” أول أمس نقلا عن معارض إسلامي سوري في لندن لجهة وجود جماعات مسلحة في جسر الشغور وجبل الزاوية.

وقالت الصحيفة إن الصحفيين الأتراك توجهوا إلى جسر الشغور ، عبر العاصمة السورية ، وقضوا ليلة واحدة للاستراحة في قرية قريبة من جسر الشغور قبل أن يبدأوا تحقيقاتهم في اليوم التالي. . وقد أكد الصحفيون أن السلطات الأمنية والعسكرية السورية في المنطقة سمحت لهم بإجراء تحقيقاتهم بحرية تامة باستثناء تصوير الجنود والضباط ، لأن هذا “يشكل خطرا على حياتهم”.

وقد وصف المراسلون البلدة بأنها ” مكان تفوح منه رائحة الدم والدخان ، بينما المرافق الاجتماعية والعامة دمرت كلها تقريبا ، مثل مكتب البريد والمشافي والبنوك ، ومبنى المحكمة ، ومباني المراكز الأمنية”. وأكد الصحفيون أن ما رأوه يشير إلى ” وقوع اشتباكات(مسلحة) عنيفة ” في المدينة. وأضافوا القول” ثمة عدد لا يحصى من الثقوب التي خلفها الرصاص على جدران مقر مفرزة المخابرات ( العسكرية) حيث فقد 72 من عناصر المفرزة حياتهم ، والذين لا تزال آثار دمائهم وبقايا رؤوسهم المقطوعة وأشلائهم طرية في المكان”. ونقل الصحفيون عن أحد سكان البلدة قوله ” إن رئيس مفرزة المخابرات العسكرية بقي ينزف ثلاثة أيام في المدينة بعد أن قطع ومثل به من قبل جماعة معارضة مسلحة. وكان هناك ، بالإضافة للمشاهد المرعبة الناجمة عن الاشتباكات ، رفات الجنود الذين قتلوا على أيدي الجماعات المسلحة التي كانت ( تحصنت) في سرير نهر العاصي”.

وتابعت الصحيفة نقلا عن تقارير البعثة الصحفية التركية قولها : “لقد لمس الصحفيون وجود دليل على محبة سكان المدينة تجاه الجنود وكبار ضباط الجيش في المنطقة ، وهو ما كان صعبا عليهم ( الصحفيين) تصديقه “. وأكد الصحفيون أن بعض القرويين ذبحوا خروفا للعسكريين ” ، مشيرين في الآن نفسه إلى أن المدينة ” لا تزال في خطر ، والأهالي لا يزالون يشعرون بالخوف ، بالنظر لأن أعضاء جماعات المعارضة المسلحة ، الذين يعيشون حياتهم بشكل طبيعي ( وسط السكان) خلال النهار، يتنكرون ويشنون هجامتهم في الليل”.

وقال تقرير البعثة الصحفية ، بحسب ما لخصته الصحيفة التركية ، إن الجيش السوري ” لا يزال يسيطر على منطقة واسعة ( من مدينة جسر الشغور ) بالنظر لأن أعضاء جماعات المعارضة المسلحة يفرون إلى خارج البلدة” . وأكد بعض القرويين للصحفيين الأتراك أن” إن بعض من هربوا إلى تركيا قد يكونون أعضاء في تلك الجماعات المسلحة”.

ساركوزي اتفق مع ميركل على عقوبات جديدة لسوريا

الرئيس الفرنسي ساركوزي والمستشارة الألمانية ميركل في برلين. (أ ف ب)صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بان فرنسا والمانيا اتفقتا على الدعوة الى فرض عقوبات أشد على سوريا، فيما تعد دول الاتحاد الاوروبي مجموعة جديدة من العقوبات تستهدف شركات ومصارف، بعد خطوة أولى اتخذتها في أيار الماضي قضت بتجميد أموال الرئيس السوري بشار الاسد وتسعة من أركان نظامه، الى فرض حظر سفر عليهم.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي بعد محادثات أجراها في برلين مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل إن “فرنسا، التعاون مع المانيا، تدعو الى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم باعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة واعمال قمع للشعب (السوري)”.

وقالت ميركل إنها وساركوزي سيضغطان على روسيا كي تؤيد قرار الامم المتحدة ضد دمشق. وأضافت: “أعتقد ان ثمة وعياً أن القوة تستخدم ضد الشعب بطريقة غير مقبولة، لذلك سيتحدث كل منا مع روسيا على طريقته (لضمان) تحقيق النجاح”.

اليونان

على صعيد آخر، اتفق ساركوزي وميركل على البحث عن حل سريع لمساعدة اليونان على مواجهة ديونها بمشاركة طوعية للدائنين من القطاع لخاص.

وقال الرئيس الفرنسي: “وجدنا حلاً في شأن مشاركة القطاع الخاص على أساس طوعي”. وقالت ميركل: “نريد ان يشارك القطاع الخاص على أساس طوعي (في خطة انقاذ اليونان). أريد أن اصر على ذلك ولا قاعدة قانونية لمشاركة اجبارية”.

وأوضحت ان “هذا يجب ان يجري بالتنسيق مع المصرف المركزي الاوروبي”.

(و ص ف)

8000 نازح من سوريا إلى لبنان

تراجع الحديث عن نازحين سوريين الى لبنان ويكاد ينتهي على نقيض ما ينشر عن اعداد السوريين النازحين الى تركيا، لكن ذلك لا يعني ان “النزوح” السوري الى لبنان قد توقف. ومع تسلم قوى 8 آذار مقاليد الحكم، سيكون على وزراء العدل والداخلية والدفاع الجدد التعامل مع هذا الموضوع الحرج بكل حساسياته.

وتؤكد جمعيات حقوق الانسان المهتمة بملاحقة هذا الملف ان عدد السوريين “اللاجئين” او “النازحين” الى لبنان وصل الى ما يقارب 8500 يتوزعون على المناطق اللبنانية المختلفة وخصوصاً في الشمال وتحديداً طرابلس وعكار حيث وصل العدد الاكبر منهم الى منازل اقارب واصدقاء. وتقدر الجمعيات عدد هؤلاء بنحو ثمانية آلاف، انتقلت غالبيتهم طلباً للسلامة في انتظار هدوء الاحوال وعودة الامور الى طبيعتها. في حين يقدر عدد الموجودين في بيروت بنحو 500 سوري توجه قسم منهم وغالبيتهم من اليساريين والمثقفين الى مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة وطلبوا الحصول على اوراق اللجوء، خشية تعرضهم للاعتقال والملاحقة بسبب نشاطاتهم في التحركات الاخيرة.

ويشرح الناشطون المهتمون بالملف، ان لا مشكلة تواجه المواطنين السوريين الذين خرجوا من بلادهم عبر المعابر الشرعية بين البلدين لكن ثمة مشكلة قانونية لم يسبق ان واجهها لبنان في التعامل مع المواطنين السوريين الذين يطلبون اللجوء السياسي في لبنان، وفي رأيهم ان البعض من هؤلاء اللاجئين السوريين لا يزال يعتقد ان في امكانه الحصول على الحماية القانونية في لبنان كما كان يحصل حين كانت بيروت ملاذاً للهاربين من جور الانظمة وبطشها في بلادهم واولئك الباحثين عن الامان في حمى “دولة القانون” في لبنان. لكن كل ذلك اصبح من الماضي ومجرد ذكريات، وما حدث لعدد من المعارضين السوريين قبل فترة باعتقالهم او اخفائهم قسراً وتسليمهم الى السلطات السورية لا يزال ماثلاً في الأذهان.

مسؤولية السلطة

ويحمّل الناشطون الحكومة اللبنانية الجديدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين المسؤولية عن تأمين الرعاية الطبية والحماية القانونية لمن يطلبون اللجوء وحتى للنازحين تمهيداً لعودتهم الى بلادهم بعد استتباب الامور. ويشيرون الى ان لبنان ملزم بموجب المادة السادسة من معاهدة “مناهضة التعذيب”. ويشددون على ان الحكومة اللبنانية لا تلتزم حتى الآن أحكام المعاهدة في الكثير من الحالات، لا بل ان مؤسسات الدولة الامنية اعادت قسراً اشخاصاً لاجئين الى سوريا. وعلى ذمة الناشطين، فان أحكام المعاهدات الدولية والقانون الانساني الدولي التي وقعها لبنان مع المجتمع الدولي والامم المتحدة “هي اسمى واكثر قانونية من المعاهدة السورية – اللبنانية والاتفاقات الامنية الثنائية بين البلدين (…)”. وهذا ما يستدعي في رأيهم من السلطات اللبنانية حماية من يطلبون اللجوء تجنباً لمساءلتها مستقبلاً او رفع دعاوى قضائية ضد من يقومون بأعمال الترحيل القسري التي يعتبرها المجتمع الدولي جرائم ضد الانسانية.

بالمقارنة بين اوضاع النازحين السوريين الى تركيا وأولئك النازحين الى لبنان يشير الناشطون الى ان تركيا وبسبب من رغبتها في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي لا تستطيع اقفال الحدود في وجه الباحثين عن ملجأ، بل تلتزم المعايير الاوروبية في الوقت الذي تفرض الاجهزة الامنية التركية رقابة صارمة عليهم. في حين ان الوضع في لبنان مأسوي بسبب ضعف السلطة المركزية وانتشار الميليشيات المسلحة والاجهزة الامنية الحزبية مما ادى الى اختفاء نحو 14 لاجئاً سورياً في لبنان.

بيار عطا الله

ســوريـا: 16 قـتـيـلاً بينـهـم متـظاهـر فـي حلـب كلينتـون تحـاول إقنـاع لافروف بالعمل ضد دمشـق

(أ ف ب)

شهد عدد كبير من المدن السورية أمس، جمعة دموية أخرى من التظاهرات تحت تسمية «جمعة صالح العلي»، سقط خلالها 16 قتيلاً من المدنيين بينهم واحد في حلب التي لم تكن شهدت احتجاجات كبيرة سابقا، وقتيل من القوات الأمنية في حمص إضافة إلى 3 مصابين من الشرطة في العاصمة دمشق و6 مصابين منها في دير الزور. وفيما أعلن مصدر رسمي تركي أن عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا حتى الآن بلغ 9700، يستعدّ الاتحاد الأوروبي من جهته لفرض عقوبات جديدة تستهدف المؤسسات السورية، في خطوة تقف وراءها فرنسا بشكل أساسيّ. أما واشنطن فحاولت عبر وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الضغط على روسيا في اتجاه تمرير مشروع قرار مجلس الأمن الدولي ضد سوريا.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية التي تقوم بدور أساسي في تنظيم التظاهرات السورية، أن قوات الأمن السورية قتلت 16 محتجا بالرصاص في أنحاء سوريا. وأكدت أن العدد يشمل أول محتج يسقط في حلب، كما أكد الناشط في مجال حقوق الإنسان عمار القربي أن قوات الأمن قتلت متظاهرا في حلب حين فتحت النار على مئات المحتجين في شارع سيف الدولة الرئيسي في وسط المدينة. وذكرت اللجان، أن بين الـ16 أيضا، 3 قتلوا في ضواحي دمشق و8 في حمص. أما رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن فأفاد لوكالة «فرانس برس» بمقتل 4 في حمص وشخص في دير الزور، كما قال إن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في بانياس ما أدى إلى «إصابات» بين المتظاهرين.

ولفت رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان «تظاهرة انطلقت في سراقب رغم الحصار الذي فرضه الجيش عليها حيث خرج نحو ألفي شخص»، مشيرا الى ان المدينة «محاصرة بعشرات الدبابات وناقلات الجنود». وأشار عبد الرحمن الى ان «تظاهرات جرت في داعل وجبلة والرستن والقصير والشيخ مسكين ومعرة النعمان وتلبيسة وفي حي الرملة في اللاذقية كما في دير الزور والميادين». وأضاف «تظاهر المئات في ريف دمشق كما في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية». من جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبد الله الخليل للوكالة ان «نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي الى الدوار». وأكد الناشط ان قوات «الأمن لم تتعرض للمتظاهرين»، مشيرا الى «وجود أمني كثيف امام الجوامع في مدينة الرقة».

وذكر الناشط الحقوقي حسن برو أن «أكثر من ثلاثة آلاف شخص خرجوا للتظاهر في عامودا من امام الجامع الكبير مطالبين بالحرية والديموقراطية» لافتا الى ان المتظاهرين «رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي بالاضافة الى رفض الحوار مع الدبابات». وأشار برو الى ان «قوات الامن لم تتدخل لفض التظاهرة واكتفت بمراقبتها». وأضاف برو ان «اربعة آلاف شخص تظاهروا في القامشلي انطلاقا من جامع قاسمو مطالبين بإسقاط النظام والحرية والديموقراطية والوحدة الوطنية» مشيرا الى انها «انتهت بسلام».

ومن جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «احد عناصر الامن استشهد وأصيب اكثر من عشرين برصاص مسلحين في حمص». وأضافت ان «ضابطين وأربعة عناصر أصيبوا في هجوم لمسلحين على إدارة التجنيد ورحبة قيادة المنطقة في دير الزور»، مشيرة الى ان «ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا بإطلاق نار من قبل مسلحين في حي القابون» الواقع في العاصمة السورية. كما اعلنت الوكالة عن «اصابة عدد من عناصر الشرطة برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص» مشيرة الى وجود «مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الاطارات في حي القرابيص في المدينة ومخربين آخرين يعتدون على سيارات الاهالي في حي الخالدية».

كما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن «بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في القرى والبلدات المحيطة بجسر الشغور بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع جميع المناطق التي روعتها جرائم أولئك المسلحين وأرغمت أهلها على ترك مناطقهم حيث تمكنت وحدات الجيش من تطهيرها وإعادة الحياة الآمنة إليها»، وعن مصدر عسكري آخر قوله إن الوحدات الأمنية والعسكرية تمركزت بالقرب «من مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان لمنع التنظيمات الإرهابية المسلحة من قطع الطريق الدولي بين حلب وحماه وضمان سلامة المسافرين وتأمين حركة الانتقال الآمنة للمواطنين».

من جانب آخر، أعلن مصدر رسمي تركي أن عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا بلغ 9700 شخص بعد وصول اكثر من الف شخص في الساعات الـ24 الماضية، فيما تصاعدت وتيرة الحديث عن استعدادات تركية لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية (تفاصيل ص 12).

في المقابل، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا وألمانيا اتفقتا على الدعوة لفرض عقوبات أشد على سوريا. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي بعد أن أجرى محادثات في برلين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل «فرنسا وبالتعاون مع ألمانيا تدعو الى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة وأعمال قمع ضد الشعب (السوري)». وقال دبلوماسي بارز من الاتحاد الاوروبي إنه من المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي مجموعة جديدة مع العقوبات ضد سوريا الأسبوع المقبل، تستهدف المؤسسات السورية بشكل خاص.

وقالت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيدعون في اجتماع في لوكسمبورغ سوريا الى السماح بدخول مراقبين أجانب وعاملين إنسانيين ووسائل الاعلام. وقال دبلوماسي اوروبي ان الوزراء سيطالبون في اعلان يتوقع ان يتبنوه الاثنين المقبل، سوريا بإتاحة «دخول فوري لأي مساعدة انسانية، وأيضا لمراقبين دوليين في مجال حقوق الانسان وبالطبع وسائل الاعلام المستقلة». وأكد دبلوماسي آخر انه «ستتم دعوة الحكومة السورية الى وضع حد للعنف وفتح البلاد أمام مراقبين دوليين».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند إن كلينتون تناقشت مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في النشاط المحيط بالملف السوري في مجلس الأمن «وكيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تعملا معاً لضمان الحصول على قرار من مجلس الأمن». وأضافت نيولاند أن كلينتون «عبرت عن املها في أن يتمكن الطرفان من العمل معاً»، ولم تؤكد الخروج بأي نتيجة من المكالمة، لكنها قالت إنها «كانت مكالمة جيدة». وأكدت نيولاند أن المشاورات تستمر «لضمان الحصول على أوسع دعم في مجلس الأمن لقرار من النوع الذي يبعث برسالة قوية للرئيس الأسد».

واعلن مسؤولان اميركيان كبيران طلبا عدم كشف هويتيهما ان الولايات المتحدة تسعى الى ملاحقة المسؤولين السوريين بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» لزيادة الضغط على النظام المتهم بممارسة قمع دام للمعارضة. وقال مسؤول رفيع خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة نظمته الخارجية الاميركية «اننا في صدد دراسة الظروف التي تسمح بإجراء ملاحقات بتهمة ارتكاب جرائم حرب». واضاف مسؤول اميركي آخر «نبحث ايضا عن رفع لمستوى الضغط مصحوبا بعقوبات اقتصادية خصوصا على القطاع النفطي في البلاد».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ)

الجيش السوري يواصل عملياته في ريف ادلب ويقتحم بلدة بداما الحدودية

نيقوسيا- (ا ف ب): ذكر ناشط حقوقي أن الجيش السوري اقتحم السبت بلدة بداما التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها في ريف مدينة ادلب.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “الجيش السوري اقتحم عند الساعة السادسة صباحا (3,00 تغ) بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية”.

واضاف رئيس المرصد “انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالاضافة إلى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة”.

وأشار عبد الرحمن إلى أن “بلدة بداما كانت مصدر تزود الاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية بالمؤونة”، معربا عن خشيته “من الاثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية”.

كما لفت رئيس المرصد الى “اطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد ان دخلتها فجر السبت سبع سيارات تابعة للامن”.

وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط)”.

واضاف عبد الرحمن الى ان “التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات واليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف ادلب)” دون ان يشير الى وقوع اي عملية عسكرية فيها حتى الان.

الولايات المتحدة تنوي ملاحقة النظام السوري بتهمة ارتكاب جرائم حرب

واشنطن- (ا ف ب): أعلن مسؤول أمريكي كبير الجمعة أن الولايات المتحدة تدرس امكانية ملاحقة سوريا بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” للضغط على النظام من أجل وقف قمع المحتجين.

وقال هذا المسؤول إن إجراءات جديدة من بينها عقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز في سوريا، تدرس في اطار حملة اوسع لتعزيز الضغط على الرئيس بشار الأسد.

وتحدث مسؤولان آخران في الادارة الأمريكية طلبا عدم كشف هويتيهما لصحافيين في مؤتمر بالدائرة المغلقة، عن الحملة التي تقوم بها الولايات المتحدة مشددين على انها تجري في الامم المتحدة ومع شركاء في المنطقة لادانة وعزل النظام.

وقال احدهما انه “من الامور التي ندرسها تحديد ما اذا كان هناك مبرر لاتهامات مرتبطة بجرائم حرب وما اذا كان الاشارة إلى ذلك مناسسبا”.

واضاف “ندرس ايضا خطوات اقتصادية اضافية وواحدة منها تتعلق خصوصا بقطاع النفط والغاز”.

ومنذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار/ مارس، أدى القمع في سوريا الى مقتل اكثر من 1200 شخص واعتقال عشرة الاف اخرين بحسب منظمات حقوقية والامم المتحدة. كما لجأ ما يزيد عن 8500 سوري الى تركيا فيما لجأ 5500 اخرون الى لبنان.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا في 19 ايار/ مايو الرئيس السوري إلى قيادة عملية انتقالية ديمقراطية في بلده أو الابتعاد. الا أن أوباما واجه انتقادات في الكونغرس لانه لم يتخذ موقفا اقوى بعدم مطالبته الأسد بالتنحي عن السلطة كما فعل مع الزعيم الليبي معمر القذافي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون الى التغيير السياسي في بلدهم.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند أمام الصحافيين ان خيار الأسد “سلبي” حيال ما عرضه أوباما. وقالت “بدأنا بزيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء في داخل سوريا أو خارجها”.

وأوضح المسؤولان في الادارة الامريكية أن السفير الامريكي في سوريا روبرت فورد على اتصال مع شخصيات في المعارضة ويتابع الوضع على الأرض عن كثب.

وقال أحد المسؤولين “نحن على اتصال مع مسؤولي الجامعة العربية وشركائنا في المنطقة وكذلك مع الاتراك لتعزيز الضغط على بشار ليقود أو أن يبتعد عن الطريق”.

لكن المسؤولين أكدا ايضا ان هناك مؤشرات تدل على تعزيز انتظام المعارضة السورية، بما في ذلك تنسيق الاحتجاجات الليلية.

واضافا إن النظام السوري قام ببعض المبادرات حيال المعارضة السورية لكنه لم يقم بخطوات كافية ويتحرك ببطء شديد للحد من تزايد واتساع الاحتجاجات.

وقال أحد المسؤولين ان اعلان رجل الاعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري عن تكريس ثروته للعمل الخيري “تثير الضحك عند هذا الحد”، مؤكدا انها “ليست كافية اطلاقا”.

وفرضت واشنطن في 29 نيسان/ ابريل، سلسلة اولى من العقوبات على مسؤولين في النظام السوري من بينهم ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي ايار/ مايو، اعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات تستهدف للمرة الاولى بشار الاسد تقضي بتجميد لارصدته. كما استهدفت هذه العقوبات ستة من الرموز الاخرين للنظام.

وفي اطار جهود واشنطن ودول غربية اخرى لتمرير قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا، اعلنت الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحثت في اتصال هاتفي الجمعة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا.

ورفضت المتحدثة فكتوريا نولاند اعطاء اشارات حول مضمون هذه المحادثة التي وصفتها بانها “محادثة جيدة ومنتجة حول كل المواضيع”.

وقدمت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال في نيويورك مشروع قرار يشبه القمع في سوريا بجريمة ضد الانسانية.

وقاطعت روسيا والصين المشاورات داخل مجلس الامن حول مشروع القرار.

وصرحت نولاند أن محادثات كلينتون ولافروف “تناولت خصوصا عمل مجلس الامن والطريقة التي قد تعمل بموجبها الولايات المتحدة وروسيا معا للتوصل الى قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم السلام والامن في سوريا”.

واضافت إن كلينتون لم تبحث في هذه المسالة مع نظيرها الصيني بعد.

ماهر الاسد رجل سورية المخيف

صحف عبرية

في فيلم فيديو قصير يثير القشعريرة، جرى تصويره سرا قبل ثلاثة اسابيع داخل مبنى مغلق، وليس واضحا في أي مدينة في سورية، تظهر كومة جثث نازفة، ويأتي ناس مطأطئي الرؤوس يدورون حولها وفي الجو هدوء متوتر. وعندما تنتقل عدسة التصوير الى اليمين، تبدو صورة ماهر الاسد في معطف جلد، وهو شقيق الرئيس السوري، يتحدث بالهاتف المحمول مكفهر الوجه. لا تقلقه الجثث بل يقلقه ما يحدث في الميدان.

ماهر الاسد (44 عاما) هو اليوم في المكان الثاني في قيادة الحكم السوري التي تصارع من الطبقة الثانية لـ ‘قصر الشعب’ في دمشق ومن هيئة القيادة العامة. يحب المحللون والخبراء ان يسموه ‘رجل سورية المخيف’ ويُقسمون على أن الحديث يدور عن مضطرب نفسيا يُمتعه أن ينكل بالمتظاهرين على نظام الحكم، حتى لو كان الحديث عن صغار السن، وعن قاتل بدم بارد لرافضي الأوامر العسكرية. يتجول ‘الأخ السيىء’ ماهر في المدن المشتعلة بصفة المنفذ والمبعوث الذي يقود القبضات الحديدية لـ ‘الشبيحة’ بلطجية النظام من غير ان يعوقه أحد، في حين لم يظهر أخوه ‘الرئيس’ على الملأ منذ اسابيع كثيرة. ‘داخل الدائرة الضيقة للمقربين في القيادة هناك توزيع للوظائف واضح’، يقول خبير اسرائيلي. ‘الاسد هو الحاكم لكنه ما يزال يظهر علامات ضعف وعدم قدرة على اتخاذ قرارات. فهو من جهة يريد اصلاحات ومن جهة ثانية يُذعر ويندم. يعد بتغيير كبير، ويطلق شعارات ويختفي. أما ماهر في المقابل يقوم بالعمل الاسود ويشوش ويصد الاصلاحات ايضا’. ويؤكد الخبير انه لا توجد حتى الآن علامات تشهد على أن ماهر يتآمر على بشار الاسد ويحاول خلعه.

‘أبعده’، أمر رئيس حكومة تركيا طيب اردوغان بشار بتحذير جارف. ‘إن اسم ماهر يظهر في جميع شهادات مواطنيك الذين هربوا من سورية. انهم ليسوا لاجئين بالنسبة الينا. انهم طالبو حماية من السلوك غير الانساني للجيش وقوات الامن بايحاء من ماهر’. وأوضح اردوغان ايضا بنغمة عالية انه اذا لم يتخلص بشار من ‘هذا الشخص العنيف الذي يأمر بتنفيذ اعمال بربرية في سورية’ فان الصداقة العميقة ‘والقصيرة’ بين الدولتين ستبلغ نهايتها.

الشياطين تخرج الى الخارج

وضعت على مائدة اردوغان في ذروة الحملة الانتخابية تقارير الاستخبارات. دعا اردوغان الاسد مرة بعد اخرى الى التخلص من أخيه ماهر وتقليص صلاحياته، ‘لأن ما أسمعه يزعزعني. أخوك يقتل النساء والاولاد’. أول أمس فقط وجه الاسد بالهاتف قائلا ‘إهتم بكف جماح الجيش. من غير المحتمل ما تفعله قوات الامن عندكم بمواطني سورية’. بعد مرور ساعة جاء الرد المعتاد من دمشق: فبدفعة واحدة ‘جرى الكشف’ عن اسلحة، وقواعد اطلاق قذائف صاروخية، ورشاشات وملابس للجيش التركي ‘للبرهان’ على أن يدي الجيش التركي ملوثتان بالدم.

يكشف فيلم فيديو قصير رقم 2 صوراً قبل نحو اسبوعين عن سلوك وحشي آخر للعميد ماهر الاسد. صور هذه المرة في ملابس رياضية رمادية، يستل مسدسا ويطلق رشقة رصاص نحو متظاهرين مقيدين وعلى وجهه ابتسامة غامضة. كان يبدو راضيا بيقين. ‘مثل عمه رفعت بالضبط’، يقول هذا الاسبوع كاتب السيرة الذاتية لعائلة الاسد، الصحافي البريطاني باترك سيل. يتذكر سيل تقاسم الوظائف بين الاسد الراحل وأخيه رفعت في 1982، في المذبحة الانتقامية من 20 ألفا من سكان مدينة حماة اشتُبه بأنهم انشأوا حركة سرية. ‘لكنّ هناك فرقاً بارزاً’، يقترح سيل: فالاسد الأب كانت له خلفية عسكرية وليست لبشار، وهذا هو السبب الذي يجعل الأخ ماهر يتولى القيادة الميدانية تحت عنوان ‘انقاذ النظام’. انه يفعل كل ما يستصوبه من غير ان يشوشوا عليه حتى الآن’.

عندما تولى بشار الاسد الحكم في حزيران ( يونيو) 2000 ‘انتخب’ ماهر عضوا رفيع المستوى في اللجنة المركزية للحزب الحاكم في سورية، البعث، لكنه لم يخلع بزته العسكرية. وبعد مرور ثلاث سنين سجل لنفسه واقعة اسرائيلية انتهت بصوت واهن ضعيف وتركت طعما مرا لدى جميع الجهات. بحسب التقرير، التقى ماهر في الاردن مع ايتان بن تسور، المدير العام لوزارة الخارجية سابقا، بواسطة رجلي اعمال اسرائيليين. سربت جهات اسرائيلية اللقاء السري لتعويق نية تجديد التفاوض مع سورية على حسب الصيغة التي اقتُرحت في اللقاء. نشرت عدة روايات عما حدث هناك. بحسب رواية رجلي الاعمال، كان الاسد مستعدا للسير نحو اسرائيل وتقديم خطوات تبني الثقة. فقد اقترح على سبيل المثال مبادرات سياسية لكنه طلب مبالغ ضخمة من اسرائيل اذا فقد السلطة من اجلها. وزعم ديوان رئيس الحكومة اريئيل شارون في مقابل ذلك أن هدف الاجراء الوحيد كان إزالة سورية عن محور شر الامريكيين. إن شارون الذي عارض التنازل عن هضبة الجولان ولم يحلم بمنازعة الادارة في واشنطن من اجل سورية، أبعد الحادثة بحركة يد استخفافية. ‘ماهر غير مهم وخطته لا تعنيني’، قال. وأنكرت دمشق والتزم ماهر بالصمت. ويفضل بن تسور الحفاظ الآن ايضا على السرية: ‘لا أريد ولا استطيع في هذا الشأن أن أقول أي شيء’، قال أمس.

يُعلم القليل جدا عن حياة ماهر الاسد الخاصة. فهنا وهناك التقطت له صور مع بشار لاظهار وحدة العائلة. ورحلاته الى الخارج (روسيا ولبنان وايران) نادرة ومعدودة وتحت غطاء السرية دائما.

انه الأخ الاصغر سنا بين أبناء حافظ الاسد وأنيسة مخلوف الخمسة. يقولون عنه انه أذكى وأدهى من بشار لكنه حاد المزاج. توفي اثنان من اخوتهما: باسل الذي أُعلم وأُعد ليكون وريثا للرئيس وقُتل في حادثة طرق في 1994، ومجد المضطرب العقل الذي مات بمرض قبل سنتين.

عاش ماهر مثل أخيه حياة متواضعة، ودرس في مدرسة حكومية، وتابع الدراسة في معهد ادارة اعمال في جامعة دمشق واختار حياة عسكرية. ‘بخلاف بشار تبين أن ماهر شاب ذكي جدا وفي مرحلة ما كانت أفكار بأن يُعد هو خاصة ليكون وريث الرئيس لكنه كان صغير السن جدا’، يقول خبير اسرائيلي بالعائلة الحاكمة في دمشق. ‘بعد أن مات أبوه بمرض السرطان ونُصب بشار رئيسا، بدأت تظهر عند ماهر شياطين عنيفة كثيرة جدا وعلامات مبكرة على سلوكه القاسي منذ بدأت الأحداث في سورية’.

في كانون الاول ( ديسمبر) 1999، في ذروة جدل عائلي في القصر، استل ماهر مسدسا وأطلق رصاصة واحدة قبل ان يستطيعوا صده، على بطن زوج شقيقته البكر بشرى، الجنرال آصف شوكت. تركز الجدل على سلوك العم رفعت الذي أُبعد الى اسبانيا وحاول ان يهيج انتفاضة داخل المنطقة العائلية في القرداحة وفي المدينة الساحلية اللاذقية. شتم شوكت رفعت وأبناءه. قال ماهر لزوج شقيقته: ‘لا تدس أنفك، ولا تتجرأ على شتم العائلة’ واستل المسدس.

فعلوا كل ما يجب في دمشق لاخفاء القضية التي ذكّرت بالمسدس العصبي الذي وجهه عُدي ابن صدام حسين الى بطن زوج الشقيقة، حسين كامل، داخل القصر الرئاسي في بغداد. نُقل شوكت الذي جرح جرحا بليغا سريعا الى مستشفى عسكري في فرنسا وتسربت صراعات القوة داخل عائلة الرئيس السوري الى وسائل الاعلام. أُبعد شوكت عن رتبته الرفيعة باعتباره رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في سورية، وهو مسجون في مكتب واسع في القصر لضمان المراقبة والمتابعة والتنصت كي لا يحاول خطأ العودة الى مكانته السابقة إذ كان رجل سورية القوي.

منذ رُكل، جرت تسوية العلاقات بماهر على نحو ما. فالاثنان يلمع اسماهما في رأس قائمة المشتبه فيهم انهم استدعوا اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري. ومن حسن حظهما أن زعزعة ‘ربيع الشعوب’ في العالم العربي والأحداث في سورية أجلت نشر استنتاجات لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة الى أجل غير مسمى.

 

اللاجئون يُسربون

تُقدم منظمات حقوق الانسان تقارير عن 1300 مواطن في سورية، منهم 77 ولدا، قُتلوا في المواجهات العنيفة بين اجهزة الامن والجيش والمتظاهرين. لكن العدد قد يكبر عندما يتبين مصير مئات المفقودين والمختطفين الذين حُملوا في سيارات عسكرية وأُخذوا الى مكان غير معلوم. كذلك اختفت آثار عشرات الجنود والضباط في القوة النظامية التي يستعملها ماهر الاسد في مراكز المظاهرات. ‘أُطلقت النار على قسم منهم حتى الموت لرفض أوامر اطلاق النار على المتظاهرين ورُميت الجثث’، يقول رستم، الذي بقي في بلدة درعا وينقل تقارير ولا سيما عن طريق شبكة الهواتف المحمولة اللبنانية بشرط ألا يُكشف عن اسمه الحقيقي. ‘نجح قسم في الهرب وهم يختفون في سورية، وكُشف عن آخرين في قبور جماعية كُشف عنها هذا الاسبوع’.

تظهر من مخيم اللاجئين الذي أُنشىء في تركيا وراء الحدود مع سورية، القصص عن وحشية جنود الفرقة الرابعة والخامسة من الجيش اللتين تتلقيان الأوامر من ماهر الاسد. ‘كنت في الفرقة الرابعة’، يقول الجندي اللاجئ محمد سيبو. ‘بعد أن كشفت عن الشبيحة رشوت الضابط المسؤول عني ليمنحني اجازة مرضية وهربت’. ويتحدث سيبو ايضا عن التوجيهات التي وجهت الى محاربي الفرقة قبل الانقضاض على المدن: ‘ظهر ماهر الاسد فجأة وقال: من لا يطلق النار بحسب الأمر العسكري سنطلق النار عليه، ومن حاول الهرب سيتلقى رصاصة في ظهره كما يستحق الخونة’.

تمت حياكة الذريعة الرسمية في مدينة درعا النائية، مركز العنف الذي ظهر فجأة غير بعيد عن الحدود مع الاردن، عن ‘عصابات مجرمين مسلحة’ دخلت سورية وعن شبيحة ‘ذوي لهجة اجنبية بالعربية’ يوزعون السلاح ومواد التخريب لتأجيج المظاهرات. ماهر الاسد هو الذي أرسل الوحدة الممتازة من الفرقة الرابعة الى درعا. في لحظة ما اثناء اطلاق النار على المتظاهرين نجحوا في التعرف عليه بين لابسي البزات العسكرية، وهو يمسك رشاشا ويوجهه نحو جماعة من الشباب. منذ ذلك الحين ألصقوا به لقب ‘جزار درعا’، وأضافوا بعد ذلك ‘قاتل جسر الشغور’. في حين أصبحت السلطة مذعورة وحكومة دمشق لا تؤدي عملها، استدعى ماهر صحافيين اجانب ومحليين (جرى اختيارهم بتشدد بحسب مبلغ الولاء للنظام) ليلازموا، بحسب الطراز الامريكي في العراق، قوات الامن في غزوها جسر الشغور. وعلى نحو عجيب كُشف ‘عرضا’ عن قبر جماعي تجمعت فيه 120 جثة للابسي بزات عسكرية من الجنود والضباط السوريين. وقد جرى على بعض الجثث اعمال تنكيل.

كانت الصور ترمي الى تعزيز الرواية الرسمية عن العصابات المسلحة التي تقتل جنودا سوريين، لكن سكان الجسر قرروا أن يصوتوا بأقدامهم وهربوا الى تركيا. يقول اللاجىء حميد: ‘القصة عن العصابات المسلحة مختلقة. كانت جسر الشغور قبل أن أصبحت مدينة أشباح، مدينة صغيرة يعرف الجميع فيها الجميع. لم يأت اجانب ولا مسلحون ولم يوزعوا سلاحا. الجثث التي كُشف عنها هي لجنود رفضوا الأوامر العسكرية’.

نشر أدونيس، أكبر شعراء سورية والذي اختار العيش جاليا، أول أمس ‘دعوة’ لبشار الاسد مضادة لأخيه ماهر: ‘أعِد الى شعبنا كلمته، والكرامة والحياة’. ورد ماهر الاسد الذي استشاط غضبا على موجة الأنباء المنشورة السلبية بعزل المتحدثة الجديدة في دمشق. روجت ريم حداد الحسناء، المديرة العامة للتلفاز التي جُندت من اجل ان تعرض ‘الوجه الايجابي’ قصة عن مواطني المدن المكتظة جدا الذين قرروا الخروج لـ ‘زيارات عائلية’ الى تركيا. لم تنجح القصة وانتهت حياة حداد المهنية في أقل من اسبوع.

ماذا سيحدث في سورية اذا فقد بشار الحكم في نهاية الامر؟ هل يُعد شيوخ طائفة الأقلية العلوية وريثا يحافظ على الجدوى الاقتصادية من الربط بين المال والسلطة؟ هل أعلموا ماهر الاسد وخططوا لنقل سهل للسلطة داخل العائلة؟ وما الذي يعتقده آيات الله في طهران حلفاء سورية الوحيدون؟ وما هو أفضل لاسرائيل أبشار المتردد غير الناضج أم حرب طائفية في سورية يمكن أن تُظهر زعيما مسلما؟ يطير ما لا يحصى من السيناريوهات بين وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة واوروبا والعالم العربي وعندنا ايضا.

لا جدل في أن اسم ماهر الاسد يظهر بارزا باعتباره يعرف تولي زمام الامور بيديه وصيانة ولاء الجيش والاجهزة حتى لو ظهر الفساد هنا وهناك. لكنه ليس المرشح العلوي الوحيد. فهناك ضباط جيش كبار من أبناء الطائفة أبرزهم زوج الشقيقة آصف شوكت الذي يعض على نواجذه، وفي الاسبوع الماضي ظهرت أسماء اخرى من أبناء الطائفة مجهولة لقراء الصحف باعتبارهم مرشحين لاستلام الحكم.

لا يُثار اسم ماهر في مخيمات اللاجئين في اقليم الاسكندرونة في تركيا فقط. ففي الاسبوع الماضي اجتمع في اقليم أنطاليا نخبة من المعارضة السورية الجالية. ناقشوا مستقبل الحكم وكتبوا أكواما من أوراق التوصية للعالم الغربي ولا سيما الادارة في واشنطن داعين الى التدخل في سورية آخر الامر.

وكانوا ما يزالون يوصون عندما فتح ماهر جبهة مواجهات جديدة داخل سورية. فبعد درعا على الحدود مع الاردن وجسر الشغور في الحدود مع تركيا أُرسلت القوات لاغراق البلدات على طول الحدود مع العراق. من وجهة نظر ماهر يرى أنه يرسل الجنود والضباط مرة اخرى للقضاء على العصابات المسلحة. ومن كان يخاف على حياته في سورية فليجمع عائلته وحقائبه وليجتز الحدود ويهرب الى العراق.

يديعوت 17/6/2011

 

اضراب عن الطعام في مخيم للاجئين في تركيا.. والاتحاد الاوروبي يدعو للسماح بدخول مراقبين وفرق اغاثة

سورية: عشرات القتلى والجرحى بنيران قوات الامن بجمعة ‘صالح العلي’

تقارير عن تمرد جنود وفرارهم.. ومتظاهرون يحرقون العلم الروسي

عمان ـ نيقوسيا ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قتل ما لا يقل عن 19 شخصا في سورية الجمعة حيث استخدمت عناصر الأمن القوة والذخيرة الحية ضد المحتجين على الرئيس بشار الأسد ونظامه.

وذكرت مجموعة ‘اللجان التنسيقية المحلية للثورة في سورية’ المعارضة حالات الوفاة على الإنترنت حيث خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء البلاد على الرغم من التنازلات الجديدة التي قدمها نظام الأسد لتهدئة الاحتجاجات.

وقال نشطاء إن ما لا يقل عن ستة أشخاص قتلوا في مدينة حمص بينما جرح أكثر من 20. وأضافت المجموعة إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالقرب من مسجد خالد بن الوليد في المدينة.

وقتل صبي عمره 16 سنة في بلدة دايل بمحافظة درعا جنوب البلاد حيث ذكر أن هناك إطلاق نار كثيفا منذ الصباح. وقال الناشطون أيضا إن الدبابات تحركت من مشارف المدينة إلى شارع الأوسط حيث تجمع المتظاهرون. واضافت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان ان عدد القتلى يشمل اول محتج يسقط قتيلا في حلب ثاني اكبر مدن سورية.

وخرجت في مدينة حلب الجمعة اكبر تظاهرة تشهدها المحافظة منذ اندلاع المواجهات في سورية منتصف شهر آذار (مارس) الماضي.

وخرجت مظاهرات الجمعة في مدن سورية عدة في ما سُمي بـ’جمعة الشيخ صالح العلي’، سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى وكانت اشد المواجهات دموية في مدينة حمص.

واستنكر أحفاد الشيخ صالح العلي تسمية يوم الجمعة من قبل المعارضة السورية بـ’جمعة الشيخ صالح العلي’، واعتبروا أن هذه التسمية ‘استباحة لرموز الوطن’.

وقال أحفاد العلي في بيان أصدروه الجمعة ‘أن الشيخ صالح العلي رمز من رموز وحدة واستقلال سورية وحين عرض عليه الآخرون الجاه والسلطة مقابل تفكيك وحدتها قدم روحه قربانا لوحدة التراب السوري ووحدة أبنائه وهو ما يتنافى مع المخطط الذي يدعو إلى تسمية الجمعة باسمه ونحن بناته وأحفاده نؤكد أننا براء من هذه الدعوات وممن دعا إليها’.

ويتعذر التحقق من حصيلة القتلى من مصادر مستقلة حيث تمنع الحكومة المراسلين الأجانب من دخول البلاد. واعتقل ما يزيد على عشرة آلاف شخص.

وقال أحد الناشطين عبر الإنترنت إن المتظاهرين احتشدوا في مدن البوكمال وحماة والقامشلي. وفي مدينة اللاذقية الساحلية أطلق المتظاهرون دعوات لـ’إسقاط النظام’ و’الوحدة الوطنية’.

وفي بانياس، أطلق الجيش النار على المتظاهرين الذين تجمعوا عقب صلاة الجمعة وفق ما قال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف دون إعطاء تفاصيل ‘هناك عدد من الضحايا’.

وقال الناشط الحقوقي عبد الله أبي زيد لقناة ‘الجزيرة’ الإخبارية إن الجيش السوري استبدل وحداته في درعا عقب فرار العديد من الجنود في حامية المدينة.

وهناك تقارير عديدة عن تمرد الجنود وفرارهم بما في ذلك جسر الشغور حيث اكد شخص انه عقيد بالجيش قال إنه مع رفاقه المتمردين ساعدوا مدنيين بالبلدة على الهروب قبل أي قمع أمني.

وقال شاهد عيان في ضاحية عربين في العاصمة دمشق ان المحتجين احرقوا العلم الروسي الجمعة احتجاجا على موقف موسكو. وقال شاهد عيان ان قوات الامن هاجمت المحتجين في حي الميدان بعد مغادرتهم مسجد الحسن واستخدمت ضدهم العصي والهراوات الكهربائية.

من جهتهم يستعد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي لدعوة سورية الى السماح بدخول مراقبين اجانب وفرق اغاثة ووسائل الاعلام للوقوف على الاحداث الجارية هناك.

الى ذلك، بدأ لاجئون سوريون في تركيا الجمعة اضرابا عن الطعام احتجاجا على العزلة التي وضعتهم فيها السلطات التركية، كما قال ناشط حقوقي سوري.

وقال هذا المصدر وهو منشق سوري مقيم في تركيا طالبا عدم ذكر هويته، ان ‘اللاجئين في مخيم يايلاداجي بدأوا اضرابا عن الطعام بعد صلاة الجمعة’.

وقد فتح الهلال الاحمر التركي مخيم يايلاداجي اواخر نيسان (ابريل) في محافظة هاتاي (جنوب). وهو يؤوي اليوم الاف اللاجئين.

واضاف المصدر ‘انهم يحتجون على منع الزيارات، ومنعهم من التظاهر ضد النظام في دمشق وانعدام الاتصالات بالخارج’. وتحدث عن اقدام حراس اتراك على ‘ضرب’ لاجئين الخميس.

وتأتي هذه الاحتجاجات فيما وصلت الممثلة الامريكية انجلينا جولي، سفيرة النيات الحسنة لدى المفوضية العليا للاجئين، الى هاتاي الجمعة وزارت مخيم التينوزو.

ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في هذه المحافظة.

سورية: تظاهرات غير مسبوقة عدداً وانتشاراً جغرافياً

مقتل 24… والجيش يدخل معرة النعمان ويطوق بلدة على الحدود التركية

مرة جديدة، تحدى المعارضون السوريون الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت في جميع أنحاء البلاد، وتجاهلوا العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في المناطق الشمالية الغربية، فخرجوا في جمعة الشيخ «صالح العلي» إلى الشوارع في أكثر من 100 مدينة وبلدة وقرية، مطالبين بالحرية والديمقراطية.

وجددت قوات الأمن السورية استخدام الرصاص الحي خلال تفريق التظاهرات، ما أسفر عن مقتل 24 مدنياً في مناطق متفرقة.

وبحسب المراقبين، فقد نجح المحتجون في رفع مستوى تحركهم في يوم الجمعة الـ14 منذ بدء التظاهر في 15 مارس الماضي، من حيث أعداد المشاركين في التظاهرات، ومن حيث الانتشار الجغرافي لها.

وأقدم المحتجون بشكل ملحوظ أمس، على تمزيق صور الرئيس بشار الأسد وإحراق أعلام إيران و»حزب الله» اللبناني، كما انتقدوا رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس، رغم إعلانه مساء أمس الأول، تخليه عن أعماله والتفرغ لـ»العمل التنموي والخيري».

وشهدت حماة أكبر تحرك، إذ شارك أكثر من 200 ألف شخص في تظاهرة حمل خلالها المحتجون علماً طوله 2400 متر، يفوق بحجمه العلم الذي رفعه موالو الأسد قبل يومين في دمشق، والذي بلغ طوله 2300 متر، كما شهدت مدينة حلب وسط البلاد، التي كانت تعتبر بمنأى عن الاحتجاجات، عدة تظاهرات وقتل فيها للمرة الأولى محتج.

ولم تستثن العاصمة دمشق وضواحيها وريفها من التظاهرات، إلا أن أبرز حادثة شهدتها العاصمة كانت تجمع العشرات من مؤيدي الأسد أمام جامع الحسن ومنعهم المصلين من الخروج منه للحؤول دون تنظيمهم تظاهرة، كما جرت العادة كل يوم جمعة.

على صعيد العمليات العسكرية، أكد الناشط الحقوقي مصطفى أوسو أن عدداً كبيراً من الجنود دخل أمس، بلدة معرة النعمان بعد أيام من حصار البلدة.

وفي تطور ميداني قد يساهم في زيادة التوتر بين دمشق وأنقرة، أفادت قناة «الجزيرة» الفضائية بأن عناصر من الأمن و»الشبيحة» يحاصرون قرية خربة الجوز على الحدود السورية – التركية من جميع الجهات، وأن الأهالي والنازحين الهاربين الموجودين في القرية يتخوفون من اقتحامها.

وفي لبنان، حيث تشكلت في الأسبوع الماضي حكومة جديدة من «8 آذار»، جرى بعد ظهر أمس، تبادل إطلاق نار بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابلس الشمالية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم جندي في الجيش اللبناني، وجرح 9 أشخاص بينهم جندي أيضاً.

وقالت مصادر أمنية إن تظاهرة مؤيدة للمحتجين في سورية سارت في منطقة باب التبانة التي تسكنها أغلبية سنية، وأخرى مؤيدة للنظام السوري سارت في منطقة جبل محسن التي تسكنها أغلبية علوية، وتمّ إثر ذلك دصتبادل إطلاق نار.

على صعيد منفصل، وبينما زارت النجمة الهوليوودية انجلينا جولي أمس، مخيم «ألتن أوزو» للاجئين السوريين في محافظة هاتاي التركية بصفتها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي تيكن كوجوكالي، أن الجانب التركي رفض قبول مساعدة عرضها عليه الهلال الأحمر السوري لإغاثة اللاجئين السوريين الذين فروا إلى تركيا، والذين قارب عددهم العشرة آلاف.

(دمشق، بيروت ـ رويترز، أ ب، د ب أ، يو بي آي)

واشنطن: “الرجوع الى الوراء” لم يعد ممكنا بالنسبة للاسد

أ. ف. ب.

واشنطن: رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين قد يؤدي الى تأخير ساعة رحيل الرئيس بشار الاسد لكن لم يعد الرجوع الى الوراء ممكنا.

وكتبت كلينتون في مقالة نشرتها جريدة الشرق الاوسط ونشرت وزارة الخارجية الاميركية الترجمة الرسمية ليل الجمعة السبت، “من الواضح بشكل متزايد ان الرئيس الاسد قد اتخذ خياره. ولكن بينما قد يمكنه استمرار الوحشية من تأخير التغيير الجاري في سوريا، الا انه لن يعكس مجراه”.

وتابعت كلينتون “ان الجواب على اهم تلك الاسئلة -ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل سوريا؟ هو جواب يزداد وضوحا: انه لا رجعة في ذلك”.

واضافت كلينتون “لقد ادت حملة القمع العنيفة التي يمارسها الرئيس الاسد الى تقويض مزاعمه بان يكون مصلحا”.

واعلن مسؤولان اميركيان كبيران الجمعة مطالبين بعدم كشف هويتهما ان الولايات المتحدة تسعى الى ملاحقة المسؤولين السوريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب بغية تشديد الضغط على النظام.

ومنذ بدء التظاهرات في اذار/مارس قتل 1200 شخص واعتقل حوالى عشرة الاف اخرين بحسب منظمات غير حكومية والامم المتحدة.

كما لجأ اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف الى لبنان.

وفي 29 نيسان/أبريل فرضت واشنطن اول سلسلة من العقوبات مستهدفة عددا من مسؤولي النظام بينهم شقيق الرئيس ماهر الاسد.

وفي ايار/مايو اعلنت الولايات المتحدة عقوبات استهدفت للمرة الاولى الرئيس بشار الاسد ونصت على تجميد الممتلكات. واستهدفت العقوبات ستة من كبار اركان النظام.

وفي 19 ايار/مايو دعا الرئيس باراك اوباما الرئيس السوري لقيادة المرحلة الانتقالية او التنحي عن الحكم.

الى ذلك اعلنت وزارة الخارجية الخميس ان الولايات المتحدة تكثف اتصالاتها في داخل سوريا وخارجها مع السوريين الذين يسعون الى التغيير السياسي في بلادهم.

واشنطن تنوي ملاحقة النظام السوري بتهمة ارتكاب “جرائم حرب”

أعلن مسؤول أميركي كبير الجمعة أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية ملاحقة سوريا بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” للضغط على النظام من أجل وقف قمع المحتجين.

وقال هذا المسؤول ان اجراءات جديدة، من بينها عقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز في سوريا، تدرس في اطار حملة اوسع لتعزيز الضغط على الرئيس بشار الاسد.

وتحدث مسؤولان آخران في الادارة الاميركية، طلبا عدم كشف هويتيهما لصحافيين في مؤتمر في الدائرة المغلقة، عن الحملة التي تقوم بها الولايات المتحدة، مشددين على انها تجري في الامم المتحدة ومع شركاء في المنطقة لإدانة وعزل النظام.

وقال احدهما انه “من الامور التي ندرسها تحديد ما اذا كان هناك مبرر لاتهامات مرتبطة بجرائم حرب، وما اذا كانت الاشارة الى ذلك مناسبة”.

واضاف “ندرس ايضا خطوات اقتصادية اضافية، وواحدة منها تتعلق خصوصًا بقطاع النفط والغاز”.

ومنذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار/مارس، ادى القمع في سوريا الى مقتل اكثر من 1200 شخص واعتقال عشرة الاف اخرين، بحسب منظمات حقوقية والامم المتحدة. كما لجأ ما يزيد عن 8500 سوري الى تركيا، فيما لجأ 5500 اخرين الى لبنان.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعا في 19 ايار/مايو الرئيس السوري الى قيادة عملية انتقالية ديموقراطية في بلده او الابتعاد.

الا ان اوباما واجه انتقادات في الكونغرس لأنه لم يتخذ موقفًا اقوى بعدم مطالبته الاسد بالتنحّي عن السلطة، كما فعل مع الزعيم الليبي معمّر القذافي.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل سوريا وحارجها مع سوريين يسعون الى التغيير السياسي في بلدهم.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند امام الصحافيين ان خيار الاسد “سلبي” حيال ما عرضه اوباما.

وقالت “بدأنا بزيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء في داخل سوريا او خارجها”.

واوضح المسؤولان في الادارة الاميركية ان السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد على اتصال مع شخصيات في المعارضة ويتابع الوضع على الارض عن كثب.

وقال احد المسؤولين “نحن على اتصال مع مسؤولي الجامعة العربية وشركائنا في المنطقة، وكذلك مع الاتراك لتعزيز الضغط على بشار، ليقود او ان يبتعد عن الطريق”.

لكن المسؤولين اكدا ايضًا ان هناك مؤشرات تدل على تعزيز انتظام المعارضة السورية، بما في ذلك تنسيق الاحتجاجات الليلية.

واضافا ان النظام السوري قام ببعض المبادرات حيال المعارضة السورية، لكنه لم يقم بخطوات كافية ويتحرك ببطء شديد للحد من تزايد واتساع الاحتجاجات.

وقال احد المسؤولين ان اعلان رجل الاعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري عن تكريس ثروته للعمل الخيري “تثير الضحك عند هذا الحد”، مؤكدًا انها “ليست كافية اطلاقًا”.

وفرضت واشنطن في 29 نيسان/ابريل، سلسلة اولى من العقوبات على مسؤولين في النظام السوري، من بينهم ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي ايار/مايو، اعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات تستهدف للمرة الاولى بشار الاسد تقضي بتجميد أرصدته. كما استهدفت هذه العقوبات ستة من الرموز الاخرين للنظام.

وفي اطار جهود واشنطن ودول غربية اخرى لتمرير قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا، اعلنت الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحثت في اتصال هاتفي الجمعة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا.

ورفضت المتحدثة فكتوريا نولاند اعطاء اشارات حول مضمون هذه المحادثة التي وصفتها بأانها “محادثة جيدة ومنتجة حول كل الموضوعات”.

وقدمت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال في نيويورك مشروع قرار يشبه القمع في سوريا بجريمة ضد الانسانية. وقاطعت روسيا والصين المشاورات داخل مجلس الامن حول مشروع القرار.

وصرحت نولاند ان محادثات كلينتون ولافروف “تناولت خصوصًا عمل مجلس الامن والطريقة التي قد تعمل بموجبها الولايات المتحدة وروسيا معًا للتوصل الى قرار في مجلس الامن الدولي يدعم السلام والامن في سوريا”. واضافت إن كلينتون لم تبحث في هذه المسألة مع نظيرها الصيني بعد.

بريطانيا تدعو رعاياها الى مغادرة البلاد فورا واللاجئين في تركيا فاقوا 10 الاف

الجيش يوسع نطاق عملياته شمال غرب سوريا والضغوط الدولية تتزايد

أ. ف. ب.

وسّع الجيش السّوري نطاق عملياته العسكرية مقتحماً فجر السبت بلدة بداما التابعة لمحافظة ادلب في إطار الحملة التي بدأها منذ أيام ضدّ ما أسماها “العصابات المسلحة” في حين تزايدت الضغوط الدولية على نظام الأسد. هذا وأقام شباب سوريون مركزا اعلاميا قرب الحدود التركية لنشر اخبار القمع في بلدهم.

دمشق: وسع الجيش السوري السبت نطاق عملياته العسكرية التي بدأها في ريف ادلب (شمال غرب) واقتحم بلدة حدودية، في حين تزايدت الضغوط الدولية على نظام بشار الاسد ودعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة سوريا فورا.

ويأتي ذلك فيما تدرس الولايات المتحدة امكانية ملاحقة نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” للضغط عليه من اجل وقف قمع المحتجين غداة تظاهرات جرت في مدن عدة وقتلت خلالها قوات الامن 19 متظاهرا، بحسب مسؤول اميركي.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “الجيش السوري اقتحم السبت عند الساعة السادسة صباحا (3,00 تغ) بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية”.

واضاف رئيس المرصد “انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة” التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها في ريف مدينة ادلب.

واشار عبد الرحمن الى ان “بلدة بداما كانت مصدر تزود الاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الاراضي السورية بالمؤونة”، معربا عن خشيته “من الاثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية”.

كما لفت رئيس المرصد الى “اطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد ان دخلتها فجر السبت سبع سيارات تابعة للامن”.

وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط).

واضاف عبد الرحمن الى ان “التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات واليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف ادلب)”، من دون ان يشير الى وقوع اي عملية عسكرية فيها حتى الان.

وتأتي هذه التحركات العسكرية غداة تظاهرات اطلق عليها منظموها اسم “جمعة الشيخ صالح العلي” والتي جرت في عدة مدن سورية وشارك فيها مئات الالاف، بحسب ناشطين، واسفرت عن مقتل 19 شخصا برصاص رجال الامن كما قال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه.

وكان ناشطون حقوقيون اكدوا لفرانس برس مقتل 12 شخصا اثر اطلاق رجال الامن النار على متظاهرين في عدد من المدن السورية، وزودوا الوكالة بلائحة اسمية للقتلى.

من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن “استشهاد تسعة من المدنيين وعناصر الشرطة وجرح أكثر من سبعين بينهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة عقيد معظمهم سقط في هجمات لمسلحين على مبان عامة واستغلالهم لتجمعات للمواطنين في عدد من المناطق والمدن عقب صلاة الجمعة”.

بريطانيا تدعو رعاياها لمغادرة سوريا فوراً

ودعت بريطانيا السبت رعاياها الى مغادرة سوريا فورا على متن رحلات تجارية، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “ان على الرعايا البريطانيين الرحيل على الفور في رحلات تجارية طالما انها ما زالت تعمل كالمعتاد”.

واضافت الوزارة محذرة “ان اولئك الذين يختارون البقاء في سوريا او التوجه اليها بالرغم من تحذيرنا، عليهم ان يعلموا انه من المرجح جدا ان لا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم اي خدمة قنصلية عادية في حال حصول تدهور جديد للنظام العام او في حال اشتدت الاضطرابات المدنية”.

كما رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين قد يؤدي الى تأخير ساعة رحيل الرئيس بشار الاسد لكن الرجوع الى الوراء لم يعد ممكنا.

وكتبت كلينتون في مقالة نشرتها جريدة الشرق الاوسط السبت ونشرت وزارة الخارجية الاميركية الترجمة الرسمية لها “من الواضح بشكل متزايد ان الرئيس الاسد قد اتخذ خياره. ولكن بينما قد يمكنه استمرار الوحشية من تأخير التغيير الجاري في سوريا، الا انه لن يعكس مجراه”.

كذلك اجرت كلينتون الجمعة محادثة هاتفية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بشأن مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا، كما اعلنت الخارجية الاميركية.

وكان مسؤول اميركي كبير اعلن الجمعة ان الولايات المتحدة تدرس امكانية ملاحقة النظام السوري بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” للضغط عليه من اجل وقف قمع المحتجين.

وقال هذا المسؤول ان اجراءات جديدة من بينها عقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز في سوريا، تدرس في اطار حملة اوسع لتعزيز الضغط على الرئيس بشار الاسد.

وادت اعمال العنف في سوريا الى مقتل 1297 مدنيا و340 من عناصر الامن واعتقال حوالى عشرة الاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف آذار/مارس، وفق مصادر حقوقية.

كما لجأ خمسة الاف اخرين الى لبنان

اكثر من عشرة الاف لاجئ سوري في تركيا

وتصاعدت عمليات النزوح من سوريا الى تركيا في الساعات الأخيرة الماضية ليفوق العدد 10 آلاف شخص فروا من الاضطرابات التي تشهدها بلادهم.

وكشفت ادارة الكوارث والأزمات التابعة لرئاسة الوزراء التركية في بيان لها عن أن عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا بلغ حتى الآن 10114 شخصا وذلك بعد أن عبر 421 سوريا الحدود التركية خلال الساعات ال24 الماضية.

وأشار البيان الى أن الجيش التركي يتولى الاهتمام بهؤلاء اللاجئين ويتم نقلهم الى المخيمات أو المستشفيات كما أنشأت السلطات مستشفى ميدانيا صغيرا في ياغلادادي وهو اكبر المخيمات لتأمين العناية الطبية الطارئة للجرحى.

جاء ذلك فيما أكدت السلطات التركية ان “حدودها ستظل مفتوحة” مع خشيتها من تدفق كبير للاجئين بعد أن تكثف وصول السوريين بسبب الأحداث القائمة في بلادهم منذ منتصف مارس الماضي.

وكانت مصادر تركية قد ذكرت من قبل ان تركيا بامكانها استيعاب 10 آلاف لاجئ وبعدها قد تفكر في اقامة منطقة عازلة والاستعانة بالمنظمات الدولية لمواجهة الأزمة.

وقال المسؤولون انه يتم تقديم ثلاث وجبات يوميا للاجئين فضلا عن الرعاية الطبية والمياه الساخنة ومعدات منزلية مثل الغسالات والتلفزيونات.

وكانت النجمة الاميركية انجيلينا جولي قد زارت احد المخيمات الجمعة بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وصرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الخميس ان تركيا ستبقي على حدودها مفتوحة امام السوريين الفارين من العنف وستواصل تقديم المساعدات الانسانية لالاف الاشخاص المحتشدين على الجانب الاخر من الحدود في سوريا نفسها.

وقد نزح كثير من اللاجئين من مدينة جسر الشغور التي شهدت حملة عنيفة نفذها الجيش السوري عقب احتجاجات مناوئة للحكومة. وتبعد البلدة السورية 40 كيلومترا عن الحدود التركية.

شباب يقيمون مركزا اعلاميا قرب الحدود التركية لنشر اخبار القمع في بلدهم

وبادر شباب سوريون رغم المخاطر التي تهدد حياتهم، الى تاسيس مركز اعلامي قرب الحدود التركية لاطلاع العالم على القمع الجاري في بلدهم حيث تفرض قيود على حركة الصحافيين.

وفي المركز الذي هو عبارة عن غرفة صغيرة في مكان سري قريب من الحدود التركية السورية، يجمع المعارضون الصور والأشرطة التي يرسلها المحتجون من مختلف المدن السورية، ويقومون بنشرها عبر الانترنت.

وكل ما يملكونه هو جهاز تلفزيون وطابعة واربعة اجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف جوالة واتصال بالانترنت.

ولقد علمتهم تجربتهم انهم قد يدفعون حياتهم ثمنا لتسجيل وقائع القمع، ومن بينهم حسين الذين شاهد أخاه يقتل اثناء تصوير تظاهرة.

ويقول حسين ان تلك الواقعة الاليمة زادت من تصميمه على التحدي.

ويروي كيف اطلقت قوات الامن “النار بدم بارد على المحتجين السلميين. كان اخي يصور الحدث عندما قتل. انه بطل لانه اصيب وهو يصور”.

“لقد ضقنا ذرعا بالقمع والفساد والفقر”.

ويعمل نحو 30 شابا في المركز الصحافي ومعظمهم من مدينة جسر الشغور في شمال غرب سوريا، والتي شهدت حملة قمع دامية تسببت بنزوح الالاف الى تركيا التي تبعد عنها اربعين كيلومترا.

وينشر الشباب افلام الفيديو والصور عبر مواقع التواصل الاجماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر.

ويقول جليل الناشط الاخر في المركز “بما ان الحكومة تمنع الصحافيين الاجانب من تغطية الاحداث، فقد اصبح الشباب صحافيين بحكم الامر الواقع في كل مدينة. بعضهم يصورون اشرطة فيديو واخرون يجرون مقابلات وينشر بعضهم ما يصورونه عبر الانترنت”.

وبين الشباب نجار يدعى جهاد في الثامنة والعشرين من عمره.

ويقول الشاب الذي يرتدي كوفية زرقاء “مهمتي ارسال اشرطة الفيديو التي تصور ما يحصل في المدن السورية الى محطات التلفزيون عبر يوتيوب. هي تظهر ما تفعله اجهزة الامن والاحتجاجات وكل شيء”.

ويضيف “انا اخشى على حياتي، ولذلك اخفي وجهي. ولكني لا افعل شيئا مخالفا للقانون. انا انقل فقط ما يحصل. لست ارهابيا ولا مسلحا. انا فقط واحد من الشباب المنادين بالحرية”.

وكان المركز الاعلامي يرسل في البداية صورا واشرطة عن الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات، ولكن مع ازدياد حدة القمع، بدأ الناشطون ينشرون انباء عن القتلى والجرحى.

ويقول جليل “نحن ننقل وجهة نظر الشارع السوري عما يحصل”.

وقطعت الحكومة كل قنوات الاتصال لمنع نشر اشرطة الفيديو والصور عبر الانترنت، ونجح الناشطون في الالتفاف على المنع ولكنهم يرفضون الكشف عن كيفية القيام بذلك.

ويقول جليل ان “النظام يعتبر اي نشاط خارج عن سيطرته عملا ارهابيا. الحكومة تعتبرني الان مثل (اسامة) بن لادن”، زعيم تنظيم القاعدة.

ويروي جهاد من جانبه كيف نجح في الافلات من قبضة اجهزة الامن.

ويقول “لقد جاءوا الى منزلي لاعتقالي. نبهتني زوجتي فصعدت الى السطح، ثم قفزت على سطح آخر وهربت”.

ويؤكد جهاد ان القمع الدامي ادى الى تجذير حركة المعارضة.

ويوضح “في البدء كان هدفنا كشباب هو فقط الحصول على الحرية. ولكننا اليوم نريد اسقاط النظام، لقد فقدنا كل ثقة بهم”.

ويؤكد الناشطون حرصهم على سلامتهم وعلى سرية نشاطهم. ويقول حسين “علينا ان نعمل في مكان سري لان الحكومة بدأت تستهدفنا ما ان ادركوا ما نحن فاعلون. يريدون اعتقالنا ورمينا في السجن”.

وتقول منظمات غير حكومية ان اكثر من 1300 مدني قتلوا و340 من قوات الامن في اعمال العنف منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس الماضي. كما اعتقل حوالى 10 الاف شخص.

وائل مرزا لـ «الشرق الأوسط»: زمن الحديث عن الإصلاح انتهى ونطالب الحكومة بالتغيير الجذري

المعارضة تتحدى أن يوقف النظام إطلاق الرصاص لأسبوع واحد

لندن: نادية التركي

ضاعفت المعارضة السورية في أوروبا جهودها مؤخرا من أجل مساعدة الثورة السورية، وشهدت عدة تحركات من أجل تحقيق تقدم في مجال التنسيق بين أطرافها.

الدكتور وائل مرزا معارض سوري مستقل يعمل مع المعارضة السورية في الخارج، ويعيش في دول الخليج، وهو أكاديمي متخصص في حقل الأنظمة السياسية المقارنة، غادر سوريا ولم يتمكن من العودة إليها منذ سنة 1999. «الشرق الأوسط» التقته بمناسبة زيارة يقوم بها لبريطانيا في إطار عمل المعارضة السورية في أوروبا، التي تحاول مساعدة الثوار في الداخل بإيصال مطالبهم للمجتمع الدولي، ودعمهم إعلاميا، وتهيئة ظهور جسر معارض يمثل الثورة في المستقبل.

في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أعرب مرزا عن ألمه الشديد للصمت العربي حيال النازحين السوريين في تركيا، معتبرا أنه من المفترض أن يكون العرب أول الناس وقوفا بجانب الشعب السوري، الذي قدم الكثير للأمة العربية، سواء بإسهاماته الاقتصادية، أم من خلال إسهاماته الفكرية أو الثقافية، ومن خلال عطائه الفني والدرامي، وأشار إلى أنه يتمنى أن يكون الصمت الرسمي عملا من أجل حل الأزمة دبلوماسيا.

ووصف مرزا الجامعة العربية بأنها «مؤسسة شبه ميتة»، مع بعض التفاؤل بصدور إشارات إيجابية تجاه الشعب السوري، من قبل الأمين العام لها عمرو موسى.

وعن مسألة «غياب البديل» التي يروج لها النظام السوري من جانبه، ويجري الحديث عنها في بعض دوائر الإعلام والمجالس السياسية الإقليمية والعالمية، أكد مرزا أنها من أكبر الخرافات، وأن سوريا بلد فيه إمكانات في الداخل والخارج، وهناك الكثير من المثقفين، وعلى العكس اعتبر سوريا بلدا مصدرا للمثقفين وذوي الخبرات. وذكّر مرزا بموقف الأسد الذي قال عندما سئل عن الإصلاح إن الثورة تحتاج إلى جيل، ووصفه بأنه ينظر بدونية إلى الشعب، والآن يقول انتظروا أسبوعا للإصلاحات.

وتحدى مرزا الأسد طالبا أن يمنح الشعب السوري ضمانا بأسبوع واحد من دون إطلاق رصاص، وسيخرج كل الشعب ضده.

وعن مبررات منطق التخوين والمؤامرة مثلا لبعض الأشخاص، مثل الحقوقي هيثم مناع الذي اتهم بالعمالة، ومفكر بحجم برهان غليون، صرح مرزا بأنها حالة ثقافية سائدة عربيا، خلقتها الأنظمة الديكتاتورية «ففي السابق كان الخطاب السياسي محصورا في الأنظمة، ولم يكن للشعوب رأي، وكان خطابها تخوينا ومؤامرات، أما الآن فالحكومات تمارس منطق إن لم تكن معي مائة في المائة فأنت ضدي».

وحول إعلان واشنطن أن لديها طرقا مختلفة للضغط على النظام، بين مرزا استياءه من هذا الموقف، واعتبر أنه من المفترض إعلان موقف واضح بعدم شرعية النظام السوري، مؤكدا أن الانطباع السائد الآن أن هناك نفاقا، فمن ناحية تتحدث أميركا عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لكن وقت العمل الحقيقي لا يقوم المجتمع الدولي بدوره. واعتبر أن الغرب يستطيع الضغط من خلال سحب السفراء، وأن ذلك حصل سابقا في مصر وتونس. وبين استغرابه من أن أميركا أعلنت عدم شرعية مبارك بعد 15 يوما من قيام الثورة، وفي سوريا مضت ثلاثة أشهر وما زالت تطرح إمكانية الإصلاح مع بشار الأسد، وهذا خطير. وعن إمكانية سحق الثورة، أكد مرزا أنه لو كان في استطاعة دبابات النظام أن تقضي على الثورة لفعلت ذلك منذ اليوم الأول، لكن في كل مرة يتراجع فيها الشعب، فإنه يعود للخروج بعد ابتعاد الدبابات لمسافة كيلومتر واحد، مستشهدا بما حصل في درعا وحمص، حيث قمعت المسيرات ليوم أو اثنين، وكذلك في جبلة وبانياس واللاذقية.

مخلوف أول سقوط علني لأحد أعمدة النظام في سوريا

بيروت: أنتوني شديد*

أعلن رامي مخلوف، أقوى رجل أعمال في سوريا، وهو ابن خال الرئيس بشار الأسد والمؤتمن على أسراره، أول من أمس، أنه سيترك عالم التجارة ويتفرغ للعمل الخيري، حسبما أعلن التلفزيون السوري. وإذا ما ثبتت صحة ذلك، فإنه يوحي بأن قلقا بالغا سيطر على الرئيس بشار الأسد حيال استمرار المظاهرات بدرجة دفعته إلى التضحية بأحد أقاربه علانية؛ سعيا إلى تهدئة نيران الغضب الشعبي.

ويعد رجل الأعمال رامي مخلوف (41 عاما)، صاحب الإمبراطورية التجارية الضخمة، الذي تحول لهدف صبت عليه مشاعر الغضب على امتداد الشهور الـ3 الماضية منذ بداية المظاهرات، وبات يعد بمثابة تجسيد لمختلف تجاوزات القيادة السورية. وخلال المظاهرات، أضرمت النيران في مكاتب شركة «سيرياتيل» للهواتف الجوالة التي يملكها أثناء المظاهرات، وردد المتظاهرون هتافات معادية له. وبينما شككت قيادات معارضة في مدى صدق الخطوة، فإنه حتى لو كانت الخطوة رمزية فإنها ربما تبقى مهمة في وقت يواجه الأسد أخطر تحد له على امتداد سنوات حكمه الـ11. وأوضح محللون أنه للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة، أجبر شخص يبدو كواحد من أعمدة النظام على التنحي جانبا علانية، في تنازل مثير للصدمة بالنسبة لنخبة حاكمة شديدة التماسك تربطها أواصر قرابة وولاءات قبلية.

من جهته، قال بسام حداد، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط لدى برنامج جورج ميسون: «تستخدم الحكومة الآن مجموعة أخرى من الكروت، وهي مجموعة تتناول بصورة مباشرة مطالب المتظاهرين. ويعتبر مخلوف رمزا للفساد داخل النظام. كمؤشر على حدوث تغيير جوهري في النظام، يمكن القول بأن هذا القرار جاء متأخرا للغاية، ولن يقبل المتظاهرون هذا القرار بجدية».

خلال مؤتمر صحافي نظمته وكالة الأنباء السورية الرسمية، صور مخلوف قراره باعتباره نابعا منه، غير أنه من غير المحتمل أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار من دون موافقة، بل وربما إصرار الأسد.

وأعلن مخلوف أنه سيعرض أسهم من «سيرياتيل»، أكبر شركة هواتف جوالة في سوريا، على الفقراء وأن جزءا من الأرباح سيوجه إلى أسر قتلى المظاهرات. وأشار إلى أن أرباح مشاريعه الأخرى ستخصص لنشاطات خيرية وإنسانية. كما تعهد بأن لا يشارك في أي مشاريع تجارية جديدة لتحقيق مكاسب شخصية.

ومثل هذا القرار لحظة مهينة لرجل يحرص على البقاء بعيدا عن الأضواء، ونادرا ما يسمح بإجراء مقابلات إعلامية معه، ويصفه منتقدوه بأنه مصرف آل الأسد. وعكس صعود نجم مخلوف جهود عائلة الأسد لتعزيز قبضتها على البلاد على مدار العقود الـ4 الماضية، وكان والده محمد، خال الأسد، من أقطاب المجتمع السوري، وشقيق رامي مخلوف، حافظ، يتولى منصب رئيس الاستخبارات في دمشق.

في المقابل، يثني أنصار مخلوف عليه لاستثماره في البنية التحتية السورية المتهالكة، والمكاتب الأنيقة التي تتميز بها «سيرياتيل» ويعد العمل فيها حلما يراود الشباب الحضري المتعلم. إلا أن منتقدي مخلوف يفوقون في عددهم مؤيديه بكثير، ويرون أن كراهية الشعب له لا تضاهيها سوى كراهيته لشقيق بشار الأسد، ماهر، وهو أحد الشخصيات التي يخافها ويمقتها السوريون، ويتولى قيادة الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة النخبوية.

الملاحظ أن مخلوف يتميز بنفوذ هائل وصلات عميقة بقيادة البلاد، مما دفع المعارضة إلى انتقاد الخطوة الأخيرة باعتبارها محض دعاية. وتكهن آخرون بأن هذه الخطوة ترمي إلى الالتفاف على العقوبات المفروضة على مخلوف من جانب الاتحاد الأوروبي، حيث وضع اسمه على قائمة مؤلفة من 13 شخصا تم تجميد أصولهم ومنعهم من السفر إلى دول الاتحاد.

وقد فرضت الولايات المتحدة أيضا عقوبات ضده عام 2008، متهمة إياه بالتلاعب بالنظام القضائي واستغلاله الاستخبارات في تخويف المنافسين.

من ناحيته، قال عمار قربي، رئيس الاتحاد الوطني السوري لحقوق الإنسان: «ليست هناك شفافية في إعلانه، لأننا لا ندري ماهية ما يملكه وحجم ثروته. إنها خطوة مصممة للاستهلاك الإعلامي فقط».

إلا أن دبلوماسيين قالوا إن الأسد نفسه ثار غضبه بسبب المقابلة التي أجراها مخلوف مع «نيويورك تايمز» في مايو (أيار)، وسلط خلالها الضوء في حادثة نادرة على النظام السوري الغامض من الداخل. وجاءت التعليقات الصريحة التي أدلى بها مخلوف بمثابة كارثة على صعيد العلاقات العامة لحكومة تواجه بالفعل ضغوطا دولية متصاعدة بسبب حملتها الشعواء التي يقدر ناشطون أنها خلفت وراءها 1300 قتيل وأكثر من 10000 سجين.

خلال المقابلة، قال مخلوف إن الحكومة ستقاتل حتى النهاية في صراع قد يلقي الشرق الأوسط برمته في حالة من الفوضى، بل وربما الحرب، ملمحا إلى أن الأسرة الحاكمة تساوي بين بقائها وبقاء الطائفة الأقلية الداعمة لسلطتها، وأنها تنظر إلى المظاهرات ليس باعتبار أنها تعلن مطالب مشروعة، وإنما باعتبارها تغرس بذور حرب أهلية. وأضاف خلال المقابلة: «إذا لم يكن هناك استقرار هنا، فمن المستحيل أن يصبح هناك استقرار في إسرائيل. من المستحيل أن يتحقق ذلك، ولا أحد يمكنه ضمان ما سيحدث إذا ما لحق بالنظام – لا قدر الله – مكروه». ومع أن مسؤولين سوريين سارعوا إلى إقصاء أنفسهم عن التعليقات، مشيرين إلى أن مخلوف لا يشغل منصبا رسميا في الحكومة، استغل معارضون ودبلوماسيون تعليقاته كدليل على عدم استعداد الحكومة للتغيير.

في بعض جوانبها، بدت التعليقات تعبيرا صريحا عن فكرة سعت الحكومة إلى تعزيزها منذ اشتعال المظاهرات في مارس (آذار) هي «نحن أو الفوضى».

مثلا، قال مخلوف: «يجب أن يعلموا أنه عندما نعاني، لن نعاني بمفردنا».

رغم أنه كان مشهورا قبل تقلد الأسد الحكم عام 2000، وتنامت ثروة مخلوف بعد فوزه وشركائه المصريين بعقد من عقدين لشركات هواتف جوالة. في نهاية الأمر، اضطر شركاؤه إلى بيع حصتهم. ومع ابتعاد سوريا عن الاقتصاد الموجه اقتحم مخلوف أكثر قطاعات الاقتصاد إدرارا للربح: العقارات والنقل والصرافة والتأمين والتعمير، بجانب إنشائه فندق 5 نجوم في دمشق ومتاجر لا تخضع للجمارك في المطارات وعلى الحدود.

ويتولى مخلوف منصب نائب رئيس «شام هولدنغ»، التي أنشئت عام 2007 بمشاركة 73 مستثمرا، ورأسمال بلغ 360 مليون دولار، في ما صوره الكثيرون كمحاولة لربط رجال الأعمال الأثرياء بالحكومة، بينما يعتقد محللون سوريون أنه المالك الحقيقي للشركة. وأفادت تقارير أنه باع متاجره غير الخاضعة للجمارك لشركة كويتية في مايو (أيار)، رغم تلميح البعض بأن الخطوة ليست سوى مجرد محاولة للالتفاف على العقوبات. وجاء الإعلان الأخير من جانب مخلوف قبل يوم من المظاهرات الأسبوعية التي تشتعل بعد صلاة الجمعة. وذكر دبلوماسيون أن الأسد يستعد هو الآخر لإلقاء خطاب، غدا، الأحد، يصفه مسؤولون سوريون بالمهم، وربما يسلط الضوء على جهود حكومية أكثر جدية للدخول في حوار مع المعارضة.

* خدمة «نيويورك تايمز»

لا عودة إلى الوضع السابق في سوريا

هيلاري رودهام كلينتون

مع استمرار القمع العنيف في سوريا أظهر الرئيس الأسد أن اهتمامه بالتشبث بسلطته أكثر من اهتمامه بشعبه.

لقد انضم المجتمع الدولي إلى السوريين في حزنهم على موت الكثيرين من الناس الأبرياء بمن فيهم الصبي البالغ من العمر 13 عاما الذي عذب بوحشية وشوه. فقد بلغ عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات ما يقدر بنحو ألف وثلاثمائة سوري. وتم حبس عدة آلاف وتعرضوا لسوء المعاملة. وطوقت قوات الأمن السورية المجتمعات الأهلية وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات والإنترنت. وتباطأ النشاط الاقتصادي وأصبحت البلاد تعاني عزلة متزايدة، بينما يتزايد شعور المواطنين بالإحباط وخيبة الأمل يوميا.

وقد ردد الرئيس أوباما في خطابه الذي ألقاه يوم 19 مايو (أيار) مطالب المتظاهرين الأساسية المشروعة، وهي أن على حكومة الأسد أن تكف عن إطلاق النار على المتظاهرين، وأن تسمح بالاحتجاج السلمي، وتطلق سراح السجناء السياسيين، وأن تتوقف عن الاعتقالات المجحفة، وتمكن العاملين على رصد الحقوق الإنسانية من الوصول، وأن تبدأ حوارا شاملا لدفع عجلة التقدم إلى التحول الديمقراطي. وبإمكان الرئيس الأسد أن يختار إما أن يقود عملية الانتقال وإما أن يتنحى ويخلي لها السبيل.

ومن الواضح بشكل متزايد أن الرئيس الأسد قد اتخذ خياره. ولكن بينما قد يمكنه استمرار الوحشية من تأخير التغيير الجاري في سوريا، إلا أنه لن يعكسه عن مجراه.

إن علينا في الوقت الذي يستجيب فيه جيران سوريا والمجتمع الدولي لهذه الأزمة، أن نسترشد بالإجابات عن عدد من التساؤلات المهمة وهي: لماذا ثارت؟ وما الذي تكشفه التدابير الصارمة عن الرئيس الأسد ونظامه؟ وإلى أين تتجه سوريا من هنا؟

أولا، ينبغي ألا يكون هناك أي شكل في طبيعة الاحتجاجات في سوريا، فأبناء الشعب السوري، شأنهم شأن التونسيين والمصريين والليبيين وغيرهم من أبناء الشعوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يطالبون بحقوقهم العالمية التي طال حرمانهم منها ويرفضون حكومة تحكم من خلال الترهيب وتبدد مواهبهم عن طريق الفساد وتحرمهم من شرف أن يكون لهم صوت في تقرير مصيرهم. وهم يعملون على تنظيم أنفسهم بما في ذلك تشكيل لجان التنسيق المحلية ويرفضون التراجع والتنازل حتى في وجه العنف المتفجر.

وإذا كان الرئيس الأسد يعتقد أن الاحتجاجات هي من عمل محرضين من الخارج – كما ادعت حكومته – فإنه على خطأ. صحيح أن بعض الجنود السوريين قتلوا، ونحن نأسف لفقدان أرواحهم أيضا. لكن الأكثرية الساحقة من الإصابات والضحايا كانت بين المدنيين العزل من السلاح. ويسعى النظام من خلال استمراره في منع دخول الصحافيين الأجانب والمراقبين إلى إخفاء هذه الحقائق.

ثانيا، إن الرئيس الأسد يظهر وجهه الحقيقي من خلال تبنيه الأساليب القمعية التي تقوم بها حليفته إيران ويضع سوريا على مسار يحولها إلى دولة منبوذة.

إن الرئيس الأسد من خلال تبعيته لإيران، إنما يضع نفسه ونظامه في الجانب الخاطئ من التاريخ. إنه سوف يدرك أن الشرعية تنبثق من رضاء الشعب ولا يمكن أن تتحقق من خلال الرصاص والهراوات.

لقد أدت حملة القمع العنيفة التي يمارسها الرئيس الأسد إلى تقويض مزاعمه بأن يكون مصلحا. لقد قدم التعهدات والوعود لسنوات، ولكن كل ما يهم الآن هو أفعاله. إن أي خطاب، مهما صفق له بإخلاص المدافعون عن النظام، لن يغير من حقيقة أن أبناء الشعب السوري لم تتح لهم الفرصة أبدا لانتخاب قادتهم بحرية على الرغم مما قيل لهم بأنهم يعيشون في جمهورية. إن هؤلاء المواطنين يريدون رؤية انتقال حقيقي إلى الديمقراطية ويريدون حكومة تحترم حقوقهم العالمية وتطلعاتهم.

فإذا كان الرئيس الأسد يعتقد أنه يستطيع المضي في ما يقوم به دون عقاب لأن المجتمع الدولي يأمل في تعاونه في القضايا الأخرى، فهو أيضا مخطئ في هذا. ومن المؤكد أنه يمكن الاستغناء عنه وعن نظامه.

وقد تستطيع دولة سوريا أن تنعم بالوحدة والديمقراطية والتعددية وأن تلعب دورا إيجابيا ورائدا في المنطقة، ولكن سوريا في ظل الرئيس الأسد أصبحت مصدر زعزعة للاستقرار بصورة مطردة. فتدفق اللاجئين على تركيا ولبنان، وإذكاء التوترات في الجولان هما برهان يبدد التصور بأن النظام قلعة من الاستقرار الإقليمي يجب صونها.

أخيرا، إن الجواب على أهم تلك الأسئلة – ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل سوريا؟ هو جواب يزداد وضوحا: إنه لا رجعة في ذلك.

لقد أدرك السوريون أن ممارسة العنف تعتبر دليل ضعف من جانب نظام يحكم بقوة الإكراه والقسر، لا بالرضا والموافقة. وبالتالي فقد تغلب الشعب السوري على مخاوفه وهز دعائم هذا النظام المستبد.

إن سوريا تتجه نحو نظام سياسي جديد والشعب السوري هو الذي يجب أن يصوغ هذا النظام. ومن حق هذا الشعب أن يصر على المحاسبة، ولكن ينبغي عليه أن ينأى بنفسه عن أي إغراء بالاقتصاص أو الانتقام مما قد يقسم البلد، بل أن يتكاتف بدلا من ذلك لبناء سوريا ديمقراطية تنعم بالسلام والتسامح.

وبعد اعتبار الأجوبة عن كل هذه الأسئلة، فإن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوري وحقوقه العالمية. ونحن نشجب تجاهل نظام حكم الأسد لإرادة مواطنيه والتدخل الماكر لنظام الحكم الإيراني.

لقد فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على كبار المسؤولين السوريين، بمن فيهم الرئيس الأسد. ونحن نستهدف بعناية قادة حملة القمع والبطش وليس الشعب السوري. وقد رحبنا بقرارات الاتحاد الأوروبي فرض عقوباته الخاصة وقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الشروع في تحقيق في الانتهاكات والإساءات. وسوف تواصل الولايات المتحدة التنسيق عن كثب مع شركائنا في المنطقة وحول العالم لتكثيف الضغط على نظام حكم الأسد وعزله أكثر فأكثر.

ولن يكف الشعب السوري عن المطالبة بالكرامة وبمستقبل متحرر من الترهيب والخوف. إنه يستحق حكومة تحترم شعبها وتعمل على بناء وطن أكثر استقرارا ورخاء، ولا تضطر إلى التعويل على القمع في الداخل والنعرة المعادية في الخارج لتحكم قبضتها على السلطة. إن الشعب السوري يستحق وطنا يكون موحدا وديمقراطيا وقوة إلى جانب الاستقرار والتقدم. وهذا أمر حميد لسوريا وحميد للمنطقة وحميد للعالم أجمع.

* وزيرة الخارجية الأميركية

عشرات الآلاف يتحدون النظام.. ومظاهرات عارمة في دمشق.. وحلب تخسر أول قتيل

يوم دموي جديد في «جمعة الشيخ صالح العلي».. وناشطون يتحدثون عن 16 قتيلا

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

رغم التعزيزات العسكرية والحصار التي تعاني منه مدن سورية كثيرة، وإعلان رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، تخليه عن أعماله التجارية لصالح الأعمال الخيرية، تحدى عشرات الآلاف من السوريين قمع الأمن أمس، وخرجوا في مظاهرات عمت أنحاء البلاد في «جمعة الشيخ صالح العلي»، ومن بينها درعا وإدلب.

ولم يمر يوم أمس من دون قتلى وإصابات جديدة، وسقط من بين القتلى والمصابين أطفال، إذ قالت جماعة نشطاء تنسق الاحتجاجات الشعبية في سوريا إن قوات الأمن قتلت بالرصاص نحو 16 محتجا. وأضافت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان، أن عدد القتلى يشمل أول محتج يسقط قتيلا في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا. وقال ناشطون إن الطفل أنس الحريري البالغ من العمر 13 عاما، قتل في داعل في درعا، برصاص رجال الأمن.

وقال شهود عيان في بلدة دير الزور الشرقية إن شخصين قتلا بالرصاص عندما حاولا تمزيق صور للأسد وأبيه الذي حكم سوريا لمدة 30 عاما حتى وفاته في عام 2000. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن مسلحين قتلوا فردا في قوات الأمن في حمص وأصابوا عشرين آخرين. وقال ناشطون إن عشرات الآلاف احتشدوا في درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد حكم الأسد، وفي مدينتي حمص وحماة شمالي دمشق، وفي ضواح حول العاصمة نفسها.

ومن التطورات المهمة التي سجلت أمس، انتشار المظاهرات في قرى جديدة في ريف محافظة حلب، بالإضافة إلى مظاهرات في أحياء وسط حلب رغم السيطرة الكبيرة للأمن والشبيحة على المدينة، والتي حالت خلال الأشهر الماضية دون انخرط مدينة حلب في حركة الاحتجاجات. وفي قلب مدينة حلب، خرجت مظاهرة في حي سيف الدولة، حيث تحدى المتظاهرون قوات الأمن والشبيحة، ووقعت اشتباكات أسفرت عن إصابة عدد من المتظاهرين وسقوط قتيل.

أما التحدي الأبرز فكان في محافظة أدلب التي تتمركز فيها وحدات من الجيش السوري، بعدما قامت بعمليات واسعة في مدينة جسر الشغور وتخوض عملية أكبر في مدينة معمرة النعمان. ورغم نزوح معظم أهالي مدينة المعرة، فإن من تبقى منهم خرج أمس في مظاهرة بعد صلاة الجمعة، وهتف المتظاهرون لإسقاط النظام.

وبعد يومين على رفع مؤيدي النظام أكبر علم سوري في مسيرة بدمشق، بطول 2500 متر، خرج المتظاهرون السوريون أمس حاملين العلم السوري. ورفع متظاهرون قدر عددهم بمئات الآلاف في حماة علما قالوا إن طوله بلغ 3000 متر، وتم رفعه على طول الشارع الواصل بين مدخل المدينة حيث كان تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد الذي أزالته السلطات المحلية الأسبوع الماضي، وحتى ساحة العاصي وسط المدينة. وقالت مصادر محلية إن «السلطات أنذرت في وقت سابق أهالي حماة من مغبة الاستمرار في التظاهر والدعوة إلى إضراب عام، لا سيما أن دبابات الجيش وصلت إلى محيط المدينة، فكان رد المحتجين أنه لو تم إطلاق رصاصة على المتظاهرين سيدعون إلى إضراب عام لمدة شهر وليس فقط أيام».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من لندن، إن «عددا من أهالي حماة خرجوا يوم أول أمس الخميس لرؤية الدبابات التي باتت على مشارف المدينة، وأنهم حملوا معهم مأكولات ومشروبات للجنود للترحيب بهم، لكن ولدى تكاثر أعداد الأهالي قام الجيش بإطلاق نار في الهواء لتفريقهم».

وبحسب المصادر، فإن أعدادا كبيرة من أبناء ريف حماة يشاركون في مظاهرات المدينة، حيث تخرج أعداد كبيرة من أبناء الريف إلى الطريق العام لتقوم سيارات نقل عام بنقلهم إلى وسط حماة، وهذا ما يدفع السلطات إلى إغلاق الطرق وقطع الاتصالات. ويوم الخميس تم قطع طريق الذهاب بين مدينتي حمص وحماة. أما الذاهبون إلى شمال البلاد فتم تحويلهم إلى طريق فرعي لا يمر بمدينة حماة التي شهدت أمس مظاهرة عارمة تجمعت في ساحة العاصي، وتم رفع أطول علم كتب عليه «حماة لن تركع» في تحد للنظام الذي سير مظاهرة تأييد يوم الأربعاء. وهتفوا مخاطبين شباب دمشق «يا شباب الشام يا شباب الشام.. نحن في حماة أسقطنا النظام».

ورغم الحصار والقمع الشديد الذي تعرضت له مدينة الرستن الواقعة بين مدينتي حمص وحماة، فقد خرجت أمس مظاهرة بعد صلاة الجمعة استمرت لعدة ساعات، رغم الوجود الأمني والعسكري في المدينة. وفي بلدة تلبيسة القريبة من الرستن، خرجت مظاهرة عارمة. ويتحدث ناشطون من المنطقة عن «مجازر» ارتكبها النظام في تلبيسة والرستن خلال الشهرين الماضيين.

وعلى غرار العلم الذي رفعه أهالي حماة، رفع أهالي حي باب السباع في مدينة حمص العلم السوري بمئات الأمتار. كما خرجت مظاهرات في حي الخالدية، وحاولت الوصول إلى ساحة الساعة لملاقاة مظاهرة باب السباع، إلا أن رصاص الأمن كان لهم بالمرصاد وجرى تفريقهم، وتمت محاصرة المتظاهرين في حي الخالدية وقريبا من جامع خالد بن الوليد.

كما حوصر متظاهرون في حي البياضة في حمص، وتحدثت مصادر محلية عن وقوع إصابات كثيرة في إطلاق رصاص جرى في شارع الستين، لدى محاولة متظاهرين من عشيرة الفواعرة وآخرين من حي دير بعبلة، عبور الشارع باتجاه حي البياضة لمؤازرتهم. وقالت السلطات السورية إن عنصرا من قوات حفظ النظام قتل في حمص، في حين أعلن ناشطون عن سقوط قتيلين من المتظاهرين.

وفي مدينة القصير في محافظة حمص، والتي تخرج فيها مظاهرات يومية ليلية ومظاهرات كل يوم جمعة منذ ثلاثة شهور من دون تسجيل أي احتكاك مع الأمن، جرى أمس إطلاق نار لتفريقهم لدى تجمعهم أمام منزل أهالي أحد المتظاهرين الذي قتل تحت التعذيب الشهر الماضي.

وفي تطور مهم، شهدت العاصمة دمشق أكثر من مظاهرة في أكثر من حي، إلا أن أبرز التطورات كانت في حي الميدان، حيث قامت قوى الأمن والشرطة بمحاصرة جامع الحسن الذي دأب المتظاهرون على الخروج منه كل يوم جمعة، واحتجاز أكثر من 700 من المصلين داخله. وبينما كانت الأسابيع الماضية تجري عمليات كر وفر بين المتظاهرين وعناصر الأمن في الشوارع والأحياء المحيطة بجامع الحسن، قامت قوات الأمن أمس بمحاصرة جامع الحسن وبداخله الشيخ كريم راجح الذي يحتل مكانة مرموقة لدى أهالي المدينة.

وقال ناشطون إنهم قاموا بتأمين درع بشري له ليمكنوه من الخروج من المسجد بعدما سمح الأمن له بذلك مع بعض المصلين من كبار السن والعجزة، إذ قام الأمن بإغلاق الجامع ومحاصرته وإطلاق قنابل الغاز. كما تُرك الشبيحة ليهجموا على المصلين ويضربوهم بالهراوات. وتم رشق الحجارة باتجاه الجامع مما أدى إلى تحطيم عدد من نوافذه. وبينما كان الأمن منشغلا عند جامع الحسن، خرجت مظاهرة من جامع الدقاق في الميدان نادت بالحرية وإسقاط النظام، وهتفت ضد بشار وماهر الأسد ورامي مخلوف. أما المظاهرة التي انطلقت من قرب جامع الخياط في منطقة الجادات بحي المهاجرين في دمشق فكانت المؤشر الأخطر بالنسبة للنظام، حيث توجد مشكلات كبيرة في المنطقة على خلفية استملاك الدولة لمساحة كبيرة من الحي، وإنذار الأهالي بالإخلاء. وتبذل السلطة كل جهودها لمنع وصول شرارة الاحتجاجات إلى تلك المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومنازل المسؤولين والسفارات.

أما في ريف دمشق، فقد عادت المدن للانتفاض وعلى نحو أشد رغم كل محاولات إخمادها سواء بالقمع أو الطرق الدبلوماسية التي أثبتت فشلها، فخرجت في حرستا مظاهرات حاشدة وكذلك في القدم والحجر الأسود والمعضمية ودوما وعربين وقطنا وكفر بطنا والتل والزبداني ومضايا. وهذه الجمعة تمكن المتظاهرون من رصف حشودهم في محاولة للتجمع في أماكن واحدة، حيث خرجت مظاهرات ضخمة في مدينة سقبا وحمورية وكفربطنا وجسرين، وقامت بالتوجه إلى ساحة الكركون في كفربطنا.

وأهم تطور في مظاهرات ريف دمشق كان خروج مظاهرة حاشدة في بلدة قارة منطقة القلمون وسط البلاد، التي كانت حتى يوم أمس لم تشهد مظاهرات بعد. وفي اللاذقية على الساحل السوري، خرجت مظاهرات كبيرة في حي الرمل الجنوبي والسكنتوري وبستان السمكة وعين التمرة ردا على المظاهرة المؤيدة التي حدثت في دمشق.

وفي مدينة جبلة الساحلية، تمكنت قوات الأمن من منع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة الحرية، حيث أغلق الشارع المؤدي إليها. وتم تفريق المتظاهرين.

وفي دير الزور (شرق)، خرجت مظاهرات في المدينة وفي قرية القورية القريبة منها وفي مدينتي البوكمال والميادين، وهتفت الجموع «الشعب والجيش إيد بإيد.. وغير إسقاط النظام ما نريد». وفي شمال شرقي البلاد حيث تتركز الأغلبية استمرت مدن القامشلي وعاموا ورأس العين وغيرها، في الخروج للتظاهر كل يوم جمعة، وطالب المتظاهرون بسحب الجيش من المدن التي دخلها.

25 قتيلا بسوريا والجيش يدخل بداما

نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن دبابات الجيش السوري وجماعات مسلحة موالية للرئيس بشار الأسد اقتحمت بلدة بداما التابعة لمدينة جسر الشغور قرب الحدود السورية التركية.

وذكر الشهود أن عشرات الآليات العسكرية دخلت البلدة الواقعة على بعد كيلومترين من الحدود واعتقلت نحو سبعين شخصاً وحرقت عددا من المنازل، وفقاً لشهود عيان.

جاءت هذه التطورات بعد مظاهراتِ يوم أمس ُقتل فيها بنيران قوات الأمن -حسب معارضين سوريين- 25 شخصاً. وشارك في المظاهرات عشرات الآلاف، للتنديد بنظام الرئيس بشار الأسد والمطالبة بإسقاطه.

ففي حمص وحدها قتل ثمانية متظاهرين، وأشار التلفزيون السوري إلى مقتل أحد عناصر الشرطة على أيدي مسلحين.

وقد خرجت مظاهرة في حي الإذاعة في مدينة حلب بشمالي البلاد، وسقط أول قتيل في تلك المدينة منذ تفجر الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا منذ ثلاثة أشهر، بينما قال التلفزيون السوري إنه توفي نتيجة جلطة قلبية.

وقد بثت شبكة شام المعارضة على الإنترنت صورا لإطلاق نار كثيف يتعرض له محتجون في مدينة حمص السورية. وتظهر الصور إصابة أحد المحتجين بطلق ناري.

كما أظهرت صور بثت على شبكة الإنترنت مظاهرة منددة بالنظام السوري في إحدى قرى حوران الشرقية. ورفع المتظاهرون العلم التركي إضافة إلى العلم السوري.

وقد ارتفع إلى 25 عدد القتلى الذين سقطوا بنيران قوات الأمن السورية في مظاهرات أمس التي خرجت في العديد من المدن السورية، منها دمشق وحمص وحماة وحلب واللاذقية والبوكمال والقامشلي ودرعا وبانياس.

وقال معارضون إن عشرات الآلاف خرجوا للمشاركة في جمعة “الشيخ صالح العلي” –وهو أحد قادة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي- للتنديد بنظام الرئيس السوري والمطالبة بإسقاطه.

وقال شاهد عيان من حمص يدعى أبو رضوان للجزيرة نت إن عشرات الجرحى سقطوا في الاحتجاجات بعدة مناطق, مشيرا إلى حصار القوات السورية لحيي البياضة وباب السباع.

دمشق

من جهته تحدث رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عمار القربي للجزيرة عن سقوط جرحى بإطلاق نار على متظاهرين بدمشق, وأشار إلى قطع الاتصالات عن بعض المناطق.

كما أشار إلى أن مئات الآلاف تظاهروا في درعا وحماة, في حين تحدث شاهد عيان عن سقوط خمسة جرحى في نوى قرب درعا أثناء المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام.

وسقط أربعة قتلى في حرستا بريف دمشق وفي دير الزور, أثناء قيام متظاهرين بتمزيق صور الأسد, حيث اندلعت احتجاجات وصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لنظام الأسد قبل ثلاثة أشهر.

أما في حماة فقد حمل المتظاهرون علما كبيرا لسوريا ردا على تحرك مماثل لأنصار الأسد بدمشق قبل أيام. وفي مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور خرج المتظاهرون عقب صلاة الجمعة مطالبين بإسقاط النظام.

وخرج متظاهرون بمدينة كفرنبل بمحافظة إدلب شمالي البلاد بمظاهرة عقب صلاة الجمعة يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، وفق ما جاء في صور بثها ناشطون على الإنترنت.

انشقاق ضباط

وأشار شاهد للجزيرة من الرستن إلى خروج مظاهرات حاشدة رغم التضييق الأمني. ودعا “الضباط الشرفاء” من الرستن للانضمام للاحتجاجات, موضحا انضمام “عدد كبير من الضباط” للمتظاهرين, قائلا إنهم لا يستطيعون الظهور علنا خوفا من القتل والاعتقال. وتحدث عن انشقاق عشرة ضباط على الأقل من الرستن.

وقد أظهر تسجيل على شبكة الإنترنت أحد ضباط الجيش وهو يعلن انشقاقه عن القوات المسلحة. وقال النقيب رياض أحمد -وهو من الفوج الخامس والأربعين من القوات الخاصة وقائد السرية الأولى من الكتيبة تسعمائة وأربعة وسبعين- إنه كان يتمنى توجيه سلاحه نحو العدو الإسرائيلي.

من ناحية أخرى, تحدث حسين أبو الصيف -وهو أحد اللاجئين السوريين في تركيا- عن “فظائع تعرض لها عدد من سكان بلدة جسر الشغور على أيدي ضباط وجنود سوريين اقتحموا البلدة”.

وأوضح أبو الصيف في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن القوات السورية في البلدة قتلت أفراد عائلتين بعد عودتهما من تركيا بناء على تطمينات السلطات السورية, وقال إن القتلى هم من عائلتي أبو هيثم قطقوط وعبد الجليل أبو خليل

خبير عسكري: الانشقاقات في صفوف الجيش السوري مؤشر على انهيار النظام

ضباط أكدوا تورّطهم في عمليات قتل لمتظاهرين عزّل

دبي – آمال الهلالي

أكد خبير عسكري لـ”العربية.نت” أن الانشقاقات المتواصلة في صفوف الجيش السوري تعد مؤشراً لبداية تقويض أركانه وبالتالي إضعاف النظام السوري الذي يعتمد بشكل شبه تام على العنصر العسكري. ويرى اللواء المصري حسين سويلم أن الانشقاقات التي طالت ضباطاً بارزين وجنوداً سوريين ستؤدي حتماً إلى نفس السيناريو الليبي، ولن يبقى في النهاية إلا القلة القليلة من الجيش ذوي المذهب العلوي والمعروفين بموالاتهم لنظام الأسد “بالفطرة”، لاسيما الفرقة 4 وفرقة الحرس الجمهوري والتي تأخذ أوامرها بشكل مباشر من شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد. وأضاف أن الولاء للمذهبية ومعاناة الجيش السوري من عنصر الطائفية هو الذي عطل تسريع وتيرة الانشقاقات دون إيقافها. وأوضح سويلم أن النظام السوري ارتكب خطأً فادحاً و”تاريخياً” من خلال توريط الجيش في عمليات قتل المتظاهرين وفتح النار في وجه الشعب السوري الأعزل في وقت لاتزال فيه الجولان ترزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 37 عاماً دون أن تُطلَق ولو رصاصة واحدة في وجه العدو الصهيوني. ووصف اللواء المصري تصريحات رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وحليفه والتي أدلى بها لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية “بالإهانة التاريخية للجيش السوري”، حين أعلن “أنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا”.

تورّط الجيش في خدعة “العصابات المسلحة”

ومع احتداد قمع المتظاهرين في سوريا واشتداد حملات القتل في مدن مثل درعا وبنياس وجسر الشغور تتواصل بالتوازي عمليات الانشقاق في صفوف عناصر الجيش السوري، حيث أفادت مصادر حقوقية بانشقاق نحو 50 عنصراً من الجيش برتب مختلفة، إضافة لبث بعض العسكريين عبر “اليوتيوب” مقاطع فيديو أعلنوا عبرها صراحة انشقاقهم عن الجيش وانضمامهم لصفوف الشعب على غرار المقدم حسين هرموش الذي أكد بالصوت والصورة تخليه عن مهامه العسكرية رفقة مجموعة من رفاقه وانضمامه للشعب بهدف حمايته من حملات القتل الجماعي والتهجير نحو الحدود التركية.

واعترف هرموش أن قيادات عليا في الجيش أصدرت أوامر بارتكاب مجازر في درعا وجسر الشغور تحت ذريعة تواجد “العصابات المسلحة” ليكتشف الجيش أنه تعرض لخديعة، وبأن عدوه المزعوم ليس إلا بعض النساء والاطفال والشيوخ العزل المطالبين بالحرية والديمقراطية بشكل سلمي.

ولم تختلف اعترافات هرموش كثيراً عن تلك التي أدلى بها الضابط برتبة ملازم أول عبدالرزاق محمد طلاس، والمجند في قيادة الحرس الجمهوري وليد القشعمي،

والنقيب رياض أحمد حيث أكدوا جميعهم تعرضهم لخديعة كبرى من قياداتهم عبر توريطهم في قتل المتظاهرين العزل تحت ذريعة “العصابات المسلحة”.

وناشدوا رفاقهم في الجيش من الشرفاء بالتخلي عن السلاح والانضمام لصف الشعب حقنا لدماء السوريين.

وتزعم الرواية الرسمية التي تروج لها الحكومة السورية اكتشاف مقابر جماعية لعناصر من الأمن والجيش السوري قتلوا من قبل من سمتهم “العصابات المسلحة”، في حين تكذب أوساط حقوقية واعترافات الضباط المنشقين هذه الرواية، وتؤكد ان أغلب الضحايا قتلوا على يد قيادات الجيش بعد أن رفض أصحابها إطلاق النار على المتظاهرين العزل.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2010

مصادر: تركيا “مستعدة” لتأمين ملاذ آمن لماهر الأسد مقابل إصلاحات جدية بسوريا

في آخر “رسالة تحذيرية” من أنقرة للنظام في دمشق

دبي – العربية.نت

أفادت تقارير إخبارية واردة من تركيا السبت 18-6-2011 أن مبعوثاً من أنقرة سيتوجه اليوم أو غداً على أقصى تقدير إلى العاصمة السورية دمشق، حاملاً معه رسالة وصفت من قبل مصدر تركي مطلع أنها آخر “رسالة تحذيرية” إلى الرئيس بشار الأسد، مفادها أنه إذا كان هناك طيف من الشعب السوري ما يزال مستعداً للقبول به كعنوان لإجراء الإصلاحات، فإن الأغلبية الساحقة من الشارع السوري لم تعد تقبل بوجود شقيقه ماهر وفريقه الأمني والعسكري. وتطالب القيادة التركية عبر تلك الرسالة أن يتم إطلاق حرية التظاهر وحرية التعبير ورفع الحظر المفروض على الأحزاب السياسية فوراً، وفي مقدمها جماعة الإخوان المسلمين، من خلال إلغاء القانون 49 للعام 1980 والذي ينص على معاقبة منتسبي الإخوان المسلمين بالإعدام، وإبعاد ماهر الأسد، عن جميع مراكز السلطة من خلال إصدار مرسوم بإقالته من الجيش. وكشف المصدر التركي أن الرسالة تتضمن إشارة إلى استعداد تركيا لاستقبال ماهر الأسد على أراضيها كمتقاعد، أو المساعدة على تأمين ملاذ له في إحدى الدول الأوربية، وضمان عدم ملاحقته إذا كان خروجه وخروج فريقه من السلطة يضمن إطلاق عملية سلسلة وسريعة وجذرية للإصلاحات السياسية.

مقتل 65 لاجئ

من جانب آخر، ذكرت صحيفة “تركيا” التركية أن قوات الأمن السورية قتلت 65 شخصاً من اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى جسر الشغور بعد أن فروا منها قبل دخول الجيش السوري إليها قبل عدة أيام.

 

وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية نقلت يوم أمس الجمعة عن إدارة وضع الطوارئ والكوارث برئاسة الحكوم التركية أن 8904 سوريين يعيشون حالياً في مخيمات بمناطق يايلاداغي والتينوزو وريهانلي بإقليم هاتاي جنوب تركيا.

وقالت الإدارة “أنشأنا أيضاً مرافق أساسية كالمطابخ والحمامات النقالة”، مضيفة أنه بإمكان اللاجئين أن يحصلوا على الطعام والرعاية الصحية والأمان والتعليم وعلى خدمات الترجمة والقيام بأنشطة اجتماعية وخدمات أخرى.

شهود عيان: دمشق منقسمة في شأن حكم الأسد

كتب صحافي يعمل في سورية، فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، يصف اتساع الهوة بين المؤيدين للنظام السوري وبين المناوئين له في دمشق حول الطريقة الناجعة لحل الأزمة التي تمر بها البلاد.

فبعد ثلاثة أشهر من تظاهرات الاحتجاج ضد حكم الرئيس بشار الأسد، و “القمع الدموي” الذي مارسته قوى الأمن التابعة للنظام على معارضيه المحتجين، أصبحت سوريا بلدا أهله منقسمون على أنفسهم.

وفي حين تتواصل الاحتجاجات في طول البلاد وعرضها ضد النظام، شهدت شوارع غربي العاصمة دمشق تظاهرة حاشدة تأييدا لحكم الرئيس الأسد، حيث حمل المتظاهرين فوق رؤوسهم علما سورية بلغ طوله مئات الأمتار، ورفعوا صورا للرئيس الأسد، وارتفعت أصواتهم بهتافات مؤيدة لحكمه.

ومن تلك الشعارات، “الله، سوريا، الأسد، وبس..” التي رددها المتظاهرون، في أجواء أقل ما توصف به أنها كانت احتفالية.

وتقول إحدى المشاركات في التظاهرة، وهي في العشرينيات من عمرها، “لا يمنكك تصوره. إنه جو خاص. أعتقد أنهم يحبون الرئيس.”

“مؤامرة خارجية”

ولكن، على بعد أقل من كيلومتر واحد، في “ميدان” أحد أحياء العاصمة دمشق، فتكاد المشاعر تختلف تماما.

فقد دأب سكان الحي للأشهر الماضية على الخروج كل يوم جمعة في تظاهرة مناوئة للنظام، يشتبكون خلالها مع قوى الأمن التي تحاول تفريق المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع والهراوى التي تطلق شحنات كهربائية.

وكانت شعاراتهم في البدء تطالب بالإصلاح السياسي، لكنها تطورت بمرور الوقت، فأصبحت تنادي برحيل النظام.

ويقول أحد الناشطين من أبناء الحي، “إن النظام غير قادر على تفعيل الإصلاح، إذن يجب أن يرحل.” ويضيف أن المحتجين في سوريا موحدون في ما يريدونه من النظام، أكثر من أي وقت مضى.

وبالرغم من اعتراف الناشطين بأن الأسد وصل الى طريق مسدودة، فإنه لا يزال يحضى بتأييد قوي، خصوصا في مراكز المدن كدمشق وحلب، التي ما زالت تفتقر الى خروج تظاهرات احتجاج حاشدة بين الحين والآخر.

ويقول رياض، وهو احد الناشطين، “أن البعض لا يزال يرى أن النظام يوفر الحماية، فيما يرى اخرون أن الأمر هكذا لان مصالحهم مرتبطة به وأن هناك فئة اخرى مؤيدة له لانها منتفعة من ارتباطها به.”

ومع ذلك فإن اخرين ممن يؤيدون النظام يصدقون رواياته الرسمية، وانهم مقتنعون أن البلد “يتعرض الى مؤامرة خارجية.”

ومن أوجه قناعاتهم تلك “أن الحكومة لا تقمع المحتجين، بل تحارب عصابات مسلحة مدعومة من جماعات اسلامية متطرفة.”

ومنها أيضا، “أنه في حال سقط النظام السوري، فسيؤدي ذلك الى صراع طائفي لا تحمد عقباه بين العلويين والأقليات المسيحية وبين الأغلبية السنية.”

ويبدو أن رواية السلطات السورية “بإقدام عصابات مسلحة على إبادة 120 من رجال الأمن في بلدة جسر الشغور” قد أسهمت في تعزيز هذه “القناعات.”

هذا ونصبت ألواح إعلان كبيرة في الشوارع تدعو الى “الحذر من الفتنة الطائفية.” تقول أحداها، “أنت سوري، وأنا سوري – لا للصراع الطائفي.”

فقدان صداقات

ومع أن المسيحيين السوريين خرجوا في تظاهرات ضد الحكومة مع العلويين والسنة في مختلف أنحاء البلاد، فإن مسيحيي دمشق أظهروا معارضتهم الشديدة لتظاهرات الاحتجاج.

ويقول معلم مسيحي، يبلغ من العمر أربعين سنة، “إن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن الاضطرابات.” ويضيف، “المشكلات تبدأ في جميع المناطق التي يوجد فيها متدينون.”

ويرفض المحتجون فكرة مسؤولية الدين عن تأجيج الأوضاع، وأن لا صبغة دينية لاحتجاجاتهم. هذا بالرغم من اعترافهم أن بعض المحتجين في بعض المناطق “اضطروا الى حمل السلاح من باب الدفاع عن النفس في وجه قوى الأمن المدججة بالسلاح.”

ويقول أحد الصحفيين المؤيدين لقضية المحتجين، “لا شك لدي بأن المستفيد من الأزمة في سوريا هم المهربون وأفراد العصابات.”

ويشير الصحفي الى أن الهوة بين مؤيدي النظام والمحتجين عليه آخذة بالاتساع، الى درجة أنه توقف عن الحديث الى أصدقائه الذين يؤيدون الحكومة.

وهناك بوادر على أن استمرار العنف وإراقة الدماء، خصوصا وأن موجة الاحتجاجات دخلت شهرها الرابع، وأن عدد القتلى زاد على 1000، سيؤدي الى فقدان النظام تأييده.

شهود: دبابات سورية تقتحم بلدة بداما قرب الحدود مع تركيا

عمان (رويترز) – قال شهود ان جنودا سوريين ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد اقتحموا بلدة بداما بالقرب من الحدود مع تركيا يوم السبت وأحرقوا منازل واعتقلوا 70 شخصا في اطار هجوم عسكري واسع النطاق لقمع احتجاجات بدأت قبل ثلاثة شهور.

وقال سارية حمودة وهو محام من تلة مطلة على البلدة “جاءوا في الساعة السابعة صباحا الى بداما. احصيت تسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة و20 سيارة جيب وعشر حافلات. شاهدت الشبيحة يطلقون النار على منزلين.”

وتقع بداما على بعد كيلومترين من الحدود مع تركيا في منطقة جسر الشغور التي فر منها الالاف الى تركيا بعد هجمات الجيش التي تهدف الى قمع احتجاجات على حكم عائلة الاسد الممتد منذ 41 عاما.

رويترز 2011. جميع الحقوق محفوظة.يحظر إعادة نشر أو توزيع المواد الخاصة برويترز بأي وسيلة حتى عن طريق النسخ أو الإضافة إلا بعد الحصول على موافقة مكتوبة من رويترز. اسم رويترز وشعار رويترز علامتان تجاريتان مسجلتان لمجموعة شركات رويترز في أنحاء العالم

الجيش يقتحم بلدة في شمال البلاد وبريطانيا تدعو رعاياها إلى مغادرة البلاد فورا

إعداد فرانس 24

اقتحم الجيش السوري اليوم السبت بلدة حدودية في منطقة ريف ادلب (شمال غرب)، وسط تزايد الضغوط الدولية على نظام بشار الأسد. ودعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة سوريا فورا، فيما أسس بعض الشباب مركزا إعلاميا قرب الحدود التركية لإطلاع العالم على القمع الجاري في بلدهم.

وسع الجيش السوري السبت نطاق عملياته العسكرية التي بدأها في ريف ادلب (شمال غرب) واقتحم بلدة حدودية، في حين تزايدت الضغوط الدولية على نظام بشار الاسد ودعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة سوريا فورا.

ويأتي ذلك فيما تدرس الولايات المتحدة امكانية ملاحقة نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” للضغط عليه من اجل وقف قمع المحتجين غداة تظاهرات جرت في مدن عدة وقتلت خلالها قوات الامن 19 متظاهرا، بحسب مسؤول اميركي.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “الجيش السوري اقتحم السبت عند الساعة السادسة صباحا (3,00 تغ) بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية”.

واضاف رئيس المرصد “انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة” التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها في ريف مدينة ادلب.

واشار عبد الرحمن الى ان “بلدة بداما كانت مصدر تزود الاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الاراضي السورية بالمؤونة”، معربا عن خشيته “من الاثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية”.

كما لفت رئيس المرصد الى “اطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد ان دخلتها فجر السبت سبع سيارات تابعة للامن”.

وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط).

واضاف عبد الرحمن الى ان “التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات واليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف ادلب)”، من دون ان يشير الى وقوع اي عملية عسكرية فيها حتى الان.

وتأتي هذه التحركات العسكرية غداة تظاهرات اطلق عليها منظموها اسم “جمعة الشيخ صالح العلي” والتي جرت في عدة مدن سورية وشارك فيها مئات الالاف، بحسب ناشطين، واسفرت عن مقتل 19 شخصا برصاص رجال الامن كما قال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه.

وكان ناشطون حقوقيون اكدوا لفرانس برس مقتل 12 شخصا اثر اطلاق رجال الامن النار على متظاهرين في عدد من المدن السورية، وزودوا الوكالة بلائحة اسمية للقتلى.

من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن “استشهاد تسعة من المدنيين وعناصر الشرطة وجرح أكثر من سبعين بينهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة عقيد معظمهم سقط في هجمات لمسلحين على مبان عامة واستغلالهم لتجمعات للمواطنين في عدد من المناطق والمدن عقب صلاة الجمعة”.

ودعت بريطانيا السبت رعاياها الى مغادرة سوريا فورا على متن رحلات تجارية، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “ان على الرعايا البريطانيين الرحيل على الفور في رحلات تجارية طالما انها ما زالت تعمل كالمعتاد”.

واضافت الوزارة محذرة “ان اولئك الذين يختارون البقاء في سوريا او التوجه اليها بالرغم من تحذيرنا، عليهم ان يعلموا انه من المرجح جدا ان لا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم اي خدمة قنصلية عادية في حال حصول تدهور جديد للنظام العام او في حال اشتدت الاضطرابات المدنية”.

كما رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين قد يؤدي الى تأخير ساعة رحيل الرئيس بشار الاسد لكن الرجوع الى الوراء لم يعد ممكنا.

وكتبت كلينتون في مقالة نشرتها جريدة الشرق الاوسط السبت ونشرت وزارة الخارجية الاميركية الترجمة الرسمية لها “من الواضح بشكل متزايد ان الرئيس الاسد قد اتخذ خياره. ولكن بينما قد يمكنه استمرار الوحشية من تأخير التغيير الجاري في سوريا، الا انه لن يعكس مجراه”.

كذلك اجرت كلينتون الجمعة محادثة هاتفية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بشأن مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا، كما اعلنت الخارجية الاميركية.

وكان مسؤول اميركي كبير اعلن الجمعة ان الولايات المتحدة تدرس امكانية ملاحقة النظام السوري بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” للضغط عليه من اجل وقف قمع المحتجين.

وقال هذا المسؤول ان اجراءات جديدة من بينها عقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز في سوريا، تدرس في اطار حملة اوسع لتعزيز الضغط على الرئيس بشار الاسد.

وادت اعمال العنف في سوريا الى مقتل 1297 مدنيا و340 من عناصر الامن واعتقال حوالى عشرة الاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف آذار/مارس، وفق مصادر حقوقية.

كما لجأ خمسة الاف اخرين الى لبنان

وادت الاضطرابات الى فرار اكثر من 10 الاف ومئة شخص الى تركيا، بحسب السلطات التركية.

شباب يؤسسون مركزا إعلاميا قرب الحدود

بادر شباب سوريون رغم المخاطر التي تهدد حياتهم، الى تاسيس مركز اعلامي قرب الحدود التركية لاطلاع العالم على القمع الجاري في بلدهم حيث تفرض قيود على حركة الصحافيين.

وفي المركز الذي هو عبارة عن غرفة صغيرة في مكان سري قريب من الحدود التركية السورية، يجمع المعارضون الصور والأشرطة التي يرسلها المحتجون من مختلف المدن السورية، ويقومون بنشرها عبر الانترنت.

وكل ما يملكونه هو جهاز تلفزيون وطابعة واربعة اجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف جوالة واتصال بالانترنت.

ولقد علمتهم تجربتهم انهم قد يدفعون حياتهم ثمنا لتسجيل وقائع القمع، ومن بينهم حسين الذين شاهد أخاه يقتل اثناء تصوير تظاهرة.

ويقول حسين ان تلك الواقعة الاليمة زادت من تصميمه على التحدي.

24 ساعة في بلدة “داريا

كلنا شركاء

لم يكن الذهاب الى داريا يوم الخميس بالأمر السهل, فعند الوصول الى كراجات نهر عيشة. التي ينطلق منها سرفيس داريا. كان هناك حاجز امني للتفتيش والسؤال عن سبب الذهاب الى داريا اذا كنت لست من مواليدها. فقلت لهم انني ذاهب لزيارة الدكتور فلان هو طبيبي ويجب ان يحدد لي موعدا للعملية وعيادته في داريا. فهذه الحجة كانت مقبولة, وعند الوصول الى المدخل الرئيسي لداريا كان هناك حاجز عسكري يقوم بتفتيش دقيق ويطلب الهويات ويقرأ الأسماء ويقوم العناصر بالتأكد من صاحب الهوية ما اذا كان هو الشخص نفسه ام لا.

وصلت الى داريا قرابة الساعة الرابعة عصرا, توجهت الى بيت صديق لي. شرح لي ان داريا استشهد فيها ست شهداء الى الآن, كان آخرها في جمعة أطفال الحرية. وهنا اغلب الأهالي يشاركون في المظاهرات ويصل عددهم الى قرابة خمسة عشر ألف مشارك, ويشكلون قرابة 60% من داريا, واذا استثنيا الأطفال والشيوخ فان الأغلبية تشارك في هذه الاحتجاجات, وكما هو معلوم داريا هي منطقة محافظة اجتماعيا, الا ان النساء قد قررن المشاركة في مظاهرات نسائية فقط, لا يشارك فيها الشباب, كالتي حدثت في بداية الاحتجاجات عندما ذهبن فتيات من داريا وشاركن في مظاهرة أمام البرلمان للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين.

الواحدة بعد منتصف يوم الجمعة:

في هذا الوقت تجولت بسيارة صديقي في داريا. الشوارع خالية من السكان, فالجميع كان متواجدا في الجوامع, لتأدية صلاة الجمعة. فداريا يوجد فيها ما يقارب ثلاثين جامعا. وتخرج المظاهرات من ست جوامع رئيسية وهي: جامع طه وجامع انس, وجامع نور الدين وجامع المصطفى وجامع ابو سليمان الداراني وجامع الرحمن. هذه الجوامع الست هي نقطة انطلاق أهالي داريا, ومن ثم ينطلقون الى الشارع الرئيسي الذي يتوسط داريا, ومن ثم يتجولون في داريا قرابة ثلاثة كيلو متر, ومن بعدها يحتشد المتظاهرين في ساحة أطلق عليها المتظاهرين اسم (ساحة الحرية)

وعندما خرج المصلين من الجوامع بدأت الأصوات تتعالي وبدأ ضجيج أقدام المتظاهرين في داريا يسمع لدى القاصي والداني, والكل أصبح يهتف للحرية ونداءات تضامنية مع المدن والبلدات التي يجتاحها الجيش الآن, كجسر الشغور ومعرة النعمان والبو كمال. وأصبحت الأصوات تتعالى بإسقاط النظام, واللافت للنظر ان الأهالي قد اصطحبوا معهم جهاز صوتي وميكرفونات حملوها على عربة متنقلة ليهتفوا من خلالها لتكون مسموعة لدى عامة أهل داري, كما انه كان هناك الأهالي الذي يتفرجون علينا برش الماء على رؤوس المتظاهرين كيلا يتضايقون من حرارة الشمس التي كانت تبدأ بالارتفاع.

شعارات المتظاهرين في داريا:

رفع المتظاهرين عدد من الشعارات كتبوا على لافتاتهم ” الشعب يريد إسقاط النظام” ولافتة أخرى كتبها عليها” الشعب يريد محاكمة السفاحين” وهي للدلالة على رفضهم للنظام الحاكم الآن ويطالبون برحيله. ولافتة أخرى نعت مواقف الدول العربية وجامعتها المتمثل بالسكوت العربي على الاحتجاجات السلمية في سوريا” جامعة الدول العار كفاكم ظلما لنا” وكتب على لافتات أخرى شعارات نددت بالهلال الأحمر السوري, وسياسة النظام تجاه اللاجئين الذي فروا الى تركيا ولبنان” اين الهلال الأحمر والصليب الدولي من المجازر في سوريا” ” فقط في سوريا, النظام يحول مواطنيه الى لاجئين” كما حمل المتظاهرين نعشا كتب عليه جامعة الدول العربية, للدلالة على الصمت العربي تجاه الثورة السورية السلمية. ولم ينسى المتظاهرين التنديد بالأعلام السوري الذي اعتبروه جزء من الة الحرب على الحركة السلمية في سوريا.

وهذه الشعارات كانت تشير ان المطالب الرئيسية لأهالي داريا؛ هي نفس المطالب الذي ينادي بها باقي المناطق التي تخرج للتظاهرات, وكانت هناك لافتات أخرى تطلب عدم الحوار مع الدبابة ورفض اي حوار مع النظام البعثي. زكان يهتف المشاركين بزوال نظام حزب البعث عن سوريا.

بيان أهالي داريا:

حمل البيان الذي وزع منه خمسة آلاف نسخة مساء يوم الخميس 15-6-2001. في افتتاحيته, أبيات شعر للمجاهد الشيخ صالح العلي جاء فيها:” وما شرع عيسى غير شرع محمد وما الوطن الغالي سوى الأم والأب” هذا البيان الذي يعتبر وثيقة وعهد بين أهالي داريا للالتزام بالمشاركة السلمية ونبذ العنف الذي يحاول النظام بكافة أشكاله تشويه هذه الحركة الاحتجاجية للمظاهرات التي عمت أرجاء سوري منذ أكثر من ثلاثة اشهر. فقد جاء في البيان:

“بعد ان لحق تعسف النظام وبطشه كامل السوريين بكل مكوناته القومية والطائفية, واختلطت دماء السوريين الطاهرة على كامل ارض الوطن. سقطت كل المحاولات المقيتة لجر الثورة السورية باتجاه العنف والطائفية, واثبت السوريون ان الرابط بينهم يفوق كل إشكال التقسيمات الاثنية كانت ام المذهبية”

كما حرص المتظاهرين من أهالي داريا الالتزام بالآمن العام والتحلي بالصفات النضالية العالية فقد اختتم بيانهم:

“ملاحظات لنا نحن متظاهرين أهالي داريا:

1-    لان الوطن لنا سنحرص على امن وسلامة الأملاك الخاصة والعامة. ولن نقترب من اي دائرة حكومية.

2-    ولان الاحترام صفتنا سنتقبل المختلف معنا, وان خرج من نافذته وشتمنا وضربنا فلن نرد عليه الا بابتسامة والسلام.

3-    ولأننا نحرص على الصدق ولن نروج الإشاعات أثناء المظاهرات ولن نستمع لها. وبخاصة إشاعة قدوم الأمن, كيلا ننشر الفوضى والخوف بين المتظاهرين وسنتصرف بهدوء وعقلانية تجاه أية إشاعة او مشكلة”

انتهت المظاهرة حوالي الساعة الرابعة عصرا, واتفقت الجموع على مظاهرة مسائية في نفس الساحة في وسط داريا, التي أطلق عليها ساحة الحرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى