صفحات المستقبل

السفر إلى الحقيقة: دير الزور التي أعرفها، وداعًا/ مُنيه يوسف

 

 

(كُتب هذا النّص في شتاء 2014)

البداية كانت على بقعة غير محددة من أوتوستراد العدوي؛ حيث وقفت الباصات المتوجّهة إلى دير الزور بعشوائية. لا بطاقات، ولا التزام بمواعيد الانطلاق؛ فكلّ ذلك ترف لا داعي له في زمن الحرب.

بانتظار لحظة التحرّك، انتابتني مشاعر متضاربة، لا أكاد أذكر منها الآن سوى الخوف والرهبة من المجهول. القصص المرعبة التي كانت تأتيني من هناك عن عُتاة التطرّف ملأت رأسي، وسبقتُ الزمن إلى بقعة أُجلَد فيها على قارعة الطريق، ربما، لـ “سفوري”.

ما لبث أن تلاشى كلّ ذلك لحظة تحرّك الباص وحُسم الأمر. في بعض الأحيان، يتدخّل القدر فيضعَك على الطريق لحظةَ الخوف، تلك القادرة على تقويض الإرادة مهما بدت شديدةً، الإرادة ذاتها التي جعلت من السعي وراء الحقيقة خيالًا صاحبًا يشدّني ويستبدّ بهواجسي. أردت أن أرى أبعد، وألمس أعمق، وأقترب من واقع لن أدركه ما لم أكن هناك.

وبسرعة، بدأت الحرب تُسفر عن وجهها القبيح، الدمار على جانبيّ الطريق في العباسيين وحرستا أكبر من أن يوصف.. كل شيء كان ضحيّة حرق أو تدمير.

عند عدرا، استقبلَنا أوّل حاجز للنظام، سأل الضابط المسؤول عن وجهتنا، وبناءً عليه، ربما، اختار أن يتصرّف بتلك الطريقة المشينة. بعد تدمر بقليل، ودّعْنا آخر حاجز نظامي، وانقطعت الاتصالات.

مع دنوّ الليل، اقتربنا من الميادين (المحررة)، اجتزنا حاجزين قبل دخولنا المدينة، رفع الأول رايةً سوداء كُتب عليها “لا إله إلّا الله”، وأخرى حملت اسم الكتيبة التي يتبع لها “جند الإسلام”، أمّا الثاني فكان للجيش الحر، وكلاهما تعاملا بلطف.

على جانبيّ الطريق، انتشرت حرّاقات النفط بشراهة على مسافات قريبة، تستدلّ عليها من ألسنة اللهب المستعرة في الظلام والرجال المتحلّقين حولها كأنّهم نفرٌ من الجان في مشهد مستوحى من الجحيم.

ولمّا كان المعبر يغلَق قبل المغيب، فلا داخل ولا خارج إلى المدينة، تعسّر علينا المضي إلى دير الزور، واضطُررنا إلى قضاء الليلة في الميادين.

والمعبر، لمن لم يسمع عنه، مجموعة من القوارب والسفن، بعضها لنقل البضائع والآخر لنقل الركّاب، تقطع النهر جيئةً وذهاباً على مدار الساعة، وعبرَها ينتقل الناس من منطقة النظام إلى المحرّر من المدينة أو الريف، وبالعكس. وهو الشريان الوحيد الذي يمدّ المدينة بنسغ الحياة.

في الصباح بدت معالم “الميادين” واضحةً جليّةً، الرايات السوداء في كل مكان، والشعارات الإسلامية كذلك في صورة تذكّر بأقوال “القائد الخالد” على جدران المدارس، في تماثل غريب للاستبداد على اختلاف مشاربه.

علم الثورة رأيته في مكان أو اثنين، ما زال له ذلك الأثر المحبّب إلى القلب، ترك قلبي مرتعشًا للحظة.. كلمة حريّة أيضًا، على الرغم من أنّها بدت غريبة بين كلّ ذلك السواد.

لم يخلُ الأمر من بعض العبارات التشبيحيّة كالتي تهدّد بالخلافة الإسلامية القادمة، أو تلك الجملة الهزيلة الوحيدة التي استوقفتني على أحد الجدران مكتوبةً بخطّ مرتجف يعوزه الإيمان: “من تُظهر الجسد سيكون السيف هو الحد”. لكنّ أحدًا لم يتعرّض لي بالسيف أو غيرِه، إلّا أنّ جوًّا من عدم الطمأنينة والتأهّب كان مسيطرًا على حواسّي.

على خطّ الريف باتّجاه المدينة، اختلفت الأمكنة وتماثلت الصور، روحٌ واحدة أرْخت على الأفق الضيّق سدولَها، وجعلت من المشهد لوحة بليدة صمّاء. حراقات النفط التي احتلت مجال الرؤية تركت السماء في تلك البقعة وعلى مدّ النظر رماديّةً تختنق بالدخان الذي تنفثه الأرض، الهواء شديد التلوّث، والقتامة صبغت كلّ شيء، حتى الطيور والماشية فقدت لونها الأبيض واتّشحت بالسواد، والريف الجميل بات شيئًا من الذاكرة.

المظاهر المسلّحة كانت حاضرة بشدّة، فالسلاح البسيط يُباع على قارعة الطريق ويُعرض بشكل علنيّ جدًا كأيّة بضاعة مشروعة، المسلّحون ينتشرون بعتاد خفيف، ولم يتعرّضوا للسيّارة التي كنت أستقلّها بأكثر من طلب هوية السائق عند بعض الحواجز.

المعبر كان المحطّة الأخيرة قبل دخول المدينة. خلف النهر يقع بيتي، نهر الفرات الذي يفصل بين آخر حاجز لجبهة النصرة (قبل أن تصبح “فتح الشام”) على الضفّة المحرَّرة، وحاجز النظام على الضفة الأخرى عند النقطة المقابلة تمامًا.

“النهر المزدحم بالقوارب والبشر بدا غريبًا على ذاكرتي التي لطالما حضنت خياله بدفء وألفة.. عندما غادرت المدينة منذ سنتين لم يكن للمعبر من وجود. كان النهر للترفيه والنزهة، ولم يكن قد تحوّل بعد إلى وسيلة أصيلة للاستمرار ومنفذ وحيد على الحياة.

وصلتُ المدينة في اليوم الخامس على التوالي لانقطاع التيار الكهربائي الذي بقي مقطوعاً بشكل مستمر لثلاثة عشر يومًا، في ظل غياب المحروقات، وشحّ المياه، وتحت وطأة الشتاء الثقيل للمنطقة ذات المناخ الصحراوي القاسي. الاتصالات أيضًا كانت مقطوعة منذ أكثر من شهرين خلت.

دير الزور التي أعرفها كانت غائبة. المدينة اختُصرت إلى ثلاثة أحياءٍ مأهولة تعاني اكتظاظًا سكانيًا عاليًا، ومن الطبيعي – مثلًا – أن تجد أكثر من عائلة يسكنون شقّة صغيرة، أو حتى هيكلًا غير مكتمل البناء (بيت على العظم)، أمّا ما تبقّى فقد تحوّل إلى مناطق مدمَّرة أو مناطق اشتباكات. وما هي إلّا أيام قليلة حتى ضُرب حصار على المدينة، فانقطعت المواد التموينية والغذائية وتضاعفت الأسعار، والسوق – الذي اختُصر أيضًا إلى شارع واحد شديد الازدحام – أصبح شحيح الموارد فاحش الغلاء، حتى أنّ أحدهم كان ينادي على بضاعته لإغراء الزبائن بالتصديق والشراء: “لحم عجل حقيقي، لحم عجل حقيقي”.

وعلى الرغم من الوضع المعيشي الذي يوشك أن يكون مأساة بشرية، إلّا أنّني ذُهلت من مدى التأقلم الذي استطاع الناس هناك بلوغه، فوجبات الطعام اختُصرت إلى اثنتين أو واحدة، لا بأس. وانقطاع النور لم يعد مشكلة، فالمدينة تنام مع الغروب وتغرق في الصمت، ولا يبقى سوى صوت المدافع معلنًا يقظتها المستمرة، والتدفئة وإعداد الطعام يعتمدان بشكل أساسي على الحطب أو الكاز إن توفّر، والحدائق العامّة تحوّلت إلى مقابر دُفن فيها ضحايا إجرام النظام من الأهالي، ضمّت إحداها رُفات صديق عزيز.. ذهبت لزيارته حيث يرقد في مثواه الأخير، تحتضنه فسحة ترابية صغيرة أمام منزله.

 

لم يكن الوحيد في تلك البقعة الضيّقة، القبور انتشرت من حوله مستويةً متراصفة؛ فهذه عائلة من تسعة أشخاص وتلك عائلة من خمسة، هنا قبر طفل رضيع وهناك قبور لأشلاء شهداء مجهولي الهوية.

تلك المقبرة ضمّت ضحايا مجزرةٍ شهدتها إحدى ليالي دير الزور الدامية خريف 2012، وهي مشهد واحد صامت، ليس إلّا، لإجرام مستمر حتى اللحظة.

الاشتباكات كانت الخبزَ اليوميّ للمدينة، ولكنّ بقعة الصراع اتّسعت بينما كنت هناك، واحتدمت المعارك حولها، وتقطّعت الطرق المؤدّية إلى العاصمة. وفي انتظار الهدوء النسبيّ الذي لم يطرأ، اضطُررنا أن نسلك في العودة طريقاً طويلةً وغير آمنة، تتوزّعها حواجر الجبهة و”داعش” والنظام.

في ساعة مبكّرة من الصباح اجتزنا المعبر، وكان علينا أن نستقلّ “السوزوكي” عند ضفّة “المحرَّر”، في الطريق المفضية إلى الشارع العام حيث ينتظر الباص الذي يفصلنا عنه حاجز للجبهة.

اقتربنا من الحاجز وبدأت المشاكل تلوح في الأفق، فما إن لمحني الرجل من بعيد حتى بدأ يشير إلى رأسه، وقد بدت عليه علامات الغضب:

– أين حجابك؟

– أنا غير محجبة

صمت للحظة..

– ولَو، تغطّين رأسك، أو أعيدك إلى الجورة (منطقة للنظام).

في البداية، شعرت بالخوف، خوفٍ شديد.. سرعان ما بدأ يختفي لحظة لمست ضعفه.

واستفاقت في أسي الذكرى، صيف 2011: المظاهرات، الهتاف، الوجوه الحيّة.. ثمّ، وجوه الشهداء، المقبرة، صديقي الشهيد، أحسست أنني أحمل أمانة ثقيلة.. هؤلاء ليسوا البديل، وعليهم أن يفهموا ذلك.

– ماذا ستستفيد إن أجبرتني الآن على تغطية رأسي، ثم نزعتُه بعد أن أجتاز الحاجز؟

صمت قليلاً.. سألني أن أعيد ما قلت، ثم ارتبك كتلميذ لم يذاكر درسه، وأجاب إجابةً عصبيّة مضحكة:

– لا بل ستضعين الحجاب طَوال الطريق، ولن تنزعيه أبدًا!

ثمّ تركني وذهب.

كنت أروي لأحد الأصدقاء ما حصل، حين قال: “لمَ فعلتِ ذلك؟.. إنها معركة خاسرة”.

أوّل مظاهرة في دمشق كانت معركة خاسرة، حلم أطفال درعا رسموه على الجدران كان معركة خاسرة، صرخة الحرية في كل مظاهرة كانت معركة خاسرة، الارتماء على الرصاص والاعتقال كان معركة خاسرة، الوقوف أمام جبروت النظام وتحدّيه هو معركة خاسرة! هكذا يقول المنطق، وهذا ما يحكمه قانون التفكير هنا. ولو فكّر الثوّار مرّتين لما اشتعلت الثورة، ولبدت فكرة ساذجة مضحكة.

لكنّ الحريّة حين مسّت تلك الأرواح في تمرّدها لم تسأل أحدًا، ولم تراجع نفسها، ولم تنتظر. ولم تنتظر الثورةُ التي وُلدت فكرة نقيّة تسقط فكرًا لا شخصًا. وفي ظل الفوضى التي أُريد لها أن تكون وتستمر تحت مباركة النظام وفي غمرة سعادته، جيء بمن يجترّ أفكارَ من قامت الثورة تسقطه وتسقط منهجه.

هؤلاء، قد يكونون ضدّ النظام ولكنهم ليسوا مع الثورة، ورفضُ أسلوبهم ونقد أفكارهم هو بوزن الخروج في مظاهرة ضدّ النظام، أو هذا ما شعرت به آنذاك، والسكوت عن هذا هو سكوت عن الظلم. وهنا لا أنكر فضلًا لشرفاء الجيش الحر، مَن رحل ومَن لا يزال صامدًا يقاتل، إنهم أبناء الثورة المخلصون.

بالاقتراب من ريف الرقة؛ كان أوّل حاجز لـ “داعش”، استعدّ الجميع للأسوأ، فالكلمة “داعش” وحدَها لها وقع مختلف. صعد شاب في مقتبل العمر، بدأ بتفحّص الهويات، ثم أخذ يوزّع النكات في الوقت الذي أهَّلنا فيه أنفسنا للتقريع المجاني، أو لسماع محاضرة دينيّة بأفضل الأحوال. لبثنا وقتًا لحين تنسيق أماكن الجلوس وفق ما يقتضي القانون الجديد: النساء جميعًا إلى الخلف، والرجال في المقدمة، ثم مضينا في سلام.

المفارقة أنّ أحدًا لم يتعرّض لي وكنت الوحيدة التي لا ترتدي الحجاب، وتكرّر ذلك على الحواجز الداعشيّة الثلاثة التي تلته.

ربما يكون ما صادفني مجرّد حوادثَ فرديّةٍ، و”داعش” وكل ما تمثّله من استبداد وقمع وإجرام مرفوض جملةً وتفصيلًا، لكن مما لا شكّ فيه أنّ وجود “داعش” وغيرها من الفصائل الإسلامية المسلّحة مصحوب بضجيج أكبر مما هو الأمر عليه في الواقع. والهدف يتعدّى مذهبة الصراع في سورية إلى زرع الرعب في القلوب، وتصوير هؤلاء على أنّهم الوحش الذي لن نستطيع الوقوف في وجه دمويّته، والتسريب المدروس لشعور الخيبة، القادر على إنهاك أكثر العزائم صلابة.

حينَها، لا يكون أمامَنا سوى الانصياع راضين بقضائنا، متلهّفين عودةً إلى زمن العبوديّة والإذلال، محمّلين بالخسارة، متآكلين ندمًا على أيّام كان النظام يحكمنا بالنار والحديد سنوات وسنوات، يكمّ الأفواه، ويملأ المعتقلات، ويتصرّف بمزرعته كما يشاء. لا بأس، فقد ترك لنا آنذاك أن نعيش حرّياتنا الخاصّة على الأقل، وأين تلك الأيّام من يومنا هذا الذي سُلبنا فيه حريّاتنا العامة والخاصّة في ظل حكم هؤلاء، وكأنّ الحريّة تتجزّأ، أو كأنّ حقوقَنا منّةٌ أو هبة.

وبمناسبة الحديث عن الإذلال، كان الضابط المسؤول على حاجز السلمية النظامي مثالًا جيدًا، فلم يضيّع فرصةً في تحقيق سعادته بتوجيه أقسى الإهانات بحقّ الجميع في أعراضهم ومقدّساتهم لأنّ تأخيرًا طرأ على دفع فاتورة عبور الحاجز، إذ تعيّن على كلّ شاب ورجل أن يدفع أتاوة السماح مصحوبةً بالشتيمة والذُّلة. عندما هدأ من صراخه المسعور، كان الرجل عاجزًا عن إحكام إمساك الأوراق النقديّة العشوائية بكلتا يديه.

بعد وقت قصير، كنا نجوب شوارع مدينة لا شيء فيها ينبئ بالحياة سوى حاجز للنظام منصوبٍ على آثارها، وفيما عداه لم أرَ بشرًا أو حيوانات، فلا طير يحلّق فوقها، ولا قطة تموء على زواياها.

في دير بعلبة، البيوت والأسواق على الجانبين كانت توحي ببقايا مدينة، والنوافذ والأبواب المخلوعة والجدران المنتهَكة تركت لي أن أجول بناظريّ في أركان ما تبقّى منها.

كانت بيوتًا سليبة جُرّدَت من أية ذكرى لأصحابها، فالمجرم لم يكتفِ بقتلهم وتهجيرهم، ولكن بسرقتهم. العبارات التشبيحيّة فوق الأنقاض كانت قاسية وجبانة. التهديد: “إن عدتم عدنا” على كل جدار متاح، والعلم المنصوب فوق الخُرَب والأطلال، المرفَق بصورة بشار الأسد – مبتسماً – ممهوراً بـ “منحبك”، يختصر المشهد: “نحن نحبّك يا سيدي الرئيس.. حبُّك مسوِّغ للتدمير والإبادة، ومن لا يحبّك لا يستحقّ الحياة”.

عند آخر ركام من دير بعلبة، يبدأ حيّ يضجّ بالحياة وتغمره العافية؛ الناس في الأسواق والبيوت عامرة، وكأن الـ “زهرا” – ذات المناخ الموالي في العموم – قد هبطت من كوكب آخر.

فروض الولاء وشعائر الاعتراف بالحب مبذولةٌ على الشرفات وفي الشوارع بشكل عشوائيّ مجنون، وصورٌ لرئيس العالم تطلّ من كل حدب وصوب بمختلف الابتسامات التي يتقنها، وشارع واحد يرسم الحدود بين البقاء والفناء، تبدو بعده منطقة البيّاضة “الإرهابيّة” معشعشًا فيها الموتُ والصمت، وهي كدير بعلبة لا فرق، معزولة، ومستباحةٌ بتلذّذ غريب.

خلف ذلك الألم الكثيف، وبين صور انتقاها بعناية في أقسى تجلّياته، تسلّلت أشجار الصنوبر على الجانبين، تغزل طريق حمص إلى دمشق، وتترك فسحة من أرض وأمل، لم تطأها قدم الموت.. بعد.

على مشارف دمشق، أقبلت أحمل في داخلي إنسانًا مختلف الملامح. وجدت نفسي على المحك أمام كل ما مرّ بي في حياتي، ورأيت الحياة كلّها من زاوية مختلفة. وقبل ذلك، لم أكن أدرك حقًا ما يحصل هناك. كنت أتابع الأخبار على الفيسبوك، وأشارك عبره برأيي، وأظنّ أنني بهذا أشارك بالثورة. حقيقةً، ثورة الشعب السوري هناك، في الداخل، وكلّ ما عداه هو تأييد ودعم بالمشاعر والمواقف.

على مقربة من الواقع، اختبرت مشاعر أخرى. نال مني الشك بجدوى الثورة، وكان مؤلمًا؛ يشبه ما يمرّ بالمؤمن لحظات الشكّ بالإله الجميل العادل، الذي يشعر أن لديه ملاذه وخلاصه، فتقلق روحه ويتوه دليله بحثًا عن الحقيقة.

تلك القلوب المتعَبة والوجوه البائسة لاحقتني كثيرًا. جملة “نريد الخلاص” التي سمعتها مرارًا وضعتني في مواجهة مع نفسي، أمام مأزق أخلاقي، وساءلت نفسي للمرة الأولى – ربّما – لماذا أنا مع الثورة، لمَ أنتمي إليها.. هل كان لوجد الثورة الصادق داخلي يدٌ في معاناة هؤلاء بطريقة أو بأخرى؟ وهل ستسكن اليومَ نفوسُهم حقاً بـ”الخلاص” وحسب؟ والكثير من الأسئلة…

جيل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى