أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 19 كانون الأول 2011

سورية في سباق القتل والتوقيع والتدويل

بيروت، دمشق، الدوحة – «الحياة»، اب، ا ف ب – ينتظر ان يكون هذا الاسبوع حاسماً بالنسبة الى مصير المبادرة العربية لحل الازمة في سورية. فبعدما اعلنت اللجنة الوزارية بعد اجتماعها في الدوحة اول امس السبت عن اجتماع غير عادي سيعقد بعد غد الاربعاء في القاهرة للاطلاع على الرد السوري على المبادرة، ذكر امس رئيس اللجنة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات في الرياض انه سينتظر هذا الاجتماع لمعرفة اذا كان رد دمشق سلبياً ام ايجابياً.

وطالب الجانب السوري بالتوقيع على بروتوكول المراقبين في اقرب وقت، موضحاً ان الجامعة العربية تتولى الموضوع السوري «بصبر وتأن»، وهو المطلوب للوصول الى اجماع عربي. واكد حمد بن جاسم ان من المهم الآن وقف القتل والعنف وسحب القوات وفك الاسرى والسماح بدخول الاعلاميين للاطلاع على حقيقة ما يجري، كما اشار الى انه وفق قناعاته الشخصية «لا يوجد مجال لوقف العنف وهناك تصعيد مدروس من الجانب السوري».

وكانت اللجنة الوزارية العربية قررت في اجتماعها الاخير التوجـــه الى مجلس الامن لطلب تبني المبادرة العربية بقرار دولي اذا لم توقع سورية على بروتوكـــول المراقبــــين قـــــبل اجتماع مجلس الجامعة نهار الاربعاء، فيما يبدأ مجلس الامن اليوم الاثنين منــــاقشة مشروع القرار الروسي الذي قدمه المندوب الروسي الى المجلس الاسبوع الماضي. وينص مشروع القرار على ادانة العنف من جميع الاطراف وادانة استخدام «القوة المفرطة» من قبل القوات السورية.

واعرب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله في الرياض امس عن تفاؤله بان سورية ستوقع البروتوكول المتعلق بارسال مراقبين الى اراضيها في غضون 24 ساعة.

وعبر عن امله في ان تبدأ البعثة العربية الى سورية بالتوافد للمساعدة في اخراجها من ازمتها وتجنيب العالم العربي التدخلات الاجنبية». لكنه اكد ان مجلس الجامعة «سيتخذ قرارات اذا لم يوقع السوريون على البروتوكول».

وفي القاهرة اعلن امس عن اجتماع بين الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وفالح الفياض رئيس الوفد العراقي الذي زار دمشق اول من امس السبت مكلفاً من رئيس الحكومة نوري المالكي ببحث المبادرة العراقية مع المسؤولين السوريين. وصرح الفياض بان بغداد ترغب في لعب دور فعال لدعم جهود الجامعة العربية، باعتبار المبادرة العربية هي «الاطار الوحيد الملائم» لحل الازمة في سورية.

وعلى الصعيد الميداني قتل امس اكثر من عشرين بين مدنيين وعسكريين في انحاء مختلفة من سورية. ففي مدينة القصير بمحافظة حمص وقعت مواجهة بين قوات الامن ومنشقين، واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود كما تم تدمير ثلاث سيارات عسكرية. والقي القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق.

الى ذلك قتل 15 شخصاً خلال اطلاق النار من اسلحة الجيش السوري على محتجين في قرى مختلفة في منطقة جبل الزاوية بمحافظة ادلب حيث ينشط معظم المنشقين عن الجيش وعلى الاحياء السكنية في منطقة حمص وفي معرة النعمان. وسجلت اشتباكات في حي الميدان في دمشق وفي حي البرزة قرب دمشق. كما اعلن «الجيش السوري الحر» عن مواجهات مع الجيش السوري في الصنمين بمحافظة درعا.

في الوقت ذاته استمر «إضراب الكرامة» لليوم الثامن على التوالي وكان الناشطون المعارضون اعلنوا عن هذا الاضراب منذ اسبوع.

هل يلوح السوريون بعلم الجامعة العربية او يلوحون به بوجه السلطة.

* الأسد: من مصلحة سوريا أن يعرف العالم ماذا يجري فيها

* ناشطون تحدثوا عن مقتل 15 مدنياً وستة جنود في أنحاء متفرقة

برز أمس تفاؤل في إمكان توقيع دمشق بروتوكول جامعة الدول العربية المتعلق بإرسال بعثة من المراقبين الى سوريا جزءاً من خطة الجامعة لحل الأزمة المستمرة منذ عشرة أشهر. وعلى رغم ارتفاع منسوب التفاؤل، فإن الوضع الميداني بقي مهتزاً، إذ أفاد ناشطون عن مقتل 15 مدنياً برصاص الأمن السوري فضلاً عن ستة جنود في اشتباكات بين الجيش ومنشقين عنه.

وكشف مستشار الأمن القومي العراقي فارح الفياض عقب لقاء في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أن توقيع البروتوكول العربي الخاص بسوريا سيتم اليوم في مقر الجامعة. وقال إن “هذا التوقيع يعتبر بداية طيبة”، مشيراً الى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد يوقع البروتوكول.

وأضاف: “إننا في العراق عانينا من الحل الدولي في مسألة القضية العراقية ودفعنا ثمناً باهظاً… ولا نريد لبقية الشعوب العربية أن تدفع هذا الثمن لأنه سيورثها مزيداً من المشاكل… والخلافات الداخلية… وإن العراق قد يكون بلداً ثرياً يستطيع أن يعالج آثار الأزمة، لكن سوريا لا تملك هذه الثروات حتى تستطيع أن تعالج لا سمح الله التخريب والتقسيم وتحطيم البنى التحتية لهذا البلد”.

وقال “طلبنا من الرئيس السوري بشار الأسد أن يتهيأ لتقديم تنازلات وأعمال فيها درجة من الشجاعة حتى يستطيع أن يواكب التغيير، وأيضاً كان لقاؤنا مع الأمين العام به تطابق في وجهات النظر”. واعتبر إن توقيع البروتوكول التنفيذي هو مؤشر لنجاح المبادرة العراقية.

وفي بغداد، قال مسؤول عراقي رفيع المستوى إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري “سينطلق” بالمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية قريباً عبر نقل تفاصيل هذه المبادرة وآلياتها الى الجامعة العربية والاطراف في سوريا.

وأعلنت الجامعة العربية أنه تقرر إرجاء الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين الذي كان مقررا اليوم الى الغد.

وسبق للعربي ان وجه الدعوة الى عقد الاجتماع لاطلاع المندوبين على نتائج اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية في الدوحة الأحد.

الى ذلك، وجهت الامانة العامة للجامعة الدعوة الى عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب الاربعاء بناء لتوصية اللجنة الوزارية المعنية بالوضع السوري.

تفاؤل خليجي

وفي الرياض، قال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله في ختام اجتماع لوزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي عشية قمة لزعماء المجلس: “نحن متفائلون بأن سوريا ستوقع البروتوكول (الخاص بارسال مراقبين) الذي طرحته الجامعة العربية خلال 24 ساعة”.

الى ذلك، صرح رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني: “نأمل في ان يوقع (الرئيس السوري بشار الاسد) البروتوكول. اليوم وصلتنا معلومة انه سيوقع، صحيح ام غير صحيح؟ سنرى”.

وردا على سؤال، قال ان “تنحي الاسد او تغيير النظام يعني الشعب السوري، اهم شيء هو وقف العنف والقتل واطلاق الاسرى وادخال الاعلاميين للاطلاع على الحقيقة. المهم ان يتصالح الاسد مع شعبه، اما التغيير فهذا امر يخص الشعب السوري”.

الأسد

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن الاسد خلال استقبالهم وفدا عراقيا امس، ان دمشق “تعاملت بايجابية مع المقترحات المقدمة، لأنه من مصلحة (سوريا) ان يعرف العالم ماذا يجري في سوريا”.

ويعقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤتمراً صحافياً الساعة 12:00 ظهر اليوم للحديث عن البروتوكول والعلاقة مع الجامعة العربية، كما يتطرق الى آخر المستجدات ومنها مشروع القرار الروسي المقدم الى مجلس الامن في شأن الوضع في بلاده.

ميدانياً، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان ضابطاً سورياً كان من بين ستة عسكريين قتلوا في اشتباك مع منشقين في بلدة القصير بمحافظة حمص قرب الحدود مع لبنان.

كما اندلعت اشتباكات واسعة في قرى عدة بمنطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب على الحدود مع تركيا.

وتحدث المرصد عن مقتل 15 مدنياً برصاص قوى الامن في مناطق بحمص وجبل الزاوية ومعرة النعمان.

أنقرة: استراتيجية جديدة

* في انقرة، اوردت صحيفة “صباح” التركية ان اجتماع مجلس الشورى العسكري الخميس الماضي برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان رسم استراتيجية عسكرية جديدة تركزت حول سوريا تتضمن نشر وحدة قوات خاصة تابعة لقوات الدرك يصل عديدها الى 700 عسكري في المواقع المهمة على الشريط الحدودي التركي – السوري.

(و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ، ي ب أ)

المعلم: وقعنا على البرتوكول العربي لحل الأزمة السورية بعد تعديله

دمشق- (يو بي اي): أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي الاثنين أن بلاده وقعت على البروتوكول العربي لحل الأزمة السورية في القاهرة بعد تعديله.

وقال المعلم إن التوقيع تم في مقر الجامعة العربية بالقاهرة “بعد أن تم أخذ التعديلات السورية، بعد أن كان الجواب السابق برفض التعديل وكنا نعتبره إذعانا لان اللجنة الوزارية العربية كانت تعقد اجتماعات وتعطي إنذارات بمواعيد”.

وأضاف المعلم “كان هدف التعديلات السورية هو صون سيادتنا الوطنية”.

وقال الوزير السوري “اتفقت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية على اعتماد خبير قانوني ليتواصل بيننا وأدخلنا تعديلات على مشروع البروتوكول… وقد لمسنا منها الحرص على سيادتنا الوطنية والحرص على تنسيق عمل بعثة الجامعة العربية مع الحكومة السورية”.

ويشار إلى أن المبادرة العربية تدعو إلى سحب قوات الجيش السوري من المدن والبلدات، والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين، وبدء حوار مع المعارضة والسماح بدخول مراقبين إلى سوريا.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وصل إلى القاهرة صباح الاثنين للتوقيع على البروتوكول.

وفي السياق، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن “وفد المقدمة” لبعثة المراقبين العرب الذي سيعد الترتيبات اللوجيستية للبعثة سيتوجه إلى دمشق خلال 72 ساعة.

وصرح العربي في مؤتمر صحافي بعد توقيع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد البروتوكول الذي يحدد الاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب انه سيتم “خلال يومين أو ثلاثة ايفاد مقدمة من المراقبين برئاسة السفير سمير سيف اليزل الامين العام المساعد للجامعة العربية وبمشاركة مراقبين امنيين وقانونيين واداريين”.

واضاف “ستتبعها بعثات اخرى يضم كل منها عشرة مراقبين متخصصين في حقوق الانسان والنواحي القانونية والأمنية”.

ومن جهة أخرى، طالبت فرنسا الاثنين بأن يتمكن المراقبون العرب الذين وافقت دمشق على استقبالهم، من القيام “بمهمتهم على الأرض في اسرع وقت” في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “في اليومين الماضيين، سقط ثلاثون قتيلا آخرين والامر ملح”.

واضافت ان ارسال مراقبين “يشكل احد عناصر” خطة قدمتها الجامعة العربية الى سوريا وتجاهلتها دمشق حتى الآن.

الجيش السوري الحر يهدد بعمليات انتقامية رداً على خطط لإعدام منشقين

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) الإثنين أن الجيش السوري الحر المعارض هدد بشن عمليات انتقامية قاسية ضد الجيش السوري، زاعماً أن الحكومة في دمشق تخطط لإعدام 21 جندي منشق بعد اعتقالهم.

وقالت الصحيفة إن “الجيش السوري الحر”، الذي تمرد على نظام الرئيس بشار الأسد منذ حزيران/ يونيو الماضي، زعم بأنه تلقى معلومات تفيد بأن 21 عنصراً من جنوده يواجهون الإعدام رمياً بالرصاص.

واضافت أن الجيش المتمرد هدد بشن هجمات انتقامية ضد القوات الحكومية والميليشيات الموالية للنظام السوري في مدينة حمص، إذا ما تم اعدام الجنود المنشقين.

ونسبت الصحيفة إلى عبد الرزاق طلاس، الذي وصفته بأنه قائد واحدة من كتيبتين للجيش السوري الحر في حمص، قوله “لدي رسالة شخصية للجيش، وهي أنه بحال اقدم على اعدام هؤلاء الرجال، فسيكون هناك انتقام قاس ضدهم هنا في حمص”.

واشارت إلى أن الجيش السوري الحر شن سلسلة من الهجمات ضد القوات الحكومية بمحافظة درعا وحولها، حيث بدأت الإنتفاضة ضد نظام الرئيس الأسد في منتصف آذار/ مارس الماضي.

وقالت ديلي تليغراف إن “الجيش السوري الحر” يتكون من جنود سابقين في الجيش السوري انشقوا احتجاجاً على قمع الحكومة للمتظاهرين المدنيين العزل.

المعارضة السورية تعتبر توقيع دمشق بروتوكول المراقبين مراوغة

تونس- (ا ف ب): اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين أن توقيع دمشق على البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب “هو مجرد مراوغة” لمنع احالة الملف السوري على مجلس الامن الدولي.

وقال رئيس المجلس الوطني برهان غليون في ختام اجتماعات المجلس في تونس “لا نرى شيئا سوى مراوغة” مضيفا “الجامعة العربية اتاحت للنظام السوري التهرب من مسؤولياته”.

واضاف “النظام يراوغ لكسب الوقت ومنع تحويل الملف الى المجلس الدولي”.

وقد وقعت سوريا بعد ظهر الاثنين في القاهرة البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الذين اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان طلائعهم سيتوجهون الى دمشق خلال 72 ساعة.

وحول التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين قال غليون “يدل كلامه أن ليس في نيتهم تطبيق أي مبادرة وبكلامه يهدد المراقبين قبل أن ياتوا أن هناك مناطق آمنة واخرى لا، ما يحصل هو مجرد مراوغة”.

وكان المعلم أوضح ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي في دمشق ان المراقبين سيذهبون الى “المناطق الساخنة” لكن من “المستحيل زيارة اماكن عسكرية حساسة”.

وتقضي المبادرة العربية بوقف العنف ضد المدنيين وسحب الاليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية واطلاق سراح المعتقلين وعقد مؤتمر للحوار الوطني في مقر الجامعة العربية تشارك فيه الحكومة وكل اطياف المعارضة السورية للتوصل الى حل سياسي للازمة.

ويشار إلى أن المجلس الوطني السوري الذي اسس في نهاية ايلول/ سبتمبر في اسطنبول يضم معظم التيارات السياسية وخصوصا لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الارض والليبراليين والاخوان المسلمين، الحركة المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا واحزابا كردية واشورية.

المعلم يعلن بداية التعاون مع الجامعة العربية

وقعت سوريا بعد ظهر اليوم الاثنين، في مقر الجامعة العربية في القاهرة البروتوكول المحدد للإطار القانوني ومهمات بعثة المراقبين العرب الى سوريا. وقد تولّى التوقيع عن الحكومة السورية نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وعن الجامعة العربية نائب الأمين العام احمد بن حلي، في حضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي.

وأشار مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية إلى أن بعثة المراقبين سوف تُرسَل خلال أيام قليلة إلى سوريا لبدء تنفيذ المبادرة، لافتا إلى أن الجامعة العربية أبلغت المندوبيات العربية كلها فى القاهرة شفهياً موافقة سوريا على توقيع البروتوكول، موضحاً أن هناك تعديلاً جرى على مدة مهمة البعثة، حيث جرى تقليصها إلى شهر بعدما كانت شهرين قابلة للتجديد.

ولفت وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحفي، إلى أنه «لو لم تدخل تعديلاتنا على مشروع البرتوكول لما كنا سنوقع مهما كانت الظروف، لكن بعد إدخال التعديلات أقول اليوم إن توقيع البرتوكول هو بداية تعاون مع الجامعة». وعلق المعلم على المؤتمر الصحفي الذي تلا بيان اول من أمس للجنة العربية، بوصفه بمؤتمر يحمل في طياته تهديداً وتبريراً ومغالطة، والأمر يتعلق بالنوايا، وكان لدينا بعض الشكوك في بعض النوايا العربية، وهذا ما اتضح في المؤتمر الصحافي. واشار المعلم إلى أنه «لا نريد أن نبني على ما مضى، وهم فرضوا العقوبات والمفترض أن تُرفع، ونحن نترك الأمر لهم، ولحرصهم على الشعب السوري اذا كانوا صادقين». وأكد أنهم «حريصون على انهاء الوضع الحالي في اسرع وقت ممكن، لكنني لست في موقع تحديد المدة، نريد حلاً سياسياًَ لهذا الوضع لكي نخرج بأفضل ما يمكن».

وعن العلاقات الخارجية، صرّح المعلم بأنه لا اتصالات رسمية مع القيادة التركية، والسبب هو سياسة حزب العدالة والتنمية، التي تنظر الى الوضع بعين واحدة، أوصلتهم الى اتخاذ عقوبات على سوريا، والى احتضان مجموعات لا تنوي الخير لسوريا. ويعتقد الوزير السوري أن هذه الحالة مؤقتة «فعندما يقرر حزب العدالة والتنمية اعادة النظر في مواقفه سيكون هناك موقف اخر، وهذا ينطبق على باقي الدول». على الصعيد الروسي، رأى المعلم أن لا تحوّل في الموقف الروسي، و«نحن على تنسيق كامل مع القيادة الروسية، وهم لا يبنون قراراتهم على عواطف، بل على دراسة عميقة للواقع ولمصالحهم في المنطقة».

أمنياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مقتل ستة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية، في محافظتي درعا ودير الزور، إثر إطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة ومتوسطة، عقب اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والجيش والأمن النظامي السوري، استولت خلالها مجموعة منشقة على سيارة تابعة للامن العسكري».

من جانب آخر، تجمّع عشرات الآلاف من المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد اليوم، في ساحة السبع بحرات بدمشق «دعماً للقرار الوطني المستقل وبرنامج الإصلاح الشامل، ورفضاً للتدخل الخارجي» ولإدانة تحركات الجامعة العربية وعقوباتها على سوريا.

(أ ف ب، رويترز، سانا)

خطوة أولى نحو احتواء الأزمة وفتح حوار بين السلطة والمعارضة.. برعاية الجامعة العربية

دمشق توقع اليوم بروتوكول المراقبين في القاهرة.. لطرد شبح التدويل

زياد حيدر

علمت «السفير» أن القيادة السورية اتخذت قرارها بالتوقيع اليوم على بروتوكول التعاون بينها وبين الجامعة العربية، بهدف تسهيل دخول مراقبين إلى سوريا كخطوة نحو تطبيق المبادرة العربية تجاه أزمتها، والتي تقوم على الحوار بين السلطة والمعارضة، وفي محاولة كما يبدو لإحباط إعلان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أول أمس، أن الجامعة العربية تعتزم، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء، الطلب من مجلس الأمن الدولي تبني القرارات التي أصدرتها بشأن سوريا.

وتوقعت مصادر دبلوماسية لـ«السفير» أن تشهد الساعات المقبلة، وقبل حلول موعد اجتماع المجلس الوزاري الأربعاء المقبل، توقيع دمشق، عبر نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، على ورقة البروتوكول، في القاهرة، وذلك في خطوة اتخذتها القيادة في دمشق «لوضع عقبات أمام محاولة دول عربية معروفة تدويل الأزمة السورية، والتحضير لعمل عسكري ضد دمشق»، ورغبة دمشق في أن تحصر «المعالجة بالجامعة العربية وعبر أمانتها العامة حرصاً على العلاقات العربية ـ العربية ومنعاً للتدويل».

وكانت ساعات ليل الجمعة الماضي كما صباح أول أمس شهدت الكثير من الاتصالات لتذليل العقبات الموجودة بين الجانبين، وهو ما اقترب من إعلان النجاح لولا العقبة المتمثلة بتوصيف «المدنيين» الذين يحتاجون لحماية وفقاً للبروتوكول، بين «عزل» كما اقترحت اللجنة الوزارية العربية وبين «المواطنين» التي اقترحتها سوريا، حيث قبلت أخيراً دمشق بالتوصيف العربي، لمنع «حصول تجاوزات على الدور العربي»، وهو ما كان «واضحاً أنه يقع ضمن أجندة دول عربية هددت بمجلس الأمن»، في إشارة لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

وعلقت مصادر دبلوماسية شرقية على كلام الأخير حول «المبادرة بمشروع قرار عربي لمجلس الأمن» بأنه في إطار «التحدي لكل من روسيا والصين، خصوصاً بعد شروعهما بإعداد قرار وسطي»، مبدية «قلقها» خصوصاً «أننا نعرف أن نية بعض الدول العربية هي استنساخ ليبيا مجدداً في المنطقة، ولكن الفيتو سيكون صعباً إذا وقفت الجامعة العربية خلف القرار».

وحصلت دمشق، وفقاً لمعلومات «السفير»، على تقليص مدة عمل البعثة العربية على أراضيها شهراً بعد أن كانت شهرين قابلين للتمديد بقبول الطرفين. كما تمكنت من الحصول على موافقة الجامعة العربية على أن يتم عمل البعثة «بالتنسيق الكامل مع الجانب السوري وبما يحفظ السيادة السورية»، وبحيث يطلع الجانب السوري على تقارير البعثة بشكل متزامن مع الجامعة العربية.

وبدا من أجواء الجامعة ودمشق أمس أن «ارتياحاً» يسود بقرب التوقيع، على أن يعلن ذلك وزير خارجية سوريا وليد المعلم في مؤتمره الصحافي المزمع عقده في دمشق منتصف نهار اليوم. ومعلوم أن المعلم، الذي قاد المحادثات مع الجانب العربي متمثلا بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي كما مع الجانب الروسي وبقية وزراء الخارجية العرب، فوض المقداد التوقيع على البروتوكول.

ويطرح موضوع توقيع سوريا على البروتوكول أسئلة صعبة، حول الوضع المعقد الذي سينجم عنه، ميدانياً. إذ يصبح على قوات الشرطة ومكافحة الشغب أن تتعامل مع التجمعات التي ستحصل من دون خبرة فعلية، كما سيخلق الوضع حاجة لحشود موالية متوازنة مع تلك المعارضة، وسيبقى هاجس الأمن كبيراً خصوصاً في ضوء خروج مناطق في محافظات إدلب وحمص وحماه عن السيطرة الفعلية للجيش، ناهيك عن الحاجة للتعامل مع الكم الكبير من وسائل الإعلام التي ستدخل سوريا في ضوء هذا البروتوكول.

وفي هذا السياق علمت «السفير» أن الرئيس السوري بشار الأسد سيلقي خطاباً خلال أيام، يسلط فيه الضوء على تطورات الأشهر الأخيرة والمستقبل المنظور مع نهاية هذا العام. وكان الأسد استقبل أول أمس مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض والنائب في البرلمان العراقي عزت الشاهبندر المبعوثين من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وأعلن الفياض، في القاهرة أمس، أنه سيتم التوقيع على البروتوكول العربي الخاص بسوريا في مقر الجامعة العربية اليوم، موضحاً أن مخاوف دمشق من أن «ينصب لها فخ من خلال خوفها من بعض الأطراف العربية التي تريد أن تحيل الملف إلى مجلس الأمن» كان السبب وراء تأخرها بتوقيع بروتوكول المراقبين. (تفاصيل صفحة 13)

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد «تقديره للجهود الصادقة التي تقوم بها بعض الدول العربية، وخاصة العراق الشقيق، لمساعدة سوريا في الخروج مما تمر به»، مؤكداً أن «سوريا تعاملت بإيجابية مع جميع المقترحات التي قدمت لها، لأن من مصلحتها أن يعرف العالم حقيقة ما يجري في ظل التشويه وقلب الحقائق الهادفين إلى إفشال أي أفق للحل».

الجامعة العربية

وقال (ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد، في الرياض، «نأمل ان يوقع (الأسد) البروتوكول. اليوم (امس)، وصلتنا معلومة انه سيوقع. صحيح ام غير صحيح؟ سنرى». وأضاف إن «تنحي الأسد أو تغيير النظام يعني الشعب السوري، اهم شيء هو وقف العنف والقتل وإطلاق الأسرى وإدخال الإعـــلاميين للاطـــلاع علـــى الحقيقة. المهم ان يتصالح مع شعـــبه، اما التغيير فهذا امر يخص الشعب السوري».

وقال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله «نحن متفائلون بأن سوريا ستوقع على البروتوكول (الخاص بإرسال مراقبين) الذي طرحته الجامعة العربية خلال 24 ساعة». وعبر عن امله في ان «تبدأ البعثة العربية الى سوريا في التوافد للمساعدة في إخراجها من ازمتها وتجـــنيب العالم العربي التدخلات الاجنبية». وتابع «إذا لم يحـــدث ذلك فسيجتمع وزراء الخارجية العرب الأربعاء لبحث إجراءات قد تتخذ في المستقبل».

وأعلنت الجامعة العربية، في بيان، أنه تقرر تأجيل الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين الذي كان مقرراً اليوم لاطلاعهم على نتائج اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية في الدوحة إلى الغد. ووجهت الأمانة العامة للجامعة دعوة لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب، يسبقه اجتماع للجنة الوزارية الخاصة بسوريا، الأربعاء المقبل في القاهرة.

وكان الشيخ حمد، أعلن اثر اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري في الدوحة أول أمس، ان الجامعة العربية تعتزم الطلب من مجلس الأمن الدولي تبني القرارات الخاصة بسوريا. وقال «بما أن روسيا ذهبت إلى مجلس الامن هناك ايضاً مشروع قرار سيرفع لاجتماع يوم 21 (الأربعاء). ان الجامعة العربية تتوجه إلى مجلس الامن لطرح المبادرة العربية وطرح القرارات العربية لتبني القرارات العربية بدل اي قرارات لدولة اخرى او اي عضو في مجلس الامن. نحن لا نتحدث عن تدخل عسكري، وهذا طبعاً الموضوع سيعرض على مجلس الجامعة ومجلس الجامعة هو سيد قراره.. هذا اقتراح من الاغلبية في اللجنة بأنه يجب أن نشرح وجهة نظرنا لمجلس الامن وأن مجلس الأمن يتبنى وجهة النظر العربية سواء في المبادرة او البروتوكول او باقي القرارات العربية حماية للمدنيين».

إلا أنه عبر عن «الأمل في ان يعيد الاخوة في سوريا النظر في الامر وأن يحصل التوقيع (على البروتوكول) خلال يومين واذا لم يحصل ذلك لا حول و لا قوة». وقال «نحن متهمون بالبطء ولم نجد شيئاً الى الآن للأسف. هدفنا كان ان يفهموا (المسؤولون الـــسوريون) أننـــا لا نريد لهم سوى الخير والآن واضح انه لا يوجد حل».

وقال العربي «إذا قبلوا مفردة المدنيين او المواطنين العزل فأهلاً وسهلاً، فهي نقطة الخلاف الوحيدة». وأضاف «كنا نتوقع امس (الجمعة) ان الطريق اصبحت ممهدة امام التوقيع، واليوم اتصلت به (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) مرتين وأرجو أن يتجاوب ويوقع».

ميدانياً

وذكرت «سانا» أمس «عبرت حشود من المواطنين تجمعت في ساحة الحجاز والسيدة زينب (في دمشق)، بمشاركة فعاليات شبابية لبنانية وتركية، عن دعمها استقلالية القرار الوطني السوري ورفضها لكل أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان امس، «مقتل 15 مدنياً، وإصابة 29، في إدلب وحمص وتلبيسة ودير الزور». وتحدث عن «اشتباكات عنيفة بين قوات الامن السورية ومجموعة منشقة عند مداخل مدينة داعل في محافظة درعا بعد محاولة السلطات فتح الطرقات التي اغلقها الاهالي التزاما بالاضراب». ونقل «عن ضابط منشق في محافظة حمص ان خسائر الجيش النظامي المؤكدة داخل مدينة القصير هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود وإلقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق».

وأعلن الناشط السوري انور البني ان السلطات السورية ستفرج بكفالة عن المدونة السورية المعارضة رزان غزاوي التي كانت اعتقلت في الخامس من كانون الاول.

وكان المرصد، اعلن في بيان امس الاول، «مقتل 27 مدنياً، برصاص قوات الامن في حمص ودرعا وإدلب وريف دمشق»، فيما اوردت «لجان التنسيق المحلية في سوريا حصيلة اكبر بكثير للقتلى بلغت 42 شخصاً، بينهم ثمانية جنود منشقين».

وذكرت «سانا» «استشهد أمس (الاول) المقدم أحمد سليمان الفارس من قوات حفظ النظام وأصيب سائقه بانفجار عبوة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة على طريق عام بلدة المسطومة إدلب».

تقــريــر حـــول الــوضــع فـي ســوريـا

الأزمة السورية تقارب حدود الصفقة… بهندسة روسية؟

سامي كليب

يبدي المسؤولون السوريون ارتياحا لافتا حيال التحرك الروسي في مجلس الأمن الدولي. ويسود شبه يقين بأن موسكو التي شكلت سدا منيعا حتى الآن في مواجهة أي قرار أممي ضد النظام السوري، مستمرة في الدفاع وذلك وسط تطورات كبيرة حدثت في المنطقة مؤخرا تشي بأن الأمور قد تنتقل إلى صفقة سياسية أوسع في المنطقة، ما دام التفجير غير ممكن.

لماذا إذاً قدم الروس مشروعاً إلى مجلس الأمن؟

الجواب يدفع السلطات السورية إلى الاطمئنان لا إلى القلق، فروسيا ذات الاتصالات العالية المستوى مع دمشق في الوقت الراهن، تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، وتأمل بتسوية تاريخية، تقضي من جهة بحفظ ماء وجه الغرب والعرب بحيث إن الملف السوري سينقل إلى مجلس الأمن، ولكنها تفرّغ من جهة ثانية المسعى الدولي من أي خطوة ضد النظام السوري، ذلك أن الدول الغربية، ومعها بعض الدول العربية، أرادت منذ أشهر فتح أبواب سوريا لتدخل دولي.

ومن يقرأ نص القرار يجد انه أكثر ميلا إلى السلطة السورية منه إلى طروحات الغرب وبعض العرب، فهو «يطالب جميع الأطراف في سوريا بوقف العنف، بما في ذلك الاستخدام غير المتناسب للقوة من قبل السلطات السورية، ويدين نشاطات المجموعات المتطرفة، بما في ذلك الهجمات ضد مؤسسات الدولة وموظفي حفظ النظام».

هذا البند الثاني في المشروع الروسي يعني في حال موافقة مجلس الأمن عليه، أن أعلى سلطة دولية في العالم تعترف للمرة الأولى بوجود «مجموعات متطرفة» تهاجم الدولة. هذا أمر كانت الدول الغربية ولكن أيضا جامعة الدول العربية رافضة الاعتراف به في بداية الأزمة وتحمِّل السلطات السورية كامل المسؤولية عما يجري.

ويدعو مشروع القرار في بنده الثالث «السلطات السورية إلى محاسبة جميع المسؤولين عن أعمال العنف وبدء تحقيقات فورية ومستقلة وحيادية في جميع حالات انتهاك حقوق الإنسان … « أي انه يحصر بالدولة السورية القائمة حاليا قرار «المحاسبة»، ذلك انه يضيف في الفقرة الثالثة دعوة إلى «استكمال التحقيقات التي قامت بها اللجنة القضائية السورية في جميع الحوادث التي قتل أو جرح فيها مدنيون وعناصر امن».

وفي بنده الرابع يذهب المشروع الروسي أبعد من ذلك إذ «يحث كل جماعات المعارضة السورية على أن تنأى بنفسها عن المتطرفين وأن تقبل مبادرة جامعة الدول العربية وتدخل من دون شروط مسبقة في حوار سياسي مع السلطات السورية».. وهذه الدعوة كان أعضاء المجلس الوطني السوري قد سمعوها أثناء زيارتهم إلى موسكو، ويقال إنهم سمعوا كلاما أقسى من هذا، خصوصا حين قالوا إن النظام ساقط ولا حوار معه.

وفي تبن واضح للموقف الرسمي السوري، فإن المشروع الروسي يعرب عن «قلق بالغ إزاء التزويد غير المشروع بالأسلحة للمجموعات المسلحة في سوريا، ويدعو الدول المجاورة وغيرها لاتخاذ الخطوات اللازمة لمنع عمليات التزود هذه»، ما يشير عمليا إلى أن موسكو تؤيد الموقف السوري القائل بأن السلاح يدخل بقوة من دول الجوار وأن هناك «مجموعات مسلحة وعنيفة» في سوريا.

وإذ يدعم المشروع الروسي مبادرة الجامعة العربية وإرسال مراقبين، فإنه يؤكد في بنده الأول أن «الحل يتم من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة سورية»، أي إن القيادة الحالية برئاسة بشار الأسد هي التي ستقود هذه العملية، وهذا مهم أيضا من الناحية العربية، ذلك أن جامعة الدول العربية لم تضع الرئيس الأسد على قائمة الأشخاص المشمولين بالعقوبات، تاركة الباب مفتوحا لأن يقود بنفسه عملية التسوية السياسية والحوار.

ولكن الروس يدركون حساسية الموقف في مجلس الأمن، ويعلمون أن مشروعهم لا يمكن أن يمر إذا كان داعما فقط للسلطات السورية، ولذلك نقرأ في الفقرة 3 من المشروع دعوة «السلطات السورية إلى وضع حد لمنع أولئك الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير»، كما يحث السلطات السورية في بنده الثاني على «تخفيف حدة الوضع الإنساني في المناطق المتأزمة والسماح بالوصول السريع ومن دون عوائق للمساعدة الإنسانية والدولية ووسائل الإعلام الدولية والتعاون الكامل مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان والإفراج عن جميع المعتقلين بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير».

أما حديث المشروع الروسي عن ضرورة «تسريع التقدم نحو التعددية السياسية من خلال اعتماد قانون انتخابي جديد وإصلاحات دستورية» وغيرها، فهذه أمور كانت السلطات السورية نفسها قد أقرتها في مشروعها الإصلاحي، ولذلك كان لافتا أن المشروع الروسي لم يحدد تواريخ لتنفيذ تلك الإصلاحات وتعمد عدم الضغط على دمشق في هذا السياق.

ويمكن القول إن الكلام الأقسى في مشروع القرار الروسي، إنما تعلق برفض أي تدخل دولي. ففي الفقرة الرابعة يؤكد حرفيا «ضرورة حل الأزمة الحالية في سوريا بالطرق السلمية من دون أي تدخل عسكري من الخارج ويقرر أن لا شيء في هذا القرار يمكن أن يفسر على انه تفويض بأي نوع من التدخل العسكري في سوريا من قبل أي كان».

بمعنى آخر، لو أن الخارجية السورية نفسها أرادت تقديم مشروع قرار متوازن إلى مجلس الأمن لما كانت قد كتبت أفضل مما كتبه الروس وسط الضغوط الدولية والعربية والإقليمية الهائلة حاليا على دمشق.

ماذا يريد الروس؟

واضح مما تقدم، أن الحركة الروسية هي استباقية، فالمشروع قديم وكان قد تم التشاور بشأنه مع الصين، وهو جاء للحؤول دون تقديم مشروع قرار غربي، خصوصا انه تزامن مع تقرير إنساني قاس ضد سوريا، قبيل اجتماع جامعة الدول العربية. ويدرك الروس ومعهم الصينيون وبعض الدول الصديقة لدمشق أن المسار سيكون شائكا، وأن نقاشا حادا سيجري في مجلس الأمن قبل التوصل إلى صيغة توفيقية تأخذ من المشروع الروسي وتضيف عليه تعديلات غربية وعربية. يدركون ذلك لأن ثمة دولا كبيرة وفي مقدمها واشنطن وباريس ولندن كانت قد اعتبرت أن نظام الأسد قد انتهى، وراح الرئيس الأميركي باراك أوباما يتصرف على هذا الأساس، ولعله لم يظن في حينه أن روسيا ستتحداه إلى هذا الحد.

الموقف الروسي لا يزال داعما بقوة للنظام السوري، والدليل على ذلك البيان الشديد اللهجة الذي قدمه مندوب الاتحاد الروسي ردا على تقرير مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وفي هذا البيان، الذي حصلت «السفير» على نسخته الأصلية من نيويورك، يتساءل الموفد الروسي عن «مصدر المعلومات التي بُني عليها التقرير، فالمفوضية تعاملت مع الشكاوى على أنها حقائق برغم أن مصدرها هو الناشطون أنفسهم». وتساءل المندوب الروسي «كيف يمكن للمفوضية السامية أن تتحقق من أن الناشط المتصل هو موجود فعلا في حمص وليس في نيوزلندا مثلا»، متهما التقرير بأنه «غير حيادي، لأنه لم يشر إلى أعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سوريا».

وذهب المندوب الروسي إلى حد القول: «إن في بلادنا مواطنين سوريين يؤكدون عدم صحة المعلومات حول استهداف السلطات السورية للمتظاهرين»، مؤكدا أن موسكو «على علم بوجود تظاهرات مسلحة منذ بدء الأحداث في سوريا»، ومذكرا بقصة الشابة السورية زينب الحصني التي كانت المفوضية نفسها قد قالت إنها قد اغتصبت وقتلت، وتبين بعد شهرين عدم صحة ذلك. وتساءل عن عدم تصحيح المفوضية لذاك الخبر الكاذب.

موسكو تحدث البلبلة

هذه المواقف الروسية التي أعقبت تصريحات روسية رفيعة المستوى تدعم دمشق وتناهض أي تدخل دولي وتشجب السلاح والمسلحين، وصلت إلى ذروتها السياسية بتقديم موسكو لمشروع القرار في مجلس الأمن. الواضح أن هذه الخطوة أحدثت بلبلة كبيرة ليس في المجلس فحسب بل أيضا في أروقة الجامعة العربية وفي أوساط المعارضة.

الموقف الأميركي بدا أكثر ميلا لمناقشة المشروع. ذهب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ومن قلب أنقرة إلى حد وصف المشروع بـ«الخطوة المهمة»، بينما تراوحت التصريحات الفرنسية بين الإيحاء بالقبول أولا بمبدأ التفاوض حول المشروع وبين القول بأنه «أجوف وغير متوازن». ناقض الموقف الفرنسي الترحيب الأوروبي حيث قال مايكل مان، المتحدث باسـم الممثــلة العليا للأمن والسـياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبـي كاثرين اشتون، «إن مـشروع القـرار الروسي بشأن سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح وإن النص بشكله الحالي يصلح للنقاش».

سر التشدد الروسي والتراجع العربي؟

ينبغي التوقف عند جملة من التطورات شهدتها المنطقة مؤخرا ودفعت للاعتقاد بأن «تسوية» أو «صفقة» ما بدأت تطل برأسها من خلف التأزم والتظاهر والعنف والقمع والسلاح. وأبرزها التالي:

[ انتقادات غربية قاسية ضد الانتخابات الأخيرة التي جرت في روسيا، قابلها تحذير روسي من الإساءة إلى النظام، وذهب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين (والذي سيصبح رئيسا في آذار المقبل وهو مؤيد بشدة للرئيس الأسد) إلى حد توجيه لوم شديد للولايات المتحدة، وقال: «إن الناس تعبت من إملاءات دولة واحدة، انتم تتحدثون عن علاقة حلف مع الولايات المتحدة، نحن نرغب أن نكون حلفاء معها أيضا، لكن ما أراه الآن وما تحدثت عنه في ميونيخ، هذه ليست علاقة حلفاء، بل يبدو لي أحيانا أن أميركا لا تريد حلفاء بل تابعين وخدما».

[ لم تفلح كل الوعود الأوروبية والدولية حتى الآن في طمأنة روسيا بشأن الدرع الصاروخي. حذر وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديكوف يوم الجمعة الماضي من أن «نشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا سوف يخل بتوازن القوة الاستراتيجي، وأن روسيا سوف تبدأ في اتخاذ إجراءات للرد بعد ظهور أول عناصر الصواريخ الدفاعية في بولندا».

كشف المسؤول العسكري الروسي الأول عن «معلومات تفيد بتخطيط الولايات المتحدة لنشر الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز ستاندرد 3 في بولندا». وهدد بأن روسيا قد تنشر صواريخ من طراز «اسكانار» في إقليم كاليننغراد. كلام مهم بعد كل اللقاءات الأطلسية ـ الروسية.

هذا الكلام العسكري الروسي يتكرر على لسان ارفع السياسيين الروس أيضا. قال الرئيس ديميتري ميدفيديف، في رسالة وجهها في 30 تشرين الثاني الماضي إلى الجمعية الفدرالية الروسية، «إننا سنواجه في العقد المقبل الخيار التالي: إما أن نتوصل إلى الوفاق في ما يتعلق بالدرع الصاروخي ونشكل آلية مشتركة للتعاون، وإما أن تبدأ جولة جديدة من سباق التسلح ونضطر إلى اتخاذ قرارات بنشر الوسائل الضاربة الجديدة في حال عجزنا عن بلوغ اتفاق بناء».

[ لكن من يقرأ في تفاصيل القمة الأوروبية ـ الروسية الأخيرة، يستشف رغبة حصول صفقة أوسع قد تشمل أيضا سوريا، فالمتحدث باسم الاتحاد الأوروبي قال بصراحة «لقد تحدثنا في القمة عن ضرورة إيصال رسالة قوية وموحدة للنظام في سوريا»، وهو يعني طبعا الحديث خصوصا مع الروس في هذا السياق. ومن جانبه قال ميدفيديف «إن بلاده مستعدة لمساعدة أوروبا في مواجهة الأزمة المالية التي تعصف بها».

حين تعصف الأزمات بالعالم وتصل الأمور إلى حدود التهديد والوعيد بشأن سلاح استراتيجي، غالبا ما يبحث العالم عن «صفقات»، ولعل الموقف الروسي المدافع عن إيران والرافض الحديث عن أسلحة نووية أو إستراتيجية خطيرة على الأراضي الإيرانية، يجعل من موسكو قادرة على إدارة مفاوضات دولية كبيرة، ومن غير المنتظر في مفاوضات كهذه أن تتخلى عن حلفاء استراتيجيين حاليا، كالنظامين الإيراني والسوري، حتى ولو أن البعض يعتقد بأن الصفقات قد تكون سيفا ذا حدين، أي إنها قد تكون ايجابية وسلبية لأي نظام وفق الثمن الذي يمكن دفعه. ثمة دولة عربية دفعت لموسكو 5 مليارات دولار للتخلي عن النظام السوري.

وماذا عن الجامعة العربية وسوريا؟

كان لافتا في الآونة الأخيرة حصول عدد من التحركات الدبلوماسية التي جعلت على ما يبدو العرب يتراجعون عن قراراتهم وإملاءاتهم الملزمة للنظام السوري. ربما يشعر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، اليوم وأكثر من غيره بحراجة الموقف. هو كان أول من استخدم لغة التحذير حيال دمشق، واتهمها ضمنيا بـ«التقية» وأشعر العالم بأن المبادرة يجب أن تطبق بحذافيرها ومن دون تعديل وفورا. سرعان ما تبين أن ذلك كله غير قابل للتطبيق وأن النظام السوري لا يزال يتعاطى مع أزمته بكثير من الثقة بالنفس المبنية على قوة أمنية كبيرة ودعم روسي وإيراني كبيرين.

وقد عرفت المنطقة وسوريا مؤخرا التطورات التالية:

[انسحاب أميركي هادئ تقريبا من العراق، وهذا ما كان ليتم لولا التمهيد له مع السلطات العراقية، ولكن أيضا عبر ضوء أخضر غير مباشر مع إيران وسوريا.

[زيارة لوزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي إلى السعودية ولقاؤه مع ولي العهد والرجل القوي حاليا في المملكة الأمير نايف بن عبد العزيز والذي تبادل مع الأسد رسائل ايجابية وحميمة بعيد وصوله إلى منصب ولي العهد. يقال إن السعودية تريد تخفيف الدور القطري في المنطقة.

[زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الولايات المتحدة، وما أعقبها. فقد استقبل الأسد، مستشار الأمن الوطني العراقي فلاح الفياض يرافقه وفد حكومي. وقال علي الموسوي، المستشار الإعلامي للمالكي، إن «المبادرة العراقية تهدف إلى فتح حوار بين الحكومة السورية والمعارضة». وبغض النظر عما إذا كان في الأمر مبادرة فعلية أم لا، فالأكيد أن الوفد العراقي أخبر السوريين بنتيجة محادثات المالكي في الولايات المتحدة، وطمأنهم على وقوف العراق إلى جانب سوريا، وهذا بحد ذاته أمر هام جدا ويناقض عمليا طروحات الجامعة العربية. ولا بد من الإشارة أيضا في هذا السياق إلى أن السيد مقتدى الصدر كان قد وصف زيارة المالكي إلى واشنطن بأنها «خيانة للمرجعية الدينية ولمشاعر المسلمين في دول الممانعة والمعارضة والمقاومة وضعف سياسي وخضوع». لعل في ذلك تحذيرا مبطنا للمالكي بغية منعه من التأثر بالمناخ الأميركي في المنطقة.

[ إن زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة، وزيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبله إلى بغداد، كشفت أن لا تغيير في الموقف العراقي حيال سوريا، ولا قبول بمطالب تضر بإيران وسوريا وبينها القبول بتواجد عسكري جوي أميركي في أجواء العراق.

[ تمرير تمويل المحكمة الدولية المكلفة بمحاكمة المتهمين بقتل رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري بموافقة ضمنية من «حزب الله» وغطاء سوري وروسي. وفشل جيفري فيلتمان في ضخ روح معنوية كبيرة بين خصوم سوريا في لبنان ودفعهم لمزيد من التصعيد.

[ تفجير قافلة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» استهدف جنودا فرنسيين، وقيل إن في الأمر ردا على تصدر فرنسا قائمة الدول الراغبة بإسقاط النظام السوري، أو توريطا إضافيا لسوريا بحيث يسارع البعض إلى اتهامها و«حزب الله» بالتفجير، وهو ما نفاه «حزب الله» بمعلومات دقيقة تم تقديمها إلى الفرنسيين.

[ تولي مرشد الجمهورية الإسلامية الإيراني السيد علي خامنئي شخصيا الملف السوري، واتخاذ قرار مركزي بالدفاع عن سوريا ونظامها مهما كلف الأمر، واضعا بذلك حدا لبعض المواقف المترددة والقائلة بضرورة التعاطي مع سوريا على أن كل شيء قابل للحدوث فيها، بما في ذلك سقوط النظام.

[إجراء سوريا مناورات صاروخية علنية هذه المرة تحت اسم «مشروع»، والمعروف أن المشروع في المفهوم العسكري هو أهم وأوسع من «المناورة».

[إجراء انتخابات محلية من دون حوادث مهمة، وفشل الإضراب العام الذي دعت إليه المعارضة.

[ إبلاغ حركة حماس القيادة السورية أنها لا تريد مطلقا مغادرة دمشق، وأن خروج بعض عائلات المسؤولين الحماسيين إنما جاء بسبب القلق من الوضع الأمني وليس لسبب سياسي. ويقال إن خالد مشعل نفسه بعث أكثر من رسالة ود في الفترة الأخيرة، وكشف بعض القيادات في حماس عن إغراءات وضغوطات كبيرة مورست عليهم لمغادرة سوريا. لا بل إن بعض من في حماس نقل رغبة من قبل بعض الإخوان المسلمين للتفاوض.

[ تحرك شرق الأردن وتيارات معارضة أخرى ضد أي تدخل في الشؤون السورية يدعمها موقف عسكري واستخباراتي أردني في هذا السياق، وتحرك آخر من قبل أطراف تركية معارضة للتدخل ورافضة مغامرات رجب طيب اردوغان في الملف السوري.

وماذا عن الوضع في سوريا؟

التطورات الآنفة الذكر، تزامنت مع أمور لافتة تتعلق بسوريا نظاما ومعارضة، أبرزها التالي:

[ التقدم بخطوات عسكرية «مهمة» في جبل الزاوية ومحيط حمص، والاستعداد الفعلي لدخول ثالثة المدن السورية في حال اتخذ القرار السياسي بذلك. الواضح أن ما يمنع «حسم» الوضع هناك ليس نابعا فقط من الوجود الكثيف والمنظم للمسلحين وليس من عدم القدرة على ذلك، ولكن أيضا من رغبة السلطات السورية بعدم استثارة المواقف العربية وعدم إحراج الروس في الأمم المتحدة ومجلس الأمن. تقول المصادر الأمنية إن «الحسم ممكن» لو اتخذ القرار، ويجري كلام كثير عن خطة عسكرية محكمة قد وضعت لمنع المسلحين ومن تصفهم السلطات بـ «الإرهابيين» من الانتقال إلى منطقة أخرى. قرار الحسم قائم وقد يتخذ في أي لحظة، لكن سوريا تريد الآن إفساح الفرصة أمام الجهود الروسية وإنجاح المبادرة العربية رغم قلة قناعتها بجدواها.

[ في يوم «الجامعة العربية تقتلنا» أي نهار الجمعة الماضي، اقتصر عدد المتظاهرين على 36 ألف شخص، بينهم 15 ألفا في إدلب وريفها و21 ألفا في مختلف المناطق السورية، ولم يسقط أي قتيل، وفق تقرير أمني دقيق وصل إلى سفارة عربية في دمشق.

[ تبين من خلال اللقاءات بين أطراف المعارضة في القاهرة، أن المجلس الوطني لا يزال يتعامل مع هيئة التنسيق على أنها من الدرجة الثانية، ما أدى إلى فشل في توحيد صفوف المعارضة برغم كل الضغوط الدولية والعربية المطالبة بهذا التوحيد. وثمة من ينقل عن الناشط الحقوقي والمعارض البارز في هيئة التنسيق الدكتور هيثم المناع امتعاضا شديدا حيال ما حصل.

كل هذا جعل السلطات السورية تتصرف مجددا من منطق القوة، ولكن ثمة قناعة واضحة لدى هذه السلطات حاليا للانفتاح أكثر على الحوار مع بعض أطراف المعارضة، ومن غير المستبعد أن يكون الخطاب الرسمي السوري من اليوم فصاعدا مستندا إلى هاتين الركيزتين، أي الحديث عن مكامن القوة والرغبة في الانفتاح وتسريع وتيرة الإصلاحات والانتخابات.

هل التسوية ممكنة؟

الجهود الروسية الحالية تنصب في هذا السياق، فقبول سوريا للمبادرة العربية والتوقيع على البروتوكول، لم يأتيا من قناعة فعلية بأن تكون الجامعة قادرة على الحل، بل لتقوية الموقف الروسي. ومن يزر دمشق هذه الأيام قد يسمع كلاما قاسيا عن الجامعة ودورها، ولكنه سيسمع أيضا معلومات تفيد بأن داخل الجامعة تيارات مختلفة، وأن الدبلوماسية القطرية الضاغطة بقوة على دمشق تشعر بأن الأمور قد تفلت من يديها، وهذا ما يدفع بعض المسؤولين السوريين إلى الاعتقاد بأن مسارعة الشيخ حمد إلى عقد مؤتمر صحافي وتجديد التحذير قبل يومين بنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن كان غير مبرر، ذلك أن تبادل الرسائل كان لا يزال قائما بين الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأن الجامعة قبلت (بعد امتناع سابق) أكثر من 70 في المئة من التعديلات السورية على مشروع البروتوكول. لا بل إنها قبلت أن يكون التنسيق بشأن المراقبين مع الحكومة السورية، وأن تتولى الجامعة دفع مبلغ مليون دولار لتغطية تكاليف المراقبين (بينما في السابق كانت تريد من دمشق أن تدفع ذلك)، كما قبلت أن يكون البروتوكول نتيجة اتفاق بين الجانبين وليس مجرد إملاء من الجامعة، فعنوان البروتوكول هو «مشروع بروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بين الجمهورية السورية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن متابعة تطورات الوضع في سوريا».

ولو علمنا أن عدد المراقبين سيقتصر على ما بين 50 و70 مراقبا مع حراسهم، وأن البروتوكول هو لمدة شهر قابلة للتمديد بموافقة طرفي الجامعة والحكومة السورية، أمكن القول إن الجامعة تراجعت كثيرا عن تشددها السابق، وهذا كان سببا إضافيا في قبول سوريا توقيع البروتوكول اليوم في القاهرة وليس في الدوحة أو أي عاصمة أخرى، على أن تكون اللقاءات المقبلة في سوريا.

هل نجا النظام السوري؟

ربما الاحتمال سابق لأوانه، فثمة دول غربية وإقليمية وعربية عديدة لا تزال تعمل على إسقاط النظام، ولعلها ستزيد من تشددها وعملها في المرحلة المقبلة. لكن الأكيد أن في الأفق شيئا ما يطبخ على نار هادئة قد يغير سير المعادلة خصوصا إذا ما انتهى العام وبقيت الأمور على ما هي عليه، فالأزمة السورية دخلت قبل أيام شهرها العاشر، ويحكى عن انزعاج أميركي وإسرائيلي وغربي من انتشار الأصولية في الدول التي حصلت فيها ثورات.

أمام كل هذا، وفي ضوء دخول الأزمة السورية شهرها العاشر من دون قدرة أي من الطرفين على الحسم الكامل، بدأت روسيا ودول غربية وعربية التفكير الجدي بأن الحل الوحيد يكمن في حوار بإشراف بشار الأسد يقضي بتوسيع قاعدة المشاركة في السلطة ويؤدي إلى انتخابات ويشرك المعارضة في الحكومة وصنع القرار. العودة إلى الوراء باتت غير ممكنة، لا النظام قادر على الاستمرار على شكله الراهن وسط رياح التغيير الواسعة التي تعصف بالوطن العربي، ولا المعارضة قادرة على قلبه من دون تدخل دولي، والتدخل الدولي شبه مستحيل طالما بقي الروس على موقفهم وبقي العالم قلقا من انتشار نار في هشيم المنطقة.

هل ينجح الروس؟

ربما، ولكن المسار لا يزال طويلا، ولعل التوقيع السوري اليوم على بروتوكول الجامعة العربية بداية فعلية لكلام سياسي أعمق، غير أن احتمالات النجاح لا تزال تنافس احتمالات الفشل، ذلك أن ثمة دولا لا يعنيها لا الإصلاح ولا حماية المدنيين بل إسقاط النظام، وتضييق الخناق على إيران.

العربي: طلائع بعثة المراقبين العرب تصل الى سوريا خلال 72 ساعة

قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن “وفد المقدمة” لبعثة المراقبين العرب الذي سيعد الترتيبات اللوجستية للبعثة سيتوجه إلى دمشق خلال 72 ساعة. وأكد أن توقيع دمشق على البروتوكول لا يعني تعليق العقوبات فورا، مشيراً إلى أن تعليق العقوبات بحاجة إلى عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، وموضحاً أن اجتماع المجلس الذي كان مقررا عقده الأربعاء قد تأجل إلى وقت آخر.

وصرح العربي في مؤتمر صحافي بعد توقيع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد البروتوكول الذي يحدد الإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب، أنه سيتم “خلال يومين أو ثلاثة إيفاد مقدمة من المراقبين برئاسة الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير سمير سيف اليزل وبمشاركة مراقبين أمنيين وقانونيين وإداريين”.

وأضاف “ستتبعها بعثات أخرى يضم كل منها عشرة مراقبين متخصصين في حقوق الإنسان والنواحي القانونية والأمنية”، مشيراً إلى أن “لدى الجامعة العربية قائمة تضم مئة مراقب من منظمات غير حكومية عربية وممثلي حكومات عربية وسيتم رفع هذا العدد في ما بعد” وموضحا أن “مدة البروتوكول شهر قابلة للتجديد وسيتم سريانه اعتبارا من اليوم”.

وشدد العربي على ضرورة وجود “حسن نوايا” لدى جميع الأطراف لتنفيذ البروتوكول، مشيرا إلى أن “المراقبين سيقومون بالتحرك في مختلف المناطق السورية وإعداد تقارير”.

وقال إن “البروتوكول لا يعدو أن يكون آلية عربية للذهاب إلى سوريا والتحرك بحرية في المناطق المختلقة للتحقق من تنفيذ المبادرة العربية التي سبق ووافقت عليها الحكومة السورية”.

من جهة أخرى، قال الأمين العام للجامعة إنه “خلال أيام لا تتجاوز الأسبوع سيتم عقد اجتماع موسع للمعارضة السورية بكافة أطيافها بالجامعة العربية لبلورة موقفها وسيتم بعد هذا الاجتماع دعوة الحكومة السورية لحوار مع المعارضة”.

(أ ف ب، أ ش ا)

إمكانية واردة بفتح ممر إنساني بقرار دولي يصبح بنغازي سوريا

“المجلس الوطني” يعرض على الأسد حصانة وحياة في المنفى

عبدالاله مجيد من لندن

ستكون الأيام المقبلة أياما حاسمة للنظام السوري بعد اجتماعات المعارضة في تونس للاتفاق على إستراتيجية إسقاط النظام وإنذار الجامعة العربية التي أمهلت الرئيس الأسد حتى يوم الأربعاء للكف عن المماطلة وتوقيع بروتوكول المراقبين وبخلافه سيُحال الملف السوري إلى مجلس الأمن.

دمشق: حتى روسيا التي حمت دمشق من الإدانة في مجلس الأمن تقدمت بمشروع قرار الاسبوع الماضي يدعو سائر الفرقاء إلى وقف العنف، بما في ذلك وقف استخدام القوة غير المتناسبة من جانب السلطات السورية.

وأدلى العراق أيضا بدلوه فأرسل وفدا رفيع المستوى الى دمشق في مبادرة سلام عراقية.

ولكن الجهود الإقليمية والدولية تبقى عرجاء من دون اتفاق المجلس الوطني السوري على إستراتيجية متكاملة، واضحة المعالم لإقناع المجتمع الدولي بأنه مؤهل للقيام بدور الحكومة المؤقتة بعد انهاء مشاكله الداخلية ورص صفوفه.

وبخلاف المجلس الانتقالي الليبي الذي نال اعترافا دوليا من بداية تشكيله تقريبا فان قوى دولية عدة لم تسبغ على المجلس الوطني السوري مثل هذه الشرعية حتى الآن.

يواجه المجلس انتقادات بسبب الصراعات الداخلية بين فصائله وهيمنة التوجه الاسلامي في مواقفه ولأن العديد من اعضائه المقيمين في الخارج لا يمثلون المحتجين في الداخل.

لاحظ مراقبون ان مؤتمر المجلس في منتجع قمرت شمالي العاصمة التونسية أُحيط بالسرية والإجراءات الأمنية المشددة، بل إن العديد من اعضاء المجلس لم يُبلغوا بمكان عقد المؤتمر حتى اللحظة الأخيرة في محاولة لمنع التسريبات.

ونقلت مجلة تايم عن مشاركين في المؤتمر ان البحث تناول من بين قضايا أخرى تحديد ما يريده من المجتمع الدولي وخاصة استجلاء مصطلح “الحماية الدولية”.

كما أعد المؤتمر عرضا بمنح الرئيس بشار الأسد حصانة ضد الملاحقة القضائية والرحيل عن سوريا.

وطبقا لنص العرض فان الأسد يستطيع ان يغادر الى البلد الذي يختاره بحصانة كاملة وتمكين للجيش من بسط سيطرته بالتعاون مع المجلس الوطني السوري، وإلا فانه سيواجه امكانية فتح ممر انساني بقرار دولي يصبح بنغازي سوريا، على حد تعبير مجلة تايم.

ولكن لا يُعرف كيف سيُنفذ على الأرض التهديد المبطن في “وإلا” لا سيما وان تركيا لمحت ولكنها لم تبد رغبة حقيقية في التدخل تدخلا مباشرا في سوريا وان حلف شمالي الأطلسي استبعد هذا الخيار في حين ان الولايات المتحدة التي انسحبت توا من العراق وتتطلع الى الرحيل من افغانستان لا تريد الغوص في ما قد يكون مستنقعا آخر.

ويبدو أن الهدف الحقيقي من عرض الحصانة والمنفى توجيه رسالة الى الطائفة العلوية بأن تفك ارتباط مستقبلها بالرئيس.

5وقال مشارك في مؤتمر تونس اطلع على مشروع المقترح ذي الصفحات الثلاث الذي حصلت مجلة تايم أيضا على نسخة منه، أن على العلويين ان يتخلوا عن الأسد ويتركوه يرحل.

ويطلب المقترح من المؤسسة العسكرية السورية ان تمتنع عن مهاجمة الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين بقيادة العقيد رياض الأسعد، كما يطالب المشروع بأن “يجمد” الجيش السوري نفسه ويعلن حياده “في النزاع السياسي الداخلي”.

وتطالب الوثيقة أيضا بمحاكمة جميع من تلطخت أياديهم بدماء سوريين، ولا يُعرف إن كان المحتجون والذين نكبوا بضحايا سقطوا بنيران الجيش سيقبلون هذا المشروع بعد تسعة اشهر من سفك الدماء والتنكيل، وخاصة تسليم دفة الحكم الى العسكريين أنفسهم الذين يبطشون بهم اليوم بصرف النظر عن مشاركة المجلس الوطني السوري في النظام الجديد.

وكان بشار الأسد عمد، على غرار والده حافظ من قبله، إلى تعيين علويين ومجموعة مختارة من نخب مكونات سورية أخرى في مواقع حساسة وفي قيادة الجيش ضامنا بناء درع وقائي لحمته القرابة والمصلحة المشتركة في بقاء النظام.

وان انقلاب قصر أو انقلابا عسكريا سيكون الحل الأسرع لانهاء الانتفاضة المستمرة منذ تسعة اشهر وكلفت حتى الآن 5000 قتيل على الأقل، ولكن الأجهزة الأمنية وخاصة الاستخبارات العسكرية ظلت موحدة على نحو لافت في دعمها للنظام.

ورغم ما يتردد عن استمرار الانشقاقات وانضمام عسكريين هاربين باستمرار الى الجيش السوري الحر فان هؤلاء هم في الغالب من الضباط السنة ذوي الرتب المتدنية والمجندين.

واجتمع العقيد رياض الأسعد مؤخرا مع رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون للاتفاق على جبهة موحدة ضد نظام الأسد ولكن الجانبين يختلفان في استراتيجيتهما لاسقاط النظام.

إذ أصر غليون على بقاء الانتفاضة سلمية في حين انتقل الجيش السوري الحر بصورة متزايدة من موقف الدفاع الى العمليات الهجومية التي تستهدف قوات الجيش.

ولم يكن الجيش السوري الحر ممثلا في مؤتمر تونس ونقلت مجلة تايم عن احد منظمي المؤتمر قوله ان لا داعي لتمثيل الجيش السوري الحر وان “رياض الأسعد مسؤول ربما عن خمسة رجال”.

وقال مشارك في المؤتمر لمجلة تايم “ان الجيش السوري الحر صندوق فارغ من الورق المقوى وهو لا يعني شيئا.  كما اننا إذا كنا نريد ان نحاول كسب الجيش فلماذا نأتي بالجيش السوري الحر الى هذا المكان؟

ولكن الجيش السوري الحر يتمتع بتأييد واسع داخل سوريا، بخلاف المجلس الوطني السوري. ويطلق المحتجون والمنشقون على السواء دعوات متزايدة الى السلاح في مواجهة قوات الأسد التي لا تبدي رحمة معهم.

وما لم يقدم المجلس الوطني السوري بديلا صالحا فان الانتفاضة السورية قد تخرج من دائرة العمل السياسي وتنزلق الى نزاع اهلي شامل على أسس طائفية.

تساءل الناشط السوري عمار عبد الحميد الذي يقيم في الولايات المتحدة عما يمكن ان يفعله المجلس الوطني السوري إذا نال اعترافا دوليا وفقد شرعيته بين المحتجين، وعما يمكن ان يفعله المجلس إذا أخفق في اقناع المجموعات المسلحة الناشئة بقبول سلطة مجلسه العسكري وقيادته.

وانتقد عبد الحميد غياب الشفافية في عمل المجلس الوطني السوري مشيرا الى ان العديد من السوريين المستقلين الذين ارادوا حضور مؤتمر تونس كمراقبين لم يُسمح لهم بالحضور.

وحذر عبد الحميد من انه ما دام المجلس الوطني السوري مغمرا في نيل الاعتراف الدولي اكثر من انشغاله بترصين تلاحمه الداخلي أو تواصله مع شعبه فانه سيصبح نافلا ومنقطعا عن الواقع كالأسد اليوم.

جهود عراقية لتخفيف الضغوط على دمشق

حمد بن جاسم: معلومات عن موافقة نظام الأسد على المبادرة العربية

قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن الشعب السوري هو من يقرر إذا ما كان على الرئيس السوري بشار الأسد التنحّي أم لا، فيما كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية عن وجود ضغوط تمارسها دول عربية عدة على رأسها العراق لتأجيل اتخاذ إجراءات حاسمة ضد نظام الأسد.

كشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن توافر معلومات من سوريا تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد سيوقّع على المبادرة العربية الصادرة من الجامعة العربية لوقف آلة القتل المستمرة في سوريا منذ أشهر.

وقال ابن جاسم لصحيفة “الحياة”: “وصلتنا معلومات عن موافقة النظام السوري على توقيع البروتوكول العربي، وسننظر إن كان هناك توقيع من عدمه”.

وبخصوص إن كانت الجامعة العربية فقدت الحل بشأن الأزمة السورية، وإن كانت ستدعو نظام بشار الأسد إلى «التنحّي»، قال رئيس الوزراء القطري «هذا الموضوع يخصّ الشعب السوري، ونحن سنحترم إرادته، ولكن ما نطلبه نحن هو وقف القتل والعنف، وسحب القوات، وإدخال الإعلاميين ليروا الحقيقة، وإخراج الأسرى من جانب النظام السوري، وهذا بالنسبة إلينا هو الأهمّ، ومن المهم أيضاً أن يتصالح الأسد مع شعبه، وقرار تغيير النظام يعود إلى الشعب السوري فقط».

وأضاف: «الجامعة لا تزال صابرة على الوضع السوري، ونعرف أن هذا ممل للشعب، ولكن هناك تصعيداً مدروساً للضغط على الحكومة السورية لوقف القتل، يتم العمل عليه حالياً».

من جهة ثانية، كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية، عن وجود ضغوط تمارسها دول عربية عدة، على رأسها العراق، لتأجيل اتخاذ إجراءات حاسمة من الجامعة العربية والمجتمع الدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت هذه المصادر لصحيفة الشرق الأوسط إن العراقيين يضغطون من أجل مزيد من الوقت، وكذا الابتعاد عن فكرة تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن.

وقالت المصادر إن «مواقف غير حاسمة لبعض الدول تعرقل الحل، وتعقد الموقف»، مضيفًا أن دخول العراق على الخط يأتي في محاولة أخيرة من جانب النظام السوري وحليفته إيران للإفلات من العقوبات العربية والدولية، وللحيلولة دون تدويل ملف الأزمة السورية، أو تحويله إلى مجلس الأمن، خاصة بعدما التقت أطراف من المعارضة السورية مع مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا في الأسبوعين الأخيرين، تمهيدًا لعرض الملف السوري على الأمم المتحدة.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التقى أمس وفدًا عراقيًا برئاسة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، حيث أطلعه الوفد على نتائج الوساطة التي يقوم بها، عبر المبادرة العراقية، مع الحكومة السورية وأطراف من المعارضة لحل الأزمة السورية.

وأوضح الفياض لـ«الشرق الأوسط» بشأن نتائج مباحثاته في دمشق والجامعة العربية، أن سوريا أبدت موافقتها على الحل العربي والتوقيع على البروتوكول، وتوقع أن يقوم بتوقيعه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر جامعة الدول العربية اليوم (الاثنين).

وقال: «لقد ناقشت مع الدكتور العربي تفاصيل المبادرة العراقية، وهو ما طرحته على الإخوة في دمشق». وأضاف أن «العراق قدم المبادرة إلى الجامعة، كي يقوم بتبنيها كجزء من الحل العربي». وتابع إن «مبادرة الجامعة تتحدث أكثر عن حماية المدنيين. أما المبادرة العراقية فهي تتضمن تفاصيل للحل الدائم، والذي يؤدي إلى تجنب سوريا التدخل الخارجي والاقتتال الطائفي».

وحول مضمون المبادرة العراقية، قال الفياض إنها تتحدث عن حوار بين الحكومة والمعارضة، والدخول في مرحلة انتقالية، تؤدي إلى الإصلاحات المطلوبة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن تكون كل الحلول من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع، ومن ثم شراكة حقيقية بين كل القوى السورية.

وأضاف: «لقد اتفقنا على زيارة سيقوم بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى سوريا، ثم الجامعة العربية، لنقل تفاصيل المبادرة العراقية التي تستهدف الحل الدائم للأزمة السورية وتحقيق الاستقرار».

وردًا على سؤال عمّا إذا كان الوزير هوشيار سوف يعرض الطرح العراقي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأربعاء المقبل، قال: «إذا قامت سوريا بالتوقيع الاثنين (اليوم) فسوف يتم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب، ويحلّ مكانه انتقال وفد الجامعة إلى سوريا تمهيدًا لتنفيذ إجراءات البروتوكول، وبعد ذلك ننتقل إلى تنفيذ تفاصيل المبادرة العراقية، التي ستكون جزءًا من الحلّ العربي، ومبادرة عربية كذلك، لأن العراق يقدمه إلى الجامعة العربية، لأننا نرغب في ألا يكون الحل خارج الخيمة العربية».

وردًا على سؤال حول موافقة المعارضة على الطرح العراقي، قال الفياض «لقد وافقت مجموعة من المعارضة السورية، التي التقينا معها أخيرًا، ويمكن القول إن غالبية المعارضة السورية توافق على الحلّ في إطار عربي ورفض التدخل الخارجي».

حديث للمعارضة السورية عن قوات ردع عربية اذا تواصل القمع

أ. ف. ب.

تونس: اعلن المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين في تونس انه طرح مسالة تدخل “قوات ردع عربية” اذا واصلت دمشق اعمال قمع تظاهرات الاحتجاج ضد النظام.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في مؤتمر صحافي “بدأنا الحديث عن تدخل قوات ردع عربية” مضيفا “نحتاج لاستخدام القوة ولو بشكل محدود في مناطق محددة”.

وقد وقعت سوريا الاثنين في القاهرة البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الذين اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان طلائعهم سيتوجهون الى دمشق خلال 72 ساعة.

وفي هذا الصدد اعتبر غليون ان “النظام يراوغ لكسب الوقت ومنع تحويل الملف الى المجلس الدولي”.

وكان المجلس الوطني السوري افتتح الجمعة في تونس مؤتمره في جلسات مغلقة وقد استمر طوال نهاية الاسبوع قرب فندق كبير بضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية.

وشارك فيه بحسب المجلس الوطني السوري 200 معارض.

ويضم المجلس الوطني السوري الذي اسس في نهاية ايلول/سبتمبر في اسطنبول معظم التيارات السياسية وخصوصا لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الارض والليبراليين والاخوان المسلمين الحركة المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا واحزابا كردية واشورية.

سوريا: سقوط مدنيين بنيران قوات الأمن و6 عسكريين بينهم ضابط

قوات الأمن والشبيحة يهاجمون مدرسة للبنات في دمشق بعد انطلاق مظاهرة.. والنظام يقطع الكهرباء والاتصالات عن مناطق ساخنة

جريدة الشرق الاوسط

قتل 12 مدنيا على الأقل و6 جنود بينهم ضابط منذ فجر أمس في محافظتي إدلب، شمال غرب، وحمص، وسط سوريا، في اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين. في وقت ازدادت الأوضاع فيه تعقيدا بسوريا مع تصعيد النظام السوري لهجماته العسكرية على المناطق المتوترة بعد تعرض قواته العسكرية لهجمات من قبل «الجيش السوري الحر» في أكثر من منطقة، واستمراره في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية العنيفة في الكثير من المناطق بشكل متزامن، في درعا وجبل الزاوية وريف حمص (منطقة الحولة والقصير) وريف دمشق. في ظل فرض حالة حصار كاملة على تلك المناطق وقطع الاتصالات والكهرباء.

وفي دمشق سجل تطور جديد على صعيد مواجهة المظاهرات الطلابية، وقال ناشطون في حي الميدان في العاصمة دمشق إن طالبة في مدرسة زين العابدين قتلت أمس برصاص قوات الأمن وأصيبت زميلة لها، أثناء هجوم قوات الأمن والشبيحة على مدرسة زين العابدين للإناث الشرعية لدى خروجهن من المدرسة في مظاهرة طلابية وجرى إطلاق نار أدى لمقتل طالبة وإصابة أخرى، وحصل بعدها اشتباكات عنيفة بين شباب الميدان وبين قوات الأمن التي أطلقت النار على الشباب، مما أسفر عن إصابة أحدهم، جرى بعدها انتشار كثيف للأمن في حي الميدان.

كما خرجت مظاهرة طلابية من مدرسة بلقيس للبنات في مدينة الرقة لنصرة مدينة دير الزور وتم قمعهم من قبل الأمن وتم اعتقال طالبتين.

وفي مدينة السويداء (جنوب) نفذ أكثر من 80 مهندسا ومهندسة اعتصاما صامتا في نقابة المهندسين في السويداء للمطالبة بالإفراج عن زميلهم المهندس ماهر الحمود المعتقل منذ أكثر من شهرين، وطالب المعتصمون بالإفراج عن كل المعتقلين في السجون السورية.

وفي غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 12 مدنيا في سوريا، وقال إنه في محافظة إدلب «استشهد ثلاثة مواطنين إثر إطلاق الرصاص على سيارتهم قرب بلدة كفر نبل، كما استشهد مواطن من مدينة إدلب متأثرا بجروح أصيب بها بعد منتصف ليل السبت – الأحد قرب بلدة سراقب، وصباحا كان المرصد قد أعلن استشهاد مواطن في قرية ابديتا بجبل الزاوية».

وفي محافظة إدلب أيضا، تحدث المرصد عن «استشهاد مواطن في مدينة معرة النعمان يبلغ من العمر 49 عاما إثر إطلاق رصاص على سيارته من قبل حاجز أمني داخل المدينة».

وكان المرصد أعلن سابقا عن «إصابة 29 مدنيا بجروح كانوا في منازلهم التي أصيبت إثر القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في قريتي ابلين وابديتا بجبل الزاوية» في محافظة إدلب. وأضاف «كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين مجموعات منشقة والجيش النظامي لليوم الثاني على التوالي في بعض بلدات وقرى ريف إدلب»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد المرصد «استمرار إضراب الكرامة لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان شيخون في إدلب وقد شمل المتاجر والمدارس وجميع الدوائر الحكومية ونجح بنسبة كبيرة جدا حتى اللحظة».

وفي محافظة حمص، لفت المرصد إلى «استشهاد سبعة مواطنين مدنيين في مدينة حمص وتدمر والغنطو وتلبيسة بينهم خمسة بإطلاق رصاص الأحد وشهيد متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس (الجمعة) وآخر قضى في المعتقل». وأضاف المصدر نفسه «وفي حاجز حي باب الدريب بمدينة حمص أحرقت ناقلة جند مدرعة وقتل وجرح من في داخلها إثر استهدافها بقذيفة (آر بي جي) من قبل مجموعة منشقة». وفي دير الزور «استشهد شاب إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن السورية على مشيعي مواطن في حي الحميدية»، وفق المرصد.

من جانب آخر، أفاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص بأن «خسائر الجيش النظامي البشرية المؤكدة داخل مدينة القصير اليوم (أمس) هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود وإلقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم أول من محافظتي درعا وريف دمشق». وأشار إلى «قصف بالرشاشات الثقيلة في مدينة القصير أسفر عن تدمير جزئي لبعض المنازل ترافق مع اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة دمرت 3 آليات عسكرية مدرعة وقتلت وجرحت من كان فيها لدى خروجها من مطار الضبعة قرب مدينة القصير».

وكان الناشطون المعارضون في سوريا قد دعوا لإضراب عام منذ أسبوع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاتصالات الهاتفية والإنترنت مقطوعة عن معرة النعمان التي قطعت عنها كذلك الكهرباء لمدة 12 ساعة خلال النهار. وأكد أن «الإضراب مستمر لليوم الثامن على التوالي في معظم قرى وبلدات محافظة درعا» في الجنوب.

وقال المرصد «اقتحمت قوات عسكرية وأمنية سورية ترافقها جرافات بلدة طفس وبدأت بإزالة الحواجز الترابية التي نصبها الأهالي في شوارع البلدة في إطار الإضراب العام. وتحاول قوات الأمن ترافقها رافعات شركة الكهرباء فتح الطرقات المغلقة في قرية اليادودة كما اقتحمت قوات أمنية قريتي زيزون والعجمي».

المعارضة السورية تدعو للمشاركة في «أسبوع التصعيد الثوري»

قوامه إقفال المحلات والمدارس والطرقات والجامعات والهواتف الجوالة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

واصلت المعارضة السورية دعوتها للمشاركة في «إضراب الكرامة»، مناشدة السوريين المشاركة في «أسبوع التصعيد الثوري»، وقوامه، وفق ما جاء على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك»، محاور خمسة: «سنغلق محلاتنا التجارية، سنستمر في إغلاق الطرق والمداخل»، و«الجوال مغلق يوميا بين الثانية والسادسة مساء»، و«إضراب المدارس مستمر»، على أن يبدأ بعد غد «إضراب الجامعات».

وعلى الرغم من ردود الفعل والتعليقات المنتقدة التي يلقاها إصرار القائمين على الانتفاضة السورية على متابعة تحركاتهم السلمية وعصيانهم المدني حتى تحقيق أهدافهم بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد مضي 9 أشهر على بدء التحركات الشعبية في منتصف مارس (آذار) الفائت، فإن ذلك لا يحول دون المضي في دعوتهم الناشطين والمتظاهرين السوريين للمشاركة في «إضراب الكرامة».

وتتزامن الدعوة لـ«أسبوع التصعيد الثوري» مع إعلان لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 5216 شخصا منذ بدء الانتفاضة السورية، بينهم 968 عسكريا لقوا حتفهم «على خلفية انشقاقهم عن جيش النظام»، و356 طفلا (289 طفلا و67 طفلة)، فضلا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين والمهجَّرين من منازلهم ومدنهم. واتهمت «لجان التنسيق» النظام «خلال الشهور التسعة الماضية بأنه استخدم جميع أساليب العنف الممكنة في محاولات يائسة لقمع الثورة»، مرتكبا «جرائم ضد الإنسانية لم تستثن شيخا أو طفلا».

وفي إطار الخطوات المزمع تنفيذها خلال أسبوع «التصعيد الثوري»، حضت صفحات المعارضة السورية عبر الإنترنت الناشطين على «إغلاق الطرق العامة والرئيسية بالإطارات المشتعلة، مشيرة إلى أن ذلك «يسهم في إعاقة القتلة وصدهم وحماية المتظاهرين». وكتبت صفحة «الثورة السورية» في هذا السياق: «نحن نقطع مرحلة جديدة في ثورتنا المباركة، مرحلة تتميز بالتصعيد ورفع مستوى التحدي لعصابات النظام والشبيحة، هذه المرحلة تتميز بإعاقة حركة العصابات أينما اتجهت وحيثما حلت. حارتي وحارتك مخصصتان للشرفاء فقط، فلن نسمح أن يمر القتلة فيهما». وأضافت: «أغلق حارتك فأنت تعمل لمستقبل أطفالك».

وفي ما يتعلق بـإغلاق الهواتف الجوالة، أفادت صفحة «الثورة السورية»، في ملصق نشرته، بأن «4 ساعات لا تضرك بشيء، لكنها تخسرها كثيرا». وذكرت أن حصة «المؤسسة العامة للاتصالات» من إيرادات الاتصالات الجوالة تقدر بـ115.197.592 ليرة سورية، متسائلة: «كم تشتري هذه الساعات الأربع رصاصا؟ مع العلم بأن سعر الرصاصة 35 ليرة سورية».

كفر شمس تحت وطأة الدبابات.. والنظام يعتقل 150 من سكانها

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: النظام يريد الانتقام من البلدة وإيقاف حركتها الثورية

جريدة الشرق الاوسط

لم يتوقف أهالي مدينة كفر شمس، شمال محافظة درعا، عن التظاهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في منتصف مارس (آذار) الماضي. البلدة، التي تبتعد نحو 60 كم عن مركز المحافظة، تعتبر واحدة من أكثر بؤر الاحتجاج نشاطا وتظاهرا ضد النظام؛ حيث يتظاهر أهلها بشكل شبه يومي وينظمون الكرنفالات والأمسيات والاحتفالات، مرددين خلالها شعارات وهتافات تطالب الأسد بالرحيل وتنادي بمحاكمة رموز نظامه.

ويعتبر أحد الناشطين أن البلدة رفعت معنويات أهالي محافظة درعا المنتفضين على نظام الأسد حين كانت تتظاهر نصرة لهم وتطالب بفك الحصار الأمني والعسكري عن بيوتهم وأحيائهم. ويعزو الناشط المعارض اقتحام المدينة، فجر أول من أمس، من قبل قوات الأمن والشبيحة الموالية للأسد لهذا السبب. ويقول الناشط لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يريد الانتقام من البلدة وإيقاف حركتها الثورية الموجهة ضده بأي طريقة».

كانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» قد أشارت إلى أنه منذ فجر يوم السبت قامت مجموعات من الأمن والشبيحة التابعة لنظام بشار الأسد بتنفيذ حملة أمنية شرسة على مدينة كفر شمس استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة من مدرعات وسيارات دفع رباعي بحيث انتشرت أعداد كبيرة من الأمن والشبيحة في شوارع البلدة وحاصروا ساحاتها والطرق الرئيسية فيها، منفذين سلسلة اعتقالات بحق ناشطين ومواطنين عاديين.

كما قامت صفحة «أحرار كفر شمس» بنشر صور تظهر حجم التخريب الذي ارتكبته عناصر الأمن والشبيحة ضد ممتلكات أهالي البلدة؛ حيث قاموا بتجميع الدراجات النارية في ساحة البلدة وأشعلوا النار فيها. كما نشروا صورا أخرى تبين عناصر الأمن وهم يقتحمون البلدة التي امتلأت جدرانها بالشعارات المنددة بالأسد والمطالبة إياه بالرحيل.

وأفاد شاهد عيان غادر بلدة كفر شمس بصعوبة بعد اقتحامها بساعات «الشرق الأوسط» بأن التيار الكهربائي مقطوع بشكل كامل عن المدينة، مؤكدا أن هناك أكثر من 150 معتقلا قامت عناصر الأمن باحتجازهم من بيوتهم ونقلتهم إلى جهة مجهولة، إضافة إلى 75 جريحا يصعب تأمين العلاج لهم و4 قتلى على الأقل تأكد موتهم. وعن تفاصيل الاقتحام قال الشاهد: «فجر يوم السبت شاهدنا نحو 60 (باص) محملة بعناصر الأمن والكثير من السيارات المجهزة برشاشات ثقيلة تقتحم البلدة. قاموا بمداهمة المنازل واعتقال الناس وإهانتهم، كما عمدوا إلى تحطيم المحلات التجارية وسرقة محتوياتها».

وتعد بلدة كفر شمس واحدة من بلدات منطقة «الصنمين» في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة درعا، يصل عدد سكانها إلى نحو 18 ألف نسمة، وتحوي الكثير من المباني الأثرية القديمة. يحيط بالبلدة عدد من القرى والبلدات، هي: قريتا «قيطة» و«جدية» من الجنوب، و«الحارة» و«عقربة» و«المال» و«كفر ناسج» من الغرب، و«دير العدس» من الشمال، ومن الشرق قرية «دير البخت»، وتضم عددا من المراكز الخدماتية والتعليمية. ويعتمد أهالي البلدة في تحصيل عيشهم على الزراعة؛ حيث تزرع الحبوب، وفي مقدمتها القمح والشعير والبقول، خاصة الحمص والأشجار المثمرة، لا سيما الزيتون، بالإضافة إلى مختلف أنواع الخضراوات، كما تنتشر تربية النحل، ويقدر عدد خلايا النحل بألفي خلية، إلى جانب تربية الدواجن، التي تنتشر بشكل كبير في البلدة؛ إذ تعتبر الأولى في تصدير لحوم الدواجن والبيض، ويزيد عدد المداجن على 200 مزرعة لتربية الدواجن يخشى الناشطون أن يقوم الأمن والشبيحة بحرقها كما فعلوا في بلدات أخرى.

وفي مفارقة لاذعة كتب أحد الناشطين المعارضين على «فيس بوك»: «ما الفرق بين بلدة كفر قاسم التي ارتكبت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة وبين كفر شمس التي ترتكب فيها قوات الاحتلال الأسدي مجزرة مشابهة؟».

مفوضية اللاجئين: وصول 19 جريحا سوريا الأسبوع الفائت إلى لبنان معظمهم في غيبوبة

ارتفاع عدد المسجلين إلى 4510 نازحين.. ومواصلة تأهيل الملاجئ والمدارس لاستقبالهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

رصدت المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، والهيئة العليا للإغاثة، المكلفة من قبل الحكومة اللبنانية بمتابعة شؤون النازحين السوريين في شمال لبنان، ارتفاع عدد النازحين المسجلين لديها من 4272 إلى 4510 نازحين خلال الأسبوع الماضي، وأفادت بأن «الأسماء المسجلة حديثا معظمها موجود في لبنان في وقت سابق، إلا أنها قصدت فريق عملها مؤخرا، ومعظمهم موجودون في طرابلس، شمال لبنان».

وبينما وصل عدد الملاجئ والمدارس التي أعادت تأهيلها المفوضية مع الهيئة العليا للإغاثة إلى خمسة، بعد إنهائها تأهيل مسجد ومدرسة، أفادت المفوضية بأنها تعمل على تأهيل عدد إضافي من الملاجئ في أماكن آمنة في منطقة وادي خالد، من أجل استضافة عدد إضافي من النازحين في حال حدوث تدفق أكبر.

كانت «الشرق الأوسط» قد أفادت في وقت سابق بأن «مصير سكن قرابة 1200 عائلة سورية لا يزال مجهولا مع قرب انتهاء عقود الإيجارات المدفوعة سلفا حتى نهاية العام الحالي». ونقلت عن مصادر ميدانية شمالية مناشدتها «مفوضية اللاجئين والهيئة العليا للإغاثة التدخل والضغط من أجل المساعدة وتأمين ملاجئ إضافية لهم».

من جهة أخرى، أكدت مفوضية اللاجئين وصول 19 جريحا سوريا إلى مستشفيات الشمال للمعالجة خلال هذا الأسبوع، بينهم طفلة في الحادية عشرة، مشيرة إلى أن معظمهم وصلوا إلى المستشفيات وهم في غيبوبة، بينما توفي أحد الجرحى. ولفتت إلى أنها تلقت تأكيدا حيال جهود إضافية تبذلها قوات الأمن السورية لإغلاق المعابر الحدودية غير الرسمية إلى لبنان.

ووفق المفوضية، فقد بلغ عدد النازحين السوريين الذين تلقوا مساعدتها والهيئة العليا للإغاثة منذ شهر أبريل (نيسان) الفائت أكثر من 9000 نازح، مشيرة إلى أن معظم المسجلين لديها يقيمون لدى عائلات لبنانية مضيفة في الشمال وعكار، في ظروف معيشية صعبة، في حين عاد البقية أدراجهم إلى سوريا، في وقت بات فيه التنقل عبر الحدود أكثر صعوبة بسبب التشديد الأمني على الجانب السوري. وجدد التقرير الدوري للمفوضية الإشارة إلى أن العائلات السورية الموجودة في لبنان ترفض العودة إلى حين عودة الاستقرار والأمن في بلداتهم وقراهم، خصوصا أن عددا كبيرا منهم متأثر بشدة جرَّاء الأحداث التي دفعتهم للفرار إلى لبنان، وهم بالتالي يترددون في العودة إلى ديارهم إلى حين استقرار الوضع.

وبحسب الإحصاءات الميدانية، فإن معظم السوريين الوافدين إلى لبنان في الأسابيع الماضية هم من تلكلخ وحمص. وقد أعربوا عن خوفهم وقلقهم، وهم لا يشعرون بأن الوضع آمن بما فيه الكفاية ليعودوا. ومعظم الواصلين إلى لبنان اجتازوا المعابر الحدودية الرسمية، بسبب تخوفهم من الدخول عبر المعابر غير الشرعية في ظل التقارير عن قيام الجيش السوري بزرع ألغام على طول الحدود من الجانب السوري. وأوضحت المفوضية أنها تقوم باتصالات منتظمة مع السلطات اللبنانية والمجتمع المدني لمتابعة الوضع للنازحين السوريين في شمال لبنان، وقدمت توجيهاتها للسلطات اللبنانية من أجل تقديم العلاج الملائم للفارين من الجيش السوري، إضافة إلى متابعتها لحالات الاعتقال التي طالت سوريين بسبب لا قانونية دخولهم أو بقائهم في لبنان.

وبحسب تقديرات المفوضية، فإن أكثر من 100 جريح سوري تمت معالجتهم في مستشفيات لبنانية منذ بداية حركة النزوح؛ حيث تتولى السلطات اللبنانية من خلال الهيئة العليا للإغاثة تغطية النفقات المتصلة بعلاجهم، بينما تتكفل المفوضية وشركاؤها بمتابعة علاجهم وحاجاتهم.

المجلس السوري يعرض خطة من 4 نقاط لمرحلة ما قبل رحيل الأسد وما بعده

دعا لإقامة منطقة عازلة ومراقبة دولية وضمانات عربية لخروج رئيس النظام

جريدة الشرق الاوسط

تونس: المنجي السعيداني

تبنى المجلس السوري المعارض الذي عقد مؤتمره الأول في تونس يومي السبت والأحد خطة من أربع نقاط، أولها الدعوة إلى إقامة منطقة عازلة لإيواء المدنيين السوريين وخالية من وجود الآلة العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والثانية طلب تركيز بعثة دولية للمراقبة تكون مهمتها الأساسية متابعة وضع حقوق الإنسان والتنبيه لكل تجاوزات القوات الأمنية السورية. وتركزت النقطة الثالثة حسب مصادر مطلعة شاركت في الاجتماع الأول للمجلس في وضع خطة عمل مستقبلية لمرحلة ما بعد الأسد سيعرضها المجلس على أنظار الجامعة العربية. كما دعا المجلس جامعة الدول العربية للتكفل بتقديم ضمانات لنظام الأسد لخروجه آمنا من السلطة. أما النقطة الرابعة فقد تم الإعلان عنها منذ اليوم الأول للاجتماع وتتمثل في عدم طلب التدخل العسكري والاكتفاء بطلب حماية للمدنيين. وخصص المؤتمر لمناقشة مجموعة من القضايا التنظيمية والسياسية، وللنظر في كيفية تعامل المجلس خلال الفترة المقبلة مع المستجدات والمتغيرات السياسية. وتراهن المعارضة السورية بصفة جدية على انهيار النظام البعثي من الداخل.

وبشأن مدى تقبل النظام السوري لهذه الخطة المكونة من أربع نقاط، أكدت مصادر مطلعة أن النظام السوري قد لا يقبل بهذه الخطة وبإمكان الجامعة العربية أن تلعب دورا هاما في هذا المجال باعتبار تواصل وجود قنوات اتصال بينها وبين نظام الأسد.

ومن ناحية أخرى نظر المشاركون في الاجتماع والمقدر عددهم بنحو 200 حقوقي وسياسي في مسألة التنظيم الداخلي للمجلس فالمعروف أن هذا الهيكل تشقه فرقة وخلافات ومن الضروري البحث عن أرضية اتفاق حتى يتمكن من التحدث بلغة واحدة تجاه النظام السوري.

وينظر المشاركون في المؤتمر في جوانب تنظيمية أهمها العلاقة بين مكونات المجلس الثلاثة ونعني بذلك المكتب التنفيذي والأمانة العامة والهيئة العامة، وآليات اتخاذ القرار السياسي داخل المجلس. يذكر أن المجلس السوري المعارض يشتغل حاليا وفق جهود مكونيه في تنسيق أشغاله دون الرجوع إلى قانون داخلي منظم لصلاحياته وتنظيمه من الداخل.

تفاؤل خليجي بموافقة دمشق على بعثة المراقبين

تعكّره عمليات قتل وقمع واسعة في سوريا

قلصت عمليات القتل والقمع الواسعة في أنحاء سوريا أمس، التفاؤل الذي أبدته قطر وعمان بموافقة دمشق على التوقيع على بروتوكول المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية.

وقال الوزير المكلف الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي للصحافيين في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السّت في الرياض أمس، “نحن متفائلون بأن سوريا ستوقع على البروتوكول (الخاص بإرسال مراقبين) الذي طرحته الجامعة العربية خلال 24 ساعة”.

وعبّر بن علوي عن أمله أن “تبدأ البعثة العربية الى سوريا في التوافد للمساعدة في اخراجها من ازمتها وتجنيب العالم العربي التدخلات الاجنبية”. وتابع ردا على سؤال ان المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد بعد غد في القاهرة “سيتخذ قرارات اذا لم يوقّع السوريون على البروتوكول”.

كذلك قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني “نأمل ان يوقع (الرئيس السوري بشار الاسد) البروتوكول. اليوم (امس)، وصلتنا معلومة انه سيوقع، صحيح ام غير صحيح؟ سنرى”. وأضاف الشيخ حمد رداً على سؤال ان “تنحي الاسد او تغيير النظام يعني الشعب السوري، اهم شيء هو وقف العنف والقتل واطلاق الاسرى وادخال الاعلاميين للاطلاع على الحقيقة. المهم ان يتصالح (الاسد) مع شعبه، اما التغيير فهذا امر يخص الشعب السوري”.

وكان الشيخ حمد أعلن عقب اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري في الدوحة السبت، ان الجامعة العربية تعتزم الطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات الخاصة بسوريا. واضاف “بما ان روسيا ذهبت الى مجلس الامن، فالجامعة العربية ستنظر ايضا في التوجه الى مجلس الامن خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي”.

وفي بغداد، اعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى أمس ان وزير خارجية العراق هوشيار زيباري “سينطلق” بالمبادرة العراقية لحل الازمة السورية قريباً عبر نقل تفاصيل وآليات تطبيق المبادرة الى الجامعة العربية والاطراف السورية.

وقال مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض الذي يرأس وفداً عراقياً يزور القاهرة، ان “المحادثات كانت ناجحة ووجهات النظر متطابقة في دعم المبادرة العراقية”. وأضاف عقب لقائه الامين العام للجامعة نبيل العربي ان “المبادرة هي عبارة عن جهود موازية لجهود الجامعة العربية من اجل إنضاج حل بين ابناء الشعب السوري”.

وكان الوفد العراقي اجرى في دمشق السبت “محادثات ايجابية” مع الرئيس السوري بشار الاسد تناولت المبادرة العراقية لحل الازمة السورية، قبل ان يتوجه الى القاهرة.

في غضون ذلك، قتل 15 مدنياً وستة جنود بينهم ضابط في مناطق سورية مختلفة أمس.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في محافظة ادلب، “استشهد ستة مواطنين برصاص قوات الامن السورية، كما استشهد مواطن من مدينة ادلب متأثرا بجروح اصيب بها بعد منتصف ليل السبت – الاحد قرب بلدة سراقب، وصباحا كان المرصد قد اعلن استشهاد مواطن في قرية ابديتا بجبل الزاوية”.

وفي محافظة ادلب ايضا، تحدث المرصد الذي مقره في لندن عن “استشهاد مواطن في مدينة معرة النعمان يبلغ من العمر 49 عاما اثر اطلاق رصاص على سيارته من قبل حاجز امني داخل المدينة”.

وكان المرصد اعلن سابقا عن “اصابة 29 مدنيا بجروح كانوا في منازلهم التي اصيبت اثر القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في قريتي ابلين وابديتا بجبل الزاوية” في محافظة ادلب.

واضاف “كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين مجموعات منشقة والجيش النظامي لليوم الثاني على التوالي في بعض بلدات وقرى ريف ادلب”.

واكد المرصد “استمرار إضراب الكرامة لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان شيخون في ادلب وقد شمل المتاجر والمدارس وجميع الدوائر الحكومية ونجح بنسبة كبيرة جدا حتى اللحظة”.

وفي محافظة درعا، تحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين قوات الامن السورية ومجموعة منشقة عند مداخل مدينة داعل بعد محاولة السلطات فتح الطرقات التي اغلقها الاهالي التزاما بالاضراب”.

وأعلن الناشطون المعارضون في سوريا الاضراب العام منذ اسبوع.

وقال المرصد “اقتحمت قوات عسكرية وأمنية سورية ترافقها جرافات بلدة طفس وبدأت بإزالة الحواجز الترابية التي نصبها الاهالي في شوارع البلدة في اطار الاضراب العام. وتحاول قوات الامن ترافقها رافعات شركة الكهرباء فتح الطرقات المغلقة في قرية اليادودة كما اقتحمت قوات امنية قريتي زيزون والعجمي”.

وفي محافظة حمص، لفت المرصد الى “استشهاد سبعة مواطنين مدنيين في مدينة حمص وتدمر والغنطو وتلبيسة بينهم خمسة بإطلاق رصاص أمس، وشهيد متأثرا بجروح اصيب بها الجمعة وآخر قضى في المعتقل”.

كذلك، “استشهد طفل في الرابعة من عمره خلال اطلاق نار عشوائي في مدينة القصير” في المحافظة نفسها.

وأضاف المصدر نفسه “وفي حاجز حي باب الدريب بمدينة حمص احرقت ناقلة جند مدرعة وقتل وجرح من في داخلها اثر استهدافها بقذيفة ار بي جي من قبل مجموعة منشقة”.

وفي دير الزور، “استشهد شاب اثر اطلاق النار من قبل قوات الامن السورية على مشيعي مواطن في حي الحميدية”، وفق المرصد.

وأورد المرصد ايضا ان “طفلة في العاشرة من عمرها استشهدت اثر اطلاق رصاص عشوائي في حي الميدان بدمشق”.

من جانب آخر افاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص ان “خسائر الجيش النظامي البشرية المؤكدة داخل مدينة القصير اليوم (أمس) هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود وإلقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق”.

وأشار الى “قصف بالرشاشات الثقيلة في مدينة القصير أسفر عن تدمير جزئي لبعض المنازل ترافق مع اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة دمرت 3 آليات عسكرية مدرعة وقتلت وجرحت من كان فيها لدى خروجها من مطار الضبعة قرب مدينة القصير”.

وكالة الانباء السورية (سانا) نقلت عن مصادر رسمية في مدينة حمص “أن سيارة سياحية انفجرت في شارع الميدان وسط المدينة وأدى الانفجار إلى مقتل اثنين من الإرهابيين كانا داخلها”. كما قالت الوكالة ان “مجموعة إرهابية اغتالت مساء أمس المهندس زياد توفيق بولس أمام منزله الكائن في حي السكن الشبابي بحمص وأصيبت ابنته (5 سنوات) خلال عملية الاغتيال”.

(أ ف ب، يو بي أي)

اجتماعات عربية والمبادرة العراقية على خط الحل

إشارات متفائلة بـ “توقيع سوري”

أعربت عُمان وقطر أمس، عن تفاؤل بتوقيع سوري قريب على بروتوكول بعثة المراقبين العرب توقعت بغداد أن يكون اليوم، في حين تعقد جامعة الدول العربية اجتماعات على مستويات المندوبين واللجنة الوزارية المعنية بالأزمة، والوزاري، ابتداء من غد الثلاثاء، تبحث مستجدات الأوضاع، والوساطة العراقية لحل الأزمة .

وأعرب الوزير المكلف الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي في الرياض عن تفاؤله بأن سوريا ستوقع بروتوكول الجامعة العربية الخاص بإرسال مراقبين إلى أراضيها في غضون 24 ساعة . وعبر عن أمله أن “تبدأ البعثة العربية إلى سوريا في التوافد للمساعدة في إخراجها من أزمتها وتجنيب العالم العربي التدخلات الأجنبية” . وأضاف أن المجلس الوزاري للجامعة العربية “سيتخذ قرارات إذا لم يوقع السوريون البروتوكول” .

من جهته، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني “نأمل أن يوقع البروتوكول، وصلتنا معلومة أنه سيوقع صحيح أم غير صحيح؟ سنرى” . وأضاف أن “تنحي الأسد أو تغيير النظام يعني الشعب السوري، أهم شيء هو وقف العنف والقتل وإطلاق الأسرى وإدخال الإعلاميين للاطلاع على الحقيقة، المهم أن يتصالح (الأسد) مع شعبه، أما التغيير فهذا أمر يخص الشعب السوري” .

في بغداد، أعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى أن وزير خارجية العراق هوشيار زيباري “سينطلق” بالمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية قريبا عبر نقل تفاصيل وآليات تطبيق المبادرة إلى الجامعة العربية والأطراف السورية . وقال مستشار الأمن الوطني فالح الفياض إن “المحادثات (مع أمين عام الجامعة العربية) كانت ناجحة ووجهات النظر متطابقة في دعم المبادرة العراقية” .

وأكد الفياض أن سوريا ستوقع، اليوم (الاثنين)، على المبادرة العربية، وقال “أعتقد أنه وصلت أخبار طيبة من دمشق، وإن شاء الله سيتم التوقيع على البروتوكول العربي (الخاص بالمبادرة العربية ) يوم غد (اليوم الاثنين)، في الجامعة العربية”، وأشار إلى أنه ربما يوقع الاتفاق نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد .

ودعت الجامعة إلى اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء، لبحث التوصيات التي أعدتها اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية بالدوحة، وقال مدير إدارة مجلس الجامعة محمد زايدي إن “اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة ستعقد اجتماعا آخر صباح الأربعاء للنظر في آخر المستجدات، في ضوء مبادرة العراق ورفع توصيات نهائية إلى الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب” . وأضاف أن اجتماعاً استثنائياً لمجلس الجامعة سيعقد على مستوى المندوبين غدا الثلاثاء، لإطلاعهم على نتائج اجتماعات اللجنة الوزارية في الدوحة، وبحث الأوضاع في ظل الوساطة العراقية .

على الأرض، سقط قتلى جدد أمس، بينهم مدنيون وعسكريون خلال عمليات أمنية في مناطق سورية عدة، واشتباكات مع منشقين عن الجيش، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان . (وكالات)

السلطات السورية أفرجت عن المدونة رزان غزاوي بكفالة

أعلن الناشط السوري أنور البني، أمس، أن السلطات السورية ستفرج بكفالة عن المدونة السورية المعارضة رزان غزاوي التي اعتقلت في 5 من الشهر الحالي . وقال البني الذي يترأس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية إن “رزان غزاوي سيطلق سراحها اليوم (أمس)”، موضحاً أن “القاضي قرر أن يطلق سراحها بكفالة مالية قدرها 15 ألف ليرة سورية (نحو 300 دولار)” .

وقبل أن يتم توقيفها على الحدود السورية الأردنية كانت رزان تدون آراءها وأفكارها المناهضة للنظام السوري على صفحتها على الإنترنت، باسمها الحقيقي، داعية إلى الثورة حتى إسقاط النظام . وتقول عبير، صديقة رزان، وهي ناشطة لبنانية ”إن رزان فتاة شجاعة ومندفعة جداً .

ومثلت المدونة السورية الأمريكية (31 عاماً) أمام قاضي التحقيق في دمشق، ووجهت إليها تهمة “القيام بدعاية ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية” و”نقل أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة”، حسب بيان للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير الذي تنشط فيه . كما اتهمت بالمشاركة في “إنشاء تنسيقية أحياء دمشق” . وفي حال إدانتها، قد يحكم عليها بالسجن بين 3 و15 سنة . وقبل يومين من توقيفها، كان يوم جمعة شهد العديد من التظاهرات والأنشطة، كتبت على تويتر “يا رب، اجعله آخر يوم جمعة لحزب البعث في السلطة” . كما كانت ناشطة جداً على “تويتر”، وكتبت في 2 ديسمبر/كانون الأول “دعوة الأسد إلى التنحي هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ سوريا من الحرب الأهلية وسيطرة حلف شمال الأطلسي” .

ويقول نديم حوري من “هيومن رايتس ووتش” في بيروت “إنها مدونة تقول الأمور كما هي من دون مواربة، وتتمتع بالشجاعة، وهم يعاقبونها على ذلك” . وتقول عبير التي التقت رزان عام 2007 في لبنان “كنت أتوقع أن يتم توقيفها في أية لحظة، لا سيما أنها لم تستخدم اسماً مستعاراً” . (أ .ف .ب)

باريس تطالب بتسريع بدء مهمة المراقبين بسوريا.. وتجدّد التأكيد على “فقدان الأسد لشرعيته

طالبت فرنسا بأن يتمكن المراقبون العرب الذين وافقت دمشق على إستقبالهم (اثر توقيعها بروتوكول جامعة الدول العربية) من القيام بمهمتهم. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: “لقد أخذنا علماً باعلان توقيع سوريا بروتوكول إرسال مراقبين، ويجب أن يتمكن هؤلاء المراقبون فعلياً من أداء مهمتهم بأسرع وقت ممكن على الأرض”، مشيراً إلى أنّه “في اليومين الماضيين، سقط ثلاثون قتيلا آخرين والأمر ملح”.

وإذ ذكّر فاليرو بأن إرسال المراقبين “يشكّل أحد عناصر” خطة قدمتها الجامعة العربية الى سوريا وتجاهلتها دمشق حتى الآن، أضاف: “عوّدنا نظام دمشق بالفعل منذ أشهر على عدم إحترام التعهدات التي قطعها بنفسه وعلى تكثيف المناورات المماطلة حيال المجموعة الدولية”، مجدداً التأكيد على أنّه بالنسبة إلى فرنسا فإن الرئيس السوري بشار الاسد “فقد كل شرعية”.

كما ذكّر فاليرو في السياق عينه بأن خطة جامعة الدول العربية تنص إلى جانب إرسال مراقبين عرب على “وقف القمع والإفراج عن كل الذين سجنوا خلال التظاهرات وعودة الجيش إلى الثكنات والسماح بدخول وسائل إعلام أجنبية”.

(أ.ف.ب.)

غليون: الشعب اللبناني متعاطف مع الثورة السوريّة.. ونرفض أي مبادرة جديدة لتقطيع الوقت

أكّد رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون أنّ “النظام السوري يعمل على تقويض أسس المبادرة العربيّة لارهاب الشعب”، مشيرًا إلى أنّه “في دير الزور وحمص القصف مستمر كما وحملة الإعتقالات”. وأضاف: “الموت تحت التعذيب يستمر ودمشق شهدت اليوم آلاف المشيّعين لهالة منجد التي استشهدت وعمرها 11 عامًا وقتلت بيد الغدر امس في الميدان”.

غليون، وفي مؤتمر صحافي عقده مع أعضاء “المجلس الوطني السوري” بعيد توقيع دمشق على بروتوكول إرسال بعثة مراقبين عربيّة إلى سوريا، قال: “إسمحوا لي أن أحيّي الشعب أبطال الجيش الحر الذين رفضوا تطبيق الاوامر بقتل اخوانهم وأحيّي “التنسيقيّات” الذين يبدعون وسائل كل يوم مقاومة سلمية جديدة لمقاومة الإرهاب الرسمي وفتح طريق الإنتصار لشعبنا البطل، ونحيّي الشعب الذي انتفض ليمنحنا الحرية وفتح للمنطقة طريقًا جديدًا نحو الديمقراطيّة”.

وإذ لفت إلى أنّ “المجلس الوطني أعلن قبوله بالمبادرة العربية وشروط تطبيق هذه المبادرة واهمها ان يبدأ الالتزام بتطبيق بنودها مباشرة مثل سحب الجيش واطلاق المعتقلين واطلاق الحريات العامة وحق التعبير للشعب السوري”، أشار غليون إلى أنّه “بعد أكثر من شهر ونصف على اطلاق المبادرة لا نرى سوى مراوغة النظام السوري”، وقال: “نحن مستغربون من موقف “الجامعة العربية” التي اتاحت اكثر من فرصة للتهرّب من التزاماته ومسؤولياته ونريد ان تتّخذ موقفًا أقوى وأن لا تُخدع الجامعة بمراوغة النظام وكذبه، فما قاله (وزير الخارجيّة السوري وليد) المعلّم يدل دلالة كاملة على أنّ ليس في نيتهم تطبيق أيّ مبادرة”. وأوضح أنّ المعلّم “يتحدث عن خطة لم يسمع بها أحد ويهدّد المراقبين قبل ان يأتوا بوجود مناطق آمنة وأخرى غير آمنة ربما تتعرضون فيها للأذى وبالتالي المؤتمر الصحافي بيّن ما يحصل مراوغة”.

غليون الذي اعتبر أنّ “الحكومة الإنتقالية ستكون من المعارضة و”المجلس الوطني” ولكن بالتعاون مع الشعب”، قال: “نريد الحفاظ على مؤسسات الدولة ونساعد على تماسك اجهزة الأمن ونريد ان تكون للمؤسسة العسكرية دورًا في تطمين جميع فئات الشعب واطيافه على ان الثورة لن تكون انتقامية ولن تقود إلى الفوضى، بل إنّ مؤسّسات الدولة ستكون فاعلة وعاملة وستكون للحكومة معارضة ديمقراطيّة وكل ذلك سيتم بالتعاون مع الجيش وأجهزة الدولة المختلفة”.

وأضاف: “هذه صيغة رسميّة لخداع النفس لا يكذبون على أنفسهم بل على الشعب أيضًا ولا نعترف بأي كلام من جهة المعلم لأنّه من جهة واحدة ولن نصدّق أيّ كلمة ما لم تقلها جامعة الدول العربية”. وأردف: “برنامج المجلس الوطني السوري أقرّ بالإجماع وسيوزّع”، وقال: “نحن نريد ان ندافع عن ابنائنا نحن نعمل من اجل الشعب وليس من أجل إسقاط (الرئيس السوري بشّار) الأسد وهناك الكثير من الدول والأطراف من يبحث لهذا المجرم عن ملجأ وهذا ليس شغلنا”.

وتابع غليون: “قلنا اننا لا نريد ان تكون سوريا حماية المدنيين عندما يتعرّضون إلى حرب لا انسانيّة وحرب وحشية وانتهاكات تعادل الجرائم ضد الإنسانيّة هذا واجب على المجتمع الدولي وعلى منظمات الأمم المتحدة ولن نطالب كجزء في أن تصان حياة ابنائه وجريّاته”. وأضاف: “غايتنا وقف القتل وحماية المدنيين والوسائل نناقشها مع حلفائنا واصدقائنا في الأمم المتحدة ومجلس الامن و”الجامعة العربية” ونناقش ذلك بحسب الحاجة وهناك فرضيات متعددة عن مراقبين دوليين واطلاق حرية تحرك الصحافيين والإستعانة بقوات ردع عربي وإذا أمكن نحتاج إلى استخدام القوة وليس حرب شاملة بل بشكل محدود إذا اضطر الامر وربما يزيد استخدام القوة في منطقة ومواقع محددة نحن نريد ان نكون اسياد امرنا في تحديد الوسائل التي يقر فيها استخدام القوة، ولم نسلم سيادتنا لا للأمم المتحدة ولا لمجلس الأمن وهذا الأمر يناقش معنا كسوريين وكمجلس وطني”.

وقال غليون: “نحن نريد أن نحرّر الشعب السوري وليس لدينا عدو آخر بالمطلق، وهناك تصريحات رسمية من قبل بعض القوى السياسيّة وبعض القوى الإقليميّة تجمع على النظام السوري وعلى دعم النظام وذلك جزء من سياساتهم وليس فقط للتحالف الإستراتيجي وهم يوحّدون بين الثورة الشعب المقهور والمؤامرة الخارجيّة وهم في خطابهم يعلنون انهم يعتزمون المشاركة في القضاء وهم يدينون انفسهم بخطابهم”، وأردف: “لا اتصور أنّ أبناء الشعب اللبناني يستطيعون أن يُغمضون أعينهم عمّا يحدث في سوريا فكل ابناء الشعب اللبناني متعاطفون مع الثورة السورية ومع معاناة شعبه”.

وأضاف: “إذا طبّق الأسد شروطنا سترجع الثورة السورية سلميّة 100% ولن يعود هناك حاجة لاستخدام القوّة. وقال: “أفدنا الآن عن مجزرة وتدمير مستشفى في جبل الزاوية على رؤوس المرضى فرياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر يسمعنا الآن وهو أرسل لنا الخبر مباشرة من الميدان”.

واعتبر غليون أنّ “سوريا مقبلة على ولادة حرة بثورة حقيقيّة اذا لم تأت بولادة طبيعية فيجب الإستعانة من أجل مصلحتها ومصلحة الوليد بعملية قيصرية ولن نوفّر جهدًا في سبيل انقاذ الوليد وهو وليدنا وحريتنا وفي انقاذ وليدنا وهو الوطني وهو وطننا”.

وأضاف: “نحن مستعجلون في تعبئة المجتمع الدولي هذا محور أول والمحور الثاني هو التعاون مع الأمم المتحدة لتأمين هذه الحماية، مع محور “الجيش الوطني السوري الحر” بالإضافة إلى العقوبات الإقتصادية فالنظام في طريقه إلى التصدّع تحت هذه الضغوط سواء أتانا الغيث من الخارج أو لم يأتنا فهناك قوى منظمة حقيقية ضد الشبّيحة وهناك تصميم لا نهائي من قبل شبابنا للقتال حتى النهاية وقطيعة دولية متزايدة مع النظام لاخراجه والطلب مستمر للأسد بالتنحي”.

وتابع غليون: “العراقيون طلبوا ان يتحدثوا معنا وطلبوا منا التواصل والتعرف على الثورة ونحن طلبنا منهم في المقابل ان يعلنوا انهم لا يحملون أي مبادرة كشرط للتواصل معهم، ونحن من الآن فصاعدًا نرفض أي مبادرة جديدة لتقطيع الوقت وتمرير الوقت”.

من جهتها، حيّت عضو “المجلس الوطني السوري” بسمة قدماني “تونس وشعبها وطريق محمّد البوعزيزي (المواطن التونسي الذي أحرق نفسه وسبّب بشرارة الثورات العربيّة) التي نمشي عليها حتى تتكلل ثورتنا بالنصر”. وأضافت: “هناك حوار دائم منذ فترة في القاهرة وتقدّم وتقريبًا توصّلنا إلى رؤية مشتركة وموحّدة، وقد تمّ توحيد هذه الرؤية حول مبادئ هي مشتركة السقف والرؤية للمرحلة الإنتقالية ولحماية المدنيين ايضا وهناك اتفاق على الصيغة الموحدة بالنسبة إلى كل المعارضة”.

وأضافت: “بالمضمون توصّلنا تحديدًا إلى أنّ المرحلة الإنتقالية تبدأ بتنحي الأسد أي رأس النظام لتبدأ المرحلة الانتقاليّة بحماية المدنيين، وهي إما أن تتم أو أن نطالب بها بجميع الوسائل المشروعة وحول هذين البندين سنذهب إلى مؤتمر المعارضة لصياغة الورقة الأخيرة و”الجامعة العربيّة” تُعوّل على ذلك وتنتظر هذا الموقف والمجلس يرى أن التطبيق اصبح مفتوحًا أمام تبنّي المعارضة حقيقة كبديل للنظام ونزع الشرعيّة عن هذا النظام”. وتابعت: “المجلس يسير على هذا الطريق والتنسيق مع “الجامعة العربيّة” كان منذ بداية المبادرة جيّدًا وعملنا بصدق وبالتنسيق الكامل”.

إلى ذلك، قال عضو المجلس هيثم المالح: “هذا النظام الذي يدير سوريا منذ سنوات وعقود خارج إطار القانون والمؤسسات لا يحترم القانون ولا يحترم المعاهدات الدوليّة ويدير البلاد خارج كل هذه المفاهيم وهو فاشل وساقط من الناحية القانونيّة عندما يبدأ أي نظام حربًا على شعبه ينشر ثلاث آلاف دبابة في سوريا ويهاجم الثوار السلميّين بالطائرات ماذا بقي له”.

وتابع: “أيّ نظام يستمد شرعيّته من الشعب والشعب قال كلمته في الشارع إرحل وبالتالي فقد شرعيّته القانونيّة في الداخليّة، ومن الناحية الدوليّة كل الدول سحبت النظام من تحت أقدامه وقالت له هذا النزاع غير شرعي وساقط دوليًا وقانونًا الحبل يضيق على هذا النظام ونطلب من الدول العربية كافة ان تسحب سفراءها ودول اوروبا ان تسحب سفراءها وأن تطرد السفراء الذين هم جواسيس للنظام السوري وليسوا دبلوماسيين”.

وبعده شدّد عضو المجلس عمر ادلبي على أنّ “شباب الثورة الذين تهجروا لم يخرجوا ولم يضحوا بدمائهم من اجل ألا يسقط النظام”. وأضاف: “هذا النظام اسقطته أول مجموعة من الأولاد الذين كتبوا على الجدار “الشعب يريد اسقاط النظام” في حماة الأبيّة”.

وإذ كشف عن أنّه “تمّ اعتقال ناشط محمد الوزير عضو في المجلس الاعلى للثورة السوريّة وهو عضو في المجلس الوطني السوري”، قال إدلبي “الجامعة العربية التي ذهبت اليوم الى قبول مبادرة أتمنى ان يكون السؤال عن هذا المناضل والشاب الثائر في طليعة الأسئلة إلى اركان النظام واجهزته الامنيّة”. وأضاف: “بمناسبة التوقيع على بروتوكول التعاون ومنذ إعلان النظام عن قبول المبادرة العربية سقط منذ ذلك الوقت 137 شهيدًا نسمّيهم “شهداء الموافقة على البروتوكول”، ومن بين هؤلاء الشهداء ستون شهيدًا هم طفلة و29 سيدة و39 ماتوا تحت التعذيب وهذه حقائق نضعها حتى تتصرّف الجامعة وأن لا تمنح النظام مزيدًا من الوقت لقتل شبابنا الثائر”.

“التعديلات على بروتوكول بعثة المراقبين إلى سوريا طفيفة”

“lbc”: العقوبات لن ترفع عن سوريا لحين عقد اجتماع آخر لوزراء الخارجيّة العرب

أكدت محطة “lbc” أنّ “التعديلات التي ربما ادخلت على بروتوكول التعاون من أجل ارسال بعثة المراقبين العرب الى سوريا طفيفة، أي أنّها لا تمس جوهر المبادرة العربية”.

“lbc”، ووفق ما نقلت عن مراسلها في القاهرة، لفتت إلى أنه “بالاستناد الى تصريحات سابقة للامين العام لـ”جامعة الدول العربيّة” نبيل العربي، فإنّ “العقوبات سترفع فور بدأ تطبيق البرتوكول، خاصة وأن هذه العقوبات لا يبت بأمر رفعها الامين العام بل وزراء الخارجية العرب”.

وذكرت المحطة أنّ “وزراء الخارجية العرب قرّروا تأجيل اجتماعهم الذي كان مخصّصاً لتحويل ملف سوريا الى مجلس الامن الاربعاء المقبل، وهذا يدل على أنّ العقوبات لن ترفع الى حين عقد اجتماع آخر”.

سوريا توقع بروتوكول المراقبين العرب

وقعت سوريا بعد ظهر اليوم في مقر الجامعة العربية في القاهرة البروتوكول المحدد للإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، وقام بالتوقيع عن الحكومة السورية نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وعن الجامعة العربية نائب الامين العام أحمد بن حلي في حضور الامين العام للجامعة نبيل العربي.

(أ.ف. ب.)

المعارضة السورية تعتبر توقيع دمشق بروتوكول المراقبين “مراوغة

تونس – اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين ان توقيع دمشق على البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب “هو مجرد مراوغة” لمنع احالة الملف السوري على مجلس الامن الدولي.

وقال رئيس المجلس الوطني برهان غليون في ختام اجتماعات المجلس في تونس “لا نرى شيئا سوى مراوغة” مضيفا “الجامعة العربية اتاحت للنظام السوري التهرب من مسؤولياته”.

واضاف خلال مؤتمر صحافي “النظام يراوغ لكسب الوقت ومنع تحويل الملف الى المجلس الدولي”.

وقد وقعت سوريا بعد ظهر الاثنين في القاهرة البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الذين اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان طلائعهم سيتوجهون الى دمشق خلال 72 ساعة.

وحول التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين قال غليون “يدل كلامه ان ليس في نيتهم تطبيق اي مبادرة وبكلامه يهدد المراقبين قبل ان ياتوا ان هناك مناطق آمنة واخرى لا، ما يحصل هو مجرد مراوغة”.

وكان المعلم اوضح ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي في دمشق ان المراقبين سيذهبون الى “المناطق الساخنة” لكن من “المستحيل زيارة اماكن عسكرية حساسة”.

وتقضي المبادرة العربية بوقف العنف ضد المدنيين وسحب الاليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية واطلاق سراح المعتقلين وعقد مؤتمر للحوار الوطني في مقر الجامعة العربية تشارك فيه الحكومة وكل اطياف المعارضة السورية للتوصل الى حل سياسي للازمة.

من جهته قال رضوان زيادة المكلف العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري لوكالة فرانس برس انه “يجب الانتباه، النظام السوري لديه خبرة كبيرة في المناورة”.

واضاف “نحن نتابع مدى احترامه لبنود الوثيقة، ما لم يحترمها سيعتبر ذلك اختراقا يجب ان يعاقب عليه”.

وتابع ان توقيع سوريا البروتوكول “هو استجابة من النظام السوري تحت ضغوط كبيرة من الشارع وروسيا”.

يشار الى ان المجلس الوطني السوري الذي اسس في نهاية ايلول/سبتمبر في اسطنبول يضم معظم التيارات السياسية وخصوصا لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الارض والليبراليين والاخوان المسلمين، الحركة المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا واحزابا كردية واشورية.

14 قتيلا واقتحام بدير الزور وإدلب

قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 14 شخصا قتلوا اليوم برصاص الأمن، بينما اقتحمت قوات الجيش مدينة القورية في محافظة درعا، وطوقت منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب.

وذكر المصدر أن ثلاثة من القتلى سقطوا في حي الميدان بدمشق، بعدما أطلقت قوات الأمن الرصاص والغاز المدمع لتفريق جنازة طفلين كانا قد قتلا بنيران قوات الأمن الجمعة الماضية.

كما سقط قتلى في دير الزور ودرعا وحماة، وفي حمص قتل ثلاثة أشخاص، وسط استمرار المظاهرات المنددة بنظام الرئيس بشار الأسد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الجيش اقتحمت مدينة القورية في محافظة دير الزور، وأطلقت نيرانا كثيفة مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.

وفي قرية العجمي غرب محافظة درعا، قتل شاب صباح اليوم في إثر إطلاق قوات الأمن النار عشوائيا في المدينة، وفق ما نقله المرصد.

وفي مدينة الحراك بدرعا أيضا، قتل شخصان وأصيب ثمانية بجراح بعضهم حالته حرجة، واعتقل العشرات إثر اقتحام قوات أمنية وعسكرية المدينة صباح اليوم، مع استمرار إضراب الكرامة لليوم التاسع على التوالي في معظم مدن وقرى درعا.

وحسب لجان التنسيق المحلية، فقد طوقت قوات أمنية عدة مناطق في ريف حماة، واقتحمت أخرى ريف دمشق بأعداد كبيرة من الجنود والآليات.

احتجاجات

ويأتي هذا التصعيد الميداني بينما خرجت مظاهرات في أحياء عدة من مدينة حمص للمطالبة بإسقاط النظام.

وأظهرت صور بثها ناشطون بعض هذه المظاهرات في أحياء بابا عمرو والبياضة والقصور والإنشاءات وجورة الشياح والغوطة وغيرها.

كا بث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرة في باب سريجة في الجزء القديم من العاصمة دمشق، كما شهد حي برزة مظاهرة مماثلة، وبث ناشطون صورا قالوا إنها لمحلات تجارية في الحي نفسه شاركت في “إضراب الكرامة”.

ويأتي الإضراب الذي يدخل يومه الثامن في إطار سلسلة فعاليات احتجاجية تمتد حتى نهاية العام الجاري. وتتكون فعاليات “إضراب الكرامة” من ست مراحل، تبدأ كما نشر ناشطون بإقفال الحارات الفرعية وتنتهي بإغلاق الطرق الدولية.

وخرجت أيضا في عدة مناطق من ريف حلب مظاهرات مناهضة للنظام السوري. وبث ناشطون صورا لمظاهرات في عندان وريتان وتل رفعت وغيرها، هتف فيها المحتجون بإسقاط نظام الأسد.

كما بث ناشطون مشاهد لمظاهرات مناوئة للنظام خرجت في مدينة إدلب، وشهدت مناطق عدة في ريف إدلب بينها بنش تحركات مشابهة، وخرجت مظاهرات مماثلة في محافظة الحسكة في أكثر من منطقة بينها عامودا.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت في وقت سابق إن 24 شخصا قتلوا أمس الأحد برصاص الأمن والجيش والشبيحة، معظمهم في حمص وبينهم امرأتان وطفلة.

وذكرت الهيئة -في تقرير عن الأحداث التي رافقت “المهل التي أعطتها جامعة الدول العربية للنظام للتوقيع على مبادرتها لحل الأزمة”- أن 771 قتيلا سقطوا في حمص وحدها خلال تلك الفترة.

وذكرت الهيئة أن من بين هؤلاء 81 قضوا تحت التعذيب و55 طفلا و33 امرأة سقطوا في حمص وحدها. مشيرة إلى وقوع أكثر من خمس “مجازر دموية”، “كمجزرة القصير”، و”مجزرة الرستن”، و”مجزرة البياضة”، و”مجزرة حي الزهراء” التي تعد أكثر المجازر دموية.

وخلصت الهيئة إلى أن هذا التقرير ينسحب على بقية المدن والمناطق السورية وإن كانت حمص تتصدر المشهد، معتبرة التقرير بمثابة “معطى واضح لكل صاحب بصيرة بأنه لا فائدة من تكرار المحاولات مع هذا النظام”.

وأسفر قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف مارس/آذار عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص بينهم أكثر من ثلاثمائة طفل، بحسب ما أعلنته المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي في الـ12 من الشهر الجاري.

سوريا توقع بروتوكول المبادرة العربية

أعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم -في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بدمشق- أن سوريا وقعت على بروتوكول المبادرة العربية.

وذكر أن قرار بلاده التوقيع على البروتوكول جاء بعد موافقة الجامعة العربية على إدخال تعديلات، قائلا إن سوريا لم تكن لتوقع لو لم تتم تلك التعديلات، مهما كانت الإنذارات والتهديدات، حسب تعبيره.

وقال المعلم إن قرار التوقيع هو قرار سوري محض، مشيرا إلى أن دمشق وقعت البروتوكول مع الجامعة العربية بناء على نصيحة روسيا، مضيفا أنه ليس هناك أي تغيير في موقف روسيا المساند لسوريا، وأن السلطات السورية على اتصال وتنسيق دائميْن مع الجانب الروسي، سواء من خلال السفير الروسي في دمشق أو من خلال التواصل مع القيادة الروسية.

وأكد المعلم أن الحكومة السورية تريد حلا سياسيا بمشاركة الجامعة العربية، وأضاف أن توقيع بلاده على بروتوكول المبادرة العربية هو بداية تعاون مع جامعة الدول العربية، معربا عن ترحيبه بأفراد البعثة في “وطنهم الثاني” سوريا.

وبشأن عمل البعثة، قال المعلم إن السيادة السورية مصانة في صلب البروتوكول، موضحا أن التنسيق سيكون تاما مع الحكومة السورية من خلال لجنة وطنية سيتم تشكيلها، وستكون همزة الوصل بين الطرفين.

وذكر وزير الخارجية السوري أن من يريد مصلحة الشعب السوري لا يفرض عليه عقوبات اقتصادية، متحدثا عن رغبة بعض العرب في تدويل الأزمة في سوريا.

وأكد المعلم أن مدة بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة العربية هي شهر قابل للتمديد شهرا آخر.

وقال مراسل الجزيرة في القاهرة محمود حسين إن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وقع اليوم الاثنين بروتوكول المبادرة بمقر جامعة الدول العربية.

وذكر المراسل أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أعلن أن توقيع الجانب السوري على البروتوكول جاء دون إدخال أي تعديلات، واعتبر ذلك حلا مبدئيا للأزمة.

وقال العربي إن وفدا من الجامعة سوف يتوجه إلى دمشق في غضون الساعات 48 القادمة للتحضير اللوجستي للبعثة.

وأكد أن التوقيع على البروتوكول لا يعني وقف العقوبات المفروضة على سوريا، مضيفا أن ذلك لن يتم إلا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين يملكون صلاحيات لذلك.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال أمس الأحد إنه تلقى معلومات تفيد بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد على توقيع المبادرة العربية.

وأكد للصحفيين -في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض- أن أهم شيء هو وقف العنف، وإطلاق الأسرى، ودخول إعلاميين للاطلاع على الحقيقة، أما التغيير فهو “أمر يخص الشعب السوري”.

ومن جانبه، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي عن تفاؤله بتوقيع سوريا للبروتوكول، وعبر عن أمله في أن “تبدأ البعثة العربية إلى سوريا في التوافد للمساعدة في إخراجها من أزمتها وتجنيب العالم العربي التدخلات الأجنبية”.

طريق مسدود

يأتي ذلك في وقت قال فيه عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية في سوريا، إن مبادرات الجامعة العربية بشأن سوريا تسير في طريق مسدود.

وأضاف -في تصريحات صحفية نشرت أمس الأحد- أن المبادرة العراقية أمام الجامعة العربية هي مبادرة إيرانية، وأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “غير مؤهل” لأي مبادرة.

وقال خدام -الذي كان أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2005 بعد أن تدهورت علاقته بالأخير- إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية في تردده إزاء اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية لإنقاذ الشعب السوري، وفي نفس الوقت طالب الجامعة العربية بأن تقرر إسقاط النظام السوري وإحالة الملف إلى مجلس الأمن.

وحول التدخل العسكري، قال خدام “يمكن التدخل عسكريا في سوريا على غرار ما حدث في يوغسلافيا وساحل العاج”، وأشار إلى أن السوريين في انتظار قرارات حاسمة من القمة الخليجية المقرر عقدها اليوم.

ووجه خدام رسالة إلى المعارضة قائلا إن “هناك فرقا بين إسقاط النظام وإسقاط الدولة”، وأضاف أن الثغرة الكبرى في المعارضة السورية تتمثل في انقساماتها وتعنت أطرافها، وهو ما سيحفز العسكريين على استعادة السلطة، حسب تعبيره.

المعلم: السيادة السورية اصبحت مصانة في الصيغة الموقعة

سوريا توقع رسمياً على بروتوكول الجامعة العربية لإرسال مراقبين

العربية.نت

وقعت سوريا بعد ظهر اليوم الاثنين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة البروتوكول المحدد للإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، بحسب مراسل ” العربية”.

وقام بالتوقيع عن الحكومة السورية نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وعن الجامعة العربية نائب الأمين العام أحمد بن حلي في حضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي.

ومن جانبه أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن التوقيع تم بعد إجراء تعديلات على عمل بعثة المراقبين.

وأضاف المعلم خلال مؤتمر صحفي عقده عقب إعلان التوقيع، أن السيادة السورية أصبحت مصانة في صيغة البروتوكول الذي وقعته سوريا ، مؤكدا أن دمشق سترحب بمراقبين من دول عربية.

نصيحة روسية

وردا على سؤال حول الموقف الروسي تجاه سوريا قال المعلم “أنه ليس هناك أي تغيير في موقف روسيا المساند لسوريا في الازمة التي تشهدها منذ منتصف آذار/مارس الماضي، مؤكدا ان دمشق وقعت البروتوكول مع الجامعة العربية “بناء على نصيحتها”، مشيرا إلى أن “التنسيق مع الروس يتم بشكل يومي.

واضاف المعلم أن روسيا “موقفها واضح وهم كانوا ينصحون سوريا بالتوقيع على البروتوكول ونحن لبينا هذه النصيحة ايضا”.

وكان دبلوماسي عربي قد أعلن في وقت سابق اليوم أن دمشق ستوقع على البروتوكول الذي يحدد الإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب التي قررت الجامعة العربية إرسالها لسوريا.

وقال الدبلوماسي في تصريحات نقلتها وكالة “فرانس برس”: “إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيصل قبيل الظهر إلى العاصمة المصرية للتوقيع”.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن من المقرر أن يعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت لاحق اليوم موافقة بلاده على بروتوكول إرسال المراقبين، ويفوض نائبه بالتوقيع عليه في العاصمة المصرية القاهرة.

ويعد قرار الموافقة على البروتوكول، خطوة نحو تطبيق المبادرة العربية تجاه الأزمة السورية، والتي تقوم على الحوار بين السلطة والمعارضة.

وقالت مصادر سورية إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيوقع على البروتوكول في القاهرة وبتفويض من المعلم، وأضافت أن دمشق استطاعت تقليص مدة عمل البعثة العربية في سورية لمدة شهر بعد أن كانت شهرين قابلين للتمديد بقبول من الطرفين، وأن عمل البعثة سيتم بالتنسيق مع سورية والجامعة العربية.

وصرح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أن معلومات وصلته عن موافقة الرئيس الأسد على بروتوكول المراقبين، وأوضح الشيخ حمد أن تنحي الأسد أو تغيير النظام شأنٌ يعني الشعب السوري وحده.

استمرار حالات العنف

على صعيد التطورات الميدانية، أعلنت الهيئة العامة للثورة عن مقتل 7 أشخاص برصاص الأمن السوري صباح اليوم، بينما سقط 24 قتيلا يوم أمس، معظمهم في حمص.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بانشقاق عناصرِ الحرس المتواجدين في مركز الهجرة والجوازات في تدمر قبل الاشتباك مع دوريةٍ من الأمن.

وفي باب السباع سُمع انفجار هائل وإطلاقُ رصاص كثيف، ولوحظ انتشارٌ أمني كثيف في حي الإنشاءات وفتحت النار بشكل عشوائي مما تسبب في تضرر بعض المنازل.

غليون: نظام الأسد مستمر في ارتكاب المجازر رغم موافقته على المبادرة العربية

اعتبر مهلة الجامعة فرصة جديدة للنظام للمراوغة

العربية.نت

اتهم الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري النظام بمواصلة ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري على الرغم من إعلانه الموافقة على المبادرة العربية التي تتضمن إرسال مراقبين إلى سوريا.

وقال غليون في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إن قوات النظام ترتكب مجزرة في حي الميدان وإنها دمرت مستشفى في الحي، وإن عدوان قوات النظام مستمر، وإن قوات الجيش السوري الحر تقوم بالرد على العدوان، وإنه لايمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام مجازر النظام.

وشدد غليون على أنه إذا التزم النظام السوري بالمبادرة العربية وطبقها، سوف تعود الثورة السورية سلمية كما بدأت، وأكد غليون على رفض أي مبادرة جديدة لإعطاء النظام السوري مزيداً من الوقت، واعتبر أن الجامعة العربية أعطت النظام مزيداً من الوقت.

وأكد غليون أن المعارضة مستمرة في تعبئة الجهود الدولية لحماية المدنيين، وطالب بشار الأسد بالتنحي لأنه لم يعد قادراً على الحكم، على أن يتم تشكيل حكومة انتقالية من أطياف المعارضة بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية.

تصريحات غليون جاءت عقب انتهاء مؤتمر الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري أعماله في تونس بعد يومين من الاجتماعات الموسعة أسفرت عن إقرار نظامه الداخلي ورؤيته السياسية وتنظيم عمل مكاتبه في مجالات الحراك الثوري والإغاثة والإعلام والعلاقات الخارجية والاقتصاد وغيرها.

رئيس المجلس الوطني السوري: لا نريد ليبيا ثانية وحماية المدنيين واجب دولي

قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاثنين إن المجلس “لا يريد ان تصبح سورية نموذجا لاي حدث سابق مثل العراق و ليبيا”، إلا أنه نوه في ختام مؤتمر للمعارضة السورية في تونس بأن “حماية المدنيين واجبا دوليا” يتطلب وسائل تناقش مع جامعة الدول العربية ومجلس الامن الدولي

واضاف غليون في مؤتمر صحفي شارك فيه ايضا المعارض هيثم المالح “نحن نطالب بحق الشعب السوري في ان تصان حياة ابنائه وهذه الحماية تتطلب وسائل سنناقشها مع مجلس الامن و جامعة الدول العربية”. لكنه في المقابل لم يستبعد اللجوء الى خيارات أخرى، وقال رئيس المجلس الوطني السوري “ان استخدام القوة قد يكون بشكل محدود و نحن نريد ان نكون اسياد امرنا في تقرير الحماية لشعبنا وهذا الامر يناقش معنا”، حسب تعبيره

وفي ذات السياق، شدد غليون على ان نظام “الاسد آيل للسقوط عاجلا ام آجلا ” وانه توجد مناطق في سورية “اصبحت خارجة عن سيطرة النظام” وقال “الثورة السورية اصبحت جاهزة لسورية الجديدة “، والتي وصفها بانها “مقبلة على ثورة حقيقية ان لم تأت بطريقة طبيعية فلا بد من عملية قيصرية”، وقال “لن ندخر جهدا من اجل انقاذ الوليد وهو ثورتنا و حريتنا كما لن ندخر جهدا لانقاذ الام وهو بلدنا سورية”، حسب وصفه

ولفت رئيس المجلس الوطني السوري إلى ان “المجلس سيعمل على تجنيب البلاد الانزلاق نحو حرب داخلية بين جيشين او طائفتين”، مشيرا إلى أن “الدفاع عن النفس خلقه ودفع اليه العدوان”، وقال “لا توجد عصابات كما يتحدث عن ذلك (وزير الخارجية وليد) المعلم، بل مسلحون لحماية المدنيين، وعلينا تقديم ما يحتاجون اليه ضمن الوحدة و الثورة و القيادة السياسية”.

واعتبر غليون ان “النظام السوري مازال يكسب الوقت من المبادرة العربية التي ليس له النية لتطبيقها بل انه يهدد المراقبين المرتقبين بوجود مناطق آمنة وغير غير آمنة وهو ما يبين انه ، أي النظام يراوغ وهم بارعون في المراوغة”، على حد وصفه

وكانت سورية قد وقعت الاثنين في القاهرة البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب، الذين قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن طلائعهم تصل الى دمشق خلال الثلاثة ايام المقبلة ولكن غليون اعتبر الامر “مراوغة من نظام الاسد”

هذا واعلن غليون عن قرب اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، و قال “تونس ستعترف بالمجلس الوطني كما ابلغونا البارحة”

هذا وصدر في نهاية اعمال المؤتمر الاول للمجلس الوطني المعارض للنظام السوري بيان حول المسائل التي تم بحثها خلال الايام الثلاث للمؤتمر

هيثم المالح: رحيل الأسد “بات وشيكا

تونس (19 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال المعارض السوري هيثم المالح الاثنين إن “نظام الاسد اصبح معزولا ورحيله بات وشيكا” ، وحث دول العالم على سحب سفرائها وطرد سفراء النظام السوري الذين وصفهم بأنهم “رجال امن و ليسوا دبلوماسيين”، على حد تعبيره

و قال المالح خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين في تونس المجلس الوطني السوري، “كل الدول سحبت البساط من تحت نظام بشار الاسد و لم يبق امامه الا الرحيل وهو رحيل قريب و قريب جدا”، فـ”النظام اصبح معزولا وسنحتفل قريبا بانهياره في دمشق” العاصمة السورية

وهاجم المالح النظام السوري وقال “هو نظام خارج عن اطار القانون، فهو لا يحترم القانون ولا المعاهدات وهو بذلك ساقط من الناحية القانونية، كما ان الشعب قال كلمته في الشارع وهي ارحل، وهذا يعني انه فقد شرعيته في الداخل وبالتالي لم يبق امامه الا الرحيل وهو رحيل قريب و قريب جدا”، حسب قوله

وحث المالح الدول العربية على مواصلة عزل نظام الاسد و قال “نأمل من الدول العربية ان تسحب سفرائها من دمشق كما نطلب منها و من باقي الدول طرد سفراء النظام السوري لانهم ليسوا ديبلوماسيين بل رجال أمن “،حسب وصفه.

وفي سياق متصل، قال منسق العلاقات الخارجية للجملس الوطني السوري اديب الشيشكلي، في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للانباء، إن “المجلس اعد برنامجا للتواصل مع جامعة الدول العربية ومع بعض الدول العربية”، لم يسمها والتي “لها شكوك بخصوص ما يسميه النظام بالعصابات المسلحة”. وقال “سنقوم بتوضيح الأمور فالعصابات المسلحة الوحيدة هي عصابات النظا،م ومن يصفهم بالعصابات انما هي أولئك الذين يقومون بالدفاع عن المدنيين” في سورية

أوروبا: الظروف الحالية لا تسمح لنا بتغيير موقفنا تجاه سورية

بروكسل (19 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد الإتحاد الأوروبي أن ما يعنيه هو كيفية قيام دمشق بتنفيذ طلبات المجتمع الدولي منها بشكل عملي وفاعل

جاء هذا التصريح على لسان مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، حيث أكد أن أوروبا ستتابع عن كثب كيفية تطبيق البروتوكول في الفترة القادمة

وأوضح الناطق في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم أن الإتحاد الأوروبي كان طالب السلطات السورية أكثر من مرة بوقف العنف، فـ”كنا قد دعونا دمشق إلى التجاوب مع الدعوات والجهود الدولية، بما في ذلك المبادرة التي رعتها الجامعة العربية”، حسب تعبيره

وعبر عن قناعة الإتحاد الأوروبي أن تطبيق المبادرة لا ينحصر باستقبال بعثة مراقبين فقط، حيث “لابد من التركيز على باقي ما تضمنته المبادرة من قبيل الوقف الفوري لإستخدام العنف ورفع الحصار المفروض على بعض المدن السورية”، وفق كلامه

وذكر أن أوروبا ترى أن قيام النظام السوري بتطبيق ما تطالبه به أطراف المجتمع الدولي سوف يقود إلى موقف أوروبي واضح،”نحن نطور مواقفنا حسب تطورات الأوضاع وتطور تصرفات الأطراف المعنية”، على حد تعبير الناطق. ولكنه أضاف أن أوروبا لم تلاحظ تغيراً في التصرفات السورية حتى الآن، ” إن الظروف الحالية لاتسمح لنا بالحديث عن تغير مواقفنا”، على حد وصفه

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي كان وجه دعوات عدة للسلطات السورية للتجاوب مع تطلعات الشعب السوري، وفرض حزمة عقوبات طالت العديد من الشخصيات والهيئات السورية، في مسعى منه، حسب مسؤوليه، لدفع دمشق لتغيير نمط تصرفاتها مع حركة الإحتجاجات التي إندلعت في البلاد منذ منتصف آذار/مارس الماضي

 أمنية وثيقة سرية : الباس الجيش لباس الشرطة وتجنيد اعضاء البعث و

الشروق الجزائرية

تكشف وثيقة سرية عسكرية تحصلت عليها الشروق، موقعة من وزير الداخلية السوري الحالي، عن تعليمات واضحة وصريحة من الحكومة السورية لوحدات الجيش السوري، تأمره فيها بتغيير بدلة عناصر الجيش إلى زي شرطة والنزول للشارع متخفين وراء ذلك، وكذا استغلال الموظفين الحكوميين في التخابر للكشف عن المتظاهرين ومخططاتهم.

وتضمنت الوثيقة التي تحوز الشروق على نسخة منها، خمس تعليمات من اللواء محمد الشعار وزير الداخلية السوري، وتحمل خاتم وزارته، وموقعة من الرائد ياسر حسن كلزي مدير المكتب الخاص لوزير الداخلية، وبدأت الوثيقة بتعليمة عن “تأمين الطرق الدولية والاستمرار بتنفيذ الدوريات الأمنية على طريق عام حلب-حماة، وإسناد المهام بدقة وتحديد مقاطع لها تستطيع فيها أداء مهامها بنجاح على مطار 24 ساعة”، فيما تضمنت التعليمة الثانية أمرا باستمرار البحث عن “المعلومة الصحيحة” وتدقيقها وتنفيذ أعمال “المداهمة الناجحة والسريعة” والمفاجأة مع التقيد بأقصى درجات السرية المطلوبة واعتماد الأساليب الخلاقة لتنفيذ المهام.

ولعله من بين أبرز ما جاء في الأوامر للداخلية السورية، والتي صدرت بتاريخ الثالث من نوفمبر الماضي، كانت تعليمة حول اتخاذ الإجراءات اللازمة استعدادا لـ”تنفيذ قرار تبديل شكل نشاط القوات المسلحة داخل المدن إلى نشاط مظاهر قوات شرطة وحفظ نظام، تدريجيا حتى تأخذ الشكل المقبول والمطلوب وتزويدها بالألبسة والمعدات المناسبة والبدء في الأعمال فورا”، وهذا ما أشار إليه المتظاهرون في سوريا مؤخرا وكذا عدد من المعارضين، الذين أكدوا أن قوات الجيش السورية عمدت لتغيير ملابسها إلى بدلات شرطة، ونزلوا للشارع لقمع التظاهرات، كما أكدوا أن مدرعات الجيش تم صبغها وتغيير لونها وهو الأمر الذي سخرت منه السلطات السورية وفندته جملة وتفصيلا.

وحملت الوثيقة السرية أيضا والتي وجهت لـ”الضباط المتعاونين وكافة الوحدات المدنية”، أوامر بـ”الاستثمار المفيد” لأفراد الجهاز الحزبي وعمال القطاع العام والمؤسسات في جمع المعلومات وتزويد الأجهزة المختصة بها وفي منع نشوب التظاهرات والتصدي لها بنجاح في حال تشكلها، في أمر صريح وواضح باستغلال البعثيين والمواليين لهم وكذا الموظفين الحكوميين في التخابر على المتظاهرين، كما تضمنت الوثيقة أيضا أمرا للمعنيين بالأمر برفع الروح المعنوية لدى العناصر والتأكد من حسن إسناد المهام وفهم كافة العناصر لها والإشراف على حسن تنفيذها، وفقا للإجراءات المطلوب اتخاذها دائما.

كما أشارت الوثيقة إلى أن التعليمات التي حملتها تعمم على “الضباط المعاونين للإشراف على حسن التنفيذ” وكافة “وحدات المدنية، للإطلاع وإجراء المقتضي اللازم كل فيما يخصه وعلى مسؤوليتكم بالذات”، وسبق هذا إشارة إلى أن مضمون هذه الوثيقة “سري _خاص بالضباط_ يفتح بالذات”، وفي توضيحه لمصطلح وحدات المدنية” قال أحد الضباط السوريين المنشقين للشروق، إنهم “الشبيحة من عمال زبالة وتجار مخدرات وزعران عاطلين عن العمل ومطلوبين للعدالة وموظفين بالدوائر الحكومية وبنات من الطائفة العلوية ومن حزبيين في البعث والفروع الحزبية”، وهؤلاء -يضيف المتحدث- “يعتبرون مدنيين ولكنهم بالحقيقة الآن وعلى أرض الواقع مسلحون ومدججون بالأسلحة ويخوضون أعمالا مع الجيش طبعا ومن مرتزقة من داخل سوريا ومن خارجها”.

سوريا توقع على بروتوكول نشر المراقبين لتنفيذ المبادرة العربية

وقع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في القاهرة على بروتوكول نشر المراقبين لتنفيذ المبادرة العربية من الجانب السوري بحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.

وعلق برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري على التوقيع قائلا إنه “حيلة” من النظام السوري تهدف للحيلولة دون إحالته الى مجلس الأمن.

وكان وزير الخارجية وليد المعلم قد أعلن في مؤتمر صحافي بدأ في الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينتش التوقيع على البروتوكول.

واتهم المعلم بعض الأطراف العربية بالسعي “لتدويل الأزمة السورية وبتبييت النية على ذلك مهما حدث”.

وقال المعلم إن سوريا لم تكن لتوقع على مشروع البروتوكول العربي ما لم تدخل عليه التعديلات التى طلبتها.

وأضاف أن توقيع البروتوكول اليوم هو “بداية تعاون بين سوريا والجامعة” وإن بلاده ترحب ببعثة المراقبين العرب، ووصف بيان اللجنة العربية الأخير بعد اجتماعها بالدوحة بالسيء لأنه نظر للأمور من طرف واحد، حسب قوله.

وقال المعلم أن مسألة رفع العقوبات العربية على سوريا بعد التوقيع على البروتوكول متروكة لمدى حرص العرب على مصلحة الشعب السوري.

وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب التوقيع في القاهرة قال الأمين العام للجامعة العربية “البروتوكول هو آلية للذهاب إلى سوريا للتحقق من تنفيذ بنود المبادرة العربية مثل أي آلية يتم التوقيع عليها التنفيذ مرتبط بحسن النوايا من جميع الأطراف”.

وأضاف أن بعثة المراقبين هي مهمة جديدة على الجامعة العربية سوف يتم تنفيذها في أقرب فرصة خلال يومين برئاسة السفير سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام ومعه معاونين في الشؤون القانونية والمالية والحكومية ومنظمات غير حكومية وممثلين لحكومات، وكل بعثة مكونة من عشرة أفراد أوأكثر، ويسري مفعول البروتكول لمدة شهر قابل للتجديد.

في سياق متصل أفاد مراسلنا عطية نبيل من مقر الجامعة العربية في القاهرة أن اجتماع وزراء الخارجية الذي كان مقررا يوم الأربعاء المقبل قد تأجل إلى موعد لاحق يتحدد فيما بعد.

عنف

وأفادت مراسلة بي بي سي في دمشق أن الآلاف تجمعوا في منطقة الميدان في وسط العاصمة السورية دمشق مطالبين بإسقاط النظام.

ويسود التوتر منذ سقوط قتلى الأحد في المواجهات التي تشهدها سوريا وصل عددهم إلى اثنين وعشرين قتيلا، حسب لجان التنسيق المحلية، منهم احد عشر شخصا في حمص، وسبعة في أدلب واثنان في دير الزور وآخر في درعا، كما قتلت طالبة في حي الميدان في دمشق.

ومن بين القتلى في محافظة أدلب طفل وسيدة توفيا إثر إطلاق النار عليهما من قبل قوات الأمن.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة مدنيين وستة جنود بينهم ضابط قتلوا الأحد في محافظتي ادلب وحمص، في اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين لليوم الثاني على التوالي.

كما أصيب تسعة وعشرون مدنيا بجروح اثر قصف منازلهم بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في محافظة ادلب.

من جانب اخر افاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص ان “الخسائر البشرية المؤكدة التي تكبدها الجيش النظامي الأحد داخل مدينة القصير هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود والقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق”.

“كسر الإضراب”

وقال الناشطون ان عدة مناطق بمحافظة حماة، مثل كرناز وكفر نبودة، تشهد نشر قوات امنية وعسكرية و”تفتيشا ومصادرة للممتلكات واحتلالا للمنازل”، وانتشار قناصة في عدة مناطق وحواجز امنية وعسكرية على مفارق الطرق وداخل القرى لفصل الاحياء والمناطق والقرى عن بعضها، حسب الناشطين.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حي برزة شهد اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة على المنازل من الحاجز بالقرب مستشفى تشرين العسكري.

ووصلت تعزيزات عسكرية وامنية الى معضمية الشام بعد انشقاق عدد من الجنود واطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن ومداهمات للمنازل في عملية للبحث عن الجنود المنشقين وقطع التيار الكهربائي في المنطقة.

وشهدت بلدات حرستا والكسوة وسقبا وكفر بطنا وحمورية اقتحامات وحملات مداهمات و”تخريب وسرقه ونهب للمحلات والبيوت” وإطلاق نار من قوى الامن والجيش حسب الناشطين.

وبدا أن ذلك محاولة لكسر الإضراب، كما قال الناشطون الذين أكدوا وقوع اطلاق نار متقطع منذ الصباح “لإرهاب الأهالي” وكسر الاضراب العام” الذي دعت اليه المعارضة في حملة تهدف الى عصيان مدني في سورية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

مزيد من القتلى في تجدد المواجهات العنيفة في سورية

الاحتجاجات الشعبية في سوريا..لا نهاية قريبة في الأفق

ارتفعت حصيلة قتلى الأحد في الموجهات التي تشهدها سورية إلى اثنين وعشرين قتيلا، حسب لجان التنسيق المحلية، منهم احد عشر شخصا في حمص، وسبعة في أدلب واثنان في دير الزور وآخر في درعا، كما قتلت طالبة في حي الميدان في دمشق.

ومن بين القتلى في محافظة أدلب طفل وسيدة توفيا إثر إطلاق النار عليهما من قبل قوات الأمن.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره كوفنتري في المملكة المتحدة، ان خمسة مدنيين وستة جنود بينهم ضابط قتلوا الأحد في محافظتي ادلب وحمص، في اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين لليوم الثاني على التوالي.

كما أصيب تسعة وعشرون مدنيا بجروح اثر قصف منازلهم بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في محافظة ادلب.

من جانب اخر افاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص ان “الخسائر البشرية المؤكدة التي تكبدها الجيش النظامي الأحد داخل مدينة القصير هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود والقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق”.

معتقلون

وتخوف الناشطون من “إلحاق الأذى بالمعتقلين” في سجن تدمر، بمحافظة حمص، اثر اعلانهم الاضراب عن الطعام. يأتي ذلك بعد ان شهد السجن توترا واستنفارا صباح الأحد كما سمع اطلاق نار في داخل السجن.

وقال الناشطون ان عدة مناطق بمحافظة حماة، مثل كرناز وكفر نبودة، تشهد نشر قوات امنية وعسكرية و”تفتيشا ومصادرة للممتلكات واحتلالا للمنازل”، وانتشار قناصة في عدة مناطق وحواجز امنية وعسكرية على مفارق الطرق وداخل القرى لفصل الاحياء والمناطق والقرى عن بعضها، حسب الناشطين.

وقالت الهئية العامة للثورة السورية إن حي برزة شهد اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة على المنازل من الحاجز بالقرب مستشفى تشرين العسكري. كما “خطفت” قوات الأمن الطبيب محمد حسين عكاشة من حاجز الامن في منطقة الزبداني اثناء توجهه إلى عيادته.

ووصلت تعزيزات عسكرية وامنية الى معضمية الشام بعد انشقاق عدد من الجنود واطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن ومداهمات للمنازل في عملية للبحث عن الجنود المنشقين وقطع التيار الكهربائي في المنطقة.

وشهدت بلدات حرستا والكسوة وسقبا وكفر بطنا وحمورية اقتحامات وحملات مداهمات و”تخريب وسرقه ونهب للمحلات والبيوت” وإطلاق نار من قوى الامن والجيش حسب الناشطين.

وبدا أن ذلك محاولة لكسر الإضراب، كما قال الناشطون الذين أكدو وقوع اطلاق نار متقطع منذ الصباح “لإرهاب الأهالي” وكسر الاضراب العام” الذي دعت اليه المعارضة في حملة تهدف الى عصيان مدني في سورية.

واجتاحت قوات الأمن والجيش دير الزور في شرق سوريا لليوم الثاني. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان مدرعات الجيش تطلق النار من “اسلحة ثقيلة” على المنازل في أحياء متعددة من المدينة، حيث سقط قتيلان على الأقل، إضافة الى عدد من الجرحى.

وفرقت قوات الأمن جنازة باطلاق النار مما ادى الى سقوط جرحى بصفوف المشييعين بينهم امرأة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن “الاضراب مستمر لليوم الثامن على التوالي في معظم قرى وبلدات محافظة درعا” في الجنوب.

وأضاف المرصد ان قوات عسكرية وامنية المدعومة بالجرافات اقتحمت مدينة حوران واليادودة، وبدأت بازالة الحواجز الترابية التي نصبها الاهالي في الشوارع في اطار الاضراب العام.

كما اقتحمت قوات امنية قرى زيزون والعجمي والمزيريب والحارّة، وقطعت الكهرباء والأتصالات الارضية والخليوية عنها.

وفي ادلب شهدت المناطق الجنوبية لبلدة سراقب إطلاق نار كثيف للغاية بالأسلحة والرشاشات الثقيلة من قبل قوات الأمن والجيش.

وتشهد بلدة بلدة معرة النعمان في إدلب إضرابا لليوم التاسع على التوالي، ولا تزال الاتصالات الارضية والخلوية مقطوعة، اضافة لقطع الكهرباء لاكثر من 12 ساعة يوميا.

نظام دمشق

ولا تزال السلطات السورية تقول انها تحارب مجموعات ارهابية مسلحة، وقالت وكالة الانباء السورية “سانا” ان مجموعة ملسحة وصفتها بالإرهابية اغتالت مهندسا فيِ “إطار استهدافها للعقول والكوادر الوطنية”، وذلك أثناء عودته من عمله بسيارته الخاصة إلى منزله في حمص.

كما نقلت الوكالة انه ” تم تشييع جثامين سبعة من عناصر الامن قتلوا على ايدي المجموعات الارهابية ” أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في ادلب وحمص وريف دمشق”.

ويأتي ذلك غداة اعلان رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم أن الجامعة العربية ستطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات التي اصدرتها بشأن سوريا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

المعارضة السورية تدعو لتدخل عسكري عربي لحماية المدنيين

جامارث (تونس) (رويترز) – اتهمت المعارضة السورية الرئيس بشار الاسد بالخداع بقبوله يوم الاثنين السماح بدخول مراقبين من الجامعة العربية وقالت انه لا ينوي الالتزام بالاتفاق ودعت الى تدخل عسكري لحماية المدنيين من قوات الامن.

وتحدث زعماء المعارضة بعدما وقعت سوريا بروتوكول الجامعة العربية الذي يسمح بمراقبة تنفيذ الاتفاق الذي قبلته دمشق الشهر الماضي ويقضي بانسحاب القوات من البلدات التي تشهد احتجاجات واطلاق سراح السجناء السياسيين وبدء محادثات اصلاحية مع المعارضة.

وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عقب اجتماع للمجلس في تونس ان توقيع سوريا اتفاق الجامعة العربية كذبة الهدف منها شراء الوقت واثناء الجامعة عن اللجوء الى الامم المتحدة.

وأضاف أن الاتفاق يعطي النظام السوري فرصة أخرى سيستغلها للتشبث بالسلطة.

وقال في مؤتمر صحفي انهم يريدون تعزيز المعارضة وأن تتجنب الجامعة العربية شراك النظام الذي وصفه بالكاذب. وحث غليون الجامعة العربية والامم المتحدة على الدفاع عن السوريين باقامة مناطق امنة داخل سوريا.

ومضى غليون يقول ان المعارضة تريد استخدام القوة حتى وان كان ذلك في نطاق محدود أو أن تقوم قوات دفاعية عربية بالرد. لكنه اضاف أن المعارضة لن تترك مصيرها في ايدي اخرين حتى وان كانوا الامم المتحدة.

وقال النشط هيثم المالح ان المجلس يطالب الجامعة العربية بنشر قوات ردع لحماية المدنيين من قوات الامن السورية التي جرى نشرها لسحق الاحتجاجات والتمرد المسلح الذي بدأ يتشكل في بعض المناطق.

ولم تبد الجامعة العربية أو القوى العالمية أي نية للتدخل العسكري بسبب مخاطر اشعال صراع أوسع في الشرق الاوسط نظرا لتحالف الاسد مع ايران ضد اسرائيل والانقسامات الطائفية التي يمكن أن تنتشر عبر الحدود.

ووقعت سوريا بروتوكول الجامعة العربية بعد اربعة ايام من فتح روسيا الباب أمام ادانة محتملة من مجلس الامن الدولي للحملة ضد المحتجين في سوريا بعدما طرحت مسودة قرار مفاجئة من أجل هذا الغرض. ولطالما عارضت روسيا الحليفة لسوريا والتي تزودها بالسلاح أي تدخل دولي في الازمة السورية.

من طارق عمارة

سوريا توقع مبادرة الجامعة العربية وتوافق على نشر مراقبين

القاهرة (رويترز) – وافقت سوريا يوم الاثنين على السماح لمراقبين من جامعة الدول العربية بدخول البلاد لمراقبة تنفيذ اتفاق قبلته الشهر الماضي لسحب القوات من البلدات التي تشهد احتجاجات والافراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة.

لكن الامين العام للجامعة نبيل العربي قال عقب توقيع بروتوكول ارسال المراقبين انه لا توجد خطة فورية لرفع العقوبات التي فرضت حين رفضت دمشق في البداية دخول المراقبين. وقال العربي ان المراقبين سيحددون ما اذا كانت الحكومة السورية ملتزمة.

وأضاف “هذا البروتوكول ليس نهاية المطاف ولكنه الية للذهاب لسوريا للتحقق من تنفيذ المبادرة العربية التي سبق أن وافقت عليها دمشق… المهم في أي اتفاق هو التنفيذ وحسن النوايا من جميع الاطراف.”

وقال انه سوف يتم ارسال وفد الى سوريا هذا الاسبوع للتجهيز لوصول المراقبين.

وكانت حكومة الرئيس بشار الاسد قد وافقت بوجه عام الشهر الماضي على مبادرة السلام العربية التي تهدف لنزع فتيل المواجهة العنيفة التي سقط خلالها اكثر من خمسة الاف قتيل.

لكن رفض دمشق السماح بدخول مراقبين من الخارج دفع دولا عربية أخرى الى فرض عقوبات. وشكا معارضو الاسد من أن القوات مازالت موجودة في بعض المدن بينما لم يتم تطبيق عناصر أخرى من مبادرة السلام بشكل كامل.

وقال العربي معلقا على رفع عقوبات الجامعة العربية في مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاق بالقاهرة “تعليق العقوبات هو قرار يحتاج الى عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.”

وقال انه سيتم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا هذا الاسبوع لبحث اتخاذ اجراء ضد سوريا الى أجل غير مسمى.

ووقع البروتوكول الخاص بالمراقبين نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بعد أن كانت دمشق دعت فيما سبق الى ادخال تعديلات عليه.

وتصدرت قطر والسعودية جهود الضغط على سوريا للتوقيع. وقال العربي ان دولا أخرى ساعدت.

وأضاف أن “بعض الدول كان لها الفضل في توقيع البروتوكول ومن بينها روسيا.”

وقال العربي ان فريقا يقوده مسؤول كبير بالجامعة سيتوجه الى سوريا في غضون يومين او ثلاثة للاعداد لوصول المراقبين.

وأضاف أن الجامعة لديها نحو 100 اسم بينهم ممثلون لمنظمات غير حكومية وحكومات مشيرا الى أن المجموعة سوف تضم ممثلين لوسائل الاعلام.

وظهرت مقاومة مسلحة في سوريا خلال الشهرين الماضيين الى جانب حركة الاحتجاج السلمية التي بدأت في مارس اذار.

وتكبدت القوات التابعة للاسد وميليشيات موالية له خسائر كبيرة على ايدي منشقين عن الجيش خلال الاسابيع القليلة الماضية خاصة في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا قرب الحدود التركية وفي حمص بوسط البلاد.

من شيرين المدني وايمن سمير

الصين تقول انها تساند مشروع قرار روسيا بشأن سوريا

بكين (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين انها ساندت مشروع قرار جديدا بشأن العنف في سوريا قدمته روسيا الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي.

ويوفر المشروع فرصة للمجلس الذي يضم في عضويته 15 دولة للتغلب على الجمود في الحملة التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة شهور والتي أسفرت عن مقتل خمسة الاف شخص وفقا لبيانات الامم المتحدة ودفعت الغرب وجامعة الدول العربية لفرض عقوبات ضد دمشق.

والمجلس منقسم بين الدول الغربية التي تنتقد سوريا بشدة من جانب وروسيا والصين ودول عدم الانحياز التي تجنبت توجيه اللوم للاسد من جانب اخر.

واقتربت روسيا الحليف القديم لدمشق وأكبر موردي الاسلحة لها خطوة صوب الموقف الغربي يوم الخميس الماضي حينما قدمت بشكل مفاجيء مشروع قرار للامم المتحدة شددت فيه انتقاداتها لاراقة الدماء في سوريا.

وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية “اذا ما كانت هناك مناقشات في مجلس الامن بشان الوضع السوري فيجب أن تفضي الى تخفيف الاوضاع المتوترة ودفع الحوار السياسي وتقريب وجهة النظر فيما يتعلق بالخلافات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.”

وأضاف في افادة صحفية دون اسهاب “تساند الصين الاقتراح الروسي وتثني على الجهد الذي بذلته روسيا لمحاولة حل الازمة السورية وترغب في الحفاظ على الاتصالات مع كافة الاطراف في هذا الشأن.”

ولعبت الصين دورا محدودا في الاضطربات التي اجتاحت الشرق الاوسط وشمال افريقيا لكنها تحركت بسرعة لتطبيع علاقاتها مع القوى الجديدة كما حدث في ليبيا.

تلفزيون: ايران تقول ان المبادرة العربية بشأن سوريا “مقبولة

طهران (رويترز) – قال مسؤول ايراني كبير لتلفزيون العالم الايراني الناطق باللغة العربية ان ايران ترحب بمبادرة السلام العربية التي وقعتها سوريا يوم الاثنين وتهدف الى انهاء احتجاجات مستمرة منذ تسعة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد ووصفتها بأنها “مقبولة”.

وقال أمير عبد الله نائب وزير الخارجية الايراني للتلفزيون ان ما يقبله الاسد تصرف مقبول في نظر ايران.

وأضاف أن من الممكن دراسة ادخال بعض التعديلات على الخطة غير أن كثيرا من وجهات النظر الايرانية أخذت بعين الاعتبار في الاتفاق.

ووافقت سوريا يوم الاثنين على السماح بدخول مراقبين من الجامعة العربية الى البلاد لمراقبة تنفيذ اتفاق قبلته الشهر الماضي لسحب القوات من المدن التي عصفت بها الاحتجاجات واطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبدء محادثات مع المعارضين.

وتصف طهران سوريا بأنها موقع متقدم لمقاومة اسرائيل التي ترفض ايران الاعتراف بها.

ويقول محللون ان انهيار الحكومة في سوريا سيكون لطمة لايران حيث ان دمشق هي اوثق حليف عربي لطهران واهم جسر لدى الجمهورية الاسلامية الى العالم العربي.

روسيا تشيد بقرار سوريا قبول مراقبين عرب

موسكو (رويترز) – أشادت روسيا يوم الاثنين بقرار سوريا السماح بدخول مراقبين عرب وقالت ان ذلك يمكن ان يساعد في استقرار الدولة التي يعصف بها العنف بعدما أوضحت دمشق انها قبلت الاتفاق بناء على نصيحة موسكو الحليفة لها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقلته وكالة انترفاكس للانباء “نعتقد ان الوثيقة الموقعة في القاهرة تتيح الفرصة… لتوفير السلامة للشعب السوري واستقرار الوضع.”

المجلس الوطني السوري يطرح تدخل “قوات ردع عربية” ويعبر عن دعمه للجيش السوري الحر.. وتونس ستعترف بالمجلس

اعلن المجلس الوطني السوري انه طرح مسألة تدخل “قوات ردع عربية” اذا واصلت قوات النظام السوري اعمال قمع التظاهرات السلمية، مؤكداً ان توقيع دمشق بروتوكول المراقبين العرب هو مجرد “مراوغة” لتجنب احالة الملف السوري الى مجلس الامن الدولي. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس برهان غليون أن “تونس ستعترف بالمجلس الوطني كما ابلغونا البارحة”.

وقال غليون في مؤتمر صحفي عقده الاثنين في تونس في ختام مؤتمر للهيئة العامة للمجلس بحضور 230 من أعضاء المجلس: “بدأنا الحديث عن تدخل قوات ردع عربية” اذا واصل النظام السوري قمع تظاهرات الاحتجاج بعنف.

وقال غليون الذي كان إلى جانبه عدد من أعضاء المجلس مثل هيثم المالح وآخرين؛ إن المجلس “لا يريد ان تصبح سورية نموذجا لأي حدث سابق مثل العراق و ليبيا”، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن “حماية المدنيين واجب دولي” يتطلب وسائل تناقش مع جامعة الدول العربية ومجلس الامن الدولي . وأضاف: “نحن نطالب بحق الشعب السوري في ان تصان حياة ابنائه وهذه الحماية تتطلب وسائل سنناقشها مع مجلس الامن و جامعة الدول العربية”. لكنه في المقابل لم يستبعد اللجوء الى خيارات أخرى، موضحاً السوري “ان استخدام القوة قد يكون بشكل محدود ونحن نريد ان نكون اسياد امرنا في تقرير الحماية لشعبنا وهذا الامر يناقش معنا”.

وفي ذات السياق، شدد غليون على ان نظام “الاسد آيل للسقوط عاجلاً ام آجلاً ” وانه توجد مناطق في سورية “اصبحت خارجة عن سيطرة النظام”. وقال: “الثورة السورية اصبحت جاهزة لسورية الجديدة” التي أكد أنها “مقبلة على ثورة حقيقية ان لم تأت بطريقة طبيعية فلا بد من عملية قيصرية”، وأضاف: “لن ندخر جهدا من اجل انقاذ الوليد وهو ثورتنا وحريتنا كما لن ندخر جهدا لانقاذ الام وهو بلدنا سورية”.

ولفت رئيس المجلس الوطني السوري إلى ان “المجلس سيعمل على تجنيب البلاد الانزلاق نحو حرب داخلية بين جيشين او طائفتين”، مشيرا إلى أن “الدفاع عن النفس خلقه ودفع إليه العدوان”، مضيفاً: “لا توجد عصابات كما يتحدث عن ذلك المعلم، بل مسلحون لحماية المدنيين، وعلينا تقديم ما يحتاجون إليه ضمن الوحدة والثورة والقيادة السياسية”، ويشير غليون بذلك إلى الجيش السوري الحر الذي بات يشكل مظلة للجنود المنشقين عن الجيش ويقوم الآن بعمليات محدودة لحماية التظاهرات والدفاع عن النفس.

من جانب اخر، اعتبر غليون ان توقيع دمشق على البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب “هو مجرد مراوغة” لمنع احالة الملف السوري على مجلس الامن الدولي.

وقد وقعت الحكومة السورية بعد ظهر الاثنين في القاهرة البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الذين اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان طلائعهم سيتوجهون الى دمشق خلال 72 ساعة. ووقع عن الحكومة السورية نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وعن الجامعة العربية نائب الامين العام احمد بن حلي في حضور العربي.

وقال غليون: “لا نرى شيئا سوى مراوغة”، مضيفا “الجامعة العربية اتاحت للنظام السوري التهرب من مسؤولياته”. واضاف “النظام يراوغ لكسب الوقت ومنع تحويل الملف الى المجلس الدولي”.

وحول التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين قال غليون “يدل كلامه ان ليس في نيتهم تطبيق اي مبادرة وبكلامه يهدد المراقبين قبل ان ياتوا ان هناك مناطق آمنة واخرى لا، ما يحصل هو مجرد مراوغة”.

وكان المعلم اوضح ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحفي في دمشق ان المراقبين سيذهبون الى “المناطق الساخنة”، لكن من “المستحيل زيارة اماكن عسكرية حساسة”.

وتقضي المبادرة العربية بوقف العنف ضد المدنيين وسحب الاليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية واطلاق سراح المعتقلين وعقد مؤتمر للحوار الوطني في مقر الجامعة العربية تشارك فيه الحكومة وكل اطياف المعارضة السورية للتوصل الى حل سياسي للازمة.

من جهته، قال عضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح خلال المؤتمر الصحفي إن “نظام الاسد اصبح معزولا ورحيله بات وشيكا” ، وحث دول العالم على سحب سفرائها وطرد سفراء النظام السوري الذين وصفهم بأنهم “رجال امن و ليسوا دبلوماسيين”.

و قال المالح: “كل الدول سحبت البساط من تحت نظام بشار الاسد و لم يبق امامه الا الرحيل وهو رحيل قريب و قريب جدا”، فـ”النظام اصبح معزولا وسنحتفل قريبا بانهياره في دمشق”.

وأكد المالح أن النظام السوري “هو نظام خارج عن اطار القانون، فهو لا يحترم القانون ولا المعاهدات وهو بذلك ساقط من الناحية القانونية، كما ان الشعب قال كلمته في الشارع وهي ارحل، وهذا يعني انه فقد شرعيته في الداخل وبالتالي لم يبق امامه الا الرحيل وهو رحيل قريب و قريب جدا”.

وحث المالح الدول العربية على مواصلة عزل نظام الاسد، وقال: “نأمل من الدول العربية ان تسحب سفرائها من دمشق كما نطلب منها و من باقي الدول طرد سفراء النظام السوري لأنهم ليسوا ديبلوماسيين بل رجال أمن”.

وفي سياق متصل، قال رضوان زيادة المكلف العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري لوكالة فرانس برس انه “يجب الانتباه، النظام السوري لديه خبرة كبيرة في المناورة”.

واضاف: “نحن نتابع مدى احترامه لبنود الوثيقة، ما لم يحترمها سيعتبر ذلك اختراقا يجب ان يعاقب عليه”. وتابع ان توقيع سورية البروتوكول “هو استجابة من النظام السوري تحت ضغوط كبيرة من الشارع وروسيا”.

وكان المجلس الوطني السوري قد افتتح  مؤتمره العام في تونس بحضور الرئيس التونسي المؤقت المنصف المروزقي، وواصل المؤتمر أعماله على مدى يومي السبت والأحد في جلسات مغلق في فندق كبير بضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية.

وقال بيان للمجلس الوطني السوري إن إن مؤتمر الهيئة العامة للمجلس  عقد خلال يومين من الاجتماعات الموسعة ورشات عمل متخصصة أسفرت عن إقرار نظامه الداخلي ورؤيته السياسية وتنظيم عمل مكاتبه في مجالات الحراك الثوري والإغاثة والإعلام والعلاقات الخارجية والاقتصاد وغيرها.

“واستقبل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أعضاء الأمانة العامة للمجلس في ختام أعمال المؤتمر، بعد أن شارك في افتتاحه، وعبر عن دعم تونس المطلق لثورة الشعب السوري ووضع كل إمكاناتها تحت تصرف الثورة السورية”، حسب بيان المجلس.

ويضم المجلس الوطني السوري الذي اسس في نهاية ايلول/سبتمبر في اسطنبول معظم التيارات السياسية وخصوصا لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الارض والليبراليين والاخوان المسلمين الحركة المحظورة منذ فترة طويلة في سورية واحزابا كردية واشورية.

أخبار الشرق

غليون: النظام السوري ساقط والقوة قد تكون ضرورية

تونس (CNN) — قال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري الذي يعتبر أبرز ممثل للقوى المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد إن مواقف دمشق بعد إعلانها التوقيع على بروتوكول المراقبين العرب هو “تغطية لهزيمتها النكراء،” وقال إن اللجوء إلى استخدام القوة ضد النظام قد يكون ضرورياً في ظروف محددة،” معرباً عن ثقته بأن النظام السوري بات في حكم الساقط.

وأوضح غليون، خلال مؤتمر صحفي عقده في تونس بختام الاجتماعات التي عقدتها شخصيات المجلس الوطني على مدار اليومين الماضيين لدراسة المواقف من التطورات إن المعارضة توصلت إلى صيغ حول حكومة انتقالية وبات لديها تصور “للمنطقة الآمنة” يجري مناقشته لبحث تفاصيله قبل تقديمه لمجلس الأمن.

وأكد غليون أن المجلس الوطني “كان ومازال مفتوحاً لكل من يريد الدخول إليه ولكن ليس بهدف حرفه عن مساره،” المتمثل بإسقاط النظام، واتهم النظام السوري “المناورة لكسب الوقت” بالنسبة للمبادرة العربية، وذلك بهدف منع تحويل ملفه لمجلس الأمن.

وتوجه غليون بالتحية لكل من تجاوب مع دعوات المعارضة للإضراب العام، كما وجه تحية مماثلة لما يعرف بـ”الجيش السوري الحر” الذي يضم مجموعات عسكرية منشقة عن الجيش، واتهم الحكومة السورية بأنها “تقوض أسس المبادرة العربية كل يوم عبر القمع والتنكيل، ومواصلة القصف على حمص ودير الزور وحملات الاعتقالات.”

وفي حوار مع الصحفيين نقلت تفاصيله قناة “أورينت” السورية المعارضة استغرب غليون موقف الجامعة العربية التي “أتاحت للنظام أكثر من فرصة للتهرب من مسؤولياته،” وانتقد إشارة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم إلى أن دمشق لم تقبل المبادرة العربية بل خطة التحرك قائلا إن ذلك “يدل على أنه ليس في نيتهم (النظام السوري) تنفيذ المبادرة لأن المعلم تحدث عن خطة لم يسمع بها أحد وهدد المراقبين قبل وصولهم بوجود مناطق غير آمنة.”

وتابع غليون بالقول إنه بانتظار رد فعل الجامعة العربية حيال ما قاله المعلم بالنسبة للمبادرة العربية، مضيفاً أن حديث وزير الخارجية السوري كان “تغطية لهزيمة نظامه المنكرة.”

وحول ما تردد عن مبادرات لإيجاد ملجأ آمن للأسد قال غليون: “نحن يهمنا الشعب وهناك أطراف أخرى تبحث لهذا المجرم عن ملجأ لأن الأمر لا يعنينا.”

ولفت غليون إلى أن “الطبقات التي كانت تحيط بالنظام بدأت تنفك عنه،” وأكد وجود “مناطق كاملة لم يعد النظام قادراً على السيطرة عليها،” وأضاف: “سيطرته الميدانية تنحسر وهو يتراجع في كل الميادين والنظام انتهى حقيقة، ونحن في الشهر التاسع نقول إن الثورة باتت قريبة من توليد سوريا الحرة.”

وبحسب وصف غليون، فقد بات الأسد مصدر سخرية أمام العالم بعد مقابلته التلفزيونية الأخيرة، كما أشار إلى أن المجلس الوطني السوري لم يتبلغ بالمبادرة العراقية، مضيفاً أن بعض الأطراف العراقية قالت للمعارضة بأنها لا تمتلك مبادرة مستقلة بل تريد الاستماع لوجهات النظر، وقد طلبت منها المعارضة السورية الإعلان بعدم وجود مبادرة لديهم مستقلة عن الجامعة العربية، مؤكداً في الوقت عينه “رفض أي مبادرة جديدة لكسب الوقت.”

وكشف غليون أن تونس أبلغت المجلس الوطني نيتها الاعتراف رسمياً به والطلب من السفير السوري الانشقاق أو مواجهة الطرد، كما سعى لتخفيف حدة مواقفه الأخيرة من إيران وحزب الله بالقول: “ليس لدينا حسابات لتصفيتها مع الجيران وليس لنا عدو آخر، وليس لدينا معلومات مؤكدة تماما عن الدعم الخارجي للنظام ولكن هناك تصريحات لبعض القادة الذين قالوا إن دعم النظام السوري أساسي لإستراتيجيتهم.”

وقطع غليون مؤتمره الصحفي عدة مرات للإبلاغ عن تطورات ميدانية، فاتهم النظام السوري بارتكاب “مجزرة في حي الميدان بدمشق،” راح ضحيتها ثلاثة أشخاص خلال مراسم تشييع طفلة، كما أشار إلى سقوط ضحايا في إدلب.

ودافع رئيس المجلس الوطني السوري عن قيام عناصر في المعارضة بحمل السلاح قائلاً: “طبعاً هناك عنف، ولكننا نرفض المساواة بين عدوانين، فهناك عنف وهناك دفاع عن النفس ضد العنف، هناك مسلحون بالأحياء ولكنهم حملوا السلاح لنفس الحاجة التي نقولها اليوم وهي حماية المدنيين لأنه لا يمكن السكوت عن الاعتقالات والتعذيب والقتل الوحشي للناس.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى