خالد ممدوح العزيصفحات سورية

الشعب يطالب بحماية دولية،والنظام وضع سورية في نفق مظلم يؤدي إلى انفجار قادم…!!!


خالد ممدوح العزي

الشعب السوري يقرر من يمثله:

سؤال يطرح نفسه على لسان مؤيدي النظام السوري والمرتبطين معه بعلاقات مادية ومستنفدين منه،بان الخوف على سورية بحال ذهب نظام الأسد والمانع للغرب من خلال مؤامرة خارجية يقوم بتنفيذها الشعب السوري،،،لكن الرد الفعلي والحقيقي على أراء ووقاحة هؤلاء المرتزقة والمنتفعين والشبيحة، فالمقاومة والوطنية ليست معلقة بشخص واحد ،بشخص الأسد ونظامه الفاسد وعصاباته المجرمة البعيد عن المقاومة ،ولكن أين دور الشعب،لماذا الخوف على نظام بشار الأسد والخوف من حركة الأخوان بالسيطرة على سورية،فالوقوف مع الأسد لأنه يرتكز على تحالف الأقلية ويحتمي بها ويضع الطائفة العلوية في المواجهة ،الغير متناسبة مع الأكثرية السنية،لماذا يحق للأكثرية الشيعية في إيران من الحكم وحزب الله في لبنان من السيطرة والحرس الثوري ونظام الملآلي في إيران وحزب التنمية والعدالة في تركيا والإخوان في مصر وحماس في قطاع غزة والسلفيين في الكويت وجبهة العمل في الأردن،وطالبان في أفغانستان،وغير مسموح للإخوان في سورية ،فهل الأخوان في سورية هم من صناعة إسرائيل ،فإذا كانت رغبة الشعب السوري بان تستلم الحركات الإسلامية في سورية ،هذا حقها الطبيعي نتيجة فشل وهرم حزب البعث الاشتراكي المسيطر على السلطة من 48 سنة،لكن المسألة واضحة جدا هو التحالف مع نظام أقلية دينية مع بعض أقليات أخرى تحاول فرض طوق على تحالفاتها تحت شعارات وطنية وقومجية للسيطرة على زمام السلطة في البلاد الذي يعتبرون فيها أقلية،فكيف تبرر هذه النخبة عمليات القتل والتعذيب والذل ألقصري بحق الشعب والسرقة والاغتصاب، من خلال عصابات هذا النظام،فعمليات الإذلال المنظمة التي تقوم بها زمر النظام مقصودة لكي تدفع الشعب بالرد العسكري انتقام للشرف،مما يدفع النظام بالرد بطريقة قوي مبررة كل همجية النظام ووحشيته.

استهتار الاسد ونظامه بمطالب الشعب:

الاحتجاجات السورية تواصل الليل والنهار ،وترفع شعارات مختلفة تصب جميعها في رحيل النظام، وإعدام الرئيس ،لم يعد احد في سورية يقوم بعد الشهداء المتساقطة يوميا في ساحات وشوارع مدن سورية المختلفة،قتل يومي بطش وحشي مداهمات للمنازل،احتلال المدن لعدة مرات، استعمال كل الوسائل الهمجية من قبل عصابات النظام لإسكات الصوت المحتج والمعارض من خلال قتل الناشطين واقتلاع حناجرهم،لان النظام يظن باقتلاع الحناجر يمكن أن تختفي الأصوات،لكن سميح شقير المغني السوري قال في أغنيته الشهيرة،لو رحل صوتي ما بترحل حناجرهم” .كل هذه البلطجة والعربدة من قبل نظام الأسد علنيا دون الاكتراث لأي صوت عالمي ،إقليمي ، داخلي،الأسد يخوض حرب ضد الشعب من اجل بقاءه في الكرسي حتى لو كلف ذلك لحرق سورية وقتل أهلها الإرهابيين السلفيين والخونة وأصحاب السوابق السيئة كما يصفهم الأسد ويروج إعلامه الكاذب…فالقتل والحرق والكذب هي من صفات نظام الأسد ومن إيديولوجية البعث،وإذا لا يتم التوافق معه على كذبه المبتدع فهذا بحد ذاته المؤامرة الخارجية المحاكة ضد سورية، فالشعب السوري إذا خائن كله لأنه يطالب بحماية دولية ولا يقبل الانصياع لزم وعصابات الأسد التي تقوم بالقتل والفتك بدم بارد.

جمعة الحماية الدولية:

الشعب لسوري الذي يدفع يوميا ثمن حريته شلالات غزيرة من دمه التي تسفك من قبل نظام الأسد،وبظل الصمت العربي والعالمي وعدم الجدية الذي لا يزال العالم يتعامل مع نظام وعصابات الأسد بمزيد من المهل ، لقد نجحت تنسيقيات الثورة السورية من جديد هذا الأسبوع بإخراج الأعداد الهائلة من المتظاهرين التي أرعبت النظام وأربكته بالرغم من الحملات الأمنية المنظمة الذي يشنها النظام ضد ناشطين الثورة وقيادتها الميدانين الإعلامية والسياسية التي أضحت تأثر على تغير معالم الخريطة الإنتروبولوجية لرقعة الحراك الشعبي السوري المتسع باستمرار وانضمام مناطق وقرى جديدة للمظاهرات كان النظام يراهن على بقاءها محايدة. فالنشطاء الميدانيين أصبحوا الرقم الصعب في قيادة الشارع السوري ويحركوا كيفما يريدون ،لذلك خرجت هذه الجمعة بتاريخ 9 أيلول”سبتمبر”2011 ،والتي أطلق عليها اسم” جمعة الحماية الدولية ” الحماية الدولية التي يطالب بها الشعب السوري الذي يتعرض للذبح اليومي من قبل عصابات الأسد وفرق موته وكتائبه الأمنية،لكي تؤخذ الدول العالمية دورها في فرض الحماية للشعب الذي يتعرض لأكبر عملية اضطهاد إنسانية في القرن الواحد والعشرين قبل فوات الأوان وتتكرر مجاز رواندا من قبل نظام عنده القابلية لذلك وله سوابق “مجاز حماة وحمص في العام” 1982 “.

الحماية الدولية والتدخل العسكري:

الشعب السوري لا يزال يرفض التدخل العسكري وتكرار التجربة الليبية ويطالب العالم كله بتقليم أظافر نظام الأسد الذي يفتك بالشعب السوري بدم باردة بظل غياب توازن القوى، فالشعب السوري يطالب بحماية دولية وليس تدخل دولي عسكري، لان لجم قوة النظام الحالية الذي يقتل ويفتك بالشعب . والتدخل الدولي الخارجي له شرعية مجلس الأمن بعكس التدخل الأجنبي المحصورة بدول معينة تطبق سياسات معينة خاصة بها وأجندتها،طبعا يحاول النظام السوري الهروب من التدخلات الدولية بقمع الاحتجاجات الشعبية من خلال حمام دم الذي يفرضه بالقتل والبطش لكن هذه الحالة التي يمارسها النظام هي التي تفرض التدخلات الأجنبية وليس المطالبة الشعبية، حتى لو تحولت المظاهرات الشعبية من سلمية إلى عسكرية فالنظام هو الأقوى والشعب لن يستطيع إسقاطه إذا لم تتدخل القوى الدولية لإسقاطه ،لأنه يملك من القوة والعتاد والعتيد والأجهزة الأمنية والشبيحة والمرتزقة التي تبقي المعركة لفطرة طويلة ،فالتدخل الدولي كالتدخل في ليبيا وكوسوفو والكويت غير التدخل في الكويت ،فالدولي مرجعيته ملك ملس الأمن المحكوم بتوازنات دولية عالمية وإدارته وزمنه ،والسؤال الهام الذي يجب طرحه اليوم من الذي سوف يحمي ارض وشعب ودولة سورية بحال سقوط نظام الأسد وهذه الأرض مكان أطماع من تركيا وإسرائيل وإيران الذين يحولون الأطباق على سورية ولا يزال النظام موجود لاقتسام الكعكة السورية الغنية.

مسؤوليةالعالم الحر الاخلاقية امام الشعب السوري:

لبد للعالم من وقفة شجاعة بوجه عنجهية بشار الأسد وقواته المستشرسة في القتل وسفك دماء العزل الذين يطالبون الحرية من خلال حركات القوة العسكرية البهلوانية التي يمارسها ويعربد بها على الشعب السوري الأعزل والمتظاهر سلميا في حركته الاحتجاجية الشعبية التي أدهشت العالم كله ،لذلك لبد للمجتمع الدولي من الوقوف بصرامة واستخدام نبرة حادة في التخاطب مع أركان النظام السوري، لتبليغه مسج قاسي من اجل إيقاف عدوانيته وهمجيته التي يمارسها ضد شعبه بالقوة ،وهذا مطلب الشعب السوري في جمعته التي أطلق عليها” جمعة الحماية الدولية” وفي يد المجتمع الدولي خطوات كثيرة يمكن تؤثر على النظام الحالي بالرغم من موقف روسيا المعارض للمواقف الدولية والتي تكمن بالتالي:

1- على الأمم المتحدة البدء الاستمرار بإصدار حزمات جديدة بعقوبات اقتصادية كبيرة تفرض على النظام وأشخاصه التي ستؤدي إلى إضعافه تدرجيا ماديا ومعنويا، والعمل الجدي على فرض كمية هذه العقوبات من خلال قرارا أممي يلزم الدول العالمية والإقليمية الالتزام بها والتوصل إلى وضع هذه العقوبات تحت بند السابع من مجلس إلام التي يجبر العالم كله الالتزام به وتنفيذه.

2- على الأمم المتحدة التسريع باتخاذ قرارا سريعا بفرض حضر جوي على سورية لعدم استخدام الطائرات من إمداد النظام،واضعف حركته العسكرية والامنية.

3 – فرض عقوبات على كل الدول التي تمد النظام بالسلاح والعتاد والأجهزة التقنية والالكترونية، مما يحد من دور إيران وروسيا والصين الذين يزودون النظام بالات القتل والقمع،وتحذير روسيا من اللعب بالنار من خلال الضغط على مصالحها في العالم العربي .

4- على أوروبا فرض حضر فوري على شركات النفط التي تعمل في سورية وعدم التفكير بمهل جديدة تمدد عمر النظام ،وكذلك على الدول التي تستورد النفط ومشتقاته من سورية التوقف عن استيراده.

5 -فرض عقوبات على الدول المجاورة التي تمد النظام السوري بالمال والعتاد والأسلحة، ومراقبة بنوكها وشركاتها الاقتصادية وخاصة العراق ولبنان.

6- العمل على تجميد عضوية سورية في الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية .

7- الضغط على كل من الصين وروسيا لتغير موقفهما من خلال تحرك عربي وأوروبا، يبتداء بشرح الموقف للإنساني وللأخلاقي للدولتين،وينتهي بمقاطعة كاملة للدولتين في كل العالم العربي والإسلامي،وعند تهديد مصالحهما للخطر سوف ينظرون جديا في مواقفهما .

8- الخروج بموقف عربي أكثر جدي وأقوى من الموقف الحالي يبدأ بسحب السفراء العرب من دمشق وإيقاف الاستثمارات والدعم العربي المادي والمعنوي للنظام السوري،والضغط المباشر على إيران من خلال تحريك نقاط ضعف تزعج إيران من اجل رعبها وأربكها.

9- على الجامعة العربية التحرك بسرعة ،من اجل تسويق مبادرتها التي حملها السيد نبيل العربي إلى سورية في 10 أيلول ، ووضع النظام السوري في خانة” اليك” لعدم تنفيذ مبادرتهم التي يرفضها ويؤجلها كأن الجامعة تتسول من هذا النظام،على الجامعة التحرك السريع كما تحركت في ليبيا لحسم أمرها بالنسبة لسورية ،من خلال تعليق عضوية النظام السوري الحالي في الجامعة والمنظمات العربية الرسمية ، سحب السفراء العرب من دمشق ،وطرد السفراء السورين من العواصم العربية ،قطع بث القنوات السورية عن الأقمار الاصطناعية كالنيل ست وعرب ست…الخ والتحرك السريع في أوسع حملة شعبية ورسمية في الدول العربية والإسلامية والعالمية التي تدين هذا النظام ووحشيته.

10- فتح قنوات التفاوض الجدية مع المعارضة السورية التي هي تعبر عن الشارع السوري المحتج والمعترض عل نظام الأسد الذي فقد الشرعية الشعبية والدولية الأخلاقية والإنسانية.

11- المطالبة من قيادات الجيش السوري ، بتحمل المسؤولية التاريخية والوطنية في لعب دورا رياديا في المجتمع السوري من خلال التمرد على تعليمات القيادة السورية من اجل عدم الدخول في حرب ضد الشعب والتي يترتب عليها فيما بعد تحمل المسؤوليات القانونية من خلال ارتكاب جرائم حربية ضد الإنسانية.

12- العمل على إرسال مراقبين دوليين وبعثات دولية لتقصي الحقائق ومراقبة الوضع في سورية ،المطالبة بإدخال العلام العالمي وفك التعتيم الإعلامي عن الحدث السوري من اجل أظهار الحقائق نقلها من مركز الحدث ،دون فبركة وتقزيم للأخبار.

عندها يمكن الاستجابة لمطالب الشعب السوري المنتفض والحد الفعلي من شراسة نظام بشار الأسد ولجمه التدريجي في ممارسته القمعية والوحشية التي ينفذها ضد الشعب السوري الأعزل المسالم، .

المبادرة العربية :

بالرغم من المماطلة التي مارسها النظام السوري وتبريراته المختلفة للزيارة ،ومحاولته العديدة للتهرب من المبادرة العربية التي حملها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للأسد مباشرة بتاريخ 10 أيلول الحالي ، فالنظام السوري يعي جيدا ماذا تعني المبادرة العربية والتي لا يستطيع رفضها علنيا وعدم استقبل العربي ،بظل الحصار والعزلة المفروضة على نظام الأسد،فالمبادرة تكمن بان الدول العربية تحاول أن تخرج النظام من نفق وضع نفسه فيه بهذه المبادرة التي تكمن في 3 أمور رئيسية :

-1- وقف القمع وانسحاب الجيش إلى ثكناته الداخلية.

2- عدم تدخل الأمن والجيش في حياة البلاد الإدارية والسياسية.

3- انتخابات نيابية أخر السنة وتغير الدستور وتشكيل حكومة ن قبل المعارضة تعمل مع الرئيس سويا وترتيب انتخابات رئيسية في العام 2014. بالطبع النظام لن يوافق على تطبيق هذه العناصر لأنها تعني نهاية النظام السوري الفعلي ،ولكن الدول العربية تحاول الحفاظ على الدولة وهيكلتها والجيش وتركيبته الوطنية والقتالية،لان أسطورة الشعب السوري النضالية في مواجهة الدولة هي التي تدفع الجامعة والدول العربية التحرك واتخاذ هذه المواقف،بناءا لموقف الجامعة العربية الذي له تأثيرا معنويا وشرعيا على قرارات الدول العالمية في صياغة مواقفها وتصعيد لهجتها الخطابية مع النظام السوري، وبعد طرح المبادرة تغير الصوت التركي الذي اخذ مجددا لهجة تصاعدية ،والتغير السريع في الموقف الإيراني وخطاب نجاد الذي يطلب من الدول الإقليمية والعربية على مساعدة سورية من الخروج من المآزق الذي وضعت نفسها فيه،وهنا نرى حالة الخوف الإيراني على النظام والكارثة الفعلية لسقوط لنظام السوري ،مما ساهم بالتغير التدريجي بالموقف الإيراني من مرحلة الخيانة والمؤامرة إلى الحوار وعدم قتل المتظاهرين علها ترطب قلوب المحتجين والمنتفضين على نظام الأسد من اجل كسب الود المستقبلي”،النظام السوري لن ينفذ أي بند من بنود المبادرة بالرغم منى وعوده المتكررة بالايجابية ،لكن الدول العربية سوف يكون لها ردا تصعيدا من خلال اتخاذ قرارا أكثر فعلية وتأثير على النظام .

المعارضة السورية وفشل الامجلس الانتقالي:

مما لاشك فيه بان المعارضة السورية تعاني حاليا العديد من المشاكل التي تجعلها غير قادرة على بناء كيان سياسي جامع لها بظل الثورة السورية وأسطورتها البطلة، لان المعارضة تقع أسيرة ثلاثة أمور جوهرية ،

1- الأمر الأول وهو العامل الذاتي التي تعانينه قوى المعرضة ويتمثل بأقطاب المعارضة الشخصية .

2- الأمر الثاني وهو العامل الموضوعي الذي يفرض نفسه على مكونات المعارضة المختلفة.

3- الأمر الثالث وهو واقع الثورة نفسه وتقدم الشارع عن القيادات الذي يجعل فراغ كبير في مستوى أداء قيادة المعارضة في الخارج والقادة الميدانيين.

فالمعارضة السورية تعاني من الارتباك وعدم الخبرة المنظمة في العمل النقابي والحزبي لإدارة الشارع وخاصة الشارع السوري الذي لا يفتقد لقيادة تديره ،طبعا هذه القوى والشخصيات لم يكن لها من الخبرة المهنية والحزبية والنقابية ما يكفيها بسبب قمعها من نظام البعث طوال سنوات سيطرته على السلطة السورية ،لكن الأسد الأب في عام 1982 اجتث كل أشكال المعارضة التي تعارض سلطانه من خلال مجزرة حماة الذي ارتكبها ضد حركة الاخوان وتم تهجير وقتل قيادتها ومناصريها ووضع البقية في سجون لم تعرف مصيرهم حتى اليوم ،لقد حمش الأكراد وهجر أحزابها إلى الدول لاسكندنافية في أقامة دائمة ،ذوب كل الأفكار العربية والقومية والأممية والإسلامية والليبرالية التي تعارض حزبه البائد ،لقد منع كل الحركة الديمقراطية والحرية والكلمة،فأصبحوا هؤلاء المعارضين منتشرين في كل بقاع العالم دون كيان وانتماء سوى المعارضة لنظام الأسد وعصاباته ،فالمعارضة متعددة ومتنوعة ومختلفة الاتجاهات وأول مرة تجلس مجتمعة لتناقش بناء كيان سياسي جامع للكل لإسقاط نظام الأسد فالاختلاف مشروع والديمقراطية تكفل ذلك،والوقت كان كافي للتفاهم والمؤتمرات التي عقدت في دول عدة يجب ان تكون البداية في وضع حجر تفاهم بين القوى والشخصيات من اجل تأسيس مجلس انتقالي يكون كيان سياسي واضح من اجل التحدث عن إسقاط الأسد،الجميع ينتظر بفارغ الصبر تشكيل هذه الهيئة الرسمية ،الشعب السوري بامس الحاجة للمجلس والعالم ينتظر تقدم خطواتكم والوقت ليس لصالح المعارضة ‘فالشعب لن يرحم احد وسيستمر في السير دونكم .

حمص المدينة البطلة :

تعتبر مدينة حمص من المدن الصاخبة التي تمارس فيها الاحتجاجات بطريقة مختلفة عن باقي المدن السورية،بعد إسكات دير الزور وحماة من خلال الحملات العسكرية والأمنية ،لم يتمكن النظام من إسكات حمص بالرغم من احتلالها عدة مرات ومحاصرتها وتقطيعها لعدة محاور لكن الثورة مستمرة ،حمص عاصمة الثورة السورة وناطقها الرسمي ،فحمص التي تتميز بتنوع طائفي مختلف منظم للثورة وقيادة كبيرة منها من قابع في السجون ومنها مختفي فيها،وحركة الانشقاقات الكبيرة لوحدات الجيش السوري لتي تتخذ من”حمص والرستن والتبليسة” مرا كزا لها ولكتائبها الحرة مثل كتيبة خالد ابن الوليد المنضوية تحت لواء ضباط الأحرار،فالجيش السوري يحاول خوض حرب “داحس والغبراء”، من اجل سحق المتمردين والمنشقين العسكريين من خلال مهاجمة حمص حتى لو كان باستخدام الطائرات الحربية التي يلوح بها النظام.

انشقاقات الجيش السوري :

يتعرض الجيش السوري لحركات انشقاقات مختلفة في وحداته التي تعرض مسير هذا الجيش للمجهول ، فالوحدات التي يقودها ماهر الأسد والتي تعتبر النخبة مازالت متماسكة وقوية في خوض حربها ضد الشعب دفاعا عن النظام السوري وعصاباته،لان وحدات النخبة وفرق الموت مركبة من العناصر العلوية الأقليات الأخرى الموالية للنظام والمجهزة بأحدث التجهيزات وأعلى التدريبات ،بعكس الوحدات الأخرى التي تفتقر لكل شيء من الذي ذكرنه وبالتالي لن تدافع عن عصابات النظام ،فتعمد للتمرد على القيادات معرضة نفسها للقتل من قبل كبار الضباط البعثين الموالين للنظام،فالإعداد تزاد يوميا بالتمرد ومغادرة وحداتها وتشكيل وحدات الضباط الأحرار ،أو تقتل وتصفى وتنسب إلى عناصر إرهابية تبعث في امن سورية وتعرض امن الدولة لمؤامرة خارجية،وبالتالي سوف يدخل الجيش السوري في حرب أهلية تؤدي إلى انقسامات طائفية شاء العالم آم لم يشاء.

أوراق المعارضة السورية التي بين ايديها:

الكل يقر بان وضع سورية الاستراتيجي مختلف عن أي دولة عربية ولها وضعها الخاص ويجب التعامل معها بحذر ودقة جيدة كي تخرج سورية بأقل كلفة وخسارة من صراعها الداخلي والخارجي،لكن فئة من الخبراء الاستراتجيين والخبراء السياسيين يرون بان وضع سورية مهم جدا ولا يقل أهمية عن موقع ودور مصر وسورية هي ثاني مصر،فكما يمتلك النظام أوراق يحاول أن يعرضها للعالم ويلعب فيها كي يخيف العالم العربي والإقليمي تستطيع أن تتفاوض من خلالها مع العالم الخارجي الذي يحاول المحافظة على مصالحه الخاصة قبل أي شيء.

هذه النظرية تكمن أساس حقيقية كاملة بان الانتفاضة السورية الحالية أفشلت مخططات الأسد وحلفاءه من خلال أوراق عدة أضحت في قبضة يداها:

أوراق المعارضة الداخلية والخارجية :

– من الأوراق الداخلية التي امتلكتها المعارضة:

1-استطاعت المعارضة الاستمرار بالانتفاضة الشعبية السلمية طوال هذه الفترة الزمنية بالرغم من استخدام النظام السوري،لكل ترسانة العسكرية والحربية الكبيرة ضد شعبه والتي تعتبر مخزونه الاستراتيجي في حربه ضد الشعب.

2-بالرغم من قوة النظام ،واقتناعه بالقمع العسكري المفرط للثورة من قبل أجهزة الأمن والكتائب الأمنية،لكن رد المعارضة كانت بالاحتجاجات والمظاهرات السلمية كرد على همجيته.

3- أضحت المعارضة السورية تمتلك قاعدة شعبية كبيرة لمختلف المذهب والقوميات الاثينية، بمختلفة المدن والنواحي السورية،والتي أعطتها قدرة قوية للتحرك الواسع وسط كل المكونات الاجتماعية المختلفة.

4- استطاعت المعارضة من توحيد الشارع السوري وإفشال مخططات بشار الأسد الطائفية والمحافظة على الروح الوطنية والوحدة الشعبية للشارع السوري.

5- الانتشار السريع لصوت المعارضة السورية في اغلب عواصم القرار العالمي،و التي كانت بعيدة عنها من خلال وفود مختلفة فاوضت مع قيادات هذه الدول باسم المعارضة.

6- تماسك قوى المعارضة كلها بكافة أطيافها الدينية والفكرية على بناء سورية الجديدة بطريقة مدنية ديمقراطية حرة.

7- الخلاف داخل المعارضة السورية والارتباك في التعامل، وعدم استطاعتها بتشكيل هيئة تنسيق أو مجلس قيادي للتعامل معها عالميا يعود للأسباب الموضوعية التي تفرضها تطور الأحداث وتسارعها.

8- المعارضة مازالت تمد الجسور مع قاعدة الشعب الكردي المنتفض بوجه النظام،وتملك العلاقات الواسعة مع اكبر شريحة كردية معارضة،تدخل في تنسيقيات الثورة السوري، مما تعكسه الاختلاف الواسعة بين الشارع والقيادة الكردية .

9-نجحت المعارضة السورية من افشل إعلام النظام السوري في تروج أفكاره من خلال نمو الإعلام الشعبي الذي كان الرادع لإعلام النظام وكذبه وفبراكاته الإعلامية.

10- نجحت المعارضة من تعاطف العلام العربي والعالمي معها وتحول قنواته المختلفة لمنابر إعلامية حرة لهم.

11- امتلكت المعارضة الشوارع الشعبية العربية والعالمية مع حركتها الاحتجاجية السلمية.

12- استطاعت المعارضة السورية من التأثير الفعلي على قسم من الجيش الذي انظم إلى لواء الثورة.

13- استطاعت المعارضة افشل مخطط الأسد بعسكرة الانتفاضة السورية والحفاظ على سلميتها ،بالرغم من محاولة المستمرة والدوؤب لفرض الحالة الليبية.

2- من الأوراق الخارجية الذي تملكها المعارضة السورية:

1- استطاعت المعارضة السورية من أحداث إرباك فعلي في خطاب الساسة الإيرانيين الذين وتغير اللهجة مع ثورة الشعب السوري.

2- استطاعت المعارضة من أتبات وجودها على الساحة الدولية والاعتراف بها على كونها معارضة سياسية يجب على النظام التحاور معها.

3 – فرضت المعارضة نفسها على روسيا الداعمة للنظام السوري والتفكير في محاورتها والتعرف عليها عن قرب من خلال دعوتها الثانية إلى روسيا بتاريخ 8-9 أيلول .

4- وجود المعارضة التي فرضت نفسها خارجيا،وأنهت المغازلة الأوروبية والأمريكية للنظام السوري التي أضحت تفرض عليه عقوبات اقتصادية وتطالبه بالتنحي..

6- قوة المعارضة وتصاعد نجمها جعلت قوى كثيرة ودول عربية وإقليمية تنظر لها بعين الجد والحساب لما بعد نظام بشار “إيران العراق الدول العربية، حكومة لبنان وحزب الله “.

فهذه الأوراق التي تمتلكها المعارضة يوميا قابلة للتغير نحوى الأفضل بسبب تصاعد حركة الشارع الاحتجاجية وضعف النظام بسبب قدرة الانتفاضة الشعبية واتساع حجمها ،التي باتت تؤثر على تحرك الشارع السياسي وشدها نحوها كما يحدث في مدن حلب ودمشق والانقسامات التدريجية في قطع الجيش ، فنمو المعارضة التدريجي تفقد النظام السوري ورقة،”تلوى الورقة”.لقد نجحت المعارضة من الدخول إلى كل المناطق والنواحي والفئات السورية والمذهبية بما فيهم الأقليات السورية التي حاول النظام تجيشها والاحتماء بها. فأضحت سورية كلها ساحات وميادين يتظاهر فيها الشعب السوري، بالرغم من القتل المفرط بحق الشعب وحملات الاعتقالات الواسعة لا تزال المعارضة تحرك الشعب السوري في مظاهرات يومية وأسبوعية بوجه النظام

المعركة حادة وقوية معركة كسر عظم بين النظام الذي يفقد شرعيته الشعبية والدولية ويتلاشى تدريجيا من خلال استمرار الحراك الشعبي الذي فرض نفسه على الداخل والخارج ،ومابين الشعب المستمر بالاحتجاج بالرغم من الجرح النازف الذي فتحه النظام في جسم الشعب السوري من خلال القوة والبطش والقتل وادخل الجيش في دوامة حرب الاستنزاف التي قد تطول لمدة طويلة لان النظام لا يريد ان يرمي سلاحه بل مستمر بالقتل والبطش ومصر على مقولته بان سورية تتعرض لا بشع مؤامرة خارجية من خلال العصابات المسلحة التي تبعث بالأمن والاستقرار.

أمام كل هذا الضغط التي يتعرض لها النظام من الخارج والداخل ،لم يبقى أمامه سوى المغامرة الكبيرة بمساعدة حلفائه الذين أصبحوا يشعرون بالخوف على انهيار النظام البعثي الممانع المقاوم قاتل الأطفال والشيوخ ومختصب النساء وسارق البيوت وسمسار القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية.

فإيران المتخوفة جدا على مصير النظام السوري قد تعمد إلى فتح نقاط ساخنة في “البحرين أو العراق أو لبنان وتركيا والكويت”، بمساعدة حلفاءها من اجل فتح تغره في جدار الأزمات لعل النظام السوري يتمكن من التقاط أنفاسه الأخيرة من خلال عملية أمنية كبيرة يقوم بها جيش بشار الأسد وعصاباته المسلحة في أكثر من مدينة تنتهي بمجازر كبرى تخمد صوت الانتفاضة والثورة السورية ويخرج فيها بطل المقاومة منتصرا مفاوضا مع الغرب على حساب شعبه الأعزل والمسالم ،فكل المعلومات وكل التحليل والخبراء يصرون على هذه العملية التي قد يلجئ إليها النظام من خلال دعم عسكري ولوجستي وتقني وخبراء في الانترنت والأجهزة الكهربائية والسلكية إيرانيون وروسيا تم جلبهم إلى سورية خصيصا لهذه المهمة التي قد تكون النهائية لبقاء النظام أو رحيله.

لننتظر جميعا تطورات الجمعة القادمة وكيف سيكون رد حركات التنسيقيات الثورية في الجمعة القادمة على كل المواقف الدولية والحراك السياسي السوري الداخلي .

د.خالد ممدوح العزي .

صحافي وباحث إعلامي خبير بالإعلام السياسي والدعاية.

Dr_izzi2007@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى