صفحات سورية

الطغاة المجرمون .. عن أي إصلاح يتحدثون ؟

د/ طارق أبو جابر

         الإسلاميون ..الأصوليون .. المتطرفون .. الإخوان المسلمون .. زاد أحدهم .. والظواهريون … وليس الشعب بكل فئاته وأطيافه وانتماءاته .. هم الثائرون على حكام القمع والبطش والجريمة والفساد .. هذه المقولة نفسها ، قالها الساقط الأول ، وأعادها الساقط الثاني ، وكررها الساقط الثالث وأضاف : التدمير والتقسيم .. وما زال يلوكها ويمضغها  الساقطون القادمون .. و يضيفون ، ويزيدون .. ولا يعتبرون !

       ماذا كان يضيرهم لو اعترفوا أن أنظمة حكمهم لا تنتمي لهذا العصر.. ولم تكن يوما ، ولا تتلاءم مع تطوراته وتغيراته .. ولم تكن من قبل ، ولا تلبي احتياجات إنسانه .. ولم تكن أبدا ، وصار التغيير مطلبا وحاجة  وضرورة .. فغيروا وأصلحوا .. وأراحوا واستراحوا ، قبل أن يحل بهم المصير المخزي واحدا بعد الآخر ؟

      عن إصلاح يتحدثون اليوم ،  بعد الخراب والدمار ، والفساد والإفساد ، والقتل والتعذيب ، والخطف والترويع .. لمن يسمي نفسه ، ويسميه أباليس البشر : مصلحا وإصلاحيا وصاحب إصلاحات كبيرة ..

       أنّ وكيف يكون للذي أفسد وأثخن ، وأجرم وفظّع ، وقتل ومثّل ، وكابر وعاند .. ليفرض الفساد فرضا ، ويحافظ عليه بالحديد والنار .. أن يكون مصلحا ، ويقوم بالتغيير والإصلاح المنشود ؟ إن الضرب على يده ، وليس تقبيلها ، ومحاسبته على ما جنت يداه ، وليس مكافأته وترقيته .. هو جزء أساس من هذا الإصلاح .

      لن يجدي اليوم التهديد بتدمير البلد وتقسيمه ، وتدمير المنطقة والعالم .. وقيام القيامة على أيدي إيران وحسن نصر الله  ، ولن يجدي الآن ترديد الأسطوانة المشروخة ، واتهام الشعب بالتطرف والأصولية والإرهاب .. وأخيرا .. المال ؟ أرأيتم شعبا يقتل نفسه ، ويدمر بلده ، من أجل المال ؟ وأقسم إنني اعتدت على إرسال دريهمات في رمضان لشقيقات ضعيفات .. ولم أتمكن في هذا العام ، لأن زبانية القائد الممانع .. يستولون على أي حوالة من الخارج .

     أرأيتم أتفه وأنذل من شخص حاكم ، يستولي على الصدقات ، ويحاول أن  يقطع المعروف بين الناس ، ويحرم الضعفاء والمساكين من لقمة عيش يجود بها الخيرون ، إمعانا في تجويع الشعب وإذلاله ، ثم يتباهى بالاستيلاء على هذه الصدقات ؟

      كيف يقبل العالم أن يكون رهينة بيد مجرم ، ويغض الطرف عن جرائمه ؟ أي عالم هذا الذي يتحكم فيه طاغية مارق أرعن ، لا يقر بقانون ، ولا بشرعة ، ولا بإنسانية ؟ أي عالم هذا الذي تجد فيه من يساند مجرما يرتكب كل أنواع الإجرام ، وأي عالم هذا الذي يقبل أن يرهنه (الفيتو) لحساب طاغية مجرم ؟

       إن الضرب على يد الروسي المتغطرس ، والصيني الممالئ ، ومن لف لفهما ، ممن يسندون الطغاة المجرمين ، من جانب المجتمع الدولي ، يجب أن يسبق الضرب على يدي المجرم نفسه ؛ فهم الذين يوفرون له الحماية والرعاية ، وهم الذين يغرونه ويشجعونه للتمادي بارتكاب المزيد من الجرائم ، حتى وصل هذا المجرم إلى حد تهديد البلد والمنطقة والعالم بالخراب والتدمير والتقسيم ..

      أين المراقبون والخبراء والمحللون السياسيون .. أين العالم (الحر) من هذه التهديدات ، أين هيئات الأمم المتحدة ، ومنظماتها ولجانها .. ؟

      أيعقل أن يصبح العالم رهينة بيد عصابات وزبانية الحاكم الأرعن ، وعصابات (المفتي) المزيف الجاهزة لتفجير العالم ، و(السيد) المخادع الذي يعلن – بلا حياء – أن الطاغية المجرم .. حقيقة ، والشعب الثائر .. وهم ! و(الولي الفقيه) الذي يرغي ويزبد ، ويهدد العالم ويتوعد ،  ثم يصغي هذا العالم لحديثهم عن التطرف والأصولية .. والإخوان المسلمون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى