صفحات الحوار

العميد الركن أحمد رحال: الغرب لا يريد منتصرا حتى تغوص روسيا أكثر في الرمال السورية

 

 

 

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: حاورت «القدس العربي» المحلل العسكري والاستراتيجي العميد الركن أحمد رحال للحديث حول آخر التطورات العسكرية المتعلقة بالثورة السورية لا سيما حلب والساحل والغوطة، بالإضافة إلى الدعم العسكري والصواريخ المضادة للطائرات والحشود العسكرية الروسية وموازين القوى على الأرض، إلى جانب «عملية درع» الفرات والسيناريوهات العسكرية المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

والعميد الركن أحمد رحال هو محلل عسكري واستراتيجي شغل في الحكومة السورية المؤقتة مناصب قيادة جبهة الساحل وقيادة الجبهة الغربية، وكان معاوناً لوزير الدفاع في حكومة أحمد طعمة. وقبيل الثورة شغل مناصب، عميد اختصاص صواريخ، وقائد سرب زوارق صاروخية. حاصل على شهادة دراسات عسكرية عليا من الصين، ومحاضر في الأكاديمية العسكرية العليا في دمشق، انشق عن جيش النظام السوري بداية عام 2012. وفيما يلي النص الكامل للحوار:

○ كيف تقيمون الوضع العسكري والسياسي للثورة السورية؟

  • أمام الثورة التي تحولت إلى معارك استنزاف ومجتمع غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يدير الأزمة ولكنه لا يبحث عن حل، أمام هذا العنوان تتم معظم العمليات العسكرية والمعارك في الداخل، حيث يراد أن لا يسقط النظام وألا تنتصر الثورة. ما يحدث معارك استنزاف بكل معنى الكلمة وتذكرنا بالحرب العراقية الإيرانية عندما حافظ المجتمع الدولي على نوع من التوازن في الحرب بحيث يبقى الصراع قائما بدون منتصر أو مهزوم.

معركة حلب تدخل في هذا الإطار، عندما فك الحصار السابق عن حلب تأخر إعلان التوافق بين كيري ولافروف أربعة أيام ريثما يعيد النظام السيطرة وحصار حلب من جديد، ومع إعلان حصار حلب تم إعلان بيان كيري ولافروف وكأن هناك اتفاقا. القرار السياسي والعسكري لطرفي النزاع في الداخل السوري لم يعد بأيديهم، قرار النظام العسكري في طهران وقاعدة حميميم، وقراره السياسي في يد لافروف، ومعظم فصائل الثورة أصبح قرارها من الداعم، يبقى الجيش الحر الذي تم تفقيره وتعطيشه وتفكيك مكوناته لأنه كان يمثل أجندة وطنية بقرار مستقل.

○ بماذا تتميز معركة حلب الحالية، وما هي فرص نجاحها؟

  • حالياً معركة حلب هي محاولة للتمرد على القرار الدولي من قبل بعض الفصائل، من أجل تغيير الواقع الذي تبحث عنه موسكو لتوافق ضمني مع بعض عواصم الغرب لتجريد المعارضة من أي ورقة قوة تساعدها على طاولة المفاوضات وإجبارنا على حلول لا تهضمها معدة الثورة السورية. المحاولة الأولى لفك حصار حلب فشلت بسبب قطع الإمدادات من قبل واشنطن وبعض أصدقاء سوريا وبسبب التغاضي عن الجرائم التي ارتكبها الطيران السوري والروسي في جنوب غرب حلب بعد أن أحال المناطق التي تم تحريرها إلى كتلة نار واتبع الطيران الروسي سياسة السجادة والتدمير المتسلسل حتى فضل الثوار الانسحاب.

أمام تصريحات بوتين ووزير دفاعه التي تطالب بإخلاء حلب من سكانها ومقاتليها ورفع الراية البيضاء ودخول مرتزقة قاسم سليماني وحسن نصر الله والخزعلي إلى حلب لم يكن بد من قيام تلك المعركة «ملحمة حلب الكبرى». قد تكون هناك موافقة ضمنية حاليا من قبل الغرب وخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا لأن بوتين تمادى في الإجرام داخل مدينة، لكن مستوى الدعم العسكري لم يرتق إلى مستوى التصريحات السياسية التي أدلى بها قادة الغرب، المعركة قائمة قد تتحول إلى مرحلة استنزاف.

أما الواقع العسكري الحالي فهناك حشود روسية غير مسبوقة في سوريا وأمام سواحلها، إذ أصبحنا أمام 15 إلى 18 قطعة بحرية روسية إحداها حاملة طائرات وتضاف إلى 108 طائرات روسية موجودة في حميميم، هذه القوة العسكرية إذا ما أضيفت إلى الحشود التي تأتي إلى حلب من إيران عبر مطار النيرب، فنحن أمام معركة يعد لها بوتين ستحول حلب إلى غروزني جديدة، وهذا الأمر يدركه الثوار، ولكن أمام واجب الدفاع عن مئات آلاف المدنيين وأمام حتمية المواجهة ورفض رفع الراية البيضاء سوف يستمر القتال بالإمكانيات المتاحة سواء مما يغتنمه الثوار ومن ما تصنعه ورش الأسلحة في الداخل أو عبر صنابير الإمداد شبه المغلقة.

○ ماذا يعني عسكرياً خروج جبهة النصرة من حلب؟

  • جبهة النصرة لم تكن يوما جزءا من الثورة السورية، فالشعب السوري لا يحمل تطرفا ولا يحمل فكر القاعدة ولم يخرج من أجل إمارة أو خلافة، لكنه خرج من أجل دولة ديمقراطية لكل مكونات الشعب، لكن المجتمع الدولي عندما تغاضى عن دخول حزب الله إلى سوريا ودخول الحرس الثوري وفيلق القدس وأكثر من 24 ميليشيا عراقية من بدر والنجباء والزينبيون والفاطميون والأفغان والباكستانيون ورفعت رايات يا حسين ويا علي وأصبحت المعارك في سوريا كما قال المالكي بين يزيد ومعاوية، كل ذلك دفع إلى التطرف في الجانب الآخر وأوجد الفصائل المتطرفة مثل «داعش» والنصرة، هم أوجدوا التربة لنمو هذه الفصائل، وبالتالي إذا أراد المجتمع الدولي التخلص من النصرة و«داعش» فعليه أن يضع كل الإرهاب في سوريا في سلة وحدة أي أن تطرد جميع الفصائل الأجنبية من سوريا، والشعب السوري يؤيد هذا الكلام.

لكن أن يتم استثناء الجميع والطلب من النصرة الخروج فلا يمكن التخلي عنها رغم اختلافنا معها، كما أنها لا تشكل كثيراً على الصعيد العسكري في حلب، ودي ميستورا قال إنهم 900 من أصل 10 آلاف مسلح وأنا أرى أن العدد أقل بكثير، وبالتالي خروج النصرة لا يشكل خللا في الميزان العسكري. ولكن المشكلة في المبدأ «كيف تطالب بخروج النصرة المشكلة في معظمها من السوريين ليأتي العراقي واللبناني والباكستاني ليحتلها؟».

○ هل ترون بالفعل أن حلب هي المعركة الأهم في تاريخ الثورة السورية؟

  • في الواقع الحالي، الجبهة الجنوبية «درعا» أُخمدت بقرار سياسي دولي. جبهة دمشق الصراع الداخلي أنهك قواها، وبذلك بقيت هناك 3 جبهات تقاتل، جبهة حماة «جيش النصرة وجيش العزة وبعض الفصائل»، جبهة الساحل كمعارك استنزاف تحاول أن تبقي تلك الجبهة مشتعلة كنوع من المؤازرة، لكن الجبهة الأساسية تبقى جبهة إدلب-حلب وهي تمثل «بيضة القبان» في الثورة السورية. فمن يسيطر على حلب يستطيع أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة، وعندما نقول حلب لا نفصلها عن إدلب لأنها أصبحت جبهة واحدة.

○ ما هو مستوى الدعم العسكري الخارجي للمعارضة السورية في الفترة الحالية؟

  • الدعم كان بزخم قوي جدا في البداية وكأن الغرب كان يريد إشعال المنطقة والإيحاء للثوار انه يدعمهم. في نهاية 2012 الجيش الحر حرر ما نسبته 60 ٪ من الجغرافيا السورية، وهنا تم اتخاذ قرار بإضعاف أو حل الجيش الحر، ودخلت الرايات السوداء بضوء أخضر دولي، وبدأت بعض أطراف المعارضة بتشكيل ما سمي بأمراء الحرب وأصبح هؤلاء بديل الجيش الحر وبالتالي بدأ الدعم يخف عن الثورة السورية ويأتي لبعض الفصائل فقط. في المرحلة الأخيرة أصبحت غرف «الموك والموم» (غرف الدعم العسكري في الأردن وتركيا) هي من تحدد المعارك التي يجب أن تفتح والتي يجب أن تغلق وتجهض معظم المعارك التي يقوم بها الثوار بشكل مستقل. ومثال على ذلك معركة مطار الشعلة التي اجبر الثوار على الانسحاب من المطار ومعركة الساحل وإجبار الثوار على الانسحاب من كسب بعد وصولهم للبحر، الدعم الحالي تتحكم به واشنطن لإبقاء حالة استنزاف داخل سوريا وعدم وجود منتصر أو مهزوم.

○ لماذا يرفض الغرب حتى اليوم تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات؟

  • الغرب يدرك أمام الوضع المتأزم سياسيا واقتصاديا في روسيا أن إسقاط 5 طائرات روسية في سماء سوريا قادر على الإطاحة ببوتين، لكنه لا يريد لروسيا أن تنسحب من سوريا، يريدها أن تنغمس أكثر في الرمال السورية، لذلك يمتنع الغرب عن تزويد المعارضة بالمضادات الجوية. أثناء اتصالات أجريناها مع ممثلين غربيين قالوا إنهم لا يريدون تزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات لأنهم يخشون وقوعها في أيدي الإرهابيين وإطلاقها على الطيران المدني، وأوضحنا لهم أن من الممكن وضع ميزة على الصاروخ «بصمة اليد» بحيث لا يطلقها إلا المقاتل الذي يحدده الغرب، وقلنا توضع بصمة العين ورفض الغرب، وقلنا هناك (جي بي اس) بحيث يحدد للصاروخ منطقة الاستخدام، كما أن هناك ميزة يمكن أن تضاف تمنع استخدام الصواريخ ضد الطائرات المدنية، ورغم كل هذه المقترحات استمر رفض الغرب، لأنه باختصار لا يريد لروسيا أن تنسحب من سوريا الآن.

○ من يقود المعركة في سوريا؟ وهل روسيا وإيران وحزب الله يخسرون شيئا في سوريا؟

  • سوريا أصبحت ساحة تصفية صراعات، وأمريكا تريد استنزاف روسيا وإيران وحزب الله والميليشيات وهي لا تدفع شيئا والفاتورة يدفعها الشعب السوري. حزب الله والميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية وغيرهم يقاتلون بـ»مظلومية الحسين» وبفكر أن بقاء الأمويين في الشام يهدد خروج المهدي وبالتالي أرقام القتلى عندهم لا تعني شيئا، كما أن الإيرانيين لا يملكون أي خيار سياسي، هم يملكون الخيار العسكري فقط، المشروع الإيراني لا يمكن أن يستمر إلا بوجود بشار الأسد وهم يحافظون عليه بكل الطرق. روسيا من جهتها لا تهتم لبشار الأسد لشخصه ولا لحكم العلويين، هي تستثمر في الورقة السورية في إطار مشاكلها مع الغرب ومن أجل مشاكل القرم وأوكرانيا والعقوبات الاقتصادية ومن أجل الدرع الصاروخي الذي يحيط بموسكو وتتمسك بالأسد لأنه يعطيها الشرعية لما تريد وهنا تلتقي مع طهران في الحفاظ على حكم الأسد.

○ ما الجدوى العسكرية لمعارك الساحل، ولماذا لم تنجح في تحقيق تقدم؟

  • معركة الساحل معركة ممنوعة من الصرف، حتى بعض أطراف المعارضة من تمنع تلك المعركة، المجتمع الدولي يمنع اقتراب الثوار من المناطق التي تحوي اثنيات طائفية وخاصة العلوية ويحاول إبقاء المعارك في مناطق السنة، وبالتالي بحكم سيطرة الغرب على المعارك فان أي معركة في الساحل يتم منعها وإفشالها، لذلك معارك الساحل مرهونة بموافقة دولية وهو أمر صعب واشنطن لا تريد لهذا النظام أن يسقط.

○ كيف تقيمون الوضع العسكري العام في الغوطة الشرقية مع تقدم النظام على وقع الخلافات بين الفصائل؟

  • يوجد صراع على زعامة المنطقة، الشهيد زهران علوش أسس لهذا الفكر من خلال محاولته السيطرة على كل الفصائل لإبقاء زعامة جيش الإسلام على الغوطة الشرقية، خليفة زهران علوش سار على الطريق نفسه ولكن هذا لا يعني أن كل أسباب الخلاف تأتي من جيش الإسلام، ففيلق الرحمان والنصرة ارتكبوا أخطاء كبيرة أيضاً. ما يؤلم الشعب السوري أن المقاتلين سُحبوا من جبهات النظام للاقتتال الداخلي وهو ما أدى إلى خسارة الكثير من المناطق الهامة مثل مطار برج السلطان وتل كردي، وما يؤلم الثورة أيضاً أن سجون جيش الإسلام تحوي القادة الذين أسسوا للثورة في دوما. عسكرياً، الثوار يمارسون منذ فترة معركة دفاعية تراجعية بسبب الانشغال في القتال الداخلي.

○ هل أثرت عملية «درع الفرات» على مسار الثورة السورية سلباً أو إيجاباً؟

  • تركيا تم خذلانها من قبل واشنطن والناتو، لذلك شهدنا تراجعات كبيرة في الخطوط الحمراء التي أطلقها أردوغان، والضربة الموجعة التي تلقتها تركيا بالتخلي عنها عقب إسقاط الطائرة الروسية، حيث وجدنا انعطافة كبيرة في السياسة التركية، فأنقرة تمارس الآن عملية المناورة السياسية ما بين موسكو وواشنطن وتحاول الحفاظ على أمنها القومي ومبادئ الثورة السورية من خلال تلك التوافقات.

عملية «درع الفرات» كانت نتاج توافقات «أنقرة وموسكو وواشنطن»، ولا يمكن القول أنها أضعفت الثورة السورية، فالثورة لا تحتاج مقاتلين. مشكلتها في الإمداد العسكري، فالثورة تستطيع تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال ساعات، وبالتالي المشكلة ليست في 5 آلاف مقاتل يشاركون في «درع الفرات» العملية تقدم إضافة عسكرية واجتماعية للشعب السوري، فهي تمنع تقسيم سوريا، وتطرد تنظيم «داعش» من مناطق حررها الجيش الحر، وقد تؤدي إلى إقامة منطقة آمنة تعيد ليس أقل من مليون سوري إلى بلادهم من تركيا. وإلى جانب «درع الفرات» تصلنا معلومات عن قيام الجيش التركي بالتحضير لعملية «درع الجزيرة» وهي عملية تركية متوقعة في تل أبيض شرق الفرات كي تكون نواة التقدم نحو الرقة.

○ هل سيتمكن الجيش الحر بدعم تركي من الدخول إلى مدينتي الباب ومنبج، وكم يحتاج ذلك من الوقت؟

  • لو أن المسألة تتعلق بالمعايير العسكرية لقلنا إن 72 ساعة كافية لتحرير مدينة الباب ومنبج، لكن قرار المعركة في «درع الفرات» هو سياسي أكثر مما هو قرار عسكري. هناك ضمانات تطالب بها موسكو بعدم الاحتكاك مع مناطق النظام قرب مطار كويريس العسكري، كما أن واشنطن تطالب بضمانات بعدم الاحتكاك مع الأكراد في تل رفعت ومنخ، وبالتالي أمام هذه الخطوط الحمراء نجد أن الحركة العسكرية تتلكأ أحيانا. بينما معركة الرقة لم تحسم سياسياً حتى الآن، فتركيا ترفض أن يكون الأكراد جزءا من العركة وواشنطن تصر على ذلك، جغرافياً، لا يمكن تجاوز الأكراد لأن كل الطرق التي تؤدي إلى الرقة مناطق يسيطر عليها الأكراد. وبالتالي قد يكون هناك تفاهم أمريكي تركي لتوزيع قطاعات والبدء بعملية يشترك فيها الجيش الحر والأكراد وتركيا، وفي هذا الإطار تطالب تركيا ببعض الشروط التي تتعلق بكمية السلاح الثقيل المسلم للأكراد ونوعيته وضرورة إعادته بعد المعركة.

○ ما هي السيناريوهات المتوقعة لمعركتي الموصل والرقة، وهل سيسحب تنظيم «الدولة» مقاتليه من العراق إلى سوريا؟

  • معركة الموصل حشدت لها جهود ضخمة وقرابة 60 ألف مقاتل، إلا انه يوجد مليون ونصف مدني يشكلون درعا بشريا كبيرا للتنظيم، قناعتي أن «داعش» لها مهمة وظيفية وعملياتية في المنطقة وعندما تنتهي تلك المهمة إما ستبتلعها الرمال السورية والعراقية أو ستتبخر في السماء، لكن حالياً مطلوب أن تبقى «داعش». عسكريا أتوقع أن «داعش» سوف تنسحب إلى سوريا بسبب أن العراق يشكل مسؤولية أخلاقية لأمريكا أكثر من سوريا، فاستقرار العراق مسؤولية أمريكية، ويبدو أن واشنطن تريد ذلك في هذه المرحلة فمن أول مبادئ الحرب والمعارك منع مناورة العدو وهو ما لم يطبق حتى الآن في عملية الموصل، توجد مطارات دولية روسية وأمريكية في سوريا قرب الحدود العراقية ولا يوجد أي جهد لقطع الطريق بين سوريا والعراق، «داعش» مطلوب منها الذهاب إلى سوريا من أجل إدخال الحشد الشيعي إلى هناك وهو ما تم التصريح به من قبل قادة الحشد.

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى