صفحات الثقافة

الغاوون 44: ماذا لو تحوّل العرب إلى أيسلنديين؟


صدر العدد 44 من مجلة “الغاوون” في بيروت، وفي موقفها الشهري تساءلت المجلة الأدبية قائلةً: ماذا لو تحوّل العرب إلى أيسلنديين؟

وأجابت عن هذا السؤال بالقول: “أيسلندا دُويلة أوروبية عدد سكانها أكثر بقليل من 300 ألف نسمة. معدَّل قراءة الفرد فيها 11 كتاباً في العام… في المقابل، العرب تجاوزوا الـ360 مليون نسمة، أي أن عددهم يفوق عدد الأيسلنديين بأكثر من ألف ضعف. لكن معدَّل قراءة الفرد العربي يُقاس بالأسطر لا بالكتب، ربما 3 إلى 5 أسطر في العام… ولن نتابع أكثر كي لا نزيد نسبة الإحباط، خصوصاً أننا في أجواء الربيع العربي. بل على العكس من ذلك تماماً، سنتفاءل ونتخيّل حصول معجزة كبرى حوَّلت العرب إلى أيسلنديين بإغماضة عين… فماذا سيحصل عندئذ؟ ولنُجب عن هذا السؤال بالأرقام: الـ360 مليون عربي – بعد تحوّلهم أيسلنديين – سيقرأون حوالى 4 مليارات كتاب في السنة. وإذا افترضنا أن سعر الكتاب الواحد 10 دولارات فإن مبيعات الكتب العربية ستكون 40 مليار دولار! ولنُقسِّمْ هذا المبلغ على الـ2000 كاتب عربي من مؤلفي الكتب الناشطين الآن في الساحة الثقافية”.

وقد خلصت “الغاوون” من خلال فرضيتها تلك إلى النتيجة الآتية: “20 مليون دولار لكل كاتب عربي سنوياً”!!

ولذلك راحت تتخيّل ما الذي يمكن أن يتبدّل في أحوال الكتّاب العرب عندئذ: “الكتّاب العرب إذاً لن يضطرّوا بعد اليوم إلى مديح وتعداد جميع أسماء مسؤولي المنابر في كل مقال كي ينشروا لهم، بل لن يضطروا إلى مديح الحكام من أجل عطاياهم، وسيرفضون «جائزة القذافي لحقوق الإنسان» (باستثناء جابر عصفور لأنه قَبلَ بها «من أجل الشعب الليبي» كما صرَّح مؤخراً)، ولن يشرشحوا أنفسهم بالتقدُّم إلى جائزة «حكّ لي لأحك لك» أو «سمسر لي لأسمسر لك» مثل جائزة «بوكر الإمارات» من أجل الخمسين ألف دولار التي تُمنح للفائز. لكن الكتّاب العرب أيضاً لن يركبوا الباصات بعد اليوم، لأن كلاً منهم سيشتري سيّارة «ليموزين»، ولن يسكنوا في الأحياء الشعبية بل في قصور مغلقة، ولن يمشوا في الشارع إلا وهم مطوَّقون بالحرس، وسيرفضون مقابلة قرائهم أو حتى الرد على أسئلتهم بالإيميل…

وهكذا سيشعر القراء العرب بالإحباط، ثم يبدأ نكوصهم عن القراءة، ورويداً رويداً سيكفّون عن كونهم أيسلنديين، وسيعودون إلى سابق عهدهم عرباً لا يقرأون ولا يشترون الكتب… وهكذا سيعود الكتّاب العرب إلى سابق فقرهم وباصاتهم وأحيائهم الشعبية و… طباعة كتبهم من جيوبهم الفارغة”.

ومن مواد العدد الأخرى: “فلاديمير مايكوفسكي: المستقبلية بلشفياً” لعبد القادر الجنابي، “العرب والخروج من المثلّث إلى الدائرة” لشوقي عبد الأمير، “إسماعيل أدهم… ناقد منسيّ في عبقرية أمراضه” لأحمد الواصل، “مجلة «إضاءة 77» صوت السبعينيات الشعري” لمصطفى عطية، “نقد كتاب: خريف المثقف في العراق” لشاكر لعيبي، “الأدب في خطر لتودوروف: عقاب الخطيئة الأولى كان شكلاً أولاً ثم مضموناً ثانياً” لعلي البزاز، “الكتابة والقطار الذي ضلّ طريقه” لسليم البيك، “نماذج من قصيدة النثر الهولندية” ترجمة مهدي النفري، “الجسد بين ضيق الدين ورحابة الفن” لأسمى العطاونة، “غازات ضاحكة” لشريف الشافعي، “ليتكَ” لأديب حسن محمد، “ميّت يكتب القصيدة” لحسام جيفي، “قصيدة النثر بين إشكالية التوصيف وغياب المعنى” لمحمد باقي محمد، “انعطفَ جدولُ ماء نحو بيتنا” لطيّب جبّار، “أدب النقائض أو أخطر الهجّائين العرب” لعبد حامد، “عشق العزلة… لتشيزاري بافيزي” ترجمة أماني لازار، “لا أريد الذهاب إلى المدرسة” لطارق عبد الواحد، “الاستلقاء كالتفاحة منعاً لانتشار حمّى التفاح” لمحمد الحموي، “بين أصابعك وفمك ضيَّعتُ نهديَّ” لهدية الأيّوبي، “كأنه شاعر” لنزار كربوط، “نصف ليتر من الجعة البيضاء” لمبارك حسني، “خواءٌ تحت الكرسي وآل عمران” لنارت عبد الكريم، “لحظة وفاة الدكتاتور – حلقة خامسة” لماهر شرف الدين…

لقراءة العدد الجديد

http://alghawoon.com/mag/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى