صفحات سورية

الله، سوريا، حرية، وبس

 


عفراء جلبي

رد على الخالة حنان لحام مع كل الود والاحترام لكلامها مع شباب داريا وقولها إن هتاف “الله، سوريا وحرية وبس” فيه شرك وعليهم أن يوقفوه: إن جملة “الله، سوريا، وحرية وبس” لهي أكبر جملة توحيدية خرجت من فم الشعب السوري بكل عفوية وروعة وهدير مقدس كرد على “الله، سوريا، وبشار وبس.” إن التوحيد لا يقع بين أحرف عطف. والذهاب عند الشباب لعمل إعراب نحوي وهابي كان محزنا. وهذا هو الدين الذي لم يعد الشباب يحتملونه. لأننا الآن نريد دين القلوب والنيات والرحمة واللاعنف ومحبة الآخر، وليس تنكيشات فقهية. ونحن نقدر دعم الخالة حنان ومشاركاتها الجميلة وكتاباتها الداعمة ولكن الله يسامحها. وُضعت في منبر عظيم فعملت وعظ وهابي. ونحن نرحب بالسلفية اللاعنفية ولكن هذا النوع من الخطاب ذهب وقته. عثرت خالة حنان لحام، وعلينا نحن جيل الشباب أن نأخذ بيدها ونقول خالة حنان: نحترم نضالك الطويل، وسنوات الدعوة. ولكن التوحيد هو الحرية، وما يفعله الشباب الآن أثبت أنهم أكبر الموحدين. وعفوا جيلكم ركض وراء ملابس وقضايا فقهية ولهذا يدفع الجيل الجديد بدمائه ثمن إنسانيته ويقدمون لمجتمعهم التحرر من قبضة الوثن وأصنام الشرك عندما يأخذونه إلى الديمقراطية والعلمانية والتعددية. ولقد صار جيلنا يفهم تماما لماذا يغفر الله الذنوب جميعا إلا الشرك، بل الله قادر على أن يغفر الذنوب جميعا ولكن لأن الشرك عندما يقع في مستنقعه مجتمع ما فإن التاريخ لا يغفر له ولأنه يسبب معاناة أليمة. ولقد قرر هذا الجيل أن يخرج من الشرك الحقيقي ولا يكترث لتوحيد فقهائه وتقواهم الباردة ، ولهذا أنا مستعدة أن أحمل صليبا وأمشي مع أخوتي المسيحيين لأنه في الوقوف مع الحق يكمن التوحيد مهما اختلفت تجلياته، ولهذا قال ابن عربي لقد كنت قبل اليوم أدين صاحبي إذا لم يكن دينه إلى ديني دان. فقد صار اليوم قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان ودير رهبان وكعبة طائف ومعبد أوثان ولوح توراة ومصحف قرآن. أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى