صفحات سورية

الله اكبر

 


رفيق حلو

لي اصدقاء كثر افزعهم شعار الله اكبر,فاحببت ان اعطي رايي بالموضوع. بغض النظر عن ان هذا الهتاف جمع حوله ملايين المظلومين عبر العصور ,لمقاومة طغاة و مستعمرين اعتقدوا ان لا احدا اكبر منهم فارهبوا الناس و استغلوهم, و بغض النظر ان هؤلاء الاصدقاء لم يصدمهم يوما حمل نفس الشعار من قبل مناضلين فلسطينيين و لبنانيين, بغض النظر عن هذا و ذلك, اود ان اذكر و بابسط الكلمات ان هذا الشعب لم يبقى له سوى الله,  فلمن تريدونه ان يكبّر

..

انا لن اتكلم طويلا عن خيبه امل هذا الشعب, بمواقف دول العالم,ابتداءأ بالديموقراطيات الغربية  الى الملكيات العربيه, و التي تعاملت جميعها مع هذا النظام, في عهد الاب ثم في عهد الابن, و تغاضت عن قمعه لشعبه, و ان اختلفت معه احيانا فلم ليكن لقضية حقوق الانسان في سوريه اي علاقه الموضوع, هذه القضيه التي انكسفت تدريجيا من المحافل و المجالس الدوليه, و لن اتوقف عند حركات التحرر العربيه التي تعاني من انفصام في الشخصية حالما تعلق الامر بسوريه, و لكني سأتكلم عن خيبة الشعب بنخبته

..

كم خاب امل هذا الشعب الصابر من نخبة شديدة الحساسية لما يجري في العالم و لكنها لم تشعر بألام شعبها يوما. اذ كانت هذه النخبه بشعرائها و فنانيها و فلاسفتها, سباقة للدفاع عن قضايا الشعوب الاخرى من فلسطين الى نيكاراغوا, مرورا بالصومال و جنوب افريقيا, و لم تخفي, هذه النخبة, حماسها الشديد لثورات تونس و ليبيا و مصر, ولكن هذا الحماس هبط دفعة واحدة حالما اقتربت ريح التغيير من ارض الوطن, و كأن هذا الشعب لا يستحق الحرية و انه خلق ليعيش تحت وطأة الذل و الفقر الى الأبد

..

باستثناء بعض الشرفاء منهم,فقد خاب أمل شعبنا  بمثقفيه و متعلميه, اؤلاء الذين برروا للنظام ما لا يبرر, و جعلوا, بين ما جعلوا, من  المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي ممسحة يمسح عليها النظام اقدامه الملوثة

..

متى سمع الشعب عن اضراب واحد للأطباء يستنكرون اوضاع المستشفيات الوطنية.متى سمع الشعب عن اضراب واحد للمحامين شجبا لغياب العدل و دعوة لوقف تدخل المحسوبية وسلطة  المال في شؤون القضاء.و كيف يستطيع استاذ الاقتصاد ان يشرح الأقتصاد السوري لطلبته و هو يعلم تمام العلم ان لا شبيه له في تاريخ الاقتصاد. و متى استوقفت مشاهد البؤس و البطالة رجال اعمالنا الكرام

..

و لم يكتفوا بهذا القدر, فهاهم يلصقون التهم بهذا الشعب الذي يواجه الة القمع بصدره الاعزل, و يسبقون النظام في التشكيك بعدالة ثورته, عوضا عن الأخذ بيده واغناء مسيرته بما اتاهم الله من علم  و تجربة

..

يبكيهم الحزن في اندونيسيا و تجف دموعهم حين تصرخ درعا

..

هذا الشعب لم يبقى له سوى الله,  فلمن تريدونه ان يكبّر

..

الى كل هؤلاء الاصدقاء  الذين اختاروا طواعية ان يقفوا مع عدو الشعب,اسمحوا لي ان اقول لكم:الله اكبر,الله اكبر,الله اكبر

..

اما عن الدعوة للجهاد, فإن كان هو الجهاد ضد القمع و كم الافواه و سرقة مال الشعب و افساد مستقبل اولاده و دفاعا عن امهات حوران اللواتي ما زلن يدفعن ثمن حريتنا, ولدا بعد الآخر. اذا  كان هذا هو الجهاد فانا احييه و اعلن استعدادي للدعوة اليه من اعلى كنيسة السيدة في قريتنا, و كلي علما ان السيد المسيح, الذي نزل من اجل الفقراء و البسطاء, سيسمعني و يباركني

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى