صفحات الحوار

المعارض السوري حسن عبد العظيم: نرفض التدخل الدولي العسكري


أعلنت المعارضة السورية عقد مجلسا وطينا في أواسط شهر آذار الجاري في دمشق, سيشارك فيه 300 شخصية حزبية ومستقلة معارضة. فبعد الاتفاق المبدئي بين إعلان دمشق وهيئة التنسيق, على توحيد صفوف المعارضة, قررت عقد مجلسا وطنيا في سوريا, يشارك فيه جميع القوى والشخصيات المعارضة, وقوى المنسقيات الشبابية. وعن المؤتمر المزمع عقده وموقف المعارضة السورية من زيارة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي, والمواقف الدولية من الثورة السورية, نشرة كلنا شركاء كانت لها الحوار الآتي مع المعارض حسن عبد العظيم, المنسق العام للمكتب التنفيذي لهيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا:

أجرى الحوار: كمال شيخو_ كلنا شركاء

كلنا شركاء: رفضت سوريا في البداية استقبال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي, ثم أرجأت زيارته الى اليوم متذرعة ان نبيل العربي التقى بوفد من المعارضة السورية في القاهرة. هل تعتقد ان النظام السوري سيستمع للامين العام للجامعة, وتقبل المبادرة العربية؟

المعارض حسن عبد العظيم: الأزمة في سوريا تزدادا تعقيدا؛ لان استمرار العمل بالحلول الأمنية والعسكرية وتصاعدها, على مدى ما يزيد عن خمسة اشهر, أثار غضب الشارع السوري والمعارضة, كما أثار غضب المجتمعات العربية بالإضافة الى إثارة غضب الأنظمة الإقليمية والدولية. وتحمل الشعب السوري لقسوة وعنف وشراسة الحلول الأمنية وزج الجيش في الصراع مع الشعب؛ انه أمر غير مقبول, مما يؤدي الى تحريك مشاعر الغضب لدى الشعب. ويأتي رفض مبادرة الجامعة العربية من قبل النظام السوري بعد ما تم تحديد التوقيت باستقباله يوم الأربعاء الماضي, ومن ثم تأجيله الى اليوم, يدل على ان النظام السوري لا يسمع ولا يرى ما يحدث في الشارع, ويريد الاستمرار في العنف, ويرفض اي حلول سياسية, وهذا يعرض سوريا الى مخاطر كبيرة من فوضى محتملة او الدخول في الصراع الداخلي بالإضافة الخوف من التدخل الخارجي.

كلنا شركاء: نبيل العربي يحمل مبادرة عربية لحل الأزمة القائمة في سوريا, هل تعتقد ان النظام يخشى نقاط محددة من هذه المبادرة؟

المعارض حسن عبد العظيم: نعم. علما ان المبادرة العربية لم تكن تلبي طموحات الشباب السوري ولم تحظى بالتأييد على مستوى الشارع المنتفض, ولكن فيها نقاط هامة بحيث أنها كانت ستؤدي الى وضع خارطة طريق للانتقال من النظام المتمثل بسيطرة الحزب الواحد وهيمنته على الدولة والمجتمع, والذي يعزز مظاهر الاستبداد والفساد, الى نظام وطني ديمقراطي قائم على التعددية السياسية, يوفر الحريات العامة واحترام حققوا الإنسان وخلق مناخات سياسية, وتضع آليات بناء اللبنات الأولى لإنشاء دولة ديمقراطية, وهذا مرفوض من قبل النظام الحاكم؛ الذي يسعى الى احتكار السلطة وإصراره عودة الأمور كما كانت عليه سابقا, واستمرار الواقع الذي كانت تعيشه سوريا على مدى أربعة عقود ونيف.

كلنا شركاء: ماذا تفسر تصريحات نبيل العربي انه لن يلتقي بالمعارضة السورية في الداخل, علما انه التقى بوفد من المعارضة في القاهرة؟

المعارض حسن عبد العظيم: هذا يعود له. المعارضة السورية موجودة ومن يريد ان يلتقي بها فهي موجودة, ومن لا يريد اللقاء بها, فهذا لا يعني أنها غير موجودة, وتقريبا هي شبه موحدة وهي الآن تستكمل عملية توحيد صفوفها مع كل الطيف المعارض, بما في ذلك قوى الشارع وتنسيقيات الشباب.

كلنا شركاء: قالت مصادر مطلعة ان الرئيس السوري يعتزم تشكيل لجنة لتعديل الدستور بعد حل اللجنة القديمة, وهذه اللجنة ستشارك فيها المعارضة. ما صحة هذه المعلومات؟

المعارض حسن عبد العظيم: مع الأسف ان النظام القائم يريد ان يضع حلول مجزئة ومقطعة, فهو يستمر على ما يريد ان إعطائه, دون ان يستشير المعارضة الوطنية او قوى الشارع, وبالتالي هذه الحلول المجزئة غير مجدية وغير منتجة, ولا يمكن ان تشارك المعارضة في اي لجنة او في اي حوار او حتى لقاء؛ في أجواء العنف والقتل والتهجير القسري وحملة الاعتقالات, لأنه لا يوجد مناخ للحوار ولا توجد بيئة لعمل هذه اللجان, سواء كانت متعلق بلجنة تعديل الدستور او قانون الأحزاب والانتخابات. فالنار مشتعلة على الارض والشعب يتعرض لكل المخاطر, والنظام يصر على تقسيط خطوات الإصلاح, ويطرحون علينا حلول جزئية, وهي محاولات غير مجزية ولا يمكن للمعارضة التجاوب مع هكذا حلول جزئية ولن تتجاوز الشارع المنتفض.

كلنا شركاء: الا تعتقد ان الحوار على مستوى المحافظات الذي بدأ قبل أيام, سينتج عنه حوار وطنيا شاملا, وما موقف المعارضة من هذا الحوار؟

المعارض حسن عبد العظيم: المعارضة بكل أطيافها وضعت تصورا لتحقيق اي حوار وطني, وحددت مجموعة من الإجراءات تسبق عقد هذا المؤتمر, والتي حددت بخلق بيئة ومناخ للحوار, تبدأ بوقف العنف حمام الدم والاعتراف بفشل الحل الأمني, وسحب الجيش وعودته الى ثكناته, والسماح للمظاهرات للتعبير عم موقف الشارع المنتفض, والإفراج الفوري عن جميع معتقلي الأحداث الأخيرة والمعارضة السياسية. ووقف الهجمة الإعلامية الرسمية المغرضة ومحاولاتها تشويه صورة المظاهرات السلمية واتهامها بالمسلحة من جهة, وبالسلفية من جهة أخرى. ومن ثم الدعوة لحوار وطني ينبثق عنه مؤتمر وطنيا عاما, يضع مشروع دستور ومشروع قانون أحزاب عصري وأخر للانتخابات, للتحول من النظام القائم الى نظام ديمقراطي يقوم على التعددية السياسية. وما حدث بكل أسف أنهم طرحوا الحوار وشكلوا لجنة للإشراف عليه قبل خلق بيئة ومناخ لهذا الحوار, هذه اللجنة تشكلت بداية على المستوى الرئاسي والتي كانت تضم نواب الرئيس ومستشاريه. ومن ثم شكلوا هيئة أخرى على مستوى اقل والتي كانت مؤلفة من شخصيات جبهوية ومستقلة, وعقدت لقاءا تشاوريا في شهر تموز الماضي, قاطعتها المعارضة الوطنية لغياب المناخ والبيئة المناسبة له. الا ان البيان الختامي الصادر عن اللقاء لم ينفذ اي توصية من مقرراته. وألان استبدلوا هذا الحوار بما يسما حوار المحافظات, الذي تشكل لجنته من أمين فرع الحزب والمحافظ وهما من السلطة, وبعض ممثلي أحزاب الجبهة وشخصيات أمنية, فأي حوار سينتج عن هؤلاء الشخصيات, فهذا الحوار مزعوم وحوار كاذب ومحاولة لكسب الوقت لتصفية قوى الانتفاضة وقادة الشباب الذين يقودون التظاهرات, ومحاولة تصدير رسائل للخارج والمجتمع الدولي على أنهم يريدون الحوار ولكن المعارضة ترفضه.

كلنا شركاء: سميت الجمعة الأخيرة من المظاهرات في سوريا ( جمعة الحماية الدولية ) ورفع المتظاهرين شعارات تطالب بالحماية الدولية للمدنيين, ما موقف المعارضة من هذه الخطوة؟

المعارض حسن عبد العظيم: نحن في هيئة التنسيق لقوى المعارضة, لدينا موقف واضح برفض التدخل الدولي العسكري, وهذا موقف محسوم لدينا واي تدخل عسكري خارجي سوف يزيد الطين بله, وسيعرض سوريا الى مخاطر نحن بغنى عنها, وبالتالي ارتفاع بعض الأصوات المطالبة بالتدخل الخارجي, فأنها لا تمثل الموقف الواضح للمعارضة, وبرأيي هي ليست الا ردة فعل على وحشية النظام ومجازره اليومية.

كلنا شركاء: كان الموقف التركي في بداية الأحداث موقفا تضامنيا مع الشعب السوري المنتفض, وسرعان ما انخفض صوت الأتراك الى ان وصل الى غياب ملحوظ عن الساحة الدولية والإقليمية, وبين مد وجزر يبدوا ان موقف الاتراك ألان استقر ان يكون موقف المتريث لما ستؤول أليه النتائج. برأيكم ما هي الأسباب الرئيسية الكامنة خلف تذبذب الموقف التركي؟

المعارض حسن عبد العظيم: يبدوا انه في المرحلة الأولى كانت هناك ظروف انتخابية وحسابات من اجل ان يضمن حزب العدالة فوزه في الانتخابات, مما صعد الموقف التركي. وبعد نجاحه الانتخابات تحول الوضع الى اقل ضغطا وألان ان الموقف التركي ليس حاسما, وبنفس الوقت يريد ان يأخذ الدور الأوربي في المنطقة كما انه جزء من الحلف الأطلسي, لذلك هو موقف متأرجح وغير ثابت. وما يهمنا نحن كمعارضة سورية وطنية هو الواضع الداخلي الوطني, اي حركة التظاهرات, وان تستمر قوى التغيير والقوى الشبابية الإصرار على مواصلة حركة الاحتجاجات, وان خطوة توحيد صفوف المعارضة سيشكل عاملا مساعدا لهذه الحركة, كما سيشكل عاملا ضاغطا على النظام لإرغامه على التغيير الوطني الديمقراطي السلمي, والتخلي عن النهج الاستبدادي السلطوي.

كلنا شركاء: يقابل الموقف التركي المتذبذب, موقفا روسيا متصلبا, متمسكا بتحالفه مع النظام الحاكم, ويرفض اي قرار أممي للحد من ممارسات النظام القمعية. هذا الموقف يدعم من الصين التي تتمتع بحق النقض؛ والبرازيل وجنوب افريقيا والهند وهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي, برأيكم لماذا تدعم هذه النظم النظام السوري؟

المعارض حسن عبد العظيم: روسيا توجد لها حسابات ومصالحها في المنطقة ويقاس هذا الأمر الى الموقف الصيني التي لها استثمارات في سوريا, لان هذه النظم تحكم على أساس المصالح, من تجارة وديون وتوسع في الأسواق, ولها استراتيجيات تقوم على العلاقات بين الدول, ولكن يبدوا ان الموقف الروسي يتغير وصل الى الطلب الرسمي من السلطة  السورية الجدية لسماع صوت الشارع السوري المحتج والأخذ برأي المعارضة والحوار معها,  وطلبوا من النظام تغيير سلوكه, ولاحقه الموقف الصيني الذي أصبح يبحث عن مخرج له, بعد إصرار السوريين على الاستمرار في حركة الاحتجاجات. وحتى النظم المتحالفة مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا بدا واضحا التغير ونلمس هذا التغيير في سياساتهم, وحتى الموقف الإيراني بدأ واضحا للجميع التغيير الذي طرأ في المواقف الأخيرة للرئيس الإيراني الذي طلب من الرئيس السوري البدء بالحوار مع المعارضة, والإسراع في الإصلاحات.

كلنا شركاء: بعد مرور قرابة ستة اشهر من عمر الانتفاضة الشعبية في سوريا, طرح العديد من المبادرات لتوحيد صف المعارضة, توجت بالاتفاق المبدئي على النقاش لوضع صيغة مشتركة توافقية بين جميع الأطراف, ما طبيعة تلك الخلافات التي كانت تحول دون اتفاق المعارضة؟

المعارض حسن عبد العظيم: فكرة تشكيل هيئة تأسيس لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا, انطلقت أساسا من التجمع الوطني الديمقراطي, الذي وضع تصورا جديا وحقيقيا لتوحيد قوى المعارضة من أحزاب وشخصيات مستقلة, ليشكل قطب معارض فاعل مقابل قطب السلطة المتهالك. هذا الهم حملناه جميعا في التجمع, وقمنا بكل الوسائل لإنجاح الفكرة والصيغة, وقدمنا أول مبادرة كانت على شكل بيان وطني, ووافق عليها جميع أحزاب التجمع, وطرحناها على إعلان دمشق والشخصيات الوطنية المعارضة وأحزاب الحركة الوطنية الكردية والمنظمة الاثورية, لكن تم تعطيلها في إعلان دمشق لحسابات نجهلها. وجاءت المحاولة الثانية أيضا من التجمع من اجل توحيد صفوف المعارضة, لكن قدرنا اذا كنا نحن أصحاب المبادرة من جديد سيكون هناك ائتلاف آخر يرفضها, لذلك فضلنا ان تكون من شخصيات وطنية معارضة تجمع كل الأطراف, وبالفعل طرحت مبادرة من شخصيات مستقلة وحزبية, بعنوان ( نحو تشكيل ائتلاف عام للتغير الوطني الديمقراطي) ووافق 11 حزبا من الحركة الكردية ووافق عليها التجمع وشخصيات وطنية مستقلة, ثم أعطيت لإعلان دمشق للموافقة, ووصل الجواب بالرفض وكان سبب الرفض هو عنوان المبادرة, وحسما للموضوع وعدم الوقوع بأية حساسية, حذفنا العنوان وسميت المبادرة البديلة (هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا) ثم أعطيت لإعلان دمشق بعد التعديل ولكن بقي الرفض مستمرا, واجلنا الوثيقة السياسية أربع مرات لأكثر من شهر, ولكن فهمنا انه صدر قرار من الأمانة العامة لإعلان دمشق برفض التوقيع معنا, ولكن اضطررنا الإعلان عن الهيئة السياسية وتركنا المجال أمام إعلان دمشق للانضمام الى الهيئة, وشكلت لجنة من قبلنا لمتابعة التنسيق مع إعلان دمشق, وبعدها شكلت لجنة مؤخرا مؤلفة من إعلان دمشق وهيئة التنسيق ( نداء الى الأحرار في سوريا ) وتعاملنا معها بجدية وأعلن قبل يومين الموافقة المبدئية على توحيد المعارضة ونعمل حاليا على صياغة المشروع النهائية للهيئة التي ستوحد جميع أطياف المعارضة.

كلنا شركاء: أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا, عقد مؤتمرا عاما للمعارضة السورية في الداخل, متى سيعقد هذا المؤتمر وما هي طبيعة الشخصيات المشاركة فيه؟

المعارض حسن عبد العظيم: أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي, عقد مجلسا وطنيا للمعارضة السورية في الداخل, وهو استكمال للمناقشات بين جميع أطرف المعارضة, وقررنا مبدئيا عقده في أواسط الشهر الجاري في دمشق, سيحضره 300 شخصية معارضة حزبية ومستقلة. ويكون ممثلا لجميع قوى وأحزاب المعارضة, مع مراعاة تمثيل كل الشخصيات والفعاليات على مختلف انتماءاتهم السياسية والقومية والمذهبية, ولاسيما قوى الشباب والتي تقود الحراك الشعبي. لأنه شعرنا ان محاولات عقد المؤتمرات التي عقدت في الخارج, كانت متعجلة ومتسرعة بدون أعداد جيد, تارة لتشكيل حكومة ظل. وتارة اخرى لتشكيل مجلس انتقالي, حتى بدون التشاور مع الجهات المعنية في بعض الأحيان, وارتأينا كمعارضة داخلية ضرورة تشكيل مجلس وطني في الداخل وتشكيل اطار جامع لكل المعارضة في الداخل والخارج, ونعتزم ان يكون المجلس الوطني مؤلفا من 300 شخصية, واتخذنا قرار ان يخصص ثلث المقاعد لقوى الشباب وقيادات الشارع المنتفض, وهؤلاء يمثلون في جميع الهيئات والمؤسسات التي ستنبثق عن المؤتمر.

كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى