أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 19 تشرين الأول 2013

الإبراهيمي: للأسد دور في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها بنفسه

لندن – «الحياة»

بدأ الموفد الدولي – العربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي زيارة لدمشق أمس يُفترض أن تُحدد نتائجها إلى حد كبير مصير الجهود لعقد مؤتمر السلام السوري، أو ما يُعرف بـ «جنيف – 2». لكن المؤشرات الصادرة من العاصمة السورية لا توحي حتى الآن بأن النظام مستعد للتنازل عن السلطة لمصلحة حكومة انتقالية، بحسب ما جاء في بيان «جنيف – 1»، وبحسب ما تُصرّ المعارضة السورية التي يؤازرها في هذا الموقف تحالف واسع يضم دولاً غربية وعربية فاعلة. وكان لافتاً أن الإبراهيمي قدّم ملامح تصوره لكيفية الوصول إلى تسوية، عشية وصوله إلى دمشق، إذ قال في تصريحات الى مجلة فرنسية إن الرئيس بشار الأسد يمكنه أن يلعب دوراً في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها بنفسه.

ووصل الإبراهيمي إلى دمشق أمس براً عن طريق بيروت التي جاء اليها مباشرة من طهران حيث بحث مع كبار مسؤوليها الدور الممكن أن تلعبه ايران في جهود حل الأزمة السورية، بحكم أنها الداعم الأساسي لنظام الأسد من خلال إمداده بالأموال والسلاح والمقاتلين. وعلى رغم أن الموفد الدولي – العربي لم يعلن صراحة إنه تلقى تطمينات لجهة الدور الذي يمكن أن تلعبه طهران في تسهيل الحل، إلا أنه اعتبر أن مشاركتها في «جنيف – 2» تُعتبر «ضرورية»، مخالفاً بذلك رأي شريحة واسعة من المعارضة السورية التي رفضت حضور الإيرانيين مؤتمر السلام.

ولم يكن واضحاً حتى مساء أمس طبيعة اللقاءات التي سيجريها الإبراهيمي في دمشق، لكن الأنظار ستكون مركّزة على الاجتماع الذي قد يجمعه مع الرئيس السوري، اضافة الى محادثاته مع مسؤولين سوريين آخرين.

وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها الابراهيمي لدمشق منذ قرابة السنة عندما قطع الأسد مدة اللقاء معه كتعبير عن امتعاضه من «تجرؤه» على مفاتحته بإمكان عدم ترشحه للرئاسة مجدداً في انتخابات 2014. وكشف الأسد لاحقاً أنه قال للإبراهيمي إن هذا الأمر لا يناقش سوى بين السوريين أنفسهم، طالباً من الموفد الدولي أن يلتزم بحدود مهمته، وهي أنه مجرّد «وسيط».

وعشية وصوله إلى دمشق، اعتبر الابراهيمي أن الرئيس الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو «سورية الجديدة» من دون أن يقودها بنفسه. وأوضح، بحسب ما أوردت وكالة «فرانس برس»، أن «الكثير من المحيطين به (الأسد) يرون في ترشحه (لولاية جديدة في العام 2014) أمراً محتماً. هو يرى الأمر حقاً مكتسباً… انه يرغب بالتأكيد في انهاء ولايته الحالية»، وذلك في مقابلة اجريت معه في باريس ونشرها الموقع الالكتروني لمجلة «جون افريك» الأسبوعية يوم أمس الإثنين.

وأضاف الابراهيمي: «علّمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة (في اشارة الى النزاع السوري) لا يمكن العودة إلى الوراء. الرئيس الأسد يمكنه إذاً أن يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سورية الماضي، وهي سورية والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة».

واعتبر الدبلوماسي الجزائري أن الرئيس السوري «كان شخصاً منبوذاً» قبل الاتفاق حول السلاح الكيماوي السوري، و «تحوّل إلى شريك» بعده، مضيفاً «إلا أن بشّار لم يسقط ابدا… ومهما يقول الناس، فهو لم تساوره الشكوك على الاطلاق، لا لجهة ما يحق له، ولا لقدرته على حسم الأمور لصالحه». وأتى التصريح الأخير رداً على سؤال حول ما اذا كان الاتفاق الروسي – الاميركي حول نزع الترسانة الكيماوية السورية الذي تم التوصل اليه في ايلول (سبتمبر) بعد تهديد بضربة عسكرية اميركية، قد ادى الى تعويم الأسد.

وأبدى الابراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف – 2». وقال إن المؤتمر المزمع عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) «هو بداية مسار. نأمل في ان تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية. لا يجب ان تكون لدينا أوهام: لن يحضر الجميع. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب أن تشمل اكبر عدد ممكن».

واعتبر أن «ما يهدد سورية ليس تقسيم البلاد. الخطر الحقيقي الذي يواجه هذا البلد هو نوع من الصوملة، يكون اطول واعمق مما رأيناه في الصومال».

الابراهيمي: السوريون وحدهم يقررون مستقبل سورية

دمشق – أ ف ب

اكد الموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي في اليوم الاول من اتصالاته في دمشق، التي وصلها امس ان “السوريين هم الذين سيحددون المرحلة الانتقالية” في بلادهم.

وكان الابراهيمي يوضح كلاماً ادلى به الى مجلة “جون افريك” الفرنسية ونشر الاثنين وجاء فيه ان “الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو سورية الجديدة” من دون ان يقودها بنفسه.

وقال الابراهيمي لصحافيين في الفندق، الذي ينزل فيه وسط العاصمة السورية، “الكلام الذي اقوله دائما هو اننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف اساسا لقاء بين الاطراف السورية، والاطراف السورية هي التي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس انا”.

واكتفى الابراهيمي بهذا التصريح من دون ان يرد على اسئلة الصحافيين.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات اثر زيارة الابراهيمي في كانون الاول/ديسمبر 2012 الى دمشق، ان الرئيس الاسد أنهى اجتماعا بينه وبين الابراهيمي بعدما “تجرأ” موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة على سؤاله عن مسألة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية العام 2014.

وقال الاسد في مقابلة تلفزيونية في 21 تشرين الاول/اكتوبر ان الابراهيمي “حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، طبعاً كان جوابي واضحاً، هذا الموضوع موضوع سوري غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري”.

وزير سوري: هناك تفكير اميركي جدي بفتح قنوات مع الأسد

دمشق – ا ف ب

اعرب وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر عن اعتقاده بوجود “تفكير جدي” لدى الولايات المتحدة بـ”فتح قنوات” مع دمشق، مشيراً الى ان “البحث في هذا الموضوع يبقى سابقاً لأوانه طالما لم يتوقف الدعم الاميركي للمعارضة”.

وكان حيدر يتحدث بعد لقائه الموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي في دمشق، بصفته احد اعضاء “الائتلاف السوري لقوى التغيير” الذي يضم عدداً من الاحزاب المعارضة في الداخل والممثلة في الحكومة.

وقال حيدر تعليقا على ما تناقلته وسائل الاعلام عن اجتماع عقد في جنيف بين مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية ونائب رئيس الوزراء قدري جميل، احد اركان معارضة الداخل، “أظن ان واشنطن تفكر جدياً بفتح قنوات مع سورية. ولكن من المبكر التكلم عن ذلك وخصوصاً ان اميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والاعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب”.

واضاف “نتمنى ان يكون التغيير في الموقف الاميركي حقيقياً لا شكلياً”.

من جهة ثانية، اعتبر حيدر ان “هناك حاجة للذهاب الى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني”.

واضاف “من يضع شروطاً مسبقة لا يريد الذهاب الى عملية سياسية”، في اشارة الى اشتراط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان يتمحور اي حوار حول حصول عملية انتقالية ديموقراطية في سورية.

وعن تصريحات الابراهيمي بوجوب مشاركة المعارضة بوفد موحد في جنيف، قال حيدر “لا يمكن توحيد المعارضة من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لاننا نختلف اختلافا جذريا بالطرح”، واصفا فكرة توحيد المعارضة بـ”الخيالية”.

وكرر “لن نذهب تحت مظلة الائتلاف حتى لو لزم الا نشارك في جنيف”.

مقاتلون اكراد يتقدمون على الجهاديين في الحسكة السورية

بيروت – ا ف ب

احرز المقاتلون الاكراد في محافظة الحسكة شمال شرق سورية مزيداً من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام، التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا اسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان “مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي سيطروا على قرى صفا وكرهوك واليوسفية وجنيبية وأبو حجر والمناطق المحيطة بها، إضافة الى نقاط اخرى لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة و”جبهة النصرة” في ريف ناحية الجوادية، وسط استمرار الاشتباكات بشكل متقطع بين الطرفين”.

وعلى بعد عشرات الكيلومترات في المنطقة ذاتها، افاد المرصد عن تسليم “قائد لواء التوحيد والجهاد التابع للجيش الحر أسلحة اللواء المقاتل الذي يقوده، والتي تتألف من دبابة وراجمتي صواريخ وسيارات رباعية الدفع مثبت عليها رشاشات ثقيلة ومدفع ميداني ومدافع هاون وغيرها، الى وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الجوادية (جل آغا)”.

واشار الى ان هذه العملية تمت بعد “محاصرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي اللواء في ريف ناحية الجوادية”.

وكان المقاتلون الاكراد سيطروا قبل ايام على بلدة اليعربية (تل كوجر) ومعبرها مع الحدود العراقية بمساعدة عشائر عربية في المنطقة.

على صعيد آخر، قال المرصد ان “مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وحركة أحرار الشام الإسلامية “اعتقلوا 72 رجلا من بلدة الشميطية في محافظة دير الزور (شرق)، بينهم مهنا فيصل الفياض، أحد شيوخ عشيرة البوسرايا وعضو مجلس الشعب السوري، وذلك عقب اشتباكات دارت بينهم ومسلحين من العشيرة”.

وتتواصل على خط آخر المعارك بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في المعارضة المسلحة في مناطق عدة من سورية.

ونفذ الطيران الحربي السوري اليوم غارات عدة على مناطق في حلب والرقة (شمال) ودرعا (جنوب) وريف دمشق.

الإبرهيمي يطلب “مرونة” من الأسد / خبراء الأسلحة لم يتمكّنوا من دخول موقعَين

نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات

أفاد مصدر دولي أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على استقبال الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الذي فوض اليه المفاوضون الأميركيون والروس السعي الى عقد مؤتمر جنيف – 2 الشهر المقبل، بينما استدعت الرياض المندوب السعودي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير عبد الله بن يحيى المعلمي للتشاور، في ظل تمنيات متزايدة على قيادة المملكة ان تعيد النظر في اعتذارها عن احتلال المقعد غير الدائم الذي انتخبت له في مجلس الأمن.

وعلمت “النهار” من مصدر في نيويورك أن “السلطات السعودية لم تجب حتى عن الرسائل الألكترونية التي وجهها الابرهيمي ومعاونوه لطلب زيارة المملكة”، وأن “المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة أبلغوا الممثل الخاص المشترك أن التضارب في المواعيد وبرنامج سفر وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حالا دون ترتيب زيارة الابرهيمي لأبو ظبي”.

وكشف المصدر أن “الإجتماعات التي عقدها الإبرهيمي مع المسؤولين الأتراك اتسمت بالتوتر، وكانت سلبية”، لكنه لم يوضح السبب. وفي المقابل، “وافق الأسد بشروط” على استقبال الإبرهيمي الذي يرتقب أن “يطلب من الرئيس السوري ابداء مرونة لتسهيل عقد مؤتمر جنيف وتكليف وفد مفاوض يحظى بصلاحيات اتخاذ القرار”.

ورسم ديبلوماسي مطلع صورة قاتمة عن حركة الإبرهيمي. بيد أنه لاحظ أن “ثمة إصراراً واضحاً من الولايات والمتحدة وروسيا على عقد مؤتمر جنيف”، في مؤشر إضافي لـ”صمود” الإتفاق الأميركي – الروسي في هذا الشأن. وإذ أبدى “تفهماً لاستياء البعض مما في هذا الإتفاق”، توقع أن يصدر وزراء الخارجية العرب بعد اجتماعهم الطارىء الأحد المقبل في القاهرة بياناً “يشجع المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر جنيف على قاعد بيان لندن” لنواة مجموعة “أصدقاء الشعب السوري”. وأشار الى “امكان” بيان “يحترم قرار السعودية في شأن مقعد مجلس الأمن” لكنه “يتمنى عليها اعادة النظر في التخلي عنه”. وعقدت المجموعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في الأمم المتحدة اجتماعاً أصدرت على أثره بياناً أكدت فيه أنها “تحترم وتتفهم موقف المملكة” في شأن عضوية مجلس الأمن، مضيفة أنها “تشاطرها الإستياء لعجز مجلس الأمن عن الوفاء بالتزاماته ومسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية”. وتمنت على المملكة “مواصلة دورها الفعال والمحوري في مجلس الأمن باعتبارها خير من يمثل الأمتين العربية والإسلامية في هذه المرحلة المهمة والحساسة في منطقة الشرق الأوسط”، مشيدة بـ”الدور المبدئي والشجاع الذي تقوم به المملكة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في مجلس الأمن”. وشددت على التزام بيان وزارة الخارجية السعودية في شأن مقعد مجلس الأمن، بينما عد المندوب السعودي بـ”نقل رغبة المجموعة وتمنياتها الى القيادة الرشيدة في المملكة”.

الابرهيمي

وكان الابرهيمي وصل قرابة الساعة 13:15 (11:15 بتوقيت غرينيتش) الى فندق “شيراتون” بوسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي انصرف بعد دقائق قليلة. ولم يدل اي منهما بتصريح. وهو كان وصل في وقت سابق الى مطار بيروت الدولي آتياً من طهران، وانتقل منه براً الى دمشق، في زيارة هي الاولى له منذ قرابة سنة.

وفي مقابلة نشرتها مجلة “جون افريك” الاسبوعية الفرنسية، رأى الابرهيمي ان الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة” من غير ان يقودها بنفسه. وقال: “علمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة (في اشارة الى النزاع السوري) لا يمكن العودة الى الوراء. الرئيس الاسد يمكنه اذاً ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ الأسد) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة”.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” عن تفجير مقر لـ”حزب الله” في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق، مشيرة الى ان الانفجار ادى الى مقتل وجرح العشرات. لكن مراسل قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها قال ان المبنى الذي استهدف كان خالياً.

على صعيد آخر، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون في تقرير لمجلس الامن، ان سوريا احترمت المهلة المحددة بالاول من تشرين الثاني لتدمير قدراتها على انتاج الاسلحة الكيميائية، على رغم ان مفتشي وكالة حظر الاسلحة الكيميائية لم يتمكنوا من زيارة كل المواقع. وأوضح ان مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية “اكدوا تدمير قدرات انتاج (المواد الكيميائية) وخلطها وتعبئتها في كل المواقع” التي زاروها. وكانت المنظمة قالت في وقت سابق ان مفتشيها انهوا عمليات التحقق في 21 موقعا من 23 وتعذر عليهم زيارة موقعين لدواع امنية.

ضغط أميركي على «الائتلاف» وانتقاد روسي لممولي مسلحي سوريا

إشارات انفتاح غربي على المعارضة الداخلية

محمد بلوط

مشاورات سورية أخيرة للمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، قبل تحديد موعد نهائي لمؤتمر «جنيف 2» الأسبوع المقبل.

ومن المنتظر الإعلان عن لقاء بين الوسيط الدولي وبين الرئيس بشار الأسد، بعد أن يستكمل الإبراهيمي لقاءاته الشامية الأولى مع أقطاب المعارضة الداخلية، من «هيئة التنسيق» التي تبدأ اليوم، ووزير الخارجية وليد المعلم، ورئيس «تيار بناء الدولة» المعارض لؤي حسين.

ومن المنتظر أن يقيم الإبراهيمي في «الشيراتون» الدمشقي حتى نهاية الأسبوع قبل ان يعود إلى مواعيد لبنانية طلبها السبت المقبل.

ومهد الإبراهيمي الطريق لعودته الدمشقية بالرجوع عن بعض المواقف التي أدت إلى توتير العلاقات مع الرئاسة السورية، واتهامه بالخروج عن موقعه الحيادي المفترض كوسيط، ومقاطعته منذ كانون الأول من العام الماضي. وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع مجلة «جون افريك» الفرنسية نشرت أمس، إن «الكثير من المحيطين بالرئيس الأسد يرون في ترشحه إلى الانتخابات المقبلة أمرا حتميا، وهو يرى الأمر حقا بديهيا».

وتتضافر مناورات ديبلوماسية، أميركية وعربية، لرفع العقبات عن الطريق إلى جنيف، بموازاة المحطة السورية الأخيرة للأخضر الإبراهيمي. وذهب الأميركيون، وبعض الأوروبيين في الأيام الأخيرة بعيدا في الضغط على «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لإسقاط اعتراضه «السعودي» على الذهاب إلى مفاوضات مع النظام.

ويقول مصدر ديبلوماسي غربي إن السفير الأميركي روبرت فورد هدد قادة «الائتلاف»، خلال اجتماع اسطنبول الأسبوع الماضي، بالعمل على حله إذا ما واصل «الائتلاف» رفضه الذهاب إلى جنيف. وقال المصدر إن فورد خاطب الائتلافيين بالقول إننا أنشأنا «المجلس الوطني» ثم قمنا بتهميشه، وقد «أنشأت الائتلاف» وأنا قادر على فرطه، وأنا من جاءكم بدعم المئة دولة واعترافها بكم.

ورغم أن الأميركيين لا يملكون ورقة أقوى من «الائتلاف» في المعارضة، فقد واصلوا مع الأوروبيين إرسال إشارات انفتاح على المعارضة الداخلية، وإعطاءها المزيد من الدور على حساب الائتلاف «المعاند» لحضور جنيف. ومن المنتظر أن يبدأ مبعوث من الاتحاد الأوروبي لقاءات مع قادة معارضة الداخل، فيما التقى مسؤول في الشؤون الخارجية الأوروبية للمرة الأولى معارضا سوريا بارزا في باريس.

وللمرة الأولى أيضا تعرض الخارجية الفرنسية لقاء رفيع المستوى مع احد وجوه المعارضة الداخلية السورية، التي أقصيت عن جميع اللقاءات معها، لفتح قناة اتصال معها في مواجهة استعصاء «الائتلاف»، واعتبار جنيف أمرا محسوما.

وفي الاتجاه نفسه، كان السفير الأميركي روبرت فورد وفريق من معاونيه في الخارجية الأميركية قد وافق على لقاء نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل وعضو «الجبهة الشعبية للتغيير السلمي» المعارضة وعُقد لقاء السبت الماضي في جنيف بعد أن رفضت عاصمة أوروبية أخرى استضافة اللقاء، بسبب العقوبات التي تفرضها على أعضاء الحكومة السورية. ويخطو الأميركيون بغض النظر عن نتائج الاجتماع، خطوة مهمة للتقارب مع احد أركان الحكومة السورية، للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة، ما يشكل اختراقا نسبيا، يسقط التحريم المفروض على اللقاء مع أعضاء من الحكومة السورية.

ويعبر اللقاء عن سعي الأميركيين الحثيث إلى عقد لقاء جنيف في موعده الأخير المعلن في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من تشرين الثاني المقبل. ويشكل انعقاد المؤتمر في موعده جزءا من المقايضة الأميركية – الروسية التي تمضي قدما، بإقناع الأميركيين للمعارضة المقربة منهم في «الائتلاف» بالذهاب إلى جنيف لقاء تسهيل الروس صفقة الكيميائي السوري وانتزاع موافقة دمشق على تدميره.

وقال مصدر سوري إن قدري جميل، الذي وصل من موسكو، استطاع لقاء الأميركيين بعد ان وضع نفسه في إجازة من منصبه، فيما رفضت دمشق مشاركة وزير آخر، لم يستطع السفر إلى جنيف. وكان الأميركيون قد رفضوا في البداية أن يخرج اللقاء إلى وسائل الإعلام قبل ان يعودوا ويوافقوا بالأمس. ومن المنتظر أن يعود قدري جميل إلى لقاء ثان في جنيف في الرابع من تشرين الثاني المقبل.

واختبر نائب رئيس الوزراء السوري، المجاز حاليا من منصبه، قدرته على التواصل مع الأميركيين وإقناعهم بالموافقة على ضمه إلى وفد المعارضة، أو تحييد اعتراضهم على مشاركته في تحديد مستقبل سوريا، بعد أن ضمن دعم الجانب الروسي. ويقول مصدر سوري معارض إن الأميركيين، الذي يبحثون عن ثغرة في الحلقة الأولى للنظام السوري، لم يوافقوا على طلبه، وإنهم يفضلون حضوره في الوفد الحكومي. وقال مصدر إن الوفد الذي يطمح اليه الأميركيون قد يتألف من 20 عضوا، نصفه من الائتلافيين وبرئاستهم، فيما تبعث «هيئة التنسيق» بثلاثة أعضاء، و«تيار الدولة» بعضوين منها، وثلاثة من الأكراد، ومعاذ الخطيب، ويغيب العسكر عن أي تمثيل.

من جهة ثانية، أعلنت الجامعة العربية أن وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة الأحد المقبل لبحث موضوع «جنيف 2». (تفاصيل صفحة 12)

وأعرب مصدر ديبلوماسي خليجي، في القاهرة لوكالة «رويترز»، عن إحباطه من أن الإبراهيمي لم يكن صلبا. وقال: «كنت آمل أن يكون الإبراهيمي مقداما ويقول انه لا يوجد أي حل غير رحيل الأسد، لان رحيل الأسد عن السلطة ومحاكمته مع المسؤولين في النظام الذين قتلوا 100 ألف سوري هما الحل الوحيد للأزمة السورية». وقال مسؤول تركي رفيع المستوى إن الإبراهيمي لم يَسعَ من اجل اي اتفاق خلال جولته الاقليمية، والتزم «اسلوب الاستماع والمشاهدة» تاركا التفاوض النشط لموسكو وواشنطن.

وردا على تهديد 19 مجموعة مسلحة بعدم المشاركة في «جنيف 2»، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه «من المشين أن يباشر بعض هذه المنظمات المتطرفة الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا بإطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الأولى». وأضاف: «هذه التهديدات موجهة إلى الذين سيتجرأون على الذهاب إلى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة».

وتابع لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني ليونيد كوجارا في مدينة روستوف الروسية، «حذروا من أن ممثلياتنا الديبلوماسية، وديبلوماسيينا في الخارج سيكونون أهدافا مشروعة. كل ذلك مشين وغير مقبول، ومسؤولية كل ذلك تقع على عاتق الذين يمولون ويسلحون هذه المجموعات المعارضة».

وأضاف لافروف: «إنها ليست دائما الدول نفسها، لكن لكل مجموعة معارضة من يحميها سواء في المنطقة أم في الخارج»، محذرا من أن «بعض الدول، التي يزداد نفوذها في الأزمة السورية، تعمل مباشرة لنسف أسس هذه المبادرة الروسية – الأميركية».

ولاحظ لافروف أن المعارضة «تتفتت مجموعات مختلفة». وقال إن «فرقا مقاتلة كانت في السابق في التحالف الوطني بدأت تتخلى عن التعاون معه، وتعلن انها لم تقسم له يمين الولاء. وتقول مجموعة كاملة من التنظيمات الصغيرة صراحة إنها قريبة من القاعدة وإنها تتحرك بناء على أوامرها»، داعيا «الذين يؤثرون في المعارضة إلى التدخل سريعا» لحل مسألة المؤتمر.

اشتباكات قرب رأس العين…ومسلحون يخطفون نائباً

الجيش السوري يستعيد بلدة صدد

طارق العبد

استعادت القوات السورية بلدة صدد التاريخية في ريف حمص بعد ايام على دخول مسلحين اليها، بينهم عناصر تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة»، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها، بينما خطف مسلحون اسلاميون نائبا سوريا في دير الزور.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، عن مصدر مسؤول قوله إن «قواتنا أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة صدد في ريف حمص». وكان مسلحون دخلوا مطلع الأسبوع الماضي لأجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين القريبة منها، حيث تحدثت مصادر المعارضة عن مخازن أسلحة وذخيرة تكفي للسيطرة على كامل الأراضي السورية، لكن معارك ضارية دارت أفضت لسيطرة القوات السورية على غالبية المنطقة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، ان «القوات السورية سيطرت على صدد بعد انسحاب المقاتلين منها في اتجاه مهين»، مشيرا إلى ان الاشتباكات في مهين «لا تزال مستمرة، وتشارك في المعركة جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والكتيبة الخضراء، التي تعرف باسم كتيبة الاستشهاديين، وكتيبة مغاوير بابا عمرو وغيرها».

أما في قلب مدينة حمص فلا تزال القوات السورية تفرض طوقاً حول حي الوعر بسبب انتشار عشرات الكتائب المسلحة في المنطقة المتصلة من جهة بالريف الشمالي لحمص، وخاصة الرستن وتلبيسة، ومن جهة أخرى عبر حي جورة القرابيص بالمناطق المحاصرة أو ما يعرف بحمص القديمة، كما يمر به الطريق الدولي بين حمص وطرطوس حيث يشهد الدخول للوعر وكذلك الخروج منه إجراءات أمنية مشددة، تقول مصادر المعارضة انها بمثابة تمهيد لشن عملية عسكرية واسعة على المنطقة التي يطل عليها المستشفى العسكري والكلية الحربية.

والمشهد ذاته يتكرر في مدخل دمشق الغربي، وخاصة في وادي بردى، حيث تشهد بلدات الوادي نزوحاً كثيفاً للأهالي باتجاه المناطق المجاورة، وخاصة ضاحية قدسيا ووسط العاصمة. وتشير «تنسيقيات الوادي» إلى ان عملية النزوح تضاعفت اثر الانفجار الذي شهدته المنطقة عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات في عدة شوارع وسط المدينة ومطارها. وأشارت قناة «الميادين» إلى مقتل «قائد للمسلحين» الذين يواصلون محاولاتهم للسيطرة على المنطقة. وتحدثت مصادر ميدانية عن قيام مسلحين من «حركة أحرار الشام» الإسلامية باحتجاز عضو مجلس الشعب مهنا فيصل الفياض، حيث ذكرت «تنسيقيات المعارضة» إن المسلحين تقدموا باتجاه بلدة الشميطية لتدور اشتباكات مع اللجان الشعبية والعشائرية قبل اسر الفياض الذي ينتمي لعشيرة البوسرايا. وأكدت «سانا» اختطاف الفياض.

إلى ذلك، تعيش محافظة درعا حملة قصف عنيف من قبل القوات السورية بعد التقدم الذي حققه المسلحون مؤخرا على عدة جبهات فيها. وأشار نشطاء المعارضة في حوران إلى أن «القصف يتركز على أحياء درعا البلد، بينما تدور معارك عنيفة بين القوات السورية والمسلحين في حي المنشية».

أما في ريف درعا فتشهد معظم بلدات وقرى الريف قصفا مكثفا، وخاصة في طفس التي تعتبر ذات موقع مهم للغاية، في وقت قامت فيه القوات السورية بتعزيز نقاطها على طريق الاوتوستراد الدولي دمشق – درعا.

وذكر «المرصد» ان مسلحين إسلاميين احرقوا كنيسة ارمنية في تل ابيض على الحدود مع تركيا.

وذكرت وكالة «فرات» الكردية ان اشتباكات ضارية تدور بين المسلحين الاكراد و«داعش» قرب بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، فيما نقلت قناة «الميادين» عن مصدر كردي قوله إن «20 مسلحاً من داعش قتلوا في اشتباكات مع مسلحين أكراد في محيط رأس العين» في الحسكة. واشار «المرصد» الى اشتباكات بين «عناصر الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وكتائب اخرى من جهة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة اخرى، اثر هجوم للجهاديين على حواجز للمقاتلين الاكراد في تل حلف ومشرافة وأصفر نجار».

وقالت مصادر طبية تركية ان رجلا قتل، واصيبت ابنته، في سقوط قذيفة هاون على منزله في جيلان بينار الحدودية مع رأس العين السورية التي تشهد معارك بين مقاتلين اكراد واسلاميين. وشاهد مراسل «فرانس برس» 20 مقاتلة تركية من طراز «اف 16 « تقلع من قاعدة ديار بكر وتعبر الحدود السورية بعد الحادث.

غليون: النظام استقدم طيارين من كوريا.. واسلاميون يخطفون عضوا بمجلس الشعب

الابراهيمي: الاسد يمكن ان يساهم بالمرحلة الانتقالية دون ان يقودها واسباب امنية تمنع المفتشين من الوصول لموقعين كيماويين

عواصم ـ وكالات: اعتبر الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي ان الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو ‘سورية الجديدة’ من دون ان يقودها بنفسه، وذلك في مقابلة نشرتها امس الاثنين مجلة فرنسية.

وقال الابراهيمي ان ‘الكثير من المحيطين به (الاسد) يرون في ترشحه (لولاية جديدة في العام 2014) أمرا محتما. هو يرى الامر حقا مكتسبا (…) انه يرغب بالتأكيد في انهاء ولايته الحالية’، وذلك في مقابلة اجريت معه في باريس ونشرها الموقع الالكتروني لمجلة ‘جون افريق’ الاسبوعية.

اضاف الابراهيمي ‘علمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة (في اشارة الى النزاع السوري) لا يمكن العودة الى الوراء. الرئيس الاسد يمكنه اذا ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سورية الماضي، وهي سورية والده (الرئيس الراحل حافظ) ، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة’.

واعتبر الدبلوماسي الجزائري الذي وصل امس الاثنين الى دمشق ضمن جولة اقليمية في محاولة لجمع توافق حول مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة المستمرة منذ 31 شهرا، ان الرئيس السوري ‘كان شخصا منبوذا’ قبل الاتفاق حول السلاح الكيميائي السوري،’وتحول الى شريك’ بعده، مضيفا ‘الا ان بشار لم يسقط ابدا (…) ومهما يقول الناس، فهو لم تساوره الشكوك على الاطلاق، لا لجهة ما يحق له، ولا لقدرته على حسم الامور لصالحه’.

وأتى التصريح الاخير ردا على سؤال حول ما اذا كان الاتفاق الروسي الامريكي حول نزع الترسانة الكيميائية السورية الذي تم التوصل اليه في ايلول/سبتمبر بعد تهديد بضربة عسكرية امريكية، قد ادى الى تعويم الأسد. وأبدى الابراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2.

وقال ان المؤتمر المزمع عقد في تشرين الثاني/نوفمبر ‘هو بداية مسار. نأمل في ان تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية. لا يجب ان تكون لدينا اوهام: لن يحضر الجميع. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب ان تشمل اكبر عدد ممكن’.

الى ذلك قالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية امس الاثنين ان أسبابا أمنية منعت مفتشيها من الوصول الى اثنين من 23 موقعا أعلنت عنها سورية في اطار اتفاق لتدمير ترسانتها من المواد السامة.

وقالت المنظمة التي فازت بجائزة نوبل للسلام هذا الشهر في بيان ‘الموقعان المتبقيان لم تتم زيارتهما لاسباب أمنية.’

وزيارة المواقع تنطوي على مخاطر بالغة على المفتشين مع استمرار القتال في الحرب الاهلية التي بدأت منذ أكثر من عامين ونصف العام وقتل فيها أكثر من 100 الف شخص.

وقال البيان ‘ستستمر جهود البعثة المشتركة (مع الامم المتحدة) لضمان الظروف الضرورية للدخول الامن الى هذين الموقعين.’

ولم تذكر المنظمة مكان الموقعين لكن مسؤولا تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه قال ‘أحدهما موقع خال والاخر ليس على تلك الدرجة من الاهمية.’

الى ذلك خطف مقاتلون اسلاميون متشددون بينهم جهاديون مرتبطون بالقاعدة، احد اعضاء مجلس الشعب السوري وشيخ عشيرة بارزة في دير الزور (شرق) مساء الاحد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان ‘مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطة بالقاعدة) وحركة احرار الشام الاسلامية اعتقلوا عضو مجلس الشعب السوري وأحد شيوخ عشائر البوسرايا مهنا فيصل الفياض، وذلك إثر اشتباكات في داخل بلدة الشميطية’ في محافظة دير الزور.

واشار الى ان عملية الخطف اتت اثر اشتباكات خلال اليومين الماضيين بين مقاتلي ‘احرار الشام’ ومسلحين من العشيرة في البلدة ومحيطها.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الفياض، وهو سني موال لنظام الرئيس بشار الاسد، يعد ‘من الشخصيات المهمة في المحافظة’، مشيرا الى ان التوتر في البلدة بدأ ‘بعدما استهدفت القوات النظامية قبل يومين رتلا لاحرار الشام في الطريق الى الشميطية’.

من جهة اخرى قال المعارض السوري البارز عضو ‘الائتلاف الوطني’ برهان غليون إن النظام السوري استقدم طيارين من كوريا الشمالية لقيادة المروحيات العسكرية في العمليات التي تخوضها قوات النظام ضد قوات المعارضة السورية.

وكتب غليون امس الاثنين على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’، ‘رئيس النظام السوري بشار الأسد بدأ يستقدم طيارين كوريين لقيادة الحوامات الهجومية.. بعد أن فقد الثقة بطياريه’.

الابراهيمي يؤكد أن السوريين سيقررون مستقبل بلدهم

دمشق- (ا ف ب): أكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي في اليوم الاول من اتصالاته في دمشق التي وصلها الاثنين ان السوريين هم الذين “سيحددون المرحلة الانتقالية” في بلادهم.

وكان الابراهيمي يوضح كلاما ادلى به الى مجلة (جون افريك) الفرنسية ونشر الاثنين وجاء فيه ان الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة” من دون ان يقودها بنفسه.

وقال الابراهيمي لصحافيين في الفندق الذي ينزل فيه وسط العاصمة السورية، “الكلام الذي اقوله دائما هو اننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف اساسا لقاء بين الاطراف السورية، والاطراف السورية هي التي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس انا”.

واكتفى الابراهيمي بهذا التصريح من دون ان يرد على اسئلة الصحافيين.

وكان صرح لمجلة “جون افريك” ان “التاريخ يعلمنا انه بعد أزمة مماثلة، لا يمكن العودة الى الوراء. الرئيس الاسد يمكنه اذا ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس حافظ الاسد) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة”.

وتابع ان “الكثير من المحيطين به يرون في ترشحه (لولاية رئاسية جديدة في العام 2014) أمرا محتما. هو يرى الامر حقا مكتسبا (…) انه يرغب بالتأكيد في انهاء ولايته الحالية”.

وهي الزيارة الاولى للابراهيمي بعد نحو سنة من الانقطاع عن سوريا.

وذكرت صحيفة (الوطن) السورية القريبة من السلطات اثر زيارة الابراهيمي في كانون الاول/ ديسمبر 2012 إلى دمشق، ان الرئيس الاسد أنهى اجتماعا بينه وبين الابراهيمي بعدما “تجرأ” موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة على سؤاله عن مسالة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية العام 2014.

وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية في 21 تشرين الاول/ اكتوبر ان الابراهيمي “حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، (…) طبعاً كان جوابي واضحاً، هذا الموضوع موضوع سوري غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري”.

وفي حين يشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان تتمحور اي مفاوضات حول مرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا تستثني الاسد، يرفض النظام اي تطرق الى هذا الامر.

والتقى الابراهيمي الثلاثاء شخصيات من المعارضة السورية في الداخل التي يشارك ممثلون عنها في الحكومة السورية.

وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر من هذه الشخصيات ان هناك حاجة “للذهاب الى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني”.

واضاف “من يضع شروطا مسبقة لا يريد الذهاب الى عملية سياسية”.

واضاف “لا يمكن توحيد المعارضة (…). من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لاننا نختلف اختلافا جذريا بالطرح”، واصفا فكرة توحيد المعارضة ب”الخيالية”.

على صعيد آخر، قال حيدر “أظن ان واشنطن تفكر جديا بفتح قنوات مع سوريا. لكن من المبكر التكلم عن ذلك وخصوصا ان اميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والاعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب”.

واضاف “نتمنى ان يكون التغيير في الموقف الاميركي حقيقيا لا شكليا”.

وتاتي زيارة الابراهيمي الى دمشق من ضمن جولة اقليمية شملت دولا عدة ابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف الى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف-2 لايجاد حل للازمة السورية، وذلك غداة تحذيره من “صوملة” تهدد البلاد في حال استمرار النزاع العسكري.

ومن معارضة الداخل، التقى الابراهيمي ايضا وفدا من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، وزاره في الفندق بشكل خاطف نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد.

ميدانيا، حقق المقاتلون الاكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا ليل الاثنين الثلاثاء مزيدا من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا اسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتتواصل على خط آخر المعارك بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في المعارضة المسلحة في مناطق عدة من سوريا.

ونفذ الطيران الحربي السوري اليوم غارات عدة على مناطق في حلب والرقة (شمال) ودرعا (جنوب) وريف دمشق.

وعلى صعيد تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان سوريا احترمت المهلة المحددة بالاول من تشرين الثاني/ نوفمبر لتدمير تجهيزاتها المخصصة لانتاج الاسلحة الكيميائية.

واكد بان في تقرير الى مجلس الامن ان مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية “اكدوا تدمير تجهيزات انتاج (المواد الكيميائية) وخلطها وتعبئتها في كافة المواقع″ التي زاروها.

وكانت المنظمة قالت في وقت سابق ان مفتشيها انهوا عمليات التحقق في 21 موقعا من 23 وتعذر عليهم زيارة موقعين لدواع أمنية.

مكاسب للمقاتلين الأكراد على حساب إسلاميين في سورية والأحزاب الكردية تؤكد المشاركة بجنيف2

دمشق- اربيل- (د ب أ)- الأناضول: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ميليشيات كردية سيطرت على عدة قرى في محافظة الحسكة شمال شرق سورية بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيمات أصولية كانت تسيطر عليها.

وذكر المرصد في بيان صادر عنه الثلاثاء تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن مقاتلي (وحدات حماية الشعب الكردي) سيطروا على قرى صفا وكرهوك واليوسفية وجنيبية وأبو حجر في ريف محافظة الحسكة بعد اشتباكات مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وحلفائها.

وأضاف المرصد أن المقاتلين الأكراد سيطروا على نقاط أخرى في ريف ناحية “الجوادية” بالحسكة وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين.

وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام على عدة قرى كردية في ريف محافظة حلب في الأيام الأخيرة.

وأوضح المرصد أن اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري اندلعت على أكثر من محور في البلاد وسط قصف قوات النظام لعشرات المدن والبلدات والقرى السورية.

وذكر المرصد أن اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام دارت في حي “الرشدية” في دير الزور ومحيط “الجامع الأموي” في المدينة القديمة بحلب وبلدة “المليحة” وبالقرب من “صحنايا” بريف دمشق.

وأضاف أن الاشتباكات امتدت إلى حي “الوعر” بمدينة حمص ومدينة “الطبقة” في محافظة الرقة وحي “برزة” بضواحي دمشق وحي “المنشية” بمدينة درعا ومدينة “انخل” بريف درعا.

وأشار المرصد إلى أن قوات المعارضة استهدفت (اللواء 52) في ريف درعا ومطار (كويرس العسكري) في ريف حلب وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام.

وفي سياق متصل، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري قصفت بلدة “بقرص” وعدة قرى في ريف دير الزور وبلدات “رسم عبود” و”دير حافر” و”عندان” في ريف حلب وأحياء “طريق الباب” و”الأشرفية” و”مساكن هنانو” في مدينة حلب.

وشمل القصف أيضا عدة أحياء في مدينة درعا وبلدة “داعل” في ريف درعا ومدن وبلدات داريا ودوما ورنكوس ويبرود ومخيم خان الشيح ومنطقة ريما بريف دمشق وحيي جوبر والقابون بضواحي دمشق.

وشمل القصف أيضا مدينة الطبقة في محافظة الرقة وقريتي نحليا ومعرشمشة وبلدة قميناس في ريف إدلب وبلدة قلعة الحصن في ريف حمص، وقرى في ناحية الحمرا بريف حماة، بينما سقطت عدة قذائف هاون في ضاحية الأسد والقصاع وضاحية جرمانا الواقعة تحت سيطرة النظام السوري في دمشق وريفها.

ومن جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردي السوري “نوري بريمو” أنَّ حزبه سيشارك في مؤتمر جنيف2 في حال انضوت كل تكتلات المعارضة تحت سقف الائتلاف السوري، أما في حال شاركت تكتلات المعارضة بشكل مستقل فإن الأكراد سيشاركون في المؤتمر بشكل مستقل.

وأشار بريمو لمراسل الأناضول إلى صعوبة عقد مؤتمر جنيف2 لانعدام العوامل المساعدة بسبب كثرة القتل والدمار و”الاقتتال السني العلوي”، وأوضح بريمو أنه على الرغم من تأخر المعارضة السورية في قبول الأكراد فإن التفاهم قد تم معها على أنَّ “بناء سوريا الجديدة لن يكون دون الأكراد”.

وقال بريمو إن الإعلام المقرب من إيران وسوريا ولبنان وحزب العمال (PKK)، يعمل على نشر دعاية إعلامية كاذبة عن جبهة النصرة، بأنها تقوم بذبح الأكراد في سوريا، الأمر الذي دفع عدد كبير من هؤلاء الأكراد إلى اللجوء لشمال العراق، والآن بدأوا بالعودة بعد أن تكشفت الحقيقة”.

ومن جانب آخر أكد رئيس “حزب أزادي” مصطفى جمعة على رغبة الأكراد في المشاركة بمؤتمر جنيف2 تحت سقف الائتلاف السوري والحديث باسم الأكراد تحت هذا السقف.

وأشار جمعة لمراسل الأناضول إلى أنه سيشرح وضع أكراد سوريا في مؤتمر جنيف2 قائلاً ” إنَّ أكراد سوريا لهم حقوقهم اللغوية والثقافية التاريخية فوق أرضهم”.

وحول المعارك التي تجري بين الأكراد وجبهة النصرة في شمال سوريا أكد جمعة إلى أنَّ المسؤول الأول هو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) بدعمه للنظام، مبيناً أنَّ تصرف الـ (PYD) المنفرد و وإصراره على القتال هو السبب وراء الاقتتال، مشيراً إلى إمكانية التفاوض مع العرب لوضع حد للاشتباكات في المناطق الكردية.

وحول موضوع توحيد الأحزاب الكردية الأربعة في سوريا في حزب واحد قال جمعة “اجتمعنا مراراً مع مسعود برزاني حول هذا الموضوع، وفي القريب سيعقد مؤتمر لتحقيق هذا المشروع، وسيكون اسم هذا الحزب حزب الديمقراطي الكردستاني (روجاوا)”.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأحزاب الكردية تمارس نشاطها السياسي في مدينة أربيل بإقليم شمال العراق.

الائتلاف السوري يرفض دعوة نصر الله للمشاركة في جنيف2

علاء وليد- الأناضول: رفض الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، دعوة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، المعارضة السورية لـ”اغتنام فرصة الحوار في جنيف2″، وحديثه بأن الحل في سوريا “لا يكون إلا سياسياً”.

وفي بيان أصدره، رداً على خطاب الأمين العام لحزب الله يوم الاثنين، قال فايز سارة عضو لجنة العلاقات الخارجية في الائتلاف، “إن كان نصر الله يؤمن فعلاً بأنه لا مكان للحل العسكري في سوريا، وأن الحل هو سياسي؛ فليسحب مقاتليه من الأراضي السورية، وليقم بخطوات عملية تثبت ذلك”، حسب تعبيره.

وقال نصر الله، خلال كلمة له عبر شاشة كبيرة بمناسبة احتفالية أقيمت في بيروت الاثنين، إن الحل الوحيد للأزمة السورية، المستمرة منذ آذار/ مارس 2011 ، لا يكون إلا سياسيا ودون أي شروط مسبقة، داعياً معارضي النظام السوري إلى اغتنام فرصة الحوار في (جنيف 2) الذي يجري العمل على عقده.

ومؤتمر (جنيف 2) دعا إليه لأول مرة وزيرا خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف، في مايو/ أيار الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، ولا زال موعد انعقاده غامضاً.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أعلن في وقت سابق، أن (جنيف 2) سيعقد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وأن الترتيبات تُتخذ للإعداد لهذا المؤتمر، ولكن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي العربي المشترك إلي سوريا، والذي يقوم بجولة حالياً في المنطقة، لم يؤكد الموعد.

وأشار سارة إلى أنه كان من الأولى بنصر الله أن يلتفت إلى الموضوع اللبناني، بدلاً من الموضوع السوري، ففي لبنان “خراب سياسي” كبير، أحد مؤشراته عدم مقدرة الدولة على تشكيل حكومة، وهذا مثال لتعنت وتجاذبات الجماعات السياسية وفي مقدمتها حزب الله.

وبعد 5 أشهر على تكليفه بتشكيل الحكومة، بغالبية الأصوات النيابية (124 صوتاً من أصل 128)، فشل تمام سلام حتى اليوم في تشكيلها، جراء الخلاف بين قوى 8 آذار، التي يتزعمها حزب الله ، وبين 14 آذار، وهي قوى المعارضة حالياً، حول شكل الحكومة وبيانها الوزاري.

فبينما تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية، تريد 8 آذار حكومة سياسية يكون لها فيها “الثلث المعطّل”، أي أكثرية الأصوات التي تسمح لها بتعطيل تمرير قرار ما.

واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية أن نصر الله طرح نفسه كـ”جزء من نظام الأسد، وهو قد وضع نفسه في هذا المقام، عندما أرسل قواته للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد ضد الشعب السوري، وجعل من قواته قوات محتلة في سوريا، كما أنه انضم إلى فريق يقوم بجرائم ضد الإنسانية، وهذا ما تجسده معاركه في القصير وريف دمشق”.

وتتهم المعارضة السورية حزب الله بالقتال داخل الأراضي السورية، بجانب قوات الأسد، وبرزت هذه المشاركة خصوصاً في مدينة القصير بريف حمص وسط سوريا، والتي أعلن الجيش النظامي السوري مطلع يونيو/ حزيران الماضي سيطرته عليها، وكذلك في المعارك الدائرة في ريف دمشق (جنوب سوريا) خاصة في مدينة السيدة زينب التي تحوي مقاماً ينسب للسيدة زينب (حفيدة الرسول محمد خاتم الأنبياء)، والذي كان يزوره آلاف الزوار الشيعة، قبيل اندلاع الثورة السورية.

هيثم المالح: تعرضت لمضايقة ‘مقصودة’ في مطار القاهرة

القاهرة ـ الاناضول: قال المعارض السوري هيثم’المالح’(82 عاما)، رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إنه تعرض لما وصفها بـ ‘المضايقة المقصودة’ في مطار القاهرة الدولي، وهو ما نفاه مسؤول أمني بالمطار في وقت لاحق.

وفي تصريحات خاصة لوكالة ‘الأناضول’، أوضح’المالح، أنه كان عائدا للعاصمة المصرية، الإثنين، من جولة خارجية مع رئيس الائتلاف أحمد عاصي الجربا شملت عدة دول، ففوجىء في مطار القاهرة’بمعاملة ‘غير لائقة’، رغم أنه يحمل تأشيرة دخول وجواز سفر لم ينته’بعد.

ولم يستطع′المالح’معرفة الدوافع التي تقف خلف هذا التصرف، مضيفا ‘الضابط أمسك بجواز السفر وأخذ يتنقل به من غرفة لأخرى لمدة ساعة دون أن يوضح لي الأسباب التي تدفعه لذلك، بل إنه قال لي نحن نريد أن نعيدك لسورية حتى لا تأتي مره أخرى’.

وفي المقابل، قال مصدر أمني بمطار القاهرة إن ما حدث مع المالح ‘إجراء أمني طبيعي يتم مع من يشتبه بهم في المطار’، مشيرا إلى أنه عقب وصوله إلى القاهرة – قادما من لندن -’قام الضابط المختص’بالتحري’عنه في عدد من الجهات الأمنية لمعرفه موقفه الأمني.

وأوضح أن تلك الإجراءات استغرقت بعض’الوقت، وهو ما تسبب في ‘ضيق’ المالح، مشيرا إلى أنه ‘لم يتعرض لأذى أو معاملة قاسية’ولذلك تم السماح له بدخول البلاد بعد موافقة الجهات الأمنية’.

وعقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) الماضي، ومع فرض الإدارة المؤقتة في مصر شرط حصول السوريين الراغبين بالدخول إليها، لتأشيرات دخول وموافقات أمنية، وإعادة فتح السفارة السورية التابعة للنظام في القاهرة على المستوى القنصلي، ظهرت مخاوف من تزايد التطبيقات والاجراءات بحق مئات الآلاف من السوريين المقيمين في مصر، وأعضاء الائتلاف الذي يتخذ من القاهرة مقرا له.

وجاء القرار بعد اتهامات وادعاءات غير مثبتة بمشاركة سوريين اثنين في هجوم على مقر عسكري مصري، وحتى الآن لا توجد توضيحات حولهما، إلى جانب تقارير إعلامية عن مشاركة لاجئين سوريين بمصر في الاعتصامات والمظاهرات المؤيدة لمرسي، في وقت انتقدت فيه المعارضة السورية فرض ما اعتبرتها إجراءات عقابية على جميع السوريين بحجج اعتبروها ‘غير مقنعة’.

في المعضمية الاطفال يحلمون بالخبز.. وفي وادي خالد تحلم البنات بلباس دافىء والعائلات قلقة من حلول الشتاء

ابراهيم درويش

لندن – ‘القدس العربي’: مع حلول فصل الشتاء تركز معظم التقارير الصحافية على الكارثة الانسانية التي تواجه 5 ملايين سوري اجبرتهم الحرب على النزوح عن بيوتهم، اضافة لمعاناة ملايين اخرين اجبروا على الهجرة عن بلادهم.

وتقول منظمات الامم المتحدة ان السوريين في الداخل يعانون من الجوع ومن انتشار امراض مثل شلل الاطفال ومع ذلك لا يصل اليهم الا القليل مما يحتاجونه.

وتقدم قصص المهجرين صورا مثيرة عن الحالة التي تصفها منظمة الصحة العالمية بانها اسوأ كارثة انسانية.

فقد انتقدت فاليري اموس، مفوضة الامم المتحدة للشؤون الانسانية طرفي النزاع لفشلهما بالسماح وتحسين خطوط مرور الاغاثة للمحتاجين واصفة الوضع بانه ‘سباق مع الزمن’.

وزادت الازمة الشهر الماضي مع اكتشاف حالات شلل الاطفال، وبالاضافة للبوليو هناك حالات عن انتشار الحصبة والتهاب الكبد الوبائي. ومع الاخبار عن انتشار مرض شلل الاطفال البوليو’، فقد اعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطة عاجلة لتطعيم 2.5 مليون طفل سوري بعد اكتشاف حالات من المرض تظهر في سورية منذ 14 عاما.

وتقول المنظمة انها تنتظر نتائج الفحوص على حالات 22 طفلا ظهرت اعراض المرض عليهم في محافظة دير الزور.

ويقدر عدد الاطفال الذين لم يحصلوا على تطعيم بسبب الحرب بحوالي نصف مليون طفل. وقد ادى اكتشاف المرض الى حالة قلق بين العاملين الصحيين، ذلك انه لا يزال يمثل خطورة في الباكستان وافغانستان ونيجيريا.

وبدأ موظفون في وزارة الصحة السورية، ومنظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات المحلية مشروعا لتطعيم 2.5 مليون طفل ضد الحصبة والنكاف والحميراء (الحصبة الالمانية).

وكان مشروع تطعيم الاطفال مقررا الشهر القادم لكن عجل به بسبب اكتشاف الحالات في دير الزور.

يموتون جوعا

وبالاضافة للامراض يواجه السوريون مشاكل تتعلق بتوفر الطعام حيث تقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان معظم الاوضاع المزرية هي في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون، مثل ضواحي دمشق وحلب وحمص.

وفي هذه المناطق يقول الاطباء العاملون في المستشفيات الميدانية انهم وثقوا حالات عن وفاة بسبب الجوع.

وتنقل عن زهراء، الحامل في طفلها الرابع ان اولادها يحلمون بالخبز.

وتعيش زهراء في المعضمية التي تتعرض لحصار منذ اكثر من عام.وتقول ان ابنتيها تعانيان من مرض فقر الدم ونقص مادة الحديد.فالعائلة لا تتناول الا وجبة واحدة في اليوم وعادة ما تتكون من ما هو متوفر.

وتقول ان الامل هو الذي يبقيهم على الحياة وان الامور ستتحسن يوما ما.

ونقلت عن رشيد الوزان، احد الاطباء العاملين في مستشفى ميداني في المعضمية ان ستة اشخاص منهم اربعة اطفال ماتوا بسبب قلة الطعام. وتتوقع منظمة ‘اطباء بلا حدود’ انتشار الجوع وقلة التغذية في مناطق الشمال مع بداية فصل الشتاء حيث تتناقص المواد الغذائية.كما يهدد الفقر في التغذية مدينة حمص.ومن المطالب التي تطالب بها المعارضة قبل مؤتمر جنيف-2 هو فتح ممرات انسانية لمرور الاغاثة للمناطق المنكوبة.

ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله ‘يجب ان نشاهد تحسنا في الممرات الانسانية كوسيلة لبناء الثقة قبل الذهاب الى جنيف-2′.

في لبنان

في لبنان يظل السوريون مصدر قلق من ناحية المعادلة الديموغرافية والطائفية واقتصاد الحرب، فعلى الرغم من الكثير من قصص الكرم اللبناني ومساعداتهم للسوريين الا انهم يعتبرون للبعض مصدر ربح من ناحية الاجور العالية التي يطلبها اصحاب البيوت، ومن ناحية تجارة السلاح التي تعتبر مصدر دخل كبير للمهربين، فيما تقول تقارير ان زيادة الاتجار بالمخدرات مرتبطة بالحرب الاهلية في سورية، علاوة على الاضطرابات الطائفية المستمرة بين السنة والعلويين في مدينة طرابلس.

وفي تقرير نشرته صحيفة ‘اوبزيرفر’ يوم الاحد عن اوضاع السوريين في لبنان قالت فيه انهم يعيشون في اوضاع صعبة خاصة من لجأ منهم الى وادي خالد القريب من الحدود مع سورية.

وتقول معدة التقرير انه مع عبور نقاط التفتيش الى الوادي يتلقى الهاتف النقال للشخص رسائل هاتفية مثل ‘وزارة السياحة ترحب بك في سورية’، لان هذا الجزء من لبنان يقع على مرمى حجر من سورية، بدرجة يستطيع المزارعون اللبنانيون مراقبة الصواريخ التي تطلق في المعارك وسحب الدخان التي تتبع كل عملية قصف.وتشير الى عائلة سورية تعيش في بيت كان يستخدم لذبح الدجاح حيث يراقب اطفالها عبر التلال مناطق حمص ويشيرون باصابعهم قائلين ‘هناك بيتنا’ لكنهم لا يعرفون انه اصبح ركاما.

وتنقل كاتبة التقرير عن مارو والدة الاطفال قولها انهم يقضون ساعات يوميا يراقبون المناطق خلف الحدود.

وفي هذا البيت يعيش الاب واولاده والجد والجدة.وهربت العائلة بعد ان سقطت قذيفة على بيتها حيث مشى اعضاؤها سبع ساعات نحو لبنان.وعاشت العائلة اولا في كوخ صغير رفض صاحبه اللبناني اخذ اي اجر منها.

ولدى العائلة غطاء واحد يشترك فيه خمسة اطفال عند النوم، فيما تغطي سقف الكوخ اكياس البلاستيك كي تمنع تسرب المطر.وتعتمد مارو وعائلتها على مساعدة شهرية تقدمها لهم الامم المتحدة، ومثل 1.3 مليون سوري في لبنان، فهم قلقون من اقتراب الشتاء وهطول الامطار على تلال وادي خالد، ويقول احمد زوج مارو ان الغرفة تصبح مثل الثلاجة.

ولا يزال احمد يتذكر القذيفة التي سقطت على البيت قائلا ‘ الذين بقوا هناك هم في عداد الموتى’.

وتقول مارو ان زوجها بلا عمل ولهذا يشعرون بالاهانة ‘يقول لنا الناس اشكروا الله، على الاقل لديكم سقف تعيشون تحته، وينظرون الى ملابسنا وكيف نأكل، ويعتقدون اننا كنا نعيش في سورية كهذا، ليتهم شاهدوا بيوتنا في حمص، والحدائق حولها.

نعم نشكر الله اننا لا زلنا احياء، ولكن حياتنا صعبة، لقد خسرنا كل شيء في دقيقة، ليس البناية بل وبيت زوجي الذي قضينا حياتنا ونحن نبنيه للعائلة، تذهب البنات الى البلدة وينظرن مثل اي بنات مراهقات للملابس المعروضة فيها، ولكن ليس لديهن الا لباس واحد رقيق’.

عمدة بر الياس يشكو

ويقول التقرير ان لبنان يعيش حالة من الهدوء النسبي، ولكن تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وضع الكثير من الاعباء على مصادره القليلة ، خاصة ان هذا البلد لم يكمل ما دمرته الحرب الاسرائيلية عليه عام 2006.

كما ان زيادة في اعداد اللاجئين قد يؤثر على التوازن السكاني خاصة ان معظم المهاجرين هم من السنة. ويتوقع مركز تسجيل اللاجئين في لبنان زيادة عدد السوريين في لبنان الى مليوني لاجىء مع بداية العام المقبل.ولا يزال بمقدور السوريين عبور الحدود مع لبنان بسهولة على الرغم من الدعوات والثرثرات في بيروت الداعية لاغلاقها.

كما ان استطلاعات الرأي العام تشير الى مواقف سلبية مع ارتفاع نسبة الجريمة منذ العام الماضي الى 30 بالمئة.

ومع ذلك يعاني السوريون الذين يلجأون الى لبنان من الاستغلال والاسعار الباهظة، فتكاليف المعيشة لا تتوافق مع وضع من فروا وخسروا كل شيء في بلادهم.

وحتى من جاء الى لبنان حاملا معه ما وفره من مال طوال حياته راقب ماله يختفي بمعدلات مخيفة.وعلى خلاف الاردن او تركيا رفضت الحكومة اللبنانية اقامة مخيمات للاجئين السوريين، حيث يعيش في لبنان اكثر من 400 الف لاجىء فلسطيني في ظروف قاسية ومحرومين من العمل في الكثير من المهن.

وتقول الصحيفة انه في الوقت الذي سجلت فيه حالات من الكرم والدعم الذي لا يوصف من قبل لبنانيين الا ان الكثيرين منهم يستغلون حاجة السوريين ويجمعون المال.فاصحاب البيوت يؤجرون بيوتا ليست مهيأة لان يعيش فيها بشر، فهم يعرضون اسطبلات، واكواخا للايجار، فيما تستفيد تجارة تهريب الاسلحة من الوضع حيث يحقق تجارها ارباحا هائلة، ويتم استغلال السوريين الباحثين عن عمل في العمالة الرخيصة.

ويضيف التقرير انه في الوقت الذي يزيد فيه عدد نقاط التفتيش داخل سورية التي يشحن اليها البنادق، يخرج عدد اكبر من الناس، ويزيد هذا من حالة الاحتقان والمخاوف من ان تنتقل النار الى لبنان.

ففي بلدة برالياس في البقاع زاد عدد سكانها من 50 الف الى 100 الف نسمة.

ويشكو رئيس بلديتها من قلة المال ‘وفي بعض الاحيان لا يوجد لدينا المال كي ندفع رواتب كل الموظفين’.

ويضيف ان مشاكل جمع القمامة والمياه الصحية التي كانت تعاني منها البلدة قد زادت فيما زاد استخدام المياه بنسبة ثلاثة اضعاف، ولا يعمل في البلدة سوى ثلاثة رجال شرطة ‘وفي كل مرة يحدث شجار في البلدة يجب علي ان اذهب واحل الخلاف’.ويعدد رئيس البلدية قائمة من المشاكل نتجت عن زيادة اعداد اللاجئين منها تعطل قنوات الري، والبيوت المكتظة، ويضيف ان ‘اللبنانيين يعانون وقدموا كل ما باستطاعتهم لمساعدة اللاجئين، وطلبت المساعدة من الحكومة والامم المتحدة وكل ما حصلت عليه هو الوعود’.

وعبر عن امله بان تنتهي الامور بنهاية سعيدة ‘ولكنني اخشى من انهيار البلدين’.

ومثل بقية المدن والبلدات اللبنانية بدأت بر الياس بفتح فترات دراسية مسائية لاستيعاب بعض الطلاب السوريين، خاصة ان التعليم اصبح مصدر قلق للكثير من العائلات السورية التي لم يذهب اطفالها الى المدارس بشكل دوري منذ ثلاثة اعوام.

التعليم

ولا تزال الحكومة اللبنانية تدرس قرارا لتعليم ابناء اللاجئين السوريين حيث تخشى من ان يؤدي هذا القرار لزيادة اعداد الطلاب في مدارسها والبالغ عددهم الان 300 الف تلميذ. والمشكلة هي انه في حالة استمرار الحرب في سورية فان ابناء اللاجئين وهم الجيل الضائع سيمثلون للبنان مشكلة اكبر.

وتنقل الصحيفة عن مديرة ‘انقذوا الاطفال’ في لبنان قولها انهم يحاولون التصدي للمشكلة من خلال تنظيم حصص دراسية غير رسمية واضافية وبرامج تدريس سريعة للتأكد من تلقي اكثر من 70 الف طفل نوعا من التدريس.

ويعتبر التعليم مهما للاطفال السوريين فبالاضافة لكونهم لم يذهبوا الى المدرسة لعامين او اكثر فان معظهم عانى من ويلات الحرب واصابته صدماتها ولهذا فان العودة الى المدرسة يعطيهم شعورا بعودة الحياة الطبيعية.

وفي الوقت الحالي ما يقلق بال اللاجئين هو كيفية الاستعداد لشتاء ثالث في مخيمات اللجوء، فكل ما يفعلونه الان هو انفاق ما لديهم من اموال من اجل تعزيز وتقوية خيامهم او بيوتهم المتداعية كي تكون جاهزة للمطر.

مخدرات

وفي تقرير لمجلة ‘تايم’ الامريكية تساءلت فيه ان كان الاتجار بالمخدرات يدعم الحرب.

وقالت ان زيادة في تهريب مادة ‘كابتاغون’ التي تستخدم بشكل واسع في المنطقة قد يكون مرتبطا بالحرب في سورية. وقالت ان مدير مكافحة المخدرات العقيد غسان شمس الدين لم يكن قد مضى على استلامه منصبه سوى اسبوعين عندما تلقى معلومة عن وجود شحنة كبيرة في ميناء بيروت، وعندما تساءل عن حجم الشحنة، جاءت الاجابة 5.5 مليون حبة من مادة ‘امفيتامين’ حيث تم وضعها بشكل متقن داخل اجهزة تدفئة للمياه كانت في طريقها الى دبي.

ويقول شمس الدين ان اجهزة التدفئة كانت مصنعة في سورية والطريقة التي تم فيها وضع الحبوب تشير الى انها جهزت في المصنع.وفي 21 آب (اغسطس) تم وقف ست شاحنات سورية كانت في طريقها الى السعودية عبر لبنان حيث تم وضع ما مجموعه 6 ملايين حبة مخدرات، وبعد ايام تم اعتقال سوري في مطار بيروت الدولي خبأ 11 الف حبة مخدرات في معجنات، ثم القي القبض على سوريين اخرين في المطار وهما يحملان8 كيلو غرامات من المخدرات خبأها في حقائبهما.

وفي شهر واحد قامت السلطات اللبنانية بمصادرة حبوب امفيتامين بقيمة 200 مليون دولار امريكي.وتعتبر مادة امفيتامين التي تعرف بكابتاغون في دول الخليج من اكثر انواع المخدرات المطلوبة.

وهناك علاقة بين زيادة كمياته والحرب في سورية. فبيع المادة يعمل على تمويل الحرب، فمصادرة الشاحنات هي مملوكة لعشيرة سورية لها علاقة بتجارة المخدرات هربت من مدينة حمص العام الماضي وفتحت محلا لها في لبنان كما يقول شمس الدين الذي يعتقد ان الاموال التي تجبى من تجارة المخدرات قد تستخدم في دعم الجماعات المعارضة لنظام بشار الاسد.

ويقول ان ثلاث او اربع عمليات يقومون بها قد تؤدي الى 300 مليون دولار امريكي يستخدمون جزءا منها لشراء الاسلحة.

ويقول التقرير ان العشيرة السنية هذه ليست وحدها المنخرطة في التجارة، فحزب الله، حليف ايران في المنطقة له يد فيها.فبحسب ماثيو ليفيت المسؤول الامريكي السابق في وزارة المالية ومؤلف تقرير ‘حزب الله: البصمات الدولية لحزب الله اللبناني’ الذي اصدره معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى، فان لحزب الله تاريخا طويلا في التعامل مع تجارة المخدرات للتمويل، والتعامل مع كابتاغون هو فرصة تجارية اخرى بالنسبة لهم.

مصدر سوري: لقاء الابراهيمي مع الأسد مشروط بعدم الحديث عن الترشح للرئاسة

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ قادماً من بيروت دخل الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي لحل الأزمة السورية الأراضي السورية قبل ظهر الأثنين عبر معبر جديد ‘جديدة يابوس′ الحدودي، وتوجه إلى مقر إقامته في الفندق وسط دمشق مباشرة وكان بصحبته نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لم يُدل الإبراهيمي بأية كلمة للصحافيين الذين كانوا بانتظاره في بهو الفندق.

بعد نصف ساعة غادر الإبراهيمي فندقه للقاء مسؤول أمني سوري رفيع على الأغلب وفق مصدر سوري مطلع.

برنامج الإبراهيمي التفاوضي سيكون حافلاً اليوم الثلاثاء إذ سيلتقي صباحاً بممثلي المعارضة السورية الداخلية وفي مقدمتهم هيئة التنسيق الوطنية التي يرأسها حسن عبد العظيم، ومن ثم سيلتقي وزير الخارجية وليد المعلم.

لم يتأكد بعد فيما إذا كان الابراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، ربما يكون اللقاء متوقفا إلى حد كبير على ما سيكون الإبراهيمي قد أفصح به حول ما يحمله لدمشق خلال لقائه المسؤول الأمني ووزير الخارجية السوري.

المصدر السوري الذي تحدث لـ ‘القدس العربي’ قال أن الإبراهيمي سيتبلغ أن أي نقاش مع الأسد يجب ألا يحمل إشارات حول مسألة ترشحه لمنصب الرئاسة من عدمه وأن الأسد غير مستعد لبحث أي موضوع تفصيلي خاص وأن البحث ممكن فقط في كيفية جمع كل الأطراف على طاولة مفاوضات جنيف 2 دون شروط مسبقة لاسيما الشروط أو الأفكار المتعلقة بمسألة الرئاسة.

ووصل المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي صباح الاثنين الى مطار رفيق الحريري الدولي على متن طائرة خاصة نقلته من طهران حيث كان قد التقى الرئيس الإيراني الأخضر الإبراهيمي وبعد وصوله الى بيروت، عقد الإبراهيمي في المطار اجتماعا مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي.

الجيش السوري الإلكتروني يقرصن حسابات مرتبطة بأوباما على “تويتر

بعد هجومه الواسع على المواقع القطرية

لم تكن المواقع الإلكترونية القطرية تستعيد توازنها بعد هجمات تعرضت لها من الجيش السوري الإلكتروني، حتى تمكن الأخير من قرصنة حسابات مرتبطة بالرئيس الأميركي باراك أوباما على “تويتر”.

نجح الجيش السوري الإلكتروني في قرصنة حسابات مرتبطة بالرئيس الأميركي باراك أوباما على تويتر، وقالت شبكة (سي بي إس) إن موقع وحساب (@BarackObama) جرى اختراقهما الإثنين، وبالتالي بات كل من يحاول الدخول لهذه الصفحة على تويتر يحول بصورة اتوماتيكية إلى صفحة مستخدم باسم “الحقيقة السورية” على موقع يوتيوب يتضمن مشاهد عنيفة مما يحصل في سوريا.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول من منظمة “من أجل العمل”- التي انبثقت عن حملة إعادة انتخاب “أوباما”-: إن أداة اختصار الروابط التي تستخدمها المنظمة تعرَّضت للقرصنة لفترة وجيزة.

شاهد المحتوى الأصلي على بوابة الفجر الالكترونية – قراصنة سوريون يستهدفون حسابات مرتبطة بـ”أوباما” على “تويتر” و”فيسبوك”

ونشرت العديد من التغريدات المناوئة لأوباما وسياسته حيال سوريا، ومنها “أوباما لا يجد أية مشكلة اخلاقية في التجسس على العالم، ولذا اخذنا على عاتقنا رد الخدمة”.

 ويشار إلى أن ما تمت قرصنته يخص منظمة (من أجل العمل)، والتي انطلقت اثناء حملة اوباما الانتخابية، وهي منظمة غير حكومية ولا صلة مباشرة لها بالبيت الأبيض.

وتأتي قرصنة هذا الحساب، في وقت شهدت العديد من المواقع القطرية خلال اليومين الماضيين عملية اختراق واسعة، نجحت السلطات القطرية في التصدي لها.

وقد وضع الجيش السوري الإلكتروني على صفحته، قائمة بالمواقع القطرية التي تأثرت بالهجوم، ومن أهمها موقعا وزارتي الداخلية والخارجية، ومواقع القوات المسلحة القطرية وقناة الجزيرة، بالإضافة إلى شركة اتصالات للتليفون الجوال وبورصة قطر، وبعد أقل من42 ساعة أعلنت السلطات القطرية استعادة عدة مواقع الكترونية رسمية سيطر عليها الجيش السوري الإلكتروني.

وقالت السلطات القطرية إنها استعادت عدة مواقع الكترونية رسمية سيطر عليها قراصنة مؤيدون للنظام السوري لعدة ساعات، بحسب ما افادت الصحف القطرية الاحد.

واعلنت وزارة الاتصالات القطرية استعادة كافة المواقع الالكترونية الحكومية التي تم اختراقها السبت”.

واكدت الوزارة عبر تويتر “جاهزيتها لصد أي عمليات مماثلة حالياً ومستقبلاً”.

 وسيطر القراصنة على المواقع الرسمية التي تتضمن نطاق “دوت كيو ايه”، إن بتعطيلها أو ببث رسالة عليها.

 وذكرت تغريدة للمجلس الاعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر أنه “ليست هنالك أي خسائر أو اضرار مالية ترتبت على عملية سحب الدومين (النطاق) سواء على الافراد أو المؤسسات أو الشركات”.

 بدورها، قالت وزارة الداخلية القطرية التي عطل القراصنة موقعها، عبر تويتر، إن “بيانات المسجلين في خدمات وزارة الداخلية بعملية تحويل الدومين غوف دوت كيو ايه التي حدثت صباح الجمعة لم تتأثر وجميعها سليمة وآمنة”.

 وهاجم الجيش السوري الإلكتروني منذ انطلاقه العديد من المواقع، ومنها حساب قسم التصوير الفوتوغرافي لوكالة “فرانس برس”،  إضافة إلى مواقع اجتماعية لـ”بي بي سي” و”الجزيرة” و”فاينانشل تايمز” و”ذا غارديان”، إضافة إلى الموقع الإخباري الساخر الأميركي “ذي اونيون”، وحتى حساب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، سيب بلاتر، لما يعتقدون أن له “علاقة مشبوهة” تربطه بدولة قطر.

 ويعرف الجيش السوري الإلكتروني نفسه بما يلي: “نحن فريق مكون من شباب لم يكن بإمكانهم السكوت عمّا يجري تحريفه من وقائع في سوريا”، بحسب ما هو مذكور على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر.”

 ويؤكد الجيش السوري الإلكتروني أن أفراده لا يتبعون أي جهة: “نحن لسنا جهة رسمية ولسنا مكلفين من قبل أحد، نحن شباب سوريون لبينا نداء الوطن والواجب، بعد تعرض وطننا الحبيب سوريا لهجمات على الإنترنت، قررنا الرد وبعنف باسم الجيش السوري الإلكتروني، ونحن صامدون.. باقون.. سوريون.”

 وأكد ناشط في الجيش السوري الإلكتروني في وقت سابق، عرف عن نفسه باسمه الرقمي تي اتش 3 بر0، أن الجيش المذكور يضم آلافاً من الأعضاء أكثرهم من الشباب المقيمين في سوريا ويعملون بشكل تطوعي.

 وأكد أنه “ليس لدينا أي تمويل على الإطلاق والكثير منا يواجه العقوبات الغربية التي تفرض قصاصاً على الشعب”.

 ويؤكد مقربون من صفوف المعارضة المسلحة أن “الجيش السوري الإلكتروني” ليس إلا جناحاً في حكومة الأسد ويتلقى تمويلاً من ابن خال الرئيس السوري رجل الأعمال الثري رامي مخلوف.

 ويؤكد أحد أنصار المعارضة طارق الجزائري المقيم في اسطنبول والمنتمي للمجلس الوطني السوري أنه يعرف عدداً من الأشخاص الذين يعملون لمصلحة الجيش السوري الإلكتروني مقابل 500 إلى 1000 دولار شهرياً.

 وأضاف أن القراصنة يتخذون مقراً في سوريا ودبي، مؤكداً أنهم يتلقون مساعدة خبراء مقرهم في روسيا، إحدى أهم حلفاء دمشق.

دعوات للجامعة العربية لإعفاء الإبراهيمي من منصبه عشية لقائه الأسد

«المجلس الوطني» أرسل الاقتراح.. و«الائتلاف» يناقشه نهاية الشهر الحالي

بيروت: نذير رضا

تدرس الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، وفق معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، اقتراحا تقدم به «المجلس الوطني» السوري، يطالب فيه وزراء خارجية الدول العربية بإعفاء المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، من منصبه، على خلفية «استياء عام من تصريحاته ومواقفه». وتزامن الكشف عن هذا الاقتراح مع وصول الإبراهيمي إلى دمشق، أمس، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار جولته الإقليمية تحضيرا لمؤتمر «جنيف 2».

ووصل الإبراهيمي إلى دمشق أمس، عن طريق بيروت بعد انتهاء زيارته في طهران، في زيارة تستمر 5 أيام، يعود بعدها إلى بيروت، حيث سيقيم نتائج جولته مع المسؤولين اللبنانيين. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الإبراهيمي وصل إلى فندق شيراتون وسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ولم يدل أي من الرجلين بتصريحات لدى وصولهما.

ومن المتوقع أن يجتمع الإبراهيمي بالأسد ويجري محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه المقداد. وكان الإبراهيمي عقد في بيروت، قبل انتقاله إلى دمشق، اجتماعا جانبيا مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وفريق العمل المساعد للإبراهيمي الذي حضر معه من طهران، وذلك في قاعة جانبية محاذية لقاعة الشرف الرئيسة في مطار رفيق الحريري الدولي.

وكشف عضو الائتلاف و«المجلس الوطني» سمير نشار لـ«الشرق الأوسط»، عن توصية أرسلها المجلس للائتلاف، تتضمن مطالبة وزراء الخارجية العرب الذين يجتمعون في القاهرة، بإعفاء الإبراهيمي من منصبه كمبعوث عربي إلى سوريا. وأشار نشار إلى أن هناك «أصواتا تتعالى في (الائتلاف) و(المجلس الوطني) مطالبة بهذا الإعفاء»، مشيرا إلى أن النقاش «لا يزال قائما ولم يحسم بعد».

وكان من المفترض أن ينهي الائتلاف دراسة التوصية وإحالتها إلى وزراء خارجية الجامعة العربية، لكن بحثها لم ينته بعد. وأوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، أن المقترح «سيناقش في اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف في جلسته نهاية الشهر الحالي»، لافتا إلى أن الاقتراح «أرسل إلى رئيس الائتلاف أحمد الجربا». وأعرب عن اعتقاده أن القضية «يمكن أن تناقش بشكل موسع لاحقا»، مستطردا بالقول: «مشكلتنا ليست مع الإبراهيمي فحسب، رغم حالة الاستياء من مواقفه، بل مع مؤتمر (جنيف 2) الذي يرفضه (الائتلاف) و(المجلس الوطني) وسائر قوى الثورة السورية، إذا لم يؤد إلى استبعاد الأسد من سوريا المستقبل».

وتضاعفت مواقف الانتقاد للإبراهيمي، على خلفية تصريحاته الأخيرة في طهران، حيث رأى أن إيران «يجب أن تدعى لحضور (جنيف 2)»، عادا هذه المشاركة «طبيعية وضرورية ومثمرة أيضا»، آملا أن توجه إليها هذه الدعوة.

وقال نشار إن مواقف الإبراهيمي «لم تغضب المعارضة فحسب، بل إن أبرز الدول العربية الداعمة للشعب السوري، إضافة إلى تركيا، أظهرت فتورا واضحا تجاه استقباله والتعامل معه، بعدما ظهر أنه وسيط دولي وعربي غير حيادي وغير نزيه بالتعاطي باستقلالية مع الملف». وأضاف: «حديثه عن مشاركة إيران، أبرز هذا الدور، إذ ينظر السوريون إلى إيران بصفتها مشاركة في عملية القتل التي يتعرضون لها، وباعتبارها طرفا رئيسا في الصراع إلى جانب النظام».

وتنظر المعارضة إلى مواقف الإبراهيمي على أنها تجاهل للدور اللوجيستي الذي تلعبه طهران وحلفاؤها في سوريا. وقال رمضان، وهو عضو الهيئة التنفيذية لـ«المجلس الوطني» أيضا، إن «الاستياء» من مواقف الإبراهيمي «يستند إلى تجاهله التدخل الخارجي من قبل الحرس الثوري الإيراني ونظام (رئيس الحكومة العراقية) نوري المالكي الذي أرسل قوات توغلت في اليعربية (شمال شرقي سوريا) نحو 5 كلم بـ45 دبابة عراقية، دمر منها أربعة خلال المواجهات». وأعرب عن اعتقاده أن التدخل في الحرب إلى جانب النظام «يستدعي من الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص الإبراهيمي إدانة كبيرة». وأشار إلى أن الاستياء من مواقفه «يستند أيضا إلى محاولة فرض آراء معينة على الشعب السوري، ويضاف إلى الاستياء التركي والعربي منه»، واصفا إياه بـ«مبعوث النظام السوري».

ويتخطى الموقف من الإبراهيمي إطار المجلس الوطني السوري، إذ تدعو أقطاب أخرى إلى إعفائه من مهامه. وقال عضو الائتلاف كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» إن «إعفاءه من منصبه ضروري، لأنه جزء من النظام القمعي»، مضيفا: «إننا منزعجون جدا منه ونطالب بإقالته».

وقال اللبواني إن الإبراهيمي «غير محايد»، كونه «زار كل الناس من غير أن يزور الشعب السوري»، موضحا أن المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا «لم يزر يلدا والمعضمية اللتين يموت سكانهما جوعا، ولم يزر الغوطة التي ضربت بالأسلحة الكيماوية»، معتبرا أنه «لو كان وسيطا فعلا لزار الشعب السوري».

في هذا الوقت، يتحضر الإبراهيمي للقاء المسؤولين السوريين، خلال زيارته إلى دمشق، إضافة إلى لقاء وفد من معارضة الداخل، وفي مقدمها «هيئة التنسيق». وقال أمين سرها في المهجر، ماجد حبو، لـ«الشرق الأوسط»، إن الهيئة «تنتظر توجيه الدعوات إلى مؤتمر (جنيف 2)»، مشيرا إلى أن الإبراهيمي «سيبلغ الهيئة نتائج مشاوراته مع النظام السوري والدول الإقليمية المؤثرة في إنهاء الصراع بسوريا».

وقال حبو إن الوفد «سيشدد خلال اللقاء على ضرورة التقيد بالوثيقة السياسية التي قدمناها، لتمتين جسر الثقة بين النظام والشعب السوري، وتبدأ من فتح الممرات الآمنة للمدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين وغيرها من مطالبنا».

وعما إذا كان النظام سيتجاوب مع تلك المطالب، قال حبو: «لا نملك إلا التفاؤل. تجربة النظام مع الشعب مريرة، ولكن لم يعد له ما كان عليه في السابق، ويجب الاستماع لصوت العقل والبحث عن قواسم مشتركة لإنهاء الصراع». وشملت جولة الإبراهيمي غالبية الدول الإقليمية المعنية بالنزاع السوري، وأبرزها إيران وتركيا والعراق وقطر، ويرجح أن يتشاور في حصيلتها مع دبلوماسيين روس وأميركيين.

ويتوجب على الإبراهيمي خلال جولته الشرق أوسطية أن يناقش مع ممثلي دول المنطقة طرق التسوية السياسية للأزمة السورية التي يجب أن تحدد في لقاء جنيف. وبات معلوما أنه عشية زيارة الإبراهيمي إلى دمشق، ارتفع عدد المجموعات المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» إلى 19.

وتعود الزيارة الأخيرة للإبراهيمي إلى سوريا إلى ديسمبر (كانون الأول) 2012، ووجهت دمشق والإعلام السوري إليه من بعدها انتقادات لاذعة.

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الأحد لبحث الأزمة السورية

يتناول الإعداد لمؤتمر «جنيف 2»

القاهرة: «الشرق الأوسط»

أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن اجتماعا عاجلا لوزراء الخارجية العرب سيعقد مساء يوم الأحد المقبل في القاهرة لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا في ضوء مشاورات موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي لعقد مؤتمر «جنيف 2».

ووصل الإبراهيمي أمس إلى دمشق، المحطة الأبرز ضمن جولته الإقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر «جنيف 2». وفي القاهرة صرح نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، للصحافيين، بأن اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيعقد يوم الثالث من الشهر المقبل (الأحد)، وسيتناول موضوعا واحدا هو الأزمة السورية وتطوراتها والإعداد لمؤتمر «جنيف 2» ودعم الجهود التي تبذل من قبل الإبراهيمي.

وردا على سؤال حول معلومات صحافية تفيد بأن أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض طلب الحصول على غطاء عربي للمعارضة السورية في ما يتعلق بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، قال بن حلي إن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب سينظر في هذا الموضوع، مضيفا أن «الموقف العربي يقوم على تشجيع كل الأطراف السورية سواء كانت حكومة أو معارضة على وضع الأزمة على طريق الحل السياسي، وهذا ما سيكون محل مشاورات ونقاشات وزراء الخارجية العرب».

وأشار بن حلي وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أمس إلى أن الإبراهيمي «على اتصال دائم مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ونظيره الأممي بان كي مون لإطلاعهما على نتائج مشاوراته وتحركاته».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة عقد اجتماعه الأول يوم السبت الماضي مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في إطار المساعي لعقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسيركي، إن الجربا أكد استعداد الائتلاف الوطني السوري لإرسال ممثلين عنه إلى مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في أواسط الشهر المقبل.

وتعارض جماعات متشددة مشاركة الائتلاف السوري في مؤتمر «جنيف 2»، لكن الائتلاف يواجه ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرر أن يتخذ قراره النهائي حوله خلال اجتماعات يبدأها في إسطنبول في التاسع من الشهر المقبل.

أكراد سوريا ينقلون خلافاتهم إلى «جنيف 2» بوفدين منفصلين

يتوزعون بين «هيئة التنسيق» و«الائتلاف».. ويصرون على «حقهم الدستوري»

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم تتمكن القوى الكردية المعارضة في سوريا من توحيد موقفها بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وفي حين يستعد حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» (بي واي دي) الموالي لحزب العمال الكردستاني للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده الشهر المقبل في إطار وفد «هيئة التنسيق الوطنية» التي ينضوي تحت لوائها، يؤكد «المجلس الوطني الكردي» التزامه بالقرار الذي سيتخذه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» باعتباره جزءا منه.

وعلى الرغم من اتفاق أكراد «هيئة التنسيق» و«الائتلاف» على ضرورة «الاعتراف بحقوق الشعب الكردي وتثبيتها دستوريا»، فإن هذا الاتفاق لم يحل دون عزمهما التوجه إلى جنيف بوفدين منفصلين. ويكمن الخلاف الرئيس بين الجهتين في محاولة «الاتحاد الديمقراطي» السيطرة على قرار الأكراد السوريين «والتحكم بمصيرهم السياسي»، وفق ما يؤكده عضو المجلس الوطني الكردي صبحي داود لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن «المجلس الوطني الكردي لن يشارك في (جنيف 2) إلا ضمن وفد الائتلاف المعارض».

ويشير داود إلى أن «مسألة الاعتراف بحقوق الشعب الكردي والحصول على ضمانات في المستقبل ستطرح من قبل المجلس على طاولة المفاوضات». ويلفت إلى أنهم «متفقون على هذا الأمر مع حزب الاتحاد الديمقراطي»، لكن في الوقت ذاته يؤكد أن «هذا الحزب يمتلك ذراعا عسكرية في المناطق الكردية ويسيطر على معظم المدن، مما يجعله يشعر بفائض القوة والرغبة في الهيمنة على القرار الكردي». ويقاتل الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ضمن وحدات «حماية الشعب الكردي» في مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث تدور معارك شرسة بينها وبين عناصر إسلامية تابعة لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة».

في المقابل، ينفي رئيس الاتحاد الديمقراطي صالح المسلم، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تكون الهيمنة السياسية وراء القتال الذي يخوضه عناصر حزبه في المناطق الكردية»، مشيرا إلى أن «قواته تتصدى للمجموعات التكفيرية التي تسعى إلى فرض رؤيتها الضيقة للدين على مختلف المكونات السورية».

ولفت المسلم إلى أن «الاتحاد سيشارك في (جنيف 2) ضمن وفد هيئة التنسيق الوطنية التي نمثل جزءا رئيسا منها»، مشددا على «ضرورة المطالبة بالحقوق الديمقراطية للشعب الكردي عبر تحقيق الفيدرالية الديمقراطية وإدارة المناطق الكردية بتوافق مكوناتها». واعتبر مسلم أن «الاعتراف الدستوري بحقوق الأكراد يجب أن يتزامن مع إدارة فيدرالية تحقق اللامركزية من دون أن يعني ذلك رسم حدود تفصلنا عن شركائنا في الوطن». وفي حين يؤيد المسلم «هيئة التنسيق الوطنية» لناحية عدم اشتراط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للذهاب إلى «جنيف 2»، يؤكد أن «بقاء الأسد يجب أن يتلازم مع نزع صلاحياته».

وبينما يفصل المسلم بين التقدم الميداني الذي تحرزه قواته في المناطق ذات الغالبية الكردية وآخرها السيطرة على معبر اليعربية الحدودي بين سوريا والعراق، وبين المسار السياسي الذي يسبق عقد مؤتمر «جنيف 2»، يؤكد الناشط الكردي ميرال بروردا، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام السوري يسهل تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي على الأرض كي يضمن وجوده في (جنيف 2) كأحد الأطراف الداعمين له ضمن هيئة التنسيق الوطنية».

ويوضح بروردا أن «التمدد الإسلامي لـ(داعش) و(النصرة) في المناطق الكردية خلق بيئة حاضنة لحزب الاتحاد الديمقراطي وجعله القوة الوحيدة التي تمثل الأكراد».

وتحكم قوات «حماية الشعب الكردي» التي يشكل عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي النسبة الأكبر فيها سيطرتها على المنطقة التي تمتد من نهر دجلة على الحدود العراقية – السورية، مرورا بالمالكية والقحطانية وعامودا والدرباسية، وصولا إلى مدينة رأس العين. وفي حين ينعدم وجود كتائب «الجيش الحر» في هذه المناطق بعد انضمام معظمها إلى التشكيلات الإسلامية المتطرفة، تسيطر هذه الأخيرة على المنطقة الممتدة من البوكمال بمحاذاة نهر الفرات، مرورا بالرقة، وصولا إلى تل أبيض، إضافة إلى سيطرتها على أجزاء كبيرة من منطقة «جنوب الرد» و«حقول تشرين» النفطية.

العنف يحول دون تفتيش موقعين كيميائيين بسوريا

                                            منظمة حظر الأسلحة تستعد لتقديم تقريرها

قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن أعمال العنف منعت مفتشيها من الوصول إلى موقعين كيميائيين بسوريا في إطار مهمتها لإزالة الترسانة الكيميائية السورية. يأتي ذلك في وقت تستعد فيه المنظمة لتقديم أول تقرير حول مهمتها إلى الأمم المتحدة.

وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمة التي فازت مؤخرا بجائزة نوبل للسلام، أن المفتشين “أنهوا أعمال التحقق في 21 من 23 موقعا أعلنت عنها سوريا”، مضيفا أن “الموقعين الباقيين لم يتم تفتيشهما لأسباب أمنية”.

وكان من المقرر أن ينهي مفتشو المنظمة تفتيش المواقع الـ23 أمس الأحد، وهو أيضا اليوم الذي حدد لتقدم فيه سوريا إلى المنظمة برنامجا مفصلا لإزالة ترسانتها الكيميائية.

وأعلنت المنظمة أمس الأحد أن سوريا سلمتها خطة مفصلة عن تدمير ترسانتها الكيميائية في المهل المحددة، موضحة في بيان أن دمشق قدمت لها الخميس الماضي الإعلان الأولي الرسمي الخاص بهذه الترسانة.

وسيستخدم المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الإعلان الذي قدمته سوريا الخميس لكي تحدد بحلول 15 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مختلف المواعيد والمهل لإزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية لسوريا التي أصبحت رسميا عضوا في اتفاقية إزالة الأسلحة الكيميائية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وقد رحبت الخارجية الصينية بإذعان الحكومة السورية لخطة عامة لتدمير أسلحة دمشق الكيميائية تحت مراقبة دولية. ومن المقرر أن تقدم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول تقرير عن التقدم الذي أحرزته في سوريا.

وكلفت المنظمة بالإشراف على إزالة ترسانة السلاح الكيميائي السوري بموجب قرار لمجلس الأمن ينص على إتمام تلك المهمة بحلول منتصف 2014. وبحسب الخبراء فإن سوريا تملك أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها 300 طن من غاز الخردل.

قتلى في ريف حمص واشتباكات بدمشق

                                            سقط عدد من القتلى والجرحى جراء اقتحام قوات النظام السوري بلدة صدد ذات الأغلبية المسيحية بريف حمص الشرقي، في ظل تواصل القصف على أحياء المدينة وريفها، بينما تدور اشتباكات عنيفة في العاصمة دمشق وريفها ومدن أخرى.

وقال ناشطون إن قوات النظام اقتحمت بلدة السخنة قرب تدمر، وقصفت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون مدينة الرستن، مشيرة إلى أن ريف حمص يشهد معارك بين قوات المعارضة وقوات النظام التي تحاول إحكام السيطرة على مدينة حمص.

في هذه الأثناء استهدف قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حي الوعر بحمص، وسط اشتباكات في الحي بين الجيش الحر وقوات النظام.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد قتلى العمليات العسكرية في حمص كان الأعلى مقارنة بالمدن السورية، موضحة أنه بلغ 12 قتيلا.

وفي دمشق، قالت شبكة شام إن اشتباكات جرت فجر اليوم الثلاثاء بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة على حاجز البلدية في حي القابون بدمشق, وسط قصف مدفعي يستهدف الحي.

معارك دمشق

وكان قصف من الطيران الحربي قد استهدف المنطقة الصناعية في حي القابون، بينما تركز قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مخيم اليرموك وأحياء تشرين وبرزة.

وفي ريف العاصمة السورية قالت شبكة شام إن قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، استهدف مدن يبرود ومعضمية الشام وداريا والزبداني ودوما وعدة مناطق في الغوطة الشرقية، كما وقعت اشتباكات في مدينة داريا.

وأشار الناشطون إلى أن عددا من الأشخاص جرحوا في القصف بالمدفعية والهاون على مدينة دوما بريف دمشق.

وكان ناشطون قد أعلنوا أمس استهداف مقاتلي المعارضة تجمعا تابعا لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في داريا، مشيرين إلى أن هذه العملية أسفرت عن مقتل ستة عناصر من قوات النظام. وفي ريف حلب قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة السفيرة وقرية المفلسة.

وكانت مدينة السفيرة الواقعة جنوب شرقي حلب قد تعرضت لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ضمن حملة عسكرية مكثفة يحاول من خلالها الجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله اقتحامَ المدينة من ثلاثة محاور.

وفي درعا تركز قصف قوات النظام على أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، في حين دارت اشتباكات عنيفة في حي المنشية بدرعا البلد بين الجيش الحر وقوات النظام.

جرحى وقتلى

وبريف المدينة ذاتها قصف الطيران الحربي مدن وبلدات عتمان وإنخل والحراك، في ظل قصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات عتمان وإنخل وتسيل.

وأشارت شبكة شام إلى أن عددا من الجرحى سقطوا جراء ثلاث غارات من الطيران الحربي على مدينة إنخل بريف درعا.

في غضون ذلك شهدت مدينة دير الزور قصفا هز معظم الأحياء “المحررة” بالمدينة في ظل اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام، بينما هز قصف النظام قريتي خشام ومدينة موحسن في ريف المدينة ذاتها.

وفي ريف اللاذقية أدى القصف الصاروخي والمدفعي على قرى جبل الأكراد إلى سقوط عدد من الجرحى.

كما شهدت حماة حملة مداهمات واعتقالات وسط قصف ريف المدينة، مما أدى إلى مقتل امرأتين وسقوط عدد من الجرحى، وفقا لما جاء في تقرير مكتب الإعلام لمجلس قيادة الثورة في حماة.

يشار إلى أن تقريرا للشبكة السورية لحقوق الإنسان وثق لمقتل 32 شخصا في محافظات سورية مختلفة، بينهم ثلاثة أطفال وأربع سيدات وأربعة قتلى قضوا تحت التعذيب، وثمانية من مقاتلي الجيش الحر.

مباحثات للإبراهيمي بدمشق وانتقادات تلاحقه

                                            عقد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثات في دمشق مع فيصل مقداد -نائب وزير الخارجية السوري- لكن لم ترد أنباء عما إذا كان سيلتقي الرئيس بشار الأسد؟ وكان الإبراهيمي قد أكد في طهران على ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر جنيف الثاني. هذا ولم ترُق دعوات الإبراهيمي تلك لعدد من الفصائل المسلحة التي أعلنت رفضها المشاركة في جنيف 2 مطالِبة برحيل بشار الأسد.

وفي حين لم يتأكد لقاء الإبراهيمي بالأسد، قالت مصادر صحفية إن اللقاء مشروط بعدم حديث الرئيس السوري عن الترشح للانتخابات، كما نقلت صحيفة فرنسية عن الإبراهيمي قوله إن الأسد يمكنه المساهمة في المرحلة الانتقالية بسوريا دون أن يقودها.

وقال الإبراهيمي لمجلة “جون أفريق” الفرنسية الاثنين إن الرئيس الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة” دون أن يقودها بنفسه. وأضاف أن الكثير من المحيطين بالأسد “يرون في ترشحه (لولاية جديدة عام 2014) أمرا محتما، هو يرى الأمر حقا مكتسبا، إنه يرغب بالتأكيد في إنهاء ولايته الحالية”.

وأوضح أنه لا يمكن العودة إلى الوراء “يمكنه إذًا أن يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما أسميه الجمهورية السورية الجديدة”.

وسبقت زيارة المبعوث الدولي انتقادات من النظام والمعارضة، حيث حذره الأسد من الخروج عن إطار المهام الموكلة إليه، وطالبه بالتزام الحياد، في حين انتقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دعوة الإبراهيمي لحضور إيران مؤتمر جنيف 2.

وتعد دمشق المحطة الثامنة من جولة الإبراهيمي التي شملت الدول الإقليمية المعنية بالأزمة في سوريا، وأبرزها إيران وتركيا ومصر والعراق وقطر، باستثناء السعودية، في محاولة لحشد التأييد الدولي لمؤتمر جنيف 2 المتوقع انعقاده يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

موقف العرب

وبشأن جولة الإبراهيمي يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا الأحد المقبل في مقر الجامعة العربية بالقاهرة جاء بناء على طلب من المعارضة السورية لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالأزمة ونتائج جولة الإبراهيمي وترتيبات عقد مؤتمر جنيف 2.

وتعود الزيارة الأخيرة للإبراهيمي لسوريا إلى ديسمبر/كانون الأول 2012، ووجهت دمشق والإعلام السوري إليه من بعدها انتقادات لاذعة.

وحتى الآن لم تتضح المواقف النهائية لطرفي النزاع الأساسيين (النظام والمعارضة) من المؤتمر الذي طرحت موسكو وواشنطن فكرته في مايو/أيار 2012، فبينما يعلن النظام مشاركته “من دون شروط”، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة من يصفهم بالإرهابيين، والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد.

تباين المعارضة

وفي المقابل، يشهد ائتلاف المعارضة السورية تباينا في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على ثوابت أبرزها عدم التفاوض إلا على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل الأسد.

ويواجه الائتلاف ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرر أن يتخذ قراره النهائي خلال اجتماعات يبدؤها في إسطنبول يوم التاسع من الشهر المقبل.

من جهتها، قالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا إن مشاركتها في المؤتمر مشروطة بدعوتها رسميا، على ألا يقل تمثيلها في وفد المعارضة عن أي إطار سياسي آخر.

وأكد بيان صادر عن الهيئة اليوم مشاركتها في المؤتمر “مع الأخذ بعين الاعتبار أن توجه الدعوة على قاعدة تفاهمات جنيف 1 ببنودها الستة، واعتبارها الأساس الذي ستنطلق منه العملية السياسية التفاوضية”.

وتشمل هذه البنود السعي لوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين، وتأمين وصول الإغاثة إلى محتاجيها، وقيام سلطة حكم انتقالية ذات صلاحيات تامة لتحضير البلاد للانتقال إلى نظام ديمقراطي جديد.

والسبت الماضي أعلنت مجموعة من كتائب المعارضة المسلحة -بينها فرق في الجيش السوري الحر- رفضها المشاركة في مؤتمر جنيف 2، ما لم يُنْه حكم الرئيس الأسد بكل أركانه ومرتكزاته، وهددت بمحاسبة كل من اشترك في “إرهاب الدولة”.

وردا على بيان هذه المجموعات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين إنه “من المشين أن يباشر بعض هذه المنظمات المتطرفة الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا بإطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الأولى”.

وأضاف أن “هذه التهديدات موجهة إلى الذين سيتجرؤون على الذهاب إلى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن موسكو تعرضت لتهديدات من جانب معارضين سوريين، وقال “حذّروا من أن ممثلياتنا الدبلوماسية ودبلوماسيينا في الخارج سيكونون أهدافا مشروعة”.

واعتبر لافروف أن “كل ذلك مشين وغير مقبول، ومسؤولية كل ذلك تقع على عاتق الذين يمولون ويسلحون هذه المجموعات المعارضة”، وقال إن “بعض الدول التي يزداد نفوذها في الأزمة السورية، تعمل مباشرة لنسف أسس هذه المبادرة الروسية الأميركية”.

الجيش الحر يقتحم مدخل كتيبة الحرس الجمهوري في قاسيون

استهداف مقر يقال إنه تابع للواء أبي الفضل العباس في السيدة زينب

دبي – قناة العربية

أفاد ناشطون بتمكن كتائب تابعة للجيش السوري الحر في ريف دمشق من اقتحام مدخل قيادة الحرس الجمهوري في جبل قاسيون.

وأضافت مصادر ميدانية أن الثوار تمكنوا من تدمير عدة آليات كانت منصوبة باتجاه مناطق البرزة والقابون والغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة الثوار، كما تمكن المهاجمون من قتل عدد من قوات النظام.

تتوالى الأنباء من مصادر المعارضة عن تصعيد عسكري للنظام، لا سيما في دمشق وريفها.

وتقول بعض تلك المصادر إن قوات النظام أحرزت تقدماً ولو بطيئاً، بقصفها المدفعي والجوي الذي استهدف أحياء برزة والقابون في العاصمة وبلدات وقرى الغوطتين الشرقية والغربية في الريف.

ويعد هذا تطوراً لافتاً للجيش الحر الذي تمكن- وفقاً لمعلومات الناشطين- من اقتحام مدخل قيادة الحرس الجمهوري في جبل قاسيون من الناحية الشرقية والشرقية الشمالية.

وأكدت المصادر أن الثوار تمكنوا من تدمير عدة آليات كانت منصوبة باتجاه مناطق برزة والقابون والغوطة الشرقية بحسب قولهم.

وقالت مصادر الجيش الحر إن هذا الانفجار استهدف إحدى مقار لواء أبو الفضل العباس الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في منطقة السيدة زينب.

وعلى الجبهة الشمالية في حلب، أفادت الهيئة العامة للثورة باندلاع اشتباكات بين جيش النظام والجيش الحر في معارة الأرتيق تزامناً مع قصف طال منبج، وأوقع قتلى وجرحى. فيما تحدثت تنسيقيات الثورة عن قصف استهدف بلدات الريف الحموي.

شرقاً، قالت الهيئة العامة للثورة إن النظام استهدف أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعمال في دير الزور بغارات جوية متتالية.

كما استهدفت غارات تل علو في اليعربية الواقعة في مدينة الحسكة والتي سجلت قوات كردية مسلحة تقدماً فيها وسيطرت على معبر اليعربية الحدودي مع العراق.

معارضون للإبراهيمي: انقسام حول جنيف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اجتمع ممثلون عن أحزاب سورية معارضة مع المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الثلاثاء لمناقشة الخلافات على حضور محادثات “جنيف 2” كوفد واحد شامل. وفي وقت سابق، نفى الإبراهيمي تصريحات نسبتها إليه مجلة فرنسية بشأن إمكانية مساهمة الرئيس السوري، بشار الأسد، في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة”.

وقال رئيس هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم بعد اجتماعه مع الإبراهيمي إنه يمكن حضور مندوبون عن المعارضة السورية ضمن وفد واحد تحت اسم وفد المعارضة الوطنية السورية، ولكن ليس تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري أو هيئة التنسيق الوطنية.

وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري ورئيس الحزب الوطني السوري علي حيدر، بعد اجتماعه مع الابراهيمي في دمشق، إنه سيكون من المستحيل لحزبه الحضور تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري، مشيراً إلى وجود اختلاف جذري بين برنامج حزبه وبرنامج الائتلاف.

وحول وجوب مشاركة المعارضة بوفد موحد في جنيف، قال حيدر “لا يمكن توحيد المعارضة.. من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لأننا نختلف اختلافاً جذرياً بالطرح”، واصفاً فكرة توحيد المعارضة بـ”الخيالية”.

وزار الإبراهيمي، الذي وصل إلى سوريا الاثنين، بلدان في الشرق الأوسط لمناقشة خطط لمحادثات “جنيف 2” الذي تم تحديد موعد مؤقت له يوم 23 نوفمبر في محاولة لوقف إراقة الدماء في سوريا المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف.

غير أن قوى المعارضة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر المؤتمر.

وكان الإبراهيمي وصل الاثنين إلى دمشق حيث اجتمع مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، لكن لم ترد أنباء عن إمكانية عقد لقاء مع الرئيس السوري.

وتهدف زيارته التي تندرج في إطار جولة إقليمية شملت دولا عدة، إلى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي يفترض أن يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة وأطرافا دوليين، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

غير أن الائتلاف السوري المعارض يضع سلسلة من الشروط لحضور المؤتمر، أبرزها رفضه المطلق لأي دور للرئيس السوري في العملية الانتقالية، الأمر الذي ترفضه الحكومة ما يهدد بنسف جنيف 2.

الإبراهيمي: تصريحاتي عن دور للأسد حُرّفت

نفى موفد الأمم المتحدة إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تصريحات نسبت إليه في مجلة فرنسية تشير إلى إمكانية مساهمة الرئيس السوري، بشار الأسد، في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة”.

ونقلت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” عن الإبراهيمي، الذي عقد الثلاثاء سلسلة اجتماعات في دمشق، قوله إن ما نشر على لسانه في مجلة “جون أفريك” الاثنين عن المرحلة الانتقالية في سوريا غير دقيق.

وكانت المجلة نشرت تصريحات منسوبة للإبراهيمي قال فيها إن الأسد، الذي يرغب بإنهاء ولايته الحالية، يمكنه أن يساهم “بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي وسوريا الجديدة من “دون أن يقودها بنفسه”.

وجاء توضيح الموفد الدولي في اليوم الثاني من زيارته لدمشق الرامية لبحث عقد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا، حيث التقى مع عدد من الوزراء وزعماء ما يعرف بـ”معارضة الداخل”، دون تأكيد لقائه الأسد.

وفي هذا السياق، أعرب علي حيدر، بعد لقائه الإبراهيمي، عن اعتقاده بوجود “تفكير جدي” لدى الولايات المتحدة “بفتح قنوات” مع النظام في سوريا.

إلا أن حيدر، استطرد قائلا إن “البحث في هذا الموضوع يبقى سابقاً لأوانه طالما لم يتوقف الدعم الأميركي للمعارضة”، وذلك في معرض تعليقه على معلومات صحفية بشأن لقاء عقد في جنيف بين مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية ونائب رئيس الوزراء قدري جميل.

منظمة الصحة: ظهور شلل الأطفال بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنه تأكد ظهور مرض شلل الأطفال في شمال شرق سوريا.

وقال المتحدث باسم المنظمة أوليفر روزنباور في مؤتمر صحفي في جنيف “من بين 22 حالة يجري فحصها تأكد الآن وجود فيروس شلل الأطفال من النوع الأول في عشر حالات”.

وأضاف أن المنظمة مازالت في انتظار النتائج المعملية الخاصة بالاثنتي عشرة حالة الباقية المشتبه بها في دير الزور.

ومضى قائلا “هذا بالتأكيد مرض معد ويمكنه أن ينتقل لمناطق أخرى مع حركة الناس. لذا فإن خطر انتشاره في المنطقة قوي”.

سوريا: الإبراهيمي يحذر من خطر “الصوملة

يواصل المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي مباحثاته اليوم الثلاثاء في دمشق، حول تحضيرات عقد المؤتمر الدولي المزمع بشأن الأزمة السورية، والمعروف باسم (جنيف اثنين).

وقد التقى الإبراهيمي أمس الاثنين فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، في وقت قالت فيه مصادر بالأمم المتحدة لـبي بي سي إن المبعوث الدولي سيلتقي الرئيس بشار الأسد خلال الزيارة.

وقد استبق الإبراهيمي زيارته الحالية، وهي الأولى لدمشق منذ نحو عام، بتصريحات قال فيها إن بوسع الأسد لعب دور في أي مرحلة انتقالية مقبلة في سوريا، دون أن يقودها بنفسه.

ولكن لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر أكد تمسك المعارضة المسلحة برفضها بقاء الأسد في السلطة.

“صوملة”

وحذر الابراهيمي في تصريحات ادلى بها الثلاثاء من “صوملة” سوريا.

وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة فرنسية “إن الخطر الحقيقي هو تدهور الوضع في سوريا الى شكل من اشكال الصوملة، ولكن بصيغة اعمق واطول امدا مما شهدناه في الصومال.”

“خيانة”

وجاء في بيان اصدره 19 تنظيما اسلاميا سوريا معارضا يوم الاحد الماضي ان كل معارض يحضر مؤتمر جنيف اثنين يرتكب “خيانة سيحاسب عليها امام محاكمنا” في اشارة الى ان هؤلاء قد يعدمون.

واستهجنت روسيا هذه التهديدات قائلة إنه “من الشائن ان تشرع بعض من هذه التنظيمات المتطرفة والارهابية في سوريا في اصدار التهديدات.”

BBC © 2013

بان: سوريا احترمت الفترة المحددة لتدمير قدراتها الكيماوية

قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إنها أكملت فحص 21 موقعا من بين 23 موقعا.

اشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن سوريا احترمت المهلة المحددة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني لتدمير قدراتها لإنتاج الأسلحة الكيماوية، على الرغم من عدم تمكن مفتشي وكالة حظر الأسلحة الكيماوية من زيارة كل المواقع.

وتقول منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن أسبابا أمنية منعت مفتشيها من زيارة موقعين من مواقع الأسلحة الكيماوية التي أعلنت الحكومة السورية عنها.

وقال الأمين العام في تقرير لمجلس الأمن الدولي إن المفتشين “أكدوا تدمير قدرات انتاج المواد (المواد الكيماوية) وخلطها وتعبئتها في كافة المواقع” التي زاروها.

واوضح بان في تقريره “أن التدمير العملي لقدرات الانتاج المعلنة من قبل سوريا سيتم كما هو منتظر في الاول من نوفمبر/تشرين الثاني” مشددا على أن “الحكومة السورية أبدت تعاونا تاما” في هذا الصدد

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان أصدرته إن فعاليات التفتيش والتحقق قد أكملت في 21 موقعا من بين 23 موقعا.

وأضافت في بيانها “أن الجهود ستتواصل لتأمين الشروط الضرورية لتحقيق مدخل آمن إلى هذين الموقعين”.

وكانت سوريا تقدمت الأحد إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بخطة لتدمير ترسانتها الكيماوية.

وقالت المنظمة، ومقرها في لاهاي، إنها فعلت ذلك قبل ثلاثة أيام من الموعد النهائي في 27 أكتوبر/تشرين الأول، الذي حدده قرار مجلس الأمن المرقم 2118.

“الحاجة إلى وقف اطلاق نار”

ويقول مراسلون إن حقيقة عدم قدرة المفتشين على الوصول إلى موقعين من بين المواقع الـ 23 تعني أن أحد أول سلسلة المواعيد النهائية الصارمة لتدمير وإتلاف الأسلحة الكيماوية السورية قبل منتصف عام 2014 قد تم تجاوزه.

شدد الأمين العام على أن “الحكومة السورية أبدت تعاونا تاما”

ولم تحدد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من هو المسؤول عن المخاوف الأمنية، واكتفت بالاشارة إلى أن المفاوضات ستتواصل لضمان الأوضاع الضرورية المطلوبة لتوفير مدخل آمن للموقعين الباقيين.

ويقول مسؤولون أن وقف إطلاق النار بين الحكومة وقوات المعارضة قد تكون مطلوبة للوصول إلى هذين الموقعين.

وكانت مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا بدأت بعد الغضب العالمي الذي تسبب به هجوم بالأسلحة الكيماوية في 21 آب/اغسطس، حيث قتل المئات في إطلاق صواريخ تحتوي على غاز السارين في بعض ضواحي العاصمة السورية دمشق.

وألقت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى باللوم على القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في المسؤولية عن الهجوم، بيد أن الأسد اتهم مسلحي المعارضة بالوقوف وراء الهجوم.

وقد أرسل 60 من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة إلى سوريا منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول.

وعلى وفق قرار مجلس الأمن رقم 2118 ، فإن معدات إنتاج الأسلحة الكيماوية السورية يجب أن تدمر قبل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني ، ويجب إتلاف مجمل ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا قبل منتصف عام 2014.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2013

الإبراهيمي في دمشق لكن آفاق السلام تبدو قاتمة

بيروت (رويترز) – عقد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثات في دمشق يوم الإثنين في ختام جولة بالشرق الأوسط لدعم مؤتمر السلام الخاص بسوريا لكن مهمته خيم عليها التوتر الذي تشهده المنطقة.

وزار الإبراهيمي عواصم في انحاء الشرق الأوسط لمناقشة خطط اجتماع “جنيف 2” المحدد له مبدئيا 23 نوفمبر تشرين الثاني.

لكن قوى المعارضة لم تقرر بعد ما اذا كانت ستحضر كما استاءت دول الخليج العربية التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية بعد تصريح الإبراهيمي يوم السبت بانه ينبغي أن تشارك إيران في المؤتمر الدولي.

واجتمع الإبراهيمي مع فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري في دمشق ولكن لم ترد انباء عما اذا كان الأسد سيقابله.

وقال مسؤول تركي كبير إن الإبراهيمي لم يسع من اجل اي اتفاق خلال جولته والتزم “اسلوب الاستماع والمشاهدة” تاركا التفاوض النشط لموسكو وواشنطن.

ومن شأن نتيجة الصراع في سوريا أن تغير ميزان التنافس بين طهران والرياض على النفوذ في العالم العربي.

وهددت السعودية الاسبوع الماضي بعدم التعاون مع الولايات المتحدة احتجاجا على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا وجهودها الجديدة للتقارب مع إيران.

وجعل التشاحن الدبلوماسي المعارضة السورية تشعر بانها اكثر ضعفا كما زاد ممانعتها لبحث المشاركة في مؤتمر جنيف 2.

وقال سمير نشار العضو التنفيذي بالائتلاف الوطني السوري المعارض إن كل هذه القضايا متشابكة فالمعارضة السورية تخشى مثل السعودية ان تأتي المصالح الأخرى للولايات المتحدة في إيران على حساب القضية السورية.

وأعرب عن اعتقاده بأن مؤتمر جنيف لن يعقد في 23 نوفمبر تشرين الثاني ولا في أي موعد آخر.

وحثت جماعة حزب الله اللبنانية وهي حليف للأسد مقاتلي المعارضة السورية والمقاتلين الاجانب وداعميهم الدوليين على قبول الحل السياسي وانتهاج سبيل الحوار دون شروط.

وقال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب تلفزيوني “هؤلاء خططوا جيدا وفشلت مخططاتهم وكانت النتيجة فشل الجبهة الداخلية والاقليمية والدولية التي عملت على اسقاط النظام في سوريا.” وخص بالذكر السعودية على انها عائق امام الحل السياسي في سوريا.

وقال نصر الله “المنطقة لا تستطيع أن تبقى مشتعلة لأن هناك دولة غاضبة وهناك دولة تريد تعطيل الحوار وتأجيل جنيف 2.”

والمعارضة السياسية في الخارج واقعة تحت ضغوط متزايدة من المقاتلين في الداخل لرفض اي مفاوضات لا تشترط رحيل الأسد.

ورفضت كثير من ألوية المعارضة المسلحة الرئيسية يوم السبت أي مفاوضات لا تقوم على رحيل الأسد قائلة انها ستتهم كل من يحضرها بالخيانة.

لكن الأسد وإيران قالا انهما لن يشاركا الا في محادثات بلا شروط.

ولم يتضح كيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا الراعيتين للمحادثات التوفيق بين المطالب المتعارضة للاطراف المختلفة حتى يتسنى عقد المؤتمر.

وكانت الولايات المتحدة التي تدعم المعارضة وروسيا مورد السلاح الرئيسي للأسد اتفقتا في مايو أيار على العمل على ترتيب محادثات جنيف 2 على أساس اجتماع سابق استضافته المدينة السويسرية العام الماضي ودعا إلى انتقال سياسي في سوريا دون ان يحدد وضع الأسد فيه.

وقال كريس فيليبس وهو محاضر متخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة لندن “المشكلة هي ما يعتقد كل جانب أنه سيخرج به من جنيف. المعارضة والخليج يريان الهدف هو ازاحة الأسد. والأسد لن يقبل ذلك بطبيعة الحال خصوصا وهو في موقف القوة الآن.”

وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ الآن “موقفا واقعيا” من التعامل مع الأسد برغم جهود حلفائها الخليجيين لحثها على تقديم دعم عسكري فعال لمقاتلي المعارضة.

وقال مسؤولون إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون يوم الأحد لبحث الازمة السورية. وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سوريا وسعت لممارسة ضغوط على الأسد استجابة لجهود قادتها دول الخليج.

وعبر مصدر دبلوماسي خليجي في القاهرة عن شعوره بالاحباط لعدم اتخاذ الإبراهيمي موقفا اكثر حزما في الأزمة.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “كنت آمل ان يتحلى الإبراهيمي بالجرأة ويقول انه لا حل سوى رحيل الأسد لان خروج الأسد من السلطة ومحاكمته مع اركان نظامه الذين قتلوا اكثر من 100 الف سوري هو الحل الوحيد للأزمة السورية.”

وقال بعض المسؤولين السعوديين الاسبوع الماضي انهم سيتحركون بشكل مستقل عن الولايات المتحدة لتسليح مقاتلي المعارضة في علامة أخرى سيئة للمحادثات.

وتتقدم قوات الأسد ببطء حول العاصمة دمشق وفي اجزاء من وسط سوريا لكن حالة الجمود تظل هي السائدة في الصراع العنيف الذي يحصد ارواح ما لا يقل عن 100 شخص يوميا.

ورغم وضع الأسد القوي نسبيا في الوقت الراهن فهو يقول ان وضع شروط للتفاوض لن يفضي إلى محادثات للسلام مشيرا إلى دعم السعودية والولايات المتحدة “للارهابيين” وزاعما ان الائتلاف الوطني السوري يمثل قوى خارجية لا السوريين.

ويتقاتل معارضوه في معارك جانبية فيما بينهم حيث تخوض جماعات اسلامية معتدلة معارك مع جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في الشمال الذي تخضع اجزاء كبيرة منه لسيطرة المعارضة.

وإلى الشرق استولى مقاتلون أكراد على مزيد من الاراضي لاحكام قبضتهم على منطقة يريدون ادارتها بشكل مستقل عن الجانبين.

ويقول الائتلاف المعارض انه لا يمكن أن يحضر المحادثات الا اذا أعلن مجلس الأمن الدولي أو واشنطن وموسكو أن الأسد سيتنحى في اي انتقال سياسي.

وقال مصدر بالمعارضة السورية “هذه ستكون العلامة المشجعة التي نبحث عنها.. والا فستكون النتيجة الرفض عندما يعقد الائتلاف الوطني اجتماعه المزمع في التاسع من نوفمبر للتصويت على المشاركة في محادثات جنيف.”

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

من اريكا سولومون

إجتماع القاهرة يُوافق على «جنيف – 2».. أو يؤجَّل؟

تكتسب الدعوة الى اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد المقبل اهمية سياسية خاصة، حيث يرى فيه البعض بداية اعتماد الجامعة لغة جديدة في التعاطي مع الأزمة السورية بعدما كانت حملت على مدى عامين سيف الضغط الشديد على النظام السوري وصل الى حدّ إخراج سوريا من مقعدها في الجامعة نفسها.

ويرى بعض المراقبين انّ هذا الإجتماع الوزاري العربي ما كان لينعقد لو لم يكن هناك اتفاق بين الاعضاء على إتخاذ قرار بالموافقة على مؤتمر»جنيف – 2» وفتح الباب امام الحلّ السياسي للأزمة السورية. وهذا ما اكده وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عدنان منصور الذي توقع صدور مثل هذا القرار.

غير انّ مراقبين آخرين يتوقعون بروز صعوبات امام مثل هذا القرار، خصوصاً نتيجة مواقف دول مؤثرة كالمملكة العربية السعودية التي ما تزال حتى الآن تتحفظ عن انعقاد مؤتمر «جنيف – 2» وتتولى القوى السورية المعارضة المحسوبة عليها إبداء معارضتها هذا المؤتمر الواحدة تلو الاخرى.

لكنّ العارفين بكواليس جامعة الدول العربية يؤكدون انّ مثل هذه الدعوة ما كان لها أن توجّه الى الدول العربية الاعضاء للاجتماع، وفي القاهرة بالذات، لولا وجود ضمانات بأنّ القرار الرسمي العربي منسجم مع المناخ الدولي الذي يعبّر عنه التفاهم الاميركي- الروسي بضرورة إنعقاد مؤتمر «جنيف – 2». ويعتقد هؤلاء العارفون انّ القاهرة التي تربطها علاقة وثيقة بالرياض هذه الايام سيكون لها الدور الرئيس في اقناع القيادة السعودية بتسهيل مهمة الجامعة العربية في الموافقة على مؤتمر «جنيف – 2».

ويربط العارفون أنفسهم بين دور القاهرة وبين وصول رئيس المخابرات العسكرية الروسية فيكسلاف كوندراسكو الى العاصمة المصرية ويرون فيها رسالة مزدوجة اولها أنّ مصر ليست بعيدة عن روسيا، وثانيها أنّ ايّ ضغط على مصر سيؤدي الى تطوير العلاقة بينها وبين روسيا وهي علاقة ذات جذور تاريخية قديمة، على حدّ ما يؤكد المسؤولون الروس والمصريون في غير مناسبة.

ولا يستبعد العارفون بكواليس الجامعة العربية انفسهم أن تعلن المملكة العربية السعودية موقفها في اجتماع القاهرة من دون أن تخفي تحفظاتها، بل اعتراضاتها، على انعقاد «جنيف ـ 2»، ولكن تحت سقف الالتزام لما تقرره غالبية الدول الاعضاء في الجامعة، ولا سيما منها الدول الفاعلة مثل مصر والجزائر، وكذلك العراق الذي شهدت الأيام الاخيرة غزلاً تركياً واضحاً به توّجته دعوة رسمية وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى نظيره العراقي نوري المالكي لزيارة أنقرة على خلفية الملفات المتعلة بالازمة السورية، وقضية الأكراد، والتطورات الاقليمية والدولية الجارية في ضوء التوافق الاميركي ـ الروسي.

وبالطبع قد يكون من ضمن الإتفاقات التي مهدت للدعوة الى إجتماع القاهرة ديباجة تتضمّن بعض المواقف التقليدية التي اعلنتها الجامعة طوال العامين الاخيرين.

ولكنّ هؤلاء العارفين يتوقعون ايضاً أن تكون قرارات وزراء الخارجية العرب بداية تحوّل حقيقي في الواقع الرسمي العربي الذي اصبح اكثر تكيّفاً مع التطورات الاقليمية والدولية، خصوصاً بعد استبعاد العمل العسكري الأميركي ضدّ سوريا، وكذلك بعد المؤشرات الى التقارب بين الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ناهيك عما تشهده المعارضة العسكرية والخارجية السورية من تفتّت بات من الصعب معه على اكثر المراقبين معرفة بشؤونها وشجونها أن يجد تفسيرات مقنعة لذلك الاحتراب الدائر بين الفصائل المسلّحة لهذه المعارضة في شمال سوريا.

ولا يستبعد البعض أن يكون القرار الرسمي العربي بالموافقة على مؤتمر «جنيف ـ 2» خطوة في مسار قد يؤدي الى الطلب من سوريا العودة الى مقعدها في الجامعة، وهو أمر كان الرئيس السوري بشار الاسد ربطه أخيراً بـ»موافقة» الشعب السوري عليه. ويعتقد اصحاب هذا الرأي أنّ من غير المنطقي أن يكون النظام السوري جالساً في مؤتمر اقليمي – دولي وأن يبقى في الوقت نفسه مغيّباً عن مقعده الطبيعي في الجامعة العربية التي كانت سوريا احدى سبع دول أسستها في الاربعينيات من القرن الماضي.

لكنّ الحذر يقتضي توقع كل المفاجآت، بما فيها تأجيل موعد اجتماع القاهرة نفسه، خصوصاً انه تمّ تحديد موعده متزامناً مع انتهاء زيارة الموفد الاممي – العربي الاخضر الابراهيمي لسوريا التي جاءت بعد جولته التي شملت القاهرة وطهران وبغداد وقطر واستقرت في دمشق ليقيم فيها، وبعد طول غياب، اكثر في اربعة أيام متتالية، وهي زيارة تحمل هذه المرة دلالات تفاوضية ولا تكتفي بمجرد تبادل وجهات نظر، وذلك في ضوء المتغيّرات الاقليمية والدولية التي سبقتها منذ عام وحتى الآن.

ويشير الحذرون هنا الى أنّ غياب الرياض عن جدول زيارات الابراهيمي كان سببه اعتذار القيادة السعودية عن عدم استقبال هذا الديبلوماسي العربي

ـ الأممي المعروف بصلته الوثيقة بها. ولا يستبعد هؤلاء أن يستمرّ الموقف السعودي من اجتماع القاهرة في الاتجاه نفسه.

ويرى المراقبون أنه لم يكن ممكناً لهذه التحولات أن تحصل بهذه السرعة من دون مؤشرات عدّة سبقتها، سواء في الميدان السوري، او في المستوى الإقليمي عموماً، أو في المستوى الدولي خصوصاً.

ولقد بدا واضحاً أنّ نظرية مكافحة الارهاب قد باتت اكثر رجحاناً لدى الدول الكبرى وعدد من دول المنطقة على نظرية تنحّي الاسد. فمكافحة الارهاب المستشري في سوريا والذي تتناثر شظاياه لتطاول دول الجوار السوري تتطلب دعم جيش سوري قوي متحالف مع بعض قوى المعارضة المسلحة اكثر ممّا تتحمّل إبقاء سوريا في الفراغ لتتحوّل قاعدة أخرى لـ»القاعدة» وأخواتها.

وكانت «الجمهورية» قد لفتت قبل أشهر الى بداية تحوّل في الخطاب الغربي خصوصاً، والخطاب الدولي عموماً، من التركيز على «وحشيّة» النظام السوري الى التركيز على مخاطر تمدّد «القاعدة» وأخواتها في الشمال السوري، والى حدّ ما في الشمال اللبناني، وكذلك في الشمال الاردني.

ولعلّ هذا الاحساس بضرورة تبديل الأولويات في استراتيجية دول كبرى وإقليمية هو الذي يفسّر الكلام الواثق الذي قاله الاسد في مقابلاته التلفزيونية الاخيرة، كذلك تجلّى في دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أمس فريق 14 آذار الى التصرّف على أساس أنّ مشروع إسقاط سوريا قد فشل، وأنّ عليه أن يُقبِل على الحوار وتسهيل تأليف الحكومة الجديدة الآن ضمن المطالب المعروفة لفريق 8 آذار لكي لا يأتي يوم تتغير فيه موازين القوى بطريقة حاسمة، ويصبح ما هو مطروح اليوم وراء اللبنانيين وليس أمامهم.

ولعلها اكثر من مصادفة أن تتزامن كلمة السيد نصرالله أمس مع دعوة جامعة الدول العربية الى الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، لتؤكد أنّ التحوّل في المنطقة والعالم هو تحوّل جدي ينبغي على الجميع قراءته بدقة والانتباه الى أنّ إيران قد كلّفت سلطنة عمان رعاية مصالحها الديبلوماسية في كندا، علماً أنّ السلطنة هي من الدول المؤثرة في مجلس التعاون الخليجي، وقد لعب سلطانها قابوس بن سعيد على ما يبدو دوراً ملحوظاً في فتح الاقنية بين طهران وواشنطن يعادل الدور الذي لعبه رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان نفسه الذي زار طهران مرتين ببطاقة أممية ناقلاً رسائل اميركية

طارق ترشيشي- الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى