صفحات العالم

النار في هشيم “سايكس – بيكو”؟!

    راجح الخوري

فور انتهاء اجتماع “اصدقاء سوريا” في تركيا سارع جون كيري الى الاتصال بسيرغي لافروف مطمئناً: “لا تقلقوا لن تحصل المعارضة السورية على ما تطلب. لا غطاء جوياً ولا ضربات لقواعد صواريخ سكود ولا اسلحة هجومية للمعارضة، فقط سترات واقية ومناظير ليلية والمزيد من الضمادات”، [ربما رفوش ومعاول لحفر المقابر]… واطمئنوا الحرب طويلة!

في موازاة ذلك كان السوريون يلتقطون جثث عشرات من الذين تمت تصفيتهم في “جديدة عرطوز”، وكان بشار الاسد يبشرنا بدوره بأن الحرب طويلة، بينما كانت طهران تنشر صورة المرشد علي خامنئي يقف الى جانب السيد حسن نصرالله، في حين تردد ان التدخل الايراني لدعم النظام عبر العراق و”حزب الله” انتقل الآن من الدفاع الى الهجوم، اما الاردن الذي يطالب ببطاريات “باتريوت” اسوة بتركيا فكان يشكو الى مجلس الامن عدم قدرته على احتمال المزيد من تدفق اللاجئين السوريين، وهو ما لا يجرؤ عليه لبنان البلد الأبكم الذي يسحبونه من رقبته الى النار السورية، أوَلم يقل الاسد لضيوفه الاكارم من اللبنانيين ان سياسة النأي بالنفس هرطقة؟!

المستر كيري قذفنا بأكذوبة جديدة حين قال: “هذا العنف بدأ الآن يعبر الحدود ويهدد الدول المجاورة… حمام الدم هذا يجب ان يتوقف”. ولكن كيف اذا كانت الوثيقة الصادرة عن اجتماع اسطنبول قد بشرتنا بحصول المزيد من حمامات الدم، تلك التي تديرها وترعاها “الادارة الاميركية – الروسية للقتل” منذ عامين وذلك من خلال التأييد المتكرر لطاولة تفاوض في اطار “اتفاق جنيف”، طبعاً مع تهديد متكرر ومزعوم للنظام بأنها فرصته الاخيرة وإلا فان المعارضة ستحصل على ما تطلبه من الاسلحة!

هذه اكاذيب طبعاً، والدليل انه ليس هناك حتى الآن بعد ثمانية اشهر تقريباً، من يعرف موقع بشار الاسد من هذه الطاولة، هل يكون شريكاً فيها ام لا ومتى يغادر والى متى يبقى، كل هذا في حين يكب الاخضر الابرهيمي على تفسير طلاسم الطاولة ولا يفوته ان يطمئننا وبكثير من الحبور، الى انه لم يستقل ولن يستقيل قبل سقوط آخر قتيل سوري وان الرقص على القبور ممتع ولو كان “مهمة مستحيلة”!

نحن عملياً امام مواصفات مذبحة مفتوحة على مداها، تدار منذ عامين بالريموت كونترول الروسي – الاميركي، بهدف جعل سوريا مصيدة للاسلاميين والجهاديين، الذين تم استجلابهم بالتعامي المتعمّد عن بشاعات النظام، وبغرض تدمير الدولة السورية وانهاك الايرانيين واذرعهم العسكرية في العراق و”حزب الله”. اما الفصل الثاني فربما يكون دفع النار لتعبر الحدود الى لبنان والاردن بحيث تنضج بعد حين طبخة خرائط التقسيم الجديدة، التي ترى واشنطن انها يفترض ان ترسم على انقاض “سايكس – بيكو”!

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى