صفحات سوريةطالب ك إبراهيم

بعد تفجير الخلية سيناريو الإنقلاب


                                                                                           طالب ك إبراهيم

بقيت الساحة اليمنية ساحة مغلقة أمام مفاتيح الحل العربية وتدخلات الإقليم إلى ما قبل التفجير الذي أدى إلى حرق الديكتاتور المنسحب علي عبدالله صالح.

بعد عملية الحرق تلك تسارعت الأحداث ليخرج الديكتاتور من الحكم الطويل معززاً بمفاتيح النجاة من تبعات محاكمات أو قتل أو طرد أو سواه.

في عملية البحث في اختلافات الساحتين السورية واليمنية يذوب الاختلاف في مساحات التشابه الكثيرة بدءاً من شكل الحكم و سلوكياته ووحشيته ومصادرة الوطن ومقدراته على مدار سني الحكم كلها بطابع عائلي وتداخلات هامشية للآخرين..تفجير الديكتاتور اليمني يقابله في الساحة السورية تصفية خلية الأزمة، ودخول برنامج سياسي دولي وجه سيناريو الخروج ل صالح، يفتح باب التخمين في فتح سيناريو مقابل، لكن يعيقه حتى الآن الطبيعة الوحشية للنظام وخبرته القصيرة في معالجة الأزمات يقابلها عند اليمني خبرة طويلة وقراءة سريعة للواقع.

 مقتل عصارة النظام السوري “خلية الأزمة” ومن كان برفقتها، اختفاء الديكتاتور حتى الآن، انهيار معنويات أمن النظام وجيشه، والتي يحاول ضباطه الأمنيين والعسكريين رفعها عبر تصعيد هائل للعنف، انطلاق عمليات تحرير لدمشق وحلب، في نفس الوقت الذي شهدت فيه مدن شمال شرق سوريا عملية تحرير “ملغومة كما وصفها بعض المعارضين” بأيدي التنظيمات الكردية وتسليم مفاتيح مدن أخرى في نفس المكان لعناصر كردية أخرى موالية للنظام وانسحاب أمن وجيش النظام منها، وترقب دولي..

ثمة إدراك داخلي ودولي أن ساعة النظام قاربت على الانتهاء، لكن بأي وسيلة تأتي النهاية وعلى يدي من؟

هل وصل الأسد إلى قناعة أنه انتهى وعليه الرحيل؟

تصفية خلية الأزمة تؤكد أن ما يحدث في شوارع سوريا العريضة وحاراتها قد وصل القصر الجمهوري، وبديهي أن العملية يمكن أن تتكرر ويمكن أن تحصد رأس النظام أو غيره من متمميه، إذ أن كل تعقيدات الحفاظ على أمن الخلية باءت بالفشل، ووضعت متنفذي سوريا ومحركي أزمتها في التوابيت، ويمكن أن يكون القتل بحد ذاته طريقاً مختصرة للثورة، يدخل في دوامتها النظام ورأسه ضمن متاهات مصطلح “النهاية”.

نهاية النظام هي تصويب المجتمع الدولي الآن، تصويب عبر استثمار الحدث الأخير والانتقال إلى مشروع عمل سياسي، يحدد فيه حاجات ومصالح المجتمع الإقليمي و الدولي، بغض النظر عن الحاح الداخل ومقاومته وحماسه  لوضع حد للنظام ودمويته، يوقف بها عذاباته و سيل دمائه.

روسيا وإيران يدعمون النظام، فيما يعني أنهم مازالو في بحيرة الدم، وأنهم قريبون من سيناريو الحل والمصالح رغم أنف المعترضين.

الجامعة العربية تحرض على مشروع تأمين مخرج آمن للأسرة الحاكمة، شرط التنحي المبكر.

تسارع الحركة العسكرية للجيش الحر وامتداداته الإقليمية والدولية، تجعل مشروع التنحي المبكر عملاً مستحيلاً، باعتبار أن المهتمين بخروج “حضاري” قل عديدهم.

هل يعني ذلك أن سوريا مقبلة على انقلاب عسكري نوعي يختصر مصالح الجميع ويعيد خلط الأوراق في الداخل؟

هل يمكن أن يكون الانقلاب من بيئة النظام الداخلية ممن يعرف مساريبه و مفاتيحه وبدلالات دولية؟

أم يستطيع الشعب السوري بدمائه أن يخط بوابة سوريا الجديدة..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى