صفحات المستقبل

بمناسبة مؤتمر الهيئة في ستوكهولم


كلنا استقبلنا اليوم خبر اغتيال مشعل التمو والاعتداء على رياض سيف كالصاعقة، ولا يسعني إلا أن أطرح سؤالاً لماذا هم؟ ولماذا في جمعة المجلس الوطني السوري يمثلني؟

لقد علمنا اليوم أن مشعل الحرية كان عضواً في لجنة الأمانة العامة للمجلس الوطني، ولا شك أن لرياض سيف دوراً مهماً غير مصرح به في المجلس وقد دفع هذان البطلان ضريبة حريتهما.

لا عزاء لشهيد حسب الأعراف، يكفيه شرفاً وعزةً وكرامةً أنه عن الحق لم يحد… ولكن واجب العزاء لنا ولبلدنا الحبيب قائم، فلقد خسرنا اليوم صوتاً جهوراً للحق، وشعلةً للحرية في ليل الظلم الدامس… ولكن هيهات أن نقف الآن، هيهات أن تكل عزيمتنا في إسقاط النظام وقد أناروا لنا الدرب.

مشعل، وحمزة، وهاجر، وغياث، أسماؤهم أوسمة سنعلقها على صدور أبطالنا، ونسمي بها أطفالنا، ونعمد بها أسماء مشافينا ومدارسنا وجامعاتنا، لله دركم ودر جيرانكم في جنان الخلد، والبؤس لنا والخزي إن لم ننصركم ونقم للحق دولةً لنا.

لقد أبى هؤلاء أن يشقوا صفوف الوحدة، ولم يكونوا يوماً غرباء عن الحراك بل كانوا محركاً له، ترفّعوا عن حب الزعامة والأنا فرفعهم رب الخلق في قلوب الناس درجات فأضحوا رموزاً ومثالاً يشار إليهم بالبنان.

طالما جنحت إلى الصمت وأعرضت عن الخوض في مواقف الأشخاص مؤثراً العمل وحده، ولكن للصبر حدوداً ومن المحال دوام الحال.

اختلافي مع أعضاء هيئة التنسيق الوطنية اختلاف مبدئي لا شخصي وكيف لي أن لا أختلف معهم ولقد صدحوا بذم فلان وعلتان وخونوا هذا وذاك؟ كيف لي أن أنسى من يتحدث بلسان ومنطق النظام؟ من أعطى لنفسه وصايةً على الشعب فيصفهم يوماً بالأولاد، ويوماً آخر بالجدبان؟

يخرج علينا هيثم المناع على التلفاز ليلقي علينا -نحن الشعب السوري- درساً في الحرية والكرامة والاستقلالية، مطالباً في نفس الوقت بوساطة إيران وبعطف وحنان الدب الروسي، ومن ثم يتحفنا سمير عيطة في افتتاحية اللومند دبلوماتيك بمقالة عنوانها “الوطن للكل والدين لله” مختزلاً خلافه مع المجلس بأسس أيدولوجية هي في الأصل غائبة، و مروراً بالعودات المتمسك بخيار الإصلاح، وأخيراً حسن عبد العظيم الذي أسقط مطلب إسقاط رئاسة الأسد من مطالب الشعب.

لقد أضحت جميع هذه المواقف معروفة لنا ولا تغيب عن أحد منا، تماماً كضحكة خالد العبود الصفراء وهو يسمع ترهات المناع، ولكن ألا يحق لنا أن نسأل عن موقف كل من عارف دليلة وميشيل كيلو وبقية الأعضاء الكرام؟

لقد آثرتم السكوت وصمتم عن الكلام إلا المباح، ولم تتحدثوا إلا بالعموميات، كمن يحوم حول الحمى يخشى أن يقع فيه، ولكن إياكم أن تظنوا أن صمتكم هذا يحميكم، بل هو يشرككم في قول وعمل شركائكم الآنف ذكرههم، فالسكوت كما تعلمون من علامات الرضا!

سؤال آخر يؤرقني، كيف يقتل مشعل التمو، ويضرب رياض سيف، ويعتقل محمد العمار، ويعيش بالخفية كل من سهير الأتاسي ورزان زيتونة وتخرجون وتجتمعون بدون مضايقة أو حساب؟ لن أحذو حذوكم ولن أرميكم بتهم المؤامرة والخيانة كما يحلو لكم أن تفعلوا مع الأخرين ولكن أقل ما يقال أنكم أغبياء، نعم أغبياء تخدمون النظام بأفعالكم الوهمية وخطابكم السياسي العقيم.

ندرك خطورة موقفكم والتهديد المحيط بكم ولكن حري بكم الصمت إذاً، لم نسمع منكم غير خوفكم من الطائفية وعواقب حمل السلاح والتدخل الأجنبي، إلا الروسي طبعاً فهذا يشكر. أفعالكم وأقوالكم إن دلت على شيء فلا تدل إلا على غيابكم الكامل عن الواقع السوري وانشغالكم عنه بما تقتضيه مصلحة أحزابكم وأيدولوجياتكم.

لكم في مشعل الحرية وغيره أسوة فاتبعوها واقتدوا بها كما فعل كل من رياض الترك، وبرهان غليون، وحازم نهار وغيرهم ممن فطنوا أن للأفكار حربا ليس الآن موعدها بل عند صناديق الإقتراع.

ها قد بلغتكم وخالق الخلق والناس شهداء على ما أقول، وآخر قولي الشعب يريد إسقاط النظام، مؤسساتٍ وأفراداً.. وكل من يقف في طريق ذلك.

http://the-syrian.com/archives/44990

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى