صفحات العالم

الثورة السورية و المقاومة الايرانية..طريق واحد


أسراء الزاملي

لو سأل سائل عن أکثر النظم استبدادية و دکتاتورية في المنطقة على وجه الاطلاق، لکانت إجابته تتراوح بين النظامين الايراني و السوري، إذ أن مناقبهما و خصائصهما و خصالهما المختلفة من هذه الناحية کثيرة لامجال لحصرها او عدها.

التحالف القوي القائم بين النظامين السوري و الايراني، لم يکن بالامکان إستمراره و بقائه على حاله کل هذه السنين لولا لم تکن المحتوى و المضمون الاستبدادي القمعي للنظامين ليس متشابهين فقط وانما حتى متطابقين أيضا، وهذا هو السر الاکبر في بقاء هذا التحالف الاستراتيجي قائما على الرغم من کل المحاولات و الضغوط و العروض المغرضية”العربية و الدولية”المقدمة للنظام السوري کي يبتعد عن النظام الايراني، لکن يبدو أن نظام الاسد”الاب و الابن على حد سواء”، کان يدرك أن خروجه عن فلك حليفه الاستراتيجي أشبه بخروج السمکة من الماء!

المحاولات المستميتة التي بذلها النظام الايراني من أجل نصرة حليفه السوري و ضمان خلاصه من المأزق الکبير الذي وقع فيه، فيها الکثير من الادلة و الشواهد على تمسك نظام ولاية الفقيه بحليفه الى أبعد حد ممکن بل وانه قد تجاوز کل الحدود المألوفة و المتعارف عليها بحيث لم يهتم بآثار و إنعکاسات دعمه غير الاعتيادي للنظام السوري على الرأي العام في المنطقة و العالم وانما غالى في ذلك أيضا الى الحد الذي وصل به الحال الى وصف احداث الربيع العربي بأنها”مؤامرة”، بعد أن کان يصفها بانها إمتداد”للثورة الاسلامية”، على حد زعمهم.

اليوم وبعد أن وصلت الامور بالنظام السوري الى مفترق بالغ الخطورة و بات العالم کله ينتظر اللحظة التي يعلن فيها سقوط النظام، وبعد أن تواردت تقارير تتحدث عن تراخي عزم و حزم النظام الايراني و صنيعه حزب الله اللبناني في دعمها المقدم للنظام السوري، فإنه من الضروري جدا على الثورة السورية الانتباه و الحذر و ان لاتذهب بعيدا في تفاؤلها بهکذا تقارير، لأن ديدن النظام الايراني و صنيعه في لبنان، المخططات التآمرية للإلتفاف على الثورات و الانتفاضات، وانه وبعد أن عجز عن إخماد الثورة السورية و وصلت الحالة به الى حد اليأس، فيقينا سيفکر ببديل لذلك، مما يستدعي الحيطة و الحذر الکاملين، لکننا نرى أن الرد الافضل و الامثل على مخططات النظام الايراني التآمرية ضد الثورة السورية تنعکس في إرساء علاقات وثيقة و قوية مع المقاومة الايرانية التي تتصدى للنظام الايراني و تکافح ضده من أجل الحرية و الديمقراطية في إيران، وان التجربة الغنية و الممارسة العملية التي تمتلکها المقاومة الايرانية في تصديها و مقارعتها للنظام الديني، و قبل ذلك معرفتها و خبرتها الکبيرة بمخططات النظام التآمرية الداخلية و الخارجية، من شأنها أن تکون مفيدة جدا للثورة السورية و تساعدها على إجهاض تلك المخططات و القضاء عليها في المهد.

طريق الثورة السورية هو طريق ينتهي الى مفترق الحرية و الانعتاق من ربقة الدکتاتورية، وان طريق المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هو نفس الطريق من دون أي تغيير، ولذلك فإنه من الضروري و المهم جدا أن يبادر الطرفان للإلتقاء و التشاور و التآزر اليوم قبل غد!

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى