كتب ألكترونية

“بيت حافل بالمجانين”: حيوات تقود إلى أخرى

 

 

سارة عابدين

تسعة حوارات يمكن وصفها بالتاريخية انتقاها المترجم والكاتب المصري، أحمد شافعي، من مجلة “باريس رفيو”، التي تصدر منذ أكثر من ستين عاماً، وقد صدرت مؤخراً في كتاب تحت عنوان “بيت حافل بالمجانين” (الهيئة المصرية للكتاب).

بين إجابات إرنست همنغواي وميلان كونديرا وخورخي بورخيس وبول أوستر وسوزان سونتاغ ونجيب محفوظ وكارلوس فوينتس وإمبرتو إيكو، تبدو هذه الحوارات كما لو كانت عزاء للكاتب الذي يقرؤها، وفقاً لتعبير الروائي التركي، أورهان باموق، الذي كان يعيد قراءتها لـ “يسترد إيمانه بالكتابة”، في مقال عن حوارات “باريس ريفيو” ترجمه شافعي في مقدّمة الكتاب.

تكشف مقدّمة المترجم، صاحب رواية “الخالق”، اللذة التي يحاول مشاطرتها الآخرين، وهو بروايته قصة تعلّقه بقراءة كتاب “حوارات باريس رفيو”، يقول شيئاً يعرفه كل قارئ لهذا النوع الصحافي وليس بعيداً عن الصحة القول “النوع الأدبي” أيضاً، حيث يكتشف فيه حيوات أخرى ويقوده كتاب إلى آخر، وقصيدة إلى رواية وروائي إلى شاعر وهكذا..

يتساءل شافعي ويحاول أن يجيب عن سر متعة قراءة الحوار، ولهفة القراء على قراءته، بل ومتعة ترجمته، فيقول إن في الأمر شيئاً شبيهاً باستراق السمع على راكبين في قطار أو طائرة، أنت لا تقاطعهما، فقط تستمع إلى حكاية تصلك من دون قصد.

وفي حين يريد القارئ معرفة الإجابات، يؤكد شافعي على التمهل في قراءة الأسئلة، ويستعيد فكرة المحاور الجيد التي تحدّث عنها كنزابورو أوي، وهي قدرته على استخراج شيء جديد ممن يحاوره، لذلك تكون الأسئلة قطع الشطرنج التي يحركها الطرف الآخر، فلا ينبغي للقارئ أن يلتفت إلى الإجابة ويمر مسرعاً على سؤالها.

عناوين الحوارات تقول الكثير عن محتوياتها، نجد “أفضل ما يكون الكاتب وهو في حالة حب” مع همنغواي، وفيه نتعرّف على عادات الكتابة لدى صاحب “لمن تقرع الأجراس؟”؛ إذ يستطيع العمل جيداً في كل الظروف، لكنه يعتبر أن التليفون والزوار فقط هم مخرّبو العمل. كما نلمس حدة طباعه، إذ لا يتردد في أن يسخر من المحاور حين لا تعجبه الأسئلة.

أما مقابلة ميللر فجاءت تحت عنوان “لست ماهراً في التفكير، ويسوؤني أن أفكّر”، ويروي فيها تفاصيل العمل من دون خطة، مبيّناً أنه يكتب من مكان عميق، ولا يكون على دراية بما سيحدث. أما موضوع الجنس،، فيقول إنه جزء من تجربته الإنسانية وهو يكتب عنه لأنه عاش حياة جنسية ثرية، ولا يرى ما يدعوه إلى إقصائها.

وبعنوان “أحب العصور الوسطى كما يحب البعض جوز الهند”، يعتبر إيكو أن كتابة رواية تماثل إقامة عالم متكامل، أو كنيسة من القرن الرابع عشر، ليصبح الأمر بعد ذلك، هو وضع معالم ومحدّدات هذا العالم.

“العنوان الصالح لكل كتبي هو المزحة”، عبارة كونديرا التي توّجت الحوار معه، وفيه يشرح تكنيك كتابته من خلال الخوض في عمل مؤلفه الموسيقي المفضّل، ليوس جاناسيك، الذي كان يصر على تجريد الموسيقى من كل ما هو غير ضروري، ويرى الأمر في الرواية مماثلاً لذلك.

وفي حوار بعنوان “قصة سعيد مهران هي قصتي أنا”، يتحدث محفوظ عن الوظيفة التي ساعدته على مراقبة شخوصه وأبطاله في الناس من حوله، ويقول إنه يكتب الأشياء التي تترك انطباعاً في داخله، وتؤثر فيه، يكتب عنها بدلاً من أن يتحدث عنها. ويتطرّق إلى “أولاد حارتنا” معتبراً أنها عمل أسيء فهمه، هو كتاب عن الحارات كغيتوهات مغلقة، لكن تأويله قدّمه ككتاب عن الأنبياء.

أمّا سوزان سونتاغ فتقول “كنت أريد جميع أنواع الحياة، وحياة الكاتب بدت أحلى الأنواع”، وترى صاحبة “ضد التأويل” أن الكتابة ليست نشاطاً بسيطاً يصبح أسهل مع الوقت، بل إنها تزاد صعوبة، وتضيف أنها لا تفكر في الجمهور، فهي تكتب لأن هناك أدباً وليس لأن هناك جمهوراً.

العربي الجديد

 

لتحميل الكتاب من الرابط التالي

 

بيت حافل بالمجانين

 

أو من الرابط الثاني

 

بيت حافل بالمجانين

 

 

صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت

كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى