صفحات العالم

بين الاعلام السوري وإعلام الفضائيات…


حيدر رشيد

لا مجال للجدل في ان حراكا جماهيريا يجري قي سورية بغض النظر عن التضارب الحاصل بين مخرجات الاعلام الرسمي السوري واعلام الفضائيات العربية المؤيدة لهذا الحراك, فهذا التضارب هو شكل من اشكال الصراع نفسه الجاري على الأرض ومثل هذا التضارب يفرض نفسه على مواقف الرأي العام العربي للحصول على تأييده, فسورية بمواقفها الخارجية والاقليمية لها تأييد لا يستهان به في الوطن العربي وقد فجرت الاحداث الاخيرة فيها خلافا حول حقيقة ما يجري بداخلها وضع مثل هذا التأييد امام اختبار مهم.

المعضلة او المشكلة في القضية السورية وانعكاسات الربيع العربي عليها تكمن في اغلاق الاجواء السورية امام الاعلام الخارجي على اختلاف اطيافه واعتقد ان هذه المشكلة هي التي تضعف الموقف الرسمي السوري الذي لا يستطيع ان ينقل الاحداث كما هي, وقد سمعنا من المتعاطفين مع الموقف السوري عن وقائع تعزز وجهة النظر الرسمية السورية, ولكن وجهة النظر ه¯ذه يجري تداولها بين المتعاطفين مع سورية, ومن الواضح ان الاعلام الرسمي لم يستطع ان ينقلها بالقدر نفسه من القدرة على الاقناع التي ينقلها المدافعون عنه الى الجماهير العربية العريضة المنتشرة في المنطقة الرمادية بين المتعاطفين مع سورية والمعارضين لها.

في مقابل ذلك يبدو ان الاعلام المعارض للنظام السوري بات اقرب الى التصديق فهو اعلام مقموع ويتعرض للمطاردة اولا وهو ثانيا بديل عن الاعلام الخارجي ووسائله التي تنقل في العادة الاخبار عند تواجدها, الامر الذي يعطي للمشاهد الحيادي قدرة للخروج باستنتاجات أقرب الى الموضوعية والصحة بعيدا عن التحزب والتمترس المسبق, واكثر من ذلك فإن هذا الاعلام المستند بشكل اساسي الى كاميرات الاجهزة الخلوية واقوال شهود العيان الذين تتواصل معهم الفضائيات العربية خاصة يبدو متماسكا ويعكس صورا من الصعب انتاجها بالقدر نفسه من الدقة حتى مع الاستعانة بأكثر التقنيات الحديثة تطورا الامر الذي يزيد من صعوبة المهمة امام الإعلام الرسمي.

اعتقد من وجهة نظر موضوعية ان الاعلام الرسمي السوري يجب ان يقوم بنقلة سريعة وجريئة في التعامل مع الاحداث قبل ان تتقلص مساحة المنطقة الرمادية التي يقف فيها الباحثون عن تحديد موقف من الحراك في سورية وذلك لصالح المتعاطفين مع المعارضة, ولعل ما يلفت النظر وهذه مهمة جدا ان بعض الصور التي تبثها الفضائيات باعتبارها مرسلة من شهود عيان تبدو قريبة جدا من الاحداث الامر الذي يدعو الى الحيرة حول من يقوم بالتقاط هذه الصور للاساءة الى النظام في سورية.

العرب اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى