صفحات العالم

بين المعلّم والسيّد

 


زياد ماجد

لا يبدو التواصل في ما خصّ الوضعين العربي والدولي قائماً بين النظام السوري وحليفه اللبناني “حزب الله”. وفي هذا الكلام انطباعية خلّفتها المواقف التي أُعلنت مؤخّراً، وخصوصاً تلك التي تولّى الإفصاح عنها وليد المعلم وزير خارجية “سوريا الأسد” والسيد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله”.

ففي ما خصّ البحرين مثلاً، أيّد المعلّم نظام آل خليفة وقمعه للمظاهرات المعارِضة. كما أيّد في تصريح (نقلته وكالة سانا السورية) تدخّل قوات “درع الجزيرة” في المملكة ودعمها القوى الأمنية في فرض الطوق على المعارضة (واعتقال ناشطيها وقادتها). وفي المقابل، هاجم السيد نصر الله النظام البحريني وكرّس خطابات عديدة لدعم المعارضة البحرينية ورفض التنكيل بها، كما رفض التدخل السعودي-الخليجي في شؤون المنامة.

وفي ما خصّ الوضع في سوريا، اعتمد وزير الخارجية السورية مواقف محايدة تجاه الولايات المتحدّة، في وقت قرّر محو أوروبا عن الخارطة. أما أمين عام “حزب الله”، فلم يكترث بأوروبا ولم يُزِلها من “الأطلس”، بل صبّ جام غضبه على واشنطن معتبراً إياها مصدر التآمر على النظام السوري وقيادته.

بمعنى آخر، اتّهم نصر الله أميركا بالدفع نحو الفوضى في سوريا، في حين أعرب وزير خارجية الأخيرة استعداده للحوار معها ومع سائر الأطراف غير المحرّضة – بعرفه- ضد دمشق.

والحق أن استطرادين يفرضان نفسيهما.

ففي الشق البحريني، كان يمكن اعتبار موقف السيد نصر الله موقفاً “ديمقراطياً” لولا أنه في الحال السورية (وقبلها عام 2009 في الحال الإيرانية) أيّد الاستبداد وقتل المواطنين.

وفي الشق المؤامراتي، كان يمكن اعتبار موقف الوزير المعلّم “علمياً” في تعاطيه مع الولايات المتّحدة (أقلّ الدول الغربية انتقاداً للنظام السوري وجرائمه اليومية) لولا أنه أطاح بشبهة العلمية – وهو رئيس الديبلوماسية السورية – حين شطب أوروبا بثلاث كلمات.

الخلاصة في الحالين، أن موقفي المعلّم والسيّد من النظام في البحرين متناقضين مثلهما مثل الموقف من “هويّة المتآمر” على سوريا. وحدها تغطيتهما للفظاعات ضد الشعب السوري تبدو نقطة الالتقاء، يحتاج في سبيلها المعلّم تأييد نظام آل خليفة، فيما يستلّ لأجلها السيّد الذريعة الأميركية.

والخلاصة في الحالين أيضاً، أن الثورة السورية مستمرة إن تباين المعلّم والسيد أو التقيا، وأنها كل جمعة تتّسع وتزداد إصراراً على إسقاط الهمجية ونبذ أدواتها والمدافعين عن جرائمها، جميعهم بلا استثناء…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى