صفحات العالم

تغيرت قواعد اللعبة في سوريا


قد لا يسقط هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم و لكن أصبح من المؤكد أن بشار الأسد في طريقة للسقوط في سوريا. المسألة التي على السوريين و بقية الدول العربية و حتى امريكا حلها هي كيفية اخراج هذا الجزار من دمشق بسرعة و بأقل خسائر بشرية ممكنة.

لبضع أسابيع مضت كان تغيير النظام أمراً غير وارد. لكن مظاهرات المعارضة السورية أثبتت صلابتها و تحولت, طوعاً أو كرهاً, إلى انتفاضة مسلحة. و حلفاء النظام السابقين في العالم العربي و تركيا أطبقوا الخناق عليه. و حتى إدارة أوباما التي عقدت الآمال على تغيير ديمقراطي للأسد حتى الصيف أضحت تقول أنه “لا يمكن أن يستمر”, كما صرح مساعد وزيرة الخارجية جيفري فليتمان الأسبوع الماضي.

و قد كانت الجامعة العربية قد فاجأت العالم بتصريح مماثل حيث صوت 18 من أصل 22 عضو فيها على عقوبات جديدة و إيقاف عضوية سوريا. و يوم الأثنين اصبح الملك عبدالله ملك الأردن أول رئيس عربي يدعو الأسد للتنحي علانية. و تأتي كإشارة بالغة الأهمية عندما يستطيع مجلس الجامعة العربية المؤلف من أغلبية من الديكتاتوريين أخذ زمام المبادرة في سوريا بينما لم يستطع مجلس الأمن المتخاذل الشهر الماضي إصدار قرار يلمح فقط للعقوبات. ردت دمشق في اليوم التالي بإطلاق عصاباتها على السفارات القطرية و السعودية و التركية و بقتل العشرات من المتظاهرين.

من المفترض أن يطبق مجلس الجامعة هذه الإجراءات في اجتماعه في المغرب حيث ينوي وزير خارجية تركيا الحضور أيضاً لتقوية هذا التكتل المتنامي ضد الأسد. فبعد سنوات من العمل مع النظام السوري يقوم الأتراك الآن باستضافة زعماء المعارضة السورية و من بينهم قادة الجيش السوري الحر. و قد امتدح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان “المقاومة المجيدة” للمتظاهرين السوريين.

لقد قضى حتى الآن أكثر من 3500 شخص في سوريا. و ما يقض مضاجع النظام أكثر هو مقتل أكثر من 1000 من قوات الأمن و انضمام العديد من الضباط و المجندين إلى صفوف المعارضة مع عتادهم. أغلب هؤلاء من الطائفة السنية التي تشكل الأكثرية في دولة تحكمها أقلية علوية. و في أكثر الأيام دموية من بداية الثورة من عشرة أشهر تمكن منشقون عن الجيش في جنوب سوريا من قتل 34 جندياً من الجيش السوري.

إن أسهل الحلول هو خروج الأسد للمنفى مفسحاً الطريق لانتقال منظم للديمقراطية. و هنا كانت فائدة جبن مجلس الأمن الذي منع الأمم المتحدة من إحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية و بالتالي أغلق الطريق إلى المنفى كما فعل مع معمر القذافي في ليبيا.

إن لم يغادر الأسد بهدوء فهناك أساليب أخرى لجعله. فقد جردت العقوبات الأوربية على صادرات النفط النظام السوري من 4 مليارات دولار من العائدات السنوية, كما أن تضييق الخناق الاقتصادي أكثر قد يؤدي إلى انقلاب الطبقة العليا على الأسد. و قد ذكر السيد فلتمان من وزارة الخارجية عقوبات و مراقبات جديدة. كل هذا جيد و لكننا نأمل بأن تقوم الادارة الأمريكية بالاضافة للأتراك و العرب الأصدقاء باستخدام وسائل خفية لاضعاف نظام الأسد و تقوية المعارضة من دون إلغاء احتمال الدعم العسكري.

لطالما دعمت دمشق جماعات إرهابية إقليمية مثل حزب الله في لبنان و تلقت الأوامر من إيران, و لكن ما يؤكد الورطة التي وقع فيها نظام الأسد هو انتقاد إيران لقعمه المتظاهرين. قد تتحمل طهران سقوط الأسد و لكنها سترغب ببقاء حلفائها العلويين في السلطة. إن استمر نظام الأسد بالتقيح فسوف يسبب المزيد من المشاكل في لبنان و العراق و اسرائيل.

تضم سوريا موزاييك من السنة و العلويين و المسيحيين, لذا فعلى أي انتقال لحكم الأغلبية أن يضمن تماسك البلاد و عدم سقوطها في العنف الطائفي. و لكن كلما أسرع بشار بالرحيل و كلما كان رحيله أنظف, كلما تحسن وضع الجميع و بالأخص السوريين.

http://online.wsj.com/article/SB10001424052970204323904577038193266089440.html?mod=googlenews_wsj

صحيفة وول ستريت جيرنال

ترجمة : Sky Syria

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى