صفحات العالم

تواصل الانقسامات والقمع أهم أسباب ضعف المعارضة السورية


اشرف ابو جلالة

ترى تقارير أن الأسباب التي تقف وراء عدم قدرة المعارضة السورية على توحيد نفسها حتى الآن تعود للقمع وتركيبة المجتمع.

في وقت بدأ يُعد فيه الثوار في ليبيا العدة لمرحلة أخرى أكثر ازدهاراً ورقياً وتقدماً لبلادهم في حقبة ما بعد القذافي، جاءت الجهود التي بذلوها حتى الآن لتؤكد أيضاً على التحديات التي تواجه المعارضة المشتتة في سوريا. فبعد مرور 5 أشهر على تلك الانتفاضة التي بدأها السوريون ضد نظام بشار الأسد، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 2200 شخصاً، مازال يناضل المعارضون من أجل تشكيل جبهة موحدة يمكنها أن تكرر الدور الذي لعبه المجلس الوطني الانتقالي في الجماهيرية الليبية.

فبينما أقدمت المعارضة اليبية على تشكيل المجلس الوطني الانتقالي بعد 12 يوم فقط من بدء الانتفاضة، لمقاومة حكم القذافي داخل البلاد وحشد التأييد لهم على الساحة الدولية، اكتفى معارضو الأسد بعقد اجتماعات في أنطاليا وبروكسل واسطنبول وحتى العاصمة السورية، دمشق، لتشكيل قيادة للمعارضة وتوضيح خارطة طريق صوب نشر الديمقراطية على نطاق أكبر في سوريا.

لكن الناشطين السوريين في الشتات أخفقوا حتى الآن في مساعيهم لتشكيل مجموعة مظلة حظيت بتأييد الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تضفي الشرعية – وهم منظمو التظاهرات في سوريا.

ورغم أن الحملة القمعية الوحشية التي يقودها الأسد تُصَعِّب بلا شك من إنجاز تلك المهمة، إلا أن مجلة فورين بوليسي الأميركية أكدت في تقرير لها اليوم ضمن هذا السياق أن عدم تشكيل جبهة موحدة شكّل عائقاً أمام قدرة المعارضة على التواصل بصورة فعالة مع المشككين في تغيير النظام بأن هناك بديلاً ذا مصداقية لحكومة الأسد.

وتابعت المجلة بقولها إن واشنطن تدرك تماماً الفوضى الحاصلة في المعسكر المناويء للأسد. ويكفي ذلك التصريح الذي أدلت به وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وقالت فيه ” أعتقد أن الضغوط الدولية تحتاج إلى معارضة منظمة، وهي غير موجودة”.

وفي ظل عدم وجود قيادة معترف بها، تناور الجماعات السورية المختلفة – وبصورة أساسية الموجودة في الشتات – بغية تعزيز وضعيتها. وفي الوقت الذي تم الإعلان فيه مؤخراً عن أن الأكاديمي السوري المقيم في باريس، برهان غاليون، سيترأس المجلس الوطني السوري، الذي سيتكون أيضاً من أبرز الشخصيات الموجودة في المعارضة السورية التقليدية، مثل البرلماني السابق، رياض سيف، والناشطة سهير الأتاسي، والخبير الاقتصادي عارف دليلة، سارع غاليون وآخرون بإبعاد أنفسهم عن هذا الإعلان، قائلين إنه ليس لديهم دراية مسبقة بهذا الأمر. وبعدها، نفى غاليون أن يكون له أي علاقة بتلك المجموعة على صفحته على فايسبوك.

بينما قال آخرون إنها لم تكن سوى محاولة من جانب الثوريين الشبان، المحبطين من عدم إحراز تقدم. وقال الناشط السوري المقيم في أميركا، ياسر طبارة، الذي ساعد في تنظيم اجتماع للسوريين المناهضين للحكومة قبل أسبوع في اسطنبول:” هذه محاولة جادة من جانب الشباب للتواصل والمطالبة بأن نتحرك بشكل أسرع مما كنا”.

وبخصوص مؤتمر اسطنبول الذي أقيم مؤخراً على مدار أربعة أيام، بهدف توحيد الجهود السابقة للمعارضة تحت راية واحدة، قالت المجلة الأميركية إن المؤتمر قد تعرض لثمة عقبات أخرى، كما أوضح الصحافي السوري، تمام البرازي، بعد أن أشار في هذا السياق إلى أن المؤتمر جرى تنظيمه تحت مظلة أميركية.

 ومع أن الانقسامات الحاصلة بين صفوف المعارضة تعتبر انقسامات مفزعة، فإنها بالكاد تكون انقسامات مفاجئة. فمعظم الناشطين نشأوا في ظل حكم عائلة الأسد الاستبدادي، وتعكس الاختلافات الحاصلة بينهم العديد من الانقسامات الموجودة في المجتمع السوري، المنقسم في الأساس على أسس طائفية وعرقية وكذلك أيديولوجية.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى