صفحات سورية

زرع الفتنة العربية الكردية انتبهوا للغز التوقيت!/ حوّاس محمود

 

 

مع اشتداد ضربات الثوار ضد النظام المجرم في سورية، ومع انهيار معنويات ميليشياته الطائفية المتهالكة في أكثر من موقع ميداني ومع تغير موازين القوى الإقليمية والدولية وتأثيراتها على مسار الثورة السورية، ومع شعور النظام بأن أيامه النهائية قد اقتربت وأنه قد أوشك على السقوط في ظل انتصارات الثوار على جبهات درعا وحماة وحمص وحلب وادلب أقول مع هذه التغيرات بالاضافة إلى وجود تسريبات روسية تفيد عن احتمال تخلي موسكو عن المجرم بشار الأسد، فإن النظام السوري وبالاستناد إلى خبرته الكبيرة في زرع الفتنة بين مكونات الشعب السوري لمدة تزيد عن أربعين عاما قد لجأ إلى إحداث الفتنة عبر محاولات محمومة في السويداء بين المعارضة المسلحة ودروز السويداء وكذلك تحريك (ال.ب.ي.د) وسابقا داعش في تل ابيض (كري سبي) لإحداث فتنة عربية كردية

وللاسف فان الولايات المتحدة الاميركية التي سكتت عن كل الارتكابات الفظيعة ضد الشعب السوري هي الاخرى قد ساندت التحرك الجديد للـ(ب.ي.د) بتغطية من نظام بشار الاسد، ويبدو ان دوافع اميركا لهذا الاسناد عبر طائرات التحالف التي امنت غطاء جويا للتحرك الجديد في معركة تل ابيض هي اسناد النظام لأن اوباما لا يريد تحريك الستاتيكو السوري والركود في التغيير في موازين القوى العسكرية في سوريا وبالتالي لا يريد حسما قريبا للصراع الدائر الآن وابقاء الامور على ما هي عليه اقله ضمن فترة ولايته الحالية حتى نهاية عام 2016، وهنا تضافر الدافع الاميركي لبقاء الامور كما هي مع دافع النظام الفتنوي للإستمرار في الحكم وقتل الشعب السوري مع دافع الـ(ب.ي.د) في ازعاج تركيا وارضاء لبشار الاسد ودفع داعش لزرع الرعب والفوضى، ليأتي بتداعيات خطيرة على مسار الثورة السورية وزرع الحزازات والحساسيات القومية والعرقية والمذهبية والدينية بين مكونات الشعب السوري.

وللأسف انشغل وانجر الكثير من المثقفين الكرد والعرب لفخ النظام وفتنته المقيتة (المغطاة دوليا عبر التحالف الدولي، التحالف الذي يسكت هنا ويتحرك هناك دون أي خدمة للشعب السوري وبغياب أي حل سياسي وحتى انساني لمأساة هذا الشعب الذي دفع ثمن حريته ويدفع غاليا وباهظا جداً) في نقاشات ومهاترات وحتى شتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر تشنجات لا تدل على تبصر وبعد إدراك ووعي راقٍ بحيثيات مجريات الأحداث في سوريا ومدى خبث النظام ومكره، من خلال تعامله مع أزمته المزمنة والقاتلة له، وكأن أربع سنوات من الصراع المرير بين السلطة والشعب عبر الثوار لم تمنح هؤلاء المثقفين الحكمة الكافية المستخلصة منها لمعرفة خبايا ونوايا وغايات النظام وألاعيبه في التهرب من حبل المشنقة، وللأسف كان من المفترض أن تتحلى النخب العربية والكردية بقدر عال من الوعي والحكمة والمسؤولية، وماكان عليها ان تنجر لألاعيب النظام في دق الاسافين بين مكونات الشعب السوري

نحن نعلم ان الـ(ب.ي.د) له علاقات مع النظام وهو التنظيم المحسوب على الكرد لكنه هو المسؤول ايضا مع النظام عن تشرد وهجرة الاف الشباب الكرد من المناطق الكردية اضافة الى اتخاذه اجراءات واساليب لا تخدم الكرد قبل غيرهم، وهو لايزال يمارس عمله السياسي والميداني تحت راية البعث السوري وتواجد قوى امن النظام المتعفن في المناطق الكردية تحت حجج وذرائع شتى، لكن هذا لايبرر للكل الكردي المثقف والمسيس أن ينخرط في موجة التذابح الفكري والسياسي على غرار الصراع المسلح بين داعش والـ(ب.ي.د)، لأن محرك الطرفين الميدانيين هو واحد معروف للجميع.

وأخيرا أقول إن انجرار النخبة العربية والكردية إلى هذا التشاحن في هذا التوقيت الحساس من اقتراب دنو اجل النظام المجرم ما هو إلا خدمة كبرى له.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى