صفحات العالم

ثلاث نساء سوريات في الإعلام الفرنسي: لا يمكن لأحد أن يكون على الحياد


إعداد وترجمة دلال البزري

النساء السوريات يظهرن قليلا على الشاشة الاخبارية التي تغطي الثورة السورية. وأسباب هذا النوع من الغياب كثيرة. ولكن اهمها على الإطلاق ان قوات النظام السوري، بخلاف قوات انظمة عربية اخرى، واجهت الثورات وما زالت، تقتل النساء عمدا. عدد الشهيدات من النساء السوريات بلغ حتى الآن 51 شهيدة، فضلا عن 14 طفلا.

المرأة السورية مع ذلك تتظاهر حتى حين يبلغ القتل والاعتقال حدود الجنون. تنتظر المتظاهرين على ابواب المنازل لتزوّدهم بالمخبأ والماء والدواء. تنظم التغطية الاعلامية الخطيرة لكل التظاهرات وعمليات القتل، وتحفر الحيطان داخل المنازل.

نساء سوريا برزن ايضا في مجال إلهام الثورة واشعالها، والمبادرة الى تنظيم فعالياتها، والدفاع عن المعتقلين، وتنظيم اللجان التنسيقية القائدة الميدانية للثورة. هنا بورتريه عن ثلاث نساء برزن في المواجهات الجارية

تحقيق عن سهير الاتاسي ورزان زيتونة، ثم مقابلة مع سمر يزبك (“ليبراسيون” 14 آب 2011).

ما كادت سهير الاتاسي ترسل الى اصدقائها على الفايس بوك انها تحلم بالخروج من مخبئها لتتمكن من رؤية والدتها وضم ابنها بذراعيها، حتى ردّ العشرات من اصدقائها : “لا… اصبري الآن يا بطلتنا!” واعدين اياها بأن “الحرية باتت قريبة”. وسهير الاتاسي، المعارضة الدؤوبة لما تسميه “جملوكية الأسد” (جمهورية ملكية)، هي الآن مطارَدة من امن النظام السوري بعد اطلاق سراحها في نيسان الماضي بكفالة. ليست بعيدة تماما عن عائلتها كما تقول جوابا على الاسئلة التي طرحناها عليها عبر البريد الالكتروني. وهي تتابع: “ولكنني الآن مهددة بالموت، وليس فقط بالسجن. افراد عائلتي لا يجب ان يعرفوا اين اختبئ، وإلا سيلاحقون هم ايضا”.

وهناك مبرر منطقي لخوفها هذا: فزوجها، كما شقيق زوج المحامية رزان زيتونة، (وهي ايقونة اخرى من ايقونات الاحتجاجات السورية)، اعتقلا في ايار الماضي، ومصيرهما يقلق مرصد حماية حقوق الانسان الذي يؤكد بأنهما “معتقلان في مكان مجهول، وغرض اخفائهما هو إرغام رزان زيتونة على تسليم نفسها”.

وجها هاتين الناشطتين ليسا معروفين لدى الناس، بمن فيهم المحتجون الذين يتظاهرون تحت شعارات هن اللواتي صغنها. ولكن اسما رزان وسهير مرتبطان بقوة بالحركتين الأبرز اللائي عبأن المتظاهرين المطالبين باسقاط نظام بشار الاسد.

سهير الاتاسي (40 عاما) تؤكد بتواضع: “انا لست سوى عضو في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”. اما رزان زيتونة فهي معروفة بصفتها “ملهمة” المبادرات المشتركة للجان التنسيق المحلية التي انتشرت في كل ارجاء الاراضي السورية منذ بداية الثورة في اواسط شهر آذار الماضي.

وكفاح رزان زيتونة وسهير الاتاسي بدأتا قبل ذلك بكثير. يقول محمد، وهو شاب في الـ24 من العمر، وناشط في احدى الضواحي الساخنة من دمشق: “انني احترم بعمق هؤلاء النساء السوريات الحرائر. أولئك النساء المثقفات والحديثات اللواتي كن يعبرن عن آرائهن فيما كان الرجال يلوذون بالصمت”.

رزان وسهير، بدأتا نشاطهما عام 2001، ومنذ هذا التاريخ كانتا بمثابة شوكتين مغروستين في قدم النظام السوري.

منتدى سهير الاتاسي من اجل الحوار والديموقراطية افتتحته سهير آنذاك باسم والدها، وهو طبيب نفسي وكاتب وقومي عربي محترم. . وهي سليلة عائلة سورية كبيرة من حمص، ثالثة المدن السورية. والمنتدى نظم سجالات وحوارات بين المثقفين السوريين. يقول احد المعتادين على هذا المنتدى: “ان حماسة صاحبة المنتدى ومرحها اضفيا على المكان أهمية خاصة”.

في عام تأسيس المنتدى، بعدما عاد الرئيس بشار الأسد عن “ربيعه الديموقراطي” الذي لم يدُم أكثر من بضعة اشهر، اعتقل العديد من المعارضين المواظبين على المنتدى، ومن بينهم سهير الاتاسي نفسها.

في هذه الاثناء، رزان زيتونة، ولم تتجاوز وقتها عمر الـ 24 سنة، تحاول الدفاع عن هؤلاء السجناء عبر الجمعية السورية لحقوق الانسان التي كانت انشأتها لتوها بالمشاركة مع عدد من المحامين، وهي تنشر في الصحافة العربية مقالات جريئة تعبر فيها عن معارضتها الدوؤبة للنظام. ورزان التي كان يمكن لها ان تبني مستقبلا آمنا بفضل مهنتها، منعت ابتداء من العام 2002 من مغادرة سوريا، وكرست نفسها من اجل الدفاع عن السجناء السياسيين. اما نشاطها في مساعدة عائلات السجناء والبحث عن تمويل اجور المحامين الذين يدافعون عنهم، ومن اجل لفت انتباه الصحافة الغربية حول اوضاع المعارضين السياسيين، فقد جلب لها الجوائز العالمية والاحترام العميق من قبل شباب وشابات الجيل الجديد الذين تجدهم اليوم في الشارع يتظاهرون. آخر مقالاتها نشر في صحيفة “المستقبل” اللبنانية، هو بيان من اجل اللاعنف. هي التي اوحت للمتظاهرين برفع الزهور بدل البنادق كتبت: “نعم هناك من لا يزال يرفع الزهور بدل البنادق. قد يبدو هذا الامر ساذجا او طوبويا في بداية الامر. ولكن حاملي الزهور يرون الامر بصورة مختلفة، وهم يأملون بأن الثورة سوف تغيّر سوريا”.

سهير الاتاسي التي تحيّي بدورها المتظاهرين السلميين، تقول: “ان غصون الزيتون التي تتحدى السلاح تبيّن للعالم اجمع بأن اصوات المتظاهرين تحمل من المعاني أكثر مما تحمل آلة النظام القمعية. وهي تضيف: “انني معجبة بالوعي السياسي لهؤلاء الشباب الثوريين، وخصوصا بقدرتهم على تنظيم التظاهرات، على تصويرها بواسطة هواتفهم النقالة وعلى ايصال هذه الشرائط على مواقع التنسيق ووكالات الانباء وذلك بدقة شديدة حول مكانها وزمانها”. وهي تمضي نهارها خلف شاشة الكمبيوتر تخطّ رسائل التشجيع الى هذا او ذاك من خلال صفحة منتداها الذي لم يعد له وجود الا على الفايس بوك. ويقول عنها برهان غليون، الذي كان استاذها المشرف على رسالتها في جامعة باريس 3 عام 2007: “انها تجد الطريقة في رفع معنويات اصدقائها، حتى الذين يعيشون في الخارج”. اما عن الاثنتين، فيتابع غليون: “رزان، مثل سهير، تجسد التيار الديموقراطي العلماني وسط مكوّنات المجتمع السوري الاخرى”.

ان شعبية هذين الوجهين تعود ايضا الى قربهما من الشعب. تكتب رزان زيتونة في احد مقالاتها: “ما امسكني عن التخلي عن كل شيء في اوقات الاحباط التي اصابتني، هو انني لم اكن قادرة على ترك ام محمدج لمصيرها وهي تضرب على ساقيها وتسألني باكية عن ابنها ان كان حيا او ميتا، أو عندما يطرح عليّ زوجها السؤال نفسه عبر الهاتف”. اما سهير التي تعيش الآن في مكان سري، والتي ما زالت توقع كل رسائلها “موعدنا مع الحرية!”، فهي تتابع: “كم هو محبط ان لا استطيع الانضمام الى المتظاهرين والصراخ معهم: “بارادتنا سوف نسقطك يا بشار!”، أو “خائن من يقتل شعبه!”.

سمر يزبك، 41 عاما، هي واحدة من اهم الروائيات من بين ابناء جيلها. لها أربع روايات وتكتب بانتظام في صحيفة “الحياة” اللندية. سمر يزبك ابنة عائلة علوية كبيرة، وهي ناشطة جدا منذ بداية الثورة السورية. وقد تعرضت للاعتقال مرات عدة ، وكتبت عن تجربتها تلك في الصحافة الغربية

– بعد كل هذه السنوات من الديكتاتورية، هل فاجأتك الثورة السورية؟

– نعم ولا. لا، لأن الشعب السوري يتعرض للإذلال منذ اربعة عقود، ويعيش تحت قبضة اجهزة المخابرات. قبيل اندلاع الثورة، لم تكن هذه الأجهزة تكتفي بالسيطرة على المجتمع، بل كانت تدير مجمل حياة المواطنين. في سوريا، نحن لا نتمتع بأية حرية في التعبير او الرأي. مجرد سفر الى الخارج يحتاج الى اذن. بلادنا لا تعرف اية حياة سياسية. نحن نعيش في ظل نظام الحزب الواحد. سوريا ليست جمهورية بل نظام عسكري. كل هذا ليس جديدا، ولكنه تراكم بمرور السنوات. الجديد انه في ظل عهد الأسد الأب، لم يكن هناك فضائيات ولا انترنت ولا فايس بوك ولا يوتيوب. الخوف كان يشلّ الناس. كان بوسع النظام ان يقمع مدينة، بل منطقة باسرها، ولا أحد يعلم. وما ساعد على ذلك ان الأسد الأب كان يحظى بدعم دولي: الاميركيون والاسرائيليون كانوا يرونه ضروريا للتوازن الاقليمي.

– ما الذي تغير مع قدوم بشار الأسد؟

– مع بشار صار النظام عائليا. رامي مخلوف، ابن خالة الاسد، قابض على 60% من اقتصاد البلاد. هناك انفتاح اقتصادي، ولكنه لا يفيد الا في بعض العائلات. ان انتفاضتنا هي ثورة سبارتاكوسية (نسبة الى سبارتاكوس)، ثورة العبيد ضد اسيادهم. الاعلام الجديد والشبكة سمحا بتكوّن رأي عام في كل العالم العربي، بما فيه سوريا. جيل جديد من المتعلمين الذين ينشطون من اجل حقوق الانسان، بدأوا بتنظيم اعتصامات تضامن مع ثورتي تونس ومصر. وقد قُمعوا بسرعة. وفي 16 آذار الماضي، قام عدد من المثقفين بالاشتراك مع اهالي معتقلين بالتجمع امام وزارة الداخلية، فتعرضوا لاعتداء شرس من قبل الشرطة والشبيحة. بعد ذلك مباشرة، اندلعت احداث درعا بعدما اعتقل عدد من المراهقين كانوا يكتبون شعارت معادية للنظام على حيطان المدينة. وعندما ذهب اهاليهم لمقابلة المحافظ عاطف نجيب، أحد أبناء خال الرئيس، اجابهم: “انسوا أولادكم، انجبوا غيرهم! واذا لم تعرفوا كيف تنجبون، أرسلوا زوجاتكم!”. كانت تلك هي الشرارة.

– متى ادركت انها ثورة؟

– انها ثورة حقيقة، بدأت في الريف، ثورة مهمشين ومنسيين. النظام كان يقتلهم ويقمعهم بسهولة طالما انه يعتقد بأن هؤلاء هم من الفئات الرثة. بعد ذلك ، أتى دور المثقفين. لقد ذهبت الى معظم المدن التي تظاهر ابناؤها، درعا، بانياس، اللاذقية، دوما. منذ البدء، وقبل نشوء لجان التنسيق، كانت الشعارات متطابقة. الناس كانت تريد ان تتوقف اجهزة الامن عن التدخل الدائم في شؤونها اليومية. بدأ الامر بشعارات اجتماعية واخرى تطالب بالكرامة. بعدها بشهر واحد، بعدما ازهقت كل هذه الدماء، بدأت تبرز الشعارات المطالبة باسقاط النظام.

– عندما دخل الجيش الى درعا في نهاية نيسان، هل فكرت بأنه يسجل بذلك نهاية الانتفاضة؟

– في البدء، كنت دائما خائفة من ان يقضي النظام على الاحتجاجات. ولكن هنا بالذات برزت المعجزة السورية: ففيما الدبابات تحتل درعا، والجيش يرتكب فيها المجازر، وضعت انشطة تنسيقية لكي تنطلق التظاهرات المتضامنة مع درعا في كل انحاء البلاد. هنا صار النظام يقتل كيفما اتفق. وحصلت مبادرات لم يسمع عنها الخارج: منها مثلا قدوم اطباء الى درعا، من دمشق ومن مدن اخرى، وفي سرية تامة. فالشباب من اللجان التنسيقية خلقوا من لا شيء مجتمعا مضادا.

– المدينتان الرئيستان، دمشق وحلب، لم تلتحقا حتى الآن بالثورة. لماذا؟

– اولا، يوجد في المدينتين أكثر الطبقات الاجتماعية استفادة من النظام. ولكن اذا شعرت هذه البرجوازية التجارية بأن مصالحها مهددة، فسوف ينتهي بها الامر الى معاداة الأسد. والبلاد تمر بأزمة اقتصادية خانقة ألان…

اما السبب الثاني، فهو ان الشوارع في هذه المدن، وكل مجالها العام، تحتلها اجهزة المخابرات التي تمنع اي تجمع. النظام مصاب بهوس المدينيتن. ففي العاصمة تجري يوميا تظاهرات صغيرة، ولكنها تقمع قبل انطلاقها. في احد الايام، اردنا تنظيم مسيرة في حيّ عرنوس الدمشقي. وقدد مرّرنا لبعضنا بعضا كلمة السرّ من دون الاعتماد على الفايس بوك او التويتر او الرسائل الخليوية. كان عددنا 80 الى 90 شخصا. وفي اقل من خمس دقائق، وجدنا الامن والشبيحة يحيطون بنا من كل جهة، ويضربوننا بالهروات.

– النظام يحاول تأجيج المشاعر الطائفية. هل نجح بذلك؟

– لا ننكر بأن الواقع الطائفي موجود في سوريا. ولكنه لم يشعل حربا اهلية وإن كان النظام يقوم ما بوسعه لاندلاعها. حصلت بعض الثارات، ولكن بالمقارنة مع تجاوزات النظام، ليست سوى اعمال معزولة. انا من قرية جبلة، وهي قرية مختلطة سنية علوية قريبة من اللاذقية. عندما قتل الامن فيها 11 سنيا، ذهب عناصره الى العائلات العلوية وطلب منهم ان يحموا انفسهم، لأن السنة سوف يثأرون لقتلاهم، كما قالوا. وقام الشبيحة ببيع السلاح الى العلويين، اما النتيجة الآن فهي ان جلبة مقسومة الى اثنين.

– من هم الشبيحة؟

– انها ميليشيا من الشباب العلوي الذي ولد في الثمانينات، وكبر في محيط آل الأسد. وهم مخلصون للنظام بصورة مطلقة. اعضاء هذه الميليشيا يكافأون مقابل أفعالهم الحقيرة، ويعملون بالتنسيق مع المخابرات والشرطة والجيش. وهم الآن الذين يقومون بالعمل الوسخ.

– بما تفكر الطائفة العلوية التي تنتمين اليها، وينمتي اليها ايضا آل الأسد؟

– غالبية العلويين متضامنة معهم. هم يعتقدون بأنهم سوف يدفعون غاليا ثمن سقوط النظام، فيما لم يتحقق لجميعهم الاستفادة منه. ولدى العلويين ايضا ذاكرة قديمة من الاضطهاد والاستغلال السابق. ولكن ضمن النخبة العلوية يشارك الشباب العلوي في لجان التنسيق الثورية، خصوصا في منطقة اللاذقية. اما المسيحيون، فهم منسحبون. غالبيتهم تخشى الأكثرية السنية وتتجاوب مع دعاية النظام القائلة بتسرّب مجموعات سلفية في التظاهرات.

– انت ايضا تم اعتقالك…

– نعم، في البدء حصلت حملة علي شخصيا على الانترنت. لقد اعتقلت عدة مرات. وبما انني مؤلفة معروفة في سوريا، وانتمي كذلك الى عائلة علوية كبيرة، لم يدم بقائي طويلا في السجن. ولكن في كل مرة، اقتدت الى السجن كنت مقفلة العينين برباط؛ وقد طرحوا علي الاسئلة وهددوني خلال ساعات طويلة. وبما انهم لم يكن بوسعم ان يؤذوني، ارادوا ان ارى بأم عيني ماذا يحصل للسجناء الآخرين، وكيف يعذبون. كانوا يريدون ان أتخذ مواقف ضد الثورة. وبما انني لم ارضخ، قاموا بحملة لتلطيخ سمعتي. فقد وزعت مناشير في قريتي تصفني بالـ”خائنة” وتدعو الى قتلي. بعض العلويين اتصلوا بي وهددوني. وهذا ما يخيفني اكثر من الاعتقال نفسه. في المرة الخامسة التي استدعيت فيها الى المخابرات، اخترت العيش سرا، والاختباء. وفي اليوم الذي اعلن فيه النظام عن ترتيب حوار وطني والسماح للجميع، بما فيهم المعارضين، بالسفر، تركت البلاد.

– هل تفكرين بالعودة الى سوريا؟

– طبعا انها بلادي. الناس تموت هناك، وانا افكر بها كل يوم. انا لست منفية.

– النظام رفع حالة الطوارئ وسمح بالتعددية. ما رأيك بذلك؟

– انها رماد على العيون. الاصلاحات الحقيقية تعني نهاية النظام. اذا حصلت انتخابات في سوريا، فان نظام بشار الاسد سوف ينتهي. واذا كان النظام يؤمن فعلا بالاصلاحات، كان توقف عن قتل شعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى