بدرالدين حسن قربيصفحات سورية

جرائم النظام السوري شاهد ومشهود


بدرالدين حسن قربي

ليس غريباً أن تحتل عصابات النظام السوري وشبيحته المرتبة الأولى عالمياً في أعمال الإبادة المتوحشة ضد شعبها الأعزل، بتحولها إلى قاتل للمواطنين والأطفال، ومغتصب للنساء، وحارقٍ لجثث الضحايا خلال عام كامل من بدء الثورة.

قد يستطيع النظام بما أوتي من أفانين الكذب والافتراء أن يبرّر ملاحقته لعناصره وجنوده المنشقين والتاركين لجيشه بآلاف الدبابات والآليات العسكرية وعشرات الآلاف من الجند والشبيحة تعيث على أرض سوريا قتلاً ودماراً بمبررات واهية لمدة بلغت عاماً كاملاً مكتملاً. ولكن ماذا عن قتل المدنيين وسفك دمائهم وارتكاب أبشع المجازر فيهم، وهم ليسوا في أشد أحوالهم أكثر من متظاهرين مسالمين، وماذا عن أقبح المجازر ذبحاً وقتلاً وحرقاً ورمياً للجثث في مكبات النفايات والتمثيل بها إلى درجة غير متصوّرة، من أن صنفاً مهما بلغ من التوحش أن يفعل مافعلته قوات الأسد وشبيحته في مواطنيها.

مايلفتنا هنا بروباغندا النظام وإفكه بنسبة ماتفعله عصاباته وشبيحته وبمعزل عن أي وجود إعلامي عربي أو دولي محايد إلى القوات المنشقة عن جيشه أو مايسميه بالمعارضة المسلحة والعصابات المتمردة، وله في ذلك أنصار وأجناد يعملون ليل نهار على تغطية السموات بالقبوات، والمجادلة في البدهيات.

وللرد على مثل هذه المقولات المختلقَة، نذكّر بأمر معروف ومتواتر تسبب في تفجير ثورة مشهودة مازال أوارها مشتعلاً حتى اليوم، وهو ما فعله ضابط أمن محافطة درعا قبيل عام في اعتقاله لتسعة عشر طفلاً تتراوح أعمارهم بين العاشرة والثانية عشر من مدرسة الأربعين الابتدائية في درعا قرابة شهر لم تأخذه في تعذيبهم رأفة ولا رحمة، بلغ التوحش فيه حد تقليع الأظافر.

ونذكّر أيضاً بأن المعارضة المسلحة التي ينسب إليها النظام هذه الأفعال هي شاهد إثبات على جرائمه، وانشقاقها بالآلاف ضباطاً وأفراداً عنه بسبب المارسات القمعية وأوامر القتل التي كانت تطلب منها دليل قاطع ضده. لأنها جنوده وضبّاطه وعساكره الذين تربوا في ثكناته وتدربوا على أسلحته، وإنما أخلاقهم وشرفهم منعهم من إطلاق النار وممارسة القتل على شعبهم من المتظاهرين السلميين إنفاذاً لأوامر النظام القامع، فكان جزاؤهم أن يقتّلوا مما تسبب في انشقاقات بات أصحابها ملاحقين متّهمين مخوّنين ومعارضين مسلّحين يراد تصفيتهم. فهل لمن هرب وانشق لرفضه قتل مواطنيه ووضع دمه على كفّه أن يقوم بقتل المدنيين العزْل والتمثيل بهم..!؟ ثم إن كان مايقوله نظام القتلة والشبيحة فيه بعض الصحة، فلماذا لايدعو إلى تحقيق دولي مشهود ويثبت فيه هذه الجرائم ويوثّقها ويصبح عنده مبرراً لملاحقة هؤلاء بتهمة الإرهاب والإفساد.

إن رفض النظام أي تحقيق، ومنعه منظمات المجتمع المدني ومعها المنظمات الإنسانية كالهلال والصليب الأحمر من الدخول إلى مناطق عملياته، ورفضه حتى الحضور الإعلامي المحايد عربياً ودولياً، وعدم إعلان أسماء الضحايا وتعزية أهلهم ومواساتهم ولو بإظهار قليل من الحزن عليهم وتخفيفه من مظاهر الفرح بانتصار مزعوم ووعدهم بملاحقة القتلة، فضلاً عن تاريخه الإجرامي المعروف لعشرات الآلاف من الضحايا، ووجود عشرات الآلاف من اليوتوبات والفيديوات المصورة عن جرائمه، تثبت بالأدلة القاطعة جرائمه ومجازره وتوحشه، وتؤكد أن نظام بشارسيسكو ماضٍ عاجلاً لا آجلاً إلى مصير المجرمين العتاولة الذين سبقوه من أمثال القذافي وتشاوسيسكو، وأن كل مايفعله هو من علامات آخرته التي اقتربت ساعتها، ولن ينفعه يومها أمن ولا شبيحة، ولا دجل عصابات، ولا كذب أفّاكين ولا فبركة مفترين، بل ويل يومئذٍ للمجرمين.

•                    نعتذر عن عرض عشرات اليوتوبات المؤكدة لمجازر النظام وحرق الجثث لاسيما من الأطفال والنساء، مما تعافه النفس ولا تحتمله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى