صفحات سورية

حديث منفعل عن الاكثرية السنية والاقليات


ميخائيل سعد

منذ اغتيال درعا وصولا الى اغتيال كل مناطق سوريا وانا وغيري نراقب عن بعد ما يقوم به النظام من اعمال اجرامية لا يفعلها حتى جيش احتلال، منذ ذلك الوقت ونحن نتجاهل حقيقة غياب ابناء الاقليات عن الحراك بحجة عدم الانجرار للعبة الطائفية التي يسوق لها النظام من جهة وحرصا على الوحدة الوطنية المنشودة. وكان المتظاهرون اكثر حرصا من الجميع على ابراز وحدة الشعب السوري وبعدهم عن الطائفية وتمسكهم بسلمية الحراك، وتضخيم كل مشاركة من ابناء الاقليات واعطاءها خمسة او عشرة اضعاف حجمها الحقيقي، كل ذلك بهدف ارسال الرسائل الى الاقليات التي تقول اننا اخوة في الوطن لنا ما لكم وعلينا ما عليكم. يبدوا ان ذلك الجهد ذهب مع الريح الا اقله، فلماذا ابناء الاقليات صامتون بل معادون للحراك ومساندون لنظام القتلة الاسدي؟ كيف لابناء الاكثرية ان يتعاملوا معهم الان ومستقبلا ؟ من هو الطائفي الحقيقي اهو ابن الاكثرية الذي ليس بحاجة لان يكون طائفيا، ام هو ابن الاقلية الذي يساند النظام وهو يقتل ابناء وطنه ؟ من هو الطائفي حقيقة ومن هو الذي يهدد العيش المشترك، هل هو من يقدم روحه واملاكه واحيانا عرضه من اجل تحرر سوريا من هذه العصابة ام هو الصامت والسلبي بل المؤيد للعصابة قولا وعملا، من هو الطائفي؟؟؟ لماذا لم يتحرك المسيحيون في درعا وفي ازرع مع ابناء مدنهم المسلمين ؟ لماذا لم تتحرك باب توما والقطاع والتجارة مع احياء دمشق السنية؟ لماذا لم يتحرك دروز السويداء تضامنا مع سنة حوران؟ لماذا يتضامن الريف السني في حمص مع المدينة التي ذبحت مرات وما تزال؟ لماذا لم يتضامن علويو حمص وريفها ومسيحييها وريفهم مع ابناء مدينتهم السنة؟ لماذا لم يتضامن وادي النصارة مع تلكلخ السنية وهي تذبح؟ لماذا لم يتضامن مسيحيو اللاذقية وعلويوها مع الاحياء السنية التي استبيحت مرات ومرات من قبل الامن والشبيحة؟ لماذا لم يتضامن علويو جبلة مع ابناء جبلة السنة؟ لماذا ريف حماه السني تضامن مع المدينة التي ذبحت بينما بقي ريفها المسيحي والعلوي صامتا متفرجا ان لم يكن مشاركا في القمع؟ لماذا ريف السلمية العلوي لم يشارك السلمية الاسماعلية في تظاهراتها،،،؟ لن استطرد اكثر واتكلم عن الشبيحة الدروز الذي هاجموا قطنا وغيرها، ولن اتكلم عن الشبيحة المسيحيين الدي هاجموا تلكلخ، ولن اتكلم عن الشبيحة العلويين الذين هاجموا جبلة واللاذقية ومصياف…لن اتكلم عنهم بالتفصيل حرصا على (الوحدة الوطنية) و (العيش المشترك). سآقول كلمة صغيرة لهؤلاء جميعا : انكم بآفعالكم هذه تسيرون باتجاه حرب اهلية ستخسرون فيها مئات اضعاف ما تربحونه الان من اصطفافكم وراء هذا النظام الذي لم يهتم بكم الا كما يهتم الراعي بتسمين خرافه وتحضيرها للذبح. مازال بعض الوقت امامكم لتتضامنوا مع ابناء بلدكم، مع الاكثرية السنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى